المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا وَجْــهَ لـي هُــنـا !!



ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
28-09-2017, 02:12 PM
لا وَجْــهَ لـي هُــنـا !!
قصة قصيرة بقلم / سعيد مصبح الغافري
# صديقتي ...


https://scontent.fmct2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/22007616_2043959632507813_6047710631831375974_n.jp g?oh=ea358b3a3606fe9f6f662974db642ff0&oe=5A86B32C

على نفس الاضطجاعة الجانبية تمددت أمامه في لانجري أحمر شفاف تصعب مقاومة إغرائه مع شابة جميلة الملامح في الخامسة والعشرين من عمرها .. يبتسم هو ابتسامة لزجة ذات مغزى تفضحه التماعة عينيه الذئبيتين الناظرتين إليها بشراهة وجوع ..
كان وجهه الخناسي قاسيا وزاد من قسوته تلك الندبة الظاهرة على ذقنه كأثر لجرح قديم مرتبط بماضيه البغيض وبشخص يكرهه ..دوما يشتط به الغضب ويهدر مهتاجا كلما رأى هذا اللاصق الأبدي الأشبه باللعنة على جسده ؛ كيف قَـدَرَ ذاك الضئيل الحجم حبيبها المسمى أحمد أن يحطم وبصورة مربكة وغير متوقعة مهابة رجل لا يقهره أحد ؟! كيف جرح وأهان قوته وجبروته وسطوته التي سخر لأجلها المال والنفوذ والعضلات والعصابة المخيفة التي يتزعمها ؟!
يشعل سيجارته الهافانية وينفث غيمها الرمادي المتغطرس في جو الغرفة .. هي ذي حبيبة غريمه التي ظلت لسنوات عصية عليه كالجبال ؛ الآن بين يدي رغباته وشهوته التي يتلذذ بساديتها البالغة القسوة مع ضحاياه .. تنتظره على ذاك السرير بإغراء فاجر أو هكذا كان يتصور عقله الأحمق المركب بين فخذيه .. في عينيها بريق رغبة زائفة وهي تعض على شفتها السفلى ذات الاكتناز المارليني المثير .. يشتعل .. يندلق لعابه رغويا على جانب شفته وكأنه ثور .. لا يتحمل .. يرمي بالسيجارة المشتعلة التي بالكاد شفط منها على عجالة شفطتين ــ يرميها بين قدميه الحافيتين الكثيرتا العروق .. يدوسها كصرصور فتنسحق منطفئة من دون حتى أي أنفاس دخان .. يفرك كفيه متلمضا بشفتيه هذا الجسد العشريني الذي ينتظره كوجبة دسمة بكل أنوثته الناضجة والكاملة الدسم .. هذا الجسد الذي يا طالما حلم به وتمناه وصارع لأجله كل هذه السنين .. يتحرك .. تتلوى أمامه كأفعى شهوانية ماكرة تجيد اللعب على أوتار الأعصاب .. بينه وبين السرير الآن مسافة خطوتين أو ثلاث .. تراءت في عينيها وهو يقترب منها صورة حبيبها المقتول غـدرا .. إندلعت نار الانتقام في صدرها .. قاتل حبيبها يوشك أن يدنو منها ويغشاها .. تتحسس يدها القابضة بالموت والمتوارية بالجدار الملاصق للسرير .. يقترب .. يقترب .. و .. طاااخ . طاااخ . طاااخ .
ثلاث طلقات من كاتم صوت وأردته قتيلا في الحال .. يسقط متهاويا أمامها كصخرة هائلة .. تلبس ملابسها .. تخطف هاتفه النقال الذي وضعه على التسريحة .. تعطل بياناته .. تحمله معها وتخرج باردة الأعصاب وتذوب كحبة ملح في زحام المدينة !!
♡♡♡
@ أنـا ...
وقف يطالع وجهي الجامد كالصخر .. عيناي تثقبان عينيه بنظرة احتقار بارد .. من أحد طرفي شفتيه كان يسيل لعاب شهوة أشبه بـدَبَـقٍ عفن الرائحة ..
نحوي و بهدوء تحرك بقدميه الغليظتين .. همهم مفرقعا أصابعه الغلاظ قبل أن يبدأ رقصة الإثم على مسرح جسدي المنهك .. نهايته.. أفـرغـني من كل طاقتي ثم خرج دون أن يلوي على شيء ..
تكومت في نوبة بكاء حارق وأنا أشعر بكل كياني مشتعل بالنار .. ألعن ذاتي وألعن معها هذا الحيوان المسخ الذي يذل حياتي ..
بعد وقت لا أتذكر كم كان ؛ نزعت جسدي من ذلك الفراش المتبقع عرقا وقذارة وكأنني أنزع نفسي من مخالب شيطان نجس .. في أحشائي كانت تقرصني الخطيئة وكان الله على مبعدة بضعة أمتار من سكني .. خرجت من الغرفة بعد أن أفرغت كل ضيقي وقرفي وتعبي وقيء معدتي المضطربة تحت شلال دش ساخن أعاد إلي انتعاشي ..
إلتقيت الله بلهفة من يرغب في الخلاص من الجحيم .. لذت إليه بصلاة دموعي وضعفي ثم خرجت مع المصلين الخارجين .. همت على وجهي غاطسة في أنهار هذه الشوارع المكتظة ..

