المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ فــعـالـــيـة ] [ أدبيات الرواق ]



صدى صوت
20-01-2018, 03:05 PM
http://up.omaniaa.co/do.php?img=14825 (http://up.omaniaa.co/)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله و صحبه اجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

احبتي الكرام ..

نعود اليكم بموضوع جديد نسأل الله تعالى أن يوفقنا لان يكون نافعا وممتعا ..

http://up.omaniaa.co/do.php?img=14826 (http://up.omaniaa.co/)

أدبيات هو عبارة عن مواضيع أدبية متنوعه شعرية ونثريه نضعها بين ايديكم نقلب صفحاتها اليوميه ونمخر عبرها عباب بحر الادب الواسع الشاسع ..

http://up.omaniaa.co/do.php?img=14827 (http://up.omaniaa.co/)

قصائد .. مواضيع أدبية .. نثريات أدبية منوعه .. شعراء ..
كتاب .. كتب ... صحف متخصصه بالادب .. شرح .. صور .
http://up.omaniaa.co/do.php?img=14828 (http://up.omaniaa.co/)

الموضوع شامل ولذلك فهو مفتوح لمشاركات الجميع ..
الكل مدعو هنا للمشاركة بما تجود به ذائقته .
سواء أكان من كتاباتكم الشخصيه او نقلا .. فاافائدة في كل كلمة طيبة أن شاء الله ..

http://up.omaniaa.co/do.php?img=14829 (http://up.omaniaa.co/)


مرحبا بكم وحياكم الله .. البيت بيتكم

☆سمو الحرف☆
20-01-2018, 03:15 PM
‏نفترشني غيمة ‎الكتابة فلا تنزعجين مني لو عانقتك كالمطر ..
أهرول في ‎شرايينك و في يدي ‎الماء ..
حتى يعشوشب ‎قلبك ..و يتألق هذا الكاتب ‎العماني في ‎حضرتك !


صدى الصوت جئت لأضع قبلة متواضعة هنا ... لعل الوقت سوف يعود بي لأتجسد هنا كالهمس يتلو الحنين !


صدى صوت
20-01-2018, 03:38 PM
‏نفترشني غيمة ‎الكتابة فلا تنزعجين مني لو عانقتك كالمطر ..
أهرول في ‎شرايينك و في يدي ‎الماء ..
حتى يعشوشب ‎قلبك ..و يتألق هذا الكاتب ‎العماني في ‎حضرتك !


صدى الصوت جئت لأضع قبلة متواضعة هنا ... لعل الوقت سوف يعود بي لأتجسد هنا كالهمس يتلو الحنين !



تشريف يا سمو الحرف .. قلمك الرائد نحتاج لهمساته ووشوشاته هنا ..
بانتظار عودتك

صدى صوت
20-01-2018, 03:39 PM
التِينةُ الحَمقاءُ



وتـيـنة غـضة الأفـنان بـاسقةٍ قـالت لأتـرابها والـصيف يحتضر

بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني عـندي الجمال وغيري عنده النظر

لأحـبسن عـلى نـفسي عوارفها فـلا يـبين لـها فـي غـيرها أثر

كم ذا أكلف نفسي فوق طاقتها و ليس لي بل لغيري الفيء و الثمر

لـذي الجناح وذي الأظفار بي وطر ولـيس في العيش لي فيما أرى وطر

إنـي مـفصلة ظـلي على جسدي فـلا يـكون بـه طـول ولا قصر

ولـست مـثمرة إلا عـلى ثـقةٍ أن لـيس يـطرقني طـير ولا بشر

*****

عـاد الـربيع إلـى الـدنيا بموكبه فازينت واكتست بالسندس الشجر

وظـلت الـتينة الـحمقاء عـاريةً كـأنها وتـد فـي الأرض أو حجر

ولـم يـطق صاحب البستان رؤيتها فـاجتثها فـهوت فـي النار تستعر

مـن ليس يسخو بما تسخو الحياة به فـإنـه أحـمق بـالحرص يـنتحر







http://up.omaniaa.co/do.php?img=14830 (http://up.omaniaa.co/)






* إيليا أبو ماضي من كبار شعراء المهجر ولد بلبنان سنة 1889 بعد دراسته بمسقط رأسه انتقل إلى مصر اشتغل بالتجارة وانكب على المطالعة انتقل إلى أمريكا ليلتحق بالرابطة القلمية وفي ظل هذه المدرسة أبدع وابتكر العديد من القوالب الأدبية وجدد فيها شكلا ومضمونا عاد إلى وطنه حيث توفي سنة 1957




تَلخيّص القصيّدة
جسد إيليا أخطار وأضرار الحمق المتحكم في نفوس بعض الناس في قصة شعرية تروي حكاية تينة حمقاء أنكرت وضعها واعتبرته مزريا فهي تتعب وتبذل جهدا والخير لغيرها فقررت وضع حد لهذا الأمر.
وعاد الربيع واكتست الأشجار بأجمل أثوابها لاستقباله إلا هي فبقيت جرداء فاجتثها البستاني ورمى بها في النار تستعر .


ينتمي النص إلى غرض الشعر الاجتماعي تناول فيه إيليا عواقب الحمق والغرور بأسلوب قصصي شيق غير مباشر عن طريق عرضها باللجوء إلى الطبيعة وجعل التبنة تتحدث وتعبر عن نفسها ...
والشعر الاجتماعي بدا يحبو في العصر العباسي على يد ابن الرومي في مقطوعاته الشعرية مثل الحمال البائس
.ويهدف إيليا إلى تربية الفرد ونزع الشر من نفسه ليصلح المجتمع
لكن تناول موضوع اجتماعي في قصة تتحدث فيها الطبيعة وتعرب عن مشاكلها يعد أمرا جديدا .

☆ تركية ☆
20-01-2018, 05:25 PM
السلام عليكم اسمحوا لي بان اشارك بهذه الفقرة وان شاءالله تعجبكم ..

من روائع الشعر أيام الحروب الصليبية : جلل أصابك والخطوب جسام...
من روائع الشعر أيام الحروب الصليبية : جلل أصابك والخطوب جسام...

من الكتب المتميزة والنادرة كتاب : ( ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة )
لأبي عبدالله محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي ( 721 – 1321 ه ) وهو كتاب ماتع نافع رائع ، يرحل في طلبه لما حوى من نفائس ودرر ، حسب ناشر الموضوع يقول : بحثت عنه وبعد جهد جهيد توفر لي مجلد واحد منه وهو الجزء الخامس الذي فيه زيارة الحرمين الشريفين ومصر والإسكندرية عند الصدور .
طبعة دار الغرب الإسلامي ، تقديم وتحقيق الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة .
وجدت في الكتاب - من جملة ما وجدت من النفائس والدرر في شتى الفنون - قصائد ماتعة تقطر أدبا وروعة وبلاغة .
منها هذه القصيدة التي أضعها لكم ، وهي قصيدة حماسية تحث المجاهدين أيام الحروب الصليبية نظمها عند موافاته المجاهدين في المنصورة . وهذه هي كما في الكتاب ، ويالروعتها وجمالها :

☆ تركية ☆
20-01-2018, 05:27 PM
القصيدة طويلة بس فعلا جميلة وما حبيت اختصرها :

جلل أصابك والخطوب جسام ** فالقلب دام والدموع سجام
ومصيبة عظمت وخطب فادح ** ذهلت له الألباب والأفهام
أضحى به الإسلام منفصم العرى** يجنى عليه برغمها ويضام
وشكت شريعة أحمد لمديلها ** جور الألى إذلالها قد ساموا
كسفت له الشمس المنيرة واغتدى** وجه الصباح وقد علاه ظلام
لبست له الأيام ثوب كآبة** فلحزنها حتى الممات دوام
ذهبت بشاشة كل عيش ناضر** فعلى التهاني والسرور سل
فالروض لا نضر ولا خضل الربى ** ما ماس فيه للغصون قوام
لم يسر فيه لنا النسيم معطرا** والدوح ما غنى عليه حمام
وتعطلت سبل اللسان فلا هوى** مستعذب فيه جوى وغرام
هجر الحبيب فلا وصال يرتجى ** منه ونقض وداده إبرام
وتقطعت ذمم المودة وانقضى** زمن السرور كأنه أحلام
وغدا الزمان كما تراه وثغره** لا ضاحك فرحا ولا بسام
يا ناصري الدين الحنيف أهكذا ** عنكم يجازى ديننا الإسلام
أسلمتموه إلى الصغار وأبتم ** والعار مقترن بكم والذام
خارت عزائمكم وشتت جمعكم** وتقطعت ما بينكم أرحام
أين الحروب المتقى سطواتها ** منكم ؟ وأين الكر والإقدام ؟
أين الصواهل ضمرا ؟ أين البو ** اسل زؤرا والفارس المقدام ؟
أين الصوارم شرعا ؟ أين الذوا ** بل رعفا ؟ أين الفتى الهمام ؟
أين الذي قد باع مهجة نفسه ** لله ؟ فهو على الردى حوام ؟
أين الكريم الخيم؟أين أخو الوغى ** أين الذين عن العدى ما حاموا ؟
لا تضعفوا جبنا ولا تتهيبوا ** من شأنه الإذلال والإرغام
لكم الكرامة والمهابة والحجا ** والأيد والآراء والأحلام
لكم المثوبة والجزاء المرتضى** وعليهم الآصار والآثام
أنتم برضوان الإله وقربه ** منهم أحق وفيكم الأعلام
كم فيكم من باسل فتكاته ** يحنو لديها الصارم الضمضام
ومدجج يوم الكريهه ما اجتلى** إلا وقد نثرت عليه الهام
خواض غمرة كل موت كافل** دين الإله بنصره قوام
يردي الفوارس معلما لا ناكصا** يوم الهياج إذا الحروب تقام
ويشن في الأعداء غارة بأسه** فلنار عزمته يشب ضرام
ومدرعين إذا الردى يوم الوغى** شيمت بوارقه وحم حمام
لبسوا القلوب على الدروع وجردوا ** العزمات فهي لهم لعمرك لام
بذلوا نفوسهم لنصرة دينهم ** فلهم عليه حرمة وذمام
راموا النعيم السرمدي فأبعدوا** في نيله مرمى وعز مرام
جنحوا إلى العلياء فاهتجروا المنى فعلى جفونهم المنام حرام
قد أعربوا لغة الردى في لحنهم فلهم بألسنة الرماح كلام
أفعالهم تبنى على حركاتها ** كسر العدى والحذف والإدغام
إخوان صدق منهم من قد قضى ** نحبا ومنهم من له يستام
باعوا النفوس فحبذا من مشتر** رب لديه البر والإنعام
فعلى نفوسهم الزكية رحمة ** من ربهم وتحية وسلام
وعلى وجوههم البهية نضرة ال** إجلال موصول بها الإكرام
جنات عدن فتحت أبوابها ** لهم ومثوى حظوة ومقام
أرواحهم تحيا وتحبر بالمنى** وكأنما لم تألم الأجسام
وسقوا شرابا من رحيق سلسل ** عذب له المسك السحيق ختام
يستبشرون بنعمة وكرامة ** من ربهم هذا النعيم التام
حضروا حظيرة قدسه** فتنعموا بجواره فهم لديه كرام
هذي المعالي هل لها من طالب ؟** ها أنتم عنها الغداة نيام
هذي السعادة قد أضل سحابها ** بدت الطلول ولاحت الأعلام
هذي جنان الخلد تحت سيوفكم ** وبها إليكم لوعة وهيام
تجلى عليكم حورها وقصورها ** ويشوقها شعث بكم وكلام
وتنفست أنفاسها مسكية الن** فحات لا ضال الحمى وخزام
ربحت تجارتكم ألا فاستبشروا** هاتيك سوق المكرمات تقام
يا أخوة الإسلام كيف قعدتم ** عن نصرة وأرى العدى قد قاموا
ورقدتم عنه ، وعين عدوه ** بالبغي والظفران ليس تنام
عدمت نفوسكم الأبية نخوة ال** إيمان فهي لذاك ليس تلام
أم هل ترى رضيت بذلة دينها ** فلها المذلة منه والإجرام
أمست مساجدكم كنائس لا يرى** فيها لكم عند الصلاة زحام
لا يسمع التأذين في عرصاتها ** خوف العداة ، ولا الصلاة تقام
رفع الصليب على المنابر وانبر ال ** ناقوس فيه بشركهم إعلام
وغدا منار الحق منهدم البنا** فالحرم حل والحلال حرام
درست رسوم العلم فهي محيلة ** وتبدلت من بعده الأحكام
وتحكمت فرق الضلالة في الهدى ** فتصيدت آساده الآرام
فالبيت والأركان يندب ركنه ال ** واهي القوى والحج والإحرام
والحجر والمسعى ومروة والصفا** والأبطحان وزمزم ومقام
ما طل نعمان الأراك ولا سقى** من بعده وادي العقيق غمام
وتغيرت صفة الزمان لأجله** وتنكرت من بعده الأيام
فالشمس تبدو اليوم غير منيرة ** حزنا ، وما زان الهلال تمام
ونبيها الهادي بطيبة قد شكا ** بث الجوى ، فجواه ليس يرام
نسخت شرائعه ، وبدل دينه** وانحل من سلك الزمان نظام
يا عصبة التوحيد كيف تحكم الثا ** لوث فيكم والعلى أقسام
وعلا على الحق اليقين لديننا ** من دينه البهتان والإيهام
ميلوا عليه واستعينوا واصبروا** لا تدبروا ولتثبت الأقدام
وترقبوا النصر العزيز وأوبة ال** فرج القريب فربنا علام
لابد من يوم يشيب لهوله ** فود الوليد ويفشل الضرغام
لا تمتروا في هلك قوم كذبوا** فلسوف يا قومي يكون لزام
يا مدعي دين المسيح وإنه ** ليطول منه لما ادعوه خصام
غيرتم دين المسيح وما انتحى ** موسى وما قد سن أبراهام
وحسدتم خير البرية أحمدا ** فلنعته في كتبكم إبهام
هيهات نور الشمس ليس بمختف** والمسك كيف كتمته نمام
منا عليه صلاة صادٍ صادق ** ولنا به برق السعود يشام
يا باعث المختار من خير الورى** فهو الذي للمتقين إمام
يا خير مسئول وأكرم منعم ** ومريد ما تجرى به الأقلام
يا كاشف الغماء يظلم خطبها** فلها على سعة الفضاء ركام
انصر شريعتنا ، وسدد أمرنا ** فلنا الحراسة منك والإعظام
عجل دمار الكافرين وأردهم ** حتى يكون لهم بنا استعصام
وأتح لهم محنا تأجج نارها ** يبدو عليها زفرة وقتام
واحلل عزائمهم ، وشتت جمعهم** حتى يرى لوجودهم إعدام
وأذل عزتهم ، وخيب سعيهم ** ليكون منهم للردى استسلام
وارأب ثأى الإسلام واجبر كسره ** حتى يعود وشمله ملتام

