المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'



نوارة الكون
29-10-2014, 02:03 PM
كلمة الكاتبة


بسم الله الرحمن الرحيم

يا صلاله خبرينا // عن قلوباً 'تهتوينا'

رواية منتقاه من " مجتمعي" العماني ..بصورة مغايرة لما اعتادت الأقلام ان تنقله..
بحيث انها تحمل عبق الجذور الراسية للعادات الأصيلة ..والأخلاق الإسلامية..

وتحمل جلافةً تستهوي محبين الشجون...تحاكي الإنتقال من المجتمع المنفتح ..
...إلى المجتمع الجنوبي الأصيل الثابت..

لن نخرج عن الواقع...بل سنمثله ..ونسرده ..بيسره / وعسره..

فعلى المولى الإتكّال ..وأسأله التوفيق..

نوارة الكون
29-10-2014, 02:04 PM
(الجزء الأول ))

الطريق إلى الجامعة اللي بالعاده يكون طويل وممل،هذا اليوم مر بسرعه فاجئتني...
وارجع السبب للشعور الغامض اللي مسيطر علي خلال هذي الأيام ...

قبل لا انزل من السيارة ...وقفت اسمع السؤال اللي يتكرر كثير من خالتي:

(عليا مو فيك ..يا بنت ذا الأيام ترى حالتك مو عاجبتني ابداً..تعاني من مشاكل..حد مضايقش ..قولي..بس لا تظلي ساكته كذاك..)

جذبت نفس قوي..ورسمت ابتسامه على وجهي استعدادً للأجابة عن هالسؤال اللي بات يزعجني كثير..لسبب اني اجهل هالإحساس الغريب اللي يلفني..وبروحي مو عارفة الجواب:

( الله يهديش يا خالتي...كم مره وانا اقولش ما فيني شيء فعلاً..تبيني احلف بعد.ترى جاهزة..بس مدري حاجة كذا في نفسي مدري شعور او احساس سيء)....!
ثم اردفت بضحكة (او يمكن تغير الجو اثر على المود بشكل عام وخربه)..!

ابتسمت خالتي بخفة..وعلامات عدم التصديق واضحة على ملامحها:

( يالله يالله انزلي..لا تتأخري على محاضرتك..ولا راح يطردك الدكتور..وخليني اروح لدوامي انا بعد)

العباءة الضيقة ..والشيلة المطعمه بالفصوص الراقية ..والوجه الحسن المكشوف ..كانت اسباب كافية لتركز النظرات علي وانا اشق طريقي باتجاه كلية الطب..وسط الزحام.. من الطلبة والطالبات..والأساتذة ...مما جعلني اجفل من الشعور بالضيق ..الشعور بأني اعيش في خطر ،او خطأ انا سببه. ..راجعت افكاري ( صحيح ان خالتي اللي مفصله عبايتي ....بس كان بإمكاني اقول لا..هالعباية ..هالشيلة ..مو مناسبين ...)..!!

ثم تراجعت في تفكيري (انا وييييين ...بويش جالسه اهتم و افكر..حالتي المزاجية اليوم من سيئة الى اسوء..)..!

على الرغم من ان الطلاب والطالبات في سنتهم الأولى لدراسة الطب..وما زالوا في بداية الفصل
...إلا ان الكل كان متململ في مقعده ..يعني مو انا لوحدي ..ملانه من المحاضرة ...
هذا افضل تبرير للوضع ...!!! حتى اشعر بقليل من السلام في داخلي قلت ...(اكيد الخلل من الدكتور)..!!


على آخر محاضرة تنفست بسلام...وارخيت رأسي وغمضت عيوني بخفة وظهر امامي ذاك الوجه..انتفضت بقوه..وانا اتذكر ذيك النظرات القاتلة اللي رمقني بها..ليش كذا..؟؟

ومن كان هذاك الشخص ..وليش اسود وجهه لما سمع اسمي...وحسيت انه انهان قدام الدكتور اللي كنت رايحة اقدم له البحث...مو معقوله من هذاك اليوم وانا انتفض لما اذكره..ويمكن يكون هو سبب تعكر مزاجي...مستحيل يكون الأمر طبيعي وعادي.....

رن جوالي..وعرفت انه خالتي تنتظرني...

( هلااا باللي تكذب و تقول معاها حصص تدريس وراح تتأخر..وبالأخير جات حتى قبل لا اروح الكافتيريا....شوفي ترى هالحين بنمر كوفي شوب ...اممم خاطري بموكا وتشيز كيك يعدل المزاج...هاه شو رايش..)

(رأيي انه نروح البيت مالي خلق اي شي..غير النوم)

صوت خالتي مو طبيعي ابداً..ابداً...القيت عليها نظره بس نظارتها الشمسية الكبيرة مغطية عيونها..بس وجهها محمر بقوه..رديت نظري ..والقيت ملفي فالمقعد الخلفي..بس تفاجأت بأوراق البحث اللي لازم تقدمه خالتي اليوم لمكتب الإدراة بالجامعة موجوده...مستحيل..!

سألتها باستغراب( خالتي انتي اليوم ما مداومه....هذا البحث اللي مطلوب من اساتذة الجامعة موجود )!

حسيت بصدمتها..بس جاوبت..( اووووه نسيته...مو مشكلة باكر راح اوديه)

قلت: ( خالتي).. بس قاطعتني..وقالت ( عليا اذا ممكن اسكتي عني ..ما عرفت اسوق)!

