القعقــــــاع
06-02-2017, 12:14 PM
قبل أن يرتدّ الطرف
يبحثُ عن ورقة الزمان العتيقة، ومحبرتِه المضرَّجة بالحبر الزاكي… ليخطَّ مخبوءَ الحُبّ.. وينقشَ مكنوناتِ المشاعر… تفكّرَ قليلاً...لماذا يبحث عن الورقة والمحبرة العتيقتين في زمن لوحة المفاتيح المتطورة العجيبة…!
هل لأنَّ عطرَ الماضي يسكن تلك الأوراق...؛ فهي وحدَها تنشرُ ياسمينَه… وحدَها تنفثُ رياحينَه.. وحدَها تبعثُ سوسنَه.. أو أنَّ لوحةَ المفاتيح فاقدةُ المشاعر… مَيّتةُ العواطف… فلا تحسّ..وهو يريد نسْجَ الأحاسيس، وترصيعَ المشاعر... ولا يجيد ذلك مثلُ القلم..!؟
يُمسك بالقلم.. يَسكبُ فيه الحبر.. لا.. لا.. لا… ليس الحبر بل الحُبّ… والشوق.. والحنين؛ لأن تلك المحبرة لم تكن يومًا محبرة.. إنما (غاليةُ) الحُبّ المُحْكَمةُ الإغلاق.. الممتلئةُ بالمواقف المدهشة... والمخزونةُ بالمشاهد المثيرة… يسكب فيه القطرات... القطرات فحسب... ؛ فالقلمُ لا يتسع إلا للقطرات... فهو لا يَطيقُ فورةَ المشاعر الثاوية.. ولا ثوةَ الحنين المخدر بإبر النسيان و مسكّنات الهجر... قطراتٌ قليلة كافية لتملأَ صفحاتٍ كثيرةً لا تسعها الكُتُب...؛ لأنها لن تنتظم في ملزمتها، فهي مسكونةُ بالأحرف المتمردة... والكلمات الهائمة.. والعبارات الشاردة… كل حرفٍ كتاب.. وكل كلمةٍ كُتُب… أمسكَ بالقلم… لا.. لا.. لا.. ليس القلم..! لم يعد القلمُ قلمًا بعد تلك القطرات... إنما قلبٌ عادت إليه الحياة.. يخفق أو ينزف لا يهمّ.. المهمُّ أنه قلبٌ حيّ… يكتبُ بأَحْرُف الألم أم بأحرف الأمل..!؟ لايهمّ.. يسطر كلماتِ الحزن أم كلمات الفرح… لا يهمّ… المهمُّ أنه يكتب... كتب أول حرف... يا إلهي!! إنه يخترق الورقة… يُذيبها... إنها تئِنّ.. تتألم… تستصرخ…! : توقف.. حسبُك... لا أطيق.. فهذا ليس حرفًا حتى أتحمَّلَه… إنها روحٌ مثقلة تنوءُ بالجبال… كيف لك يا حرف أن تحملها!؟ ما أقواك...! ما أجلدَك...! ما أصبرَك...!
يُجيب الحرف…: ولا أنا أقوى على حملها… لكني تماهيت معها- كما تماهت معها المحبرة… كما تماهى معها القلم- حتى غدوتُ الروحَ نفسَها… لكِ الآن أيَّتُها الورقةُ أن تكوني تلك الروح… ذابت الورقة في بحر الحرف… غرقت أم نجت لايهمّ… بقيت صفحةً أم تحولت حرفًا لا يهمّ… المهمُ أنها أمست ذاتَ الحُبّ وذاتَ المشاعر..
ظلتّ الحروفُ تتولى منسكبةً على الصفحات… عفوًا على نفسها.. فقد نسيتُ أنها تماهت... توالت الحروفُ لتتعانق كلماتٍ… لا بل أروحًا... كلُ روح تسبحُ في عوالمها الحالمة… تسجلُ مشاهدَها المؤثرة… وترسمُ ذكرياتِها الغائرة… وتقتنصُ صورَها الهاربة…
.. ظلّ كذلك... يكتب… ويكتب… ويكتب… حتى حسب أنه فرغ… وهو لم يفرغ… ولن يفرغ.. فالقطرةُ الأولى مازال أكثرُها عالقًا في القلم… بل في القلب المَشُوق القَلِق... والمحبرةُ تفيض بالحُبّ المتدفق أمواجًا لا ينقطع مددُه…
وما هي إلا لحظاتٌ قليلة حتى تبين له أن الحبّ لم يكن يوما ليُكتب.. فلم يُكتب… ولن يُكتب… إنما هو روحٌ طاهرة من عالم آخر تُجَنِّحُ من أقصى قلبٍ مُحبٍّ إلى أقصى قلبٍ مُحبٍّ دونَ واسطةٍ قبلَ أن يرتدّ الطَّرْف…
*الغالية زجاجة العطر.
https://www.youtube.com/watch?v=4IIrpBbRvfc
يبحثُ عن ورقة الزمان العتيقة، ومحبرتِه المضرَّجة بالحبر الزاكي… ليخطَّ مخبوءَ الحُبّ.. وينقشَ مكنوناتِ المشاعر… تفكّرَ قليلاً...لماذا يبحث عن الورقة والمحبرة العتيقتين في زمن لوحة المفاتيح المتطورة العجيبة…!
