المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـن أروع قـصـص الصحابـيـات ...



رندويلا
22-10-2014, 06:42 PM
أم هانئ


نسبها

أُمُّ هَانِئ بِنْتُ عَمِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي طَالِبٍ
السَّيِّدَةُ، الفَاضِلَةُ، أُمُّ هَانِئ بِنْتُ عَمِّ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ الهَاشِمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ.
أُخْتُ عَلِيٍّ وَجَعْفَرٍ.
اسْمُهَا: فَاخِتَةُ. وَقِيْلَ: هِنْدٌ.
تَأَخَّرَ إِسْلاَمُهَا.
كَانَتْ تَحْتَ هُبَيْرَةَ بنِ عَمْرِو بنِ عَائِذٍ المَخْزُوْمِيِّ، فَهَرَبَ يَوْمَ الفَتْحِ إِلَى نَجْرَانَ،
أَوْلَادَهَا: عَمْرَو بنَ هُبَيْرَةَ، وَجَعْدَةَ، وَهَانِئاً، وَيُوْسُفَ، وَأَسْلَمَتْ يَوْمَ الفَتْحِ.



مواقف من حياتها



دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى مَنْزِلِهَا يَوْمَ الفَتْحِ، فَصَلَّى عِنْدَهَا ثَمَانِ رَكَعَاتٍ ضُحَىً.رَوَتْ أَحَادِيْثَ عن النبى صلى الله عليه و سلم.
عن أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئ تَقُوْلُ:
ذَهَبْتُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ، فَسَلَّمْتُ،
فَقَالَ: (مَنْ هَذِهِ؟).
قُلْتُ: أَنَا أُمُّ هَانِئ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ.
فَقَالَ: (مَرْحَباً بِأُمِّ هَانِئ).
فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، قَامَ، فَصَلَّى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفاً فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ.
فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! زَعَمَ ابْنُ أُمِّي - تَعْنِي: عَلِيّاً - أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلاً قَدْ أَجَرْتُهُ، فُلاَنٌ ابْنُ هُبَيْرَةَ.
فَقَالَ: (قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئ).
وَذَلِكَ ضُحَىً. كَانَ ابْنُهَا جَعْدَةُ بنُ هُبَيْرَةَ قَدْ وَلاَّهُ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ خُرَاسَانَ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِهِ.
وَقِيْلَ: إِنَّ أُمَّ هَانِئ لَمَّا بَانَتْ عَنْ هُبَيْرَةَ بِإِسْلاَمِهَا،
خَطَبَهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ:
إِنِّي امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ. فَسَكَتَ عَنْهَا.
بَلَغَ مُسْنَدَهَا: سِتَّةً وَأَرْبَعِيْنَ حَدِيْثاً، لَهَا مِنْ ذَلِكَ حَدِيْثٌ وَاحِدٌ،
أَخْرَجَاهُ. عَاشَتْ أُمُّ هَانِئ إِلَى بَعْدِ سَنَةِ خَمْسِيْنَ.

رندويلا
22-10-2014, 06:44 PM
فاطمة بنت أسد


فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ الهَاشِمِيَّةُ
وَالِدَةُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ.
هِيَ حَمَاةُ فَاطِمَةَ، كَانَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ،
وَهِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وَلَدَتْ هَاشِمِيّاً.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ أُمُّ عَلِيٍّ أَلْبَسَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَمِيْصَهُ، وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا.
فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَاكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ صَنَعْتَ هَذَا!
فَقَالَ: (إِنَّه لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ أَبَرَّ بِي مِنْهَا، إِنَّمَا أَلْبَسْتُهَا قَمِيْصِي لِتُكْسَى مِنْ حُلَلِ الجَنَّةِ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا لِيُهَوَّنَ عَلَيْهَا).

رندويلا
22-10-2014, 06:45 PM
أم سليم الأنصارية





نسبها


أُمُّ سُلَيْمٍ، الغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ الأَنْصَارِيَّةُ
وَيُقَالُ: الرُّمَيْصَاءُ.
وَيُقَالُ: سَهْلَةُ. بِنْتُ مِلْحَانَ بنِ خَالِدِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامِ بنِ جُنْدُبِ بنِ عَامِرِ بنِ غَنْمِ بنِ عَدِيِّ بنِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيَّةُ، الخَزْرَجِيَّةُ.
أُمُّ خَادِمِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ.
مَاتَ زَوْجُهَا مَالِكُ بنُ النَّضْرِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بنُ سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَبَا عُمَيْرٍ، وَعَبْدَ اللهِ. شَهِدَتْ حُنَيْناً وَأُحُداً.
مِنْ أَفَاضِلِ النِّسَاءِ.




مواقف من حياتها


قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ:كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ أُحُدٍ، وَمَعَهَا خِنْجَرٌ. عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ اتَّخَذَتْ خِنْجَراً يَوْمَ حُنَيْنٍ،
فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ.

فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنْ دَنَا مِنِّي مُشْرِكٌ بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ.
عَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ سُلَيْمٍ: أَنَّهَا آمَنَتْ بِرَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قَالَتْ: فَجَاءَ أَبُو أَنَسٍ وَكَانَ غَائِباً،
فَقَالَ: أَصَبَوْتِ؟
فَقَالَتْ: مَا صَبَوْتُ، وَلَكِنِّي آمَنْتُ.
وَجَعَلَتْ تُلَقِّنُ أَنَساً: قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، قُلْ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلَ اللهِ، فَفَعَلَ،
فَيَقُوْلُ لَهَا أَبُوْهُ: لاَ تُفْسِدِي عَلَيَّ ابْنِي.
فَتَقُوْلُ: إِنِّي لاَ أُفْسِدُهُ. فَخَرَجَ مَالِكٌ، فَلَقِيَهُ عَدُوٌّ لَهُ، فَقَتَلَهُ،
فَقَالَتْ: لاَ جَرَمَ، لاَ أَفْطِمُ أَنَساً حَتَّى يَدَعَ الثَّدْيَ، وَلاَ أَتَزَوَّجُ حَتَّى يَأْمُرُنِي أَنَسٌ.
فَخَطَبَهَا أَبُو طَلْحَةَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، فَأَبَتْ.
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ،
فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ آمَنْتُ، فَإِنْ تَابَعْتَنِي تَزَوَّجْتُكَ.
قَالَ: فَأَنَا عَلَى مِثْلِ مَا أَنْتِ عَلَيْهِ.
فَتَزَوَّجَتْهُ أُمُّ سُلَيْمٍ، وَكَانَ صَدَاقَهَا الإِسْلاَمُ. عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ،
فَقَالَتْ: إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ أَتَزَوَّجَ مُشْرِكاً، أَمَا تَعْلَمُ يَا أَبَا طَلْحَةَ أَنَّ آلِهَتَكُمْ يَنْحَتُهَا عَبْدُ آلِ فُلاَنٍ، وَأَنَّكُمْ لَو أَشْعَلْتُم فِيْهَا نَاراً لاحْتَرَقَتْ.
قَالَ: فَانْصَرَفَ وَفِي قَلْبِهِ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَاهَا،
وَقَالَ: الَّذِي عَرَضْتِ عَلَيَّ قَدْ قَبِلْتُ.
.قَالَ: فَمَا كَانَ لَهَا مَهْرٌ إِلاَّ الإِسْلاَمُ. حَدَّثَنَا أَنَسُ بنُ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَزُوْرُ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَتُتْحِفُهُ بِالشَّيءِ تَصْنَعُهُ لَهُ، وَأَخٌ لِي أَصْغَرُ مِنِّي، يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، فَزَارَنَا يَوْماً،
فَقَالَ: (مَا لِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ خَاثِرَ النَّفْسِ؟).
قَالَتْ: مَاتَتْ صَعْوَةٌ لَهُ كَانَ يَلْعَبُ بِهَا. فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ، وَيَقُوْلُ: (يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟).
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدْخُلُ بَيْتاً غَيْرَ بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقِيْلَ لَهُ،
فَقَالَ: (إِنِّي أَرْحَمُهَا، قُتِلَ أَخُوْهَا مَعِي).و أَخُوْهَا هُوَ حَرَامُ بنُ مِلْحَانَ الشَّهِيْدُ، الَّذِي قَالَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُوْنَةَ: فُزْتُ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، لَمَّا طُعِنَ مِنْ وَرَائِهِ، فَطَلَعَتِ الحَرْبَةُ مِنْ صَدْرِهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
عَنِ أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ: كَانَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقِيْلُ فِي بَيْتِي، وَكُنْتُ أَبْسُطُ لَهُ نِطْعاً، فَيَقِيْلُ عَلَيْهِ، فَيَعْرَقُ، فَكُنْتُ آخُذُ سُكّاً، فَأَعْجِنُهُ بِعَرَقِهِ.
عَنِ البَرَاءِ بنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ عَلَى نِطْعٍ، فَعَرِقَ، فَاسْتَيْقَظَ وَهِيَ تَمْسَحُ العَرَقَ،
فَقَالَ: (مَا تَصْنَعِيْنَ؟).
قَالَتْ: آخُذُ هَذِهِ البَرَكَةَ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْكَ.
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ وَقِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ، فَشَرِبَ مِنْهَا قَائِماً، فَقَامَتْ إِلَى فِيِّ السِّقَاءِ، فَقَطَعَتْهُ.
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ بِمِنَى؛ أَخَذَ أَبُو طَلْحَةَ شِقَّ شَعْرِهِ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَكَانَتْ تَجْعَلُهُ فِي سُكِّهَا.
قَالَتْ: وَكَانَ يَقْيْلُ عِنْدِي عَلَى نِطْعٍ، وَكَانَ مِعْرَاقاً -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَجَعَلْتُ أَسْلِتُ العَرَقَ فِي قَارُوْرَةٍ، فَاسْتَيْقَظَ،
فَقَالَ: (مَا تَجْعَلِيْنَ؟).
قُلْتُ: أُرِيْدُ أَنْ أَدُوْفَ بِعَرَقِكَ طِيْبِي.
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْهُ بِسَمْنٍ وَتَمْرٍ،
فَقَالَ: (إِنِّي صَائِمٌ). ثُمَّ قَامَ، فَصَلَّى، وَدَعَا لأُمِّ سُلَيْمٍ وَلأَهْلِ بَيْتِهَا،
فَقَالَتْ: إِنَّ لِي خُوَيْصَّةٌ.
قَالَ: (مَا هِيَ؟).
قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ. فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلاَ دُنْيَا إِلاَّ دَعَا لِي بِهِ، وَبَعَثَتْ مَعِي بِمِكْتَلٍ مِنْ رُطَبٍ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
وَرَوَى: ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ خَشْفَةً بَيْنَ يَدَيَّ، فَإِذَا أَنَا بِالغُمَيْصَاءِ بِنْتِ مِلْحَانَ).
عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: وَلَدَتْ أُمِّي، فَبَعَثَتْ بِالوَلَدِ مَعِي إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فَقُلْتُ: هَذَا أَخِي. فَأَخَذَهُ، فَمَضَغَ لَهُ تَمْرَةً، فَحَنَّكَهُ بِهَا.
قَالَ أَنَسٌ:ثَقُلَ ابْنٌ لأُمِّ سُلَيْمٍ، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى المَسْجِدِ، فَتُوُفِّيَ الغُلاَمُ، فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَّيْمٍ أَمْرَهُ،
وَقَالَتْ: لاَ تُخْبِرُوْهُ. فَرَجَعَ، وَقَدْ سَيَّرَتْ لَهُ عَشَاءهُ، فَتَعَشَّى، ثُمَّ أَصَابَ مِنْ أَهْلِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ،
قَالَتْ:

يَا أَبَا طَلْحَةَ! أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ أَبِي فُلاَنٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَّةً، فَمَنَعُوْهَا، وَطُلِبَتْ مِنْهُم، فَشَقَّ عَلَيْهِم؟
فَقَالَ: مَا أَنْصَفُوا.
قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَّةً مِنَ اللهِ، فَقَبَضَهُ.
فَاسْتَرْجَعَ، وَحَمِدَ اللهَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلَمَّا رَآهُ،
قَالَ: (بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا).فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، فَوَلَدَتْ لَيْلاً، فَأَرْسَلَتْ بِهِ مَعِي، وَأَخَذْتُ تَمَرَاتٍ عَجْوَةٍ، فَانْتَهَيْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ اللَّيْلَةَ.

فَمَضَغَ بَعْضَ التَّمَرَاتِ بِرِيْقِهِ، فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ، فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ،
فَقَالَ: (حِبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرُ).