☆ تركية ☆
20-01-2018, 05:29 PM
نجزت ومنه بالإسناد فيما أنا به أبو اليمن قَالَ : إنه لما كان في وقيعه دمياط عام هياط ومياط ، واشتد الحال في بعض الأيام ، وعاين الناس وقع الحمام ، تقدم رضي الله عنه للقتال مع رفيق كان له ، وهبا أنفسهما له ، فاستشهد رفيقه وخلص هو جريحا ، بالعوم فقال : شيء وهبته لله فلا أرجع فيه فغادر الأهل والوطن ، واقتعد غارب الغربة إلى محل الأنس ، حرم الله الشريف ، فتبوأه دارا ووالي مدة عمره حجا واعتمارا ، وزيارة إلى المصطفى ، إلى أن توفي على ذلك ، وقد قضى من ذلك لبانات وأوطارا رَحِمَهُ اللَّهُ عليه ( انتهى

المصدر : كتاب : ( ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة ) لأبي عبدالله محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي ( 721 – 1321 ه )
طبعة دار الغرب الإسلامي ، تقديم وتحقيق الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة .
الجزء الخامس ، الصفحات : 214-215-216-
الموضوع الأصلي: من روائع الشعر أيام الحروب الصليبية : جلل أصابك والخطوب جسام... ||

صدى صوت
20-01-2018, 09:40 PM
نجزت ومنه بالإسناد فيما أنا به أبو اليمن قَالَ : إنه لما كان في وقيعه دمياط عام هياط ومياط ، واشتد الحال في بعض الأيام ، وعاين الناس وقع الحمام ، تقدم رضي الله عنه للقتال مع رفيق كان له ، وهبا أنفسهما له ، فاستشهد رفيقه وخلص هو جريحا ، بالعوم فقال : شيء وهبته لله فلا أرجع فيه فغادر الأهل والوطن ، واقتعد غارب الغربة إلى محل الأنس ، حرم الله الشريف ، فتبوأه دارا ووالي مدة عمره حجا واعتمارا ، وزيارة إلى المصطفى ، إلى أن توفي على ذلك ، وقد قضى من ذلك لبانات وأوطارا رَحِمَهُ اللَّهُ عليه ( انتهى

المصدر : كتاب : ( ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة ) لأبي عبدالله محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي ( 721 – 1321 ه )
طبعة دار الغرب الإسلامي ، تقديم وتحقيق الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة .
الجزء الخامس ، الصفحات : 214-215-216-
الموضوع الأصلي: من روائع الشعر أيام الحروب الصليبية : جلل أصابك والخطوب جسام... ||

شكرا لك تركية على تفاعلك الدائم

صدى صوت
20-01-2018, 09:41 PM
فاروق جويدة (10 فبراير 1946 - )

شاعر مصري. ولد في محافظة كفر الشيخ، وعاش طفولته في محافظة البحيرة، تخرج من كلية الآداب قسم الصحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررا بالقسم الاقتصادي بجريدة الأهرام، ثم سكرتيرا لتحرير الأهرام، وهو حاليا رئيس القسم الثقافي بالأهرام.

شاعر وهو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرا من ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.
ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الإنجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.
عين للفريق الرئاسي واستقال منه احتجاجا على الإعلان الدستوري المكمل (نوفمبر 2012)

مؤلفاته :
أوراق من حديقة أكتوبر (ديوان شعر) ـ 1974
حبيبتي لا ترحلي (ديوان شعر) ـ 1975
أموال مصر: كيف ضاعت (اقتصاد) ـ 1976
ويبقى الحب (ديوان شعر) ـ 1977
وللأشواق عودة (ديوان شعر) ـ 1978
في عينيك عنواني (ديوان شعر) ـ 1979
الوزير العاشق (مسرحية شعرية) ـ 1981
بلاد السحر والخيال (أدب رحلات) ـ 1981
دائماً أنت بقلبي (ديوان شعر) ـ 1981
لأني أحبك (ديوان شعر) ـ 1982
شيء سيبقى بيننا (ديوان شعر) ـ 1983
طاوعني قلبي في النسيان (ديوان شعر) ـ 1986
لن أبيع العمر (ديوان شعر) ـ 1989
زمان القهر علمني (ديوان شعر) ـ 1990
قالت (خواطر نثرية) ـ 1990
كانت لنا أوطان (ديوان شعر) ـ 1991
شباب في الزمن الخطأ ـ 1992
آخر ليالي الحلم (ديوان شعر) ـ 1993
دماء على أستار الكعبة (مسرحية شعرية)
الخديوي (مسرحية شعرية) ـ 1994

صدى صوت
20-01-2018, 09:42 PM
من اشعار فاروق جويدة


.
ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ

خلفَ قضبان الحياهْ

وتعربدُ الأحزان في صدري

ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه

وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي

ويظل ما عندي

سجيناً في الشفاه

والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي

فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ

وجدائل الأحلام تزحف

خلف موج الليل

بحاراً تصارعه الجبال

والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي

ويسقط ضوؤها

خلف الظلالْ

عيناك بحر النورِ

يحملني إلى

زمنٍ نقي القلبِ ..

مجنون الخيال

عيناك إبحارٌ

وعودةُ غائبٍ

عيناك توبةُ عابدٍ

وقفتْ تصارعُ وحدها

شبح الضلال

مازال في قلبي سؤالْ ..

كيف انتهتْ أحلامنا ؟

مازلتُ أبحثُ عن عيونك

علَّني ألقاك فيها بالجواب

مازلتُ رغم اليأسِ

أعرفها وتعرفني

ونحمل في جوانحنا عتابْ

لو خانت الدنيا

وخان الناسُ

وابتعد الصحابْ

عيناك أرضٌ لا تخونْ

عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ

عيناك نهر من جنونْ

عيناك أزمانٌ وعمرٌ

ليسَ مثل الناسِ

شيئاً من سرابْ

عيناك آلهةٌ وعشاقٌ

وصبرٌ واغتراب

عيناك بيتي

عندما ضاقت بنا الدنيا

وضاق بنا العذاب

***

ما زلتُ أبحثُ عن عيونك

بيننا أملٌ وليدْ

أنا شاطئٌ

ألقتْ عليه جراحها

أنا زورقُ الحلم البعيدْ

أنا ليلةٌ

حار الزمانُ بسحرها

عمرُ الحياة يقاسُ

بالزمن السعيدْ

ولتسألي عينيك

أين بريقها ؟

ستقول في ألمٍ توارى

صار شيئاً من جليدْ ..

وأظلُ أبحثُ عن عيونك

خلف قضبان الحياهْ

ويظل في قلبي سؤالٌ حائرٌ

إن ثار في غضبٍ

تحاصرهُ الشفاهْ

كيف انتهت أحلامنا ؟

قد تخنق الأقدار يوماً حبنا

وتفرق الأيام قهراً شملنا

أو تعزف الأحزان لحناً

من بقايا … جرحنا

ويمر عامٌ .. ربما عامان

أزمان تسدُ طريقنا

ويظل في عينيك

موطننا القديمْ

نلقي عليه متاعب الأسفار

في زمنٍ عقيمْ

عيناك موطننا القديم

وإن غدت أيامنا

ليلاً يطاردُ في ضياءْ

سيظل في عينيك شيءٌ من رجاءْ

أن يرجع الإنسانٌ إنساناً

يُغطي العُرى

يغسل نفسه يوماً

ويرجع للنقاءْ

عيناك موطننا القديمُ

وإن غدونا كالضياعِ

بلا وطن

فيها عشقت العمر

أحزاناً وأفراحاً

ضياعاً أو سكنْ

عيناك في شعري خلودٌ

يعبرُ الآفاقَ … يعصفُ بالزمنْ

عيناك عندي بالزمانِ

وقد غدوتُ .. بلا زمنْ
.
#فاروق_جويدة

تباشيرالأمل
20-01-2018, 09:49 PM
طاب مساكم
هنا حديقة غناء تفوح عبيرا
سلمت تلك الأنامل التي جادت بكل جميل

قاتل ضفدع
20-01-2018, 10:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله

موضوع طيب وشيق

لا اميل للشعر للاسف ولكن ساحاول لاحقا سدح مشاركة في هذا الجانب

شكرا جزيلا وبارك الله فيك

ابوقيس99
20-01-2018, 11:25 PM
اقف على ارض ..محاولا بكل ما اوتيت من قوة ادراك وفهم ان اعرف ما انت؟
كيف تفكرين إلام تنتمين؟
من انت ماذا تريدين على اي مبداء تمشين
سؤالات تقتحم قلاع تفكيري..تبحث في فكري وأروقته ودهاليزه ..علها تجد جوابا يشفي غليها
لتخطتفه وترحل حيث لا عودة


بس يكفي إنتظار
كل حس من شعوري
يشتكي الهجر ونار
انتي حرة في قرارك
ان نويتي عالسفر تتركيني تهجريني
او تعيدين النظر
كل شى في حياتك ..يا حياتي ..باختيار
لك يا عمري الاختيار

شموس الحق
21-01-2018, 09:09 AM
طرح قيم ومفيد بلا شك تناول هكذا مواضيع ادبية تثري ذائقتك الساحة في سبلة كتاب الشعر
من شانها الرقي بالاعمال والمشاركات الادبية المختلفة، ونص فاروق جويدة ومضيت ابحث عن عيونك
حوى كل مفردات الجمال في الشعر وهو لون ياسرني ويجذبني كثيرا لجمال كلماته وبساطتها ورقي الاحساس
فيها ويجيد فاروق استخدام مفردات الطبيعة وتسخيرها في نقل الاحساس وتجسيد الصورة لدى القاريء مما
يجعلك تحلق مع نصوصه الى آفاق رحبة ورائعة .تحياتي وتقديري

أفتخر عمانيه
21-01-2018, 12:16 PM
موضوع طيب للمتذوقين الشعر

شكرا لكم


تحياتي

صدى صوت
21-01-2018, 01:02 PM
الحبُّ حمارُ السَّرْد!
كتب بواسطة: حياة الياقوت

1 / 2
يفاجئني هذا الانطباع العام الفاشِي لدى الكثير من القراء، وبعض الكُتّاب أنّ العمل السَّرْدِيّ (الرواية والقصة القصيرة تحديدا) يجب أن يحوي قصة حبّ، سواء أكانت القصة الرئيسة للعمل، أو قصةً ناقلةً للقضية التي يودُّ الكاتب أن يتناولها.