الصمت كان سائد ...وصلنا البيت ...وقفت بنصف الصالة وانا اسمع خالتي تقول للشغالة
لا تناديني على الغدا ما ابي شي..وبعدها راحت جناحها وقفلته بهدوء..!!

رميت حقيبتي بالكنب...وفتحت عبايتي وشيلتي وتمددت ...تفكيري متعب..وخالتي اليوم زادتني..من لما كان عمري 12سنة ما يوم شفت خالتي تتصرف كذاك..

اذان الظهر ..ايقظني من موجة التفكير..بس ما وقفت هالموجه ....!!!

لحتى ظهرت خالتي بعد المغرب بوجه اقل ما يقال عنه مرعب..!...ازال من قلبي كل بقايا الإطمئنان اللي كنت امني بها نفسي..!

نادت الشغالة وقالت لها تجهز القهوه..لأن راح يجونا ضيوف..ناظرتها وانا بقمة الإستغراب ..!

الى ان التفتت لي وقالت بصوت مخنوق( عليا بيجونا ناس بعد اذان العشاء خليش جاهزة)

وقبل لا أسأل من اللي راح يجينا قالت( لا تلبسي قمصان او جنز..البسي دراعة ساتره ..) واغلقت الباب وراها...

وانا في حالة ذهول..في حالة ثانية كنت راح اضحك..لأن خالتي فري واول مره تلزمني بلبس معين .....لااااا وبعد ساتر...!!!

صليت العشاء ..ولبست دراعة سوداء بشك خفيف وحطيت شيلتي برقبتي..ورحت الصالة وانا اشوف القهوة والشاي وتوابعهم بالطاولة الزجاجية بالصالة..وريحة البخور ..تعم المكان..

رن الجرس وزادت معاه دقات قلبي...وزاد الفضووول ..!

راحت فاطمة شغالتنا تفتح الباب..بس خالتي وقفتها ..وراحت بنفسها تفتح الباب..وهي لا بسه عبايتها...!

كيييف...!!!! لا بسه عباية...وانا لا...!راح اجن من التفكييير...!!

سمعت اصوات تقترب من مدخل الصالة ...
رفعت راسي .....

دوار خفيف ..توقف لأنفاسي ....ترافق مع الصدمة اللي جمدت كل عضلة بجسمي...!!

عملاق الشعر
29-10-2014, 02:24 PM
نوارة الكون



رواية رائعة ومشوقة

كملي لاااه ههههههه


في انتظار التكملة


سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي

حبي خالص
29-10-2014, 02:50 PM
جميله الروايه نواره
شوقتينا للحدث
بإنتظار تكملة الروايه

القيصـــــر
29-10-2014, 03:30 PM
إنتقاء جميل ومبدئيا الروايه مشوقه
والقادم أجمل في إنتظار باقي الأجزاء
كل الشكر لك على الطرح

قائد الغزلان
29-10-2014, 06:05 PM
مساااء ورد اريج

هلاا نوااااره

روواية جميلة جداا
وفقك الله لكل خير

نوارة الكون
30-10-2014, 07:33 AM
نوارة الكون



رواية رائعة ومشوقة

كملي لاااه ههههههه


في انتظار التكملة


سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي


اسعدني مرورك اخوي ان شاء الله

نوارة الكون
30-10-2014, 07:34 AM
جميله الروايه نواره
شوقتينا للحدث
بإنتظار تكملة الروايه


مرورج الاجمل غاليتي

نوارة الكون
30-10-2014, 07:36 AM
إنتقاء جميل ومبدئيا الروايه مشوقه
والقادم أجمل في إنتظار باقي الأجزاء
كل الشكر لك على الطرح





العفووو واسعدني مرورك

نوارة الكون
30-10-2014, 07:37 AM
مساااء ورد اريج

هلاا نوااااره

روواية جميلة جداا
وفقك الله لكل خير






تسلمين يالغلا ومشكوره ع المرور

نوارة الكون
30-10-2014, 07:38 AM
(( الجزء الثاني ))

اللي اشوفه مو صحيح ..صار يتخيل لي هالشخص في كل مكان..حتى بالبيت..!!
لكن هذا هو اكيد..هذا هو المرعب اللي شفته قبل ايام بالجامعة..!! ويش يسوي جاي هنيه ومن الرجال اللي معه...يا الله ..ويش اللي يصير...!!

احساس بداخلي يحثني على الهرب ..بس وين اهرب ..والناس شافوني..ومن الأساس رجليني ما عاد اقدر احركهم...!!

( تفضلوا ...تفضلوا ...) صوت خالتي وصلني..وهي تحث هالغرباء المرعبين على الدخول..!!

يالله صاروا قريبين مني ...بس انا ما اقدر اتحرك...ابا ارجع غرفتي واقفل الباب ..بس ما اقدر
...ابا اصرخ ...بس ما اقدر...كني مجمده فمكاني..!!!

( زاد فضلك..يا اسماء )هالصوت مشابه وااايد لصوت ابويه.....!

صحيح ان ابويه ميت من سنين بس بعدني ما زلت قادره اذكر صوته....

رفعت راسي ..وفاجئني وجه الغريب قدام وجهي...تجمد كل ما فيني وانا اشوف
وجه ابويه...لاااااا كييف...؟؟؟ ابويه ميت ..انا احلم...ويش قاعد يصير فيني...الميت ما يعيش..!

