المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصغيران لا يزالان في ترقب لهاتف «ماما» والأهل مختبئون



تَنَاهِيدْ رُوُحْ
13-10-2014, 12:54 PM
الصغيران لا يزالان في ترقب لهاتف «ماما» والأهل مختبئون


http://main.omandaily.om/wp-content/uploads/2014/10/115844-730x500.jpg




تمت تسميتهما «منصور» و«قيصر» –
زارتهما: خلود الفزارية –


كثيرة هي حالات فقدان الأطفال في حوادث السيارات المميتة، وكثير ما تكون حالات وفيات الأطفال في الحروب والصراعات، وربما أصبحت مألوفة منا جميعا لكثرة ما تتردد في مسامعنا، لكن أن نسمع ونرى أطفالا هجرهم آباؤهم وأمهاتهم، فكان أمرا غريبا نوعا ما، وغير مألوف أن تحدث مثل هذه الحوادث الغريبة بأن يترك أب وأم أولادهما في حديقة، ويلوذا بالهروب عنهما في واحدة من القصص التي هزت المجتمع العماني لغرابتها وشنيع الصنع الذي ارتكبه الأهل العاقون لأبنائهم.


فما أن أعلنت شرطة عمان السلطانية في الصحف المحلية عن وجود طفلين تركهما والداهما في الحديقة وكل من يتعرف عليهما يبلغ أقرب مركز للشرطة، انشغلت بهما كغيري من المواطنين والمقيمين في هذا الوطن، وتتراقص في ذهني الكثير من التأويلات عن لماذا هرب الوالدان وكيف هربا عن فلذات الأكباد، وأين وكيف ستكون حياتهما بدونهما وهل لديهما ضمير يؤنبهما على ما اقترفاه من ذنب، وكيف سوف يعيش هذان الطفلان بدون أبوين وماذا عن مستقبلهما، وأسئلة كثيرة تدور في خلدي بعضها لا أملك أي إجابة عنها مثل غيري من انصدم بهذا السلوك غير الأخلاقي أن يحدث بهذه الصورة البشعة بترك أطفال في أعمار الطفولة بدون راع. ودفعني الفضول الصحفي لمتابعة قصة هذين الطفلين البريئين مع شرطة عمان السلطانية للتعرف على أوضاعهما وهل وجد أهلهما وإلى غير ذلك من الأسئلة الصحفية التي لم تزعج القائمين من الشرطة، وبعد ذلك تابعت الموضوع في دار الأطفال التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، وبعد مواعيد واتصالات سمح لي بزيارة الأطفال في مقرها بالخوض مع ما يسمى بالأسر البديلة، وهي تقمص أسرة بديلة للأطفال كغيرهم من الأطفال بالمركز، وكان السماح لي بزيارتهم والتعاطي مع موضوعهم وكشف ما وراءه بالنسبة لي شيئا كبيرا لأن أسبر أغوار هذين الطفلين والمأساة التي تعرضا لها بدون ذنب أن يكونا بهذا الوضع المؤلم، فهرعت مسرعة إلى دار الطفولة، وبدأت متوجسة خيفة من وضع الأطفال وحالتهم النفسية، إلا أنني تفاجأت من المستوى الحياتي والمعيشي الذي توفره وزارة التنمية الاجتماعية والرعاية العالية لهؤلاء الأطفال وكأنهم في أسرهم، وبدأت قصتي مع الأطفال والقائمين عليهم وعرفتني الأم البديلة من خلال الزيارة على حال الطفلين حيث أطلق على الطفل الأكبر اسم «منصور» بينما تمت تسمية الطفل الأصغر بـ«قيصر»، وهما يعيشان في جو عائلي بتجاوب مع الوضع المحيط واختلاط بالإخوة البدلاء في جو أسري مع الألعاب، إلا أنني لاحظت أن الطفل «منصور» لا يتجاوب مع اسمه الجديد ونظرًا لصعوبة النطق لديه لم يعرف اسمه الحقيقي.
وحدثتني الأم البديلة أن الطفل «منصور» يهرع إليها كلما رن هاتف المنزل ويقول لها «ماما..ماما» ربما في انتظار اتصال أمه، وأضافت إن الطفل يصحو ليلا ويبكي بعد نوم متقطع مما يدلل على عدم الاستقرار العاطفي لديه.
أما الأم البديلة الأخرى فتخبرنا أن الخالة التي كانت في المركز في يوم استقبال الطفلين عانت قليلا من الطفل «قيصر» الذي كان يبحث عن الرضاعة الطبيعية مما يدلل أن والدته كانت معه منذ وقت قريب وليس بعيدا.


