ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
26-01-2017, 11:56 PM
لــوحــات مـن مــرســـم الأبــجــديــة
http://s24.s-oman.net/i/00072/ejk90iskq26h_t.jpg (http://s24.s-oman.net/i/00072/ejk90iskq26h.jpg)
منذ تعثرت بحبك ، في صدفة ذات أذار بهيج ، وقدر من أحلى الأقدار ؛ من يومها ، كنتُ ومازلتُ أراكِ في سككِ ودروبِ دمشق ؛ دمشقيةً حرةً جميلةً ، لا أحدٌ يُشبهُ صورتها إلا وجه دمشق بكل ياسمينه وقبابه وكنائسه ومساجده وحاراته وناسه الطيبين .. كنتُ ومازلتُ أراكِ أجملُ قصيدة شعرٍ تنبضُ بالحياة وبالجمال وبالعناد المتحدي للموت .. في مراتٍ لا تُحصىَ أحاول أن أرسمكِ بالكلمات فأتفاجأ أنكِ ذاتكِ القصيدةُ والبحرُ والكلمات !!
أرصفة دمشق وشوارعها تليق بطقاتِ خطاكِ . يا حبيبتي . يا شبيهةَ الياسمين يداً وخدًّا . كل شيءٍ عند حضور طيفكِ يمتلئ بك ؛ من فستانكِ الراقي الذي تخرج من تحاديدهِ قصائدي ، إلى شعركِ الغزير الذي أحب أن تختبىءُ في غابتهِ السوداء طفولة قلبي ، مروراً بعينيكِ الفستقيتين ، وشفتيكِ اللوزيتين المدهشتين ، ثم صوتكِ ، ذاك الشامي الحلو الذي لا أملُّ أبدأ من سماعهِ وحديثهِ والذي يُشعرني دوما بعذوبةِ أنوثتكِ ورقتك ، و ... وأشياءٌ كثيرة من تفاصيلِ جمالكِ الرباني واناقتك المبهرة ، تعرفها عينايَ وقلبي ورسومُ دفاتري !!
تقبليني أبجدية قلب رسمتك في بعض حروف وكل عام وانت دمشق .
*******
كانت عند البحر .. وكنتُ هنا أغرق كالطفل الحالم باللؤلؤ والمرجان والأصداف وبأعماقٍ نامت فيها تحت الزرقةِ سفينة حلمٍ تاهت ذات قدرٍ في عصفِ الريح ومطر ليلٍ أسود .. أغرقُ في نصٍّ مكتوبٍ بطشاشِ البحر وبخط نزقي يُرعشه الشوق .. كانت تكتبُ عند البحر وبعد نصفِ يومٍ هناك ، رأيتها هنا ، وصرخت من الفرحة : يا أنتِ .. يا من لا أعرف منكِ إلا نبضكِ عبر الحرف ، نصكِ بحرٌ من كلماتٍ وأنا من زمنٍ محتاجٌ لقيلولةِ ليلٍ ولوشوشةٍ من بحرٍ ولبعضِ حنينٍ مكتوب .
******
آخـرُ الليل .. أمشي معها .. نـلـوبُ في شوارعِ المدينةِ المتثائبة .. يشاكسني عطرها الغيمي بحفيفِّ وشاحاته فتنفتح لدي شهية الكلام .. نجلسُ بَـعـضَ وقتٍ من دقائقٍ تحت حديقةِ السماء حيثُ ربيع الكونِ منثور بأنجمهِ وكواكبهِ وقمرهِ السارح بضيائهِ الشاعري الخجول .. في هدأةِ هذا الليل يحضنني صوتها بدفئه ، فأنسى فيه الوقتُ والمكانُ وأعيشها ؛ قصيدةً نغميةً جديدة ، يقينا غداً ستطير عصفورة حب وتحط على شبابيك صباحات الدنيا بما يشبه القداس أو بعض مزامير من ضوء في أصبوحةِ يومٍ يغمره الدفء !!
******
http://s24.s-oman.net/i/00072/7nnarzz76vl9_t.jpg (http://s24.s-oman.net/i/00072/7nnarzz76vl9.jpg)
في داخلها قلبٌ نقي ما يزال محتفظا بطفولة المطر .. ما يزال ينبضُ بأناشيدِ الهطولِ الطفلة :
مطر . مطر . مطر !!
