المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : داعـش عـلى الأبـواب فـانـتـبـه يـا خـلـيج ( 2 ــ 2 )



ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
14-10-2014, 04:20 AM
داعـش عـلى الأبـواب فـانـتـبـه يـا خـلـيج ( 2 ــ 2 )


بعد الإخفاق الأمريكي لإحتواء مصر عسكريا ، تتابع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة حديث مذكراتها فتقول :
ـــ كان علينا أن نواصل مخطط ( الدولة الإسلامية ) ولا نيأس فيه أو منه عن طريق التوجه لدول الخليج العربي وهي دول ضعيفة جدا .. وكانت النقطة الأكثر هشاشة في هذه المنطقة هي ( الكويت ) .. والكويت اساسا دولة صغيرة تحت الحماية الأمريكية وفيها بعض الأوراق المهمة التي يمكن اللعب بها والاستفادة منها لصالح المخطط ألا وهي الإخوان وهم أعوان حقيقيون لأمريكا وإن كانوا بوجه إسلامي .. وبعد الكويت يمكن الإندفاع إلى السعودية ثم البحرين فقطر فالامارات العربية المتحدة فسلطنة عمان .. وبعد أن تستقر الأمور يعاد فورا تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما في ذلك بقية الدول العربية ودول المغرب العربي ..
إن هذا المخطط التصوري يقودني إلى مخطط أمريكي آخر أقدم منه زمنيا بعض الشيء .. وهذا المخطط هو عبارة عن دراسة أو بحث أجراه وأشرف عليه عدد من الباحثين والعلماء الأمريكان المتخصصين في السياسة الدولية والشرق الأوسط أعدوا هذه الدراسة بتكليف رسمي سري من الحكومة الأمريكية ( لا تزال هذه الدراسة قيد التداول والبحث والنقاش حتى الآن ) وتهدف إلى إعادة ترتيب خارطة شبه الجزيرة العربية بحيث تشمل فقط وبشكل أساسي الدول العربية القديمة الموجودة أصلا منذ القدم في هذه المنطقة والمعروفة في التاريخ منذ أزمنة قديمة غابرة ولها حضارات متعاقبة وتــاريخ حـافــل وتـشــمــل : ( العراق وسلطنة عمان والبحرين واليمن السعيد ) أما ( الكويت ـــ الإمارات ـــ قطر ) فهي دويلات حديثة النشأة ولن تظهر على الخارطة الجديدة للمنطقة وكل منها سوف يتم دمجه وتذويبه سياسيا واجتماعيا واقتصاديا في الكيانات الأصلية الأربع تلك بحسب التماس أو القرب الجغرافي لكل دويلة من تلك الدويلات مع هذه الدول ومحاولة إيجاد حكومة فيدرالية في كل منها بعد الدمج .. وبالنسبة لـ ( السعودية ) فقد رأت الدراسة الإبقاء عليها من باب ( المجاملة المؤقتة ) ولإعتبارات عديدة ذات طابع ديني واقتصادي ، على أن وضع أو نظام الحكم فيها سيتم تغييره بالطبع عن طريق إيجاد نظام سياسي بديل موالٍ للغرب ويتناسب مع مخطط التقسيم الجديد للمنطقة .
وعودة إلى مخطط ( الدولة الإسلامية ـــ داعش ) يمكن القول الآن أن أمريكا أخطات عندما أعدت هذا المخطط وأخطأت كذلك حين نفذته .. فكان التنفيذ أشبه بتجربة نووية لنوع جديد من القنابل الذرية قدر العلماء أن مساحتها التدميرية لن تتعدى عدة أميال لا أكثر وإذ بها بعد التفجير وعلى نحو غير متوقع تصل لمساحات أكبر بكثير مما كانوا يعتقدون !!
فداعش الآن تتنامى قوتها وتتعاظم شوكتها وهي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من العاصمة العراقية بغداد ولا تمر أيام إلا ونسمع ونرى بسقوط مدينة عراقية جديدة هامة بيد هؤلاء الهمج المصنوعين بالأساس بيد أمريكا صاحبة المخطط ..
إن أمريكا تربي الآن جــرو ذئــب صغير إسمه داعش .. تربيه وتطعمه بالأسلحة وبالدعم السري وبالمساندة في الخفاء لأنها ماضية في مخططها الذي على أساسه ربت جرو الذئب هذا في المنطقة ودربته وفق الخطة القائمة في المخطط بكل ما يحوي من أهداف وغايات ..
سيقول قائل : إن كلامي هذا يتناقض مع واقع ما تقوم به أمريكا الآن وحلفائها من قصف وضرب لمواقع داعش في سوريا والعراق ..
حسنا .. أنا أقول وعلي تحمل وزر ما أقول : إن أمريكا لو أصلا وعن جد تريد إستئصال داعش والقضاء عليها بشكل نهائي ــ لو حقا تريد ذلك لقدرت عليه ولكانت داعش هذه في بحر أسبوع أو أقل في خبر كان .. أمريكا في الحقيقة تخدع العالم بغاراتها الجوية على ما يسمى بقواعد وأهداف لداعش في العراق وسوريا .. ولاحظ معي هشاشة هذه الغارات وعدم فاعليتها أو تأثيرها بالشكل العملي المطلوب أو المرجو منها على الأرض .. يوم أرادت أمريكا أن تنهي وللأبد نظام صدام حسين وتحتل بلاده قدرت وجيّشت لهذه الغاية جيوشها وأعوانها من مختلف دول العالم بما في ذلك هيئة الأمم المتحدة المغلوب على أمرها والتي منها ورغما عنها إنطلق التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد العراق ..

