المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستمطار الصناعي بين النتائج الإيجابية والفهم الخاطئ



ملك الوسامه
21-10-2014, 06:41 PM
الاستمطار الصناعي بين النتائج الإيجابية والفهم الخـــــاطئ


يهدف إلى المحافظة على موارد السلطنة واستدامتها –

تحقيق: عامر الأنصاري –

المياه وعلاقتها بالحياة على هذا الكون الشاسع، علاقة مترابطة، كما قال الله تعالى «وجعلنا من الماء كل شيء حي..»، ويمكن القول إن المياه هي الحياة أصلا، ولولاها لما قامت الحضارات والدول، فقد تناولت كتب التاريخ الحضارات القديمة من قَبْل الإسلام بل وقبل الميلاد، فكانت الميزة المشتركة بينها أنها جميعا قامت قرب مصادر المياه، بل وحاربت لأجل المياه، وفي الزمن الحديث اليوم نجد أن المياه عنصر أساسي في كل الصناعات، العملاقة منها والبسيطة، فأهمية المياه اليوم كبيرة جدا، ولم تعد تقتصر على الشرب وري المزروعات.ولأهمية المياه القصوى تسعى السلطنة إلى المحافظة على هذه الثروة بشتى السبل، واستغلال كل ما يمكن أن يؤدي إلى الحفاظ عليها، فقامت السلطنة منذ عصر النهضة بالسير لتحقيق هذا الهدف، فبنت السدود المائية، ووضعت الضوابط والقوانين لاستخدام المياه الجوفية واستخراجها، واستخدمت طرق الري التي توفر المياه، وآخر ما طبقته السلطنة لرفد هذا الجانب «الاستمطار الصناعي»، واختارت السلطنة الطريقة الأيونية من بين طرق الاستمطار الأخرى.
مفهوم الاستمطار المطبق بالسلطنة (البواعث الأيونية) قد تغيب آليته عن أذهان عوام الناس، لذلك تجد الانتقادات تحوم حوله. فمن الناس من يرى أنه مكلف جدا وأنه من الأولى أن تستغل هذا الأموال في أمور أخرى تعود على الوطن بالنفع، ومنهم من يتوجس خيفة منه بحجة أنه صناعي ويحمل أضرارا على البيئة وما تحويه من كائنات، ومنهم من حكم عليه بالفشل، والكثير من الآراء عكستها مختلف الوسائل الإعلامية من خلال تناول موضوع الاستمطار وإجراء حوارات مع الجمهور تدل على أن هناك فهما خاطئا لدى الكثير.التقت «عمان» بأحد أعضاء الفريق العماني القائم على مشروع الاستمطار في السلطنة لتستعلم منه الآلية المطبقة ولتزيل اللبس الواقع في أذهان كثير من الجمهور.

طريقة الاستمطار

حول طريقة الاستمطار التي طبقتها السلطنة والتي تعزز هطول الأمطار أكد الخبير أن السلطنة اختارت الطريقة الأيونية التي تتم من خلال بناء محطات على ارتفاعات عالية تنبعث منها الأيونات ذات الشحنات السالبة، وبشرط توافر الظروف المناخية المناسبة كالرطوبة العالية والتيارات الهوائية الصاعدة.فمبدأ عمل هذه الطريقة يستند إلى استخدام خاصية التأيين لتعزيز كمية هطول الأمطار، وذلك عن طريق التحام الأيونات ذات الشحنات السالبة المنبعثة من أجهزة البواعث الأيونية والمحمولة بواسطة التيارات الهوائية الصاعدة إلى مواقع تكّون السحب الركامية المتوسطة بذرات الغبار والرطوبة العالقة بالهواء.
وأكد المختصون أنه «تم اختيار هذه الطريقة لعدة أسباب منها أنها أكثر أمنًا وسلامة، واتساع نطاق تأثيرها فتشمل المناطق التي تسير باتجاهها الرياح وانخفاض التكلفة المالية، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في أي وقت».

