المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حينما كانت سقطرى جزءا من تاريخ عمان



ابوقيس99
02-06-2017, 01:58 PM
أثير الألكترونية[][][][][][]
الوهبببي🖊alwahaibi
http://www.atheer.om/archives/437912
________________________
🇴🇲
حينما كانت سقطرى
جزءًا من تاريخ عمان

الخميس
, 1 يونيو 2017

أثير ✍🏽 تاريخ عمان:

إعداد📝نصر البوسعيدي

في جنوب المهرة من أرض اليمن تقع تلك الجزيرة الحالمة سقطرى التي كانت عبر التاريخ جزيرة مميزة بمحاصيلها تتهافت عليها بعض الإمبراطوريات من أجل شجر الصبر لما فيها من منافع طبية كبيرة، بالإضافة إلى العنبر وصمغ دم الأخوين وغيرها من ثروات زراعية وحيوانية، فقد نصح الفيلسوف اليوناني أرسطاطاليس الإسكندر المقدوني باحتلالها وبالفعل نفذ الإسكندر طلب فيلسوفه وهاجم سقطرى واستولى عليها وأسكن فيها مجموعة من اليونانيين من مدينة اسطاغرا الذين بدورهم اعتنقوا الديانة المسيحية فيما بعد حينما بعث النبي عيسى عليه السلام.

وبعد برهة من الزمن زحف إلى الجزيرة العديد من القبائل العربية وخاصة من مهرة، ولأن عمان حضارة ما قبل الإسلام وبعده فقد كان من الطبيعي أن امتدادها وسلطتها تصل جزيرة سقطرى جنوبا وشمالا حتى أرض اليمامة (نجد حاليا) فقد تم ذكر تبعية سقطرى لعُمان في كتاب الحلل السندسية حيث قال أحمد بن سعيد الأنبالي : ” فقد حازتها عمان منذ الجاهلية قبل الإسلام”.

وبالنسبة لتوثيق بداية تبعية الجزيرة لعمان فيشير الشيخ أحمد بن سعود السيابي من وجهة نظره إلى أن ذلك تزامن مع حكم آل الجلندى وتحديدا حكم الجلندى بن المستكبر الذي يعود إليه الفضل في إنشاء أول أسطول عماني قوي قبل الإسلام ولذا فإن نشاط وقوة الأسطول كان سببا رئيسيا لامتداد النفوذ العماني في سقطرى بل وبعد الإسلام وبعدما لبى أهل عمان دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مقدمتهم الملكان جيفر وعبد أبناء الجلندى، اللذان بدورهما نشرا الإسلام في القطر العماني وما يتبعه ومنها سقطرى.

وفي عهد الإمام الجلندى بن مسعود أول إمام لعمان سنة 132هـ، في أيام الخلافة العباسية، قام نصارى سقطرى بتمرد ضد الحكم العماني، فوجه لهم الإمام الجلندى جيشا فتم إخضاعها مرة أخرى للسيادة العمانية في مقابل أن يدفع النصارى الجزية لإمام عمان مقابل حمايتهم.

وفي عهد الإمام الصلت بن مالك الذي بويع بالإمامة سنة 237هـ، كان والي سقطرى العماني القاسم ولم يعرفه اسمه الكامل من خلال التوثيق التاريخي إلا من خلال ما ورد في قصيدة الزهراء حينما استنجدت بإمام عمان من غدر النصارى الذين نكثوا الوعد في سقطرى وعاثوا فيها فسادا وقتلوا الوالي العماني والكثير من العرب معلنين التمرد ضد السلطة العمانية في الجزيرة بتحريض من نصارى الحبشة، وهنا وفي ظل هذه الأحداث أرسلت امرأة من سقطرى اسمها فاطمة الزهراء وهي بنت أحمد بن محمد الجهضمية مثلما ذكرها الشيخ أحمد بن عبدالله الحارثي ، ولقد تأثر الإمام الصلت بن مالك الخروصي كثيرا بقصيدتها التي بعثتها لتستنجد لنصرة المسلمين في سقطرى حيث قالت:

قل للإمام الذي ترجى فضائله

ابن الكرام وابن السادة النجب

وابن الجحاجحة الشم الذين هم

كانو سناها وكانوا سادة العرب

أمست سقطرى من الإسلام مقفرة

بعد الشرائع والفرقان والكتب

واستبدلت بالهدى كفرا ومعصية

وبالآذان نواقيسا من الخشب

وبالذراري رجالا لا خلاق لهم

من اللئام علوا بالقهر والغلب

جار النصارى على واليك وانتهبوا

من الحريم ولم يألوا من السلب

إذ غادروا قاسما في فتية نجب

عقوى مسامعهم في سبسب خرب

وأخرجوا حرم الإسلام قاطبة

يهتفن بالويل والأعوال والكرب

قل للإمام الذي ترجى فضائله

بأن يغيث بنات الدين والحسب

إلخ من أبيات مؤثرة ..

