مجنونك ما يخونك
31-01-2018, 08:52 AM
رثاء غير مكتمل
إلى روح البنت السورية الصغيرة الجميلة التي غمرت قلبي بالدمع بعدما ظننت أن لا شئ سيؤثر،
سلامٌ على روحك ، سلامٌ على قبرك ..
* * * *
" رثاءٌ غير مكتمل "
" 1 "
حيثُ عمرٌ مضى،
وقلبٌ كالعصافيرِ صغير،
وبيتٌ عمدانُهُ إشفاقٙ أُمٍ تختزلُ الدفءٙ في نظرتين،
وسقفُهُ تهويدةٙ أبٍ كادحٍ لبنتٍ صغيرة ..
اليومٙ صارٙ رُكاماً،
اليومٙ صارٙ أسى ..
تلُفهُ ذكرى الليالي ويغمُرٙهُ الحنين ..
لوقعِ خُطاكِ الحانيات،
وصُراخٙ أِخوٙتكِ الصغار،
تهديدٙ أُمُكِ بالعقاب،
ضحكاتكِ البيضاء،
إزعاجٙ المساءْ ..
" 2 "
وأنتي سُنبلةً صغيرة ..
تقبِضُ طرفٙ الوجودٙ الرحيب
كما يقبِضُ الطفلٙ ثديٙ الحياةِ أو ثوب أمه،
ليس يعرِفُ غيرهُ لم يَدْرِ يوماً ملجأً إلاّ سواه،
وأنتي سُنبلةً صغيرة ..
فوق وادٍ مُشرِقٙ الآفاقِ عذب النسمات،
طامحٌ بالأمنياتِ ،
بأعراقٙ الورود ..
تملؤهُ العنادِلُ في كلّ ركنٍ وفي كلّ منحى،
وأنتي سُنبلةً صغيرة ..
يخجٙلُ منها فؤادٌ عبر
ويحنو عليها ضياءُ القمر ،
ويهفو إليها عبيرٙ الغدير
ويبسٙمُ منها الندى و الزٙهٙر ..
" 3 "
وحين يومٙ الحصادُ الكئيبْ ..
أتى جائراً في غيرٙ موعدهِ ويمضي،
عجوزاً غائرةٙ العينينِ، شمطاءٙ المُحيّا،
صوتها الدامي صُراخٙ المُتعٙبين وأناتِ الضحايا ..
وفي خٙطوِها ينبتُ الليل طويلاً وكئيبا،
تحمِلُ المقلاعٙ في يدها اليسرى تُغني :
" اليومٙ أقصِفُ سنبلة ..
خضراءٙ يعشقُها الغدير،
والجدولٙ المنسابٙ طولٙ الطريق،
وغيمٙ الشتاءِ و وردٙ الضِياعِ وحتى القمر"
" 4 "
أيا جائرة :
ذلك عودٌ مازالٙ غضٌ،
مازالٙ يحبو،
مازالٙ أخضر ..
قد صاحٙ قلبيٙ المحزونٙ من وقعِ أسايا،
لماذا تُراها صمت الآذانٙ عن صرخةٙ قلبي،
يا لدمعتي الحٙرى عليكِ ويا لشقائي،
أي قلبٍ سيكفي الحزن يا ابنتي،
أي روحٍ تتحمل،
أي أرضٍ ستضُمٙ ذاك الجمالُ المُخٙضّبٓ
في بحرِ خذلانٍ ودمٍ و حزنٍ و حيرة!
سؤالٌ رسمتهُ العبرات، ثقبتهُ بقلبي،
طعنت به روحي وأدمت مُقلتايا،
أي ذنبٍ فعلتِ، أي إثمٍ جنتهُ يداكِ!
أيها الإنسانُ أما لشقائك أمدٌ؟
أيها العابثُ كم لعنةً سوف تجني؟
كم صدىً من الآهاتِ في ظهرِ الغيبِ والدهر
بكتهُ العيونٙ تلتهُ الشفاه ،
تلاوةٙ لعنةٍ على قبرِ قابيل
وتِلاوةٌ أخرى لـ إشفاقٍ على قبر أخاه.
