المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أول سفيرة عُمانية لـ “أثير”: لسنا بمعزل عن ما يجري في المنطقة وسياستنا ترتكز على الحكمة والتعقل والاتزان



مائة بيسة
19-11-2018, 12:33 PM
أكدت سعادة ليوثا بنت سلطان المغيرية سفيرة السلطنة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية بأن السياسة الخارجية العمانية ترتكز على الحكمة والتعقل والاتزان، وهذه المبادئ والمرتكزات تنبع من حقائق تاريخية وحضارية اتصفت بها عمان في مواقفها السياسية منذ أقدم العصور.

وأضافت في حديث لـ “أثير” : تمكنت السلطنة من خلال هذه السياسة من تطوير علاقات صداقة متينة مع جميع دول العالم وخاصة مع دول الجوار حيث توصلت إلى اتفاقيات لتحديد وترسيم الحدود مع جيرانها ثم قامت بتحويل هذه الحدود إلى معابر خير وجسور مودة وصداقة وتعاون مع الأشقاء والأصدقاء. وعُمان ليست بمعزل عن ما يجري في المنطقة والعالم وهي تتعامل معها بحكمة وإيجابية على نهج السياسة الحكمية لجلالة السلطان–حفظه الله ورعاه.


وأشارت المغيرية إلى أن العلاقات العمانية الألمانية تتميز بعمقها التاريخي حيث ترجع زيارات التجار الألمان إلى أسواق مسقط وزنجبار إلى القرن السابع عشر الميلادي، كما قام عدد من المستشرقين والرحالة الألمان بزيارة عُمان خلال تلك الفترة منهم انجلبرت كامبفر الذي زار مسقط عام 1688م والرحالة كارستن نيبر عام 1775م”. موضحة سعادة السفيرة بأن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنة وجمهورية ألمانيا الاتحادية قد بدأت في 16 مايو 1972م ومنذ ذلك التاريخ تعززت العلاقات بين البلدين وتم توقيع العديد من الاتفاقيات المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والتجاري، وفي عام 1978م تم إنشاء اللجنة الاقتصادية العمانية–الألمانية المشتركة التي عقدت حتى الآن أربعة عشر اجتماعا كان آخرها في مسقط في ديسمبر 2016م وقد أسهمت اللجنة في تفعيل التعاون الثنائي في مجالات التجارة والطاقة والبيئة والتدريب والتأهيل المهني، والتعليم والسياحة والصحة.


ووصفت السفيرة العلاقات العمانية الألمانية بأنها “علاقات تكون دومًا في تطور مستمر” وذلك بفضل التقارب في المواقف السياسية بين البلدين حول العديد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ومن خلال تعزيز التعاون في مختلف القطاعات التي تحظى باهتمام الطرفين وتفعيل اتفاقيات التعاون المختلفة التي تم التوقيع عليها إلى جانب تزايد زيارات رجال الأعمال والمستثمرين إلى كلا البلدين بحثًا عن الفرص المتاحة للاستثمار والشراكة الاقتصادية، إضافة إلى ارتفاع مشاركة وفود من البلدين في المعارض التسويقية والتخصصية التي تُنظم في السلطنة وألمانيا. قائلة : جمهورية ألمانيا الاتحادية لها تجربة عريقة في التنمية الاقتصادية في العديد من المجالات مثل الصناعة والسياحة والتعليم وغيرها من المجالات، لذلك هناك الكثير مما يمكن أن تستفيد منه السلطنة من ألمانيا لتعزيز التجربة التنموية العمانية، كما أن في السلطنة العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة في عدة قطاعات تمتلك ألمانيا فيها تقنية متقدمة وخبرة عالمية مثل قطاع الصناعة والشركات المتوسطة والصغيرة والطاقات المتجددة كـ (الشمسية والرياح). وهناك سبب آخر هو أن السلطنة تمثل وجهة مفضلة للسائح الألماني، حيث يجد فيها توقه للجوانب التاريخية والتراثية، ويحبذ السائحون الألمان السياحة الثقافية التي تلاقي شغفهم في الاطلاع على التراث العالمي والرموز الثقافية للحضارات الأخرى والآثار كالقلاع والحصون وغيرها التي تتمز السلطنة بالكثير منها. وهناك تعاون عماني ألماني مستمر منذ عقود في مجال البحوث الأثرية في السلطنة تشمل مراحل التنقيب والصيانة والتطوير وهناك أمثلة عديدة على هذا التعاون مثل تطوير منطقة البليد بمحافظة ظفار ومدينة بات الأثرية بمحافظة الظاهرة وغيرها من المشاريع المشتركة.