المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رياح الخليج ...



ابوقيس99
14-02-2017, 06:27 AM
" رياح الخليج - رياض نجيب الريّس "
( بدايات مجلس التعاون والصراع العربي - الإيراني ١٩٨٠-١٩٩٠)

• بعدما لملمت بريطانيا أمتعتها - بصورة شكلية - للرحيل من الخليج بعد إقامة طويلة ، أصبح الباب مفتوحاً أمام تغيّرات أساسية ومؤلمة في خريطة الخليج العربي ..

• صرح روجر ديفيد - مسؤول أمريكي - بعد إنسحاب بريطانيا الظاهري " ليست دول الخليج استعادت حريتها ، بل الولايات المتحدة نفسها تشعر للمرة الأولى بأنها استعادت حريتها الاقتصادية والسياسية والدفاعية في الخليج .."

• عملت أمريكا على المحافظة على مصالحها في دول الخليج بعد الفراغ البريطاني ، بواسطة شرطي المنطقة ( إيران ) وصار الخليج بأكمله للطرف الإيراني بالوكالة والأصالة ، وبعد سقوط نظام الشاه أعادت أمريكا حساباتها من جديد ..

• اتفق وزراء خارجية دول الخليج في مؤتمر الرياض من تشكيل هيئة لتنظيم التعاون بين دول الخليج في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والصناعية والثقافية ، على شكل مجلس التعاون الخليجي ، وكانت هذه هي بدايات مجلس التعاون نتيجة ورقة عمل كويتية تقدم بها الشيخ صباح الأحمد الجابر وزير خارجية الكويت في ١٩٧٩ م ..

• اهم الاحداث التي دفعت بالمشروع الكويتي ( مشروع مجلس التعاون الخليجي - حسب وجهة نظر الكاتب ) الى السطح وبمؤتمر وزراء خارجية دول الخليج للانعقاد :
- تولي ريغان الحكم في أمريكا ، وانتهاج سياسة جديدة تقوم على المجابهة مع الاتحاد السوفيتي والدفاع عن مصالح أمريكا الحيوية وأهمها الخليج .
- طرح ليونيد بريجينيف للمشروع السوفيتي لأمن وسلامة الخليج .
- استمرار الحرب العراقية الإيرانية
- رفض ايران الواسطة الاسلامية ، وازدياد الصراع الداخلي على الحكم بين مراكز القوى في طهران .
- عودة الديمقراطية البرلمانية بمواصفات جديدة الى الكويت في انتخابات ١٩٨٢
- تجميد الخلافات الشخصية والحدودية داخل بعض الأنظمة الخليجية
- تصعيد الخلافات العربية والانقسام العربي
- التحرك الأوربي في قضية الشرق الاوسط
- وصول الاتحاد السوفيتي الى مشارف الخليج عن طريق الوجود العسكري في أفغانستان واليمن الجنوبي

• من اهم الاجتماعات ، اجتماع مسقط في عام ١٩٨١م ، حيث تم الاتفاق على الهيكل التنظيمي لمجلس التعاون ووقعوا على ٢٢ مادة أساسية ، وبحثوا تفويض المجلس الأعلى المؤلف من حكام الخليج تصفية المنازعات بينهم ، وكان اول امين عام كويتياً ..

• صرح يوسف بن علوي - وكيل وزارة الخارجية آنذاك - رداً على سؤال عما إذا كان مجلس التعاون سيقتصر على الدول الخليجية الستة ، ام سيبقى مفتوحاً أمام دول اخرى ، اجاب : " ان مجلس التعاون الخليجي قبل كل شي ليس منظمة إقليمية بحيث يمكن لأية دولة في المنطقة ان تنضم اليه . إنما هو مجلس يضم دولاً متشابهة في الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .."

• في ما يخص الموضوع الأمني الذي ناقش العُمانيون انه لا يدخل في إطار عمل مجلس التعاون ، وانه يقع ضمن طبيعة العلاقات الثنائية ..
لذلك كانت نظرة الخليجين لعُمان ، ان الجانب العُماني مفاوض صعب ، حيث تمسكت عُمان ان يكون الحاضرون هم الحكام أنفسهم ولا ينوب عنهم احد ، ومن ثم تساهلت عُمان في هذا الموضوع بحيث تسير الاجتماعات حسب الظروف الواقعية ..

• تم الاتفاق ان لا تكون لهذا المجلس تعطيل اي خلال بين دولة ودولة اخرى ، وان يكون القرار بالأكثرية ..

• الكويت كانت مهووسة بفكرك وحدة الخليج باي شكل من اشكالها ، سواء الفيديرالي او الكونفيدرالي او الاندماجي ..

• تسمية مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية من اقتراح السلطان قابوس بن سعيد ، واجتمع قابوس بصدام حسين وأبلغه نيابة عن دول الخليج بهذا الكيان الوليد ، وبارك صدام هذه الخطوة مما ادى الى مساعدته في حربه مع ايران .

• ويمكن القول بان مجلس التعاون يوفر الإطار لدول الخليج للجلوس مع بعضها البعض والتفكير بصوت عال ، وعبارة عم تكتل سياسي وإقليمي صغير ..

