المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد الكبيرة لوجود شاعر في البيت!



صدى صوت
23-03-2018, 11:11 PM
يحار المرء في بعض الروايات، هل كُتبتْ للأطفال، أم للكبار؟ وهذا النوع، في تألّقه، يملك قوة خاصة وتأثيراً سحرياً، لأنه عابر للأجـــيال، والمستويات الثقافية للقارئ.
لقد لاحظت كثيراً، أننا حين نتورط في عمل سينمائي أو أدبي موجه للأطفال، وننسى أنفسنا ونحن نتابعه، ككبار، لاحظت أن هذا العمل غالباً ما يكون هو العمل الأثير، والناجح، والسحري، بالنسبة للصغار.
رواية (هيا نشتري شاعراً) للكاتب البرتغالي أفونسو كرُوش، نموذج لذلك الأدب الذي تنطلق في قراءته، غير مهتم، إن كُتب لك، أم كتب لأولادك! وهو يذكّر برواية مثل (الأمير الصغير) للفرنسي أنطوان إكزوبيري، و (حكاية السيد زومر) للألماني باتريك زوسكيند. ويبدو أن رواية الأمير الصغير، لما احتلته من مكانة في الذاكرة البشرية وتاريخ الأدب، ستبقى مصدر إلهام، وغَيْرة أيضاً، للكتاب في كل زمان ومكان.
يورد كاتب (هيا نشتري شاعراً) مقولة للفيلسوف وعالم الرياضيات أ.ن. وايتهاد، يقول فيها: على العلم أن يتعلم من الشعر.
وفي ظني، أن العلم تعلم دائماً من الأدب والفنون، ويمكننا أن نقول إن التاريخ الأدبي كان حافلاً باختراعات مذهلة، سابقة للعلم بكثير، لا لشيء، إلا لأن سرعة الخيال، كانت دائماً أكبر بكثير من سرعة العمل في المختبرات!
في أسرَة صغيرة مكونة من أربعة أفراد، يخيّم جوّ ماديّ على كل شيء، وخارج الأسرة لا توجد أسماء للأشخاص، بل أرقام بمثابة أسماء، كما أن أي حجم من الدموع يُذرف، يقاس بالمليمترات، لا بحجم الحزن الذي فجّرها، والقُبلة تقاس بحجم كمية اللعاب الذي تركته على خدود الأبناء، لا بدفء العلاقة، ومقدار الحبّ!
في واقع كهذا، لا يمكن أن يكون فيه الشاعر والفنان جزءاً طبيعياً من المجتمع، لأن على الناس أن يشتروا الشاعر، إذا ما أرادوا ذلك، من محلات تبيع شعراء وفنانين، كما يشترون قطة أو طائر كناري، وهم حين يقررون، عليهم أن ينتبهوا للآثار الجانبية التي يسببها اقتناء رسام مثلاً، لأنه يترك الكثير من الآثار المزعجة بعد عمله، وعلى سيدات البيوت أن ينظفن وراءهم كثيراً، وكذلك الأمر بالنسبة للنحّاتين.*