فَقُلْتُ: سَمِّهِ يَا رَسُوْلَ اللهِ.
قَالَ: (هُوَ عَبْدُ اللهِ).
قَالَ عَبَايَةُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ لِذَلِكَ الغُلاَمِ سَبْعَ بَنِيْنَ، كُلُّهُمْ قَدْ خَتَمَ القُرْآنَ.
رَوَتْ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً، اتَّفَقَا لَهَا عَلَى حَدِيْثٍ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثٍ، وَمُسْلِمٌ بِحَدِيْثَيْنِ.

رندويلا
22-10-2014, 06:45 PM
أم أيمن





نسبها


أُمُّ أَيْمَنَ الحَبَشِيَّةُ، بَرَكَةُ مَوْلاَةُ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَحَاضِنَتُهُ وَرِثَهَا مِنْ أَبِيْهِ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا عِنْدَمَا تَزَوَّجَ بِخَدِيْجَةَ.
وَكَانَتْ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ.
اسْمُهَا: بَرَكَةٌ، وَقَدْ تَزَوَّجَهَا عُبَيْدُ بنُ الحَارِثِ الخَزْرَجِيُّ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَيْمَنَ، وَلأَيْمَنَ هِجْرَةٌ وَجِهَادٌ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ حُنَيْنٍ.
ثُمَّ تَزَوَّجَهَا زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ لَيَالِيَ بُعِثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُوْلُ لأُمِّ أَيْمَنَ:
(هَذِهِ بَقِيَّةُ أَهْلِ بَيْتِي).



مواقف من حياتها

عن عُثْمَانُ بنُ القَاسِمِ، قَالَ:
لَمَّا هَاجَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ أَمْسَتْ بِالمُنْصَرَفِ دُوْنَ الرَّوْحَاءِ، فَعَطِشَتْ، وَلَيْسَ مَعَهَا مَاءٌ وَهِيَ صَائِمَةٌ، وَجَهِدَتْ، فَدُلِّيَ عَلَيْهَا مِنَ السِّمَاءِ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ بِرِشَاءٍ أَبْيَضَ، فَشَرِبَتْ، وَكَانَتْ تَقُوْلُ:مَا أَصَابَنِي بَعْدَ ذَلِكَ عَطَشٌ، وَلَقَدْ تَعَرَّضْتُ لِلْعَطَشِ بِالصَّوْمِ فِي الهَوَاجِرِ، فَمَا عَطِشْتُ.

عَنْ سُفْيَانَ بنِ عُقْبَةَ، قَالَ:
كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تُلْطِفُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَتَقُوْمُ عَلَيْهِ.
فَقَالَ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَلْيَتَزَوَّجْ أُمَّ أَيْمَنَ).
قَالَ: فَتَزَوَّجَهَا زَيْدٌ.

عَنْ مُحَمَّدِ بنِ قَيْسٍ:
جَاءتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُوْلَ اللهِ، احْمِلْنِي.
قَالَ: (أَحْمِلُكِ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ؟).
قَالَتْ: إِنَّهُ لاَ يُطِيْقُنِي، وَلاَ أُرِيْدُهُ.
قَالَ: (لاَ أَحْمِلُكِ إِلاَّ عَلَيْهِ) يَعْنِي: يُمَازِحُهَا.

عَنْ أَبِي الحُوَيْرِثِ:
أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ قَالَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ: سَبَّتَ اللهُ أَقْدَامَكُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (اسْكُتِي، فَإِنَّكِ عَسْرَاءُ اللِّسَانِ).
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِرُ: دَخَلَتْ أُمُّ أَيْمَنَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فَقَالَتْ: سَلاَمَ لاّ عَلَيْكُمْ. فَرَخَّصَ لَهَا أَنْ تَقُوْلَ: السَّلاَمُ.

عَنْ أَنَسٌ:
إِنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَجْعَلُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ مَالِهِ النَّخْلاَتِ، حَتَّى فُتِحَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيْرُ، فَجَعَلَ يَرُدُّ. وَإِنَّ أَهْلِي أَمَرَتْنِي أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِي كَانَ أَهْلُهُ أَعْطَوْهُ، أَوْ بَعْضُهُ، وَكَانَ النَّبِيُّ أَعْطَى ذَاكَ أُمَّ أَيْمَنَ، فَسَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِيْهِنَّ.
فَجَاءتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَجَعَلَتِ الثَّوْبَ فِي عُنُقِي، وَجَعَلَتْ تَقُوْلُ: كَلاَّ -وَاللهِ- لاَ يُعْطِيْكَهُنَّ، وَقَدْ أَعْطَانِيْهِنَّ.
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَكِ كَذَا).

عن حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، إِذْ دَخَلَ الحَجَّاجُ بنُ أَيْمَنَ، فَصَلَّى صَلاَةً لَمْ يُتِمَّ رُكُوْعَهَا، وَلاَ سُجُوْدَهَا. فَ
دَعَاهُ ابْنُ عُمَرَ، وَقَالَ: أَتَحْسِبُ أَنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ؟ إِنَّك لَمْ تُصَلِّ، فَعُدْ لِصَلاَتِكَ. فَلَمَّا وَلَّى!
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ هَذَا؟
فَقُلْتُ: الحَجَّاجُ بنُ أَيْمَنَ بنِ أُمِّ أَيْمَنَ.
فَقَالَ: لَوْ رَآهُ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَحَبَّهُ.

عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ بَكَتْ حِيْنَ مَاتَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قِيْلَ لَهَا: أَتَبْكِيْنَ؟
قَالَتْ: وَاللهِ، لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيَمُوْتُ؛ وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى الوَحْيِ إِذِ انْقَطَعَ عَنَّا مِنَ السِّمَاءِ.

عن قَيْسُ بنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقٍ، قَالَ:
لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ، بَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ،
وَقَالَتْ: اليَوْمَ وَهَى الإِسْلاَمُ. مَاتَتْ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ. وَلَهَا فِي (مُسندِ بَقِيٍّ) خَمْسَةُ أَحَادِيْثَ.

رندويلا
22-10-2014, 06:48 PM
نَسيبة بنت كَعب

الصحابية البطلة أم عمارة رضي الله عنها

امرأة بألف رجل


قال رسول الله صلّى الله عليه و سلم:
"ماالتفت يمينا و لا شمالا إلاّ و أنا أراها تقاتل دوني
إنها أم عمارة...الصحابيةالجليلة...الفدائية المجاهدة الصابرة المحتسبة المبايعة في العقبةالثانية من دعا لها رسول الله صلّى الله عليه وسلم و لأبنائها,فقال:
"اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة"..