http://www.moonbattery.com/archives/saddam-hussein.jpg

وكانت قصة خطتها الخبيثة معه للقضاء عليه وعلى رابع أو خامس أقوى جيش في العالم ـــ الجيش العربي العراقي .. كانت بداية هذه الخطة أن أشعلت حربا بينه وبين جارته إيران .. ثمان سنوات حرب بين جارتين مسلمتين إنتهت في نظري بلا غالب ولا مغلوب .. فقط خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وخراب كبير في البنى التحتية والاقتصاد في كل منهما .. بعدها .. ولم يكد الجيش العراقي يلتقط أنفاسه ويستريح من الحرب التي خاضها مع إيران حتى غررت أمريكا مرة ثانية وزينت لصدام حسين وهو في أوج شهرته وشعبيته و قوته العسكرية المتنامية بأن يغزو الكويت ويضمها كمحافظة من محافظات العراق ، مع ضمانة أمريكية بعدم التدخل لا من أمريكا ولا حلفاؤها لصد الغزو .. حدث هذا والجيش العراقي الشقيق كان لم يزل يلملم جراحه ولم يسترح بعد وبشكل كاف من حرب ثمان سنوات أنهكت قواه وعافيته .. وبذلك ضمنت أمريكا غزو العراق للكويت بجيش منهك يسهل القضاء عليه فيما بعد وباقتصاد منهار ومخنوق بالحظر الدولي ..
إنطلت الحيلة على المرحوم صدام حسين وغزا الكويت واحتلها بالكامل في ظرف ساعات قلائل وهو ضامن عن غباء أن أمريكا والغرب لن يتدخلوا وستمر المسألة بسلام وكأن شيئا لم يكن .. وغاب عن ذهن هذا القائد العربي أن أمريكا تنصب له فخا جديدا إسمه ( الكويت ) تمهيدا لغزوه هو في عقر داره وبقوات أمريكية بعد تحرير الكويت من غزوه ودحر قواته .. وهذا ما حصل بالفعل .. فأمريكا التي وعدت صدام بأن تظل على الحياد وعدم التدخل في مسألة غزوه للكويت واعتبارها ( شأنا عراقيا داخليا ) نفضت يدها من هذا الوعد وسارعت بتجييش الجيوش إلى الخليج بما في ذلك جيوش العرب العناترة ، مدعومة بإعلام عالمي رهيب ، فتم لها وللحلفاء تحرير الكويت ثم غزو العراق واحتلاله ثم إعدام صدام وتكوين حكومة عراقية عميلة من بعده وموالية لأمريكا .. ثم وبعد أن تأكدت من نتف و كسر أهم جناح قوي جدا للعرب ألا وهو العراق وبعد أن تأكدت من أن دورها في هذا البلد قد انتهى بعد تخريبه وتدمير جيشه وبنيته التحتية وإنشاء حكومة عميلة فيه موالية لأمريكا ـــ بعد أن تأكدت من تحقيق كل هذه الأهداف لملمت جيوشها وخرجت من العراق لتتركه يعيش في صراعات داخلية طائفية دموية .. ولم تتوقف عند هذا الحد بل أمعنت في تعميق الجرح العراقي الشقيق بتكوين خلية جديدة همجية فيه إسمها ( داعش ) ، في الوقت الذي وجهت هي أنظارها إلى أقطار وبلدان عربية أخرى وبسيناريوهات أمريكية جديدة تتماشى مع مصالحها ومصالح أصدقائها ومع المتغيرات التي تحصل الآن في العالم ..