العائلة التي لا نعرف أسماء لأي من أفرادها، وتروي طفلة في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمرها الحكاية، هذه العائلة تقرر شراء شاعر، فتذهب وتنتقيه بعناية. وفي ذلك المجتمع المادي، الذي يعززه الكاتب، باختياره لرب الأسرة وظيفة في مجال الحسابات، في أحد المصانع، يظل السؤال الذي يتردّد هو: ما فائدة وجود شاعر في البيت؟ أو ما ضرورة وجود الشعراء أصلاً في هذا العالم؟!
لا تلاحظ الأسرة ذلك التغيير الذي ينتج عن وجود شاعر تحت سقفها، أو بيت الدّرج التابع لمنزلها، لكن النتيجة جوهرية في النهاية، فالأخ يحقق بالشعر ما لم يستطع تحقيقه، رغم كل محاولاته، لاستمالة قلب الفتاة التي يحبها، ولا تبادله مشاعره، والصغيرة، ينفتح عالمها على ما هو أوسع من القفص الذي تكبر فيه، والزّوجة الخنوع تجد الجرأة لتتمرّد، أما الأب الذي يعاني مصنعه من خطر الإفلاس، فإن الشعر يلهمه، فيجد الحلّ!
لكن الكاتب الذي يكتب روايته برشاقة نادرة، تشبه كتابة اليوميات، أي يوميات الطفلة الساردة، ومن منظورها للعالم ووعيها به، يجعلنا طوال القراءة نصف مبتسمين، ومنتعشين في تلك الأجواء المبتكرة، الأصيلة، التي يقدّمها في روايته، بدءاً من العنوان، حتى نهايتها، وإن كانت ابتسامتنا وأحاسيسنا المنطلقة تخسر الكثير من أجنحتها، في ذلك الفصل الذي عنوانه (ما يشبه النهاية) ويتحدث فيه عن دور الثقافة في التنمية، وآراء الشعراء والمفكرين في الشعر وأهميته، إذ بدا الكاتب أنه يريد أن يُقنعنا عقلياً، بعد أن امتلأنا بعمله إنسانياً. كان هذا الفصل بمثابة تنظير لأطروحة الرواية ومحاولة لإقناعنا بما جاء فيها، ولم نكن بحاجة إلى تنظير يحلل الشعر والثقافة من منظور رقمي ومادي، وهذا أكثر ما يزعج في هذا الفصل الدخيل على النص الأدبي.
جمالية هذا الكتاب في طرافته، وفي قدرته على توسيع الخيال بأسلوب رائع، وكتابة مكثفة، لا فائض فيها، سوى الفائض الإيجابي من الخيال الذي يحسّ المرء بأنه يحلق معه وفيه، ولذلك يمكننا القول إنه كتاب ضروري، كضرورة وجود الشاعر، والرسام والنحات، كضرورة وجود الخيال في هذا العالم، والذي لولاه لكان عالمنا في غاية الضيق، ولكانت أحاسيسنا ليست أكثر من طبقات سميكة من جليد.
ولذا يسجل لمترجمه عبد الجليل العربي، ومكتبة الفكر الجديد، هذا الإنجاز.
وبعد:
لو أن الريح أتت تسألنا أن تتفجّر أو تهدأْ
لو أن الأشجار على التلِّ أتت تسألنا أن تخضرْ
لو أن العصفور لكي ينشد طالعنا يلتمس العُذرْ
لانطفأ العالم وبقينا غرباء معاً في هذا القبرْ!

