المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " أيها الخطأ شكرا "



الفضل10
18-09-2018, 08:28 AM
السلام عليكم سادتي الأكارم /

في الحياة هناك :
حيث المسابقة والتسابق نحو الوصول للكمالات التي لا تستثني
ولا تقصي ورود الفشل بين تدافع الخطى ، في بعض الأماكن والأوقات ،
مع وضع ذاك الاحتمال ووضع العلاج للتعافي من ذاك العارض المدان .

ما :
تسير عليه حياة الكثير من الناس أنهم تائهون في الحياة تصفعهم الأحداث وترديهم النكبات
من غير أن يجعلوا منها نصل مناعة ، كي لا تلتهمهم الحسرات ، وتحبسهم التحبيطات ،
ولكي لا يكونوا ضحايا تنهشهم كواسر اليأس ، وتنزع روح كفاحهم مدية الانكفاء على سيرة
وتأريخ الماضي الذي فات .

" قليل هم الذين يجعلون من الفشل والخطأ ".

سلّم نجاح :
به يتجاوزون ويتعالون على آهات وأنين الماضي ،
ويبتعدون بأجسادهم و أرواحهم عن جلد ذواتهم ،
ولسان حالهم ومقالهم :

" ما فات مات والمرء وليد اللحظة والآن " .

ومنها :
ينطلق بجناحان يبتعد بهما عن مسرح الذكريات التي دفن فيها تلكم الأخطاء ،
ليبدأ بصفحة جديدة بعدما أضاف لرصيد حياته من التجارب والمشاهدات .
من هنا نفصل بين من :

"يخرج من رحم الماضي المعاش الذي طوقته الأخطاء بقوة
وعزيمة لا تعرف الخضوع والمستحيل" .

وبين من :
" يخرج منها وهو مكلوم يثعب كيانه وكنهه
بالهزيمة والإنكسار " .

ليتنا نقول :
" يا أيها الخطأ شكراً ، فمنك تعلمنا الصواب ،
ولولاك ما عرفنا وجهتنا ولا معنا لهذه الحياة " .

من هنا يطل برأسه السؤال :
لماذا لا نخضع أنفسنا لصدمات الخطأ ؟ ولو كان عارضا وغير مقصود ،
لنجعله وقود دفع نحو التفوق وتجاوز البكاء على الأطلال الذي على أعتابه
المقام يطول !
بدل أن نجعله سببا :
للجمود
و
الانحسار
و
الأفول !.

الفضل10
18-09-2018, 08:32 AM
من :
أمعن النظر في سير هذه الحياة ، وبأنها جبلت على تقلبات ومتغيرات
يكون بين حنانيها وجانبيها السلب والإيجاب ، والحلو والمر ، والسعادة والشقاء ،
والفرح والبكاء ،

لنجعل :
نظرتنا لها من ذاك لا يجاوز
" تلك النكبات و الويلات " .

وذاك :
" العويل والصرخات " !

ونتجاهل :
ذاك التيار الهادر المتدفق المنساب بالايجاب ،
وما ينبض فيه من جميل معنى للحياة .

لتكون :
لتلك النظرة التشاؤمية ارتدادات وأزمات :
شعورية
و
وجدانية
و
نفسية

وليكون :
المحصول هزيمة نفسية ،
تهدد بقاء ووجود ذلك الإنسان !

فالحياة :
مكتظة بالغنائم والفرص ولا يعي ذلك
إلا الذكي الذي يخضع ويطوع تلك البلايا
والهزات ليحولها لتكون بداية مشوار
نحو التفوق والنجاح والسير في هذه الحياة
على وقع الكفاح .


من المحقق والأكيد :
بأن للخطأ وقع شديد ،
ومآلات ومصير وخيم !

ولكن :
يبقى على الإنسان التعايش مع واقع الحال ،
فليس له أختيار ولا خيار غير :

" التسليم والبوار " .

وإما :
" تجاوز الحال والسعي لتغيير
ذلك الحال لأفضل حال " .

الفضل10
18-09-2018, 08:39 AM
لعل كلمة " الخطأ " :
تحمل في طياتها المغاير لصائب الأمور ،
ولكن مالا نعرفه أنه قد يكون محفزا ودافعا لتغيير القِبلة ،
وتدارك الأمر لتستقيم به الأمور ،

حين :
نأخذ " الخطأ " مجردا من غير أن نتبعه ببيئته
التي نشأ منها لنعرف هويته وكنهه و حقيقته !

