المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فِي الشِّعر والذُّوقِ والفِكْر



صدى صوت
08-11-2017, 12:49 PM
أ.د/ إيمان محمد أمين الكيلاني
الجامعة الهاشمية – الأردن


حين أقرأ مايكتب هذه اﻷيام من كلمات شكَّلت رسائل أقرب ما تكون إلى هرطقات العصور الوسطى الغربية بين دفتي كرتون، كُتِبَ على وجه الصفحة الأولى "ديوان" وأبدأ أقرأ، وأُعيد القراءة مرةً تلو المرة بحثًا عن مفاتح للنص الذي أجده منغلقا أصلا، ﻻباب له وﻻنافذة تشرف منها على روحي، أو تشرف روحي عليه منها، وأكاد أتهم عقلي الذي يحار ويتشتت ويتشرد في براري لغة ﻻمضبوطة وﻻمتجانسة، خلطة كلمات أشبه ماتكون بكفتة معجونة برمل مزركشة بالورد، وعندما أقرأ لشعراء حقيقيين كالمتنبي، والرضي، وأبي تمام، وغيرهم تعود إلي ثقتي بعقلي وأدواتي في تشريح النص، وأقف أحيانا حائرة أمام النقد الجميل جدا اﻷجمل بكثير كثير من تلك الشعوذات، وأتساءل أيهما أفسد اﻵخر؟
أهو الناقد الذي فهم عبارة "أن النقد جمال على جمال وفن على فن" على غير ما ينبغي فشطح ونطح، وقوَّل المشعوذَ وشعوذاته مالم يقل، فنفخَه وصيره شاعرًا وقدمه نموذجا فأفسد ذائقة الشعراء وأفسد الشادين منهم؟ أم أن هؤﻻء المشعوذين الذين يعجزون عن فهم أنفسهم هم الذين أفسدوا ذائقة النقاد الذين ﻻيجدون نماذج شعرية حقة يظهرون فيها براعتهم في الكشف عن مزايا النص الحديث وجمالياته؟
حقا إننا في أزمة أخلاقية حقَة أمام النص ونقده!
فكثير من النقاد نقده جاهز مادام يعلم أن هذه الكلمات لفلان؛ لذا ﻻ ألوم أحيانا موقف "البنيوييين" الذين نادوا بموت المؤلف مثل بارت في مقارباته اﻷولى وريجاردز ومن نهج نهجهما؛ ﻷنهم أرادوا عَلْمَنة النقد وموضوعيته واستنطاق بِنَى النص حقا ﻻ اﻻنطلاق من موقف شخصيّ وذاتي من اﻷدباء، فعلى الرغم مما يسلم إليه عزل المؤلف عن النص من انسلاخ عن سياقه التاريخيّ والنفسيّ واﻻجتماعيّ واﻷيديولوجيّ وغيره، إﻻ أنه يولي عنايته اﻷولى للنصّ نفسه ﻻ لشيء خارج عليه.
وعلى الرغم من أنني مع ربط النص بسياقاته إﻻ أنني أرى التردي اليوم في الحالة النقدية في أتون الذاتية والشللية المغرقة، وإن كان النقاد - إﻻ من رحم ربي- يوهمون أنفسهم والقارىء بأنهم موضوعيون! لهؤﻻء أقول: اتقوا الله في الشعر والذوق والتّاريخ والفكر العربي!