...يمكن انا فيني شي مب طبيعي ...يمكن جنيت..يمكن انا ميته ...صحيح انا ما قاعده اتنفس ...حاولت اتنفس كذا مره بس من دون فايده...عيوني احس فيها مفتوحة بذهول وشبيه ابويه جالس يتكلم ..بس انا ما اسمع اي كلمه يقولها...حتى خالتي قربت وهي تتكلم....
والمرعب واقف في بداية الصالة...شفته يتقدم ويقول شيء ...بس انا ما اسمع ...غمضت عيوني ووقتها اول صوت سمعته كان صوت سقوط على الأرض تلاه صوت تكسر زجاج على الرخام...
غمضت عيوني اكثر ...وما عاد حسيت بشي...

شهقت لما حسيت بالماي البارد على وجهي...وفتحت عيوني وتضايقت لما شفت الأمور ما زالت على حالها ووجه شبيه ابويه قرب مني اكثر عن قبل..!!!
لحد ما اكتشفت السبب..اني ممده على الأرض ..وراسي على رجله ..!!

غمضت عيوني وفتحتها واحسه قرب مني..وهو يناديني بتوتر
: (يا بنت ..انتي بخير ..؟؟)
جاء صوت خشن من بعيد
: ( تطمن يا عمي هي بخير ..هذي مجرد صدمة خفيفة..ما عليها باس ان شاء الله )!!

تميت اتأمل وجهه من قريب ..هذا ابويه؟!!! ..انا متأكده انه هو ..
يا الله ويش كثر مشتاقة له.....مديت يدي اتلمس وجهه ..وقلت بصوت باكي..
: ( ابويه..انته هنيه ..انته حي...انا ..انا مشتاقة لك وايد)

غصة ألم مرت على وجهه...ومن ثم سمعت صوت خالتي المرهق وهي تقول
: ( عليا حبيبتي انتي بخير..حاسه بشي...)ثم اردفت بسرعة...(حبيبتي لا تخافي هذولا اهل ابوك وهذا عمك اخو ابوك )

عمي....!! هذا هو سر الشبه ..! اخو ابويه ...حسيت بجسمي ينتفض لكن قمت بسرعه ورفعت راسي الممدد بحضن المسمى عمي..
حاولت اقوم ...وسمعت صوت حاد من الخلف يقول
:( انتبهي لا يأذيك الزجاج المتكسر...)ثم اضاف بأمر..(وعدلي شيلتك وغطي وجهك)..!!

بعدت عن الزجاج ورحت جهة خالتي جلست على الكنب ..وعدلت شيلتي بس ما غطيت وجهي...!

ما زال جسمي يرتجف من الصدمة ...وعدم التصديق....أهل ابويه ويش اللي جايبنهم بعد هالسنوات...وليش هالجمود اللي فنظراتهم...أحس كأنهم جايين يخوضوا معركه ...!!

جاء الصوت من جهة الغريب المرعب ..اللي بعدني ما عرفت ويش صلة القرابة اللي تجمعني به
يمكن عمي ....!!بس لا ..هو قال غطي وجهك...!!!

( انتي ما تعرفي الدين ولا الأخلاق ...ليش ما تغطي وجهك..انا ولد عمك ..ولا خالتك ما عرفت تربيك زين) قالها اللي يكون ولد عمي بصوت خشن حاد

ضربة قوية لمفاهيم اللباقة في الزيارة والحديث..وفي الواقع صوته الخشن زاد الرعب في قلبي
اكثر واكثر ...ويش هذا الإنسان الغريب ...معقوله في حد يخوف كذا...هذا لو يروح يجاهد انا متأكده أن راح يكون اجره عظيم عند الله ...يمكن حتى ما يحتاج سلاح..نظره وحده ومعاها زجره بصوته الحاد وجيوش العدو راح تنسحب بانهزام...!!!

(ما معقوله...وقاحة مثل كذا ما شفت انا....جالسة تناظرين فيه بلا حيا...الله يرحمك يا عمي سلطان....هذي نتيجة اللي يتزوج من خارج جماعته)

هه الوقاحة على من تطلق في هالحالة...!!يمكن هالبني آدم فاهم الأمور بالخطأ...خلني اكسب فيه اجر واعلمه...رفعت عيني وحاولت انطق ..بس لما جات عيني فالعيون النارية ..فضلت الإنسحاب..ونسيت مبادرتي تماماً ..!!!

خالتي نطقت أخيراً...
( دكتور باسل ما كذا الحوار...لو سمحت.. خلنا نتحاور بهدوء.. وبدون كلام جارح)

دكتور وش دكتوره هالكتله النارية يكون دكتور...هه وفي أي مجال...لا يكون طب بشري بس..الله يستر...!!!

نطق اللي يقال انه عمي( للأسف يا أسماء انتي ما خليتي للحوار مكان...اللي سويتيه ما يتصدق وانتي اول من نبذ الحوار..ولا تنسي الأحداث اللي صارت قبل سنين)

شفت التوتر والضعف مالي وجه خالتي .. معقوله خالتي اللي دايم معروفه بقوتها ... في هاللحظة خايفة من هالأشخاص...طيب لييييش..؟؟

جاوبته خالتي بانفعال( مو تبيني اسوي يا بو خالد...هذي بنت اختي بحسبة بنتي ..واختي قبل الحادث موصتني عليها...وانا ادري انه اهلك ما متقبلينها لأنه والدتها مو من قبيلتكم ...وادري بالعادات والتشدد اللي معكم بالجنوب..فكيف تبيني ارتاح وانا اعرف انه بنت اختي ما مرتاحة)

نطق الدكتور باسل( اظن يا استاذة اسماء ان دراستك بأستراليا رسخت كثير من المعتقدات الخاطئة فعقليتك..ولا من متى الدين والأخلاق الإسلامية صار يطلق عليها تشدد)

ويش هالحرب الكلامية اللي جالسة تدور هنا...!!!وكيف هالأشخاص لهم معرفة بخالتي ...
وعن ويش يتكلموا ...بصراحة ..انا ما صرت فاهمه شي...!!

