المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضيق الحروف بحزنها لتسعد الاخرين



مجنونك ما يخونك
18-09-2018, 10:27 AM
‹تضيق الحروف بحزنها لتسعد الاخرين


تضيق الحروف بحزنها لتسعد الاخرين

في دهاليز وجداننا يختبئ الحزن القاتم في عتمة عالمنا الداخلي ،كلما أراد هذا الحزن أن يخرج لمتنفس ضوء قمعناه .

في كلّ حزن نمرّ به ونتخطاه ،نظن أننا تجاوزنا التفكير به ،ونتفاجئ ذات حزن آخر أننا لم نتجاوز يوما أحزاننا ولكننا قمعناها حتى لا نتذكرها فقط .

ماذا لو نشرنا أحزاننا شراعاً لسفينة الحياة ،ومن ثمّ لونّا هذه الأحزان حتى باتت لناظرها سعادة تستفزّ عتمة الحزن …

لما نتجاهل أحزاننا ونكبت طاقة الحزن داخلنا ؟

نعم للحزن طاقة رهيبة ،من الممكن أن تحرك دواليب أفكارك ،ومن ثم تنشيط عزيمتك ،والسير على خطوات نجاحك …

حينما تحزن ويتركك الحزن وحيداً ،اخرج ما في جعبة داخلك ،ثم ابدأ بترتيب أحزانك وآلامك وسعادتك ولحظات انتشاءك ،رتبهم ترتيباً تنازليا ،من أوج السعادة وقمة الحزن يكمن النجاح داخلك .

هذا الحزن الذي تجاوزته دون أن تمتص طاقته ،خسارة في تاريخ نجاحك !

راجع أحزانك وامتص طاقة هذا الحزن ،لوّن حزنك بما يُغري الحياة ،ويتحرش بعتمتها …

هذا الفراغ الذي يتركه الحزن داخلك ،ينتظر منك أن تلونه .

منّا من يملأ حزنه بالحروف ،فتضيق الحروف بحزنها وتسعِد الآخرين !

منّا من يرسم حزنه بفرشاته ويلونها بلحظات سعادته !

منّا من يبني أحزانه ويجعل قرميدها السعادة !

قاتل ضفدع
18-09-2018, 11:14 AM
جميل جدا

راق لي كثيرا وفيرا

الفضل10
18-09-2018, 11:18 AM
أختي الكريمة /

هو :
ذلك الإمعان منا في المكوث في ذلك الجُب الذي يحتوي الحزن ،
بينما الخير لدينا للخروج من ذلك الجُب!

ليبقى :
الواحد منا هو الجاني والمجني عليه في ذات الوقت !

لهذا :
يكثر العويل على قبر الحاضر نبكي الماضي الذي لم يبقى منه
غير ذلك التأبين الذي نستجلبه في تنايا حياتنا في كل وقت !.

يبقى الحزن :
في ذاكرة الواحد منا ، ولو تناسيناه سيأتي من يذكّرنا من مواطن
ومواقف لتفتح ملفات لحظاته لنعيش وقتها في أدق تفاصيله .

عن ذلك الشراع :
هو المنجاة لخروج من شرنقة الحزن الذي فصلنا عن معنى الحياة ،
وما تحمله من تناقضات وتباينات ، وما تحمله من حقيقة الوجود أن من أبجدياته
يكون خوض غمار الحياة وتحمل ما يأتينا والتكيف معه بحلوه ومره .


عن ذلك التجاهل والكبت لطاقة الحزن :
هم القليل ممن يُحوّل المِحن إلى مِنح ، ويلون صفحة الحياة القاتمة
بألوان السعادة الباهي ، ومن يقوم من الكبوات قوياً يمشي في الحياة
بعزيمة واقدام ،

والسبب في قلة أولئك النفر :
هو جهلهم بماهية هذه الحياة وما مُزج بها من تباينات ، لهذا يكثر
التائهون والمتذمرون ، والذي هم في الحياة مُنتحرون !.

عن ذلك التفريغ لذاك الحزن :
نحتاج لذلك لعملية حسابية دقيقة وبسيطة ، منها نحسب السالب من ذلك الحزن ،
وذلك الموجب الذي نستخلصه منه ، لنجني النتيجة والتي على ضوئها يكون التعديل ،
والتقييم ، والتقويم .


وفي المحصلة :
" نحن من يملك الفرشاة والألوان ، وما علينا غير تلوين صفحات
حياتنا بأنفسنا ، بحيث لا ننتظر من يلونها لنا " .


دمتم بخير ...