https://scontent.fmct2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/22008022_2043959612507815_8825938867381031202_n.jp g?oh=40318b194875039b997051391bfecf95&oe=5A50FF89

على ذاك المقعد الخشبي الفارغ والمنعزل قبالة البحر ؛ جلست وحيدة إلا من سيجارتي التي أدخنها وذهني الذي كان يتناقش معي في أشياء كثيرة مهمة تخص حياتي .. وبرغم النوارس التي كانت تحوم فوقي وتحط أحيانا متمشية بأمان قربي ، وبرغم موج البحر الذي كان يتراقص في مد وجـزرٍ وبهدوء ونعومة أمامي ، وبرغم الناس وأصوات الأولاد وهم يلعبون على الشاطىء ــ برغم كل هذا وذاك إلا أنني لم أحس وقتها بهذه الحياة التي تنبض وتتحرك حولي .. كان عقلي ومشاعري قد فصلاني عن كل شيء وشعرت كما لو أنني في عالم آخـر !!
كم جلست هناك ؟! لا أعلم !! كنت غارقة بكلي في حمأة تفكير عميق ولم أنتبه لشيء إلا بعدما شعرت بخبطة على المقعد الذي كنت جالسة عليه ، فانتبهت متفاجئة وأنا أنظر لليمين !!
أبـصرت صبيا في لباس رياضي أصفر يركض باتجاهي وقد اتـسـخ بنطاله القصير بالطين . عندما وصل ؛ وقف مبتسما في وجهي وهو يقول بتهذيب وصوته مقتضب يلهث :
ــ آســف سـيـدتـي !!
إكتفيت بايتسامة هادئة رسمتها على وجهي ردا عليه . إلتقط الكرة التي كانت مستقرة بجوار المقعد وعاد راكضا بها إلى رفاقه . في سـري كنت أغبطه على صباه السعيد هذا وعلى هذه الحياة التي يقضي أوقاتها لاهية وخالية من أي هـمٍّ أو قلق !!
نظرت لساعة يدي .. حفزتني عقاربها على الإنصراف فنهضت .. ألقيت نظرة على المكان كمن يودع عالما حتما بعد أيام لـن يراه ولـن يلتقيه وسيصبح بالنسبة له مجرد ذكرى .
كانت هذه هي المرة الأخيرة التي أذهب فيها إلى هذا الشاطىء الذي ظل لسنوات عديدة هو والحديقة العامة القريبة منه المكانان الوحيدان المفضلان لديَّ في هذه المدينة عندما أخرج للنزهة أو بحثا عن مكان ألـقي فيه بمتاعبي وهمومي . إنـصرفـت عائدة إلى سكناي وفي رأسي عدة قرارات مصيرية عنيفة ، سـأنـفـذها تباعا من بـدء الغـد !!
صباحا ودون تردد أو نـدم نفذت القرار الأول والأهم في عيادة خاصة أثـق بطبيبتها على المطـلـق .. أسـقطت من بطني بذرة الحـرام ..
هـاقـد صرنا بإثـنـتـيـنـا أنا وصـديـقـتي ؛ كـل واحدة تخـلـصت من عـدوها بطـريقة ما !!

https://scontent.fmct2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/22089385_2043959909174452_5100970862982812553_n.jp g?oh=f30e67e415b85378a0e2a4bbe84b6307&oe=5A4B15AD

بعد أسبوع كنت أقفز بخطوتي الجريئة الثانية إلى قراري التالي ؛ القرار الذي غـيَّـرني وغـيَّـر كل شيء بحياتي ؛ فمن مكتب سفريات قريب قطعت تذكرة وسافرت تاركة ورائي كل شيء .. لم أضع أبداً في تخطيطي ولا نيتي ولا آمال حياتي القادمة أني سأعود إلى هذه المدينة ؛ فقد قررت أن لا ألـتـفـت الى الوراء وأن أرحل بعيدا قدر الإمكان !!
في البلد الجديد الذي هاجرت إليه واتخذت من غربته وطنا بديلا أسكنه ؛ كانت ثمة حياة جديدة تنتظرني في كتاب جديد من دون كتابة .. صفحات فارغة لم يلمسها بعد حبر الغربة و تستئن حتى تملؤها أبجدية قصة جديدة تعمدت أن أجعلها من دون فصول للماضي .. أظن القصة بدأت منذ وصلـت إلى بـرلـيـن !!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
_____________

