المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عُماني من “محاسب” إلى “رئيس تنفيذي” حوّل شركة من “خسائر” إلى “أرباح”



مائة بيسة
09-01-2019, 10:24 AM
https://i1.wp.com/www.atheer.om/wp-content/uploads/2019/01/WhatsApp-Image-2019-01-09-at-9.58.54-AM2.jpeg?resize=780%2C405

أثير- سيف المعولييحملُ سيرةً علميةً مُطرّزةً بالاجتهادِ منذ البدايات، ويبني مسيرةً عمليةً متدرجةً عبر السنوات. اجتهد حتى أصبح “يُطلَب” من المؤسسات، وزاد شغفُه وهو يحقق المزيد من النجاحات.وُلِد لعائلة “ميسورة” الحال لكنها ليست غنيّة، وكانت والدته تُقدِّس التعليم رغم أنها “أمّية”؛ فما فقدته بسبب الظروف “المعروفة”، أرادت أن تراه متحققًا في أبنائها، وإن تطلب الأمر أحيانًا “العصا” و”المجمعة”.تعلّم من “حصن قريات” الصبرَ والتحمّل، وأرشده “بحر بركاء” إلى أن “العلم يُطلب ولو بالصين”، فكانت مسقط بعد الثانوية العامة هي البدايات، وفي بريطانيا بدأ بناء الطموحات، حتى أصبح اليوم رئيسًا تنفيذيًا لإحدى الشركات.حديثنا أعلاه عن سالم بن محمد الفارسي الذي بدأ حياته العملية بوظيفة “مُحاسِب”، وأصبح بعد حوالي خمسة عشر عامًا رئيسًا تنفيذيًا؛ ليؤكد بأن الشاب العُماني “يستطيع” -إن أراد-، وليس “ما مال شغل” كما يُروّج له البعض.الفارسي المنتمي لـ “البيت القرياتي” في بركاء كشف في حوارٍ له مع “أثير” مسارات من حياته العلمية والعملية بدأت منذ عام 1994م حين أنهى الثانوية العامة والتحق بشركة تنمية نفط عمان لدراسة اللغة الإنجليزية لمدة عام كامل، لينطلق بعدها إلى بريطانيا ويدرس تخصص المحاسبة، ويعود إلى الوطن وفِي يده شهادة البكالريوس وفِي الأخرى “مرتبة الشرف”.

https://i1.wp.com/www.atheer.om/wp-content/uploads/2019/01/WhatsApp-Image-2019-01-09-at-9.58.54-AM.jpeg?resize=169%2C300

عاد الفارسي إلى الشركة التي يسميها “البيئة الأم” وهي “تنمية نفط عمان” بعد أن حقق الدرجات المطلوبة منه للتوظيف، لكن الطموح والحلم ظلّا ملازمين له، وتيقن بأن ذلك لن يتحقق سوى بالتعليم؛ فسعى “مهنيًا” إلى الحصول على ذلك من خلال عضوية الجمعية البريطانية للمحاسبين القانونيين.
اعتمد الفارسي في المرحلتين الأولى والثانية من التقديم على نفسه، فاشترى الكتب من “الأونلاين”، وأصبحت “مكتبة المعرفة” في القرم هي ملاذه لمدة ثلاث ساعات بعد العمل يوميًا، أما المرحلة الثالثة فالتجأ فيها إلى الشركة التي وافقت على تفريغه بشرطٍ “كان له ما بعده”!اشترطت الشركة عليه بأن يكون هو “المعيار” أمام طلبات الآخرين؛ فإن نجح فُتِح المجال لهم، وإن أخفق فالعكس صحيح؛ فحمل على عاتقه “المهمة الصعبة” وحقق “النموذج الناجح” وحصل على العضوية؛ ليسنّ بذلك “سنة حسنة”.كان الفارسي في ذلك الوقت الشخص “الثامن” الذي يحصل على هذه العضوية المرموقة في السلطنة؛ وكان إصراره على الحصول عليها مُبررًا؛ إذ انهالت عليه العروض من الشركات، فأراد أن يدخل تحديًا جديدًا بعيدًا عن شركة تنمية نفط عمان.تنقّل سالم بين مجموعة من الشركات “الحكومية”، فما إن يبدأ في إحداها ويُبدع حتى يأتيه عرضٌ آخر أكثر إغراءً “عملًا وراتبًا”، فابتدأ – بعد تنمية نفط عمان- بشركة الغاز العمانية، فشركة تكامل للاستثمار، ثم شركة عمران، وبعدها شركة النفط العمانية للاستكشاف والتنقيب، لينتقل أخيرًا إلى “التحدي الأكبر” في مطلع 2015م، وهو رئيس تنفيذي لشركة

“تبريد عمان”.

https://i0.wp.com/www.atheer.om/wp-content/uploads/2019/01/WhatsApp-Image-2019-01-09-at-9.58.54-AM1.jpeg?resize=169%2C300

يقول عن ذلك:” التحدي الذي واجهته هو أنني كنت أعمل في شركات حكومية، بينما شركة “تبريد عمان” ليست حكومية، وبالتالي فإن مستوى التقييم ومعياره فيها يختلف، كما إنني أصبحت على رأس الهرم في الإدارة وأتحمل كل المسؤوليات، بينما في أعمالي السابقة كان هناك من يتحمل المسؤولية المباشرة أعلى مني”.
كان الفارسي على “قد المسؤولية” التي أوكلت له، فبعد أن استلم الرئاسة التنفيذية خلفًا لـ “وافد” حتى عمل على تحويل استراتيجيتها إلى الأفضل؛ فحوّل “الخسائر” التي كانت الشركة تتكبدها لـ “سبع سنوات على التوالي” إلى “أرباح” في سنته الأولى، و”استثمر” الأزمة الاقتصادية ليقنع العملاء والزبائن بأن “تبريد عُمان” توفّر لهم الحلول الذكية التي تساعدهم على “خفض ميزانية الكهرباء” و”استدامة الصيانة”، وهو ما أثمر عن شراكات طويلة المدى مع مشاريع كبرى في السلطنة.لم ينسَ الفارسي وهو في “هرم المسؤولية” الفرصَ التي أُعطيت له في بداية مشواره، ففتح الباب للشباب العُماني للتدريب المؤدي إلى التوظيف، حتى أصبحت نسبة التعمين تتجاوز 95% في إدارة الشركة، و70% في “الفنيين”، مع وجود خطة طموحة لزيادة ذلك؛ لأنه يؤمن بأن شبابنا يحتاجون إلى “الفرصة” و”التشجيع” لكنه يشترط لهذين الأمرين وجود “الإرادة والرغبة”.ومع نهايات السطور، فإن الفارسي “واسطة العقد” في عائلته، يجعل شباك مكتبه المطل على شارع مسقط السريع مفتوحًا باستمرار؛ لتتسع رؤيته للشركة التي يريدها باتساع الأفق، وتكبر في عينه البدايات البسيطة التي نمّاها بـ “النية الطيبة” و”الثقة بالنفس” و”الاجتهاد”؛ فهل وصلت الرسالة يا “شباب عُمان”؟