إبراهيم نصر الله -

مرتاح ويتصنع قلبي الراحة
23-03-2018, 11:19 PM
الشاعر بقعة ضوء في السديم
الشاعر ايقونة للزمن القديم
ولكن
اذا الشعر لم يهززك عند سماعه
فليس حري ان يقال له شعر

شكرا جزيلا على هذا الطرح الجميل
بملء المشاعر التي يحتويها الفضاء الفسيح

صدى صوت
24-03-2018, 12:56 AM
الشاعر بقعة ضوء في السديم
الشاعر ايقونة للزمن القديم
ولكن
اذا الشعر لم يهززك عند سماعه
فليس حري ان يقال له شعر

شكرا جزيلا على هذا الطرح الجميل
بملء المشاعر التي يحتويها الفضاء الفسيح

شكرا لك اخي مرتاح على تفاعلك الجميل
سعدت بمرورك

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
24-03-2018, 08:56 AM
لكن الكاتب الذي يكتب روايته برشاقة نادرة، تشبه كتابة اليوميات، أي يوميات الطفلة الساردة، ومن منظورها للعالم ووعيها به، يجعلنا طوال القراءة نصف مبتسمين، ومنتعشين في تلك الأجواء المبتكرة، الأصيلة، التي يقدّمها في روايته، بدءاً من العنوان، حتى نهايتها، وإن كانت ابتسامتنا وأحاسيسنا المنطلقة تخسر الكثير من أجنحتها، في ذلك الفصل الذي عنوانه (ما يشبه النهاية) ويتحدث فيه عن دور الثقافة في التنمية، وآراء الشعراء والمفكرين في الشعر وأهميته، إذ بدا الكاتب أنه يريد أن يُقنعنا عقلياً، بعد أن امتلأنا بعمله إنسانياً. كان هذا الفصل بمثابة تنظير لأطروحة الرواية ومحاولة لإقناعنا بما جاء فيها، ولم نكن بحاجة إلى تنظير يحلل الشعر والثقافة من منظور رقمي ومادي، وهذا أكثر ما يزعج في هذا الفصل الدخيل على النص الأدبي.
هذا الخروج الكبير عن جو الرواية فعله أيضا الكاتب الإنجليزي جورج اورويل في روايته الشهيرة التي بعنوان ( 1984 ) والتي إنتهيت منذ أيام من قراءتها كاملة في ترجمتها الأصلية. كنت مستمتعا جدا جدا بالقراءة ومتابعة أحداث ما يجري لبطل الرواية ونستون سميث العضو بالحزب الإشتراكي الغامض . إلى أن اوصلني الكاتب إلى الفصول الأخيرة من روايته وكانت قاب فصلين او ثلاثة من النهاية . في هذه الفصول وتحديدا في فصل أو فصلين منها ادخلني جورج اورويل في متاهة النقد الفلسفي وتنظيرات فكرية عن الأيديولوجيات المعاصرة وكان غالب حديثه نقد لاذع يبرز فيه أهم عيوب ومخازي الاشتراكية وأفكارها المزدوجة وسلوكياتها المنحطة ومعتقداتها المنحرفة والضالة التي ابشعها عدم الإعتراف بوجود الله أو بشيء إسمه الله .. ووجدت نفسي أدخل في متاهة مقالات تزيد عن 50 صفحة وهو ما جعلني أشعر بالملل والسأم والانزعاج كوني اقرأ عن شيء أعرفه وسبق أن قرأته في عشرات الكتب التي تحدثت عن الفكر الشيوعي والاشتراكية بما فيها كتاب رأس المال لكارل ماركس الذي استنزف مني زهاء ستة أشهر وأنا أقرأ أجزائه . جورج اورويل أطفأ دون ان يدري وهج الشغف لدى القارىء عندما اقحم في روايته تلك الصفحات المقالية التي لم يكن لها أي داع أصلا وكان بمقدوره ككاتب روائي مبدع أن يشير إليها إشارة عابرة أو لا يقحمها في روايته لأن الأحداث نفسها في الرواية توضح بجلاء ما يريد الكاتب أن يوصله إلى قارئه وتفضح الفكر الإشتراكي وتعري بشكل جريء ومقنع زيف معتقده ونظرته إلى العالم .
إن الخروج عن الإطار العام المتماسك للعمل الأدبي وخصوصا الروائي يفقده الكثير الكثير من حيويته ووهجه وجماليته.
تحياتي لك صديقي الغالي الكاتب القدير صدى صوت
استمتعت حقا بقراءة هذا الموضوع .

الفيلسوف 16
24-03-2018, 11:11 AM
مقال جميل ومهم .. ما فهمته أن الحياة لها وجوه عدة والوجه المادي هو اقلها حضورا فهناك الحسيات والوجدانيات التي هي ضرورية لحياة الأسر والافراد .
شكرا لك ونتمنى المزيد من مثل هذه المقالات .