قال ابو خالد يعني عمي.!!! ( شوفي يا أسماء..احنا مقدرين اهتمامك ببنت اخينا..ورعايتك لها طوال السنين اللي مضت...لكن موضوع هروبك واختفائك مع البنت..هذا تحدي لا يمكن نسامح عليه...بالإضافة للتحدي الواضح لنا من خلال الإنفتاح الواضح اللي مربيه فيه البنت..والطامة الكبرى انك مدخلتها جامعة السلطان قابوس جامعة مختلطة ...ولا بعد كلية الطب...هذا شيء لا يمكن نتقبله)

اضاف الدكتور باسل بصوته المرعب( تصور يا عمي الموقف اللي انحطيت فيه لما اسمع بنت عمي تسرد اسمها بالكامل قدام الدكتور أسعد وقدامي...والقهر أن الدكتور يقولي بعد ما راحت ما شاء الله العائلة كلها أطباء أولاد وبنات...فهذاك الوقت حسيت راسي انحط بالقاع)..!

رجفة واضحة سيطرت علي في هذي اللحظة....! معقوله في ناس باقي يفكروا بهالمنطق..!
يعني الحين انا اصير علامة سيئة بالنسبة لهم..!

شفت خالتي تجذب نفس قوي..بس للأسف ما ساعدها في تهدئة أعصابها...لأنه الرجفة ما زالت تسري فيها...!! والتوتر والضيق والخوف ...اتضحوا لما تكلمت
: ( ويش المطلوب يا بوخالد...ويش قصدكم انته ودكتور باسل من هالكلام...ترى أنا مو مرتاحة لكم ابداً ..بعد هالمقدمة..)..

حاول المرعب يتكلم..بس عمه اشار له بأن يسكت حتى يتكلم بنفسه
: ( انتي فاهمتنا زين يا أسماء..اللي ما صار قبل سبع سنين وهربتي منه...راح يصير غدوه ( باكر )ولو على قطع اعناقنا..شرفنا واسمنا شيء غالي...وبنت اخونا احنا المسؤولين عنها ...والبنت من بكره راح ترجع معنا لبلادها للبلاد اللي تربى فيها ابوها...وراح تنسى هالجامعه والطب..حالها من حال قريناتها من بنات العائلة)

وقفت خالتي بعنف ..وصرخت بشدة توضح فقدانها لأعصابها
: ( لا تمني نفسك يا بوخالد...لا انت ولا اهلك يقدرو يوقفوا في حياة عليا ...عليا بنتي..وهي اللي اجتهدت واختارت مجال الطب..وراح تواصل غصبن عن الكل ...وراح استخدم كل الوسائل حتى اضمن هالشيء ..وحتى لو ألجأ للقانون...تسمعني....محد راح يوقف بوجه عليا ..وهذا انا احذرك...)

الكل وقف بعد هالكلام اللاذع اللي انطقت به خالتي...وبنفس القوة وبصوت اشد قال الدكتور باسل : ( كلامك وتهديدك يا أستاذة مردود عليك...انتي اللي جالسة في طريق البنت ...وانتي اللي حرمتيها من أهلها من عمامها ومن يدتها اللي ميته على شوفت بنت المرحوم...وانتي اللي جالسة تفرضي عليها قناعات ما تناسبها ....ابا أسألك وجاوبيني بصدق يا أسماء ..جالك يوم وخبرتي البنت عن اهلها بظفار ...وانهم يبونها تعيش معهم )..؟؟؟ثم اضاف باستهزاء (ولولا هروبك الجبان كان البنت بحضن اهلها بالجنوب..طوال هالسنين..)ثم اضاف بحده (ولا مثل ما اتوقع ماليه راسها من الكذبات عنا ....هاه جاوبي جالك يوم وخيرتيها بين العيش معك لوحدك او انها تعيش وسط جماعة واهل في مجتمع صالح ...وبيئة طبيعية ..ما تماثل هالواقع اللي معيشتنها فيه ..هاه جاوبي ياللي تتكلمي عن القناعات ...؟)

خالتي لاذت بالصمت....تمنيت اني اصرخ ...واوقول لها ..لا تصمتي..قولي اي عذر..برري..بس اترجاش لا تصمتي..لا تخلي كلامهم صح..واصير انا المخدوعة طول هالسنين..بان اهلي ما يبوني ..ولا حاولوا مره يتواصلوا معي...
لكن الصمت اللي زرع في قلبي احساس جديد ومؤلم..احساس القهر..والانخداع من شخص قريب ..شخص يمتلك قلبي ..وافديه بروحي...هالصمت هو اللي حل....رفعت عيني بتساؤل لعيون خالتي..بس اشاحت نظرها عني..

رغم الصمت...إلا أني حسيت بأن الكل فهم الموقف ..نظرات خالتي اللي ابتعدت عن عيوني ..الانكسار اللي متأكده انه بان في ملامحي ...اكد للجميع بأني كنت مغيبة عن الواقع والحقيقة وعايشة طوال هالسنين بوهم....!

