المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة موظف في الدفاع المدني . قصة للعبرة



سهل الباطن
27-06-2018, 11:31 AM
*موظف في الدفاع المدني والإسعاف يتفاجئ بحادث سير توفي فيه أبوه وأمه في طريق بركاء_الرستاق ثم يكتب هذه الكلمات البليغة*

العزاء هو كل ما يسلي النفس ويزيدها اصطبارآ ، وعزائي فيكم وفي تعاضدكم إخواني العاملين جنبآ إلى جنب في الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف..

أكتب إليكم شكرآ على وقفتكم الصادقة_أخواني_وكذلك مراجعة للموقف كما هو معهود بيننا..
أعلم شيئآ مما كان قد اعترى نفوسكم وغلب على مشاعركم حينما سيق إليكم خبر مصيبتنا -مصيبتنا أجمعين- ، كونكم إخواني أعلم بحال الموجود في الطوارئ في سبيل الواجب الإنساني ..
يشد من عزمنا شرف المهمة التي أنيطت بنا وترعانا عناية الله الذي خلق كل شي بقدر..

كنت أحد افراد الطاقم المستجيب لحادث ولاية بركاء في إسعاف إسناد من محافظة مسقط إلى جانب اسعاف بركاء الموجود في موقع الحادث، والذي نتج عنة أربع إصابات ثلاث منها حالات وفاة كان من بينها أمي وأبي ،وشاء الله أن أتشرف بالقيام بواجب الإسعاف على أتم وجهه لأمي الغالية وأبي الحبيب رحمة الله عليهم.

لاشك بأنه يكاد المشهد الرهيب ماثلآ في تصوركم ، في موقف مفجع لا يمكن تجاوزه مهما كانت المثالية في الشخص صاحب الشأن،، كيف وقد كانوا أعز من في حياته، ، أمه وأبيه أمامه وقد أزهقت أرواحهم *بإجرام لا يسعني وصف بشاعته* إلا ب"حسبنا الله ونعم الوكيل" وإنا لله وإنا إلية راجعون". إلى الله وحده المشتكى.

أمام الضعف الإنساني وهشاشته تقابله رعاية الله له، فهي محيطة به و متصرفة، ورحمته أوسع بالعبد الضعيف، ولطفه وحده من ينتشل الإنسان ويصونه..
والله خالق النفس البشرية ووحدة المقدر، ويعلم الكم الذي تطيقه هذه النفس فسبحان من خلق كل شي بقدر..
إلا إذا تعدى الإنسان على أخيه الإنسان يكون قد ظلم وتجاوز الحد الذي وضعه تعالى الله لعباده..
" *التأمين يتحمل* "
الثقة في غير موضعها غرور وكبر، والسيارة في يد شخص لا يحترم الطريق أشبه ما تكون بسلاح في يد متجني لا يقيم وزنا للنفس البشرية التي قال الله فيها "من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعآ" ولا يقيم وزنا لحدود الله ولا يرعى في عباد الله إلآ ولا ذمة.

إن الحلال بين والحرام بين فأين محل السلوكيات الرعناء و الاستهتار ومخالفة الأنظمة و القوانين عمدآ وتكرارآ ومفاخرة..
أين محلها من الحلال والحرام؟ ؟

وكما نعلم أن أخطاء الطريق لا تحتمل معاودة التصحيح! لا شك أن الحرام فيها بين وواضح!!

قلما نجد من يتجرأ بتجريم هذا القتل الأقرب للتعمد والتعدي على أرواح الناس!!
متى نرى محاكمة عادلة تليق بالوضع المأساوي الحاصل في إزهاق أرواح الأبرياء في كل يوم؟!
ولا عبرة ولا اعتبار ولا تفكر قبل الانطلاق بالسيارة..
غر لا يكاد يفهم معنى الحياة يقال له قد هذه السيارة في الشوارع!! وهو لا يعرف كيف يقود نفسه!!
أصبح أبناء الجيل يرد علينا بكل سفاهة بكلمة واحدة "التأمين يتحمل"!!
نعم نحن ملأنا أبناء هذا الجيل كبرآ وغرورآ ، اشتروا وملكناهم ما أرادوا من السيارات وأقواها وأشدها فتكآ، وعلمناهم أن التأمين يتحمل ولا عليك مما قد ينتج، بدلا من أن نخبرهم أن الدم لا يعفيه إلا دم مثله ، وكان الأولى أن نغرس فيهم قول الله تعالى: "وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونآ" واجبنا أن نحذرهم بقوله تعالى: "إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا".
خدعناهم يوم استبدلنا المسميات بغير أسماءها (قتل الارواح والإنتحار) سميناه استهتار بالأرواح ! والخطأ العمد قلنا له قضاء وقدر!! يا للعجب..
"القضاء والقدر" مفهوم مغلوط عند الكثير ولا يجوز أن تنصرف إرادة الإنسان الحرة في اختيار ارتكاب الأخطاء والمخالفات، وخاصة المخالفات المرورية الجسيمة والتي تكلف معها الخسائر الفادحة في الأرواح التي لا يعوضها ثمن.. وإن بقي حيا فأمامه تكلفة العلاج التي لا تقدر بقدر.. والعافية التي لا يجبرها شيء..
الطريق قضاء الله ولك أن تمشي فيه ، وأما القدر فهو قدرك أنت تختاره ؛ فهل تمشي متبعآ للأنظمة والقوانين أم تكون مخالفآ ومعتديآ؟!

