سهل الباطن
10-11-2018, 10:40 AM
لعنة الكراسي
عبدالله الشيدي
لا أدري حقيقةً ما الذي أستوقفني هذه الساعة لأكتب هذا المقال، غير أنّي بلا شكٍ يراودني قد ذقتُ من لظى تلك اللعنة صنوفاً أكاد لا أصدّق معها أنّ هناك فعلاً من الناس من هو على أتم الاستعداد لإزاحة أياً كان ليسطو بكل رباطة جأش على كرسي زميلٍ أو صديقٍ في مقابل أن يحظى هو لنفسه بلحظة متعة أو سطوة نشوة وسعادة بريستيج زائفة، وليتناسى معها أن الكراسي لم تدم لأحدٍ قبله، فأنى له بالديمومة عليها وقد كان الموت الحقيقة التي لا جدل فيها، فمهما كانت الديمومة التي ينشدها فهي يوماً إلى زوال.
إن مما لا يقبله عقل أن يكون الخداع والنفاق والتملق وسيلة العصر الكاسحة للحصول على هذه الكراسي، وما الذي ينشده طالبوها منها؟ هل هي المكانة الاجتماعية؟ أم المقابلات المادية؟ أم محاولة ممارسة جبروت هذه الكراسي على من هم في أسفل الهرم؟
وما أعتقده حقيقةً بأن كل تلك العوامل مجتمعةً تمثل تلك الرغبة الجامحة في الوصول إلى تلك الكراسي، ولو لاحظنا قليلاً في جميع تلك العوامل نرى أن الهاجس الوطني والحس التطويري يبقى الجانب الأضعف في جميع تلك الحلقات والشاهد عليه أن أياً ممن بحثوا عن تلكم الكراسي –وربما كان لنا أيضاً نصيباً منهم- لن يأل جهداً في جمح لجام قدراته ومواهبه العلمية والعملية عن خوض هذه المعمعة إذا ما داخله الشك يوماً في المدى الذي قد يصل إليه في حصوله على تلك الجوائز.
قد لا يجد المرء لنفسه مكاناً بين ذلك كله، ولكن تبقى في نفسه تلك الغصة التي سببتها لعنة هذه الكراسي، والمصيبة الأدهى بأن لا رقية تنفع معها، ولا دواء يشفيها، فهي عالقة فينا أبداً ما دمنا نحمل ذلك التفكير العقيم، والثقافة الضحلة.
إهداء لكل من ساورته نفسه للولوج في تلك المعمعة، ومعها نرفع أكف الدعاء للمولى القدير بأن يوفق المسلمين لما فيه خيرهم.
عبدالله الشيدي
لا أدري حقيقةً ما الذي أستوقفني هذه الساعة لأكتب هذا المقال، غير أنّي بلا شكٍ يراودني قد ذقتُ من لظى تلك اللعنة صنوفاً أكاد لا أصدّق معها أنّ هناك فعلاً من الناس من هو على أتم الاستعداد لإزاحة أياً كان ليسطو بكل رباطة جأش على كرسي زميلٍ أو صديقٍ في مقابل أن يحظى هو لنفسه بلحظة متعة أو سطوة نشوة وسعادة بريستيج زائفة، وليتناسى معها أن الكراسي لم تدم لأحدٍ قبله، فأنى له بالديمومة عليها وقد كان الموت الحقيقة التي لا جدل فيها، فمهما كانت الديمومة التي ينشدها فهي يوماً إلى زوال.
إن مما لا يقبله عقل أن يكون الخداع والنفاق والتملق وسيلة العصر الكاسحة للحصول على هذه الكراسي، وما الذي ينشده طالبوها منها؟ هل هي المكانة الاجتماعية؟ أم المقابلات المادية؟ أم محاولة ممارسة جبروت هذه الكراسي على من هم في أسفل الهرم؟
وما أعتقده حقيقةً بأن كل تلك العوامل مجتمعةً تمثل تلك الرغبة الجامحة في الوصول إلى تلك الكراسي، ولو لاحظنا قليلاً في جميع تلك العوامل نرى أن الهاجس الوطني والحس التطويري يبقى الجانب الأضعف في جميع تلك الحلقات والشاهد عليه أن أياً ممن بحثوا عن تلكم الكراسي –وربما كان لنا أيضاً نصيباً منهم- لن يأل جهداً في جمح لجام قدراته ومواهبه العلمية والعملية عن خوض هذه المعمعة إذا ما داخله الشك يوماً في المدى الذي قد يصل إليه في حصوله على تلك الجوائز.
قد لا يجد المرء لنفسه مكاناً بين ذلك كله، ولكن تبقى في نفسه تلك الغصة التي سببتها لعنة هذه الكراسي، والمصيبة الأدهى بأن لا رقية تنفع معها، ولا دواء يشفيها، فهي عالقة فينا أبداً ما دمنا نحمل ذلك التفكير العقيم، والثقافة الضحلة.
إهداء لكل من ساورته نفسه للولوج في تلك المعمعة، ومعها نرفع أكف الدعاء للمولى القدير بأن يوفق المسلمين لما فيه خيرهم.