بعد دقائق ...نطق العم المسمى ابوخالد
: ( احنا رايحين يا اسماء ..الوقت متأخر ...وباكر العصر راح نمر على البنت...وحذاري تحاولي تسوي أي حركة من هنا ولا هناك ...اقصد انك تحاولي تلعبي بفكرة اللجوء للقانون ...لااا هذا انا احذرك مو من مصلحتك ..ترى حضانة البنت من لما كان عمرها12 سنة معنا...والأوراق المزيفة اللي استخدمتيهن لتسهيل سفرك لأستراليا مع بنت اخويه راح نستخدمهن ضدك...فلا تقضي على بقية احترام نكنه لك لأنك خالة بنت اخونا بتصرفات راح تنقلب ضدك...هيا يا باسل خلنا نروح ..الوقت متأخر...)

عملاق الشعر
30-10-2014, 07:52 AM
جـــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــ ـــــــيـــــــــــــــــــــل جـــــــــــــدا اختي نوارة

ومتابعين معك

رايق البال
30-10-2014, 08:21 AM
هلا فيك نواره ..
لا جديد عليك هذا الإبداع وننتظر نهاية الروايه بكل لهفه
الف شكر لإختيارك الراقي وجهدك المبذول .. كل الود لك مني

نوارة الكون
30-10-2014, 08:21 AM
جـــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــ ـــــــيـــــــــــــــــــــل جـــــــــــــدا اختي نوارة

ومتابعين معك


تسلم اخوي ومشكور ع المرور

نوارة الكون
30-10-2014, 08:23 AM
هلا فيك نواره ..
لا جديد عليك هذا الإبداع وننتظر نهاية الروايه بكل لهفه
الف شكر لإختيارك الراقي وجهدك المبذول .. كل الود لك مني



تسلم استاذي الابداع انتم عنوانه مرورك اسعدني

نديم الماضي
30-10-2014, 09:36 PM
روايه جميله نوارة الكون
يعطيك الف عافيه ع الأنتقاء..

نوارة الكون
31-10-2014, 03:51 PM
روايه جميله نوارة الكون
يعطيك الف عافيه ع الأنتقاء..


مرورك اسعدني اخي الكريم

نوارة الكون
31-10-2014, 03:52 PM
(( الجزء الثالث ))

نزلت راسي في حضني..وكلي رغبة بالبكاء..ابا ابكي ..لكن ما عندي رغبة اني ابكي فالحضن اللي لمني طوال السنوات الماضية....لمجرد تفكيري بهالطريقة ..حسيت اني ناكرة للمعروف..خالتي اللي رعتني ..لمتني...احيتني من جديد بعد فقداني لأمي وابوية...ودفعتني لتحصيل اعلى الدرجات بدراستي...طوال السنين اللي كانت تحضر فييها الماجستير ومن بعدها سنين عملها فأستراليا كانت ترجع مهدوده ..بس ما تبين تعبها ..ترجع وتهتم بي وبأمور البيت والمطبخ..!بس ليش....ليش تخفي عني مسألة حساسة مثل كذا...ليش كانت تبين لي انه اهل ابوية ما يبوني...ليش.....؟؟؟

رفعت راسي ..على صوت خالتي..اللي كانت جالسة فالكنب المقابل

( لأني عاقر يا عليا ...ما اقدر انجب...انتي ووظيفتي كل حياتي...ما ابا اتزوج وانا اعرف اني ما راح انجب..وراح ادخل في مشاكل ما لها حصر....بس مع وجودك انتي بنتي ..وانا اقدر اعطيك واوفر لك كل شيء تبينه ...وما اقدر افرط فيك ..لذلك اضطريت ازور أوراق تثبت انه حضانتك لي...وهربت مثل ما قال عمك ابو خالد...لأنه الحضانة كانت لهم....هربت لأني ما اقدر اخليك..)

ويش اقول ...احس بالنيران تشتعل بداخلي....ويش ينقال في مثل هالموقف....جريان دموع خالتي ما وقف...ابا اخفف عنها....بس كيف ...ما اقدر اعطيها شيء...ولا اني اوعدها بشيء...
لأني اعرف ان الأمور متعقدة بشكل خطير...بسبب ولوجها في المسائل القانونية...اللي زادتها تعقيد...

تكلمت خالتي من جديد...والدموع ما زالت تنحدر من وجنتيها المحمرات بشدة تأثرها
( لكن....) .....بعدها ضحكت بأسى وقهر ..
: ( كنت اعرف انه هاليوم راح يجي ..كنت انتظره من لما رجعنا للسلطنة...كنت دايم متأكده انهم راح يجو ويطالبوا فيك.........كنت متأكده...) ..
ثم دخلت في دوامة بكاء عنيفة ..وركضت باتجاه جناحها وقفلت الباب ..قبل حتى لا ترف عيني....

( آآآه ) تنهيدة عميقة طلعت مني...ويش كان هاليوم الغريب...ليت احداثه كلها حلم ...
بس انا ادري انه مو حلم.....هذا إحساسي اللي كان يراودني خلال الفترة الماضية...وتذكرت للحظة الدكتور باسل وعيونه الغريبة بلونها الناري...لو انه بنت كنت راح اقول اكيد انها لابسه عدسات ..بس لا انا متأكده انه عيونه طبيعية لأن هاللون متوافق مع حدة صوته...وبشرته السمراء وضخامة جسمه ..كتلة من الرعب...!
صحيت على صوت العاملة ...فاطمة وهي تسألني ( اليا يبي اشا الهين)...

اي عشا...الأكل آخر حاجة ممكن تجي على بالي...بس ما يمنع كوب شاي يروق اعصابي..بس وييين الشاي ..!!!انا اليوم كسرت دلة الشاي والقهوة بطيحتي...!! ما بقى إلا آثار الزجاج..!! خلني اقوم اسويلي كوب شاي بنفسي...

