المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الساقية تدور ببطء .. والشرب نقطة نقطة لا يروي عطش الصدارة



بركان
01-12-2016, 08:12 AM
يحافظ صراع الصدارة على قوته ليشكل العنوان البارز في النسخة الحالية من بطولة دوري المحترفين مع اقتراب الدورة الأولى من بطولة دوري المحترفين لخط النهاية ولا يزال السباق الثلاثي بين العروبة بطل النسخة الماضية ظفار والشباب والعروبة متواصلا مع استمرار ظفار في القبض على الصدارة بقوة في الجولات الماضية رغم المطاردة المستمرة من الشباب والعروبة وكذلك الفارق الضئيل الذي لا يتجاوز النقطتين عن الشباب والثلاثة عن العروبة صاحب المركز الثالث.
هذا التقارب يجعل الصورة غير واضحة وقابلة لحدوث أي متغيرات لذلك سيكون من الصعب إصدار مقاييس حقيقية وعادلة عن الفريق الذي يمكن أن يكون الحصان الأسود للنسخة الحالية ويسجل اسمه في السجل الذهبي وبالرغم من محافظة ظفار على الصدارة ووجود الشباب والعروبة على مقربة منه إلا أن الحسابات تبدو مفتوحة في المنافسة على اللقب باعتبار أن الوقت لا يزال مبكرا وكثير من الأحداث واردة وممكنة في ملاعب المستديرة فيما تبقى من مباريات في الدور الثاني الذي يمكن أن يشهد انقلابات كبيرة في مشهد التنافس.
الظاهر في دوران الدوري تصاعد التنافس بقوة بين جميع الفريق ورفضه أن يتوقف وأن يدخل في هدنة لحرص كل فريق على كسب النقاط مع اقتراب الدوري من نهاية نصفه الأول وحاجة معظم الفرق للفوز وتحسين موقفها في الترتيب وهو ما يرشح أن يشهد النصف الثاني قمة الإثارة والجدية والندية والحرص المشترك لحصد أكبر عدد من نقاط بغرض التقدم في الترتيب وتحسين الصورة.
الصراع على البقاء يجمع صراعا آخر بين عدة فرق للابتعاد عن دائرة الخطر نسبة لتقاربها في النقاط وتتنافس خمسة فرق في مقدمتها مسقط والضيف الجديد جعلان والمفاجأة الكبيرة تتمثل في وجود بطل النسخة الماضية فنجاء ووصيفه السويق ضمن فرق المؤخرة وهو ما ينذر بعواصف ربما تهب في الدور الثاني إذا استشعرت الفرق الكبيرة التي توجد في المؤخرة الخطورة وانتفضت واستعادت مستواها الفني المعروف.
وحسب النتائج والمستويات الفنية للفرق المشاركة في البطولة تكثر فرص الاحتمالات وتبدو كل الخيارات مفتوحة وممكنة بشأن الصدارة وكذلك صراع القاع في ظل مؤشرات تقارب المستوى الفني بين جميع الفرق وما يمكن أن يسفر عن نتيجة الصدامات التي ستحدث في الجولة المقبلة بين الفرق المتصارعة على الصدارة والباحثة عن حزام الأمان وتأمل نهاية الدور الأول بمكاسب وحوافز تدعمها فيما تبقى من المشوار.
ستكون فرصة بعض الفرق متاحة في أن تضاعف رصيدها من النقاط في الجولة الأخيرة المتبقية من النصف الأول للدوري وحدوث تعديلات على مراكز الترتيب واردة فيما ذلك الصدارة وتبدو إمكانية التغيير في منطقة الوسط والمؤخرة كبيرة لتقارب النقاط بين الفرق التي تحتل المركز السادس إلى الأخير.