آراء سلبية

وحول الأصداء التي تحدثت عن المشروع التي تناولتها مختلف القنوات الإعلامية أوضح الخبير أنه «للأسف بلغتنا عدة انتقادات حول مشروع الاستمطار، وأغلب الانتقادات تدل على عدم إدراك ومعرفة دقيقة بالموضوع، فمنهم من يخشى المواد الكيميائية، ومنهم من حكم على المشروع بالفشل، ومنهم من قال إنه يكلف الدولة الكثير ولا تجني منه أي شيء، تابعنا الكثير من الآراء ووجهات النظر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومن بعض الحوارات التي أجرتها بعض الصحف، وفي الحقيقة مبدأ عمل الاستمطار في عمان بعيدٌ كل البعد عن هذه الآراء، فنحن لا ندعي صناعة المطر من العدم، ولا نكوِّن غيومًا ماطرةً، بل نعتمد على الظروف المناسبة من أجل تعزيز هطول الأمطار، وبفضل الله أثبتنا نجاح ما نصبو إليه.

المسمى الصناعي

وفي ما يتعلق بمسمى الاستمطار أوضح الخبير أنه يمكن القول إن المسمى المناسب «للاستمطار الصناعي» باستخدام الطريقة الأيونية هو «تعزيز كمية هطول الأمطار»، حيث قال: «هناك شريحة من المجتمع عندما تسمع كلمة صناعي تعتقد أنه يتم صنع الأمطار من العدم، بل إن حقيقة الأمر لا بد من توفر الظروف الملائمة له.

أضرار الاستمطار

وأشار الخبير إلى موضوع مخاوف شريحة من الناس من عملية الاستمطار بقوله: «أي شيء إذا زاد عن حده لا بد أن تكون له أضرار وكما يُقال (ينقلب ضده)، والعملية إذا لم يتم التحكم بها بطريقة متقنة قد تؤدي الى ضرر، و الضرر المحتمل الوحيد يتمثل في كميات الأمطار المتساقطة فقط، ولا توجد للطريقة الأيونية أي أضرار أخرى تؤثر على صحة الإنسان، فالطريقة آمنة جدا وخالية من المواد الكيميائية، فمن يخالجه الشك بأن الاستمطار بالطريقة الأيونية يؤثر سلبا على المحاصيل الزراعية أو على الحيوانات أو المياه الجوفية فليطمئن، فكل ذلك ليس له من الواقع صحة، وللعلم فإن السحابة الركامية تحتوي أساسا على الأيونات السالبة بالإضافة إلى الشحنات الموجبة، وكل العملية هي عبارة عن إرسال كميات أكبر من الأيونات السالبة لتتم استثارة السحابة وحثها على إسقاط المطر».

براءة الاستمطار

وأضاف الخبير تعليقًا على الأضرار التي تنتج عن الأمطار الغزيرة من تدمير لبعض المحاصيل، وغرق بعض المنازل ودخول الماء إلى المساكن، وغيرها، بقوله: «يوجه البعض أصابع الاتهام إلى الاستمطار في مثل تلك الحالات والاستمطار منها بريء، ففي حال المنخفضات الجوية والعواصف المدارية المحملة بالأمطار الغزيرة وبعد التأكد من نوع الحالة الجوية ومعرفة كمية الأمطار المتوقع سقوطها من المختصين بالهيئة العامة للأرصاد والملاحة الجوية يتم إغلاق أجهزة البواعث تحسبا لأي زيادة غير متوقعة لكمية الأمطار».