بالنعمةِ انهمر !!
تهللي يا أرضنا السمراء
واستقبلي هدية السماء
مطر . مطر . مطر !!
ما يزال قلبها معانقا المدىَ والسكك والريح وهي تغني تحت زخات الغيم المنهمرة وجدائلها السمر المبتلة ترقص نشوانة :
يا طِفلةً تحت المطر ..
تركضْ واتبعها بنظر
تركضْ تبي البابِ البعيد ..
تضحك على الثوبِ الجديد ..
وابـتـلْ ...
ابـتـل الشــعـر !!
شكرا لمن أهدتني في رسالتها كمشةً من ترابِ وطنها الغالي الممزوجِ بعطرِ المطر .. شكرا .. شكرا صديقتي .. شكرا لعطر الطين .
*****
http://s24.s-oman.net/i/00072/ub9hlc352980_t.jpg (http://s24.s-oman.net/i/00072/ub9hlc352980.jpg)
ثمة إمرأةٌ تُزلزلُ كل كيانك .. تُشعلك بعد انطفاء وتمنحك الدفء فلا تخشى من أي بردٍ أو ريح زعزعٍ أو صقيعٍ حين تكون بالقرب .. ثمة إمرأة ممكن أن تصير أجملَ ديوان شعر تحب أن تقرأهُ بكل عطشِ وشغفِ القراءة وأن يتعطر به وقتك دون أن تملَّ من ياسمينِ عطره أوتضجر من أبجديةِ وشوشته .. ثمة إمرأة يكفيكَ منها أن تضمك بحنان صادق فتشعر وأنت متدثر بعناقها الحميم بأمان الدنيا وبهجتها .. ما أروعها من لحظة تهدى في لحظة احتياج حين تشبك أصابعك بسنابل أصابعها وهي تقول بكل صدق الوفاء :
أنا لك قلبا وحياة وعمرا وسراجا منيرا ، فتعيش وأنت في بيدر هذه الأصابع كأنك في الجنة .. مثل هذه الاستثنائية تستحق أن نهديها أصدق حب وأن نعيشها كحياةٍ مليئة حتى آخر عمر !!
بـقـلـمـي / ســــعـيد مصــبـح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
http://s24.s-oman.net/i/00072/ejk90iskq26h_t.jpg (http://s24.s-oman.net/i/00072/ejk90iskq26h.jpg)
منذ تعثرت بحبك ، في صدفة ذات أذار بهيج ، وقدر من أحلى الأقدار ؛ من يومها ، كنتُ ومازلتُ أراكِ في سككِ ودروبِ دمشق ؛ دمشقيةً حرةً جميلةً ، لا أحدٌ يُشبهُ صورتها إلا وجه دمشق بكل ياسمينه وقبابه وكنائسه ومساجده وحاراته وناسه الطيبين .. كنتُ ومازلتُ أراكِ أجملُ قصيدة شعرٍ تنبضُ بالحياة وبالجمال وبالعناد المتحدي للموت .. في مراتٍ لا تُحصىَ أحاول أن أرسمكِ بالكلمات فأتفاجأ أنكِ ذاتكِ القصيدةُ والبحرُ والكلمات !!
أرصفة دمشق وشوارعها تليق بطقاتِ خطاكِ . يا حبيبتي . يا شبيهةَ الياسمين يداً وخدًّا . كل شيءٍ عند حضور طيفكِ يمتلئ بك ؛ من فستانكِ الراقي الذي تخرج من تحاديدهِ قصائدي ، إلى شعركِ الغزير الذي أحب أن تختبىءُ في غابتهِ السوداء طفولة قلبي ، مروراً بعينيكِ الفستقيتين ، وشفتيكِ اللوزيتين المدهشتين ، ثم صوتكِ ، ذاك الشامي الحلو الذي لا أملُّ أبدأ من سماعهِ وحديثهِ والذي يُشعرني دوما بعذوبةِ أنوثتكِ ورقتك ، و ... وأشياءٌ كثيرة من تفاصيلِ جمالكِ الرباني واناقتك المبهرة ، تعرفها عينايَ وقلبي ورسومُ دفاتري !!
تقبليني أبجدية قلب رسمتك في بعض حروف وكل عام وانت دمشق .