قلت لها ( لا ..مابا شيء يا فاطمة ..انتي روحي تعشي ..ونامي ..)

صباح اليوم الثاني ..نهضت للمره الثانية لأني بعد ما صليت الفجر رجعت انام ..البارحة ما نمت إلا قبل الفجر بشوي...عالساعة سبع كنت افكر محتارة اداوم اليوم ولا ....؟ بروح أسأل خالتي..

رحت الصالة بس محد فيها..رحت المطبخ ..اخذت كوبين نسكافية بإيدي..ودقيت باب جناح خالتي ..انفتح الباب ..وكان وجه خالتي مرهق لأبعد حدود...صبحت عليها وعطيتها قبلة صباحية على الخد..واعطيتها كوب النسكافية..ابتسمت وخذت الكوب ورجعت على صالة جناحها...عرفت انها ما راح تداوم لأنها لابسه بيجامتها...جلست فسريرها ..وانا بالكنب المقابل..

قلت لها وانا ابتسم ( كنت اتمنى هالإجازة..بس في ظروف غير هالظروف ..نطلع فالأسواق او عالبحر ونفلها..بس للأسف هالإجازة ما ترقى للمعايير اللي فبالي)

ضحكت خالتي بخفة ..وقالت بشرود( راح تملي من الإجازات حبيبتي راح تملي..)

انتابني الذعر لأخمص قدمي( وش قصدش يا خالتي )

حطت عينها بعيني...ثم قالت ( ما احيدش تفهمي متأخر...انتي تعرفي ويش اقصد)

حطيت كوب النسكافية بالتسريحة..والتفت لها من جديد( لا يمكن ..خالتي...انا مستحيل اقدر..انا....)
قبل لا اكمل كلامي قالت ( اسمعيني يا عليا .. انا كنت واعية لنظرات الألم اللي حسيتيها لما قالوا عمك وولد عمك عن رغبة عائلة ابوك في ضمهم لك....مثل ما كنت واعية دايماً لشعورك بالنقص تجاه لمة العائلات... وانا متأكدة انش راح تتأقلمي مع عاداتهم بسرعة... عالية ترى ما يخفى علي نظراتش للبنات اللي متغشيين.. وانزعاجش من الإختلاط وكذا ... حتى لو ما تتكلمي.. او حتى لو ما تشوفي احد من معارفنا كذاك .. انا متأكدة بأنه هذي حاجة فطرية او يمكن تكون جينية فيك)

صدمة بعد صدمة.... هذا كان كلام خالتي....لوين تبا توصل... ايش تبا تقول بالضبط...

قلت باختناق( يعني كيف ...انا ما فاهمه...؟)

قالت بحدة مو متعودة عليها وبلهجة عامية تامة ..توضح فقدانها لأعصابها ( يعني جهزي شنطش... واغراضش... واهلش راح يجو مثل ما قالوا العصر.. فخليش جاهزة)..

قلت برجفة ( وانتي)
ردت علي بحدة مماثلة لسابقتها ( انا راح اظل هنيه اكيد فبيتي...واروح لشغلي )!

قلت لها واحس الدموع تشق طريقها لوجنتيه..( تبينا نتفارق ببساطة..بعد كل هالسنين ..بعد ما تعلقت فيك...تبيني اروح لناس ما اعرف عنهم شيء...مستحيل اللي تقوليه يا خالتي مستحيل)

قالت بفقدان اعصاب ومن دون اكتراث لدموعي ( يعني مو تبيني اسوي هاه ..تبيني اتبهذل بالمحاكم ...ولا تبيني اعفن بالسجون..واخسرش واخسر وظيفتي..ايش راح استفيد انا بعدين ..)

قلت وانا اشهق( هم بس يخوفوك يا خالتي ...ولا مستحيل ..مستحيل يلجأو للإدعاء العام والمحاكم...) حسيت بالصدر اللي لطالما لمني ..حاضني بقوة ..كنت احس بدموع خالتي تغسل شعري ...واحس باهتزاز صدرها ...آه لا يمكن افارق هالحضن ..وهالإنسانة اللي تشكل كل شيء بحياتي..انا ما اقدر اعيش من دونها ...ما اقدر...

مرت دقايق واحنا على هالحال ...احس كأن خالتي تتودع مني...! اعوذ بالله ويش هالكلام ..
بس اللي قالته عقب اكد لي صحة هالشيء...
خالتي مسحت دموعها ..وقالت بحده..غريبة عنها ( خلاص يا عليا ..الأمور خارج نطاق السيطرة ..وحتى نكمل حياتنا بشكل صحيح..لازم نرضخ ونستسلم وكل وحده فينا تواصل حياتها..انا راح ارجع استراليا اكمل الدكتوراة ..واذا حصلت بعثة حكومية ابا اروح امريكا..واحقق حلمي ..وانتي راح ترجعي مع اهلك وتكملي حياتك...لكن بقائنا مع بعض يشكل عائق...امامنا)

مسحت دموعي ..واخذت نفس قوي ...الحمدلله ان العقلانية احدى طباعي ..
والا لكانت الهستره هي الرائد في هالموقف ...سألتها بهدوء( تسافري لوحدك ...)

