ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
09-05-2018, 04:11 PM
أولُ حُـمَـارٍ في الحُــب !!
قصة قصيرة بقلمي ..
كان فارس الموعد جنتلمانا كثير التأنق والمبالغة في المظهر ، مفتونا كعادته بالأضواء وبمغناطيس الأشياء السطحية البراقة . قابلته ذات موعد في مقهى راقٍ إختاره بنفسه للقائهما . كان وجهها يرزح تحت ثقل المساحيق والألوان والبهارج الكثيرة المتكلفة . هذا غير الفستان العاري الظهر والذي من أمامه يكشف جانبا من المشارف العليا لصدرها الوضيء الأكثر تدميرا للقلب الشهواني النبض حيث وهج الأنوثة على أشد ما يكون سطوعا وتوتيرا للأعصاب . لمعت عيناه ببريق الدهشة و فرح الشهوة الجائعة بما يراه أمامه من أناقة طاغية وأنوثة عشرينية دسمة فوارة ومرغوبة . بلحظة واحدة التقطت لها بعينيها المحروستين بالذكاء صورة دقيقة ثلاثية الأبعاد لجانب من ردهة قذرة وعفنة جدا برزت من إحدى جوانب عقله الكلي الوسخ . تحمحمت ثم تحركت شفتها تسأله إن كان زار معرض الكتب المقام بمدينته هذه الأيام ؟ تظاهر كاذبا بالإيجاب ليرضي فقط غرور نرجسيته وفضول سؤالها . دحرجته بهدوء نحو حفرة سؤال ثان : ماذا اشتريت من كتب ؟ تلبك حائرا يبحث عن أي كتاب في الارفف الصدئة لارشيف عقله القديم الكثير الأتربة والغبار . خانه بحث ذاكرته ؛ إذ لم يعثر على شيء هناك خلا رزمة لايصالات مالية تخص شركته وتعاملاته . طوّفت هذا السؤال بسؤال تـالٍ سألته إياه بتعمق مستفز :
♡هل تقرأ لمظفر النواب ؟!
■ لا .
♡ لعبدالله الطائي أو سيف الرحبي ؟!
■ أول مرة أسمع بهما .
♡ طيب . لنزار ؟! .
■ تقريبا أليس هو صاحب كلمات ترقص حافية الساقين تبع ناظم الساهر ؟! ( ناظم الساهر ؟! ذاكرته مغيبة تماما ) .
♡ لا وأنت الصادق . هذا البقال الذي يبيع في سوق المواشي ( تعمدت بغيظ أن تخلط روث البقر بالعدس نكاية به وبجهله ) .
http://up.omaniaa.co/do.php?img=16248 (http://up.omaniaa.co/)
واصلت قصفها له وقد تذكرت في التو شاعرة ذات حس أدبي مرهف تحب متابعتها وقراءة نصوصها كما أنها صديقتها الروح بالروح . سألته بغتة :
♡ هل اشتريت ديوان صديقتي الشاعرة إيمان عامر ؟ شاعرة جميلة مبدعة . موجود ديوانها بالمعرض .
طأطأ منحرجا. ما هذا اليوم الاغبر الذي تورط فيه ؟! هو لا يعرف هذه الشاعرة ولا ماذا تكتب وهو بحياته لم يدخل معرضا له صلة بالكتب والفكر والثقافة والقراءة وهذا المعرض الذي ذكرته له وفيه هذه الأيام عرس ( إقرأ ) يجهل تماما موقعه الجديد الذي إنتقل إليه . وفي خارطة GPS عقله المهترئة والكثيرة الحَـوَل هو لا يتذكر بواسطتها إلا المبنى القديم للمعرض والذي كان يمر عليه كل صباح في طريقه إلى شركته الضخمة الواقعة في الحي الراقي بالعاصمة . هذا المبنى الذي لا يعرف منه إلا شارعه وواجهته وألوان أعلام دول العالم التي ترفرف أمامه والتي يجهل معظمها ولمن تكون . الطرق والأماكن الوحيدة التي يحفظها جيدا وعن ظهر قلب هي فقط الطريق المؤدي إلى شركته وذاك الثاني الموصل إلى البنك الذي فيه حساباته وامواله وصفقاته السرية والطريق الثالث جيبه الذي يعتقد دائما أنه يستطيع به أن يشتري أي شيء بما فيه النساء الجميلات حتى ولو كانت هيفاء وهبي ذاتها أو كيم كارديشان بذات جمالها المزلزل ومؤخرتها الأغلى تأمينا في العالم .