وكلما :
حللنا طبيعته تيقنا بأنه " كالهواء " يتنقل ليطوف بالجميع لندرك المباين له
والذي منه ينبثق ومنه يناله التوثيق أو الانعتاق ليفارقه ولو بعد حين !

كم هو جميل :
حين نجعل من المثالب التي تصيبنا من غير قصد منا ولا تربص بها مفتاحا لنلج في ساحة نركض حولها
ونجلب معدات الإصلاح لنعيد تركيبة أنفسنا ، ونجعل من الخطأ هو وجه المقارنة والصورة المجانبة والمخالفة
التي منها وبها نعيد برمجة أقوالنا وأفعالنا ، تاركين بعض " المساحات الضيقة "
نلقي فيها فتات ما قد يتساقط من الأخطاء لنعيد تقييمها ونصلح المعوج منها .


وقفة إكبار وشكر وعرفان لذاك الخطأ العلمي :
الذي كان سببا لسبر مكامن العلم كي أزداد ،
ليكون مني ذاك الاقدام ،
والاقتحام ،
والاقحام
لكل فن وعلم تنوع مذاقه ،
وكم جنينا من ثماره ؟!
وغنمنا ما لذ وطاب .


ولك مني التحايا أيها الخطأ العملي :
فلولاك لما أدركت وتعثرت بذاتي واكتشفت
من ذاك قدراتي وعلمت حقيقة حالي .

فمن ذاك :
تجلّت لي عظمة ما أودعها الله في ، لأنطلق من جديد وقد ترافق
وتوافق وتعانق ظاهري بباطني وقد ولدت من ذاك من جديد .


ولا يفوتني أن أثني على الخطأ الاجتماعي :
حين اضطرني أن أعيد النظر في أمر العادات والتقاليد ،
التي ظننتها وأعددتها من الهذيان ومن بقايا
" التخاريف " !!

حتى :
أدركت بعد أن نبهني " الخطأ " بأنها تعد لنا " هوية "
بها يكون لنا معنى وهي لنا في الأصل الجذور والشرايين .

ولك الشكر ايها الخطأ الديني :
حين وجدت ذاك الانفصام ، وذاك التناقض والخصام ،
بين ما نؤديه من عبادات وبين أثره في واقع الحال !
وتلك الغربة التي لن يؤنسها غير إدراك معنى العبادة
وماذا تعني معرفة الله .



ومن جملة الشكر لذاك الخطأ العاطفي :
بعد أن رأيت وتعلمت كيف أن القلب والمشاعر لا يملكها إنسان
ولا نهبها لأي إنسان وبأنها مشرعة ليس بها نوافذ ولا أبواب !

ولكن :
لا يسعنا حيال ذلك غير إبعادها عن مكامن الاستقطاب
والاجتذاب كي لا نذوق المر ألوان .

وبأن :
القدر في نهاية المطاف هو صاحب القرار ،
وما نحن غير أسباب ، منها ينفذ فينا ذاك القدر بذاك القرار .

لقد بتُّ مقتنعا أن الخطأ هو معلمي :
" إذا ما جعلته لي مؤشر مراجعة به أقيّم ذاتي ،
وأصلح نفسي لأسعد في هذه الحياة " .

عيون البشر
18-09-2018, 10:37 AM
نقل من السبلة العامة ولكم حرية التصرف

ابوقيس99
18-09-2018, 02:15 PM
لعل كلمة " الخطأ " :
تحمل في طياتها المغاير لصائب الأمور ،
ولكن مالا نعرفه أنه قد يكون محفزا ودافعا لتغيير القِبلة ،
وتدارك الأمر لتستقيم به الأمور ،

حين :
نأخذ " الخطأ " مجردا من غير أن نتبعه ببيئته
التي نشأ منها لنعرف هويته وكنهه و حقيقته !

وكلما :
حللنا طبيعته تيقنا بأنه " كالهواء " يتنقل ليطوف بالجميع لندرك المباين له
والذي منه ينبثق ومنه يناله التوثيق أو الانعتاق ليفارقه ولو بعد حين !