العروبة يسعد جماهيره –

يجلس العروبة على صدارة الفرق الأكثر تسجيلا للأهداف يليه صحار ثم ظفار ويحتل الشباب المركز الرابع وتبدو العلاقة مرتبطة بوجود الفرق ذاتها في المراكز المتقدمة باستثناء فريق صحار الذي يحل في المركز الخامس بعد فريق النصر.
ويمثل تسجيل الأهداف أحد أهم عوامل التشويق في كرة القدم وما تنتظره الجماهير في كل مباراة حيث يكون كل تركيزها على الشباك.
نسبة الأهداف وإن بدأت متناسبة مع حصاد فرق المقدمة إلا أنها تعطي مؤشرات أخرى لا تضمن استمرار التفوق ولا استمرار تسجيل المزيد من الأهداف وذلك عند عقد مقارنة بين عدد الأهداف المسجلة ونوعية المباريات ففي بعض المباريات القوية تبدو مهمة الفرق صعبة في التسجيل وهو ما يجعل النتائج مرتبطة بظروف الفريق ومنافسه حيث ترجح في بعض المباريات كفة فريق على آخر بنسبة كبيرة تمكن صاحب الأفضلية من تحقيق فوز مريح وبعدد وافر من الأهداف فيما يكون تسجيل هدف وحيد بالنسبة للفريق ذاته في بعض المباريات أمرا صعبا ومعقدا.
الأمر الثاني فيما يتعلق بالأهداف يتمثل في غياب الأسماء المعروفة واستمرار التنوع في الأسماء التي تتصدر قائمة الهدافين ولا تزال الصدارة مسجلة باسم خليفة الجهوري (صحار) برصيد 9 أهداف ويليه كل من يونس المشيفري (الشباب) والمالي سامبا (النصر) وعصام البارحي (الرستاق) ومحمد الغساني (صحم) ولكل منهم 7 أهداف، وفرانك (النهضة) وضيوف (مسقط) ولكل منهم 6 أهداف ثم من جاجني بابا (جعلان) وسعيد بن عبيد آل عبدالسلام (الخابورة) وسعيد الرزيقي (ظفار) ولكل منهم 5 أهداف وفي قائمة الأربعة أهداف كل من الغاني لاوسن (ظفار) واليمني عبدالواسع المطري (العروبة) والمنذر العلوي (نادي عمان) وعبدالعزيز المقبالي (فنجاء).

الركن الفني: قوة تنافس في الوسط ومخاوف في المؤخرة –

كشفت بعض الفرق على قدرات جيدة في إجادة العطاء وتقديم الأفضل وتتجاوز تذبذب المستويات الفنية وهو الأمر الذي يحتاجه الدوري حتى يتجاوز محطات الجمود والركود في نمط محدد من التنافس والسباق على الصدارة أو المناطق الدافئة. استمرار تصاعد الأداء يضفي على الدوري ويمنحه الكثير من ألإيجابيات بجانب الإثارة ويساعد كثيرا في جذب الجمهور للمدرجات. أبرز الملاحظات الفنية في الجولات الماضية الأخيرة تتمثل في صعود فرق منطقة الوسط ونجاح بعضها في تحقيق النتائج الإيجابية وهو ما أشعل المنافسة ومنح الدوري ملامح جيدة جاذبة للمتابعين والمراقبين للمنافسة الأولى في برنامج مسابقات الكرة العمانية. وتبدو فرص الفرق التي توجد في منطقة الوسط كبيرة جدا في أن تتقدم في الترتيب نحو المقدمة وهو ما يتوقع أن يحدث انقلابا في الجدول إلا أن هذا يحتاج لجهد كبير من فرق المنطقة الوسطى وفي الوقت نفسه هذا يحتاج منها الاستفادة من الأخطاء ومعالجة السلبيات التي تؤثر على نتائجها.
تبرز العديد من النقاط الفنية التي تدعو وتفرض على بعض الفرق ضرورة إيجاد معالجات خاصة تلك التي خسرت نقاطها بسبب الأخطاء وكانت قريبة من الفوز أو تفادي الخسارة لذلك فإن المباريات المقبلة يتوقع أن تتخذ طابع الندية وربما تفرض نتائج التعادلات نفسها ويستمر التقدم في الترتيب بطيئا وهو ما يجعل كل الاحتمالات واردة في حسبة الصدارة والمؤخرة.

