المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانتخابات الألمانية: ميركل "تفوز بفترة رابعة"



ابا مازن
25-09-2017, 09:57 AM
أُعيد انتخاب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لفترة رابعة في الوقت الذي حقق فيه القوميون نجاحا تاريخيا في الانتخابات الفيدرالية، حسبما أشارت استطلاعات الرأي بعد انتهاء التصويت.




وانخفض التأييد لائتلافها المحافظ المكون من الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد المسيحي الاشتراكي، ولكنه سيبقى أكبر تكتل في البرلمان.

وقال شريك ميركل الحالي في الائتلاف، الحزب الديمقراطي الاشتراكي، إنه سينضم إلى المعارضة بعد أن مٌني بخسائر كبيرة.




وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" سيحتل المرتبة الثالثة في نتائج الانتخابات.

وتعني نتائج الحزب، التي جاءت أفضل مما كان متوقعا، حصول حزب معاد للإسلام على مقاعد في البرلمان الألماني لأول مرة.

وتجمع عشرات المتظاهرين قبالة مقر الحزب في برلين، وحمل بعضهم لافتات كٌتب عليها "مرحبا باللاجئين".

وعلى الرغم من بقاء حزبها أكبر الأحزاب، فإن الأرقام، إن تم تأكيدها، هي أسوأ نتائج الائتلاف بين الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد المسيحي الاشتراكي تحت زعامة ميركل.

وفي كلمة لمؤيديها، قالت ميركل، التي تشغل منصبها منذ 12 عاما، إنها كانت تأمل في "نتيجة أفضل".

وأضافت أنها ستستمع إلى "مخاوف" ناخبي حزب "البديل من أجل ألمانيا"، حتى تكسب ثقتهم مجددا.

وقالت ميركل أيضا إن حكومتها عليها التعامل مع القضايا الاقتصادية والأمنية إضافة إلى التعامل مع الأسباب الأساسية للهجرة، وهي أحد الأسباب الرئيسية لتحقيق نجاح في الانتخابات.

وقالت ميركل "اليوم يمكننا القول إننا الآن لدينا تفويض لتحمل المسؤولية بهدوء مع شركائنا طبعا".


وقالت جيني هيل مراسلة بي بي سي في برلين إن النتائج كارثية لميركل.

وأضافت هيل أن ميركل تتعرض للعقاب لأنها فتحت أبواب ألمانيا لأكثر من 900 ألف لاجئ ومهاجر بلا وثائق.

ما هي خيارات ميركل للائتلاف؟

وتشير استطلاعات الرأي بعد انتهاء التصويت إلى أن نتائج الديمقراطيين الاشتراكيين، بزعامة مارتن شولتز، انخفضت إلى أقل معدلاتها بعد الحرب العالمية الثانية. وقال إن النتائج تعني نهاية "الائتلاف الكبير" مع تحالف ميركل.

وقال شولتز للصحفيين "إنه يوم صعب ومرير للديمقراطيين الاشتراكيين في ألمانيا. لم نصل إلى أهدافنا".

ومع رفض التحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فإن خيارات ميركل محدودة، وقد تستغرق عملية تشكيل ائتلاف شهورا.

ووفقا للمؤشرات، فإن البرلمان الألماني سيضم ستة أحزاب للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.

ويعد السيناريو الأكثر ترجيحا هو ما يعرف باسم ائتلاف "جامايكا"، والذي سمي بهذا الاسم لأنها يضم ألوان علم جامايكا، ممثلة في الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد المسيحي الاشتراكي (اللون الأسود)، حزب الديمقراطيين الأحرار (الأصفر) الذي يعود إلى البرلمان بعد غيبة أربعة أعوام، وحزب الخضر.

ويعتقد أنه ليس ائتلافا متوافقا، لأن حزب الخضر يريد إغلاق 20 محطة للطاقة تدار بالفحم، بينما يرفض حزب الديمقراطيين الأحرار الأمر، ولكنه التركيب الوحيد الذي سيضمن عددا كافيا من المقاعد في البرلمان، حسبما قالت إذاعة زد دي إف.

ماذا عن حزب "البديل من أجل ألمانيا"؟
استفاد الحزب من المعارضة التي تلقاها سياسة ميركل إزاء المهاجرين واللاجئين، وعظمهم من سوريا، التي مزقتها الحروب.

وبرنامج الحزب معارض للهجرة بشكل كبير، ومعاد للمسلمين بشكل خاص. ودعا الحزب إلى حظر مآذن المساجد ويعتبر الإسلام معارضا للثقافة الألمانية.
http://www.bbc.com/arabic/world-41379266

ابا مازن
25-09-2017, 09:59 AM
انغيلا ميركل "والدة الأمة" الألمانية التي فازت بولاية رابعة

دخلت أنغيلا ميركل، واسمها أنغيلا دوروثيا كاسنر، عالم السياسة عام 1989، بعد سقوط جدار برلين، الذي كان يفصل بين ألمانيا الغربية، التي ولدت فيها عام 1954، وألمانيا الشرقية التي نشأت فيها وقضت فيها كل حياتها إلى أن توحدت البلاد.




