المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زيف السعاده



سهل الباطن
23-10-2018, 08:51 PM
زيف السعادة

عبدالله الشيدي

4/11/2014م

كثيرةٌ هي متطلبات الإنسان العصري كما يحب أن يسمي نفسه، على عكس الإنسان القديم الذي كانت أقصى أمنياته دخل يسير يعيل به من يليه وبيت يطبطب بعضه على أوجاع بعض ليكون الغد أكثر إشراقةً من الأمس، ولذلك عاش ذلك الإنسان القديم في قمة السعادة التي مثلتها البساطة والقناعة بما كتب الله.

أما الإنسان العصري فيبدأ يومه لاهثاً خلف زيفٍ من السعادة التي لم ينلها بعد، ولا أعتقد بأنه سينالها يوماً، الحقيقة في أن كثرة متطلبات الإنسان العصري تجعله مشتتاً بين الأسرة السعيدة، والمنصب الكبير، والشهادة العليا، والبيت الفاره، والمال الوفير، والتجارة العريضة، وهي معادلةٌ ربما حققها القليل من الناس، غير أنها غابت بقضها وقضيضها عن من سواهم.

فالإنسان العصري لا يدري بأن السعادة تنتهي من حيث المكان الذي بدأ هو سعيه إليها، أولا يرى الإنسان بأنه كان أسعد عندما كان صغيراً طفلاً، ويصارع غيره من أجل أن يسعده ويرى الطفل بأن لا سعادة تفوق تلك السعادة، ثم يبدأ ذلك الطفل في التفكير في اليوم الذي سيحصل فيه على شاربٍ كشارب أبيه، وهو ذات اليوم الذي أنتهت فيه سعادته كطفل. فبمجرّد التفكير فيما لا تملك، فإن ذلك التفكير يورثك هم الحصول على مبتغاك متكلفاً ما لا تطيق لتحقيق سعادةٍ لحظيةٍ واهيةٍ سرعان ما تنتهي لحظة تفكيرك في الخطوة التي تليها.

وليس هذا بتشاؤمٍ أو تكاسلٍ عن القيام بواجب التحري والبحث عن كل ما هو جديد، والعلم والتطوير والتطور مطلب أساسي في حياتنا الآنية، لكنني أتكلم هنا عن زاويةٍ ضيقةٍ من هذه الدائرة المتنامية من مطالب السعادة التي يطلبها الإنسان العصري فقط. فهل حصل أياً منكم على سعادته الكاملة؟؟ دع عنك كل شيء وناقش الأمر مع نفسك!! ثم قل لي متى ستصل إلى طيف السعادة؟

أميرة الروح
24-10-2018, 09:41 AM
لا نستطيع الإحساس بالسعادة الحقيقية إلا بعدمـا نعيش مرارة أو قسوة ولو كانت لفترة قصيرة من الزمن ..
الحياة ليست على وتيرة واحدة ..
يوم حزن ، سعادة ، ورد ، شوك ، ألم وغيرها

طرح جميل
بارك الله فيك

Fashion Princesses
04-11-2018, 02:21 PM
الإنسان إبن الأغيار .. هي سنة الله في كونه أن يعيش هذا الإنسان المستخلف متقلباً ما بين حال إلى حال، لا يهدأ له قرار حتى تقر عينه ويرحل من هذه الدنيا الفانية والتي سماها رب العزة بالدنيا لأن حظها قليل ويتفاوت من إنسان إلى إنسان.. أحياناً يخيل إلينا أننا نملك كل شيء ومن حولنا يحسدنا على واقع أو تجربة نعيشها نحن ولكن نعجز عن الاستمتاع بها، أتذكر ذات يوم كنت في قارب جميل اتنزه في بحر رائع ولكني أجزم أن لا أحد في الدنيا أكثر هماً مني، برغم أن كل شيء يحيط بي كان يدعوني للسعادة ولو أن الناس رأتني في ذلك اليوم لحسدتني إلا إن فتحت قلبي فرأت ما يعتريه من هم، صدقاً إن الهم هو أقوى جنود الله كما قال سيدنا علي بن أبي طالب.. فقد يكون الإنسان غارقاً في النعم فيتسلط عليه هم يجعل كل شيء لا قيمة له في الواقع .. فما أكثرها إذا من منغصات منغصات الحياة!

سهل الباطن
04-11-2018, 07:46 PM
اميره وبرنسسيسه يعطيكم العافيه على التعقيب ع المقال
بارك الله فيكم

الغالي المستبد
17-11-2018, 11:11 PM
شكرا لك سهل الباطنة على هذا المقال الجميل