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
08-11-2017, 06:41 PM
هناك عوامل كثيرة ومتعددة وراء هذا التدهور الادبي الحاصل ومن وجهة نظري سأبرز خمسة عوامل رئيسية من هذه العوامل أرى انها أدت إلى انتكاس النهضة الأدبية العربية المعاصرة وشيوع الرداءة والغث وأدعياء الأدب ومزيفيه ولصوصه وهذه العوامل ساعرضها هنا على عجالة وباقتضاب :
1. غياب النقد الأدبي الرصين والمحايد وعدم وجود نقاد حقيقيين متمرسين في حقل النقد ولهم فيه باع طويلة وخبرة وتجربة عميقة وشيوع الشللية والمحسوبيات الشخصية على حساب العمل الأدبي نفسه رديئا كان أم جميلا ضعيفا أم قويا وخاصة بعد رحيل رواد النقد وعمالقته من أمثال نازك الملائكة وطه حسين والعقاد وشوقي ضيف وميخائيل نعيمة وغيرهم ممن أقاموا فعلا نهضة أدبية عربية كبيرة و ذات شأن وكان للنقد في عهدهم هيية ووقارا ورهبة أيضا بحيث لم يكن يجرأ أي كاتب أو كاتبة على نشر او إصدار عمل أدبي من حي الله أي كلام وكانوا يعملون ألف حساب وحساب للنقاد .
2. تدهور اللغة العربية وعدم الاهتمام بها ذلك الإهتمام الكافي مما أعطى الفرصة لظهور الكتابات الركيكة ودخول من هب ودب في الساحة الأدبية معلنا نفسه الشاعر فلان أو الكاتبة فلانة ومهد هذا أيضا لزحف ما يعرف بالشعر الشعبي او النبطي واكتساحه للساحة وللذوق العام وبدعم سخي واضح وقوي من الجهات الرسمية والشعبية له وخصوصا هنا في الخليج مما أدى عن عمد وقصد إلى تهميش الشعر العربي الأصلي شعر الفصحى وتحجيم ظهوره وتقليص الدعم له وفسح المجال أمام الشعبي بشكل مستفز للوجدان وللذوق النقي .وهو بالضبط ما كان المرحوم العقاد ينبه إليه دائما ويحذر منه في كل كتاباته وتصريحاته وآرائه.
3. ظهور قنوات التواصل الاجتماعي الحديثة والقنوات الفضائية بكل أطيافها وتوجهاتها والتي قتلت وشوهت في المتلقي بشكل أو بآخر روح التذوق الحقيقي للنصوص مما عزز من شيوع الفوضى وطغيان الرداءة والقبح والسماجة على كل ما هو قوي وجميل وذي قيمة .
4. تهميش دور النقد وعدم وجود مدارس نقدية حقيقية ذات شأن على غرار تلك التي كانت موجودة في مصر والعراق والشام تعنى بالأدب وبالنصوص وايضا لضعف الأنشطة النقدية دور كبير هو الآخر إلى درجة أن النقد وصل الآن إلى مرحلة الغيبوبة .
5. أمية الثقافة بين جيل الشباب الحالي . للأسف الشديد أمة إقرأ لا تقرأ . وهانحن أولاء أمام جيل تافه جاهل رغم الشهادة الجامعية لدى البعض إلا انه لا يعرف حتى ثلث الثلاثة كم . جيل لا يقرأ الكتب ولا يستهويه عطش المعرفة وكل همه محصور في الكرة وريال مدريد وبرشلونة والجنس والجري وراء البرامج التافهة والسخيفة وآخر صيحات الهواتف النقالة وما فيها من مستجد وجديد بل حتى هذه التقنية الميسرة والمفيدة جدا والتي يحملها في جيبه وفيها كل ما يخطر بالبال من معرفة وثقافة وعلوم لم يحاول هذا الجيل أن يستغلها احسن استغلال ولا أن يستفيد منها أقصى استفادة ممكنة لتنمية وتطوير فكره وسلوكه بل جعلها وسيلة لكل ما من شأنه أن يزيد من جهله واميته وضعفه وتغييبه وتضليله وتأخره عقلا ودورا في أمته.
وعموما ظاهرة ضعف وتدهور النقد هذه تكاد تكون قاصرة على وطننا العربي دون غيره من الكيانات العالمية الاخرى كشكل من أشكال ضعفه الذي لم يقتصر فقط على مجالات السياسة والاقتصاد والدين والمجتمع بل شمل كذلك كل نواحيه الفكرية والأدبية والثقافية أيضا .
شكرا ألف شكر لك أخي الغالي الكاتب / صدى صوت على هذا الاختيار الجميل للقراء والذي أثار في نفسي شجونا كثيرة . والمعذرة على الاسهاب بالتعليق .

صدى صوت
08-11-2017, 08:10 PM
بالرغم من توسع مجالات الادب وتوسع قنواته والدراسات التي تقام بشأنه وسهولة الوصول إلى المعلومة الأدبية بشتى أنواعها إلا أن هناك تردي واضح في مجالات الادب والدليل انتشار عدد لا يحصى ممن يسمون أنفسهم بالادباءولكن النتيجة ليست بذاك الشأن فنجد شعراء يعدوا كبارا واشعارهم ضعيفة المستوى فالاهم هنا هو الانتشار لا الجمال .. فنجد من بين عشرين شاعرا أو كاتبا واحد أو اثنان لهم اعمال مقبوله .
غياب النقد الادبي الصحيح البعيد عن المجاملة ترك المجال واسعا أمام أشباه الشعراء والأدباء يعيثون في الشعر والادب فسادا .

