المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى سيدرك المسؤول كون أنه مسؤول



سهل الباطن
01-11-2018, 09:44 AM
متى سيدرك المسؤول كون أنه مسؤول؟!

عبدالله الشيدي

كثيراً ما تحركنا العواطف والمشاعر والأحاسيس، فكون أننا خلقنا عرباً فقد أودع الله فينا ذلك الدم الفائر، كما أودعنا حب نصرة الصاحب والعزيز، وإغاثة الملهوف. ولا أغل إن قلت بأن العرب جميعاً قد اشتركوا في هذه الخصلة التي كانت وستظل إحدى أهم السمات التي لن تستطيع السنون على تقادمها في تغييرها فهي صفة إيجابية لا تنفك تلتصق بنا ولا ننفك نركن إليها.

المشكلة في أن الكثير منا -على عكس أبناء العم سام- قد زادت لديهم جرعات العواطف والمشاعر والأحاسيس لدرجة أنهم نسوا مع كل تلك الصفات الإيجابية التي تحركها فينا سمتنا العربية بأنهم مسؤولون، بل ولقد تبدلت لديهم حتى معاني المفردات فمعنى المسؤول قد تبدّل من ذلك الشخص الذي يتعرض للمسائلة دائماً إلى الشخص الذي يتولى المسائلة. في أزمةٍ حقيقيةٍ تعيشها لغتنا العربية تشبه كثيراً الأزمة التي تعيشها شعوبنا العربية.

في ساعةٍ ما نسي المسؤول كون أنه إنسان كما نسي فرعون تلك الحقيقة الدامغة حين قال أنا ربكم الأعلى، وما من إله إلا الله الواحد القهار. كما نسي قارون نعمة الله عليه حين قال إنما أوتيته على علم عندي، والله وحده العالم الذي علم الإنسان ما لم يعلم. وأولئك الذين اهتزت عروشهم مؤخراً، فلكلٍ منهم نصيب من النسيان، والله وحده الباقي.

نعلم تمام العلم بأننا راحلون عن هذه الدنيا، ولكننا لا نزال نرتع فيها ونلعب، ونخوض في جدليات كان من الأولى تركها لأن أولوية العمل الصالح بعد كون أننا مسلمين يجب أن تأخذ الكثير من حيّز الوقت لدينا بحيث لا يبقى الكثير منه لنعترك أو نتعارك.

ولا ندري حقيقةً متى سيدرك المسؤول كون أنه مسؤول.

Fashion Princesses
04-11-2018, 11:26 AM
متى سيدرك المسؤول كون أنه مسؤول؟!

عبدالله الشيدي

كثيراً ما تحركنا العواطف والمشاعر والأحاسيس، فكون أننا خلقنا عرباً فقد أودع الله فينا ذلك الدم الفائر، كما أودعنا حب نصرة الصاحب والعزيز، وإغاثة الملهوف. ولا أغل إن قلت بأن العرب جميعاً قد اشتركوا في هذه الخصلة التي كانت وستظل إحدى أهم السمات التي لن تستطيع السنون على تقادمها في تغييرها فهي صفة إيجابية لا تنفك تلتصق بنا ولا ننفك نركن إليها.

المشكلة في أن الكثير منا -على عكس أبناء العم سام- قد زادت لديهم جرعات العواطف والمشاعر والأحاسيس لدرجة أنهم نسوا مع كل تلك الصفات الإيجابية التي تحركها فينا سمتنا العربية بأنهم مسؤولون، بل ولقد تبدلت لديهم حتى معاني المفردات فمعنى المسؤول قد تبدّل من ذلك الشخص الذي يتعرض للمسائلة دائماً إلى الشخص الذي يتولى المسائلة. في أزمةٍ حقيقيةٍ تعيشها لغتنا العربية تشبه كثيراً الأزمة التي تعيشها شعوبنا العربية.

في ساعةٍ ما نسي المسؤول كون أنه إنسان كما نسي فرعون تلك الحقيقة الدامغة حين قال أنا ربكم الأعلى، وما من إله إلا الله الواحد القهار. كما نسي قارون نعمة الله عليه حين قال إنما أوتيته على علم عندي، والله وحده العالم الذي علم الإنسان ما لم يعلم. وأولئك الذين اهتزت عروشهم مؤخراً، فلكلٍ منهم نصيب من النسيان، والله وحده الباقي.

