سهل الباطن
20-10-2018, 11:19 AM
بشر الشطرنج
عبدالله الشيدي
3/3/2016م
لم تعد الحقيقةُ خافيةً على أحدٍ منّا، فنحنُ في ميدانٍ يشبه إلى حدٍ كبير لوح الشطرنج، وليس ذلك المهم لأننا وفي كل زمانٍ ومكان نشهدُ تغيراتٍ طبيعية وسياسيةٍ واجتماعيةٍ تودي بناسٍ لحساب آخرين، وتَنصِفُ الإخوانَ لشطرين مختلفين، الأسودُ منهم للأسود، والأبيضُ فيهم للأبيض وأستبدلَ الحجرُ بالبشر.
غير أن ما يهمّنا هنا هو التغيير في ذات الشطر، وفي الناس المحسوبين على ذات الناس، والانشقاق من الداخل على الداخل، فلقد آثرنا ما هو زائلٌ على ما هو باقٍ، وأوزعنا لنفوسنا التسلق على أي مقامٍ ونطاق، ولا حدود بين البين ونفسه ولا اتساق، المهم هو الدخول في ذات السياق.
نعلم اليوم يقيناً أن المصالح هي من تحرك تعاملاتنا واتصالاتنا على جميع الصعد، ما طاب منها وما قد فسد، المهم أن نلقى حين الحاجة واسطة وعضد، لا يهمنا كثيراً من نضرُّ؟!، وبمن نعبثُ؟!، ولمن نجتهدُ؟ أصبحت صلواتنا مقرونةً بفائدةٍ وقصد، ولا نتدبّرُ لمن شُرِعت له مقصد، الأسفُ أننا هناك لرب العبادِ لكننا نُريدُ من جاء كعبد!
علمنا، عملنا، ترابنا، وطننا، كلها أضاحي في سبيل الدراهم السائبات، كلها تغدو هباءً في لقاء الدنانير الماطرات، ونجثو بها جميعهاً بين يدي رجالٍ وسيداتٍ لا يسلكون إلا تائه الطرقات، في زمانٍ ولّى فيه الصدق من صدورٍ بالحقد غائرات، أصبح الجمعُ غيرَ سالمٍ من الهفوات، وغدى الضربُ قائداً للحملات، والطرحُ حاصلاً ومحصلاً للمختلفات، والتقسيمُ طابعاً يغنيكَ عن لمّ الشتات!
يا عربُ لماذا استعربت النعرات؟ لماذا نُرمى بكلّ ما هو ساقطٌ؟ ويوصفُ من هم دوننا بالشاهقات؟
ننفقُ الملايين على الفُتات، ولا نأبهُ كثيراً لمستقبلٍ آت، لكننا نمطرُ على الماضي عويلاً كالنائحات،
أفيقي يا أمّة العرب فالقومُ غدو أطوالاً شامخات، أرضيتم بالقاع لكم مرعى كالشياه النًاهمات؟ أمصيركم تحتٌ بلا فوقٍ وما فات قد فات؟ يا أمةً تتحدُ على قتل الأخِ وتختلفُ على الصلوات! ربّاهُ أنّى لهؤلاءِ القومِ صحوةً من غفوةِ السكرات؟
عبدالله الشيدي
3/3/2016م
لم تعد الحقيقةُ خافيةً على أحدٍ منّا، فنحنُ في ميدانٍ يشبه إلى حدٍ كبير لوح الشطرنج، وليس ذلك المهم لأننا وفي كل زمانٍ ومكان نشهدُ تغيراتٍ طبيعية وسياسيةٍ واجتماعيةٍ تودي بناسٍ لحساب آخرين، وتَنصِفُ الإخوانَ لشطرين مختلفين، الأسودُ منهم للأسود، والأبيضُ فيهم للأبيض وأستبدلَ الحجرُ بالبشر.
غير أن ما يهمّنا هنا هو التغيير في ذات الشطر، وفي الناس المحسوبين على ذات الناس، والانشقاق من الداخل على الداخل، فلقد آثرنا ما هو زائلٌ على ما هو باقٍ، وأوزعنا لنفوسنا التسلق على أي مقامٍ ونطاق، ولا حدود بين البين ونفسه ولا اتساق، المهم هو الدخول في ذات السياق.
نعلم اليوم يقيناً أن المصالح هي من تحرك تعاملاتنا واتصالاتنا على جميع الصعد، ما طاب منها وما قد فسد، المهم أن نلقى حين الحاجة واسطة وعضد، لا يهمنا كثيراً من نضرُّ؟!، وبمن نعبثُ؟!، ولمن نجتهدُ؟ أصبحت صلواتنا مقرونةً بفائدةٍ وقصد، ولا نتدبّرُ لمن شُرِعت له مقصد، الأسفُ أننا هناك لرب العبادِ لكننا نُريدُ من جاء كعبد!
علمنا، عملنا، ترابنا، وطننا، كلها أضاحي في سبيل الدراهم السائبات، كلها تغدو هباءً في لقاء الدنانير الماطرات، ونجثو بها جميعهاً بين يدي رجالٍ وسيداتٍ لا يسلكون إلا تائه الطرقات، في زمانٍ ولّى فيه الصدق من صدورٍ بالحقد غائرات، أصبح الجمعُ غيرَ سالمٍ من الهفوات، وغدى الضربُ قائداً للحملات، والطرحُ حاصلاً ومحصلاً للمختلفات، والتقسيمُ طابعاً يغنيكَ عن لمّ الشتات!
يا عربُ لماذا استعربت النعرات؟ لماذا نُرمى بكلّ ما هو ساقطٌ؟ ويوصفُ من هم دوننا بالشاهقات؟
ننفقُ الملايين على الفُتات، ولا نأبهُ كثيراً لمستقبلٍ آت، لكننا نمطرُ على الماضي عويلاً كالنائحات،
أفيقي يا أمّة العرب فالقومُ غدو أطوالاً شامخات، أرضيتم بالقاع لكم مرعى كالشياه النًاهمات؟ أمصيركم تحتٌ بلا فوقٍ وما فات قد فات؟ يا أمةً تتحدُ على قتل الأخِ وتختلفُ على الصلوات! ربّاهُ أنّى لهؤلاءِ القومِ صحوةً من غفوةِ السكرات؟