• السوفيات في عدن والأميركان في مسقط ..
في اجتماع وزراء الخارجية الخليجين في مسقط ١٩٨١م ، اثار وزير الخارجية الكويتي عدة نقاط مهمة وصريحة منها :
- خوف عُمان من تهديدات اليمن الجنوبي
- مطالبة عُمان بالعودة الى مقررات بغداد ..
- التسهيلات العُمانية للقوات الامريكية من خلال القواعد ..
فرد وزير الخارجية العُماني آنذاك ( قيس الزواوي ) انه عُمان لن تقطع علاقاتها مع مصر ، وأضاف ان دولة المجلس قطعت علاقاتها مع مصر وشبه هذا الإجراء بالنفاق ، وحث دول الخليج الخروج منه ..
ورد الزواوي ان عُمان لن تتخلى عن هذا الاتفاق الا اذا أرسلت دول الخليج بوارجها وأساطيلها وجيوشها الى المحيط الهندي وبحر العرب ومضيق هرمز دفاعاً عن سلامتها !!
وأضاف الزواوي ان لعُمان تجربة مع دول الخليج ، فهي قد واجهت وحدها في حرب ظفار ، وطلبت العون العسكري والمادي من الكل من دون ان يستجيب احد !
وأردف قائلاً " ان لعُمان علاقة خاصة مع أمريكا اكثر من اي دولة خليجية اخرى" .

• مجلس التعاون الخليجي ، ما يزال هيكلاً عظمياً ويحتاج الى الكثير من اللحم ..
الأنظمة الخليجية تتمنى لو كان في مقدورها ان تمنح كل القواعد والتسهيلات التي يريدها الغرب ، ولكنها تخشى من إثارة العواطف الوطنية المعادية للغرب وعودة ذكريات الاستعمار القديم ، واستبدلت بعض الدول ان تكون القوة الغربية على شكل سفن وبوارج في عرض البحر ..

• دول الخليج لا يمكن لها التكامل والتعاون من دون عُمان ، لانها الدولة الاهم موقعاً جغرافيا. وامتدادًا بشرياً من غيرها ..

• كانت الاولوية العُمانية من قيام مجلس التعاون هو الأمن ..
وظل الموقف العُماني رافضاً للموقف الآخر القائل إن القوة الاقتصادية يجب ان تتحقق أولاً ومن ثم تأتي بعد ذلك تحقيق القوة الأمنية ..

• في عام ١٩٨١ م ، تقدمت عُمان بمشروع الى المجلس الوزاري لمجلس التعاون ينص على مدّ خط أنابيب للنفط يمر في الاراضي العُمانية ويتفادى مضيق هرمز وموانئ الخليج الخليج العربي ويصب في مياة بحر العرب على المحبط الهندي مباشرة ، وقالت عُمان في تقديمها للمشروع ، إنه لما كان الكل يتخوف من احتمال إغلاق مضيق هرمز ، فانه من الضروري النظر في بديل يكفل استمرار تدفق النفط الى العالم من غير ان يكون هرمز شريان تسربه الوحيد ..
ويبدا خط الأنابيب من الكويت وبمر بالسعودية والإمارات حتى عُمان ، ويرتبط هذا الخط بخط اخر لجر النفط القطري والبحريني ..
وقدمت عُمان دراسة من فوائد هذا المشروع اهمها ، خفض رسوم التامين الباهضة على ناقلات النفط التي تعبر الخليج ، وسيقلل الى حد كبير من مشكلة التلوث ..
الا ان هذا المشروع لم يتحقق لأسباب سياسية !

• اقترحت عُمان على لسان وزير خارجيتها قيس الزواوي ، ان بلاده على استعداد للتخلي عن اتفاق التسهيلات الامريكية اذا كانت دول مجلس التعاون على استعداد لدفع ملياري دولار خلال السنوات العشر القادمة لتطوير المرافق العسكرية العُمانية نفسها ..
طُلب من الزواوي ان يودع نسخة من الاتفاقية العُمانية - الامريكية، لدى الامانة العامة ، فوافق الزواوي بشرط ان تضع دول الخليج نسخ من كل اتفاقاتها مع الدول الأجنبية ، سكت الحاضرون ولَم يعلق احد منهم بشئ !!

• سعت دول الخليج في التعامل مع الاشقاء العرب على المحافظة على الحد الأدنى من العلاقات ..

• كانت القمة الخليجية الخامسة ، التي انعقدت في الكويت في ١٩٨٤، قمة الهموم الصغيرة التي انحصرت في حرية العمل التجاري في الدول الخليجية ، وحرية التنقل بالهوية الشخصية ، وحق تملك الاراضي السكنية ..

• بدأت الحماسة تخفّ بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي ، وبدأ يدخل في متاهات الترهل الروتيني والبيروقراطية الإدارية الى درجة بات الحديث عنه مصطنعاً ..
فأولويات هذه الدول مختلفة ومطالبها متنوعة وطموحاتها متفرقة ..

• الرئيس الامريكي جيمي كارتر " اية محاولة من قبل اية قوى خارجية للاستيلاء على منطقة الخليج الفارسي ، ستعتبر اعداء على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الامريكية ، وسيصدّ اعتداء كهذا بكل الوسائل الضرورية ، بما في ذلك استخدام القوة " .

عون .