*******
كانت عند البحر .. وكنتُ هنا أغرق كالطفل الحالم باللؤلؤ والمرجان والأصداف وبأعماقٍ نامت فيها تحت الزرقةِ سفينة حلمٍ تاهت ذات قدرٍ في عصفِ الريح ومطر ليلٍ أسود .. أغرقُ في نصٍّ مكتوبٍ بطشاشِ البحر وبخط نزقي يُرعشه الشوق .. كانت تكتبُ عند البحر وبعد نصفِ يومٍ هناك ، رأيتها هنا ، وصرخت من الفرحة : يا أنتِ .. يا من لا أعرف منكِ إلا نبضكِ عبر الحرف ، نصكِ بحرٌ من كلماتٍ وأنا من زمنٍ محتاجٌ لقيلولةِ ليلٍ ولوشوشةٍ من بحرٍ ولبعضِ حنينٍ مكتوب .
******
آخـرُ الليل .. أمشي معها .. نـلـوبُ في شوارعِ المدينةِ المتثائبة .. يشاكسني عطرها الغيمي بحفيفِّ وشاحاته فتنفتح لدي شهية الكلام .. نجلسُ بَـعـضَ وقتٍ من دقائقٍ تحت حديقةِ السماء حيثُ ربيع الكونِ منثور بأنجمهِ وكواكبهِ وقمرهِ السارح بضيائهِ الشاعري الخجول .. في هدأةِ هذا الليل يحضنني صوتها بدفئه ، فأنسى فيه الوقتُ والمكانُ وأعيشها ؛ قصيدةً نغميةً جديدة ، يقينا غداً ستطير عصفورة حب وتحط على شبابيك صباحات الدنيا بما يشبه القداس أو بعض مزامير من ضوء في أصبوحةِ يومٍ يغمره الدفء !!
******
http://s24.s-oman.net/i/00072/7nnarzz76vl9_t.jpg (http://s24.s-oman.net/i/00072/7nnarzz76vl9.jpg)
في داخلها قلبٌ نقي ما يزال محتفظا بطفولة المطر .. ما يزال ينبضُ بأناشيدِ الهطولِ الطفلة :
مطر . مطر . مطر !!
بالنعمةِ انهمر !!
تهللي يا أرضنا السمراء
واستقبلي هدية السماء
مطر . مطر . مطر !!
ما يزال قلبها معانقا المدىَ والسكك والريح وهي تغني تحت زخات الغيم المنهمرة وجدائلها السمر المبتلة ترقص نشوانة :
يا طِفلةً تحت المطر ..
تركضْ واتبعها بنظر
تركضْ تبي البابِ البعيد ..
تضحك على الثوبِ الجديد ..
وابـتـلْ ...
ابـتـل الشــعـر !!
شكرا لمن أهدتني في رسالتها كمشةً من ترابِ وطنها الغالي الممزوجِ بعطرِ المطر .. شكرا .. شكرا صديقتي .. شكرا لعطر الطين .
*****
http://s24.s-oman.net/i/00072/ub9hlc352980_t.jpg (http://s24.s-oman.net/i/00072/ub9hlc352980.jpg)
ثمة إمرأةٌ تُزلزلُ كل كيانك .. تُشعلك بعد انطفاء وتمنحك الدفء فلا تخشى من أي بردٍ أو ريح زعزعٍ أو صقيعٍ حين تكون بالقرب .. ثمة إمرأة ممكن أن تصير أجملَ ديوان شعر تحب أن تقرأهُ بكل عطشِ وشغفِ القراءة وأن يتعطر به وقتك دون أن تملَّ من ياسمينِ عطره أوتضجر من أبجديةِ وشوشته .. ثمة إمرأة يكفيكَ منها أن تضمك بحنان صادق فتشعر وأنت متدثر بعناقها الحميم بأمان الدنيا وبهجتها .. ما أروعها من لحظة تهدى في لحظة احتياج حين تشبك أصابعك بسنابل أصابعها وهي تقول بكل صدق الوفاء :
أنا لك قلبا وحياة وعمرا وسراجا منيرا ، فتعيش وأنت في بيدر هذه الأصابع كأنك في الجنة .. مثل هذه الاستثنائية تستحق أن نهديها أصدق حب وأن نعيشها كحياةٍ مليئة حتى آخر عمر !!
بـقـلـمـي / ســــعـيد مصــبـح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