صدى صوت
25-03-2018, 02:03 PM
هذا الخروج الكبير عن جو الرواية فعله أيضا الكاتب الإنجليزي جورج اورويل في روايته الشهيرة التي بعنوان ( 1984 ) والتي إنتهيت منذ أيام من قراءتها كاملة في ترجمتها الأصلية. كنت مستمتعا جدا جدا بالقراءة ومتابعة أحداث ما يجري لبطل الرواية ونستون سميث العضو بالحزب الإشتراكي الغامض . إلى أن اوصلني الكاتب إلى الفصول الأخيرة من روايته وكانت قاب فصلين او ثلاثة من النهاية . في هذه الفصول وتحديدا في فصل أو فصلين منها ادخلني جورج اورويل في متاهة النقد الفلسفي وتنظيرات فكرية عن الأيديولوجيات المعاصرة وكان غالب حديثه نقد لاذع يبرز فيه أهم عيوب ومخازي الاشتراكية وأفكارها المزدوجة وسلوكياتها المنحطة ومعتقداتها المنحرفة والضالة التي ابشعها عدم الإعتراف بوجود الله أو بشيء إسمه الله .. ووجدت نفسي أدخل في متاهة مقالات تزيد عن 50 صفحة وهو ما جعلني أشعر بالملل والسأم والانزعاج كوني اقرأ عن شيء أعرفه وسبق أن قرأته في عشرات الكتب التي تحدثت عن الفكر الشيوعي والاشتراكية بما فيها كتاب رأس المال لكارل ماركس الذي استنزف مني زهاء ستة أشهر وأنا أقرأ أجزائه . جورج اورويل أطفأ دون ان يدري وهج الشغف لدى القارىء عندما اقحم في روايته تلك الصفحات المقالية التي لم يكن لها أي داع أصلا وكان بمقدوره ككاتب روائي مبدع أن يشير إليها إشارة عابرة أو لا يقحمها في روايته لأن الأحداث نفسها في الرواية توضح بجلاء ما يريد الكاتب أن يوصله إلى قارئه وتفضح الفكر الإشتراكي وتعري بشكل جريء ومقنع زيف معتقده ونظرته إلى العالم .
إن الخروج عن الإطار العام المتماسك للعمل الأدبي وخصوصا الروائي يفقده الكثير الكثير من حيويته ووهجه وجماليته.
تحياتي لك صديقي الغالي الكاتب القدير صدى صوت
استمتعت حقا بقراءة هذا الموضوع .

جزاك ربي خيرا اخي الشاعر سعيد على اضافتك الطيبة المفيدة .
شكرا لك

صدى صوت
25-03-2018, 02:03 PM
مقال جميل ومهم .. ما فهمته أن الحياة لها وجوه عدة والوجه المادي هو اقلها حضورا فهناك الحسيات والوجدانيات التي هي ضرورية لحياة الأسر والافراد .
شكرا لك ونتمنى المزيد من مثل هذه المقالات .

اشكرك الفيلسوف السادس عشر على اضافتك الجميلة

شذى المسك 2
25-03-2018, 04:52 PM
جميل ماطرحته ينم عن ثراﺀ المطالعة...وانتقاﺀ المفيد منها..شكرا لهكذا ثقافة

أميرة الروح
26-03-2018, 02:50 PM
جميل ماطرحت انا استاذ
بارك الله فيك

ابوقيس99
26-03-2018, 03:19 PM
طرح متميز وجميل يابوسالم مب لازم لكل بيت
شاعر ههههه مثل انا ماعرفو اولادي عني اني
اشعر الا بعد سنه شافو الكروت هديه مع احد
الاصدقاء من الاردن

شكرا ابوسالم انت الرائع في كل شى
يستحق النجوم

صدى صوت
27-03-2018, 11:21 AM
جميل ماطرحته ينم عن ثراﺀ المطالعة...وانتقاﺀ المفيد منها..شكرا لهكذا ثقافة

شكرا لمرورك استاذه شذى .. سعدت بك

صدى صوت
27-03-2018, 11:21 AM
جميل ماطرحت انا استاذ
بارك الله فيك

شكرا لمرورك بالأميرة .. سعدت بك

صدى صوت
27-03-2018, 11:22 AM
طرح متميز وجميل يابوسالم مب لازم لكل بيت
شاعر ههههه مثل انا ماعرفو اولادي عني اني
اشعر الا بعد سنه شافو الكروت هديه مع احد
الاصدقاء من الاردن

شكرا ابوسالم انت الرائع في كل شى
يستحق النجوم

الف شكر لك اخي الشاعر ابو قيس .. سعدت بمرورك وتقييمك

الشاعر محمد الشامسي
28-03-2018, 10:47 AM
صوت ..

طرح رائق وقيم ..

سلمت يداك ..

حسنة ₩
03-04-2018, 02:54 PM
مقال جميل ومفيد .
تسلم استاذنا