تسخير من الله

هناك اعتقاد خاطئ، وهو ظن البعض بأن هناك آلية لاستجلاب السحب الماطرة فكان الرد من المختص بقوله: «لا يمكن استجلاب الكتل السحابية، ولا تغيير مسارها، ولا إيجادها من العدم، فالاستمطار أساسا يعتمد على العوامل التي يسخرها الله عز وجل والرياح التي يرسلها الله وهناك من يعتقد كذلك أن الاستمطار تنتج عنه رياح قوية وعواصف رملية، إلا أنه نحن من يعتمد على اتجاه الرياح في هذه العملية، ولسنا من نصنعها أو نتحكم بها».

فاعلية البواعث

وفي ما يتعلق بفاعلية الاستمطار باستخدام البواعث فأوضح الخبير بقوله: «يؤدي الاستمطار إلى تعزيز نسبة الأمطار أو إدرار السحب، وتأكدنا من ذلك من خلال إقامة محطتين للبواعث في منطقتين متشابهتين جغرافيا، والبعد بينهما 50 كيلومترا، ووضعنا 120 جهازا لقياس الأمطار على مسافة 70 كيلومترا باتجاه الرياح، وقمنا بتشغيل إحدى المحطتين وإغلاق الأخرى بشكل عشوائي على مدى 170 يوما، وقمنا بجمع القراءات والإحصاءات وأرسلناها إلى جهة محايدة فتبين أن المنطقة التي استعملنا بها البواعث زادت نسبة الأمطار بها بشكل ملحوظ، وأن الاستمطار ساهم في تعزيز الأمطار بمتوسط بلغ 18%، ولذلك أوصى المختصون بإعداد الخطط لصيانة السدود وزيادة مساحة تخزينها إلى جانب إنشاء سدود جديدة.

مناخ السلطنة

ومن التساؤلات التي طرحت سؤال يتعلق بمناخ السلطنة العام الذي ساهم في شهرة السلطنة بإنتاج بعض المحاصيل مثل التمور والموز والمانجو وغيرها، فالبعض نظر إلى أن الاستمطار الصناعي قد يؤدي مستقبلا إلى تغير المناخ، ولكن الخبير أوضح أن هذا التوقع غير محتمل، حيث قال: «هناك دول سباقة في مجال الاستمطار، منذ ما يقارب 30 سنة، ولم تشهد تغيرا في المناخ، ومن ناحية أخرى فإننا نعتمد على العوامل الملائمة التي حباها الله للسلطنة على مدى حقب سابقة، هذه الظروف والعوامل نفسها لم تتغير، منها السحب الركامية التي تمر على جبال الحجر والشرقي والغربي، وغيرها من المناطق المترامية، والجديد أننا نقوم باستغلالها فقط».

نطاق واسع

كما أشار الخبير في إجابته عن سؤال يتعلق بمدى مساحة النطاق التي تغطيه المنصة الواحدة بقوله: «النطاق يعتمد على حركة الرياح، ونحن لا نملك التحكم باتجاهها، متى ما استثيرت السحب المناسبة وفي وجود العوامل المناسبة فإنها ستمطر بمشيئة الله وهذا من مزايا الطريقة الأيونية حيث إن مداها طويل».

12 محطة

في الوقت الحالي توجد 4 محطات للبواعث وبناءً على الخطة الخمسية التي أعدت فإن السلطنة تنوي إضافة 8 محطات للاستمطار بالطريقة الأيونية ليصبح المجموع الكلي الذي يغطي معظم محافظات السلطنة 12 محطة، هذا ما أوضحه الخبير فيما يتعلق بهذا الجانب.
الطاقة الذاتية

وحول تكلفة المحطة الواحدة أوضح «ان التكلفة قليلة مقارنة بالطرق الأخرى المستخدمة في الاستمطار، وحتى أنها تعتمد على الطاقة الكهربائية الذاتية، وإنما المكلف ماديا هو عملية الإحصاء والتحليل، لإثبات جدوى الآلية، وقد أثبتنا جدواها بتوفيق من الله».