كم هو جميل :
حين نجعل من المثالب التي تصيبنا من غير قصد منا ولا تربص بها مفتاحا لنلج في ساحة نركض حولها
ونجلب معدات الإصلاح لنعيد تركيبة أنفسنا ، ونجعل من الخطأ هو وجه المقارنة والصورة المجانبة والمخالفة
التي منها وبها نعيد برمجة أقوالنا وأفعالنا ، تاركين بعض " المساحات الضيقة "
نلقي فيها فتات ما قد يتساقط من الأخطاء لنعيد تقييمها ونصلح المعوج منها .


وقفة إكبار وشكر وعرفان لذاك الخطأ العلمي :
الذي كان سببا لسبر مكامن العلم كي أزداد ،
ليكون مني ذاك الاقدام ،
والاقتحام ،
والاقحام
لكل فن وعلم تنوع مذاقه ،
وكم جنينا من ثماره ؟!
وغنمنا ما لذ وطاب .


ولك مني التحايا أيها الخطأ العملي :
فلولاك لما أدركت وتعثرت بذاتي واكتشفت
من ذاك قدراتي وعلمت حقيقة حالي .

فمن ذاك :
تجلّت لي عظمة ما أودعها الله في ، لأنطلق من جديد وقد ترافق
وتوافق وتعانق ظاهري بباطني وقد ولدت من ذاك من جديد .


ولا يفوتني أن أثني على الخطأ الاجتماعي :
حين اضطرني أن أعيد النظر في أمر العادات والتقاليد ،
التي ظننتها وأعددتها من الهذيان ومن بقايا
" التخاريف " !!

حتى :
أدركت بعد أن نبهني " الخطأ " بأنها تعد لنا " هوية "
بها يكون لنا معنى وهي لنا في الأصل الجذور والشرايين .

ولك الشكر ايها الخطأ الديني :
حين وجدت ذاك الانفصام ، وذاك التناقض والخصام ،
بين ما نؤديه من عبادات وبين أثره في واقع الحال !
وتلك الغربة التي لن يؤنسها غير إدراك معنى العبادة
وماذا تعني معرفة الله .



ومن جملة الشكر لذاك الخطأ العاطفي :
بعد أن رأيت وتعلمت كيف أن القلب والمشاعر لا يملكها إنسان
ولا نهبها لأي إنسان وبأنها مشرعة ليس بها نوافذ ولا أبواب !

ولكن :
لا يسعنا حيال ذلك غير إبعادها عن مكامن الاستقطاب
والاجتذاب كي لا نذوق المر ألوان .

وبأن :
القدر في نهاية المطاف هو صاحب القرار ،
وما نحن غير أسباب ، منها ينفذ فينا ذاك القدر بذاك القرار .

لقد بتُّ مقتنعا أن الخطأ هو معلمي :
" إذا ما جعلته لي مؤشر مراجعة به أقيّم ذاتي ،
وأصلح نفسي لأسعد في هذه الحياة " .
اهلا وسهلا بك اخي ابا الفضل كلنا نتعلم من الخطأ طرح جميل ومفيد ورايع يستحق النجوم يا استاذي

جميلة الملامح
18-09-2018, 10:49 PM
اخي الفضل
ابدعت
فعلا الخطأ يعلم
شكرا لقلمك المتألق

نبض البدر
25-09-2018, 07:03 AM
بخصوص هالموضوع تعجبني مقولة فريدريك نيتشه : هناك شخص لم يذق طعم الفشل في حياته .. هو الرجل الذي يعيش بلا هدف .

غيمة ،
25-09-2018, 09:40 PM
كم هو جميل :
حين نجعل من المثالب التي تصيبنا من غير قصد منا ولا تربص بها مفتاحا لنلج في ساحة نركض حولها
ونجلب معدات الإصلاح لنعيد تركيبة أنفسنا ، ونجعل من الخطأ هو وجه المقارنة والصورة المجانبة والمخالفة
التي منها وبها نعيد برمجة أقوالنا وأفعالنا ، تاركين بعض " المساحات الضيقة "
نلقي فيها فتات ما قد يتساقط من الأخطاء لنعيد تقييمها ونصلح المعوج منها .

راقت لي ..
فالخطأ ليس إلا بداية طريق طويل من الإنجازات الصائبة