غبي من يعتقد أن أمريكا وحلفاءها يريدون فعلا القضاء على داعش .. داعش صناعة أمريكية تم زرعها في المنطقة وليس من مصلحة أمريكا ولا حلفائها الذين هم طرف في مخطط ( الدولة الإسلامية ) القضاء على داعش .. والحاصل الآن من غارات وقصف هو أشبه ما يكون بحركات بهلوانية على مسرح أو قل هي فرصة لتدريب الطيارين الشباب ( عمليا وميدانيا ) من أي دولة حليفة لأمريكا على الحرب وعلى ظروف الحرب وفي مواقع ساخنة من العالم وفيها حرب ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) .. فلو حقا أمريكا تريد القضاء على داعش وبتصميم جاد لجهزت لهذا الهدف كل عفاريتها وشياطينها من أساطيل وبوارج وطائرات حربية متطورة وصواريخ وإعلام غربي مهيمن على الرأي العام وعلى العالم ، وكانت ستتحرك لتنفيذ هذه المهمة العسكرية من نفس المنطقة التي تحركت منها لغزو العراق .. أي الكويت وكذلك أيضا من الحدود السعودية المتاخمة للعراق ومن إسرائيل ومصر ومن جميع القواعد العسكرية الموجودة لها بالمنطقة .. باندفاعة قوية للجيوش البرية من جميع الجهات مع إسناد جوي كثيف وتخطيط عسكري بارع يمكن فعلا القضاء على داعش وتطهير العراق وبلاد الشام منها بشكل تام ونهائي ومبكر جدا أيضا .. لكن أمريكا لا تريد ذلك إطلاقا لأن ليس في مصلحتها قتل الجـرو الداعشي الذي ربته واهتمت به لغايات وأهداف ومطامح مستقبلية في نفسها .. وما تفعله حاليا من قصف وغارات ( تمثيلية لا أكثر ) القصد منها تمويه الحقيقة وجعل الرأي العام العالمي يصدق بالفعل أن أمريكا هي دائما وابدا ( مخلص العالم ) من نكباته ومآسيه وهي الشرطي والحارس والمبادر دائما بتحرير الشعوب من نير الظلم والقهر والعذاب والموت والاستعباد !!
أمريكا هي أمريكا .. لم تتغير .. ومع مصالحها ولأجل مصالحها مستعدة وستفعل أي شيء ولو بالتحالف مع الشيطان أو خلق ألف ( داعش إسلامية ) تقاتل بالإنابة عنها في جميع دول العالم .. وهذا ما يحصل في الوقت الراهن وهذه المرة باسم الدين .. وبذلك أمريكا تضرب عصفورين بحجر واحد : نقل صورة مشوهة جدا عن الاسلام وأهل الاسلام من جهة وعلى يد عصابات همجية من الجرب الأمساخ تدعي أنها ( إسلامية ) وتحمل راية الإسلام في عرباتها وحول جباهها ولحاها المقملة وخلق منطقة حليفة بديلة على أنقاض دول تم إسقاط أنظمتها بواسطة داعش وأصوليين إسلاميين جهلة لاستعمار المنطقة وبسط الهيمنة عليها ونهب خيراتها والإبقاء على شعوبها مقيدة بسلاسل الاستعباد والظلم والجهل والتخلف من جهة ثانية .