هل لأنَّ عطرَ الماضي يسكن تلك الأوراق...؛ فهي وحدَها تنشرُ ياسمينَه… وحدَها تنفثُ رياحينَه.. وحدَها تبعثُ سوسنَه.. أو أنَّ لوحةَ المفاتيح فاقدةُ المشاعر… مَيّتةُ العواطف… فلا تحسّ..وهو يريد نسْجَ الأحاسيس، وترصيعَ المشاعر... ولا يجيد ذلك مثلُ القلم..!؟
يُمسك بالقلم.. يَسكبُ فيه الحبر.. لا.. لا.. لا… ليس الحبر بل الحُبّ… والشوق.. والحنين؛ لأن تلك المحبرة لم تكن يومًا محبرة.. إنما (غاليةُ) الحُبّ المُحْكَمةُ الإغلاق.. الممتلئةُ بالمواقف المدهشة... والمخزونةُ بالمشاهد المثيرة… يسكب فيه القطرات... القطرات فحسب... ؛ فالقلمُ لا يتسع إلا للقطرات... فهو لا يَطيقُ فورةَ المشاعر الثاوية.. ولا ثوةَ الحنين المخدر بإبر النسيان و مسكّنات الهجر... قطراتٌ قليلة كافية لتملأَ صفحاتٍ كثيرةً لا تسعها الكُتُب...؛ لأنها لن تنتظم في ملزمتها، فهي مسكونةُ بالأحرف المتمردة... والكلمات الهائمة.. والعبارات الشاردة… كل حرفٍ كتاب.. وكل كلمةٍ كُتُب… أمسكَ بالقلم… لا.. لا.. لا.. ليس القلم..! لم يعد القلمُ قلمًا بعد تلك القطرات... إنما قلبٌ عادت إليه الحياة.. يخفق أو ينزف لا يهمّ.. المهمُّ أنه قلبٌ حيّ… يكتبُ بأَحْرُف الألم أم بأحرف الأمل..!؟ لايهمّ.. يسطر كلماتِ الحزن أم كلمات الفرح… لا يهمّ… المهمُّ أنه يكتب... كتب أول حرف... يا إلهي!! إنه يخترق الورقة… يُذيبها... إنها تئِنّ.. تتألم… تستصرخ…! : توقف.. حسبُك... لا أطيق.. فهذا ليس حرفًا حتى أتحمَّلَه… إنها روحٌ مثقلة تنوءُ بالجبال… كيف لك يا حرف أن تحملها!؟ ما أقواك...! ما أجلدَك...! ما أصبرَك...!
يُجيب الحرف…: ولا أنا أقوى على حملها… لكني تماهيت معها- كما تماهت معها المحبرة… كما تماهى معها القلم- حتى غدوتُ الروحَ نفسَها… لكِ الآن أيَّتُها الورقةُ أن تكوني تلك الروح… ذابت الورقة في بحر الحرف… غرقت أم نجت لايهمّ… بقيت صفحةً أم تحولت حرفًا لا يهمّ… المهمُ أنها أمست ذاتَ الحُبّ وذاتَ المشاعر..
ظلتّ الحروفُ تتولى منسكبةً على الصفحات… عفوًا على نفسها.. فقد نسيتُ أنها تماهت... توالت الحروفُ لتتعانق كلماتٍ… لا بل أروحًا... كلُ روح تسبحُ في عوالمها الحالمة… تسجلُ مشاهدَها المؤثرة… وترسمُ ذكرياتِها الغائرة… وتقتنصُ صورَها الهاربة…
.. ظلّ كذلك... يكتب… ويكتب… ويكتب… حتى حسب أنه فرغ… وهو لم يفرغ… ولن يفرغ.. فالقطرةُ الأولى مازال أكثرُها عالقًا في القلم… بل في القلب المَشُوق القَلِق... والمحبرةُ تفيض بالحُبّ المتدفق أمواجًا لا ينقطع مددُه…
وما هي إلا لحظاتٌ قليلة حتى تبين له أن الحبّ لم يكن يوما ليُكتب.. فلم يُكتب… ولن يُكتب… إنما هو روحٌ طاهرة من عالم آخر تُجَنِّحُ من أقصى قلبٍ مُحبٍّ إلى أقصى قلبٍ مُحبٍّ دونَ واسطةٍ قبلَ أن يرتدّ الطَّرْف…
*الغالية زجاجة العطر.
https://www.youtube.com/watch?v=4IIrpBbRvfc