تكييف الأطفال


ويقول خالد محمود خليل أخصائي بمركز رعاية الطفولة: إنهم في المركز يرون أن الأمر غير مقبول، ففي وضعهما يفترض أن تكون لديهما شهادة ميلاد لأن الطفل في عمر السنتين فلا بد أن تكون له شهادة ميلاد عند الأسرة التي تركتهما فبالتالي سيحتاج إلى وقت طويل ما بين إجراءات قانونية وأمنية لاستخراج هوية جديدة، ولكن في الوقت الحالي نحن مهتمون بموضوع التطعيمات والأمور الطبية لتطبيقها عليهما فيأخذان التطعيمات بناء على الكشف الطبي الظاهري مع المستوصفات الصحية الموجودة في منطقة الخوض.
مضيفا: لا توجد أي إثبات إذا ما كانوا قد أخذوا أي تطعيمات من قبل لأن ملفاتهما مجهولة إن كانت لديهما ولكن طبقا للحالة العمرية في المستوصف، كما أن التطعيم لو تم أخذه أكثر من مرة فهو غير مضر، ولكن احترازيا يجب أن يأخذا التطعيمات اللازمة، وقمنا بعمل كشف طبي شامل وبعض التحاليل لم تظهر نتيجتها بعد، وتطبق عليهما الرعاية الصحية كبقية أطفال المركز.
وأشار إلى أن دور المركز حاليا يتمثل في مرحلة تكييف الطفلين داخل البيت الذي يعيشان فيه بحيث ينسجمان مع بقية الأطفال الذين هم في نفس أعمارهما، متعجبا أن الطفلين لا يبكيان وهو دليل أن لديهما بعض الحرمان العاطفي في مرحلة احتضانهما مع أسرتهما ظاهريا، خاصة أنهما تركا ساعات كثيرة ولم يبكيا، كما اتضح أن الطفل الصغير يفترض أن يرضع مما جعل في الأمر صعوبة ليتكيف مع الرضاعة الصناعية، ولكن الطفلين لا يبكيان، حتى وهما جائعان لا يعطي إحساسا بأنهما جائعان وهنا نتوقع أن لديهما صدمة عاطفية وليست صدمة نفسية.
مضيفا إن إحساس الولد بأنه ليس هناك أحد بجانبه يغيب الرابط العاطفي، فالطفل عادة يكون مرتبطا بوالدته التي تحضنه فبمجرد أن تتركه يبكي ولكن من الواضح أن هذا الرابط لم يكن موجودا، وهذا هو الحكم الظاهري، ولا أحد يعرف الظروف التي تعرضا لها، ومن لطف الله أنهما وجدا فالطفل قد يتعرض لأي شيء في مكان عام إذا ترك بمفرده أو لحيوانات أو غيرها.
ويقول: من المستغرب أن صورهما تم عرضها لفترة طويلة ولم يتم التعرف عليهما لا من الجيران ولا الأصدقاء خاصة أن الطفل عمره سنتان ولا بد أن يكون معلوما في الأسرة والجيران بعد رد الفعل القاسي بأن تتركهما الأم في مثل هذا المكان.


متابعة الإجراءات


موضحا أن الطفلين يعيشان ضمن نظام المركز وهو الأسرة البديلة ووضعناهما في بيت لديهما أم بديلة عمانية، مشيرا إلى أن التجاوب فيه حالة جمود من الحرمان العاطفي ولكن بدأ الانسجام بمجرد وجود الألعاب ليعيش طفولته، إلا أن «منصور» لديه صعوبة في النطق وتم عرضه على أخصائي نطق في مركز رعاية المعوقين وسيقوم بعمل جلسات نطق له، وبالكشف الظاهري لا توجد لديه أي إصابة ولم يتعرض لأي إساءة جسدية. وبما أن النطق غير معلوم بالتالي لا نستطيع تحديد الهوية ولكن كان في أيديهما الحناء والولد «منصور» يفهم اللغة العربية، ومع ذلك لا نستطيع أن نقطع ما هي جنسياتهما، وسيبقيان في المركز، أما الإجراءات الورقية والهوية ستكون لها إجراءات قانونية مع الشرطة، أما ما يتعلق بالمركز فالطفلان يأخذان كل أنواع الرعاية اللازمة.
مؤكدا أنهما يعيشان مع الأسرة البديلة التي تشكلها المركز بأن يكون لهما إخوة وأخوات ليندمجا مع أقرانهما، وبالتعامل مع الحضانة سيتم الكشف عن ممارسات الحياة اليومية مع أقرانهما ونتوقع أن النطق سيظهر مع الطفل وبعدها يتم تحديد الحروف الأولية، ونستشف من خلالها المخزون الذي في داخله من عمره خلال السنتين الماضيتين.