وإذا كانت دول المنطقة وبالأخص دول الخليج العربي بما فيها سلطنة عمان منتبهة لهذا الذي يدبر ويحاك لها الآن في الخفاء ــ إذا كانت فعلا تريد أن تبقى وأن تعيش حرة عزيزة الجانب وبكرامة فعليها هي من تأخذ بزمام مبادرة التخلص النهائي من داعش .. فيا شعوب .. يا عرب .. يا خليجيون .. يا مسلمون .. داعش اليوم هي نفسها تتار الأمس التي جاءت من الشرق وغزت العراق واحتلت بغداد ثم زحفت صوب الشام مع مخطط عام بابتلاع كل المنطقة .. لولا الوحدة العربية والاسلامية التي استيقظت لتصد وتدحر هذا الخطر المغوولي عنها بقيادة مصر في معركة ( عين جالوت ) .. ويا سبحان الله .. ما أشبه اليوم بالأمس لو تذكرون !!
داعش الآن جــرو ذئب أجرب صغير ويمكن قتله والتخلص منه بيدنا نحن العرب الأحق والأجدر بقتله .. ولذلك أوجه هذا النداء الصادق والمخلص إلى كل دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي بالمسارعة الفعلية والعملية للقضاء على هذا الجــرو اليوم وليس غدا قبل أن يكبر ويتعاظم خطره ويستقوى علينا جميعا نابا ومخلبا وقبل ان نجده ونسمع عواؤه عند أبواب بيوتنا وحاراتنا الخليجية الآمنة .. لا تعتمدوا على أمريكا ولا تضعوا فيها بصيص أمل بأنها هي من ستقضي عليه وتخلصكم من شره .. بل أنتم وعليكم أنتم وحدكم من سيقوم ويبادر وبشجاعة وإيمان حقيقي قوي بهذه المهمة .. سخروا فقط كل هذه الثروات الهائلة التي تكتنزونها وكل هذه الجيوش والأسلحة المتطورة التي تمتلكونها لصالح هدف واحد نبيل وســامٍ ألا وهو القضاء على داعش وتخليص وتطهير المنطقة من شرورها وآثامها وبذلك تردون كيد أمريكا إلى نحرها وتفشلون لعبة مخطط ( الدولة الاسلامية ) الذي دبرته ضدكم وهو بعد لا يزال في المهد .. وأنا واثق كل الثقة أن دول الخليج العربية إذاتحركت بالفعل وأعلنت مجتمعة وعن تصميم حقيقي جاد الجهاد المقدس ضد داعش فحتما كل الأمة العربية والاسلامية ستقف وراءها وتدعمها بالمال وبالسلاح وبالشباب وبالإعلام أيضا ..
فانتبهي يا دول الخليج .. إنتبهوا يا شعوب الخليج .. المغوول الجدد على الأبواب وعواء ذئابهم يسمع من قريب .
بقلمي / ســـعـيد مصــبـح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

مستر اكس
16-10-2014, 12:06 PM
كيفك اخي سعيد

فكر داعش موجود في كل بلد بس ينتظر فرصته .. و هذا الفكر الجاهلي هو من أشد أعداء البشرية جمعاء لا يفرق بين مسلم و مسيحي و يهودي .

و قمعه و معالجته بفكر صحيح مضاد له .. وصدقني الحرب و مبدأ العنف عليه ليس بحل وحيد .

شكرا لك