وارتقت أنغيلا ميركل في المسؤوليات السياسية لتصل إلى منصب زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي، ثم تصبح عام 2005، أول امرأة تتولى منصب المستشارة الألمانية.

وانتقلت أنغيلا من همبورغ بألمانيا الغربية سابقا إلى منطقة ريفية بمدينة برلين في ألمانيا الشرقية، مع والدها القس، من أجل أن يكمل هو دراسته الدينية في مدراس الطائفة اللوثرية.




ودرست أنغيلا الفيزياء في جامعة ليبزيغ، وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 1978، وعملت خبيرة في الكيمياء بالمعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية، التابع لكلية العلوم من 1978 إلى 1990.

وتتقن العالمة الفيزيائية المتميزة ميركل اللغة الروسية أيضا.

لقب الزوج الأول

واحتفظت أنغيلا ميركل بلقب زوجها الأول، أولريخ ميركل، الذي انفصلت عنه عام 1981، وهي متزوجة حاليا من جواكيم ساور، الذي يهوى الطبيعة ويحب عمله، ونادرا من يضجر أو يشتكي، بحسب ما ذكرته زوجته.

وتشترك أنغيلا مع زوجها في هوايتها الوحيدة وهي الشعر الغنائي، كما أنها حاذقة في الطبخ، وشغوفة بمشاهدة مباريات كرة القدم، وقد بثت لها صور، وهي تقفز فرحا، عندما يسجل المنتخب الألماني هدفا أو يحرز لقبا، وترى أن كرة القدم جديرة بتسويق صورة ألمانيا في العالم.

وتحضر أنغيلا ميركل بانتظام مهرجانات الشعر الغنائي في ألمانيا وخارجها، برفقة زوجها، الذي تلقبه الصحافة في ألمانيا والنمسا، بالشبح، لأنه قليل الظهور، كما يعرف بالتقشف في حياته ويصرف جل وقته في البحث العلمي.

وتقول ميركل في تصريحاتها القليلة بشأن حياتها الخاصة إنها عاشت طفولة سعيدة مع أخيها ماركوس وأختها إيرين، وإنها اختارت دراسة الفيزياء لأن الحكومة الشيوعية في ألمانيا الشرقية وقتها، كانت تتدخل في كل شيء باستثناء "قوانين الطبيعة".

وبوصفها سيدة بروتستانتية المانية شرقية، تمكنت انغيلا ميركل من كسر احتكار الرجال الغربيين الكاثوليك لزعامة الحزب الديمقراطي المسيحي.

وسعت ميركل الى تصوير نفسها على انها زعيمة تتميز بالاتزان والبراغماتية والتواضع مما أكسبها لقب "Mutti" (ماما) - والدة الأمة رغم أنه ليس لديها أطفال.

دخول السياسة

وفور سقوط جدار برلين عام 1989 انضمت أنغيلا ميركل إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، وعينت في حكومة هلموت كول وزيرة للمرأة والشباب، ثم وزيرة للبيئة والسلامة النووية.

ويقول محللون إنها اجبرت العديد من اعضاء حزبها على الاذعان لارادتها بعد ان هزمت عملاق الحزب هلموت كول.

فعندما تورط كول في فضيحة مالية، كانت اول حلفائه الذين تخلوا عنه رغم انه كان الرجل الذي عينها في وزارته. وكتبت ميركل رسالة نشرت في الصحف تطالب باستقالته.

وكان من شأن ذلك ان اصبحت ميركل المرشحة الاولى لزعامة الحزب عندما جاء وقت التغيير.

وبعد هزيمة هلموت كول في الانتخابات البرلمانية، عينت ميركل أمينة عامة للحزب، ثم زعيمة للحزب عام 2000، ولكنها خسرت المنافسة لتولي منصب المستشار، أمام إدموند ستويبر عام 2002.

وفي انتخابات عام 2005، فازت ميركل بفارق ضئيل على المستشار، غيرهارت شرويدر، وبعد التحالف بين "المسيحي الديمقراطي" و"الاجتماعي الديمقراطي"، عينت ميركل أول مستشارة في تاريخ ألمانيا، وهي أيضا أول مواطنة من ألمانيا الشرقية تقود البلاد بعد الوحدة.

وأعيد انتخابها لفترة ثانية عام 2009، ثم لفترة ثالثة عام 2013.

وبين عامي 2009 و2013، حكمت ميركل من خلال ائتلاف مع حزب الديمقراطيين الاحرار المناصر لقطاع المال والاعمال، ولكن في عام 2013، مني الاخير بكارثة في الانتخابات إذ اخفق في الفوز حتى بمقعد واحد في البرلمان مما ادى بميركل الى العودة للتحالف مع حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي.

وبالرغم من بعض المعارضة من داخل حزبها، وافقت ميركل في السنوات الاخيرة على التخلي عن بعض السياسات المائلة لليسار التي كانت تتبعها كتحديد حد أدنى للأجور في بعض القطاعات وقرارها بالتخلي عن الطاقة النووية.