صعوبة التفاعل


من جانبها أوضحت الدكتورة منال فاروق سيد أستاذة العمل الاجتماعي والعلاقات الأسرية أن صعوبة الظروف التي يمر بها مثل هؤلاء الأطفال نتيجة فقدان أهلهم والحياة الأسرية الطبيعية بين أبوين يقدمان لهما كل أشكال الرعاية والاهتمام والإحساس بالأمان الذي ينعكس تدريجيا على إحساسهم بذواتهم وثقتهم بأنفسهم والتي يستمدونها وتنمو نتيجة انتمائهم لأسرة ولكن يشعر هؤلاء الأطفال بصعوبة بالغة في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين أو المجتمع وكذلك الإحساس بالنقص مما ينعكس على شخصياتهم وقد تزيد لديهم الجوانب السلبية التي تعزز من الانحرافات أو تزيد من احتمالية تعرضهم لانحرافات نفسية نتيجة التوتر والقلق النفسي الذي يتعرضون له وكذلك أخلاقية وسلوكية تدفعهم إليها تصرفات الناس معهم ونظرة المجتمع القاسية والتي تحاكمهم بدلا من أهلهم وترفضهم ولا تعترف بهم مثل غيرهم من الأطفال الطبيعيين.


نشر الوعي


مشيرة إلى أن المجتمع حكم عليهم وأدانهم دون أي ذنب نتيجة ظروفهم القاسية ولا يكفي ما تعرضوا له من قسوة وإهمال وخوف وتوتر بل يتحملون كذلك النبذ من جانب الناس والمجتمع ليعانوا في حلقة مفرغة سلسلة متتالية من المشكلات التي تدفع بهم إلى الانحراف بأشكاله إلا ما رحم ربي ولذلك من واجبنا نشر الوعي المجتمعي السلوكي والأخلاقي تجاه تلك الفئة من الأطفال وضرورة الاهتمام بتقديم الأعمال التطوعية لهم ومساعدتهم على تجاوز مرحلة القلق النفسي والإهمال بتوفير بيئة صالحة لديها الإمكانات اللازمة لرعايتهم ودعمهم سواء داخل مؤسساتهم أو بنشر ثقافة كفالة يتيم والتي تعطيهم الفرصة والحياة ثانيا في أسرة كاملة ولدينا العديد من النماذج والتجارب الناجحة والتي أكدت أهمية تقبل هؤلاء الأطفال في الوقت الحالي لننقذ المجتمع مستقبلا من المخاطر التي قد يفرزها الإهمال والإحساس بالنقص من جانبهم ووصم البعض لهم.
مشددة على أنه من المهم زيادة وعي المجتمع بالفارق الكبير بين مفهوم التبني والكفالة وأهمية أن نتعاون كأفراد ومؤسسات لكفالة وحماية هؤلاء من منطلق المسؤولية الاجتماعية والمساندة للمجتمع ككل لأن أي انحرافات أو تجاوزات لأي فئة ستكون على حساب جهودنا وحقوق أبنائنا وهدر لكل محاولات التنمية والجهود الإصلاحية المبذولة في المجتمع ككل ومن الأفضل التركيز على السياسات الوقائية في الوقت الحالي من خلال نشر ثقافة العمل التطوعي وكفالة الأيتام وفاقدي الأهل.


بصمة بيولوجية


ونوهت إلى أهمية التشجيع على وجود بصمة بيولوجية لكل مواطن بالسلطنة لتجنب انتشار بعض السلوكيات الخاطئة والتصرفات السلبية للبعض كالتخلي عن الطفل في حال ولادته بطريقة غير شرعية، ووجود تلك التقنية والأخذ بها ستوفر الكثير من الوقت والجهد لإثبات البنوة أو النسب وكذلك الخوف من الفئة المخطئة للتصرف كذلك، وتسهيل العمل بها وتداولها لسهولة معرفة الوالدين وحماية الأبناء من أي تصرف يسيء لهم، ولا خلاف على ضرورة تطوير مؤسسات رعاية الأبناء سواء الأيتام أو مجهولي النسب لتحتويهم وتشبع احتياجاتهم بصورة متحضرة لائقة وبمستوى مقبول من الاهتمام مع تفعيل التشريعات والقوانين التي تعمل على حمايتهم ودعمهم وذلك كوسيلة لتغيير نظرة المجتمع مستقبلا.