نعلم تمام العلم بأننا راحلون عن هذه الدنيا، ولكننا لا نزال نرتع فيها ونلعب، ونخوض في جدليات كان من الأولى تركها لأن أولوية العمل الصالح بعد كون أننا مسلمين يجب أن تأخذ الكثير من حيّز الوقت لدينا بحيث لا يبقى الكثير منه لنعترك أو نتعارك.

ولا ندري حقيقةً متى سيدرك المسؤول كون أنه مسؤول.

يا الله على هذا المقال الرائع!!
لقد لآمس وجداني كثيراً لأني أنشغل بهذه الفكرة .. المسؤولية، وأرى أننا بالفعل لم نعد نرعاها حق رعايتها، لقد أصبحنا نندمج بشكل متسارع ودون أن نشعر لننصهر في ثقافات لا تمت إلينا بصلة.. نكاد نكون مع العالم كينونة واحدة على الخطأ والصواب، نحتفي معهم بما يحتفون .. ونؤمن بالقيم التي يومنون .. وننظر إلى الحداثة كما ينظرون .. ونسينا أننا عرب ومسلمون.. ربما ما يحركنا للإنصهار فيهم أنهم يخاطبون بقوة غرائزنا المتعطشة للإنفلات من كل قانون وقيد، لذا ننسلخ عن قوانينا دون أن نشعر، الإعلام موجة إلينا وضدنا بقوة والعالم يتسارع والكثير الكثير منا يغرق، وقوانين الدول التي ننتمي لها لا تحمينا بشكل كاف من أنفسنا أولاً لنظل محافظين على قيمنا الرائعة.. بل ربما تفتح الباب أمامنا على مصراعية لنأخذ راحتنا بلا خوف وبلا انتباه لمرور الوقت وتسربله من بين أيدينا، وحين التفت إلى نفسي أكاد أتحسر على الكثير من الزمن الذي أضعته في اللاشيء!!
أخي العزيز، أحييك على هذا الإنتقاء الرائع الذي لآمس وجعاً على حال قائم!

سهل الباطن
04-11-2018, 07:44 PM
يا الله على هذا المقال الرائع!!
لقد لآمس وجداني كثيراً لأني أنشغل بهذه الفكرة .. المسؤولية، وأرى أننا بالفعل لم نعد نرعاها حق رعايتها، لقد أصبحنا نندمج بشكل متسارع ودون أن نشعر لننصهر في ثقافات لا تمت إلينا بصلة.. نكاد نكون مع العالم كينونة واحدة على الخطأ والصواب، نحتفي معهم بما يحتفون .. ونؤمن بالقيم التي يومنون .. وننظر إلى الحداثة كما ينظرون .. ونسينا أننا عرب ومسلمون.. ربما ما يحركنا للإنصهار فيهم أنهم يخاطبون بقوة غرائزنا المتعطشة للإنفلات من كل قانون وقيد، لذا ننسلخ عن قوانينا دون أن نشعر، الإعلام موجة إلينا وضدنا بقوة والعالم يتسارع والكثير الكثير منا يغرق، وقوانين الدول التي ننتمي لها لا تحمينا بشكل كاف من أنفسنا أولاً لنظل محافظين على قيمنا الرائعة.. بل ربما تفتح الباب أمامنا على مصراعية لنأخذ راحتنا بلا خوف وبلا انتباه لمرور الوقت وتسربله من بين أيدينا، وحين التفت إلى نفسي أكاد أتحسر على الكثير من الزمن الذي أضعته في اللاشيء!!
أخي العزيز، أحييك على هذا الإنتقاء الرائع الذي لآمس وجعاً على حال قائم!
استاذه برنسيسه رائع هنا ما خطته اناملك
شكرا لك ويعطيك العافيه

Fashion Princesses
05-11-2018, 08:46 AM
العفو،، لا شكر على واجب، وواجب كل من يمر على مقال جميل يلامس فيه شعوراً أن يعبر عن شعوره!

أميرة الروح
05-11-2018, 02:38 PM
جميل جدا هالمقال ومفيد
بارك الله فيك

الغالي المستبد
10-11-2018, 09:47 PM
بارك الله فيك أستاذ سهل دائما ما تتميز في الإنتقاء