أم عمارة
هي نسيبة بنت كعب بن عمربن عوف بن منذول الخزرجية النجارية من بني النجار الأنصارية المازنية المدنية أمالمجاهدين الصحابيين الفاضلين عبد الله و حبيب ابنا زيد بن عاصم بن عمر وهي أوائل نساء المدينة اللواتي سارعن إلى دين الإسلام و نصرة رسول الله صلّى اللهعليه و سلم فقد كانت إحدى اثنين ممن رحلن مع الأنصار إلى مكة حيث كانت المبايعةللنبي صلّى الله عليه وسلموكانت متزوجة في الجاهلية من (زيد بن عاصم بنعمر) و أنجبت منه ابنيها (عبد الله و حبيب ابنا زيد بن عاصم) و بعد أن رحل عنهاتزوجها المجاهد المؤمن بالله و رسوله (غزية بن عمرو) و قد شهد غزية بن عمرو معزوجته بيعة العقبة الثانية فأسلمت و تخلقت بأخلاق المسلمين و ملأالإيمان قلبها فنذرت نفسها وكذلك زوجها و أبناءها لإعلاء كلمة الحق و التوحيد للهعز وجل ونشر دين الإسلام و الجهاد في سبيل الله تعالى ما استطاعوا إلى ذلكسبيلالقد شهدت أم عمارة الفدائية المجاهدة مع ابنيها و زوجها (غزية بنعمرو) غزوة أحد وخرجت أول النهار تحمل قربة الماء لتسقي منها الجرحى فلم تستطعأن ترى جيوش المسلمين تنهزم , فنزلت ساحة القنال و قاتلت الكفار و أبلت بذلكالبلاء الحسن و جرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف فكانتأم سعيد بنت سعد بن ربيع تقول
دخلت على أم عمارة فقلت لها حدثيني خبرك يومأحد فقالت أم عمارة رضي الله عنها خرجت أول النهار إلى أحد و أنا أنظرما يصنع الناس و معي سقاء فيه ماء فانتهيت إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلم وهو في أصحابه و الدولة و الريح إلى المسلمين (أي النصر و الغلبة للمسلمين) فلماانهزم المسلمون, انحزت إلى رسول الله صلّى الله عليه و سلم فجعلت أباشر القتال وأذبّ عن رسول الله صلّى الله عليه و سلم بالسيف و أرمي بالقوس حتى خلصت إليالجراح قالت أم سعيد فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف فقلت ياأم عمارة: من أصابك هذا فقالت أم عمارة رضي الله عنها أقبل ابن قميئةو قد ولى الناس عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم يصيح دلوني على محمد فلا نجوت إننجا فاعترض له مصعب بن عمير و ناس معه فكنت فيهم فضربني هذه الضربة و لقدضربته على ذلك ضربات و لكن عدو الله كان له درعان و حدثنا ضمرة بن سعيدالمازني عن جدته قال و كانت قد شهدت أحدا تسقي الماء قالت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان و قد كانت رضي الله عنها تقاتل أشد القنال النابع من الإيمان و الحقو تدافع عن رسول الله صلّى الله عليه و سلم و هي حاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا و كانت تقول أني لا أنظر إلى ابن قميئة و هو يضربها على عاتقها و كان أعظم فداوته سنة و ينادي منادي رسول الله صلّى الله عليه و سلم ثانية إلى حمراء الأسد (و هي الغزوة التي أعقبت أحدا و التي طارد فيها رسول الله صلّى الله عليه و سلم المشركين لئلا يكروا على المسلمين ثانية) فلم تستطع الصبر ولا الراحة وأرادت أن تهب للقتال ثانية فلم تستطع من نزف الدم المتساقط من جسدها من أثر جراحها و قد مكثت الليلة كلها تضمد الجراح حتى أصبح الصباح و كان سرور رسول الله صلّى الله عليه و سلم عظيما بسلامتها و ذلك عندما أرسل عبد الله بن كعب المازني ليطمئن عليها و يسأل عنها قد رأيتني و انكشف الناس عن رسول الله صلّى الله عليه و سلم فما بقى إلا في نفيرما يتمون عشرة و أنا و ابناي و زوجي بين يديه نذب عنه صلّى الله عليه وسلم والناس يمرون به منهزمين و رآني رسول الله لا ترس معي فرأى رجلا موليا معه ترس فقال لصاحب الترس الق ترسك إلى من يقاتل فألقى ترسه فأخذته فجعلت أتترس به عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم و إنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل (الذين خرجوا إلى الرماة المتبقين على الجبل فقتلوهم ثم هووا على المسلمين منخلفهم فقد حصل ما نعرفه من أحد) ..لو كانوا رجال مثلنا أصبناهم إن شاء الله فيقبل رجل على فرس فوقع على ظهره فجعل النبي محمد صلّى الله عليه و سلم يصيح يا ابن أم عمارة أمك أمك فعاونني عليه ولدي حتى أوردته شعوب (اسم من أسماء المنية الموت.
و عن عبد الله بن زيد
جرحت يومئذ جرحا في عضدي اليسرى, ضربني رجل كأنه الرقل و لم يعرج عليّ و مضى عني و جعل الدم لا يرقأ فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلم اعصب جرحك فتقبل أمي إلي و معها عصائب في حقوبها قد أعدتها للجراح فربطت جرحي و النبي صلّى الله عليه و سلّم واقف ينظر اليّ ثم قالت انهض بني فضارب القوم فجعل النبي صلّى الله عليه و سلّم يقول و من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة قالت وأقبل الرجل الذي ضرب ابني فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم هذا ضارب ابنك قالت فاعترضله فاضرب ساقه فبرك فرأيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يبتسم حتى رأيت نواجذه و قال استقدت يا أم عمارة ثم أقبلنا نعله بالسلاح حتى أتيناعلى نفسه فقال النبي صلّى الله عليه و سلم الحمد لله الذي ظفرك و أقر عينك منعدوك و أراك ثأرك بعينك.
و روي أيضا بإسناده عن الحارث بن عبد الله قال
سمعت عبد الله بن زيد بن عاصم قالقد شهدت أحدا مع رسول الله صلّى اللهعليه و سلم فلما تفرق الناس عنه دنوت منه أنا و أمي نذب عنه فقال عليه الصلاة والسلام يا أم عمارة قلت نعم يا رسول الله قال صلّى الله عليه وسلم ارمأمك..أمك..