كيف يعفى من يرتكب الأخطاء المكلفة باسم القضاء والقدر من كل التبعات مع أن العلم بما قد ينتج يكون مؤكدا وقطعيا!!
هل يرجع التأمين أمي وأبي! أو ينصف الحق في هدر دمهم؟!

المجتمعات التي حملت القدر فوق ما يطيق لأسباب مصائبها وجرائمها وفسادها ؛ هي مجتمعات تكثر فيها نسبة الحوادث والكوارث وتكثر معها الوفيات.. وتقل هذه النسبة كلما زاد احترام قانون الطريق وكانت عقلية المجتمع آخذة بالأسباب والنواميس الكونية التي أرساها الله جل في علاه.

لا يزال ابن الجيل يتجنى على الطريق وعباد الله، وما زال الأب والمربي يملي لولده ويمد له من الضلال مدا فتجده يسبق ابنه في البحث عن مهرب من مخالفاته وجرائمة، يتصل بهذا وذاك !
كيف يصلح الله حال قوم إذا كانت هذه فعالهم!

في كل يوم نشيع جنازة بسبب بطر هذا اليافع المدلل الذي لا يكف عن إبداء مهاراته وإستعراض بطولاته في قيادة السيارات.

في الثالت من شهر شوال لعام 1439هجريه شيعت أمي وأبي تغشاهم رحمة الله إلى مثواهم الأخير تاركين خلفهم طفلتين يتيمتين ؛ بعد أن صدمتهم سيارة من نوع فورد موستانج منتهية وغير مجددة..
*والتأمين لا يتحمل* شيئا..
ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..
المصيبة اليوم عندي، وغدا عند غيري ولا يغير الله حال قوم لا يغيرون ما بأنفسهم.
فالله خير حافظا وهو أرحم الرحمين..
كتبت هذا وقلبي مفجوع، وحالي أسيف، وحزني كبير على فقد أساس عائلتي أمي وأبي، والحمد لله رب العالمين..آمنت بالله..

روايه عن صاحبها ..........

الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف
23/6/2018

يحيائي10
27-06-2018, 01:51 PM
فعلا وجب صياغة الموضوع والاهتمام به اهتمام كبير جدا
فارواح الناس ليست بلعبه يلعب بها المراهقون والذين لا يضعون وزنا للانسانيه

حنااايا..الروح
27-06-2018, 01:55 PM
يالله ..
قصة خطها كاتبها بأقسى الألم والمعاناة
رحم الله فقيديه والهمه الصبر واجبر كسره
بالفعل ..اكثر حوادث الطريق سببها الإستهتار وعدم الالتزام بالقوانين
والضحايا أناس أبرياء وعوائل تُنكب
المخالفات لا تكفي ولكن يجب أن تكون هناك موانع رادعة للمستهترين
واللامبالين بارواح الناس

جميلة الملامح
27-06-2018, 02:04 PM
سرده لوقائع الحادث مؤلمة جدا يتكلم بفج من قوة ألم
اعانه الله وصبره ع فقدان ساس البيت
فقدهما لا يعادل اي فقد !!

تقبل مروري

ملك الوسامه
28-06-2018, 09:22 AM
فاجعة أليمة
رحمة الله عليهم
وصبر قلبه علي فقدهما

مائة بيسة
28-06-2018, 10:45 AM
الله يرحمهم ويغفر لهم...ويغفر ويرحم جميع موتى المسلمين
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcROoMDDgb4oSmBGkYnZ7cE4Cc245rx00 I9MIgaJsit_zEMLH9Z23w

أوراق ناعمة
29-06-2018, 04:43 PM
لا حول ولا ولا قوة الا بالله
فأجعه مؤلمه

سهل الباطن
22-07-2018, 08:46 AM
بارك الله فيكم
شكرا على مروركم الراقي