ابوقيس99
08-11-2017, 09:11 PM
اشوف الغوافر شنون حرب على ألشعراء وش جاكم كنا أصحاب ونلعب مع بعض لا لا يابومصبح يابوسالم غيروا اللهجه الحاده علينا
والا اعلنا اعتزالنا الشعر

بس باقي لي قصيدة وطنية وسوف أعلن اعتزالي ههههههههه

صدى صوت
09-11-2017, 09:17 PM
العربية في إصداراتها الجديدة والقديمة، وستلتحق عشرات الأسماء لمتابعة إنتاجاتها الأدبية بمجساتها الشخصية وما توفره شبكات التواصل الاجتماعي من تواصل حي مع المعارض، حتى لتبدو الصورة الظاهرة جماعية في غالبيتها بين المنتج (المبدع) والوسيط (الناشر) والمستهلك (القارئ) في هذا المثلث المستحكِم بالعملية الكتبية وصناعتها وتبويبها وتسويقها.

بغياب الناقد صار “التوزيع” بعضَ الحل وصار “الإعلان” بعضَه أيضاً وصار الترويج في كل منافذ شبكات الاتصالات بمسمياتها المختلفة شيئاً مطلوباً لتخفيف الغياب النقدي في الثقافة العربية عموماً، ويبدو أن القارئ النوعي حلّ (مؤقتاً) محلّ الناقد المتواري عن الكتابة؛ وهذا أمر نكاد نلمسه بوضوح في معظم المعارض العربية التي تسنى لنا حضورها أو المشاركة فيها. حيث تمكن القارئ العربي من أن يستحوذ على دور النشر العربية، وربما في بعض الأحيان يوجهها طبقاً لمتطلبات السوق المستهلِكة، وبدا هذا جلياً في الإقبال على الرواية العربية والمترجمة، مع تحفظنا على بعض الفقرات في هذا الموضوع من الناحية “الترويجية” السهلة التي يمارسها بعض الروائيين بأسماء مستعارة عبر مواقع تخص الشأن الروائي ومحاولتهم استمالة القارئ وتشجيعه أو بالأحرى تضليله؛ وسبق أن تحدثنا عن هذا الإيهام أكثر من مرة في هذا الفضاء المفتوح.

وفي موسمٍ كهذا ينتظر القارئ العربي في كل مكان دور النشر التي تعلن عادة عن جديدها الإبداعي مستثمرة الكثير من المعطيات وأهمها شيوع ذائقة القراءة العربية التي تسببت بها الكثير من شبكات التواصل الاجتماعي وحفزت الشباب على العودة إلى القراءة، بالرغم من أن بعض مراكز الأبحاث العربية تشير عادة الى تدني المستوى القرائي للفرد العربي قياساً بالقارئ الغربي، لكن الواقع الميداني الموسمي يشير إلى أن للمعارض العربية المستمرة دورها التعليمي والتثقيفي في إشاعة القراءة وتسهيلها بين العامة، وهذا أمر لم نقرأ عنه متابعات بحثية جادة سوى تلميحات صحفية تظهر في مثل هذه المواسم الكُتبية في “حصر” النوع القرائي الذي يفضله القارئ العربي، وهو النوع الذي يتراوح بين السرديات الروائية بشكل عام كظاهرة عالمية، والأبحاث العميقة والرصينة في منظومات الأديان وتحليلها وتفكيك آلياتها، لا سيما بعد ثورات الربيع العربي الفاشلة التي أدخلتنا في دهاليزها السوداء. تُضاف إليها كتب الأطفال وصناعتها وهي الجوكر الذي يستمر بالرغم من الظروف كلها.

موسم المعارض العربية فرصة ثقافية وعلمية لمراكز الأبحاث العربية لأن تخلق تواشجات بينها وبين القارئ العربي عبر استبيانات مركزة في تحديد الهوية القرائية ومتابعتها سنوياً وتأشير أهميتها بين الأجيال التي تعيش حالات سياسية فوضوية انعكست بلا شك على أدائها العام ، ولرسم الخطوط البيانية الصاعدة أو النازلة لما يهتم به القارئ ويلجأ إليه في التثقيف الذاتي، وهذا أمر مهم في سياق بناء شبكة معلوماتية عربية مستقبلية تعني الدارسين والباحثين والأكاديميين وتحديد المستويات الثقافية لجماهير البلاد العربية، والقراءة أحد المستويات المطلوبة في هذا التحديد.

تكشف المعارض دائماً الحجم المعرفي لدى دور النشر؛ وهي أحجام معرفية مختلفة ومتعددة الأوجه فيما بينها، ومع أن الأمر لا يخلو من هاجس تجاري، وهو مشروع، إلا أنّ هناك دور نشر غايتها المعرفة وآفاقها ومستجداتها، وهي قليلة طبعاً، تقابلها دور نشر خفيفة جداً، تلك التي تنشغل بالتجاري أكثر من الثقافي، وبالاستهلاكي أكثر من النفعي الباقي الذي يُنتج ذائقة ثقافية لا غنىً عنها.