اصطدام مع المجتمع


في حين يرى أحد المواطنين وهو يحيى الضوياني معلم أول تاريخ أن هذه الحادثة جاءت لتصطدم مع المجتمع العماني المحافظ وهي ظاهرة غريبة من نوعها ولم يسبق لها مثيل وتعتبر هذه المرة بمثابة الأحجية أو اللغز الذي حير المجتمع على الصعيدين الرسمي والعام.
وأوضح أن المجتمع عصفت به الكثير من الآفات الاجتماعية الدخيلة وغير المألوفة والخارجة عن تعاليم ديننا الحنيف وعن عاداتنا وتقاليدنا بسبب التطور التكنولوجي المتسارع في وسائل الاتصال والذي جعل من العالم بمثابة قرية صغيرة مما سهل عملية الغزو الفكري والثقافي والذي يعتبر من أقسى الضرائب التي ﻻ تقدر بثمن والتي يدفعها مجتمعنا نتيجة مواكبة ما يسمى بعصر المعرفة أو مجتمع المعلومات.
وقال: إن ما يحدث حاليا يمكن أن يكون شبيها بما يعرف «بمجتمع الحلم» الذي تنبأ به علماء المستقبليات والذي يتوقع بأن يحدث فيه ما يشبه الحلم في وقتنا الحاضر.
ويعيد الضوياني سرد القصة من خلال عثور أحد مرتادي حديقة القرم الطبيعية على طفلين تتراوح أعمارهما ما بين السنة والسنتين وبعد استحالة الوصول أو التعرف على ذويهما تم اصطحابهما لقسم الشرطة وعلى الرغم من انتشار الخبر مع صور الطفلين في وسائل التواصل الاجتماعي لم يأت أحد من الأقارب لأخذهما.
مبينا أن القضية يقشعر لها بدن كل ضمير حي يمتلك ولو ذرة إنسانية فما بالك بمن غرس الله في قلبه معنى الأبوة.
وأضاف: مهما كانت الأسباب مادية كانت أم اجتماعية لن يكون هناك عذر لأن يتخلى من تكفل برعاية هذين الطفلين مهما كانت صلة قرابته بهما بهذه الطريقة اللاإنسانية.


الأطفال هم الضحية


وأشار إلى أن الموضوع برمته لن يخرج عن كونه نتيجة أخرى من نتائج التفكك والتمزق الأسري الذي دائما وأبدا ما يكون الأطفال فيه هم الضحية فكما نعلم وفي كل المجتمعات بأن كل ما يحدث من جرائم وأحداث هي حصيلة انحرافات سلوكية خاطئة بسبب التفكك الأسري الذي يضطر المجتمع فيما بعد بأن يجني ثماره المرة البغيضة، مؤكدا على ضرورة تكاتف الجميع كل حسب موقعه وإمكانياته وتسخير وسائل الإعلام المختلفة من أجل التوعية والتثقيف والتعريف بخطورة هذا الأمر للحد من هذه الظاهرة وإيجاد الحلول المناسبة لها قبل أن تتفشى وتصعب السيطرة عليها لأن أعباءها ونتائجها ﻻ تحتمل.


http://main.omandaily.om/?p=161957

shaker
13-10-2014, 02:05 PM
شكرا أختنا الكريمة"تناهيد روح"
نعم انهما ينتظران صوت أو بارقة أمل لعلهم يرجعون إلى منزلهم الذي كان يؤويهم حيث يرتعون ويلعبون ,لكنها القلوب التي أصبحت كالنكت السوداء لم تعي هذه الفعلة النكرة ,اما كان لكم ان تتجنبوا هذه الفاحشة بخروج ارواح إلى الدنيا بريئة أم اصابكم المس الشيطاني حيث تمسكن في ادمغتكم فأصبحتم بفعلته إخوانا.
رحماك ربي

أفتخر عمانيه
13-10-2014, 06:34 PM
شكرا على الموضوع
لقد تم طرح موضوع ضياع الطفلين في السبلة وتم تثبيت الموضوع
http://archive.omaniaa.co/showthread.php?t=773472

الله يكون في عونهم

تحياتي لك

سونيا الزدجالي
14-10-2014, 01:07 PM
يمكن اﻷم واﻷب ماتوا.