المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواسم القهر



شموس الحق
12-08-2018, 02:51 PM
مواسم القهر موسم حصاد يبدو انه خصب بالألم .. تسبقه ابتسامات عريضة..ورياح عاتية .. ترك خلفه وجوها كالحة في غربتها .. يترقب رجال القرية هذا اليوم.. ونسائه .. ينتظرونه رغم ان الوقت يمضي بطيئا ... كانهم يريدون ذلك.. يطلقون عليه مصطلحات ومسميات عديدة .. في نهاية المطاف يبقى يوما ليس كسائر الايام .. قد يختص بفرحته البعض..وآخرون كالحون باحزانهم المميتة ..يكتبونه على صفحات الجدران .. يراقبونها صبح مساء .. تعرفه وجوه وعيون.. و اقلام .. يدور الموعد في احاديث موسمية .. تكثر حوله تاويلات واساطير.. لايعرف صدقها من كذبها .. على كل حال ينتظرونه مهما كان الامر.. كما ينتظرهم هو كذلك عند قارعة الطريق ..كلما اقترب الموعد .. تنزق قلوب صغيرة .. تنبض بشكل استثنائي.. أما خوفا أو طربا .. مقلقة لدرجة الخوف من الغد .. يراقبون قرقعة الابواب احيانا .. مستفزة تلك الخطوات احيانا... يتكرر السؤال عن الموعد .. سؤال يتزاحم على شفاه جافة.. يتكرر لدرجة الملل .. شهور.. اسابيع .. أيام ..حتى ساعة الحائط الوحيدة.. تبدو عقاربها أكثر بطئا وسماجة .. شمس النهار .. مؤلمة ..مواقيت قبل النوم .. وجوه غريبة تبعث الملل والسرحان.. ألوان متشابهة كثيرا .. ثمة أشياء تتدلى من على تلك الحبال البالية.. تترقب ايضا موعد الصباح .. تسمع هذيان..تنتظر ساعة الهروب من الجحيم .. بدء العد التنازلي .. والشائعات تتراكم .. يتجمع تحتها اولئك البائسون.. وجميعهم آذان صاغية .. الا واحدا تزعم الجلسة.. يمسك اطراف الحديث ..أستحوذ عليه.. تأخروا كثيرا ..عن موعد نومهم وأحلامهم.. أعتادوا على ذلك ..منصتون بعيون زائغة .. خاصة حينما أقسم ذلك الاشرم على صدق حديثة .. لدرجة ان أحدهم سأل نفسه : "هل يعقل ذلك ؟" .. ثم هرب..ينأى بنفسه بعيدا كعادته.. يحدث نفسه تحت غطاء سريره .. تراوده اسئلة عديدة لم يجد لها أجوبة مقنعة .. يتركها لحديث الصباح مع الرفاق .. نام بعد أن تأكد أن الثقة غالية لا تمنح لأي أحد.. متعبة الايام الاخيرة التي تسبق الموعد... ترتفع الكفوف والالسن.. يتعالى الخوف .. وفي الموعد .. بموجب التاريخ المحدد .. تشخص الابصار نحو الابواب المغلقة ليل نهار.. تتزايد طلبات تاويل الاحلام .. وفتاوي الاحلام .. تضطرم نار الترقب والانتظار .. وبعد عناء ومشقة .. يدخل احدهم .. معدته مملؤه.. كما يبدو .. لا يخلوا من اخبار جديدة .. ربما عن الموعد .. يصمت كثيرا .. وكانه يقصد ذلك.. صمت متعب .. يخرج من معطفه الاسود قائمة .. اقترب كثيرا .. ليس كعادته .. تأخر ليحرق القلوب والعقول .. اكثر من قبل .. بدأ يوزع نظراته على تلك العيون البائسة .. ثم أبتسم .. ابتسامة شؤم بغيضة.. تأمل كثيرا .. تحمحم كثيرا .. ثم زمجر دون سبب واضح .. ضحك بتصنع .. اطال محنة العذاب والشقاء .. صمت غير مبرر .. تذكر دخان سجارته .. فنجان قهوته .. قبل ان يغادر.. نادى بصوت عال .. خلفان حمود .. مقبول أحمد ... موسى شامس .. ثم سكت برهة .. عكس ما يتوقع .. ثم هرب للخارج .. تركهم في صدمة كادت تفتك بهم .. ثلاثة فقط؟ .. حائرة وجوههم .. ثائرة دموع الرجال .. هزيمة ثقيلة عصفت بالامل.. أسئلة بلا أجوبة .. الى متى ؟..آلام منهكة.. العودة الى تلك الاماكن الضيقة .. النوم مبكرا .. الاستيقاظ مبكرا .. يولدون من رحم العذاب.. هي ذات الاسئلة .. مملة .. سنوات اخرى... احلام قاتمة..مرسومة على الحائط .. مواعيد جديدة... مملة هي الاخرى.. عبارات الصبر .. صور نساء بائسات .. قصائد حزينة ..مليئة بالحب والاقمار والنجوم ..شهر هجري .. مضى أكثر من اسبوع .. عادت الابتسامة رويدا رويدا .. قراءة مملة لجريدة ..مرات عديدة.... تأمل ..سراب .. تجاوز الخطوط ..البحث عن اخبار جديدة.. دفاتر مقلوبة .. مواعيد اخرى .. جلسات الليل المرهقة.. احلام وخيال عقيم .. ذلك العجوز البائس .. استرسل في حديثه حتى منتصف الليل .. اذان صاغية.. لا يعرف لماذا ؟.. البعض متشائم.. يؤكد مخططاته وطموحه القديم .. نوبات ضحك أحيانا ..بلا سبب..تشعر بالنعاس .. موسم بلا ألوان .. توقعات تخذل احيانا.. يعود موسى شامس الى ذات الجدران من جديد .. أستقبل بقهقهة مسموعة .. يمسح دموعه .. يخفى تقاسيم وجهه الحزين.. يستعيد سريره الذي اهداه الى ذلك العجوز المشؤوم ..عاد لانهم اخبروه بشيء ما.. .. اخبارا جديدة .. مغامرات.. أي زمن هذا .. اي عبث .. تسكع بعد قليل في سكة الاشباح .. غسل ملابسه بالماء والدموع .. كانت رثة.. أرهقته الوعود .. صدئة الأقلام .. مواعيد هجرة موسمية .. ومواعيد جديدة .. قدر جاثم على الصدور.. أي موسم هذا .. أي غربة .. برد ..الم .. ينبش مخابيء هذا الزمن .. كلمات .. رسائل مكتوبة لاكثر من الف مرة.. عزيمة تستنهض الصبر ....تنتظر موعد اخر.. مواسم الصبر.. مواسم الحصاد الحزينة. ناصر الضامري