بعد صمت خفيف اجابت ( اكيد)..ثم اردفت ..( لا تزيدي فالكلام انا عارفة وين تبا توصلي)

عيونا تشابكت في نظره غريبة...ثم هزت خالتي رآسها وقالت
: ( الوقت يمر بسرعة ..روحي قولي لفاطمة تساعدك في تجهيز الشنط ..وانا راح اجهز اوراقك القانونية ...واتوقع انه راح تسافروا بطريق البر..لأنه عمك ما شال جواز السفر )

على مائدة الغدا ..القبولي ( الكبسة ) ما لها طعم ..! حتى مع وجود المقبلات المحببه لي ...بس قدرت ابلع بعد ثاني ملعقة ..شربت كوب الماي...واسندت ظهري على الكرسي......
وفاجئنا جرس الباب..
سقطت عيني بعين خالتي ..الحزن العميق واضح ..بس كانت تقاوم ..انها متأكدة انها كذاك هذي خالتي ..وانا فاهمتها...راحت فاطمة تفتح الباب ورجعت تقول ( هزا رجال يقول وين اليا)

اغمضت عيوني بألم ..وشفت الساعة ما تعدت الوحدة والنصف..كيف جو الحين ..وهم قايلين انهم راح يجوا العصر ..

خالتي فثواني لبست عبايتها وشيلتها وشلت شنطة كبيرة وقالت لفاطمة تشيل الثانية وقالت
: ( عليا البسي عبايتك وشيلتك ..وحطي شيلة احتياط ...يعني ..في حال قال عمك تغشي غطي بها وجهك..يلله حبيبتي لا تأخريهم مو حلوه يظلوا واقفين برع ) ثم طلعت باتجاه الباب الخارجي

ما راح ابكي ...ليش ابكي..هذا اللي ربي كاتبنه ....بس احس نار بجوفي نار فقلبي نار..رحت بسرعة دورة المياة رشيت ماي بارد على وجهي ..وتوضيت تحسباً لصلاة العصر ..طالما انه السفر عبر البر ..خليني اكون متوضية احسن...لبست عبايتي الكتف وشيلتي تحجبت فيها وباقي شيلاتي فالشنط ويش اسوي الحين ...بويش بتغشى .....الله يستر...!!

طلعت والرجفة تزيد مع كل خطوة اخطوها ..صكيت باب غرفتي وتعديت الصالة حسيت اني راح اختنق طلعت باسرع ما يمكن من البيت سرت باتجاه الباب الخارجي وشفت عمي بوخالد عيونه بالأرض وخالتي قدامه جالسة تكلمه ..ابتسم بخفة لما شافني جاية بس نظرة عدم رضا سريعة مرت بعينه ..اكيد ان عبايتي وعدم تستري هو السبب...!!

( وهذي عليا جات ) قالت خالتي بابتسامه ما وصلت ابد لعيونها

وقال عمي ( مرحبا يا عليا ... نتظرك بالسيارة لا تتأخري علينا) وبعدها راح

قالت خالتي بصوت محمل بالشجون ..لكنه محافظ على هدوءه
:(عليا حبيبتي ..طمنيني عنك اول بأول ..ردي على اتصالاتي..وايميلاتي ..دايماً حبيبتي..وبكل زيارة لك لمسقط مري علي..وانا بعد اذا ما سافرت اكمل دراستي ..اكيد اني راح اصيف بصلالة عندكم..عاد اكيد انك راح تكوني محظوظة بتواجدك فقلب الخريف..)
ما قدرت استحمل كلامها ..حسيته تحول هذيان محمل بمشاعر جياشة عانقتها بقوة ..وانا ودي اتم كذا للأبد ..لكن ...الفراق طبيعة في الحياة لا بد منها...
قالت باختناق ( اوعديني )
قلت لها ( اوعدك يالغالية اوعدك..انتي خالتي وامي وكل حياتي ..وانا ملزومه ابرك ..واوصلك ..ومهما ابتعد عنك هالجسد ..تأكدي انك ساكنة هنا بوسط قلبي ..)

ثم اردفت بسرعه ( الظاهر اني تأخرت ..استودعك الله ..ونلتقي على خير) ..طلعت ..وانا احس حلقي مخنوق ..ما اقدر حتى ابلع ريقي...والإرتجاف ما فارقني..باب السيارة الخلفي مفتوح جزئياً..فتحته بالكامل...وجلست ...ثم قفلت الباب وانا احس اني فاقدة كل شعور

نوارة الكون
02-11-2014, 08:33 AM
(( الجزء الرابع ))
وقفنا نصلي العصر باحد المساجد ...ودخلت انا مصلى النساء ...وتحركنا من جديد ..وما زال الصمت هو السائد..
مع مرور الوقت بدت الشمس تغيب...وصار لون السما احمر...الغروب ..ما يعني النهاية طالما وراه شروق من جديد ..وكذا حياتنا بعد ...تغرب غروب الزامي في مرحلة معينة عشان انها تشرق بمرحلة جديدة......
بعد دقايق سمعت صوت حديث حولي.. ..رفعت عيوني لا شعورياً ورجعت لورى لما شفت المرعب هنا ...اوووووف انا كيف نسيت وجود هالإنسان..وكيف راح اتحمله طوال الطريق الطويل المؤدي من مسقط إلى صلالة .. صوت حديثهم وصل إلى مسامعي ..وانا اسمع عمي يسأل المسمى باسل عن اسمي..!!!يقول نساه ..رغم ان خالتي نطقته قدامه قبل لا يطلع ..
بس باسل قاله بهدوء (اسمها عليا)..
التفت عمي تجاهي..وقال ( عليا راح نوقف نصلي ذلحين ..جمعي صلاة المغرب مع العشاء ..زين ؟؟)
جاوبته بهدوء ( زين )....تكلم المرعب وقال ( اذا ما تعرفي تكلمي راح نعلمك ..)