اعصب جرحها بارك الله عليكما أهل البيت مقام أمكخير من مقام فلان و فلان رحمكم الله أهل البيت فقالت أمي أم عمارة ادعالله أن نرافقك بي الجنة فقال عليه الصلاة و السلام اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة فقالت ما أبالي ما أصابني من الدنيا وتمضي الأيام وتظل المرأة المؤمنة المجاهدة أم عمارة تخدم الإسلام و تؤدي واجبها بكلما تستطيع في الحرب و السلام فشهدت مع رسول الله صلّى الله عليه و سلم بيعة الرضوان في الحديبية و هي بيعة المعاهدة على الشهادة في سبيل الله كما شهدت معه يوم حنين وكان لها الدور البارز في كل ما تستطيع تقديمه المرأة المؤمنة المسلمةالتي تغار على دينها و رسولها فكانت رضي الله عنها محببة إلى رسول اللهصلّى الله عليه و سلم و صحبه رضوان الله عليهم أجمعين لما رأوه فيها من إيمان صادق و جد و اجتهاد و جهاد و صوم و نسك و اعتماد على الله تعالى فكان رسول الله صلّىالله عليه و سلم كثيرا ما يزورها ليمضي عندها بعض الوقت فقد زارها يوما فقربت لهبعض الطعام كي يأكل فدعاها رسول الله صلّى الله عليه و سلم لتأكل فقالت له إني صائمة يا رسول الله فقال لها صلّى الله عليه وسلم إذا أكل عند الصائم الطعام صلت عليه الملائكة و لما توفي رسول الله صلّى الله عليه و سلم ارتدت بعض القبائل عن الإسلام و علىرأسهم مسيلمة الكذاب و ما أن اتخذ الخليفة الصديق رضي الله عنه بقراره الحاسمبمحاربة أهل الردة حتى سارعت أم عمارة إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه تستأذنه في الالتحاق بهذا الجيش لمحاربة المرتدين عن الإسلام فيقول لها الصديق رضي الله عنه لقد عرفنا بلاءك في الحرب فاخرجي على اسم الله فخرجت تحارب ومعها ابنها حبيب بن زيد بن عاصم و أبلت أم عمارة في هذه المعركة ضدالمرتدين عن دين الإسلام البلاء الحسن و تعرضت للكثير من المخاطر و العذاب و هيثابتة مقدامة لا يزعزعها شيء تمني نفسها في كل لحظة بنعمة الاستشهاد في سبيل الله و يقع ولدها حبيب أسيرا في يد المجرم المرتد مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة و يذيقه أشد أنواع العذاب من أجل أن يؤمن بنبوته و لكن أنى لابن أمعمارة الذي نشأ و تربى على الصبر و المصابرة عند اللقاء و على الإيمان و حب الله ورسوله الكريم و كذلك حب الموت في سبيل الله تعالى أن يخضع لتهديد مرتد آثم عندما يسأله أتشهد أن محمدا رسول الله فيقول: نعم أشهد فيقول لهمسيلمة الكذاب أتشهد أني رسول الله فيقول لا أشهد فجعل المرتدالكافر يقطع أعضاء ولد أم عمارة عضوا عضوا و هو يعيد عليه السؤال دون أن يتراجع حتى مات قطعا قطعا بين يديه لا يزيد على ذلك شيئا إذ ذكر رسول الله صلّى الله عليه و سلم آمن به و صلّى عليه و تخرج أم عمارة الى معركة اليمامةبصحبة ولدها الثاني عبد الله وكذلك كافة المجاهدين في حملة ضد مسيلمة الكذاب وأعوانه المرتدين طالبة الثأر من قاتل ولدها حبيب و لنصرة دين الحق و الإسلام وكانت معركة قاسية قد أظهرت فيها أم عمارة الفدائية المجاهدة ما يذهل أمهر الرجال منفنون في القتال و الحرب و قد كانت حريصة أن تقتل عدو الله المرتد مسيلمة بيدها ولكن أراد الله تعالى أن يقاتل ولدها عبد الرحمن ذاك المرتد و يقتله قصاصا لأخيهحبيب و ليريح منه الإسلام و الناس أجمعين و ما أن علمت أم عمارة بمقتلالمرتد مسيلمة حتى سجدت متوجهة للكعبة الشريفة شاكرة الله عز و جل على قضاءه وجهاد ولديها عبد الله و حبيب الشهيد و تمر بها السنون لتكبر أم عمارة و تبقىفي دارها مركز زيارة الصحابة الكرام و ذلك تقديرا لها و لشجاعتها و لتقدير رسولالله صلّى الله عليه و سلم لها و يذكر لنا موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيهقال أتى عمر بن الخطاب رضي الله عيه بمروط وهي أكياس من صوفأوخز يؤتزر بها فكان فيها مرط جيد و اسع فقال بعضهم إن هذا المرط لثمنكذا و كذا فلو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر (هي صفية بنت أبي عبيد)فقال وذلك حدثان ما دخلت على ابن عمر قال ابعث به إلى من هو أحق بهمنها أم عمارة نسيبة بنت كعب فاني سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلميقول يوم أحدما التفت يمينا أو شمالا إلا و أنا أراها تقاتلدوني و تمضي أم عمارة رضي الله تعالى عنها و أرضاها أيامها الأخيرة في منزلها ناسكة متعبدة لله عز و جل راضية الله تعالى و رسوله الكريم فيما جاهدت به معولديها لإعلاء دين الإسلام و نصرة رسوله الكريم صلوات الله تعالى عليه إلىأن أسلمت روحها الطاهرة الطيبة لبارئها عزّ وجل ّوذلك بعد أن ضربت للامة المثل الأعلىفي الجهاد و التضحية في سبيل الله وفي سبيل نصرة دينه ورسوله الكريم صلّى الله عليهو سلم فكانت المثال الصادق للمؤمنة الصادقة القوية المحاربة التي أنشأت أبناءمؤمنين صادقين صالحين, مجاهدين في سبيل الله تعالى فرحم الله تلك الصحابية الجليلة المبايعة لرسول الله صلّى الله عليه و سلم ليلة العقبة الثانية والمجاهدة مع إخوانها في سبيل الله والثابتة على اصل الدين حتى الممات.
نشأتها وأولادها
وهي أم حبيب وعبد الله ابني يزيد بن عاصم لم تكن مشاركتها في غزوة أحد ودفاعها عن النبي صلى الله عليه وسلم أول ولا آخر تضحياتها في سبيل الله لقد كانت إحدى امرأتين وفدتامع ثلاثة وسبعين رجلاً إلى مكة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم ومبايعته عندالعقبة. فهي من المبايعات على طول المدى فقد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم بيعةالرضوان عند الشجرة التي رضي الله عن كل من بايع تحتها وأثبت ذلك في محكم التنزيلفقال جل شأنه لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهمفأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريباً ولقد خرجت نسيبة إلى غزوةأحد مع زوجها وولديها فقاتلت قتالاً شديداً وجرحت اثني عشر جرحاً وأظهرت في قتالهاشجاعة نادرة نالت إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن رآها من أصحابه تصول وتجولوتضرب بسيفها هنا وهناك ومعها زوجها وولداها يعاونونها في قتال العدو. ولقد رأىالنبي صلى الله عليه وسلم هذه الأسرة وهي تمضي في طريقها إلى أحد في ثقة ويقين فقاللهم رحمكم الله أهل البيت بارك الله فيكم أهل البيت فاغتنمت نسيبة هذه الفرصةوقالت يا رسول الله ادع الله أن نرافقك في الجنة فقال اللهم اجعلهم رفقائي فيالجنة ففرحت نسيبة فرحاً شديداً ثم أبلت ذلك البلاء الحسن في أحد الذي ادخلها التاريخ واكسبها رضاء الله ثم مضت الأيام والسنون وانتصر الإسلام كله على الشرك كله وارتفعت راية الإسلام خلابة ثم توفى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثت الردة عندما انقلب بعض المرتدون المنافقون على أعقابهم فكانت معركة اليمامة وهي من أشرسالمعارك على المسلمين وفيها قتل ابن نسيبة وهو حبيب فمضت إلى القتال تطلب قتل عدو الله مسيلمة الكذابفإذا به قتيل وفرحت لما علمت بان عبد الله ولدها الآخر هو الذي أخذ بثأر أخيه وخلص الإسلام من ذلك المنافق.*
فرحم الله نسيبة أم عمارة ورحم كل من حمل ورفع لواء هذا الدين.
*وورد أيضا إن حبشي قاتل الحمزة هو من قتل مسيلمة الكذاب.

