ابوقيس99
29-05-2017, 12:58 AM
هذه مداخلة للكاتب عاصم الشيدي في مجموعة " مقال" التي تضم قرابة ٢٠٠ كاتب مقال من الخليج والوطن العربي .. طبعا تم طرده من المجموعة فورا.
****
عن حالة "النخب" الخليجية
عاصم الشيدي
أعرف تماما أن هذه المداخلة مخالفة لقوانين هذه المجموعة التي تحتفي بنشر المقالات ولا تؤمن بنقاشها.. وهذا خيار ليس سيئا على أية حال وإن كان يضع بعض القيود على صحفيين يحتفون بالنقاش وبالأخذ والرد طوال يومهم المهني وربما طوال حياتهم المرتبطة والمتماسة بالصحافة وبقضاياها على تباينها عمقا وسطحا أو اهتماماتها سياسة واقتصاديا، ثقافة واجتماعا. ولكن لمّا كان من الصعب إيصال بعض الأفكار بشكل خاص دون طرحها على الجميع فإنني أخوض هذه التجربة وأنا أعرف مسبقا عاقبتها بشكل واضح. لكن لا بأس من رمي حجر مهما كان صغيرا في بركة ماء يرجى صفاؤها
تدور هذه المداخلة حول فكرة "النخب المثقفة" التي ينتظر منها صناعة رأي عام، وصناعة وعي مختلف للمجتمعات العربية بديلا لحالة الانحطاط الحضاري الذي تعيشه الأمة والتي أوردها موارد الردى مع الأسف الشديد. ولما كنت أعتبر أعضاء هذه المجموعة من النخب المثقفة ومن حملة أقلام الواعية فإنني أستغرب أشد الاستغراب مما قرأت خلال الأيام الماضية من مقالات في هذه المجموعة وفي صحف خليجية لها مكانتها وتاريخها.. بدءا بالأيام التي سبقت وصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى المملكة العربية السعودية ووصولا لكل التداعيات التي صاحبت زيارته وليس انتهاء بالحملة الإعلامية الشرسة والعنيفة التي يتم شنها اليوم على دولة قطر الشقيقة.
فأن يزور ترامب المملكة العربية السعودية مثله مثل ضيوف المملكة من زعماء العالم فالأمر يبدو عاديا جدا نتيجة لمكانة المملكة سياسيا واقتصاديا ودينيا أيضا، ولكن أن يعود ترامب وفي يده 480 مليار دولار أمريكي وضوء أخضر من أجل إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد وفق معايير أيدولوجية والإمعان في تمزيقه وتشتيته وتجهيله في حين لم نقرأ ولو مقالا واحدا من كتاب المملكة العربية السعودية بشكل خاص يحاول فيه وضع النقاط على الحروف، أو يقدم قراءة لسيناريوهات ما يحدث على المستقبل: مستقبل السعودية أو مستقبل المنطقة، ويطرح سؤالا بحجم المأساة التي حدثت فهذا أمر شديد الغرابة.. وأن لا يتساءل أحد كتّاب المملكة لماذا كل تلك المليارات ولماذا "استدعاء" كل حكام العالم الإسلامي ليستقبلوا ترامب وكأنهم ولادة جاءوا للمثول بين يدي أمير المؤمنين "ترامب" فهذه هي المأساة بعينها والذل وقمة الرضوخ للإمبريالية الغربية.
أين صوت النخب المثقفة التي يعول عليها العبور بالجماهير من فوق حالة الانسداد الحضاري. هل آمن جميعهم أن ترامب هو المخلص الوحيد، وأن بيده، وهو الذي يطارد في بلاده لأسباب عنصرية، كل الحلول التي يمكن أن تخلصنا مما نحن فيه؟!! ألا يعتقد هؤلاء أن إيران ليست إلا وحش من ورق تنفخه أمريكا متى تشاء لتثير رعبنا لنهرول لشراء السلاح أو طلب الحماية.. ألا تعتقد هذه النخب أن مليارات الدولارات التي يشتريها الخليج لم تستخدم في يوم من الأيام إلا لحروب عربية عربية ولم تطلق حتى الآن رصاصة واحدة لا على إيران ولا على إسرائيل!!
ثم هل دور هذه النخب وأقلامها اشعال فتيل الشقاق بين الأشقاء فيما يحصل اليوم بين المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين من جانب ودولة قطر من جانب آخر.. هل عميت كل الأقلام عما أحدثته زيارة ترامب ولم ترَ إلا تصريح أمير قطر؟!!
ألا ترى تلك الأقلام أن الموقف من قطر هو مرحلة أولى من مراحل سيناريو الشرق الأوسط الجديد؟ وضربه في العمق لبسط ما تريده أمريكا ومن ورائها إسرائيل!!
على النخب الثقافية والصحافية أن تعود إلى وعيها ولا ترضى أن تُستلب كما استلب رأي الجماهير في الشارع العربي بعد سنوات من التجريف الفكري وقتل الوعي.. ما زال هناك من يعول على هذه النخب في العودة بالوعي العربي إلى حالة الصواب بعيدا عن الحالة المزرية الجمعية التي تعيشها الأمة.
