المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحلام أعمى ....



شموس الحق
16-02-2017, 03:20 PM
أحلام أعمى... حلم راوده .. كانه رؤيا ..وعد..سيبصرذلك الاعمى لاريب مثل اقرانه ..سيعرف الالوان ..والشمس ..والقمر..والليل ..والنهار ..نعم انه سيبصر ..ولكن ليوم واحد فقط ...ليوم واحد فقط .. ماذا عساه ان يبصر؟.. شريطة عدم تعمده النظر لاي خطيئة ..وان اقدم سيختفي بصره ..على الفور..وسيعود كاعمى .. كسابق عهده..استيقظ مذعورا من حلمه ..اقض مضجعه .. ومنامه ..تذكر تفاصيل الوعد والشرط ..تسلل نور الى مقلتيه.. مسح عينيه بظهر يديه..لايزال النور يتسلل ..يبدو أن الحلم تحقق..بل انه تحقق.. انها شمس الصباح ..ونور النهار ..وجمال الكون في عيني ذلك الاعمى..ارتد بصيرا.. عيناه زائغتان ... انفرجت اسارير وجهه .. تساءل كثيرا ..قرر كثيرا ..كيف سيقضي هذا اليوم المبصر .. فقده في ريعان شبابه.. سيخرج لا ريب من قوقعته ومكانه..سيطوف المدائن .. تسكع في الطرقات ..تسلل عبر سكك ضيقة .. يذرع المكان ..مضى وحيدا في مشيته المتانية كالعادة .. لم يلحظ احد انه مبصر ..اعتادوا على وقع عصاته على الطرقات ..مسك احدهم يديه ليعبر به الشارع ...مليء بسيارات وعربات تجرها خيول ..تمنى ان يطول هذا اليوم المبصر .. تتوقف الساعة ..وتقف الشمس عن مواصلة مسيرها للغروب ..ويقف موج البحر المسافر.. تمنى كما لم يتمنى من قبل ...الا ان الوقت يمضي بلا رحمة ..لا يعلم احدا سر بصره وبصيرته..طأطأ رأسه برهة ..ثم رفعه ..لمح خيالا ...طاف أمام عينيه ..لم يكن غريبا ذلك الوجه ..وجه يحمل خلفه آية من الجمال .. والحب ..تبعه بفضول .. توقف امام تلك الفاتنة ..بائعة ورود ..يوما ما كانت ثمة حبيبه ..اقترب منها .. لأنه يعرف هذا الوجه من قبل..راوده احساس غريب ..لم يشعر به من قبل ..تسارعت دقات قلبه ..ونبضات روحه .. رمقته بنظرة سريعة .. ثم عاودت الكرة مرة اخرى ...اتسعت عينيها حينما شاهدته يحملق فيها .. بلا شعور اقتربت منه ..للتاكد .. لم تصدق ما ترى ..كثيرا ..عاودت الكرة بالنظر اليه ..عميقا ..بادلها النظرات .. بشكل غريب .. سمعته يناديها..باسمها ..نزقت بسماع الاسم ..كما نزق هو الاخر حينما رددت اسمه باستغراب ..اندفعت كمثل اي انثى نحوه ..ولمست يديه..شعر بالدفء ..وبرغبة جامحة في الحديث معها .. لولا الدموع .. صمت يفرض جبروته في المشهد ..وهذا اللقاء ..بادلها الاحساس ودفء المشاعر ..ضغط كثيرا على صفحات كفيها .. توالدت اسئلة عديدة ... سألها عن سر غيابها .. بعدما عرفت اصابته بالعمي في ريعان شبابه..لم تنبس ببنت شفة..سألها ..ثم ..سألها ..ثم ..سألها ..لم يدرك انه وقع في خطيئة .. بملامسة كفيها ..تلاشى بصره شيئا فشيئا ..فقد بصره مرة اخرى.. بسبب الخطيئة ..لم يف بوعده .. امام سطوة اللقاء ..وبوح الالم ..تلاشى الفرح شيئا فشيئا .. كأن الفرح لا يدوم طويلا ..هكذا هي الحياة ..لقاء ثم فراق ..تسلل شعور الوحده مرة اخرى .. ونشوة اللمس .. لم تعد كفه ..سوى وحيدة ..تضغط على باطن يده ..فقد الاحساس ..لم يشعربوجودها..نعمة لا يدرك قيمتها الا بالفقدان ..تراجع لوراءه ..مشى يتلمس جدرانا .. فقدت نعومتها ..تذكر لحظة هروبها من امامه..لم يعد مهتما ..مشى ..ثم مشى .. ثم مشى ..يبدو ان الطريق ما لا نهايه له ..والظلام في عينيه ما لا نهاية له ..والالم ما لا نهاية له...
بقلمي/ ناصر الضامري

روانـــــووو
16-02-2017, 06:03 PM
ماشاء الله عليك قصة جميلة جداً وأسلوب مشوق في سردها يا الله يوم واحد فقط تحقق الحلم وأبصر و سرعان ما نسي نفسه ونسي الشرط لم يغض من بصره بل لمس كفييها أيضاً ..!!
سلمت

رايق البال
16-02-2017, 10:41 PM
هلا فيك شموس ..
قصه جدا رائعه لقلم قصصي له الكثير من التقدير
الف شكر لجهدك وابداعك وتفاعلك الجميل
طابت مساءاتك ..