وأنا هنا لست أُعادي الكتابة عن الحب، لكنّي أستغرب أن يكون الموضوع الأوحد، أو موضوعا يدس أنفه في كل قصة، وكأن عناصر القصة صارت: الشخصيات، والأحداث، والزمان والمكان، و ... وقصة حبيبين!

والسؤال هنا: من أين أتى هذا الانطباع الذي صار واقعًا بشكلٍ أو بآخر؟

زمن ما قبل السرد
حينما نرجع إلى الشعر الجاهلي، نجد أنّ القصيدة أيّا كان غرضها (مدح، هجاء، رثاء ... إلخ) تُفتتح في الغالب الأعمّ بأمرين؛ الغزل، أو البكاء على الأطلال، أو كليهما أحيانا. هذا كان العُرف الجمالِي والفنيّ آنذاك. وهذا مُبرَّر في ذلك العصر؛ حيث الترحال للبحث عن أفضل مرعى، وما يتبع ذلك من فراق حتمي يثير حالة من الشجن الدائم لدى العربيّ الذي يشعر بأنّ الفراق قدَرُه. لذا، فإنّ البكاء على الأطلال شعور وُجودي لدى أيّ عربي آنذاك، شعور يستسيغه كلّ فرد من الجمهور الذي سيسمع القصيدة، لأنّه ذو معنى واقعيّ وشخصيّ بالنسبة له. وكذلك الغزل، فهو كثيرا ما يرتبط بفراق الحبيبة الراحلة "ودّعْ هريرة إنّ الركب مرتحل ..."، "لخولة أطلال ببرقة ثهمد"، "يا دار عبلة بالجواء تكلمي ...". وحتى وإن لم يرتبط بالفراق تحديدا، فالحب في الوجدان العربي مرتبط باللوعة والسهر والعذاب، وكل هذه المعاني تناسب طبيعة العربي الملتاع ببيئة قاسية. فالغزل في الشعر الجاهلي ليس طقسا احتفاليا، وقليلا ما يثير الحب مشاعر مبهجة تبثّ في روح الشاعر البهجة والحياة، إلا في بعض القصائد كقصيدة عنترة الذي يشجعه تذكّر عبلة على القتال:
فوددتُ تقبيلَ السيوفِ لأنها **** لمعت كبارقِ ثغرِكِ المتبسّمِ

لهذا نجد أنّ قصيدة مثل "البُردة" التي قالها كعب بن زهير -رضي الله عنه- أمام الرسول –عليه الصلاة والسلام- قصيدة جاهلية بامتياز! فهي تبدأ بذكر الحبيبة سعاد (الوهميّة بطبيعة الحال) التي بانت وابتعدت:

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ *** مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ

وقد يستغرب غير المُطّلع على تاريخ الأدب العربيّ أن يقول رجل في أول يوم لإسلامه قصيدة يمتدح فيها الرسول عليه الصلاة والسلام طالبا منه العفو، والعدول عن إهدار دمه، ويبدأها بمديح حبيبته سعاد والتغزّل فيها. وليس هذا وحسب، فإذا أجرينا "تحليل محتوى" سريع، نجد أنّ القصيدة المكونة من 59 بيتا، خصص منها 16 بيتا لمديح الحبيبة الراحلة سعاد. ثم انتقل الشاعر –رضي الله عنه- لوصف الناقة التي رحلت بسعاد إلى أرض بعيدة. ولم يبدأ بذكر الرسول –عليه الصلاة والسلام- أو الإسلام إلا في البيت 39 من القصيدة. أي أن ثلثا القصيدة ذهبا لموضوع آخر غير الغرض الذي نظمت القصيدة من أجله!

ونجد كعبا -رضي الله عنه- يصف سعاد قائلا:

هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً *** لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ

وهذا وصف أقل ما يقال عنه إنّه غير لائق على الأقل في حضرة الرسول عليه الصلاة والسلام. والسؤال هنا، لِمَ لَمْ ينهَ الرسول عليه الصلاة والسلام أو الصحابة كعبًا رضي الله عنه عن هذا البيت مثلا؟

لأنّ هذه قصيدة جاهلية، نظمها ناظمها وهو جديد على الإسلام وأحكامه. شاعر غلبت عليه التقاليد الفنية لبيئته. بعد زمن من إسلامه رضي الله عنه، نجد أنّ قصائد كعب بن زهير رضي الله عنه تغيّرت وانسلخت من جِلْدها الجاهلي وأعرافه الفنيّة.

إذا، القاعدة أنّ تغيّر بيئة الشاعر، يغير طريقة تعبيره عن المعنى. ولا يخفى على القارئ الكريم القصة الطريفة للشاعر الذي أراد أن يمتدح الخليفة بتعابير من بيئته الشخصية، فقال:
أَنتَ كَالكَلبِ في حِفاظِكَ لِلوُد *** وَكَالتَيسِ في قِراعِ الخُطوبِ
أدرك الخليفة أنه أراد المدح، وإن جاءت التعابير قاست ومسيئة في ظاهرها. فأمر الخليفة أن تخصص للشاعر دار قرب دجلة. وبعد فترة سُئل عن آخر ما قال من شعر، فكان:

عُيونُ المَها بَينَ الرصافَةِ وَالجِسرِ *** جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدرِي

فلننظر كيف أن تغيّر بيئة الشاعر، غير تعابيره، وغير اهتماماته أيضا وأفكاره.

ولهذا نجد أنّ البوصيري (توفي آخر القرن الميلادي الثالث عشر) حينما كتب "البردة"، لم يبدأها لا بغزل أو بغيره، بل دخل في الموضوع مباشرة:

مولاي صلِّ وسلِّم دائمًا أبدا *** على حبيبكِ خيرِ الخَلْقِ كُلّهمِ

وحتى حينما نظم أحمد شوقي (توفي في الثلاثينات من القرن العشرين) نهج البردة، اختار عمدا وقصدا أن يبدأها بالغزل، ليس لأن هذا تقليد عصره، بل اتّباعا وتناصا مع بردة كعب بن زهير رضي الله عنه. فنجد شوقي يقول:

ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ *** أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ

والحاصل أنّه بتغير العصور، تغيّرَ الشعر، وصار الشاعر حينما يتغزل، فإنه يتغزل لغرض الغزل وحسب. ولا يستخدمه مقدمةً، أو تمهيدًا، أو أداةً لغرض آخر. لقد تحرر الشاعر من السطوة الوجدانية القاسية في عصر الجاهلية، ما عاد الهم الوجودي للشاعر شجون التنقل والفراق، بل هموم أخرى. فانتفى غرض الابتداء بالغزل أو وصف الأطلال. وهذا لا يعني أن الغزل اختفى من الشعر العربي، بل ظل حاضرا، لكنه كان بشكل عام غزلا لغرض الغزل، لا وسيلة يتوصل بها لغرض آخر، أو تمهيد لازم يفتتح به كل موضوع.

صدى صوت
21-01-2018, 01:06 PM
2/2

زمن ما قبل الرواية
كان الشعر ديوان العرب. أمّا اليوم، فقد صارت الغلبة للسرد وتحديدا الرواية التي صارت "سجلّ العرب" وشاغلتهم. لكن لو عدنا إلى عصور ما قبل الرواية (على اعتبار أن الرواية صنف أدبي حديث نسبيا على العرب) ودرسنا بعض النصوص العربية الكلاسيكية التي تعد سردية، لكنها ليست موافقة لشروط الرواية بشكلها الحديث. نصوص مثل قصة "حي بن يقظان" (التي ألهمت دانييل ديفو روايته الشهرة "روبنسن كروزو" والتي يعتبرها بعض مؤرخي الأدب أول رواية باللغة الإنكليزية)، أو "كليلة ودمنة" (رغم أصله غير العربي)، أو "ألف ليلة وليلة" (رغم أن مؤلفه غير معروف)، أو "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري (رغم كثرة محتواها الشعري)، نجد أن الحبّ ليس قضية رئيسة أو لازمة متكررة كما هو الحاصل في القصص والروايات التي نقرأها اليوم، والتي تعاني من فائض عشقيّ هائل.

بين حمار الشعر وحمار السرد!
إذا أنت لم تعشق ولم تَدْرِ ما الهوى *** فقم واعتلف تِبْنا فأنتَ حمار

يزعم الشاعر أنّ الحب ليس من صفات الحمير -أجلكم الله-، وأنّه نشاط بشري صرف. ولا أظن أنّه سبق لأحد أنْ أجرى دراسة على الحمير أو غيرها لتقصي سلوكها العاطفي، لذا تظل المسألة معلّقة لحين تصدي أحد العلماء لها.

وبالحديث عن الحمير أجلكم الله، يقال "الرَّجَز حمار الشِّعر"! هذا لأنّه أسهل بحور الشعر، ويمكن أن يحمل ما لا يحمل غيره، ويمكن لقليلي الموهبة امتطاء هذا البحر السائغ. أما في عالم السرد، فيمكنني أن أقول: "الحب حمار السرد"! صار الحبّ أداة يتوسل بها الروائي أو القاص، كما يتوسل الشاعر المتواضع ببحر الرجز.

يمكن للراصد أن يلاحظ أن ثمّة قصة حبّ مدسوسة في الغالبية الساحقة الماحقة للقصص والروايات، سواء أكانت هي القصة الرئيسة، أو كانت عكّازا لفكرة أخرى. ومن الواضح للأسف أن الكتاب –المتمرّسين والمبتدئين على حد سواء- يقعون في أحضان هذه الوسيلة، حتى صار حالهم حال الشعراء في عصر الجاهلية الذين استخدموا الغزل والتفجُّع على الأطلال لافتتاح قصائدهم. هذا مع الفارق الكبير، فالجاهلي كان يفتتح القصيدة بها ثم ينتقل لغرضه، أي يمكن حذف هذه الأبيات بسهولة والانتقال إلى اللب. وكان الشاعر الجاهلي يركّز على الحب المرتبط بالفراق تحديدا، كان الحبّ لديه همُّ صغير نابع من همٍّ أكبر وهو الترحّل وما يطرحه من حالة شَجَن وجوديّ.

صحيح أنّ الكاتب المُجِيد لديه أدوات أخرى مثل اللغة والفكرة. لكن المقلق في الأمر أنّه يمكن لقليل الموهبة أن يكتب شيئا وينجح نجاحا ساحقا فقط لأن ما كتبه قصة حب. لماذا ينجح؟ لا لشيء سوى لطبيعة الحب الخاصة. الحب، القضية السائغة الشائعة التي تلقى قبولا من الجميع لأنها تضرب على أوتار مشدودة. لأنّ جزءا من الإنسان مفطور على العواطف بشكل عام، وعلى الشهوة تحديدا. ومن السهل أن تخاطب شيئا دنيَّا في الإنسان، من أن تخاطب شيئا ساميا لأنك بهذا تقلل من الجمهور الذي سيستسيغ ما تقول. الأمر كمن يبيع القمح، ويبيع الـ"كينوا" (نوع من الحبوب تزرع في أمريكا الجنوبية)، لا مقارنة بين شعبية الاثنين وقبولهما.

التفسير الجذريّ
إذًا، حتى الكاتب غير المتمكن، يمكنه أن يأتي بنص سردي لا بأس به إذا ضمّنه قصة حب، ويمكنه أن يأتي بنص رائع إذا كان النص بأكمله قصة حب. هذا النجاح ليس عائدا إلى موهبة الكاتب، بل إلى سواغ الموضوع الذي يتناوله، موضوع يعجب العامة، موضوع شعبي، والفضل في هذا برأيي للسينما العربية، وللأغانيّ. فعقود طويلة مرت على الإنسان العربي، تعرض فيها لعمليات برمجة مستمرة، عمليات غسيل دماغ، بحيث صار لا يستسيغ قصة دون أن تضمن شيئا متعلقا بحب بين حبيبين. وانسحب هذا بدوره على الذائقة العربية في السرد، فصار كل من القارئ والكاتب على حد سواء عبيدا لهذه الذائقة المبرمجة.

