الغالي المستبد
26-11-2018, 04:41 PM
سياحة سيوح!
عبدالله الشيدي
26/11/2018
لم يعد خافياً على كل من تقع رجله على هذه الأرض الطيبة أنها تعاني حقيقة من أزمة سياحية تتجدد مع كل نهاية أسبوع، ناهيك عن الإجازات السنوية المتكررة، فهل نفتقد للمقومات السياحية؟ أم للعقول التي تديرها؟
تعبنا كثيراً من طرح البدائل والحلول في كل الاتجاهات وعلى جميع الأصعدة وبكل الحنايا، وجميع الزوايا المنفرجة منها والقائمة وحتى الحادة الضيقة، فهل من مجيب؟ أم أن تلك العقول المتحجرة داخلياً، المتصعلكة خارجياً لم تُرد لنا إلا الشتات في جميع الإجازات؟
هالتني تلك الصور لطوابير السيارات الخارجة عبر الحدود لقضاء إجازة قصيرة ممتعة رفقة العائلة، تلك الصور والمشاهد ليست بجديدة على ساحتنا العمانية الخالية من أي مقصد سياحي مميز، لقد كانت أول رحلة سياحية لي سنة 1986م إلى تلك العين الثائرة النابضة بالماء طوال العام، عندها كنتُ في الصف الخامس وشفع لي تفوقي في مادة الدراسات الاجتماعية دخولي في تلك الرحلة السياحية مع الأستاذ الفاضل سيف السيابي والذي شرفتُ بالدراسة على يديه وفي حضرته المهابة.
لقد فات على تلك الرحلة ما يربو على ثلاثين عامٍ تغيرنا نحنُ الأطفالُ فيها لنغدو كهولاً يزاحمُ سوادَ شعر رأسنا البياضُ، أو كما قالها التونسي بعفويته (قد هرمنا)، ولكن تلك العين لم تتغير حالها حال معظم المراتع السياحية في البلد، وفي آخر زيارة لي لهذه العين وجدتها كما تركتها منذ ثلاثةِ عقودٍ خلت، وحتى لا أكون مغالياً في السلبية فقد قامت بلدية تلك المنطقة بعمل جبّارٍ ونصبت لنا مظلتين خشبيتين أرجعتنا بهما لعهد الأجداد الغابر، وكأنهم لم يكتفوا بالتاريخ الأليم الذي تعيشه تلك العين!؟
كل أولئك المطبلون للسياحة في بلدي الغالي عمان أقول لهم عفواً لم تتعدّ ضربات طبولكم أبواب مكاتبكم المغلقة قسراً لمغادراتكم المتكررة لاستقدام التجارب الناجحة من البلدان المتطورة سياحياً، نعم نجحتم ربما في مغالطة صنوف الرقابات المفروضة على الإنفاق الحكومي وترشيده وهو المجال الوحيد الذي تبرعون في تشغيل عقولكم فيه، غير أننا نشهدُ فشلاً ذريعاً في ذلك الاستقدام.
نحنُ لا نطلبُ جنائن بابل المعلّقة، ولا أهرام مصر الشامخة، ولا أشجار الشام المثمرة، لكننا نرجو منكم أن تحوّلوا تلك الطوابير الخارجة من أرضها بغية متعةٍ مشروعةٍ للداخلِ العماني الأصيل والحضاري وأن تكون بلدنا كغيرها وجهة سياحية عامرة، وأن نكتفي بهذا القدر من سياحة السيوح المقفرة.
عبدالله الشيدي
26/11/2018
لم يعد خافياً على كل من تقع رجله على هذه الأرض الطيبة أنها تعاني حقيقة من أزمة سياحية تتجدد مع كل نهاية أسبوع، ناهيك عن الإجازات السنوية المتكررة، فهل نفتقد للمقومات السياحية؟ أم للعقول التي تديرها؟
تعبنا كثيراً من طرح البدائل والحلول في كل الاتجاهات وعلى جميع الأصعدة وبكل الحنايا، وجميع الزوايا المنفرجة منها والقائمة وحتى الحادة الضيقة، فهل من مجيب؟ أم أن تلك العقول المتحجرة داخلياً، المتصعلكة خارجياً لم تُرد لنا إلا الشتات في جميع الإجازات؟
هالتني تلك الصور لطوابير السيارات الخارجة عبر الحدود لقضاء إجازة قصيرة ممتعة رفقة العائلة، تلك الصور والمشاهد ليست بجديدة على ساحتنا العمانية الخالية من أي مقصد سياحي مميز، لقد كانت أول رحلة سياحية لي سنة 1986م إلى تلك العين الثائرة النابضة بالماء طوال العام، عندها كنتُ في الصف الخامس وشفع لي تفوقي في مادة الدراسات الاجتماعية دخولي في تلك الرحلة السياحية مع الأستاذ الفاضل سيف السيابي والذي شرفتُ بالدراسة على يديه وفي حضرته المهابة.
لقد فات على تلك الرحلة ما يربو على ثلاثين عامٍ تغيرنا نحنُ الأطفالُ فيها لنغدو كهولاً يزاحمُ سوادَ شعر رأسنا البياضُ، أو كما قالها التونسي بعفويته (قد هرمنا)، ولكن تلك العين لم تتغير حالها حال معظم المراتع السياحية في البلد، وفي آخر زيارة لي لهذه العين وجدتها كما تركتها منذ ثلاثةِ عقودٍ خلت، وحتى لا أكون مغالياً في السلبية فقد قامت بلدية تلك المنطقة بعمل جبّارٍ ونصبت لنا مظلتين خشبيتين أرجعتنا بهما لعهد الأجداد الغابر، وكأنهم لم يكتفوا بالتاريخ الأليم الذي تعيشه تلك العين!؟
كل أولئك المطبلون للسياحة في بلدي الغالي عمان أقول لهم عفواً لم تتعدّ ضربات طبولكم أبواب مكاتبكم المغلقة قسراً لمغادراتكم المتكررة لاستقدام التجارب الناجحة من البلدان المتطورة سياحياً، نعم نجحتم ربما في مغالطة صنوف الرقابات المفروضة على الإنفاق الحكومي وترشيده وهو المجال الوحيد الذي تبرعون في تشغيل عقولكم فيه، غير أننا نشهدُ فشلاً ذريعاً في ذلك الاستقدام.
نحنُ لا نطلبُ جنائن بابل المعلّقة، ولا أهرام مصر الشامخة، ولا أشجار الشام المثمرة، لكننا نرجو منكم أن تحوّلوا تلك الطوابير الخارجة من أرضها بغية متعةٍ مشروعةٍ للداخلِ العماني الأصيل والحضاري وأن تكون بلدنا كغيرها وجهة سياحية عامرة، وأن نكتفي بهذا القدر من سياحة السيوح المقفرة.