المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فيه ناس عايشة مليح... وفيه ناس مليح إنها عايشة؟؟؟



سهل الباطن
16-11-2018, 06:40 PM
فيه ناس عايشة مليح...

وفيه ناس مليح إنها عايشة؟؟؟

عبدالله الشيدي

25/08/2014

لم يعي صديقي العزيز وهو يلقي هذه العبارة على مسمعي بأنها ستعمل في فكري عاصفةً هوجاء ما أبقت فيني ولا كلّت ولا ملّت وهي تبارح أذناي ولا تفارقهما ساعة، الحقيقة في أنّي ضحكت في البداية عندما سمعتها وتقوّلت عليها وزدت في حروفها وأنقصت من لبناتها ولكنّ العبارة لقوة مغزاها ظلّت الجبل الأصم لا يجدي معها نفعاً كل محاولات التأويل.

فيه ناس عايشة مليح... وفيه ناس مليح إنها عايشة؟؟؟ ما أغبى أن يتجاهل الإنسان المغزى منها وهو يرفلُ في النعم، وما أحقر الإنسان عندما تجانبه تلك النعم؟!؟! يطالعنا التلفاز في كل يومٍ بالجديد من أخبار المشرّدين وللأسف أنهم من المسلمين أو أغلبهم كانوا كذلك.

لم يكن لهؤلاء ذنب في هذه الحياة سوى أنهم ساقتهم أقدارهم ليكونوا عرباً مهزوزي الكيان، لا قيمة لأحدهم إلا بقدر ما يحويه حسابه البنكي من أموال، ونوع السيارة التي يركب، والمكان الذي يشرب فيه قهوته، ومقدار البهرجة التي يتميز بها مسكنه. فلا حقوق للإنسان لكونه إنسان ما لم يخلق لنفسه شيئاً مما ذكر أعلاه.

ساقتني الصدفة البحتة يوماً لألتقي بأحد هؤلاء المشردين الذين قدموا إلينا عبر الحدود ليأخذوا قسطاً من الراحة يطلبونها بعد عناء، وقد حكى لي العجب العجاب، وتصوّرت نفسي متابعاً لأحد أفلام هوليوود، أو تتراً من فلمٍ هنديٍ قديم. فقصّ عليّ كيف أنه ترك ماله وراءه هرباً من الموت الذي لم يعد يفرّق بين الغني ولا الفقير ولا الكبير أو الصغير، وهو الموقف الوحيد الذي أحسست فيه بالسواسية في بلادي التي تمنى أنها لم تكن بلاده على حد تعبيره.

اليوم الوحيد الذي تساوى فيه الناس هو يومٌ انعدم فيه الأمن، فلم ينفع الغني غناه، ولم يشفع للفقير فقره، وما وصل الناس في ذلك البلد إلى ما وصلوا إليه إلا عبر التمايز الكبير بين الغني والفقير، فاشتعلت الفتن ولن تخمد أبداً، والحال هو الحال لكل ثورات الربيع العربي الذي رويت وروده بالدم.

فالقاسم الوحيد الذي جمعها هو انطلاقتها التي بدأت من فتيل الظلم والقهر والاستبداد، الذي يرجعنا إلى قول الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم): "إنه أهلك من كان قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد".. فكم من ضعيفٍ تكالبت عليه صروف الحياة أصبح رهيناً لقضبانٍ مظلمة، وكم من شريفٍ -نال من سرقاته ما لا يستحق- يسرح بعيداً متنقلاً بين البلدان.

لا بأس أن نغفو قليلاً، لكن وجب علينا العمل على أن نستفيق، وعندما نستفيق وجب أن يكون الأمن لنا رفيق.

الغالي المستبد
17-11-2018, 12:17 AM
ما أروعك أيها السهل الممتنع

Fashion Princesses
26-11-2018, 04:17 PM
فعلا صحيح.. والمشكلة ان المال هو عصب الحياة وبالتبعية لما يتزايد عدد العاطلين عن العمل من الشبان يبدأ خط انعدام الأمن والأمان بالتحرك.. طرح نير بارك الله فيك

ابوقيس99
29-11-2018, 06:03 PM
اخي الغالي سهل لك شكري وتقديري على تنويع طروحاتك الجميلة
بارك الله فيك أستاذي

سهل الباطن
17-12-2018, 07:12 PM
يعطيكم العافيه يا اساتذه
بارك الله فيكم