وهذا الاعتماد الإزْمَانيّ على الحب في الأعمال السردية خطير، لأنه يبرمج القارئ ويبرمج الإنسان أكثر وأكثر على نمط تفكير معين، حتى يصير لا يستسيغ أي عمل دون قصة عاطفية ترطّبه وتنزل به إلى مستوى أرضيّ وبسيط. ثم بعد ذلك لا تستسيغ الحياة دون قصة حب ما. وتجد الناس يبحثون عن الحب الذي يقرؤون عنه ثم لا يجدون، فيكتئبون، ثم يتسلون بمشاهدة المسلسلات التركية، ثم تنفطر قلوبهم، ثم يتسخّطون على واقعهم. شكرا للأدب، شكرا للدراما التي خلقت أجيالا من البشر غير الراضين. قصص الحب التي ترد في الأدب، وحتى في التاريخ فيها مبالغة بطبيعة الحال، وتركيز على بؤر معين من العلاقة وتضخيمها لأعراض السرد ولأغراض الحبكة، وهذا ما لا يحدث في الواقع. ولنلاحظ أن قصص الحب الحقيقية التي خلدت كلها كانت قصصا لحب مستحيل بشكل أو بآخر، حب تترصّده العقبات: عنترة وعبلة، قيس وليلى، ليلى الأخيلة وتوبة، قيس بن ذريح ولبنى، جميل وبثينة، كثيّر وعزة. كلهم لم يتزوجوا، ولو تزوجوا، لما عادت القصة مُفارِقة للواقع ومضخّمة وتستحق الكتابة عنها اللهم إلا قيس بن ذُريح ولبنى الذين تزوجا، ثم فُرّقا، ثم تزوج كل منهما بشخص آخر، ثم تزوجا مجددا. والنتيجة لهذا القصف من قصص الحب المستحيل؟ المزيد من البشر المحبطين عاطفيا الذين لم يجدوا حبا مستحيلا أسطوريا بطوليا يخلده التاريخ. هذا فضلا عن إحباطاتنا الحضارية الأخرى. جزاكم الله كل خير! خلاصة القول، أن هذا الهوس الحبّي يجعل الناس يرتدون غِمَامات مثل التي يرتديها الحصان حتى لا يرى سوى ما يراد له أن يراه. كم من المتاعيس صنعت أيها الحب الأدبي؟!

وإذا خلت رواية ما من قصة حب، يبدأ القراء تلقائيا بالبحث عن علاقة ما بين الشخصية الفلانية وتلك، لعل قصة حب ما تبرز في فصل من فصول الرواية! مرة أخرى، بُرمج القارئ على توقعات معينة، والأخطر أن ينقل هذه البرمجة إلى حياته اليومية، فيغدو آلة لسوء الظن والنميمة.

"معادا أو معارا"
الأمر الآخر الخطر فيما يتعلق بالاعتماد على الحب في الأعمال السردية، هو أن فرصة الكاتب أن يأتي بقصة حب أصيلة ومدهشة فرصة قليلة بسبب أنه أشبع معالجة وتداولا وضربا وركلا! وهذا أمر يجب أخذه بعين الاعتبار لمن يكتب لأن هدفه أن يأتي "بما لم تأتِ به الأوائل"، لا من يكتب ولسان حاله يقول:
وما أرانا نقولُ إلا مُعارًا *** ومُعادًا من قولِنا مَكْرُورا

أتفهم هذا الاحتشاد الغرامي في السينما، فالسينما للترفيه. لكن الرواية ليست للترفيه، بل للترقية! إذا كانت الدراما أجيرة لدى ذوق المشاهد، فالأدب عليه أن يكون سيدا، ويتعلم كيف يكون، وإلا سيكون مجرّد أجير مرتزق تتحكّم به الجماهير بذوقها المُبرمج على الاتضاع.



نشرت في مجلة "البيان" الصادرة عن رابطة الأدباء الكويتيين، العدد 570، يناير 2017، صفحة 29-34.

صدى صوت
21-01-2018, 01:06 PM
"أحب أن أقع في الحبّ و حين ينتهي أدرك انّه لم يكن حبّاً، الحبّ لا بدّ أن يُعاش، لا أن يُتذكّر."(محمّد درويش)



* "إياكِ ان تجعلي من الحبِ مسالةً حسابيةً.فالحبُ العظيمُ هو الحبُ الذي لا يعرفُ الحساب.هو الحب الذي يُلقي بنفسه في المحيط...بدون طوقِ نجاةٍ."( نزار قباني )



* "الحبّ جحيم يُطاق... و الحياة بدون حبّ نعيم لا يُطاق."

(كامل الشناوي)



* "نَقِّل فُؤادك حيث شئْتَ من الهوى ما الحبُّ إلّا للحبيب الأوّل

كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى و حنينه أبداً لأوّل منزل"

(أبو تمام)



* "الحبّ دمعة و إبتسامة."(جبران خليل جبران)



* "إن شئْتَ أن تلْقى المحاسنَ كلّها... ففي وجه من تهوى جميع المحاسن." (أبو علاء المعري)



* "الحبّ ليس روايةً شرقيّةً

بختامها يتزوّجُ الأبطالُ

لكنّه الإبحارُ دونَ سفينةٍ

و شعورنا أنَّ الوصولَ مُحالُ."

(نزار قبّاني)



* "تسلك المرأة طريق العبيد لتسود الرجل ...و يسلك الرجل طريق الأسياد، لتستعبده المرأة."(جبران خليل جبران)



* "من قالَ أنّ الحبَّ فيه حلاوةٌ، ففي الحبِّ أيامٌ أمرُّ من الصبر." (ألف ليلة و ليلة)



* "الرجلُ يَعْشَقُ بعينيْهِ و المرأةُ بأذنَيْها." (أديب إسحق)



*كلماتنا في الحبّ تقتل حبَّنا إنّ الحروف تموت حين تُقال"*

(نزار قبّاني)



* "أحبُّكَ في القنوط ،و في التمنّي، كأنّي منكَ صرْتُ و صُرْتَ منّي."

(أمين نخلة)



* " الحب الذي تغسله العيون بدموعها يظلّ طاهرًا وجميلاً و خالداً." (جبران خليل جبران )

نـــــــقــــــــاء
21-01-2018, 01:35 PM
طرح جميل ومتنوع
بارك الله فيك أخي صدى صوت

شذى المسك 2
21-01-2018, 03:17 PM
إبداع في السرد وجذب القارئ حتى لا يكاد يشعر بطول السرد من روعته..أبدعت أخي صدى صوت

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
21-01-2018, 06:46 PM
موضوع أدبي جد جميل وهادف يثري الجو ويساعد في طرد شبح الرتابة خاصة وأنه متنوع في اطروحاته وألوانه واجوائه
شكرا ألف ألف شكر لك أخي الغالي الكاتب صدى صوت
احتراماتي لك

☆ تركية ☆
21-01-2018, 07:26 PM
قــصــيــدة أكثر مــن رائـــعــة .. تمعنوا في كلماتها ومعانيها ....

كل بيت في هذه القصيدة الرائعة يعدل كتّاب، اقرؤوها جيدا . هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر صالح بن عبد القدوس أحد شعراء الدولة العباسية . الرجاء التمعن في كلماتها ومعانيها..

دعِ الصِّبا فلقدْ عداكَ زمانُهُ ‍
ذهبَ الشبابُ فما له منْ عودةٍ ‍
دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زمنِ الصِّبا ‍
واذكرْ مناقشةَ الحسابِ فإنه ‍
لم ينسَـهُ الملَكـانِ حيـنَ نسيتَـهُ ‍
والرُّوحُ فيكَ وديعـةٌ أودعتَهـا ‍
وغرورُ دنيـاكَ التي تسعى لها ‍
والليلُ فاعلـمْ والنهـارُ كلاهمـا ‍
وجميعُ مـا خلَّفتَـهُ وجمعتَـهُ ‍
تَبَّـاً لـدارٍ لا يـدومُ نعيمُهـا ‍
فاسمعْ هُديـتَ نصيحةً أولاكَها ‍
صَحِبَ الزَّمانَ وأهلَه مُستبصراً ‍
وعواقِبُ الأيامِ في غَصَّاتِهـا ‍
فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْهـا تفـزْ ‍
واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منـهُ الرِّضا ‍
واقنعْ ففي بعضِ القناعةِ راحةٌ ‍
فإذا طَمِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّةٍ ‍
وابـدأْ عَـدوَّكَ بالتحيّـةِ ولتَكُـنْ ‍
واحـذرهُ إن لاقيتَـهُ مُتَبَسِّمـاً ‍
إنَّ العدوُّ وإنْ تقادَمَ عهـدُهُ ‍
وإذا الصَّديـقٌ لقيتَـهُ مُتملِّقـاً ‍
لا خيرَ في ودِّ امـريءٍ مُتملِّـقٍ ‍
يلقاكَ يحلفُ أنـه بـكَ واثـقٌ ‍
يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً ‍
وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ ‍
واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً ‍
إنَّ الغنيَ من الرجالِ مُكـرَّمٌ ‍
ويُبَشُّ بالتَّرحيـبِ عنـدَ قدومِـهِ ‍
والفقرُ شينٌ للرِّجالِ فإنه ‍
واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـْم ‍
ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً ‍
وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ ‍
واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ ‍
والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ ‍
وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوهِ ‍
لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ ‍
ويظلُّ ملهوفـاً يـرومُ تحيّـلاً ‍
كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ ‍
وارعَ الأمانةَ . والخيانةَ فاجتنبْ ‍
وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا ‍
وإذا رُميتَ من الزمانِ بريبـةٍ ‍
فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ ‍
كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ ‍
واحذرْ مُصاحبةَ اللئيم فإنّهُ يُعدي ‍
واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً ‍
وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ ‍
فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا ‍
فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي ‍


وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَـبُ
وأتَى المشيبُ فأينَ منهُ المَهربُ
واذكُر ذنوبَكَ وابِكها يـا مُذنـبُ
لابَـدَّ يُحصي ما جنيتَ ويَكتُبُ
بـل أثبتـاهُ وأنـتَ لاهٍ تلعـبُ
ستَردُّها بالرغمِ منكَ وتُسلَـبُ
دارٌ حقيقتُهـا متـاعٌ يذهـبُ
أنفاسُنـا فيهـا تُعـدُّ وتُحسـبُ
حقاً يَقيناً بعـدَ موتِـكَ يُنهـبُ
ومَشيدُها عمّا قليـلٍ يَـخـربُ
بَـرٌّ نَصـوحٌ للأنـامِ مُجـرِّبُ
ورأى الأمورَ بما تؤوبُ وتَعقُبُ
مَضَضٌ يُـذَلُّ لهُ الأعزُّ الأنْجَـبْ
إنّ التَّقـيَّ هـوَ البَهـيُّ الأهيَـبُ
إن المطيـعَ لـهُ لديـهِ مُقـرَّبُ
واليأسُ ممّا فاتَ فهوَ المَطْلـبُ
فلقدْ كُسيَ ثوبَ المَذلَّةِ أشعبُ
منـهُ زمانَـكَ خائفـاً تتـرقَّـبُ
فالليثُ يبدو نابُـهُ إذْ يغْـضَـبُ
فالحقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَّيبُ
فهـوَ العـدوُّ وحـقُّـهُ يُتجـنَّـبُ
حُلـوِ اللسـانِ وقلبـهُ يتلهَّـبُ
وإذا تـوارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ
ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ
فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ
إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ
وتـراهُ يُرجى ما لديهِ ويُرهـبُ
ويُقـامُ عنـدَ سلامـهِ ويُقـرَّبُ
حقا يهـونُ بـه الشَّريـفُ الأنسـبُ
بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا
إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ
ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ
فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ
إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ
نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ
في الرِّزقِ بل يشقى الحريصُ ويتعبُ
والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ
رغَـداً ويُحـرَمُ كَيِّـسٌ ويُخيَّـبُ
واعدِلْ ولاتظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ
مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ
أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ
يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ
إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ
كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ
واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ
وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ
طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ
فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ .

☆ تركية ☆
21-01-2018, 07:30 PM
وهذه من روائع الادب العربي

ذهبـت إلى الطبيب أريه حالي..


ذهبـت إلى الطبيب أريه حالي..
وهل يدري الطَّبيب بما جرى لي؟!

جلسـت فقال ما شـكواك صِفها..
فقلت الحـال أبلغُ مِن مقـالي..

أتيتُـك يا طبيـبُ علـى يقـينٍ..
بأنَّكَ لسـتَ تَملك ما ببـالي..

أنا لا أشـتكي الحمَّى احتجـاجًا..
بَلِ الحُمَّى الَّتي تشكو احتمالي!!

فتحتُ إليكَ حَـلْقي كَي تَـرَاهُ..
فقُل لي:هل أكلتُ من الحـلالِ؟؟

أتعـرفُ يا طبيبُ دواءَ قَـلْبي؟!
فَـدَاءُ القَلـبِ أعظمُ مِن هـزالي..

كَشَفْتُ إليكَ عَن صـدري أجِبْني..
أتَسـمعُ فيهِ للقـرآنِ تـالِ؟!

تقـول بأنَّ مـا فـيَّ التهـابٌ..
ورشـحٌ ما أجبتَ على سُـؤالي..

وضعتَ على فَمـي المقياسَ قُل لي:
أسهـمُ حرارةِ الإيمـانِ عـالي؟!

سـقامي من مُقـارفةِ الخَطـايا..
وليـس مِنَ الزُّكامِ ولا السُّـعالِ..

فإن كنـتَ الطَّبيبَ فما عـلاجٌ..
لذنـبٍ فَوْق رأسـي كالجبـالِ؟؟

نُسـائلُ مـا الدَّواءُ إذا مَرِضـنا..
وداءُ القَـلْبِ أولـى بالسُّـؤالِ.

الفيلسوف 16
21-01-2018, 08:01 PM
http://up.omaniaa.co/do.php?img=14865 (http://up.omaniaa.co/)

صدى صوت
21-01-2018, 08:55 PM
كلمة وكليمة, للأديب الرافعي ـ رحمه الله تعالى ـ


1. مثلُ مذهب الاشتراكية في وهم توزيع المال ومذهب الإسلام في الزكاة، مثل رجلين مر أحدهما بغريق يتخبط في اللُّج، فاستغاثه الغريق، فنظر، فإذا حبل مُلقى على الشاطئ، ولكنه صاح بالهالك: أنت والله في نفسي أكبر منزلة من أن أُخرجك بالحبل، فأنا ذاهب أبحث لك عن زورق... ومر الثاني فألقى له الحبل فنجا.

2. ابن المرأة العجوز عجوز حتى في الطفولة، وابن الشابة شاب حتى في الكهولة؛ فيا لضيعة الإنسانية من تأخير الزواج!

3. الفرق بين كاتب متعفف وبين كاتب مُتعهِّر أن الأول مثقل بواجب، والآخر مثقل به ذلك الواجب ...

4. العشق الدنيء دنيء مرتين؛ حتى إن المرأة الساقطة لو أخلصت الحب لرجل من عشاقها، لسقطت مرة ثانية في رأى الباقين.

5. تمام بعض اللذات في الحرمان من بعض اللذات.

6. كُن ِ الرجلَ في معانيه القوية فلن تجد المرأة معك إلا في أقوى معانيها.

7. كان عمر بن الخطاب ـ وفي يده الدنيا ـ يشتهي الشهوة من الطعام ثمنها درهم، فيؤخرها سنة. يُثبت لنفسه بذلك أنها نفس عمر.

8. ليس الذي ينتحر هو صاحب النفس العاملة المؤمنة بإيمانها؛ فإن هذا تنتحر شهواته،ومطامعه، وخسائسه.

9. يكبر بعض الأدباء من صِغر المحيطين بهم؛ قالوا: بعرت شاة حول قطعة من حجر، فنطقت بعرة فقالت للحجر: يا ما أعظمك أيها الجبل الشامخ...

10. لو كنتُ قاضيا ورفع إليّ شاب يجرأ على امرأة فمسها أو احتك بها أو طاردها أو أسمعها، وتحقق عندي أن المرأة كانت سافرة مدهونة مصقولة متعطرة متبرجة ـ لعاقبتُ هذه المرأة عُقوبتين؛ إحداهما بأنها اعْتدت على عفة الشاب...، والثانية بأنها خرقاء كشفت اللحم للهِّر...

11. دجاجة القفص امرأة متحجبة في نظر الثعلب؛ وحجابها جهل وحماقة ورجعية وتخلف عن زمن الثعالب...

12. أصوب الصواب عند المأفون غلطة تجلب له الشهرة.

13. ما أعجب تناقض المرأة! هي تريد أن تستقل فتخرج عن طاعة الرجل، وهي لا تسعد إلا حين تجد رجلا تشعر من حبه بوجوب طاعته.

14. الرذيلة الصريحة رذيلة واحدة، ولكن الفضيلة الكاذبة رذيلتان.

15. إذا رأيت شباب أمة يتنبلون بالثياب والزينة، فاعلم أنها أمة كذب ونفاق: يغطون الحقيقة الرخيصة بالثوب الغالي، ويكذبون حتى على الأعين.