أميرة الروح
12-08-2018, 03:42 PM
جميل ماخط قلم يدك
راق لي
وفقك الله
وبارك الله فيك

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
12-08-2018, 07:18 PM
نام بعد أن تأكد أن الثقة غالية لا تمنح لأي أحد.
أمام غلالة الضباب وترقب ما يكون وراء الحجب الكثيفة هنا تكمن جمالية هذا النص الذي مزجه الكاتب ببراعة في قالب جمع بين الشعر والنثر في كثير من مشاهده مما أعطاه ديناميكية جمالية رغم أن النهاية تركت أشبه ما تكون مفتوحة أو هكذا احسستها .
لله أنت يا ناصر
ما اروعك من أديب

نديم الماضي
13-08-2018, 01:56 PM
هلا فيك استاذي القدير
ماشاء الله مبدع دائم في الطرح
بارك الله فيك وحفظك الرحمن

نوارة الكون
15-08-2018, 10:52 AM
كما تعودنا منك استاذي المتااااااااااااألق مبدع في ما خطه قلمك
دمت في حفظ الرحمن نص يستحق التقييم

شموس الحق
02-09-2018, 08:37 AM
جميل ماخط قلم يدكراق ليوفقك اللهوبارك الله فيكسعيد جدا بمرورك واطلالتك اميرة الروح ...بارك الله فيك

شموس الحق
02-09-2018, 08:40 AM
أمام غلالة الضباب وترقب ما يكون وراء الحجب الكثيفة هنا تكمن جمالية هذا النص الذي مزجه الكاتب ببراعة في قالب جمع بين الشعر والنثر في كثير من مشاهده مما أعطاه ديناميكية جمالية رغم أن النهاية تركت أشبه ما تكون مفتوحة أو هكذا احسستها .لله أنت يا ناصر ما اروعك من أديبلاشك ان الجمال تمثل في حضورك ووجودك هنا بالقرب من حروف نصوصي ..تزيدها بهجة وسعادة ..رغم الاسى والظلام الذي يرخي سدوله على تلك الكلمات ..بارك الله فيك

شموس الحق
02-09-2018, 08:40 AM
هلا فيك استاذي القديرماشاء الله مبدع دائم في الطرحبارك الله فيك وحفظك الرحمننديم الماضي ...شرفت بمرورك الجميل والدائم ..بارك الله فيك

شموس الحق
02-09-2018, 08:41 AM
كما تعودنا منك استاذي المتااااااااااااألق مبدع في ما خطه قلمك دمت في حفظ الرحمن نص يستحق التقييموكما تعودنا على حضورك الدائم نوارة الكون واطلالتك الجميلة على نصوصي ..اسال الله لك دوام التوفيق والنجاح