****
عن حالة "النخب" الخليجية
عاصم الشيدي
أعرف تماما أن هذه المداخلة مخالفة لقوانين هذه المجموعة التي تحتفي بنشر المقالات ولا تؤمن بنقاشها.. وهذا خيار ليس سيئا على أية حال وإن كان يضع بعض القيود على صحفيين يحتفون بالنقاش وبالأخذ والرد طوال يومهم المهني وربما طوال حياتهم المرتبطة والمتماسة بالصحافة وبقضاياها على تباينها عمقا وسطحا أو اهتماماتها سياسة واقتصاديا، ثقافة واجتماعا. ولكن لمّا كان من الصعب إيصال بعض الأفكار بشكل خاص دون طرحها على الجميع فإنني أخوض هذه التجربة وأنا أعرف مسبقا عاقبتها بشكل واضح. لكن لا بأس من رمي حجر مهما كان صغيرا في بركة ماء يرجى صفاؤها
تدور هذه المداخلة حول فكرة "النخب المثقفة" التي ينتظر منها صناعة رأي عام، وصناعة وعي مختلف للمجتمعات العربية بديلا لحالة الانحطاط الحضاري الذي تعيشه الأمة والتي أوردها موارد الردى مع الأسف الشديد. ولما كنت أعتبر أعضاء هذه المجموعة من النخب المثقفة ومن حملة أقلام الواعية فإنني أستغرب أشد الاستغراب مما قرأت خلال الأيام الماضية من مقالات في هذه المجموعة وفي صحف خليجية لها مكانتها وتاريخها.. بدءا بالأيام التي سبقت وصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى المملكة العربية السعودية ووصولا لكل التداعيات التي صاحبت زيارته وليس انتهاء بالحملة الإعلامية الشرسة والعنيفة التي يتم شنها اليوم على دولة قطر الشقيقة.
فأن يزور ترامب المملكة العربية السعودية مثله مثل ضيوف المملكة من زعماء العالم فالأمر يبدو عاديا جدا نتيجة لمكانة المملكة سياسيا واقتصاديا ودينيا أيضا، ولكن أن يعود ترامب وفي يده 480 مليار دولار أمريكي وضوء أخضر من أجل إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد وفق معايير أيدولوجية والإمعان في تمزيقه وتشتيته وتجهيله في حين لم نقرأ ولو مقالا واحدا من كتاب المملكة العربية السعودية بشكل خاص يحاول فيه وضع النقاط على الحروف، أو يقدم قراءة لسيناريوهات ما يحدث على المستقبل: مستقبل السعودية أو مستقبل المنطقة، ويطرح سؤالا بحجم المأساة التي حدثت فهذا أمر شديد الغرابة.. وأن لا يتساءل أحد كتّاب المملكة لماذا كل تلك المليارات ولماذا "استدعاء" كل حكام العالم الإسلامي ليستقبلوا ترامب وكأنهم ولادة جاءوا للمثول بين يدي أمير المؤمنين "ترامب" فهذه هي المأساة بعينها والذل وقمة الرضوخ للإمبريالية الغربية.
أين صوت النخب المثقفة التي يعول عليها العبور بالجماهير من فوق حالة الانسداد الحضاري. هل آمن جميعهم أن ترامب هو المخلص الوحيد، وأن بيده، وهو الذي يطارد في بلاده لأسباب عنصرية، كل الحلول التي يمكن أن تخلصنا مما نحن فيه؟!! ألا يعتقد هؤلاء أن إيران ليست إلا وحش من ورق تنفخه أمريكا متى تشاء لتثير رعبنا لنهرول لشراء السلاح أو طلب الحماية.. ألا تعتقد هذه النخب أن مليارات الدولارات التي يشتريها الخليج لم تستخدم في يوم من الأيام إلا لحروب عربية عربية ولم تطلق حتى الآن رصاصة واحدة لا على إيران ولا على إسرائيل!!
ثم هل دور هذه النخب وأقلامها اشعال فتيل الشقاق بين الأشقاء فيما يحصل اليوم بين المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين من جانب ودولة قطر من جانب آخر.. هل عميت كل الأقلام عما أحدثته زيارة ترامب ولم ترَ إلا تصريح أمير قطر؟!!
ألا ترى تلك الأقلام أن الموقف من قطر هو مرحلة أولى من مراحل سيناريو الشرق الأوسط الجديد؟ وضربه في العمق لبسط ما تريده أمريكا ومن ورائها إسرائيل!!
على النخب الثقافية والصحافية أن تعود إلى وعيها ولا ترضى أن تُستلب كما استلب رأي الجماهير في الشارع العربي بعد سنوات من التجريف الفكري وقتل الوعي.. ما زال هناك من يعول على هذه النخب في العودة بالوعي العربي إلى حالة الصواب بعيدا عن الحالة المزرية الجمعية التي تعيشها الأمة.