دائرة الضوء: صدارة النصف الأول بين الثلاثة –

يقبض فريق ظفار بيد من حديد على الصدارة ونجح في وضع متاريس في طريق الشباب الثاني والعروبة الثالث تحول دون أي منهما الاقتراب من المركز الأول رغم الفارق الضئيل وكانت فرصة العروبة جيدة في التقدم بقوة وإبعاد ظفار لولا الخسارة التي تعرض لها الفريق في الجولة الماضية وأفقدته فرصة الجلوس في القمة للمرة الأولى وكذلك دفع الشباب فاتورة بعض التعادلات التي حرمته من التعبير بوضوح عن الطفرة الفنية الكبيرة التي يعيشها الفريق في ظل قيادة مدربه وليد السعدي الذي يستحق جائزة أفضل مدرب في الدورة الأولى من بطولة دوري المحترفين.
الصدارة الثلاثية مرشحة للاستمرارية وأن تنتهي عليها مباريات الدور الأول مع وجود فرصة حدوث تغيير في المراكز بصعود فريق من الشباب والعروبة للمركز الأول وحرمان ظفار من أن ينهي السباق بصدارة.
حصول ظفار على المركز الأول وبفارق نقطتين عن الشباب وثلاث نقاط عن العروبة يضع الفريق الأحمر أمام تحد كبير ويؤجج الصراع والمنافسة بين الفرق الثلاثة في الجولة المقبلة وحرصهم على الفوز باعتبار أن أي خسارة ولو لنقطة وحيدة تعني تهديدا بفقدان فرصة الجلوس في المقدمة.

شروق –

• حقق فريق ظفار فوزا مهما على فريق صحار في واحدة من الاختبارات الصعبة التي تعرض لها الفريق المتصدر في سعيه للمحافظة على القمة وعدم التفريط فيها واستفاد الفريق من مستوياته الفنية الجيدة والتي مكنته من الحفاظ على تصاعد الأداء لينجح في التقدم بقوة والجلوس لأول مرة في سباق الدوري على الصدارة وهو ما يمنحه الدوافع والحوافز للدفاع بقوة عنها في الجولات المتبقية حتى يسترد وضعيته كفريق بطل ويعلن عن إمكانية استمرار لعبة الكراسي في منصة التتويج.
برهن فريق ظفار بأنه يستطيع الاستمرار في تقدمه الفني في ظل الاستقرار الفني والعمل الجيد الذي يؤديه المدرب المصري حمزة الجمل وجهود الإدارة الكبيرة للعودة بالفريق إلى المنافسة.
• واصل فريق الخابورة انتصاراته العريضة والقوية محافظا على نجاحاته في تجاوز العقبات الصعبة في مشواره وبعد أن حقق فوزا ثمينا على جعلان ليمضي الفريق بثقة ومعنويات عالية في تحسين موقعه في جدول الترتيب ليؤكد قدرته على الاستمرار في دوري الأضواء والابتعاد مبكرا عن عنق الزجاجة.
مهمة الخابورة لن تكون سهلة أبدا في ظل تقدمه على الفرق الكبيرة التي يمكنها أن تعود وتظهر عن وجهها الحقيقي لذلك فهو أمام خيارات صعبة تفرض عليه أهمية أن يضاعف من الجهود ويحافظ بقوة على مكاسبه في الدوري وأن لا يتراجع خطوات للوراء.
سيكون الخابورة أمام اختبار صعب في الجولة المقبلة في مواجهة فريق العروبة وهو ما يمثل تحديا حقيقيا له ومقياسا لمعرفة قدرته على الدفاع عن صحوته والاستمرار في حصد النقاط حتى يتقدم للأمام.
• قدمت جماهير بعض الفرق نموذجا جيدا وهي تشجع فرقها وتسانده بقوة وبحضور كبير وتواجد خلفها باستمرار خاصة في مباريات المهمة والقوية بغرض منح اللاعبين الدوافع والحوافز والجرعات المعنوية حتى تنجح في تخطي العقبات وتحصد النقاط.
ويمثل دعم الجماهير جانبا مهما وذا تأثيرات إيجابية ويعتبر أمرا مطلوبا في كرة القدم ومتى ما حضر الجمهور وشجع بحماس وحرارة ساهم ذلك في تقديم اللاعبين للعطاء الجيد والقوي ولعبوا ببسالة وشجاعة بحثا عن الانتصار.
بعض الجماهير لم تقصر تجاه فرقها ولعبت دورا مهما في دعمه وتقدمه واستمرار دعمها سيكون له الباع الطويل في مواصلة الأداء الطيب والعطاء الذي يثمر عن نجاحات وانتصارات وحضور مشرّف فيما تبقى من مباريات.
• استعاد صحم توازنه وعاد لتحقيق النتائج الإيجابية ونجح في كسب فريق العروبة ليتقدم خطوة للأمام بعد أن توقف عن الزحف للمقدمة بسبب بعض النتائج التي جعلته يفقد النقاط ويمثل هذا الفوز نفضا لغبار الجولات الماضية وعودة للفريق الأزرق لحصد النقاط واستعادة وضعيته كفريق كبير يملك القدرات وقادر على أن ينافس على الألقاب.
الفوز على العروبة صاحب المركز الثالث منح صحم معنويات جيدة ودوافع قوية لمواصلة مشوار الانتصارات وزيادة الرصيد حتى يضمن أحد المراكز المتقدمة ويعوض بعض أحلامه التي ظلت حاضرة عند جماهيره مع بداية أي موسم كروي ومنذ انطلاق بطولة دوري المحترفين.