حسنة ₩
21-01-2018, 11:49 PM
النقد الأدبي فـي عُمان
nizwa
3 سنوات ago
الحديث عن النقد الأدبي في عُمان مُوجِعٌ؛ لا لأن هذا النقد شحيحٌ فحسب وإنما لكون ما يتيسر منه خجولا غيرَ جريء ولا مغامر. أقول هذا على الإجمال دون الحاجة إلى الاستثناء الذي قد يكون متحققا وإن كان مغمورا. وليس هذا من باب جلد الذات؛ لأن وراء ذلك تفسيرا يطول، وسأقترب منه بشيء من الإيجاز.
زمنيا، لا يمكننا أن نتحدث عن وجود نقد أدبي في عمان قبل سنة 1970؛ للأسباب المتعلقة بظروف تلك المرحلة من غياب التعليم بمعناه الحديث. وما قدمه الأديب عبدالله الطائي من كتابات في الستينيات يعرّف فيها ببعض شعراء عمان والجزيرة العربية لا يمكن بحال عده دراسات نقدية؛ لكونها مادة إذاعية أو صحفية تدخل في تاريخ الأدب. وبعد أن انطلقت النهضة الحديثة في عمان، سنحتاج إلى عقد ونصف من الزمن كي نرى بداية ظهور مقالات وبحوث نقدية تتصل بالأدب العماني. إن افتتاح جامعة السلطان قابوس عام 1986، صاحبه حضور ثلة من الأكاديميين العرب الذين حاولوا مقاربة الأدب العماني، بجنسيه الشعر والقصة، عبر السياق العام للنقد العربي الحديث الذي بدوره لم يطور منهجا عربيا في النقد وإنما ظل يصدّر المناهج النقدية الغربية ويفصلها، في غالب الأحيان، على النصوص الشعرية والنثرية أكانت تحتملها أو لم تحتملها. وسينعكس تأثير هؤلاء الأكاديميين العرب على الطلاب العمانيين الذين التحقوا ببرنامج الماجستير في قسم اللغة العربية وآدابها سنة 1993. فعلى الرغم من أن الدفعة الأولى سنة 1995 حاولت أن تقدم أطروحات جيدة في نقد الشعر العماني القديم، سنجد أن التيار التقليدي جرف معظم الطلاب إلى الدراسات اللغوية والمعجمية وإلى تحقيق المخطوطات. ومع أن التحقيق عمل جليل ومهم؛ فإنه ليس أطروحة يرجى منها إكساب الطلاب، وهم في خطواتهم الأولى، أهم مهارات البحث العلمي مثل الحدس، والتأمل، والاستقصاء، والتحليل، والمقارنة، والاستنتاج. ولا شك أيضا، أن القسم لاحقا قدم أطروحات نقدية مهمة، رغم قلتها. كما أنه في السنوات الأخيرة؛ لانضمام كوكبة من الأساتذة القادمين من المغرب العربي إليه، استطاع أن يغير من مسار أطروحات الطلاب لتكون ذات مناهج جديدة ومداخل تمتح من اللسانيات الحديثة.
اخترتُ جامعة السلطان قابوس بحسبانها الجامعة الأولى والأفضل في عمان، وهذا سيعفيني من الحديث عن غيرها من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة. للأسف لم تتمكن كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، حتى لا يكون الحديث مقتصرا على قسم اللغة العربية؛ إذ أن الحال نفسه إن لم يكن أسوأ في قسم اللغة الإنجليزية، من خلق جيل من النقاد العمانيين يتناولون الأدب العربي، والعماني بخاصة، بدراسات عميقة تتواكب مع تطور هذا الأدب الذي أصبح بجموحه وعنفوانه حصانا طرواديا يجر وراءه عربة متضعضة من الباحثين المبتدئين والأكاديميين العجَزة.
كلا، لم تستطع الكلية فعل ذلك رغم عمرها الطويل الذي يتجاوز ربع قرن؛ فلم يظهر في الساحة الأدبية ناقد متحقق كما حدث في بعض جامعات الخليج العربي المجاورة التي برز فيها أمثال عبد الله الغذامي، وسعيد السريحي، وسعد البازعي، وإبراهيم غلوم، وعلوي الهاشمي، وآخرين. وإن شئنا الحقيقة المرّة فهي أن الكلية لم تصدّر للساحة الثقافية بمجملها أي أستاذ عماني متحقق في الأدب، أو علم الاجتماع، أو التاريخ، أو المسرح، أو الإعلام، أو الفلسفة! والأخيرة هي العنقاء التي عناها الشاعر بقوله:
أيْقَنْتُ أَنَّ الْمُسْتَحِيلَ ثَلاَثَةٌ * الْغُولُ وَالْعَنْقَاءُ وَالْخِلُّ الْوَفِي!
ولن أخوض في الأسباب التي صنعت هذا المشهد البائس، ولكن ربما يكمن السبب في عدم تمكن النقاد العمانيين من التفرّغ للدراسة والبحث، فما زالوا يرزحون تحت أعباء الوظيفة ومتطلباتها القاسية. ونحن نعلم بأن النقد يحتاج إلى مثابرة وإخلاص كي يتحقق، والهامش المتاح حاليا لمعظم المهتمين بالنقد لدينا ضيق وفقير. فالمشتغلون بالنقد، وأخص الأكاديميين منهم، لا يوجد لديهم هامش من الوقت يكفي لهذه المتابعة المثابرة لأي عمل جديد في الإبداع أو الفن أو الثقافة بشكل عام. إن الأعباء التدريسية، والأعمال الإرشادية الأكاديمية، والإشراف على رسائل الماجستير، واللجان الداخلية والخارجية، كلها أثقال تنوء بالعُصْبة أولي القوة. وفوق ذلك فإن الأكاديميين مطالبون، كي ينالوا حقهم من الترقية، ببحوث ودراسات مُحكَّمة دوليا تستغرق شهورا وسنوات. ومما يؤسف له أن الجامعات لدينا تنظر إلى الأستاذ الجامعي على أنه مجرد عامل مصنع، مطلوب منه أن يعالج مجموعات من المُدْخَلات في معامل الجامعة؛ كي تكون صالحة لاستخدامها في السوق! وكما نعلم فإن عُمّال المصانع يكون وقتهم مستنزَفا في عملية التصنيع هذه، ولا يوجد لديهم هامش لممارسة أي نشاط آخر. لا تفقه جامعاتنا للأسف أهمية البحث العلمي، رغم أنها تنادي به ليلَ نهارَ. وفكرة تخفيف الأعباء التدريسية والإدارية عن كاهل الأساتذة من أجل أن يتفرّغوا ولو قليلا لواجبهم الوطني في إجراء الدراسات النقدية الرصينة للمنجز الإبداعي العماني أدبيا وفنيا وثقافيا، تكاد تكون مستحيلة، بل يسخر منها البعض ويعتبرها مجرّد ترَفٍ مَحْضٍ وعُطلٍ عن العمل. نحن نعلم بأن أشهر الجامعات في العالم إنما ترّسختْ سمعتُها الدولية عبر الزمن نتيجة الاهتمام بالبحوث والدراسات وليس بمجرد تفريخ الموظفين إلى سوق العمل.
هل قلتُ شهادة مزعجة حول الجامعة؟! حسنا، سأذهب إلى ما هو أبعد من هذا لأقول إنه لا توجد لدينا استراتيجية وطنية لخلق جيل من النُّخَب العمانية في شتى المجالات العلمية، والأدبية، والفنية، والثقافية. إن غياب الأسماء العمانية ذات المنجزات المتميزة في هذه المجالات، المنجزات التي تتجاوز حدودها الإقليمية لتصبح ضمن المنظومة العربية والعالمية، أمر يبدو أنه لا يُقلِقُ أحدا ولم يُلتمسْ له علاج. وسأستبعد يقينا أن يكون وراء هذه المشكلة سبب مرتبط بالجينات الوراثية! فعُمان تمتلك رصيدا تاريخيا قويا في هذا الشأن، والحديث عن ذلك مدعاة لإسهاب لا يتسع له المقام هنا. والراجح عندي أن الأمر يعود إلى توفير مناخ ملائمٍ للإبداع والتميز في هذه المجالات.
إن ما أعنيه باستراتيجية صناعة النُّخَب هو أن تكون لدينا خطة بعيدة المدى لاستقطاب الكفاءات المتميزة، من العمانيين، في مختلف المجالات وتذليل صعاب الحياة أمامهم كي يتفرغوا للإبداع كلٌّ في مجاله. ولا ريب أنه بتراكم الخبرات والإنجازات ستتشكل أعلام تتجاوز شهرتها الحدود الوطنية والإقليمية لتصل إلى العالمية؛ مما يصنع لعمان صيتا علميا وثقافيا يليق بموقعها التاريخي في الحضارة العربية.
لا أود أن أظهر عاطفيا وتبسيطيا بهذا الطرح، وأعلم جيدا أن المشروع يحتاج إلى ضوابط إدارية وتنفيذية تكفل له النجاح، كما تضمن له أن لا يتحول إلى مرتع للمنتفعين والمدّعين. أعي ذلك جيدا، وأعرف، مثلا، أن فرصة التفرغ العلمي التي تمنحها الجامعات والتي تصل إلى سنة أحيانا يسيئ استخدامها ثلة من الأكاديميين المزوَّرَين، ويستغلونها للكسب المالي بالعمل أو التدريس في جهات أخرى، بدلا من الاشتغال على البحث العلمي المفرغين لأجله. أعرف مثل هذه المحاذير، ولكني أدرك أن استقطاب الكفاءات أمر يمكن تحقيقه إذا صدقت النوايا وأخلصت أهدافها للوطن.
سأعطي مثالا لإمكانية صناعة النخب في النقد الأدبي، مادامت هذه الشهادة مرتكزة على هذا المجال. يمكننا أن نمهد الطريق لخلق نخبة من النقاد العمانيين باستقطاب كفاءات من أمثال الدكتور خالد البلوشي من قسم اللغة الإنجليزية في جامعة السلطان قابوس، والدكتور محمد المحروقي من قسم اللغة العربية بجامعة نزوى، والدكتورة جوخة الحارثي من قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس، والدكتور حميد الحجري من جامعة الشرقية، والدكتورة عائشة الدرمكي من الجامعة المفتوحة (دون شك هناك أسماء أخرى يمكن اقتراحها). هذه الأسماء، حسب معرفتي بها ومتابعتي لكتاباتها، يمكن أن تكون أعلاما متميزة في النقد الأدبي لو تهيأ لها مناخ آخر يعفيها من الكدح اليومي وراء لقمة العيش، فهي إلى جانب تأهيلها العلمي الجيد، لديها قدرات في الدراسة والبحث تتسم بالذكاء والاستنارة والانفتاح على اللغات الأجنبية والمناهج الحديثة. عُدّة الناقد الجيد متوفرة لديها، ولكن ما ينقصها هو الوقت. وهنا يمكن لمؤسسات مثل مجلس البحث العلمي أن يشتري أوقاتهم التي يصرفون جلها في متطلبات الوظيفة، مقابل التزامهم بمشاريع محددة تتصل بالشعر والسرد في عمان. ليس بالضرورة أن تكون الفترة الزمنية مفتوحة مدى الحياة، ولكن يمكن تقنينها وربطها بالإنجازات المتوقعة. إن فعل هذا ليس مستحيلا، وكثير من دول العالم استنّت في قوانينها حق «التفرّغ العلمي» المدعوم لمن يستحقه من العلماء والباحثين. وفي تاريخ الحضارة الإسلامية أمثلة كثيرة لقيام الدولة، أو الأعيان الميسورين، بواجب كفالة العلماء «ليتفرّغوا للعلم». وقد نُقِلَ في الأثر عن الخضر أنَّه قال لموسى عليه السلام: (يا موسى، تفرّغ للعلم إن كنتَ تريده، فإنما العلم لمِنْ تفرّغ له). ولعل أبيات الإمام الشافعي أيضا تلخص هذا الموقف الذي اتخذه العلماء المسلمون من مسألة التفرّغ العلمي:
لا يُـدرِكُ الحِـكمَةَ مَن عُمْرَهُ
يَـكـدَحُ فـي مَـصـلَحَـةِ الأَهْلِ
وَلا يَـنـالُ العِلمَ إِلّا فَتىً
خـالٍ مِـنَ الأَفكارِ وَالشُغْلِ
لَو أَنَّ لُقمانَ الحَكيمَ الَّذي
سارَت بِهِ الرُكبانُ بِالفَضْلِ
بُــلي بِــفَــقـرٍ وَعِـيـالٍ لَمـا
فَـرَّقَ بَـيـنَ التِـبْنِ وَالبَقْلِ
وهكذا نجد أن استراتيجية تفريغ العلماء والنّخَب المثقّفة للدراسة والبحث أمر لا مناص منه إن أرادت الدولة أن تضع لها قدما في سلم الحضارات والتقدم.
ثمة عامل آخر ساهم في تخلف عربة النقد الأدبي عن حصان الأدب الجامح في عمان، وهو عدم استكتاب المؤسسات الثقافية والإعلامية للناقد العماني. وأعني بهذا أن المجلات الثقافية مثل «نزوى»، والملاحق الثقافية مثل «شرفات» و«أشرعة» لم تخطط لفتح ملفات نقدية حول الشعر، والقصة، والرواية، والمسرح، باستكتاب المتخصصين في النقد الأدبي من العمانيين. ظلت هذه المنافذ الثقافية تنشر دون تخطيط، ودون دعم مُجْزٍ، مقالات متناثرة لا تجمعها ثيمة معينة، ويغلب على كتابتها التسرع وعدم التحليل العميق للنصوص. كان بوسع هذه الملاحق والمجلات أن تخصص ملفات متنوعة تتعلق بقضايا الشعر العماني مثل «قصيدة النثر»، أو «قصيدة التفعيلة»، أو «القصيدة العمودية»، أو «الحداثة»، وتفتح ملفات أخرى لقضايا السرد العماني. فتح مثل هذه الملفات سيترتب عليه تخطيط بعيد المدى، واستكتاب نخبة من المشتغلين بالنقد من العمانيين، وتخصيص ميزانية مجزية لهذا الاستكتاب. والحال نفسه فيما يتعلق بدور المؤسسات الثقافية كوزارة التراث والثقافة، والنادي الثقافي، والجمعية العمانية للكتاب والأدباء. بوسعها أيضا أن تخطط لندوات متخصصة في قضايا محددة تتعلق بالأدب العماني. ويقينا ستساهم هذه الجهود في خلق جيل من النقاد العمانيين المتميزين عبر تراكم الخبرات والكتابة.
حين أنظر إلى ركن في مكتبتي خصصتُه للإصدارات الشعرية والقصصية والروائية العمانية الحديثة، أتحسر على ضياع العمر وفقدان الوقت لتناول هذا الإنتاج الغزير بالنقد والدراسة، وأظن أن زملائي ممن ذكرتهم في هذه الشهادة وغيرهم يجدون الإحساس نفسه. إن تجربة شاعر غزير الإنتاج مثل سيف الرحبي مغرية بسبر أغوارها، وهي للأسف لم تُدرس إلا من طرْف خفي، فهل سيتمكن الجيل الجديد من النقاد الشباب من تتبع مثل هذه التجارب الشعرية العميقة؟ أم أنهم سيكونون ضحايا مثلنا تفترسهم طاحونة العمل والتدريس؟!

————————————-

هلال الحجري

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
22-01-2018, 09:00 AM
لي عودة بعون الله