يذكر أن حصول ميركل على فترة ثالثة كمستشارة عام 2013 كان بمثابة إنجاز كبير لها حيث لم يتمكن الا مستشاران المانيان آخران من الفوز بثلاث فترات ولاية في الفترة التي اعقبت الحرب العالمية الثانية وهما كونراد اديناور (اول مستشار لالمانيا الغربية عقب الحرب) وهيلموت كول.

المرأة الحديدية
وأطلقت عليها الصحف والمجلات العديد من الألقاب منها بينها السيدة الحديدية، لمواقفها الصارمة ومنهجها العلمي الجاف مقارنة بالعمل السياسي التقليدي، كما يطلق عليها الألمان لقب "الأم"، لما يجدون فيها ربما من عاطفة وتفاعل مع حاجياتهم الاجتماعية.

وصنفتها مجلة فوربس الأمريكية أقوى امرأة في العالم نظرا لبقائها في الحكم مدة طويلة ولنجاحها الاقتصادي الباهر وصمود ألمانيا أمام الأزمة الاقتصادية العالمية، التي أصابت أغلب دول أوروبا بالركود، وكادت أن تودي بأخرى إلى الإفلاس.

وفاجأت المستشارة الألمانية العالم عندما فتحت حدود بلادها لجميع اللاجئين عندما اشتدت أزمة المهاجرين الهاربين من الحروب والمجاعة نحو أوروبا، ومقتل الآلاف منهم في البحر الأبيض المتوسط.

وواجهت أنغيلا ميركل معارضة كبيرة في بلادها بعد دخول أكثر من مليون لاجئ ومهاجر إلى ألمانيا، وتراجعت شعبيتها في الانتخابات، لكنها تمسكت بموقفها من اللاجئين، وكان يتوقع أن تفوز بجائزة نوبل للسلام.

رمز للتقشف

ولكن صورة ميركل مختلفة في دول مثل اليونان وإسبانيا وإيطاليا، إذ تصفها وسائل الإعلام هناك بالشدة والتجبر، لأنها فرضت، من خلال الاتحاد الأوروبي، على هذه الدول إجراءات تقشف مالية صارمة، عانت منها طبقات اجتماعية واسعة.

فقد أصبحت ميركل بفضل أزمة اليورو رمزا للتقشف النقدي، إذ شملت الوصفة التي اعتمدتها للتصدي للأزمة خفضا كبيرا في ميزانيات الدول المتأثرة بالازمة ورقابة حازمة من جانب الاتحاد الاوروبي معتبرة هذه السياسات العلاج الناجع للديون المزمنة التي تعاني منها دول جنوب أوروبا.

وتتلخص رسالتها في أن الدول المثقلة بالديون مثل اليونان وايرلندا وايطاليا واسبانيا والبرتغال لن تنجح في العودة الى التنافسية الدولية إلا بعد أن توازن ميزانياتها وخفض المبالغ التي تنفقها على الخدمات العامة.

مما لا شك فيه أن المانيا، أقوى اقتصادات أوروبا، هي التي تحملت القسط المالي الأكبر في برامج الانقاذ التي قدمها الاتحاد الاوروبي للدول الغارقة في الديون، ولذا فإن ميركل هي التي حددت برامج العمل في الجهود التي بذلها الاتحاد الاوروبي لاستعادة الثقة في العملة الموحدة اليورو.

ولكن الدور الذي لعتبه في تحديد شروط قاسية لانقاذ الدول المتضررة الواقعة على حواف أوروبا أثار عداءا شخصيا كبيرا في تلك الدول. فقد شبهها بعض المتظاهرين في اسبانيا واليونان بهتلر واتهموا المانيا بفرض إرادتها على بقية الدول الاوروبية بالقوة.

وينظر الى ميركل على أنها زعيمة براغماتية اكثر منها كاريزمية. وبالفعل، كان البعض ينظر اليها في اوائل حياتها السياسية على انها مملة وقروية ومتخلفة بعض الشيء، وهي نظرة حاولت التخلص منها بارتداء الملابس ذات الالوان البراقة وتغيير تصفيفة شعرها.

تجسس أمريكي
وتصدرت ميركل عناوين الصحف العالمية في 2013، عندما اتهمت أجهزة المخابرات الأمريكية بالتنصت على مكالماتها الهاتفية، وقالت في مؤتمر لقادة الدول الأوروبية "إن التجسس بين الأصدقاء أمر غير مقبول".

وأفادت تقارير لاحقة أن وكالات الاستخبارات الأمريكية قد تكون تراقب ميركل منذ 2002.

وتعرف أنغيلا ميركل في محيط عملها بأنها قليلة الكلام، ولكنها تمطر مساعديها والمسؤولين في حكومتها بالرسائل النصية، إذ كثيرا ما لوحظت وهي عاكفة على هاتفها، أثناء المؤتمرات واللقاءات الدولية، فهي امرأة شغوفة بالتكنولوجيا المتطورة، ونشطة على مواقع التواصل الاجتماعي.


http://www.bbc.com/arabic/world-41378994