المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستثمار الرياضي .. ضرورة أم رفاهية؟!



بركان
05-03-2017, 01:59 PM
أصبحت الرياضة قطاعا استثماريا ناجحا يدر الأرباح الطائلة في دول كثيرة من دول العالم فهي صناعة مثلها مثل الصناعات الثقيلة وصناعة السياحة لها عوائد مالية جيدة ومفيدة إذا أحسن استغلال ما لدى الأندية من إمكانيات وتوظيفه جيدا في استثمار يدر عائدا مربحا على الأندية ما يعود بالنفع الكبير على نمو وتطوير كافة الألعاب والأنشطة الرياضية كاملة دون اقتصار الإنفاق على كرة القدم فقط بحجة قلة الموارد، وذلك هو أول طريق الرياضة العمانية نحو التطوير والتنمية الحقيقية..

في الواقع إن الظروف الاقتصادية التي تمر بها المنطقة تتطلب ضرورة تعاون المجتمع مع الدولة في النهوض بالمسؤولية الوطنية تجاه الوطن ويجب على الجميع أن يسهموا ويدلوا بدلوهم في هذا الأمر كل حسب تخصصه وهذا ليس بجديد فأكبر دول العالم وأقواها اقتصاديا لا تعتمد في اقتصادها على الدولة فقط بل إن القطاع الخاص يتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية الاجتماعية ويسهم في نهضة مجتمعه، وفي مجال الرياضة فإن الدولة تحملت وما زالت تتحمل عبئا كبيرا للإنفاق على هذا المجال الحيوي والمهم ولكن القطاع الخاص الذي يسهم بدوره في بعض المجالات برعاية بعض البطولات والأنشطة الرياضية أو تشييد ملاعب معشبة في شتى ربوع السلطنة نطالبه بالمزيد، ويجب على الأندية أن تتحمل جانبا من المسؤولية بأن تقوم بالاستثمار الجيد فيما تملكه من موارد حتى تستطيع أن تنفق من عوائد هذا الاستثمار على باقي الألعاب والأنشطة وتكون بحق أندية ثقافية واجتماعية ورياضية ولا يقتصر الإنفاق على كرة القدم فقط، وهذا الأمر تفعله معظم أندية العالم ويعود عليها بأرباح كبيرة وهائلة تمكنها من الإنفاق على كافة أنشطتها الرياضية والتي تحقق لها إنجازات كبيرة وعديدة في مختلف الألعاب لأنها أنفقت عليها جيدا فعاد عليها ذلك بالتتويجات والإعلانات والشهرة وأصبح لديها فوائض مالية كبيرة تساعد بها مجتمعها وبيئتها من حولها لتصبح الرياضة منارة تشع بريقا من النجاحات المتواصلة يستفيد منها من حولها في المجتمع، وهذا بالضبط ما نبتغيه لأنديتنا ونرغب بشدة أن تصل إليه سريعا، مع الأخذ في الاعتبار أن وزارتي الرياضة والإسكان اتفقتا على إتاحة الفرصة للأندية لاستثمار قطع الأراضي التي لديها لتحقيق عائد تستطيع من خلاله النهوض بأنشطتها، وبهذا تكون المشاركة المجتمعية قد آتت ثمارها, وعلينا الاعتبار بقرار عدم السماح بإشهار أندية جديدة لقلة الموارد وهو ما يؤكد أن تحذيرنا في محله وأن استثمار الأندية لمواردها أصبح واجبا حتميا وليس اختياريا ..
نريد لأنديتنا أن تصبح مستقلة ماليا ولا تستدين ولا نريدها أن تتعرض لما تعرض له أعرق الأندية العراقية وأقدمها وأكثرها شعبية واستحواذا على الألقاب وهو نادي الطلبة العراقي الذي أغلق أبوابه مع مطلع هذا العام بعد أن أشهر إفلاسه لكثرة مديونيته وعدم قدرته على الإنفاق على أنشطته ، فتلك التجربتين أمامنا والعاقل من اتعظ بغيره.

وقفة
يبلغ الإنفاق على الاتحادات والأندية الرياضية عشرة ملايين ومئة ألف ريال كل عام، في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، ورغم ذلك نجد أن الأندية تشكو وتطالب بالزيادة وذلك يدل على سوء توزيع في إنفاق المخصصات المالية فهي توجه معظمها للإنفاق على كرة القدم وما يتبقى يصرف على باقي الأنشطة وهذا ليس عدلا حقيقة فكيف تتطور الألعاب دون إنفاق خاصة وأن سبب العجز يكون في الغالب بسبب صفقات بعض اللاعبين الكبيرة والمبالغ فيها بلا مردود إيجابي ..
ألم يكن من الأفضل توزيع النفقات بالتساوي بين الألعاب لعل إحداها يحقق ما لم تحققه كرة القدم صاحبة الحظوة في الإنفاق ..؟!!

محمد فتحي
من أسرة تحرير الوطن