غروب –

• لم ينجح فنجاء في أن يحجز له موقعا متقدما يتناسب ووضعيته كبطل للدوري مطالبا بالدفاع عن لقبه ورغم الفوز الذي حققه الفريق على نادي مسقط بثلاثية إلا أن مؤشرات استقرار المستوى الفني للفريق لا تزال غائبة وظهر ذلك في تذبذب المستوى بين مباراة وهو ما ظهر جليا في أداء الفريق الذي قاده للتعادل مع الرستاق بهدفين لكل رغم الفوارق الفنية والكبيرة والخبرات.
عانى فريق فنجاء في هذا الموسم من داء جديد نزيف النقاط وافتقد شخصيته لذلك ضاعت صورته وأصبحت باهتة وهو ما جعل الفرق التي تواجهه تكون أكثر طمعا في الحصول على النقاط في مشهد يوضح التراجع الفني الكبير الذي يعاني منه الفريق في هذا الموسم وهو ما يتطلب تكثيف العمل وإيجاد معالجات سريعة للسلبيات التي يعني استمرارها قصم ظهر الفريق الأصفر والمزيد من التراجع في الترتيب.
تأثر فنجاء في معظم مبارياته بعدم قدرة فريقه على استغلال الفرص ثم الوصول إلى شباك منافسيه وفي الوقت نفسه باتت شباكه تستقبل تقريبا هدفا في كل مباراة.
• وضع نادي مسقط نفسه في موقف صعب بوجوده في المركز قبل الأخير ليواجه الفريق بمعادلات صعبة تضعه أمام حسابات التركيز على الفوز وتقليل الخسائر في ما تبقى من الدوري حتى لا يجد نفسه في سكة الطريق الذي يقود للخروج من بطولة دوري المحترفين خاصة أن الفريق عانى من هذا الأمر في الموسم الماضي ولكنه تدارك الأمر في الأسابيع الأخيرة من الدوري وليس كل مرة تسلم الجرة.
فريق مسقط يملك قدرات طيبة ويمتاز بالأداء القوي والجاد رغم سوء النتائج وهو ما يجعل الفريق بحاجة للتنظيم الفني الجيد والتجانس حتى ينجح الفريق في إخراج كل ما لديه من قدرات وإمكانيات في الملعب.
• تحول فريق النهضة لحالة تستحق الوقفة في الدوري وهو يقدم نموذجا عجيبا للتباين في المستوى الفني بين ليلة وضحاها وبعد أن نجح الفريق في تحقيق فوز ثمين وغال على فريق ظفار المتصدر ليؤكد عبره أنه لا يزال يتمتع بقوة الفرق الكبيرة عاد الفريق ليخسر من فريق النصر ويعود مرة أخرى لمربع خسارة النقاط والتراجع ليجد الفريق نفسه مع اقتراب نهاية الدور الأول في مركز متأخر لا يتناسب وتاريخ الفريق في المنافسة وباعتباره ضمن الفرق الكبيرة التي سجلت اسمها في سجل البطولات.
تراجع مستوى النهضة بدأ يشكل القاسم المشترك في معظم مبارياته وهو ما يقود منافسيه للتفكير في كسب النقاط دون أي مخاوف من مقاومة تذكر وهو ما يعني أن هيبة الفريق باتت في خطر واستمرار هذا الأمر سيشكل خطورة كبيرة على الفرقة الخضراء التي ودعت الكأس بسبب خطأ فني.
• واصل الدوري عاداته في غياب أسماء بارزة في قائمة الهدافين تكشف عن وجود قناصين ولاعبين يملكون قدرات هجومية كبيرة تمنحهم القدرة على الاستفادة من الفرص وتسجيل الأهداف وهو ما يشكل أكبر المشاكل التي تعاني منها الكرة العمانية التي لا تزال تبحث عن المهاجم القناص الذي يثري الدوري وفي الوقت نفسه يحل مشكلة غياب المهاجم صاحب اللمسات القاتلة الذي يحتاجه المنتخب الوطني الأول وبات غيابه يؤثر سلبا على مشاركاته الخارجية.

جريدة عمان
01/12/2016