رندويلا
22-10-2014, 06:53 PM
أسماء بنت أبى بكر




نسبها


أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانَ التَّيْمِيَّةُ
أُمُّ عَبْدِ اللهِ القُرَشِيَّةُ، التَّيْمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، ثُمَّ المَدَنِيَّةُ.
وَالِدَةُ الخَلِيْفَةِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَأُخْتُ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، وَآخِرُ المُهَاجِرَاتِ وَفَاةً.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي الزِّنَادِ: كَانَتْ أَسْمَاءُ أَكْبَرَ مِنْ عَائِشَةَ بِعَشْرٍ.
وَتُعْرَفُ: بِذَاتِ النِّطَاقَيْنِ. هَاجَرَتْ حَامِلاً بِعَبْدِ اللهِ., وَشَهِدَتِ اليَرْمُوْكَ مَعَ زَوْجِهَا الزُّبَيْرِ.,
رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيْثَ. وَعُمِّرَتْ دَهْراً.




دورها فى الهجرة


عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: صَنَعْتُ سُفْرَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَيْتِ أَبِي حِيْنَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ؛ فَلَمْ أَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلاَ لِسِقَائِهِ مَا أَرْبِطُهُمَا.
فَقُلْتُ لأَبِي: مَا أَجِدُ إِلاَّ نِطَاقِي.
قَالَ: شُقِّيْهِ بِاثْنَيْنِ، فَارْبِطِي بِهِمَا.
قَالَ: فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ: ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ.
عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: لَمَّا تَوَجَّهَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ مَكَّةَ، حَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ جَمِيْعَ مَالِهِ - خَمْسَةَ آلاَفٍ، أَوْ سِتَّةَ آلاَفٍ - فَأَتَانِي جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ وَقَدْ عَمِيَ،
فَقَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ.
فَقُلْتُ: كَلاَّ، قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْراً كَثِيْراً. فَعَمَدْتُ إِلَى أَحْجَارٍ، فَجَعَلْتُهُنَّ فِي كُوَّةِ البَيْتِ، وَغَطَّيْتُ عَلَيْهَا بِثَوْبٍ، ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَوَضَعْتُهَا عَلَى الثَّوْبِ،
فَقُلْتُ: هَذَا تَرَكَهُ لَنَا.
فَقَالَ: أَمَا إِذْ تَرَكَ لَكُم هَذَا، فَنَعَمْ.
عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: أَتَى أَبُو جَهْلٍ فِي نَفَرٍ، فَخَرَجتُ إِلَيْهِمْ،
فَقَالُوا: أَيْنَ أَبُوْكِ؟
قُلْتُ: لاَ أَدْرِي -وَاللهِ- أَيْنَ هُوَ؟ فَرَفَعَ أَبُو جَهْلٍ يَدَهُ، وَلَطَمَ خَدِّي لَطْمَةً خَرَّ مِنْهَا قُرْطِي، ثُمَّ انْصرفُوا.
فَمَضَتْ ثَلاَثٌ، لاَ نَدْرِي أَيْنَ تَوَجَّهَ رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الجِنِّ يَسْمَعُوْنَ صَوْتَهُ بِأَعْلَى مَكَّةَ،
يَقُوْلُ: جَزَى اللهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ * رَفِيْقَيْنِ قَالاَ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعَبْدِ




زواجها من الزبير و حياتها فى المدينة


وَرَوَى: عُرْوَةُ، عَنْهَا، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ شَيْءٌ غَيْرُ فَرَسِهِ؛ فَكُنْتُ أَسُوْسُهُ، وَأَعْلِفُهُ، وَأَدُقُّ لِنَاضِحِهِ النَّوَى، وَأَسْتَقِي، وَأَعْجِنُ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُوْلُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ.
فَجِئْتُ يَوْماً وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَهُ نَفَرٌ، فَدَعَانِي،
فَقَالَ: (إِخّ، إِخّ)، لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ؛ فَاسْتَحْيَيْتُ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ، وَغَيْرَتَهُ.
قَالَتْ: فَمَضَى. فَلَمَّا أَتَيْتُ، أَخْبَرْتُ الزُّبَيْرَ،
فَقَالَ: وَاللهِ، لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوْبِكِ مَعَهُ!
قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدُ بِخَادِمٍ، فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي.
وَعَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ:نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي أَسْمَاءَ؛ وَكَانَتْ أُمُّهَا يُقَالُ لَهَا: قُتَيْلَةُ،
جَاءتْهَا بِهَدَايَا؛ فَلَمْ تَقْبَلْهَا، حَتَّى سَأَلَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.فَنَزَلَتْ: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِيْن لَمْ يُقَاتِلُوْكُم فِي الدِّيْنِ...} وَفِي (الصَّحِيْحِ):
قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّ أُمِي قَدِمَتْ، وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟
قَالَ: (نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ).
عَنْ هِشَامٍ، أَنَّ عُرْوَةَ قَالَ: ضَرَبَ الزُّبَيْرُ أَسْمَاءَ، فَصَاحَتْ بِعَبْدِ اللهِ ابْنِهَا، فَأَقْبَلَ، فَلَمَّا رَآهُ،
قَالَ: أُمُّكَ طَالِقٌ إِنْ دَخَلْتَ.
فَقَالَ: أَتَجْعَلُ أَمِّي عُرْضَةً لِيَمِيْنِكَ! فَاقْتَحَمَ، وَخَلَّصَهَا.
قَالَ: فَبَانَتْ مِنْهُ.
عَنْ هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ:أَنَّ الزُّبَيْرَ طَلَّقَ أَسْمَاءَ؛ فَأَخَذَ عُرْوَةَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيْرٌ.




أخلاقها و صفاتها


كَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ سَخِيَّةَ النَّفْسِ.
عَنِ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، سَمِعتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُوْلُ: مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ؛ وَجُوْدُهُمَا مُخْتَلِفٌ: أَمَّا عَائِشَةُ، فَكَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ عِنْدَهَا وَضَعَتْهُ مَوَاضِعَهَ، وَأَمَّا أَسْمَاءُ، فَكَانَتْ لاَ تَدَّخِرُ شَيْئاً لِغَدٍ.
قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ:كَانَتْ أَسْمَاءُ تَصْدَعُ، فَتَضَعُ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا،
وتقول: بِذَنبِي، وَمَا يَغْفِرُهُ اللهُ أَكْثَرُ.
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ المُنْذِرِ: أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تَمْرَضُ المَرْضَةَ، فَتَعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوْكٍ لَهَا.
قَالَ الوَاقِدِيُّ:كَانَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا، أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَخَذَتْ عَنْ أَبِيْهَا.
عن شُعَيْبُ بنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: قَالَتْ أَسْمَاءُ لابْنِهَا: يَا بُنَيَّ، عِشْ كَرِيْماً، وَمُتْ كَرِيْماً، لاَ يَأْخُذْكَ القَوْمُ أَسِيْراً.
قَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ:كَثُرَ اللُّصُوْصُ بِالمَدِيْنَةِ؛ فَاتَّخَذَتْ أَسْمَاءُ خِنْجَراً زَمَنَ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ، كَانَتْ تَجْعَلُهُ تَحْتَ رَأْسِهَا.
قَالَ عُرْوَةُ:دَخَلْتُ أَنَا وَأَخِي - قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ - عَلَى أُمِّنَا بِعَشْرِ لَيَالٍ، وَهِيَ وَجِعَةٌ.
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: كَيْفَ تَجِدِيْنَكِ؟
قَالَتْ: وَجِعَةٌ.
قَالَ: إِنَّ فِي المَوْتِ لَعَافِيَةً.
قَالَتْ: لَعَلَّكَ تَشْتَهِي مَوْتِي؛ فَلاَ تَفْعَلْ. وَضَحِكَتْ،
وَقَالَتْ: وَاللهِ، مَا أَشْتَهِي أَنْ أَمُوْتَ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْكَ: إِمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبُكَ؛ وَإِمَّا أَنْ تَظْفَرَ فَتَقَرَّ عَيْنِي، إِيَّاكَ أَنْ تُعْرَضَ عَلَى خُطَّةٍ فَلاَ تُوَافِقَ، فَتَقْبَلُهَا كَرَاهِيَةَ المَوْتِ.
قَالَ: وَإِنَّمَا عَنَى أَخِي أَنْ يُقْتَلَ، فَيَحْزُنُهَا ذَلِكَ. وَكَانَتْ بِنْتَ مائَةِ سَنَةٍ.