كاتب عراقي

وارد بدر السالم

رايق البال
10-11-2017, 04:14 PM
هلا صدى ..
كلام واقعي في معظمه للاسف وهذه حقيقه تقال ونراها ونسمعها ونشاهدها في كل مكان ..
نتمنى ان يكون هناك صحوه ادبيه وايضا اعطاء الفرص لكل مبدع ومستحق
الف شكر لجهدك وتفاعلك الجميل
طابت مساءاتك ..

شموس الحق
13-11-2017, 02:29 PM
خيم على وضع الادب بشكل عام ركود قد يعتبره البعض طبيعي لسطوة العالم الافتراضي
وسيطرة وسائل التواصل المختلفة على المتلقي بمختلف اطيافه، الى جانب ركون المثقف الى ادوات
سريعة تلبي احتياجاته وامكانيات ظروفه مما تسبب في بروز مآسي قبيحة. ورغم كل شيء لا يزال
قلب الشعر ينبض بقوة ويسجل حضورا لافتا ويعيد الشعر تشكيل بناءه ورؤيته عبر اسماء من الشعراء
قلة منها تسبب مغص معوي لافتقادها للذائقة الادبية والابتعاد عن الابداع والابتكار والرؤية البعيدة
للشعر، كما تمرد بعض الشعراء على التقاليد وميادين الشعر لدواعي واسباب واهية كالاعتقاد بالحداثة
والتطوير ومواكبة الموجة وتلبية احتياجات ورغبات الجماهير التي تطرب للزعيق والتهويل والصور الشعرية
غير المألوفة . معذرة فهذه ليست نظرة سوداوية وانما واقع نعيشه للاسف.

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
13-11-2017, 08:41 PM
خيم على وضع الادب بشكل عام ركود قد يعتبره البعض طبيعي لسطوة العالم الافتراضي
وسيطرة وسائل التواصل المختلفة على المتلقي بمختلف اطيافه، الى جانب ركون المثقف الى ادوات
سريعة تلبي احتياجاته وامكانيات ظروفه مما تسبب في بروز مآسي قبيحة. ورغم كل شيء لا يزال
قلب الشعر ينبض بقوة ويسجل حضورا لافتا ويعيد الشعر تشكيل بناءه ورؤيته عبر اسماء من الشعراء
قلة منها تسبب مغص معوي لافتقادها للذائقة الادبية والابتعاد عن الابداع والابتكار والرؤية البعيدة
للشعر، كما تمرد بعض الشعراء على التقاليد وميادين الشعر لدواعي واسباب واهية كالاعتقاد بالحداثة
والتطوير ومواكبة الموجة وتلبية احتياجات ورغبات الجماهير التي تطرب للزعيق والتهويل والصور الشعرية
غير المألوفة . معذرة فهذه ليست نظرة سوداوية وانما واقع نعيشه للاسف.

هذا منه كثير كثير يا صديقي ناصر
وما ذا الذي يفعله هؤلاء إلا إستعراض أجوف لا يمت للإبداع الحقيقي والاصيل بذاته بأي صلة سوى أنه شكل من أشكال الركوب على حمار الحداثة الذي حتى لا يعرف كيف ينهق .
تجلس مع واحد منهم فتنصدم أنك أمام طاووس يتباهى بريش كلماته وبما أصدر وانجز .. تتركه وتبحث لك فورا عن أقرب مغسلة لتتقيأ فيها بعد الاضطراب ولوعان الكبد الذي أحدثه لك حديثه .
إن لم يكن في هذه الحداثة ما يضيف إلى رصيد معرفتي او يطورني فبلاها من خيبة هههههههه

بن الريان @
14-11-2017, 10:31 AM
حينما تتناثر الورود من هنا وهناك لا يبقى سوى الصمت وتنفس شذاها وحضور أغلى الأحباء
من الشعراء والمفكرين والأدباء لا تجد مساحه الأ وزوايا المكان مكتضه
ورحيق الزائرين تتلوهم الدهشه مما يروه
هل هو أحتفال أم مناسبه ما تجعل الأقدام لا تقوى عن الرحيل من المكان
نور سلط الضوء ليكشف مكامن ما خفي عن غيرة ونبرة صوت من صدى صوت
لا أقول شئا بعد ما قيل ولكنني كنت مارا بصرحكم ودمتم بود

☆ تركية ☆
15-11-2017, 08:34 PM
موضوع هام جدا ونقرأ كثيرا من الغث الادبي ونرجوا أن نجد الاحساس الصادق والقلم المتمكن ولكن بكثرة وسائل التواصل كثر الغث .