Ameera KA
26-04-2017, 06:13 PM
مساء الخير
أترككم مع قصة قصيرة كتبتها منذ فترة
نزل من سيارة الأجرة بتمهل، أنزل حقيبته، نظر حوله، لم يكن هنالك سوى بقايا بائعين هنا و هناك، و بعض من الصغار البائسين الذين غلبهم النعاس على حافة الطريق، بدأ يجر حقيبته السوداء عبر ممر السوق الداخلي الضيق محدثا ضجيجا يكسر صمت المدينة النائمة، لم يكن يعلم سر ذلك الصمت الذي يخيم عليها، "أتراني وصلت باكرا!" تسائل في نفسه لوهلة.
ثم ما لبث أن سمع صوت بكاء هادئ يذوب في سكون المدينة! توقف ... ثم التفت الى كل الاتجاهات و لم ير أحدا، حاول اتباع مصدر الصوت، بعدما أفلتت يده عن الحقيبة لا شعوريا، حينها انسكبت إليه الذكريات، تمر أمام عينيه صورة ابنته التي تركها مع والدتها، لقد مرت كل تلك الاحداث بسرعة لا تصدق! لم يتوقع أنهما سينفصلان بهذه السهولة، لكنه القدر!
استمر في تتبع مصدر الصوت، ثم رآها! طفلة صغيرة بثياب بالية تجلس وسط ركام المكان، مشى نحوها بتمهل، وقد بدا له أنه صوت ابنته، تذكر بكائها عندما أراد الرحيل، كل تلك الأحداث تسبب له ضيق و ألم، تنفس بعمق و اقترب أكثر، لكنها شعرت بوجوده فرفعت رأسها بسرعة لتنظر اليه بعينين تحدثتا طويلا بالرغم من صمتها، ثم ذهبت تجري بعيدا، و اختفت بين الحطام، "إنها تشبهها!" تمتم بصوت غير مسموع، ثم استدرك ليطرد الخوف الذي بدأ ينتابه "ربما أتوهم! أتمنى ذلك ...".
فجأة شعر بدوار، حاول الجلوس على مهل، جلس و أغمض عينيه و حاول نسيان كل شيء، "أظن أن هذا الأمر سيسبب لي المتاعب، سأحاول النسيان"، كان يحدث نفسه و هو متيقن تماما من استحالة ذلك ...
فجأة ... سمع صوتها مرة أخرى "أبي، لم رحلت؟ لم تركتني؟"، فقام و قد تسارعت نبضات قلبه، أخذ ينظر في كل مكان، فتشت عينيه في كل تلك الفوضى، لم ير أحد، ركز بصره على كومة صناديق خشبية بعدما شعر بشيء يتحرك هناك، اتجه بخطوات مرتعشة، حينما وصل، دفعها كلها بيده و هو يصرخ " أين أنتِ؟"، لكنه لم يجد أحدا، ثم سمع صوتا يتدفق من خلفه "عن ماذا تبحث؟"، التفت بتوتر ولا زال يلهث و صدره يعلو ويهبط بسرعة، كان ذلك رجل عجوز، رد و لا زال العجوز يرمقه بنظرات ريبة "لا شيء ...".
اقترب منه الرجل العجوز وهمس له " أتبحث عن فتاة ؟"، توسعت عيناه من شدة التعجب، و تبادر الى ذهنه أنها مدينة مسكونة، فعاد بخطوتين الى الوراء مبتعدا عن العجوز، ثم قال بخوف "كيف عرفت!"، ابتسم الرجل وقال "آه يا بني ... إنني لا أملك عملا هنا سوى مراقبة المارة و مساعدة الزائرين، سمعتك تناديها عندما ذهبت تجري مبتعدة عنك، لقد راقبتكما، منذ نزولكما من سيارة الاجرة أنت و ابنتك ...".
رأيكم يهمني :)
أترككم مع قصة قصيرة كتبتها منذ فترة
نزل من سيارة الأجرة بتمهل، أنزل حقيبته، نظر حوله، لم يكن هنالك سوى بقايا بائعين هنا و هناك، و بعض من الصغار البائسين الذين غلبهم النعاس على حافة الطريق، بدأ يجر حقيبته السوداء عبر ممر السوق الداخلي الضيق محدثا ضجيجا يكسر صمت المدينة النائمة، لم يكن يعلم سر ذلك الصمت الذي يخيم عليها، "أتراني وصلت باكرا!" تسائل في نفسه لوهلة.
ثم ما لبث أن سمع صوت بكاء هادئ يذوب في سكون المدينة! توقف ... ثم التفت الى كل الاتجاهات و لم ير أحدا، حاول اتباع مصدر الصوت، بعدما أفلتت يده عن الحقيبة لا شعوريا، حينها انسكبت إليه الذكريات، تمر أمام عينيه صورة ابنته التي تركها مع والدتها، لقد مرت كل تلك الاحداث بسرعة لا تصدق! لم يتوقع أنهما سينفصلان بهذه السهولة، لكنه القدر!
استمر في تتبع مصدر الصوت، ثم رآها! طفلة صغيرة بثياب بالية تجلس وسط ركام المكان، مشى نحوها بتمهل، وقد بدا له أنه صوت ابنته، تذكر بكائها عندما أراد الرحيل، كل تلك الأحداث تسبب له ضيق و ألم، تنفس بعمق و اقترب أكثر، لكنها شعرت بوجوده فرفعت رأسها بسرعة لتنظر اليه بعينين تحدثتا طويلا بالرغم من صمتها، ثم ذهبت تجري بعيدا، و اختفت بين الحطام، "إنها تشبهها!" تمتم بصوت غير مسموع، ثم استدرك ليطرد الخوف الذي بدأ ينتابه "ربما أتوهم! أتمنى ذلك ...".
فجأة شعر بدوار، حاول الجلوس على مهل، جلس و أغمض عينيه و حاول نسيان كل شيء، "أظن أن هذا الأمر سيسبب لي المتاعب، سأحاول النسيان"، كان يحدث نفسه و هو متيقن تماما من استحالة ذلك ...
فجأة ... سمع صوتها مرة أخرى "أبي، لم رحلت؟ لم تركتني؟"، فقام و قد تسارعت نبضات قلبه، أخذ ينظر في كل مكان، فتشت عينيه في كل تلك الفوضى، لم ير أحد، ركز بصره على كومة صناديق خشبية بعدما شعر بشيء يتحرك هناك، اتجه بخطوات مرتعشة، حينما وصل، دفعها كلها بيده و هو يصرخ " أين أنتِ؟"، لكنه لم يجد أحدا، ثم سمع صوتا يتدفق من خلفه "عن ماذا تبحث؟"، التفت بتوتر ولا زال يلهث و صدره يعلو ويهبط بسرعة، كان ذلك رجل عجوز، رد و لا زال العجوز يرمقه بنظرات ريبة "لا شيء ...".
اقترب منه الرجل العجوز وهمس له " أتبحث عن فتاة ؟"، توسعت عيناه من شدة التعجب، و تبادر الى ذهنه أنها مدينة مسكونة، فعاد بخطوتين الى الوراء مبتعدا عن العجوز، ثم قال بخوف "كيف عرفت!"، ابتسم الرجل وقال "آه يا بني ... إنني لا أملك عملا هنا سوى مراقبة المارة و مساعدة الزائرين، سمعتك تناديها عندما ذهبت تجري مبتعدة عنك، لقد راقبتكما، منذ نزولكما من سيارة الاجرة أنت و ابنتك ...".
رأيكم يهمني :)