فريق عماني

الجهود الضخمة المبذولة في مشروع الاستمطار هي من مجهود فريق عماني، وتقدر نسبة العمانيين القائمين عليه بـ90%، وأما النسبة الباقية فكانت من نصيب القوى العاملة الآسيوية، فبناء المحطة بما تحويه من ألواح شمسية وقارئات للرياح وتوصيلات الأسلاك وعمليات نقل البيانات من خلال الحواسيب والتحكم بها عن بعد، جميعها جهود وطنية، والتحكم بتلك البواعث يتم باستخدام الهاتف المتنقل وفق برنامج من صنع الجانب العماني، يرصد كل معلومات المحطة من الطاقة المتبقية، ومن الصور المباشرة، وأوامر تشغيل الأضواء، إلى جانب أن البرنامج يرسل كل صباح تقريرا إلكترونيا عن وضع المحطة اليومي».

ثقة مرجوة

وختم الخبير كلامه بتوجيه سؤال للمجتمع كافة بقوله: «فيما لو كانت نسبة نجاح المشروع ضئيلة، ما هو الضرر في تطبيق المشروعات العلمية، وما المانع في أن السلطنة تتبنى مثل هذه المشروعات التي بنيت بسواعد عمانية، لماذا توجه أصابع الاتهام دون تبين وتحقق وأدلة؟». وأضاف: «يجب العمل كفريق كامل على قلب رجل واحد للنهوض بهذا البلد المعطاء والسير به في ركب العلم والتطور المحمود، كلنا مسؤولون عن ذلك كلٌ في مكانه وتخصصه، نحن في السلطنة نحمد لله على كثير من النعم التي توفرت على هذه الأرض الطيبة، فواجب علينا أن نرد جزءا من الجميل، يجب أن نتبادل الثقة، ويجب أن نبارك خطوات بعضنا البعض، ويجب أن تُمد أيدي المجتمع نحونا إذا ما تعثرنا لننهض جميعا، نمد أيدينا بالدعاء إلى الله بأن يوفق الجميع لرفعة شأن هذا البلد».

أصبحت الأرض رطبة –

ومن جانبه حدثنا الوالد حمد بن سنيدي بن حميد الشعيلي عن الزراعة في منطقة «المرتفع» بولاية عبري حيث يسكن، فوصف لنا الحال على مرِّ الفترة الطويلة التي عايشها، فكما قال الوالد حمد فإنه قبل عشرات السنين كان الماء متوفرا بكثرة إذ قال: «الفلج الذي بناه الآباء رحمهم الله لا يندفع باستخدام الماكينات بل استغلوا انحدار المياه من الجبال فبنوا ممرات الأفلاج بصورة هندسية متقنة، يستفيد منها عدد كبير من أصحاب النخيل، وقبل ثلاثين عاما أو أكثر كان الفلج وافرا بالماء، ويغذي جميع الحي دون شح أو انقطاع بفضل من الله تعالى». وأضاف الوالد: «لكن قبل خمس سنوات من الآن شهدت عبري عموما جفافا حادا استمر لثلاث سنوات، وفي السنتين الأخيرتين عادت الأمطار صيفا وشتاء، وبشهر أبريل جرى الوادي من أمام منزلنا هذا، ولكن إلى جانب ذلك لم يعد الفلج بالقوة التي عهدناها قبل ثلاثين عاما، ولا نعرف ما السبب، ربما من كثرة الآبار وبلوغ أعماقها إلى درجات كبيرة، فالماء في باطن الأرض يجري كما يجري على الأرض فإن كانت هناك بقعة عمية تسرب إليها الماء واحتكر».
وتابع حديثه قائلا: «غالبا ما يقوم أصحاب الآبار بزيادة أعماق آبارهم لاستخراج الماء، وفي الزمن الحديث وصلت الأعماق إلى مستويات كبيرة تتجاوز عند البعض 1000 قدم». وفيما يتعلق بدعم الحكومة أوضح الوالد حمد بقوله: «الحكومة أنشأت بئرا ارتوازيا ما اصطلح محليا بـتسمية (الرق) تقدم هذه البئر خدماتها للمزارعين، بعدما قل منسوب الفلج، وإلى جانب دعم الحكومة فإن أحد الأقارب لديه بئران (طوي) يقوم من خلالهما بتغذية الفلج، البئران تحتويان على منسوب لا بأس به من الماء خلال فصل الصيف، وفي الشتاء يزيد قليلا، ولكن عموما كل ما هطلت الأمطار وجرى الوادي فإن الماء يزيد في البئر».
وتمنى الوالد حمد الشعيلي أن تنشئ الحكومة بئرا ارتوازيا آخر باتساع مناسب ليستفيد منه الأهالي، أو بناء سد يخدم الجميع في مختلف القرى المجاورة، وشدد الشعيلي على موضوع اتخاذ القرار بقوله: «إذا استشارت الجهات المسؤولة الشعب حول مكان إقامة مشروع معين فمن المؤكد أن هناك اختلافات ستتولد، فالكل يريد أن يكون المشروع قريبا منه، ولكن على الحكومة أن تقرر بناءً على الإمكانيات المتوافرة وآراء المهندسين».
وأجاب الوالد حمد عن تساؤل حول أضرار الأمطار الصيفية على النخيل بقوله: «لم نشهد تأثرا سلبيا على النخيل جراء الأمطار الصيفية، فالرياح المصاحبة تجفف النخيل أولا بأول، إنما الضرر يتمثل في عدم الانضباط في الري، فالنخيل تحتاج إلى قانون للري فمثلا كل 10 أيام مرة واحدة».
وحول الاستمطار الصناعي قال الوالد حمد الشعيلي: «الله علَّم الإنسان ما لم يعلم، ولا بد من إجراء التجارب والاختبارات، وإن كانت التجارب ناجحة ويستفيد منها الجميع فهذه فائدة عظيمة نحمد الله تعالى عليها إذ سخر لها العلم الحديث».