حاصرته بحنق وهي تبحث في خرابة فراغ عقله المجوف :
♡ ألا تعرف أحدا من الشعراء أو الكتاب أو المثقفين ؟!
لم يستطع من شدة خجل الجهل والأمية المطبقة اللذين إفتضح بهما أن يرفع رأسه ليرد . كانت قد وصلت معه إلى حافة النهاية وطلقة القرار الاخير توشك أن تخرج من فوهة فمها . لم تتمهل وهي تضغط على زناد ما صممت أن تفعله فهي تجيد التسديد بدقة نحو من تريد أن تتخلص منهم ممن هم على شاكلة هذا المسخ وفي الوقت المناسب وبلا أي تردد أو خوف .
وفي لحظة واحدة قفزت نازعة نفسها من المقعد الذي كانت تجلس عليه قبالته. ووقفت والغضب يرسم ألوانا شتى من قوس قزحه على وجهها أو ما يبدو أنه وجهها وصرخت به بصوت ماجدة الرومي :
♡ إذن لماذا تهتم بشكلي ؟!
ولا تدرك عقلي !!
ثم أسرعت ومدت يدها إلى وجهها . أصابعها الرقيقة الطويلة بدت مثل أشواك حادة أو مخالب لبؤة . أنشبت أظافرها ذات الطلاء الدامي في وجهها وراحت تسحبه ببطء . كان جلد وجهها ينسلخ بكل مساحيقه وألوانه ويتساقط قطعة قطعة أمام فارسها الجالس جامدا بصدمته . كان قناعا زائفا . رمته بوجهه وانصرفت عنه بكل وجهها البسيط الحقيقي وبكل قلبها الباكي المُـرتَـعِـف ندما وأسفا والذي خذلته التوقعات وزيف الناس والحياة الماشية على كذبة وأقنعة .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
_______________________
قصة قصيرة بقلمي ..
كان فارس الموعد جنتلمانا كثير التأنق والمبالغة في المظهر ، مفتونا كعادته بالأضواء وبمغناطيس الأشياء السطحية البراقة . قابلته ذات موعد في مقهى راقٍ إختاره بنفسه للقائهما . كان وجهها يرزح تحت ثقل المساحيق والألوان والبهارج الكثيرة المتكلفة . هذا غير الفستان العاري الظهر والذي من أمامه يكشف جانبا من المشارف العليا لصدرها الوضيء الأكثر تدميرا للقلب الشهواني النبض حيث وهج الأنوثة على أشد ما يكون سطوعا وتوتيرا للأعصاب . لمعت عيناه ببريق الدهشة و فرح الشهوة الجائعة بما يراه أمامه من أناقة طاغية وأنوثة عشرينية دسمة فوارة ومرغوبة . بلحظة واحدة التقطت لها بعينيها المحروستين بالذكاء صورة دقيقة ثلاثية الأبعاد لجانب من ردهة قذرة وعفنة جدا برزت من إحدى جوانب عقله الكلي الوسخ . تحمحمت ثم تحركت شفتها تسأله إن كان زار معرض الكتب المقام بمدينته هذه الأيام ؟ تظاهر كاذبا بالإيجاب ليرضي فقط غرور نرجسيته وفضول سؤالها . دحرجته بهدوء نحو حفرة سؤال ثان : ماذا اشتريت من كتب ؟ تلبك حائرا يبحث عن أي كتاب في الارفف الصدئة لارشيف عقله القديم الكثير الأتربة والغبار . خانه بحث ذاكرته ؛ إذ لم يعثر على شيء هناك خلا رزمة لايصالات مالية تخص شركته وتعاملاته . طوّفت هذا السؤال بسؤال تـالٍ سألته إياه بتعمق مستفز :
♡هل تقرأ لمظفر النواب ؟!
■ لا .
♡ لعبدالله الطائي أو سيف الرحبي ؟!
■ أول مرة أسمع بهما .