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
22-01-2018, 09:03 AM
النقد الأدبي فـي عُمان
nizwa
3 سنوات ago
الحديث عن النقد الأدبي في عُمان مُوجِعٌ؛ لا لأن هذا النقد شحيحٌ فحسب وإنما لكون ما يتيسر منه خجولا غيرَ جريء ولا مغامر. أقول هذا على الإجمال دون الحاجة إلى الاستثناء الذي قد يكون متحققا وإن كان مغمورا. وليس هذا من باب جلد الذات؛ لأن وراء ذلك تفسيرا يطول، وسأقترب منه بشيء من الإيجاز.
زمنيا، لا يمكننا أن نتحدث عن وجود نقد أدبي في عمان قبل سنة 1970؛ للأسباب المتعلقة بظروف تلك المرحلة من غياب التعليم بمعناه الحديث. وما قدمه الأديب عبدالله الطائي من كتابات في الستينيات يعرّف فيها ببعض شعراء عمان والجزيرة العربية لا يمكن بحال عده دراسات نقدية؛ لكونها مادة إذاعية أو صحفية تدخل في تاريخ الأدب. وبعد أن انطلقت النهضة الحديثة في عمان، سنحتاج إلى عقد ونصف من الزمن كي نرى بداية ظهور مقالات وبحوث نقدية تتصل بالأدب العماني. إن افتتاح جامعة السلطان قابوس عام 1986، صاحبه حضور ثلة من الأكاديميين العرب الذين حاولوا مقاربة الأدب العماني، بجنسيه الشعر والقصة، عبر السياق العام للنقد العربي الحديث الذي بدوره لم يطور منهجا عربيا في النقد وإنما ظل يصدّر المناهج النقدية الغربية ويفصلها، في غالب الأحيان، على النصوص الشعرية والنثرية أكانت تحتملها أو لم تحتملها. وسينعكس تأثير هؤلاء الأكاديميين العرب على الطلاب العمانيين الذين التحقوا ببرنامج الماجستير في قسم اللغة العربية وآدابها سنة 1993. فعلى الرغم من أن الدفعة الأولى سنة 1995 حاولت أن تقدم أطروحات جيدة في نقد الشعر العماني القديم، سنجد أن التيار التقليدي جرف معظم الطلاب إلى الدراسات اللغوية والمعجمية وإلى تحقيق المخطوطات. ومع أن التحقيق عمل جليل ومهم؛ فإنه ليس أطروحة يرجى منها إكساب الطلاب، وهم في خطواتهم الأولى، أهم مهارات البحث العلمي مثل الحدس، والتأمل، والاستقصاء، والتحليل، والمقارنة، والاستنتاج. ولا شك أيضا، أن القسم لاحقا قدم أطروحات نقدية مهمة، رغم قلتها. كما أنه في السنوات الأخيرة؛ لانضمام كوكبة من الأساتذة القادمين من المغرب العربي إليه، استطاع أن يغير من مسار أطروحات الطلاب لتكون ذات مناهج جديدة ومداخل تمتح من اللسانيات الحديثة.
اخترتُ جامعة السلطان قابوس بحسبانها الجامعة الأولى والأفضل في عمان، وهذا سيعفيني من الحديث عن غيرها من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة. للأسف لم تتمكن كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، حتى لا يكون الحديث مقتصرا على قسم اللغة العربية؛ إذ أن الحال نفسه إن لم يكن أسوأ في قسم اللغة الإنجليزية، من خلق جيل من النقاد العمانيين يتناولون الأدب العربي، والعماني بخاصة، بدراسات عميقة تتواكب مع تطور هذا الأدب الذي أصبح بجموحه وعنفوانه حصانا طرواديا يجر وراءه عربة متضعضة من الباحثين المبتدئين والأكاديميين العجَزة.
كلا، لم تستطع الكلية فعل ذلك رغم عمرها الطويل الذي يتجاوز ربع قرن؛ فلم يظهر في الساحة الأدبية ناقد متحقق كما حدث في بعض جامعات الخليج العربي المجاورة التي برز فيها أمثال عبد الله الغذامي، وسعيد السريحي، وسعد البازعي، وإبراهيم غلوم، وعلوي الهاشمي، وآخرين. وإن شئنا الحقيقة المرّة فهي أن الكلية لم تصدّر للساحة الثقافية بمجملها أي أستاذ عماني متحقق في الأدب، أو علم الاجتماع، أو التاريخ، أو المسرح، أو الإعلام، أو الفلسفة! والأخيرة هي العنقاء التي عناها الشاعر بقوله:
أيْقَنْتُ أَنَّ الْمُسْتَحِيلَ ثَلاَثَةٌ * الْغُولُ وَالْعَنْقَاءُ وَالْخِلُّ الْوَفِي!
ولن أخوض في الأسباب التي صنعت هذا المشهد البائس، ولكن ربما يكمن السبب في عدم تمكن النقاد العمانيين من التفرّغ للدراسة والبحث، فما زالوا يرزحون تحت أعباء الوظيفة ومتطلباتها القاسية. ونحن نعلم بأن النقد يحتاج إلى مثابرة وإخلاص كي يتحقق، والهامش المتاح حاليا لمعظم المهتمين بالنقد لدينا ضيق وفقير. فالمشتغلون بالنقد، وأخص الأكاديميين منهم، لا يوجد لديهم هامش من الوقت يكفي لهذه المتابعة المثابرة لأي عمل جديد في الإبداع أو الفن أو الثقافة بشكل عام. إن الأعباء التدريسية، والأعمال الإرشادية الأكاديمية، والإشراف على رسائل الماجستير، واللجان الداخلية والخارجية، كلها أثقال تنوء بالعُصْبة أولي القوة. وفوق ذلك فإن الأكاديميين مطالبون، كي ينالوا حقهم من الترقية، ببحوث ودراسات مُحكَّمة دوليا تستغرق شهورا وسنوات. ومما يؤسف له أن الجامعات لدينا تنظر إلى الأستاذ الجامعي على أنه مجرد عامل مصنع، مطلوب منه أن يعالج مجموعات من المُدْخَلات في معامل الجامعة؛ كي تكون صالحة لاستخدامها في السوق! وكما نعلم فإن عُمّال المصانع يكون وقتهم مستنزَفا في عملية التصنيع هذه، ولا يوجد لديهم هامش لممارسة أي نشاط آخر. لا تفقه جامعاتنا للأسف أهمية البحث العلمي، رغم أنها تنادي به ليلَ نهارَ. وفكرة تخفيف الأعباء التدريسية والإدارية عن كاهل الأساتذة من أجل أن يتفرّغوا ولو قليلا لواجبهم الوطني في إجراء الدراسات النقدية الرصينة للمنجز الإبداعي العماني أدبيا وفنيا وثقافيا، تكاد تكون مستحيلة، بل يسخر منها البعض ويعتبرها مجرّد ترَفٍ مَحْضٍ وعُطلٍ عن العمل. نحن نعلم بأن أشهر الجامعات في العالم إنما ترّسختْ سمعتُها الدولية عبر الزمن نتيجة الاهتمام بالبحوث والدراسات وليس بمجرد تفريخ الموظفين إلى سوق العمل.
هل قلتُ شهادة مزعجة حول الجامعة؟! حسنا، سأذهب إلى ما هو أبعد من هذا لأقول إنه لا توجد لدينا استراتيجية وطنية لخلق جيل من النُّخَب العمانية في شتى المجالات العلمية، والأدبية، والفنية، والثقافية. إن غياب الأسماء العمانية ذات المنجزات المتميزة في هذه المجالات، المنجزات التي تتجاوز حدودها الإقليمية لتصبح ضمن المنظومة العربية والعالمية، أمر يبدو أنه لا يُقلِقُ أحدا ولم يُلتمسْ له علاج. وسأستبعد يقينا أن يكون وراء هذه المشكلة سبب مرتبط بالجينات الوراثية! فعُمان تمتلك رصيدا تاريخيا قويا في هذا الشأن، والحديث عن ذلك مدعاة لإسهاب لا يتسع له المقام هنا. والراجح عندي أن الأمر يعود إلى توفير مناخ ملائمٍ للإبداع والتميز في هذه المجالات.
إن ما أعنيه باستراتيجية صناعة النُّخَب هو أن تكون لدينا خطة بعيدة المدى لاستقطاب الكفاءات المتميزة، من العمانيين، في مختلف المجالات وتذليل صعاب الحياة أمامهم كي يتفرغوا للإبداع كلٌّ في مجاله. ولا ريب أنه بتراكم الخبرات والإنجازات ستتشكل أعلام تتجاوز شهرتها الحدود الوطنية والإقليمية لتصل إلى العالمية؛ مما يصنع لعمان صيتا علميا وثقافيا يليق بموقعها التاريخي في الحضارة العربية.
لا أود أن أظهر عاطفيا وتبسيطيا بهذا الطرح، وأعلم جيدا أن المشروع يحتاج إلى ضوابط إدارية وتنفيذية تكفل له النجاح، كما تضمن له أن لا يتحول إلى مرتع للمنتفعين والمدّعين. أعي ذلك جيدا، وأعرف، مثلا، أن فرصة التفرغ العلمي التي تمنحها الجامعات والتي تصل إلى سنة أحيانا يسيئ استخدامها ثلة من الأكاديميين المزوَّرَين، ويستغلونها للكسب المالي بالعمل أو التدريس في جهات أخرى، بدلا من الاشتغال على البحث العلمي المفرغين لأجله. أعرف مثل هذه المحاذير، ولكني أدرك أن استقطاب الكفاءات أمر يمكن تحقيقه إذا صدقت النوايا وأخلصت أهدافها للوطن.
سأعطي مثالا لإمكانية صناعة النخب في النقد الأدبي، مادامت هذه الشهادة مرتكزة على هذا المجال. يمكننا أن نمهد الطريق لخلق نخبة من النقاد العمانيين باستقطاب كفاءات من أمثال الدكتور خالد البلوشي من قسم اللغة الإنجليزية في جامعة السلطان قابوس، والدكتور محمد المحروقي من قسم اللغة العربية بجامعة نزوى، والدكتورة جوخة الحارثي من قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس، والدكتور حميد الحجري من جامعة الشرقية، والدكتورة عائشة الدرمكي من الجامعة المفتوحة (دون شك هناك أسماء أخرى يمكن اقتراحها). هذه الأسماء، حسب معرفتي بها ومتابعتي لكتاباتها، يمكن أن تكون أعلاما متميزة في النقد الأدبي لو تهيأ لها مناخ آخر يعفيها من الكدح اليومي وراء لقمة العيش، فهي إلى جانب تأهيلها العلمي الجيد، لديها قدرات في الدراسة والبحث تتسم بالذكاء والاستنارة والانفتاح على اللغات الأجنبية والمناهج الحديثة. عُدّة الناقد الجيد متوفرة لديها، ولكن ما ينقصها هو الوقت. وهنا يمكن لمؤسسات مثل مجلس البحث العلمي أن يشتري أوقاتهم التي يصرفون جلها في متطلبات الوظيفة، مقابل التزامهم بمشاريع محددة تتصل بالشعر والسرد في عمان. ليس بالضرورة أن تكون الفترة الزمنية مفتوحة مدى الحياة، ولكن يمكن تقنينها وربطها بالإنجازات المتوقعة. إن فعل هذا ليس مستحيلا، وكثير من دول العالم استنّت في قوانينها حق «التفرّغ العلمي» المدعوم لمن يستحقه من العلماء والباحثين. وفي تاريخ الحضارة الإسلامية أمثلة كثيرة لقيام الدولة، أو الأعيان الميسورين، بواجب كفالة العلماء «ليتفرّغوا للعلم». وقد نُقِلَ في الأثر عن الخضر أنَّه قال لموسى عليه السلام: (يا موسى، تفرّغ للعلم إن كنتَ تريده، فإنما العلم لمِنْ تفرّغ له). ولعل أبيات الإمام الشافعي أيضا تلخص هذا الموقف الذي اتخذه العلماء المسلمون من مسألة التفرّغ العلمي:
لا يُـدرِكُ الحِـكمَةَ مَن عُمْرَهُ
يَـكـدَحُ فـي مَـصـلَحَـةِ الأَهْلِ
وَلا يَـنـالُ العِلمَ إِلّا فَتىً
خـالٍ مِـنَ الأَفكارِ وَالشُغْلِ
لَو أَنَّ لُقمانَ الحَكيمَ الَّذي
سارَت بِهِ الرُكبانُ بِالفَضْلِ
بُــلي بِــفَــقـرٍ وَعِـيـالٍ لَمـا
فَـرَّقَ بَـيـنَ التِـبْنِ وَالبَقْلِ
وهكذا نجد أن استراتيجية تفريغ العلماء والنّخَب المثقّفة للدراسة والبحث أمر لا مناص منه إن أرادت الدولة أن تضع لها قدما في سلم الحضارات والتقدم.
ثمة عامل آخر ساهم في تخلف عربة النقد الأدبي عن حصان الأدب الجامح في عمان، وهو عدم استكتاب المؤسسات الثقافية والإعلامية للناقد العماني. وأعني بهذا أن المجلات الثقافية مثل «نزوى»، والملاحق الثقافية مثل «شرفات» و«أشرعة» لم تخطط لفتح ملفات نقدية حول الشعر، والقصة، والرواية، والمسرح، باستكتاب المتخصصين في النقد الأدبي من العمانيين. ظلت هذه المنافذ الثقافية تنشر دون تخطيط، ودون دعم مُجْزٍ، مقالات متناثرة لا تجمعها ثيمة معينة، ويغلب على كتابتها التسرع وعدم التحليل العميق للنصوص. كان بوسع هذه الملاحق والمجلات أن تخصص ملفات متنوعة تتعلق بقضايا الشعر العماني مثل «قصيدة النثر»، أو «قصيدة التفعيلة»، أو «القصيدة العمودية»، أو «الحداثة»، وتفتح ملفات أخرى لقضايا السرد العماني. فتح مثل هذه الملفات سيترتب عليه تخطيط بعيد المدى، واستكتاب نخبة من المشتغلين بالنقد من العمانيين، وتخصيص ميزانية مجزية لهذا الاستكتاب. والحال نفسه فيما يتعلق بدور المؤسسات الثقافية كوزارة التراث والثقافة، والنادي الثقافي، والجمعية العمانية للكتاب والأدباء. بوسعها أيضا أن تخطط لندوات متخصصة في قضايا محددة تتعلق بالأدب العماني. ويقينا ستساهم هذه الجهود في خلق جيل من النقاد العمانيين المتميزين عبر تراكم الخبرات والكتابة.
حين أنظر إلى ركن في مكتبتي خصصتُه للإصدارات الشعرية والقصصية والروائية العمانية الحديثة، أتحسر على ضياع العمر وفقدان الوقت لتناول هذا الإنتاج الغزير بالنقد والدراسة، وأظن أن زملائي ممن ذكرتهم في هذه الشهادة وغيرهم يجدون الإحساس نفسه. إن تجربة شاعر غزير الإنتاج مثل سيف الرحبي مغرية بسبر أغوارها، وهي للأسف لم تُدرس إلا من طرْف خفي، فهل سيتمكن الجيل الجديد من النقاد الشباب من تتبع مثل هذه التجارب الشعرية العميقة؟ أم أنهم سيكونون ضحايا مثلنا تفترسهم طاحونة العمل والتدريس؟!

————————————-

هلال الحجري

كل ما ذكره هنا صديقي وأستاذي العزيز د. هلال الحجري صحيح 200 200 لهذا السبب حاربوه في الجامعة فاستقال منها بعدما طفح الكيل بالمضايقات والتآمر .. أي مبدع وصادق محارب

رايق البال
22-01-2018, 05:02 PM
هلا صدى ..
موضوع جدا رائع وشيق ومفيد واحييك عليه
الف شكر لجهودك الأكثر من رائعه والشكر موصول مني لكل الاخوه والاخوات على تفاعلهم الجميل وعذرا لتأخري بالوصول ..
سوف احاول ان ادرج شيئا هنا ان سمحت لي الظروف وعذرا منكم مسبقا ان حالت دون ذلك ..
طابت مساءاتكم ..

صدى صوت
22-01-2018, 06:57 PM
http://up.omaniaa.co/do.php?img=14882 (http://up.omaniaa.co/)

حسنة ₩
22-01-2018, 08:40 PM
"مات جاري أمس من الجوع
وفي عزائه ذبحوا كل الخراف"

لا يفوتكم هذا المقال ..
" خدمات ما بعد الموت "

- لا بد أن تموت لنعرف فضلك ونعاملك بإحترام فتلك ( خدمات ما بعد الموت) ..

