Raba
13-03-2017, 03:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اللمسة الإضافية
عبد الله المغلوث... Abdullah_Almogluth
الكثير يقرؤون السلام عليك، لكن القليل يبتسم لك. الكثير يرسلون لك رسالة جماعية "برودكاست" عن طريق الواتساب، لكن القليل الذين يبعثون لك رسالة خاصة دافئة. الكثير تعبر ذاكرتهم، لكن القليل من يعبر عن إحساسه تجاهك. كن من هؤلاء "القليل" لتنال "الكثير".
لا أنسى موقفا حدث لي قبل عدة شهور. زرت مطعما أول مرة، طلبت "ساندوتش" وعصيرا، وخرجت، ثم عدت لتسلم الطلب. تسلمته ولاحظت وجود طلب إضافي ففتحته، واكتشفت أنه طبق "كنافة". قلت للمحاسب: "هذا ليس لي. يبدو أنك وضعته بالخطأ مع طلبي". ابتسم المحاسب وأخبرني أنه هدية لي. خسر المطعم طبقا بلا مقابل. لكن كسبني زبونا دائما. فمنذ ذلك اليوم أصبح هذا المطعم خيارا أول. فقد فاز بزبون بلمسة إضافية.
اللمسة الإضافية لا يفوز بها التجار وأصحاب المحال فحسب، وإنما نفوز بها أجمعين. نفوز بقلوب واحترام الكثيرين.
سأضرب لك مثالا من تجربة وردتني من الشاب البحريني عيسى الذي تواصل معي عبر "سناب تشات". كتب عيسى لي التالي: "في كل شهر كنت أرسل إلى معلم اللغة العربية الذي درسني رسالة امتنان. أضع تذكيرا في مفكرتي يذكرني بموعد إرسال الرسالة له حتى لا أنسى. فأنا مدين له بالكثير، له فضل علي بعد الله في حبي للغة العربية، والرسالة أبسط وأقل مكافأة له".
لم يكن عيسى يتوقع ردة الفعل الكبيرة من معلمه. لقد أهداه مكتبته الخاصة التي تحمل نحو 700 كتاب؛ بسبب هذه الرسائل الشهرية القصيرة؛ إذ شعر معلمه أن عيسى أحق من غيره بهذا الكنز. العطاء الذي تنشره كالعطر يملؤك عبقا قبل أن ينساب إلى صدور الآخرين، فكل "رشة" تنثرها ستسكنك وتبهجك قبل أن تعانق غيرك. فلمستك الإضافية كسقايتك وردةً، ستتمتع وأنت تراها تنهض وترتفع قبل حتى أن تتفتح وتزهر. لا تحرم نفسك والآخرين من هذه اللمسة.
كتبت لي فرح رسالة حافلة بالفرح: "كنت أتدرب في شركة. لاحظت أن زميلتي تحب المشروب نفسه الذي أعده كل صباح. فأصبحت أسابقها لإعداده لها ولي. وصار لهذه اللمسة وقع وأثر كبير على نفسها، فأصبحت تعزمني على الغداء وتحاول أن تهديني وتسعدني، والأهم من كل هذا، لم نعد زميلتين، وإنما صديقتان وأختان لا نفترق. كل هذا بسبب مشروب أعددته لها".
اللمسة الإضافية هي التي ستجعلك أقرب إلى الآخرين. أقرب إلى نفسك الجميلة الدافئة التي تحتاج فقط إلى تذكيرها بأن بوسعها أن تقوم بالقليل فتحصد الكثير.
اللمسة الإضافية
عبد الله المغلوث... Abdullah_Almogluth
الكثير يقرؤون السلام عليك، لكن القليل يبتسم لك. الكثير يرسلون لك رسالة جماعية "برودكاست" عن طريق الواتساب، لكن القليل الذين يبعثون لك رسالة خاصة دافئة. الكثير تعبر ذاكرتهم، لكن القليل من يعبر عن إحساسه تجاهك. كن من هؤلاء "القليل" لتنال "الكثير".
لا أنسى موقفا حدث لي قبل عدة شهور. زرت مطعما أول مرة، طلبت "ساندوتش" وعصيرا، وخرجت، ثم عدت لتسلم الطلب. تسلمته ولاحظت وجود طلب إضافي ففتحته، واكتشفت أنه طبق "كنافة". قلت للمحاسب: "هذا ليس لي. يبدو أنك وضعته بالخطأ مع طلبي". ابتسم المحاسب وأخبرني أنه هدية لي. خسر المطعم طبقا بلا مقابل. لكن كسبني زبونا دائما. فمنذ ذلك اليوم أصبح هذا المطعم خيارا أول. فقد فاز بزبون بلمسة إضافية.
اللمسة الإضافية لا يفوز بها التجار وأصحاب المحال فحسب، وإنما نفوز بها أجمعين. نفوز بقلوب واحترام الكثيرين.
سأضرب لك مثالا من تجربة وردتني من الشاب البحريني عيسى الذي تواصل معي عبر "سناب تشات". كتب عيسى لي التالي: "في كل شهر كنت أرسل إلى معلم اللغة العربية الذي درسني رسالة امتنان. أضع تذكيرا في مفكرتي يذكرني بموعد إرسال الرسالة له حتى لا أنسى. فأنا مدين له بالكثير، له فضل علي بعد الله في حبي للغة العربية، والرسالة أبسط وأقل مكافأة له".
لم يكن عيسى يتوقع ردة الفعل الكبيرة من معلمه. لقد أهداه مكتبته الخاصة التي تحمل نحو 700 كتاب؛ بسبب هذه الرسائل الشهرية القصيرة؛ إذ شعر معلمه أن عيسى أحق من غيره بهذا الكنز. العطاء الذي تنشره كالعطر يملؤك عبقا قبل أن ينساب إلى صدور الآخرين، فكل "رشة" تنثرها ستسكنك وتبهجك قبل أن تعانق غيرك. فلمستك الإضافية كسقايتك وردةً، ستتمتع وأنت تراها تنهض وترتفع قبل حتى أن تتفتح وتزهر. لا تحرم نفسك والآخرين من هذه اللمسة.
كتبت لي فرح رسالة حافلة بالفرح: "كنت أتدرب في شركة. لاحظت أن زميلتي تحب المشروب نفسه الذي أعده كل صباح. فأصبحت أسابقها لإعداده لها ولي. وصار لهذه اللمسة وقع وأثر كبير على نفسها، فأصبحت تعزمني على الغداء وتحاول أن تهديني وتسعدني، والأهم من كل هذا، لم نعد زميلتين، وإنما صديقتان وأختان لا نفترق. كل هذا بسبب مشروب أعددته لها".
اللمسة الإضافية هي التي ستجعلك أقرب إلى الآخرين. أقرب إلى نفسك الجميلة الدافئة التي تحتاج فقط إلى تذكيرها بأن بوسعها أن تقوم بالقليل فتحصد الكثير.