♡ طيب . لنزار ؟! .
■ تقريبا أليس هو صاحب كلمات ترقص حافية الساقين تبع ناظم الساهر ؟! ( ناظم الساهر ؟! ذاكرته مغيبة تماما ) .
♡ لا وأنت الصادق . هذا البقال الذي يبيع في سوق المواشي ( تعمدت بغيظ أن تخلط روث البقر بالعدس نكاية به وبجهله ) .
http://up.omaniaa.co/do.php?img=16248 (http://up.omaniaa.co/)
واصلت قصفها له وقد تذكرت في التو شاعرة ذات حس أدبي مرهف تحب متابعتها وقراءة نصوصها كما أنها صديقتها الروح بالروح . سألته بغتة :
♡ هل اشتريت ديوان صديقتي الشاعرة إيمان عامر ؟ شاعرة جميلة مبدعة . موجود ديوانها بالمعرض .
طأطأ منحرجا. ما هذا اليوم الاغبر الذي تورط فيه ؟! هو لا يعرف هذه الشاعرة ولا ماذا تكتب وهو بحياته لم يدخل معرضا له صلة بالكتب والفكر والثقافة والقراءة وهذا المعرض الذي ذكرته له وفيه هذه الأيام عرس ( إقرأ ) يجهل تماما موقعه الجديد الذي إنتقل إليه . وفي خارطة GPS عقله المهترئة والكثيرة الحَـوَل هو لا يتذكر بواسطتها إلا المبنى القديم للمعرض والذي كان يمر عليه كل صباح في طريقه إلى شركته الضخمة الواقعة في الحي الراقي بالعاصمة . هذا المبنى الذي لا يعرف منه إلا شارعه وواجهته وألوان أعلام دول العالم التي ترفرف أمامه والتي يجهل معظمها ولمن تكون . الطرق والأماكن الوحيدة التي يحفظها جيدا وعن ظهر قلب هي فقط الطريق المؤدي إلى شركته وذاك الثاني الموصل إلى البنك الذي فيه حساباته وامواله وصفقاته السرية والطريق الثالث جيبه الذي يعتقد دائما أنه يستطيع به أن يشتري أي شيء بما فيه النساء الجميلات حتى ولو كانت هيفاء وهبي ذاتها أو كيم كارديشان بذات جمالها المزلزل ومؤخرتها الأغلى تأمينا في العالم .
حاصرته بحنق وهي تبحث في خرابة فراغ عقله المجوف :
♡ ألا تعرف أحدا من الشعراء أو الكتاب أو المثقفين ؟!
لم يستطع من شدة خجل الجهل والأمية المطبقة اللذين إفتضح بهما أن يرفع رأسه ليرد . كانت قد وصلت معه إلى حافة النهاية وطلقة القرار الاخير توشك أن تخرج من فوهة فمها . لم تتمهل وهي تضغط على زناد ما صممت أن تفعله فهي تجيد التسديد بدقة نحو من تريد أن تتخلص منهم ممن هم على شاكلة هذا المسخ وفي الوقت المناسب وبلا أي تردد أو خوف .
وفي لحظة واحدة قفزت نازعة نفسها من المقعد الذي كانت تجلس عليه قبالته. ووقفت والغضب يرسم ألوانا شتى من قوس قزحه على وجهها أو ما يبدو أنه وجهها وصرخت به بصوت ماجدة الرومي :
♡ إذن لماذا تهتم بشكلي ؟!
ولا تدرك عقلي !!
ثم أسرعت ومدت يدها إلى وجهها . أصابعها الرقيقة الطويلة بدت مثل أشواك حادة أو مخالب لبؤة . أنشبت أظافرها ذات الطلاء الدامي في وجهها وراحت تسحبه ببطء . كان جلد وجهها ينسلخ بكل مساحيقه وألوانه ويتساقط قطعة قطعة أمام فارسها الجالس جامدا بصدمته . كان قناعا زائفا . رمته بوجهه وانصرفت عنه بكل وجهها البسيط الحقيقي وبكل قلبها الباكي المُـرتَـعِـف ندما وأسفا والذي خذلته التوقعات وزيف الناس والحياة الماشية على كذبة وأقنعة .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
_______________________