وما أن علم الإمام الصلت بن مالك برسالتها حتى وجه جيشه العماني في حملة عسكرية بحرية ضخمة بلغت قرابة الـ 100 سفينة وعين لقيادتها قائدين:

– القائد
محمد بن عشيرة.

– والقائد
سعيد بن شملال.

وإن حدث بهما مكروه
فالقيادة تذهب إلى:

– حازم بن همام.

– وعبد الوهاب بن يزيد.

– وعمر بن تميم.

وقد أوصى الإمام الصلت
بن مالك الخروصي جيشه بوصية طويلة فيها مبادئ الدين الحنيف والخصال العربية الكريمة ومبادئ الحرب التي يوصي من خلالها الجميع بحفظ دماء الأبرياء وعدم التعرض لهم حيث قال في هذا الصدد:

“ولا تعرضوا لأحد ممن جاءكم تائبا مستأمنا مستسلما بسفك دمه ولا انتهاك حرمته ولا سبي ذريته ولا غنيمة ماله وليكونوا مثلكم آمنين، فلا تبيتوهم ولا تغتالوهم بالقتل ولا تسبوا سبيا لهم ولا ذرية ولا تغنموا لهم مالا، وإذا التحمت الحرب بينكم وبينهم فلا تقتلوا صبيا صغيرا ولا شيخا كبيرا ولا امرأة ومن قتلتموه عند المحاربة فلا تمثلوا به فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المثلة، ومن أراد من أهل سقطرى من أهل الصلاة من رجال ونساء أو صبيان أن يخرجوا معكم إلى بلاد المسلمين فاحملوهم في حمولتكم وأنفقوا عليهم من مال الله.. وإلخ”.*
وتشير المصادر التاريخية إلى أن سقطرى انفصلت عن القطر العماني بعدما ضعفت الدولة العمانية نتيجة الغزوات الخارجية كغزوات العباسيين والقرامطة والبويهيين والسلاجقة والفرس والغزو البرتغالي الغاشم فيما بعد بالإضافة إلى الحروب الأهلية ومشاكلها التي كانت تعصف بعمان وأهلها.
ولكن بعد أن توحدت عمان في عهد اليعاربة ودولة البوسعيد تمكنت عمان مرة أخرى من مد نفوذها السياسي والاقتصادي في الشقين الآسيوي والأفريقي وقد قال الرحالة البريطاني وليام جيفورد بالجريف عن سقطرى مثلا:

“إن سقطرى كانت تحت النفوذ العماني في القرن الثالث عشر الهجري – التاسع عشر الميلادي”.

وبعد برهة من الزمن انفصلت سقطرى مرة أخرى عن عمان وذلك بسبب انقسام الإمبراطورية العمانية وضعفها في الفترات التي أعقبت وفاة السيد سعيد بن سلطان لتنتهي قصة سقطرى والدولة العمانية ولم يبق سوى تلك العلاقات الأخوية الكبيرة بين أهل عمان وسقطرى وقصيدة خالدة للزهراء جعلت جيوش عمان تذهب هناك لنجدتها وتحرير سقطرى من الظلم والقتل والغدر.

==========================

المرجع: مدن في الذاكرة العمانية، الشيخ أحمد بن سعود السيابي، الطبعة الأولى 2017م، مؤسسة ذاكرة عمان – سلطنة عمان – مسقط.

✍🏽[][][][][][][][][]🇴🇲.
اقلام عمانية

مس ماريانا
07-06-2017, 11:54 AM
جميل استاذ ..
بورك مسعاك على النقل ..

ابوقيس99
10-06-2017, 04:25 PM
جميل استاذ ..
بورك مسعاك على النقل ..

الف شكر على مرورك استاذه مس ماريانا