كبار السن من ملاك المزارع يلاحظون التغير –

وللوقوف على نتائج الاستمطار الصناعي ومدى فاعليته وتحقيق أهدافه على أرض الواقع، قابلنا مجموعة من أصحاب المزارع وملاك النخيل، واخترنا منهم كبار السن الذين يملكون خبرة طويلة في هذا المجال ليحدثونا عن الأوضاع قديما وحديثا.

أمطـار بالعامين الأخـيرين –

الوالد ناصر بن سعيد بن ناصر العبري، قابلناه في مزرعته الكائنة في حلة الخطوة بولاية بهلا وسط لفيف من أحفاده استغلوا فترة الإجازة الأسبوعية للعمل مع جدهم، الوالد ناصر لا ينفك يوما عن العمل الشاق في أرضه، مستندا إلى المثل الشعبي القائل «نص الخيام يخسرك والخيام التام يربحك» أي أن العمل لا بد وأن يكون كاملا، لكي تجني ثماره بصورة مرضية.وحول ري المزروعات أوضح الوالد ناصر أن هناك اختلافا بين الري بالصيف والشتاء، فقال: «الحمد لله منَّ الله علينا بأرض طيبة فخلال الصيف نسقي المزرعة في كل 7 أيام مرة واحدة، وأما بالشتاء ففي كل 20 يوما».
وفي ما يتعلق بمصادر المياه أوضح الوالد ناصر أن المنطقة تعتمد على الآبار التي تسمى محليا بـ«الطوي»، وقال: «نعتمد على (الطوي) قديما وحديثا، وكان الماء متوافرا قبل عام 1970 صيفا وشتاءً، وما بعد عام 1970 شهدت المنطقة جفافا في الصيف، وكان الناس تزيد عمق البئر من 20 قدما إلى 200 قدم، ولكن في أوقات كثيرة كانت البئر تجف وتتجمع بها الأوساخ والأتربة، فيقوم العمال بتنظيف البئر وإعادة استخدامها في الشتاء، بقي هذا الحال إلى ما هو عليه باستثناء هاتين السنتين الأخيرتين، فقد تغير الحال في الصيف، وشهدنا أمطارا كثيرة ولله الحمد والمنة، فزرعنا الأصناف الصيفية وعادت الأرض إلى الاخضرار كما هو الحال قبل السبعين».