موقفها من مقتل ابنها و وفاتها


لَمَّا قَتَلَ الحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ، وَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّه، إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ وَصَّانِي بِكِ، فَهَلْ لَكِ مِنْ حَاجَةٍ؟
قَالَتْ: لَسْتُ لَكَ بِأُمٍّ، وَلَكِنِّي أُمُّ المَصْلُوْبِ عَلَى رَأْسِ الثَّنِيَّةِ، وَمَا لِي مِنْ حَاجَةٍ؛ وَلَكِنْ أُحَدِّثُكَ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُوْلُ: (يَخْرُجُ فِي ثَقِيْفٍ كَذَّابٌ، وَمُبِيْرٌ). فَأَمَّا الكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَاهُ - تَعْنِي: المُخْتَارَ - وَأَمَّا المُبِيْرُ فَأَنْتَ.
فَقَالَ لَهَا: مُبِيْرُ المُنَافِقِيْنَ. حَدَّثَنَا أَبُو المُحَيَّاةِ يَحْيَى بنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ،
عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَكَّةَ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِثَلاَثٍ وَهُوَ مَصلُوْبٌ، فَجَاءتْ أُمُّهُ عَجُوْزٌ طَوِيْلَةٌ عَمْيَاءُ،
فَقَالَتْ لِلحَجَّاجِ: أَمَا آنَ لِلرَّاكِبِ أَنْ يَنْزِلَ.
فَقَالَ: المُنَافِقُ.
قَالَتْ: وَاللهِ مَا كَانَ مُنَافِقاً، كَانَ صَوَّاماً، قَوَّاماً، بَرّاً.
قَالَ: انْصَرِفِي يَا عَجُوْزُ، فَقَدْ خَرِفْتِ.
قَالَتْ: لاَ -وَاللهِ- مَا خَرِفْتُ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ يَقُوْلُ: (فِي ثَقِيْفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيْرٌ...) الحَدِيْثَ.
و روى: أَنَّ الحَجَّاجَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ،
فَقَالَ: إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي هَذَا البَيْتِ، وَإِنَّ اللهَ أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيْمٍ.
قَالَتْ: كَذَبْتَ، كَانَ بَرّاً بِوَالِدَتِهِ، صَوَّاماً، قَوَّاماً، وَلَكِنْ قَدْ أَخْبَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيْفٍ كَذَّابَانِ، الآخَرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الأَوَّلِ، وَهُوَ مُبِيْرٌ.
قِيْلَ لابْنِ عُمَرَ:إِنَّ أَسْمَاءَ فِي نَاحِيَةِ المَسْجِدِ - وَذَلِكَ حِيْنَ صُلِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ - فَمَالَ إِلَيْهَا،
فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الجُثَثَ لَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَإِنَّمَا الأَرْوَاحُ عِنْدَ اللهِ؛ فَاتَّقِي اللهَ، وَاصْبِرِي.
قالت: وَمَا يَمْنَعُنِي، وَقَدْ أُهْدِيَ رَأْسُ يَحْيَى بنِ زَكَرِيَّا إِلَى بَغِيٍّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيْلَ.
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بَعْدَ مَا أُصِيْبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ،
فَقَالَتْ:بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا صَلَبَ عَبْدَ اللهِ؛ اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْنِي حَتَّى أُوتَى بِهِ، فَأُحَنِّطَهُ، وَأُكَفِّنَهُ. فَأُتِيَتْ بِهِ بَعْدُ، فَجَعَلَتْ تُحَنِّطُهُ بِيَدِهَا، وَتُكَفِّنُهُ بَعْدَ مَا ذَهَبَ بَصَرُهَا.

وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ - عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ -: وَصَلَّتْ عَلَيْهِ؛ وَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ جُمُعَةٌ إِلاَّ مَاتَتْ




وفاتها


عَنِ الرُّكَيْنِ بنِ الرَّبِيْعِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ كَبِرَتْ، وَهِيَ تُصَلِّي،
وَامْرَأَةٌ تَقُوْلُ لَهَا: قُوْمِي، اقْعُدِي، افْعَلِي - مِنَ الكِبَرِ -.
مَاتَتْ بَعْدَ ابْنِهَا بِلَيَالٍ، وَكَانَ قَتْلُهُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الأُوْلَى، سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ.و كَانَتْ خَاتِمَةُ المُهَاجِرِيْنَ وَالمُهَاجِرَاتِ.

رندويلا
22-10-2014, 06:54 PM
أم كلثوم بنت عقبة
أُمُّ كُلْثُوْمٍ بِنْتُ عُقْبَةَ الأُمَوِيِّةُ
مِنَ المُهَاجِرَاتِ.
أَسْلَمَتْ بِمَكَّةَ، وَبَايَعَتْ، وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهَا هِجْرَةٌ إِلَى سَنَةِ سَبْعٍ.

وَكَانَ خُرُوْجُهَا زَمَنَ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ،
فَخَرَجَ فِي إِثْرِهَا أَخَوَاهَا؛ الوَلِيْدُ وَعُمَارَةُ، فَمَا زَالاَ حَتَّى قَدِمَا المَدِيْنَةَ،
فَقَالاَ: يَا مُحَمَّدُ أوفِ لَنَا بِشَرْطِنَا.
فَقَالَتْ:أَتَرُدُّنِي يَا رَسُوْلَ اللهِ إِلَى الكُفَّارِ يَفْتِنُوْنِي عَنْ دِيْنِي وَلاَ صَبْرَ لِي، وَحَالُ النِّسَاءِ فِي الضَّعْفِ مَا قَدْ عَلِمْتَ؟
فَأَنْزَلَ اللهُ - تَعَالَى -:{إِذَا جَاءكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ، فَامْتَحِنُوْهُنَّ...} الآيَتَيْنِ
فَكَانَ يَقُوْلُ: (آللهُ مَا أَخْرَجَكُنَّ إِلاَّ حُبُّ اللهِ وَرَسُوْلِهِ وَالإِسْلاَمُ؟ مَا خَرَجْتُنَّ لِزَوْجٍ، وَلاَ مَالٍ؟).
فَإِذَا قُلْنَ ذَلِكَ، لَمْ يُرْجِعْهُنَّ إِلَى الكُفَّارِ.

وَلَمْ يَكُنْ لأُمِّ كُلْثُوْمٍ بِمَكَّةَ زَوْجٌ، فَتَزَوَّجَهَا زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ، ثُمَّ طَلَّقَهَا.
فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ،
فَوَلَدَت لَهُ: إِبْرَاهِيْمَ، وَحُمَيْداً.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَنْهَا، تَزَوَّجَهَا عَمْرُو بنُ العَاصِ،

فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ. رَوَتْ: عَشْرَةَ أَحَادِيْثَ لَهَا فِي (الصَّحِيْحَيْنِ): حَدِيْثٌ وَاحِدٌ.
تُوُفِّيَتْ فِي: خِلاَفَةِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. رَوَى لَهَا الجَمَاعَةُ، سِوَى ابْن مَاجَه.

رندويلا
22-10-2014, 09:18 PM
اسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن الحارث الخثعمى،اخت السيدة ميمونة ام المؤمنين من الام
من السابقات الى الاسلام،هاجرت الى الحبشة مع زوجها جعفر بن ابي طالب وعادت معه سنة سبعة للهجرة
عندما استشهد جعفر في مؤته تزوجها ابوبكر،فلما مات تزوجها علي بن ابي طالب
صاحبة الهجرتين(الحبشة والمدينة)،ومصلية القبلتين(بيت المقدس والكعبة)،وزوج الشهيدين(جعفر وعلي)
وزوج الخليفتين(اابوبكر وعلي)،من اولادها:عبدالله بن جعفر،ومحمد بن ابي بكر،ومحمد ويحيى ابنا علي
توفيت سنة اربعين للهجرة

Emtithal
23-10-2014, 04:18 PM
كل آلشكر لك
رزقك الله آلجنةة بغير حسآب

مفآهيم آلخجل
24-10-2014, 05:23 PM
بآرك الله فيك على آلطرح!