أميرة الروح
28-09-2017, 03:25 PM
الله عليك وعلى روعة سردك اخي سعيد
قصة جدا جميلة
استمتعت بقرائتها
بارك الله فيك
ووفقك الله لما يحب ويرضى

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
01-10-2017, 08:53 AM
الله عليك وعلى روعة سردك اخي سعيد
قصة جدا جميلة
استمتعت بقرائتها
بارك الله فيك
ووفقك الله لما يحب ويرضى

خالص أحر شكري وتقديريواحترامي لك أختي الاعز الأستاذة القديرة أميرة الروح
جدا شرفني واسعدني جمال مرورك الراقي
ألف هلا وسهلا فيك
صباحك ياسمين ونور

شموس الحق
02-10-2017, 12:04 PM
استاذ سعيد
كنت هنا اتلوى الما وحبا بين حروفك الضائعة في سراب المهجر وقوافل النسيان
قد تبدوا في برلين جسدا الا ان روحك ونبضك وفكرك يتردد في سهول كهنات وروابي
مقنيات . لك شكري وتقديري وحبي

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
02-10-2017, 12:28 PM
استاذ سعيد
كنت هنا اتلوى الما وحبا بين حروفك الضائعة في سراب المهجر وقوافل النسيان
قد تبدوا في برلين جسدا الا ان روحك ونبضك وفكرك يتردد في سهول كهنات وروابي
مقنيات . لك شكري وتقديري وحبي

حبيبي الشاعر والأديب الجميل خلقا وروحا وقلما/ ناصر الضامري
تشرفت وسعدت بك جدا جدا أخي على روعة مرورك
وبالنسبة للمكان أنا للأمانة لست من كهنات ولا مقنيات .. خمن كده بمعرفتك ههههههه
ألف ألف شكر وتقدير لك صديقي الغالي
نهارك فل

نوارة الكون
03-10-2017, 09:17 AM
سلمت يمناك استاذي الفاضل كتاباتك دائما تأخذنا للبعيد

دمت في حفظ الرحمن ورعايته

شموس الحق
03-10-2017, 02:30 PM
حبيبي الشاعر والأديب الجميل خلقا وروحا وقلما/ ناصر الضامري
تشرفت وسعدت بك جدا جدا أخي على روعة مرورك
وبالنسبة للمكان أنا للأمانة لست من كهنات ولا مقنيات .. خمن كده بمعرفتك ههههههه
ألف ألف شكر وتقدير لك صديقي الغالي
نهارك فل
دامك مصر يالغالي على كشف هويتك اعتقد ما فيه غير الدريز

الشيخه الفلانيه
10-10-2017, 07:50 PM
سالخير ؛
الله ؛ مبدع كعآدتك أخي سعيد
يعطيك الله العافيه
بنتظار جديدككء :)'

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
12-10-2017, 05:47 PM
سلمت يمناك استاذي الفاضل كتاباتك دائما تأخذنا للبعيد

دمت في حفظ الرحمن ورعايته

ألف ألف شكر وتقدير لك اختي الكريمة الأستاذة القديرة الكاتبة نوارة الكون
شرفتني وبسعادة كبيرة بروعة مرورك
كلي ودا واحتراما لك

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
12-10-2017, 05:49 PM
سالخير ؛
الله ؛ مبدع كعآدتك أخي سعيد
يعطيك الله العافيه
بنتظار جديدككء :)'

الشيخة
بارك الله فيك أختي الغالية
شكرا ألف شكر لك
مرورك تشريف لي ولنصي المتواضع
دمت بوافر سعادة وخير يا رب

نديم الماضي
16-10-2017, 10:22 AM
هلا فيك اخي سعيد
قصه كثير جميله ومجهود رائع منك
وقلم مبدع بمعنى الكلمه..

يعطيك العافيه موفق اخي العزيز..

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
17-10-2017, 03:18 PM
هلا فيك اخي سعيد
قصه كثير جميله ومجهود رائع منك
وقلم مبدع بمعنى الكلمه..

يعطيك العافيه موفق اخي العزيز..

شهادة كبيرة من كاتب عزيز احترمه شخصا وفكرا وحضورا
شكرا ألف شكر أخي الغالي الكاتب القدير / نديم الماضي
تشرفت بك أيها العزيز
ألف هلا بك