سـرورنا بـها أكــثر –

ومن ولاية الحمراء حدثنا الوالد حمد بن سالم بن مطر الصبحي من قرية بني صبح عن اهتمامه بالزراعة والأصناف التي يزرعها في الصيف والشتاء، وفيما يتعلق بطرق الري وتوفر المياه أوضح الوالد حمد الصبحي بقوله: «في قرية بني صبح نعتمد على طريقتين في ري مزروعاتنا، إحداهما نظام الفلج، الذي يستفيد منه أكثر من شخص، وهذا النظام يحتاج إلى متابعة من شخصين أحدهما يتابع والآخر يسقي، والنظام الآخر هو البئر».وأضاف: «تتميز البئر بالخصوصية حيث يستخدمها مستفيد واحد في أغلب الأحيان، إلى جانب توفير المياه بدرجة تغطي 4 فدادين في حالات توفر الأمطار، وفي حالة قلة الأمطار نرجع إلى استخدام الفلج، لأن طبيعة الأرض هنا قاسية ولا يمكن زيادة عمق البئر».
وتابع الوالد حمد بقوله: «لم يتوقف المطر هذه السنة منذ شهر شعبان، والحمد لله مستوى المياه في البئر جيد ويغطي حاجة المزرعة».
وفي ما يتعلق بنتائج الأمطار الصيفية قال الوالد حمد: «الأمطار الصيفية قد تصيب بعض المحاصيل فتتلفها مثل القمح (البُر) الناضج والجاف، فالأمطار الصيفية تسر وتضر، ولكن سرورنا بها أكثر».

شح رغم الأمطار –

أما منصور بن ناصر بن منصور الريامي الذي يقطن في قرية الشريجة بنيابة الجبل الأخضر فقد قال حول موضوع طرق الري: «اشتهرت القرية باعتمادها على نظام الأفلاج في الري، ولا يوجد كثير من الآبار، ولكن هناك القليل منها أقيمت حديثا كنوع من الحلول التي تغذي الفلج الذي انخفض منسوبه اليوم إلى درجات خطرة».وتابع الريامي حديثه قائلا: «هناك أمطار تشهدها القرية بفضل الله، وفي العامين الأخيرين شهدنا كثيرا الأمطار الصيفية حيث عمت كافة النيابة، ولكننا اليوم نحتاج إلى ما يحتوي هذه الأمطار، فكأي جبل فإن المياه تنحدر منه، ولا بد من بناء سدود تساند الفلج».
وحول توفر المياه قديما قال الريامي: «قرية الشريجة من أشهر قرى النيابة وفلجها من أشهر أفلاج السلطنة فهو داؤودي كان لا ينضب أبدا، ولكن قدر الله بأن ينخفض منسوبه».
وأضاف: «الشريجة اليوم تعتمد على سد واحد يمتلئ أحيانا كثيرة ولكن منسوبه يقل سريعا خلال أسبوع واحد، والأمطار التي تهطل يستفاد منها لحينها فقط إذ لا تُخزن، أما بقية قرى النيابة فأوضاعها ميسرة لما تحويه من سدود وآبار ارتوازية، لذلك نحتاج إلى تفاعل الجهات المعنية».


المصدر: جريدة عمان
📰 عمان الالكترونية

"تحقيقات عمان"

رندويلا
21-10-2014, 07:53 PM
كل الشكر لك على الطرح

يعطيك العافية ،،

ملك الوسامه
21-10-2014, 08:03 PM
العفو اختي

اطياف السراب
23-10-2014, 03:47 PM
شكرا جزيلا لك