كان لزاما أن يموت " فرمان الباكستاني " الذي أنقذ 14 نفسا في سيول جدة ليعترف البعض أن ثمة خيرا في نفوس الأجانب ..

يبقى بعض الناس في الدنيا كرصيف مهمل، لا يلتفت إليه أحد، فإذا مات فاضت المحابر والحناجر بالود المتأخر..
بعض الود والإعتذار المتأخر فاقد لنصف قيمته كقهوة باردة لا فائدة منها .. إنها خدمات بعد الموت !!

كتب الشيخ عادل الكلباني:
(غازي القصيبي) غضب عليه الجميع في حياته ثم رضي عنه الجميع بعد مماته وكأن الموت شرط الرضا، هناك نفوس كأنها (مقبرة) لا تحب ولا تتقبل ولا تحتضن إلا الموتى فقط !!

يقول (ماجد): كنت أذهب مع أخي الأكبر إلى المدرسة وأنا طالب في المرحلة الثانوية
كنت لا أحب سماع الأغاني وأخي بالعكس مهووس بها، في كل صباح كنا نمرّ بمقبرة المعلاة بمكة وكان يغلق الصوت عند مرورنا بالمقبرة
وفي أحد الأيام سألته لماذا تغلق الأغاني عند مرورنا بالمقبرة؟ فقال نحترم الأموات
قلت: والحي الذي بجانبك لماذا لا تحترمه وتغلقها طول ما هو معك؟! قال: يازينك ساكت ..

علمت حينها ان الناس تحترم الأموات ولو لم تعرفهم ، ولا تحترم بعض الأحياء وهي تعرفهم..

لا أدري أكان لزاماً أن يحتاج الناس للموت ..
ليخرج الذين حولهم من مشكلة الخرس العاطفي ..

(خدمات مابعد الموت) ظاهرة تهدف إلى تقديس الميت الذي كان مهملاً وهو حي .. سخِر من ذلك احد المفكرين فحكى تلك المقولة المشهورة :

"مات جاري أمس من الجوع
وفي عزائه ذبحوا كل الخراف" !!

# وردة واحدة أيها الأحياء لإنسان
على قيد الحياة أزهى من باقة كاملة على قبره .. وكما تذكرون محاسن موتاكم .. فلا تنسوا أن للأحياء محاسن تذكر وتشكر .. فتحدثوا إليهم وعبروا عن مشاعركم الآن ..قبل فوات الأوان

الفيلسوف 16
22-01-2018, 08:46 PM
دعوة للقراءة
حسين فيلالي
يعد العنوان مدخلا من مداخل النص أو عتبة من عتبات النص بتعبير جيرار جينيت. تؤدي العتبة- حسب راينا- وظيفة دلالية قد يكون الغرض منها الاستفزاز مثل : رجالي للروائية الفرنكوفونية مليكة مقدم وعابر سرير للروائية أحلام مستغانمي،أو الاستدراج،مثل: الحي الميت للروائي الأرميني الفرنسي هنري ترويات أو التساؤل مثل :. هوامش الرحلة الأخيرة للروائي محمد مفلاح.
و قد تتداخل عناصر: الاستفزاز، والاستدراج، والتساؤل أو تجتمع في عتبة واحدة من العتبات النصية.
إن عنصر الاستفزاز أو الاستدراج أو التساؤل لا يؤدي- دائما - وظائف سلبية في العمل الفني، وإنما قد يتحول على أيدي المبدعين إلى فنية من فنيات صناعة العتبات. هذه الفنية قد تسهم في دفع القارئ إلى تخطي عتبة النص الخارجية/العنوان وتجره إلى باحة النص جرا .
وعنوان رواية محمد مفلاح الصادرة حديثا: هوامش الرحلة الأخيرة تدفع القارئ إلى طرح سؤال السر،سر تقديم الهوامش في عتبة النص الخارجية، ذلك أن للتقديم والتأخير دلالة في اللغة. ثم سؤال الرحلة:هل هي رحلة حقيقية مادية ؟ هل هي رحلة عبر الذاكرة ؟ من أين بدأت الرحلة ؟ وكيف انتهت ؟
كل هذه الأسئلة تبقى من محفزات القراءة وتدفع في اتجاه اقتناء الرواية وقراءتها.

الفيلسوف 16
22-01-2018, 09:01 PM
*من جماليات اللغة العربية*

*��بنات في اللغة*

* بنت الشفة : الكلمة
* بنت العين : الدمعة
* بنت العقل : الفكرة
* بنت اليمن : القهوة
* بنت الأرض : الحصاة
* بنت اليم : السفينة
* بنات الفكر : الرأي، أو الشِّعر
* بنات اللّيل : الأحلام
* بنات النّفس : الوساوس
* بنات البطون : الأمعاء
* بنات الخدور : العذارى
* بنات الفلا : الماء
* بنات التّنانير : أرغفة الخبز
* بنات الصّدور : الهموم
* بنات اللّهو : الأوتار
* بنات عبر : الكذب

*��أبناء في اللغة*

- ابن الليل : اللص
- ابن السبيل : العابر
- ابن الغبراء : الفقير
- ابن الطود : الجلمود
- ابن الحرب : الشجاع
- ابن بطنه : الشره
- ابن سمير : الليل
- ابن الليالي : القمر
- ابن الغمد : السيف

*��آباء في اللغة*

* أبو مرّة : إبليس
* أبو الفنون : المسرح
* أبو الصخب : المزمار
* أبو مصلح : الملح
* أبو الأشبال : الأسد
* أبو الأبرد : النمر
* أبو جعار : الضبع
* أبو أيوب : الجمل
* أبو مزاحم : الفيل
* أبو يقظان : الديك
* أبو الأخطل : البغل

*��أمهات في اللغة*

- أم الكتاب : الفاتحة
- أم القرى : مكة
- أم الفضائل : العلم
- أم الرذائل : الجهل
- أم الخبائث : الخمر
- أم الندامة : العجلة
- أم الطعام : الحنطة
- أم قشعم : المنية
- أم الربيض : الأفعى
- أم عريط : العقرب
- أم عوف : الجرادة

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
22-01-2018, 09:16 PM
حين أنظر إلى ركن في مكتبتي خصصتُه للإصدارات الشعرية والقصصية والروائية العمانية الحديثة، أتحسر على ضياع العمر وفقدان الوقت لتناول هذا الإنتاج الغزير بالنقد والدراسة، وأظن أن زملائي ممن ذكرتهم في هذه الشهادة وغيرهم يجدون الإحساس نفسه. إن تجربة شاعر غزير الإنتاج مثل سيف الرحبي مغرية بسبر أغوارها، وهي للأسف لم تُدرس إلا من طرْف خفي، فهل سيتمكن الجيل الجديد من النقاد الشباب من تتبع مثل هذه التجارب الشعرية العميقة؟ أم أنهم سيكونون ضحايا مثلنا تفترسهم طاحونة العمل والتدريس؟!
الأستاذ القدير الكاتب المبدع سيف الرحبي هو أجمل نموذج أدبي عماني مشرف بعد المرحوم عبدالله الطائي (( اتكلم هنا عن الأدب العماني المعاصر )) وللأسف هذا الأديب العملاق لم يحظ حتى الآن بذلك التقدير الوافي لحقه رغم غزارة انتاجه في الأدب خصوصا في الشعر . وربما حسبما أتابع له تقديره أدبيا في الخارج أكثر بكثير من الداخل مع أنه يفترض العكس .
ما يتعلق بالإصدارات انا في مكتبتي إصدارات ادبيةعمانية شابة بينها مندسات إصدارات تجاوزت الأخطاء النحوية في أحدها إلى حوالي 50 خطأ فادحا بينما يوم صدرت وأقيمت لها زفة توقيع ودعاية بلغ عدد المعجبين( المنافقين للكاتبة ولا أريد أن أورد إسمها منعا للإحراج لأنها كاتبة ((واصلة مواصيل كبيرة لدى أماكن النفوذ الثقافي )) __ أقول بلغ عدد المعجبين بإصدارها (( اللايك )) 10 آلاف لايك وناوي إن شاء الله اسدح هذا الكتاب تحت الإضاءة النقدية حين أتخلص من بعض الظروف ..
لا يوجد نقد حقيقي في عمان رغم وجود جامعة معتبرة عمرها الآن حوالي 36 سنة . لهذا السبب تضيع الجهود ويغبن الكثير من الكتاب في حقوقهم .

الفيلسوف 16
22-01-2018, 09:32 PM
الأستاذ القدير الكاتب المبدع سيف الرحبي هو أجمل نموذج أدبي عماني مشرف بعد المرحوم عبدالله الطائي (( اتكلم هنا عن الأدب العماني المعاصر )) وللأسف هذا الأديب العملاق لم يحظ حتى الآن بذلك التقدير الوافي لحقه رغم غزارة انتاجه في الأدب خصوصا في الشعر . وربما حسبما أتابع له تقديره أدبيا في الخارج أكثر بكثير من الداخل مع أنه يفترض العكس .
ما يتعلق بالإصدارات انا في مكتبتي إصدارات ادبيةعمانية شابة بينها مندسات إصدارات تجاوزت الأخطاء النحوية في أحدها إلى حوالي 50 خطأ فادحا بينما يوم صدرت وأقيمت لها زفة توقيع ودعاية بلغ عدد المعجبين( المنافقين للكاتبة ولا أريد أن أورد إسمها منعا للإحراج لأنها كاتبة ((واصلة مواصيل كبيرة لدى أماكن النفوذ الثقافي )) __ أقول بلغ عدد المعجبين بإصدارها (( اللايك )) 10 آلاف لايك وناوي إن شاء الله اسدح هذا الكتاب تحت الإضاءة النقدية حين أتخلص من بعض الظروف ..
لا يوجد نقد حقيقي في عمان رغم وجود جامعة معتبرة عمرها الآن حوالي 36 سنة . لهذا السبب تضيع الجهود ويغبن الكثير من الكتاب في حقوقهم .

نعم كما قلت فالاستاذ سيف لم يحظى باهتمام مهم في عمان ذلك الذي يستحق .. وليس هو وحسب إنما معظم الكتاب في عمان فحقهم شبه مبخوس الا من رحم ربي

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
22-01-2018, 09:49 PM
نعم كما قلت فالاستاذ سيف لم يحظى باهتمام مهم في عمان ذلك الذي يستحق .. وليس هو وحسب إنما معظم الكتاب في عمان فحقهم شبه مبخوس الا من رحم ربي

ههههههههه وحياتك أخي الفيلسوف الله مالو دخل وبريء من هذا الحاصل . كل الحكاية حالة فساد عام طالت حتى قطاع الثقافة .. فقدمت ناس واقصت ناس وأبرزت ناس وهمشت وتجاهلت آخرين لو أعطوا الفرصة صدقني كان حال الوضع الأدبي بالبلد غير هذا الحال . من يومين إنتهت زوجتي من قراءة قصة صدرت في كتاب لكاتب عماني مع اني اعرف أنها لا تقرأ إلا نادرا جدا لكتاب عمانيين واستغربت من كاتب عماني على هذا القدر من الجمال الأدبي غير مهتم به أحد بالبلد .
الوضع الثقافي بحالة يرثى لها .

صدى صوت
22-01-2018, 10:08 PM
الشاعر حمير ابراهيم ونوس تغنى بدمشق وبطولاتها وتاريخها المشرف على مدى العقود من ميسلون إلى تشرين حتى الوقت لراهن بقصيدة بعنوان: «فراقد المجد»:‏

من بعد عشقك.. كل عشق جاحد‏

يا شام.. أنت هو الغرام الخالد‏

فتشت في كل القلوب.. لعلني‏

أهوى.. فإذا بي نحو سحرك عائد‏

وبحثت.. عن حضن دفيء ضمُّهُ‏

عبثاً.. فحبك جمرةٌ ومواقد‏

أنا فيك مفتونٌ.. وأنت عشيقتي‏

وبقاسيون.. لمن تصابى...ناهد‏

الخمر.. من بردى سلافته...فمن‏

يوماً تذوقها.. إليك يعاود‏

صدى صوت
23-01-2018, 06:37 PM
http://up.omaniaa.co/do.php?img=14917 (http://up.omaniaa.co/)