سهل الباطن
01-11-2018, 07:55 AM
يا قلمي!
عبدالله الشيدي
24/1/2017م
وحدي يا قلمي عبرتُ البحر دون شراع،
وقلبي الوحيدُ في هواها ضَلَّ الدربَ وضَاع،
وحدها عيناي بين حُرّاس ناظريها والأتباع،
وسُطوري مُبعثرة الحروف بين وصلٍ وانقطاع،
والجُمَلُ تائهةٌ بلا فائدةٍ وبلا انتفاع،
وكلامي شعرٌ ضاعت فيه القوافي فأصبح صعب الارتجاع،
وأنا وحيدٌ بين شظايا قلبي ألملمُ البقايا والحوايا والأوجاع،
أُحاولُ جاهداً شطب اسمها من ذكرياتي لكنّ قلمي ما استطاع،
وكلما أنزلته على ذكرى ليمحوها رأيتُه عن الورق في ارتفاع،
حاورته بأسبابي، بعلاتي، بآهاتي ولكنّهُ صعب الاقتناع،
يا قلمي لماذا عنها كُل هذا الدفاع؟
وهي من تركتني أموتُ بلا شفقةٍ، بلا رحمةٍ، وبلا رأفةٍ وسط الصراع،
يا قلمي لماذا يأبى حبرُكَ فيها الاندفاع؟
وهي يا قلمي من تخلّى عني وباع،
يا قلمي أنتَ مَن خطّ حروفها على صفحاتي، أنت من كتبَ فيها أبياتي، وأنتَ يا قلمي من شيّدَ لها أشواقي قصوراً وقلاع،
أنت من أعلن لها حبّي وأذاع،
أنت من نقل الهوى عني وأشاع،
أنتَ من ألقى بي في ذلك البحر وأنت تدري أن لا قعر له ولا قاع،
وعندما أمرتُكَ بتركِ هواها أبيتَ يا قلمي الانصياع،
وحينَ نادتكَ لهواها كُنتَ يا قلمي أولَ من أطاع،
وأغرقتني معك بين السطور، ونزفُ الشعور، وذبول الزهور، فأنّى لنا يا قلمي عن هواها الامتناع؟
وقد أسرَتكَ وأسَرتني معكَ بكلماتِ الخداع،
وأصبحنا على دروبها مسافِرَينِ تائِهينِ في الضياع،
فنفَدَ حبرُكَ ونفدَ شِعرِي وفقدنا الأمل والشُّعاع،
فأمددتُكَ بدمي لتكتُبَ لنا نهايةً تُخرِجُنا من هذه البقاع،
ولكن ذَهَبَ دمي هباءً وساءتِ الأوضاع،
وأصبحَ قدَرُنا يا قلمي أن نموتَ كِلانا وسط ذلك البحر وأن نُدفنَ تحت الشِّراع،
وأن يبقى قبرُنا غيمة الهوى التي أبى مطرُها أن ينهملَ وأبت هيَ عن سمائنا الانقشاع.!!!
عبدالله الشيدي
24/1/2017م
وحدي يا قلمي عبرتُ البحر دون شراع،
وقلبي الوحيدُ في هواها ضَلَّ الدربَ وضَاع،
وحدها عيناي بين حُرّاس ناظريها والأتباع،
وسُطوري مُبعثرة الحروف بين وصلٍ وانقطاع،
والجُمَلُ تائهةٌ بلا فائدةٍ وبلا انتفاع،
وكلامي شعرٌ ضاعت فيه القوافي فأصبح صعب الارتجاع،
وأنا وحيدٌ بين شظايا قلبي ألملمُ البقايا والحوايا والأوجاع،
أُحاولُ جاهداً شطب اسمها من ذكرياتي لكنّ قلمي ما استطاع،
وكلما أنزلته على ذكرى ليمحوها رأيتُه عن الورق في ارتفاع،
حاورته بأسبابي، بعلاتي، بآهاتي ولكنّهُ صعب الاقتناع،
يا قلمي لماذا عنها كُل هذا الدفاع؟
وهي من تركتني أموتُ بلا شفقةٍ، بلا رحمةٍ، وبلا رأفةٍ وسط الصراع،
يا قلمي لماذا يأبى حبرُكَ فيها الاندفاع؟
وهي يا قلمي من تخلّى عني وباع،
يا قلمي أنتَ مَن خطّ حروفها على صفحاتي، أنت من كتبَ فيها أبياتي، وأنتَ يا قلمي من شيّدَ لها أشواقي قصوراً وقلاع،
أنت من أعلن لها حبّي وأذاع،
أنت من نقل الهوى عني وأشاع،
أنتَ من ألقى بي في ذلك البحر وأنت تدري أن لا قعر له ولا قاع،
وعندما أمرتُكَ بتركِ هواها أبيتَ يا قلمي الانصياع،
وحينَ نادتكَ لهواها كُنتَ يا قلمي أولَ من أطاع،
وأغرقتني معك بين السطور، ونزفُ الشعور، وذبول الزهور، فأنّى لنا يا قلمي عن هواها الامتناع؟
وقد أسرَتكَ وأسَرتني معكَ بكلماتِ الخداع،
وأصبحنا على دروبها مسافِرَينِ تائِهينِ في الضياع،
فنفَدَ حبرُكَ ونفدَ شِعرِي وفقدنا الأمل والشُّعاع،
فأمددتُكَ بدمي لتكتُبَ لنا نهايةً تُخرِجُنا من هذه البقاع،
ولكن ذَهَبَ دمي هباءً وساءتِ الأوضاع،
وأصبحَ قدَرُنا يا قلمي أن نموتَ كِلانا وسط ذلك البحر وأن نُدفنَ تحت الشِّراع،
وأن يبقى قبرُنا غيمة الهوى التي أبى مطرُها أن ينهملَ وأبت هيَ عن سمائنا الانقشاع.!!!