*******
إلى روح البنت السورية الصغيرة الجميلة التي غمرت قلبي بالدمع بعدما ظننت أن لا شئ سيؤثر،
سلامٌ على روحك ، سلامٌ على قبرك ..
* * * *
" رثاءٌ غير مكتمل "
" 1 "
حيثُ عمرٌ مضى،
وقلبٌ كالعصافيرِ صغير،
وبيتٌ عمدانُهُ إشفاقٙ أُمٍ تختزلُ الدفءٙ في نظرتين،
وسقفُهُ تهويدةٙ أبٍ كادحٍ لبنتٍ صغيرة ..
اليومٙ صارٙ رُكاماً،
اليومٙ صارٙ أسى ..
تلُفهُ ذكرى الليالي ويغمُرٙهُ الحنين ..
لوقعِ خُطاكِ الحانيات،
وصُراخٙ أِخوٙتكِ الصغار،
تهديدٙ أُمُكِ بالعقاب،
ضحكاتكِ البيضاء،
إزعاجٙ المساءْ ..
" 2 "
وأنتي سُنبلةً صغيرة ..
تقبِضُ طرفٙ الوجودٙ الرحيب
كما يقبِضُ الطفلٙ ثديٙ الحياةِ أو ثوب أمه،
ليس يعرِفُ غيرهُ لم يَدْرِ يوماً ملجأً إلاّ سواه،
وأنتي سُنبلةً صغيرة ..
فوق وادٍ مُشرِقٙ الآفاقِ عذب النسمات،
طامحٌ بالأمنياتِ ،
بأعراقٙ الورود ..
تملؤهُ العنادِلُ في كلّ ركنٍ وفي كلّ منحى،
وأنتي سُنبلةً صغيرة ..
يخجٙلُ منها فؤادٌ عبر
ويحنو عليها ضياءُ القمر ،
ويهفو إليها عبيرٙ الغدير
ويبسٙمُ منها الندى و الزٙهٙر ..
" 3 "
وحين يومٙ الحصادُ الكئيبْ ..
أتى جائراً في غيرٙ موعدهِ ويمضي،
عجوزاً غائرةٙ العينينِ، شمطاءٙ المُحيّا،
صوتها الدامي صُراخٙ المُتعٙبين وأناتِ الضحايا ..
وفي خٙطوِها ينبتُ الليل طويلاً وكئيبا،
تحمِلُ المقلاعٙ في يدها اليسرى تُغني :
" اليومٙ أقصِفُ سنبلة ..
خضراءٙ يعشقُها الغدير،
والجدولٙ المنسابٙ طولٙ الطريق،
وغيمٙ الشتاءِ و وردٙ الضِياعِ وحتى القمر"
" 4 "
أيا جائرة :
ذلك عودٌ مازالٙ غضٌ،
مازالٙ يحبو،
مازالٙ أخضر ..
قد صاحٙ قلبيٙ المحزونٙ من وقعِ أسايا،
لماذا تُراها صمت الآذانٙ عن صرخةٙ قلبي،
يا لدمعتي الحٙرى عليكِ ويا لشقائي،
أي قلبٍ سيكفي الحزن يا ابنتي،
أي روحٍ تتحمل،
أي أرضٍ ستضُمٙ ذاك الجمالُ المُخٙضّبٓ
في بحرِ خذلانٍ ودمٍ و حزنٍ و حيرة!
سؤالٌ رسمتهُ العبرات، ثقبتهُ بقلبي،
طعنت به روحي وأدمت مُقلتايا،
أي ذنبٍ فعلتِ، أي إثمٍ جنتهُ يداكِ!
أيها الإنسانُ أما لشقائك أمدٌ؟
أيها العابثُ كم لعنةً سوف تجني؟
كم صدىً من الآهاتِ في ظهرِ الغيبِ والدهر
بكتهُ العيونٙ تلتهُ الشفاه ،
تلاوةٙ لعنةٍ على قبرِ قابيل
وتِلاوةٌ أخرى لـ إشفاقٍ على قبر أخاه.
*******