رغم قهري قلت له بهدوء..( جزاك الله خير..بروحي اعرف ..ما يحتاج)

هه شكله انقهر مني ..ويش يفكرني هالإنسان ..رجع للسواقه ..وبعد فتره انعطف بالسيارة تجاه المسجد ..وقبل لا ينزل قال ( لحظة خليني اتأكد من مصلى النساء اذا حد فيه ولا ..لا تنزلي من السيارة )ونزل عمي وراه ..

لا والله ..هذولا ويش مفكريني ..الظلام يزداد بقوه ...وما اشوف اي اثر للإنارة هنيه
فالمنطقة مظلمة لأبعد حد ..وانا فيني اللي مكفيني اليوم ..والرعب لاعب فيني لعب..ويبوني اتم فالسيارة لوحدي..في احلامهم ..!! باسل المرعب اهون من غيره ..!

نزلت بسرعة ..والظلام لفني من كل صوب ..وين راحوا دخلوا من هذيك الجهة هالمسجد الصغير بابه من الجهه الثانية ..!!يعني لازم ادور نصف دوره في هالظلام....حاولت امشي بهدوء بس ما قدرت ركضت ومن دون شعور كنت احس دموعي تهطل وتشوش علي الرؤيا ...وفي هذي اللحظة جات في بالي كل القصص المرعبة اللي اقراها فالنت واسمع البنات يقولونها فالجامعه عن الجن والسحره .....زادت وتيرة ركضي ...لحد ما اصطدمت بحائط بشري ......!!

وقتها افلتت كل صرخات الرعب الحبيسة ..ولما حسيت بإيد حديدية تجذبني نطقت بالشهادتين في داخلي وحسيت اني ميتة ميتة اليوم..كنت انسحب ورجليني متخاذلات وصرخاتي وشهقاتي ما وقفت من الرعب اللي حاسته ..لحد ما وصل النور لعيوني..بس ما زالت دموعي مشوشة الرؤيا علي...ابتعدت اليد الحديدية عني شفت عمي قدامي واكمامه مرفوعة عشان الوضوء ..واقف و يشوفني بذهول.....ثم نطق بسرعة (ويش صار..ويش صار ...ليش تبكي وتصرخي )
ما قدرت ارد من خوفي واستمريت ابكي بشهقات عميقة ..وجسمي كله ينتفض ..

عمي جلس على ركبه جنبي وهو ينظر لأعلى وسمعت صوت باسل الضاحك وهو يقول ( هالجبانة قايل لها لا تنزل ..وسوت فيها شجاعة زمانها ونزلت ..وبعدين لما غاصت فالظلام خافت ..وما عرفت باب المسجد ....ولما قربت انا ظنتني حرامي او جني يمكن ) وختم كلامه بضحكة عالية ...ابكتني بزيادة ...من شعوري بالوحدة والخوف ..والظاهر انه عمي حس بضعفي ..قرب وسمى علي واخذني بحضنة وهو يردد( بسم الله عليك..بسم الله عليك...لا تخافي يا عليا لا تخافي..محد هنيه والمكان آمن وخالي شوفي حتى الآدمي ما فيه )

تكلم باسل بصوت يميل للجديه ( بس بصراحة يا عمي ما حد يعرف ..يمكن ما فيه ناس غيرنا ..بس يمكن في حد من غير الآدميين ..حد من الجن ولا هالنوعية )

آآآه راح اموت ..حسبي الله على شيطانه ....ويش هالإنسان ..الحين ما اقدر اتحرك شبر لوحدي..
سمعت ضحكة عمي الخفيفة من جنبي ..وقام وقومني معه وقال ( خلاص يا باسل ....ادخل توضى ..خلونا نصلي ونتوكل )..

دخل باسل يتوضأ ..وانا واقفة جنب عمي ..وكل ثانية اتلفت لصوب ..ما زلت مرعووبة..
طلع باسل وقال عمي ادخلي توضي ..راودني شعور بالإحراج ..يمكن من وجود باسل..او هو وعمي ككل..!!ما اعرف ..بس انا مو متعودة على وجود رجال بحياتنا من لما كنا انا وخالتي ..لأنه اهل امي وخالتي متوفين من زمان ..وباقي قرايبهم مو ساكنين بمسقط ..فهالموقف بالنسبة لي محرج الى حد ما..

قلت لعمي بحرج خفيف ( لا ..عادي..انا متوضية )
نظرة متبادلة من الطرفين ...بعدها ..قال باسل (انا بروح اجري مكالمة وبجي بعدين)...
طلع وقال عمي بأمر ( ادخلي توضي )...اممم حسيت انهم كشفوا انحراجي ..معليه ..معليه ..خلني ادخل واتوضأ قبل لا يرجع باسل ...


..
بعد مرور ساعات ..! وقفنا نعبي السيارة بنزين ..ثم لف باسل باتجاه احد المطاعم اللي تضم جناح عائلي ...نزل باسل وتكلم مع العاملين ثم اشر لعمي ...
قال عمي ( هيا يا عليا ..نزلنا )....نزلت رغم انه كان ودي اقول مابا عشا ..بس اخاف ابقى فالسيارة لوحدي...

طاولة وحدة وحولها كراسي ..!من اول ما شفت الوضع كذاك قلت في نفسي ...مستحيل..!

شفت باسل واقف وبإيده لوازم العشاء..وعمي جلس فالكرسي..وهو يناديني ( عليا ..ليش واقفة تعالي جلسي)
طاحت عيني بعيون باسل النارية ..مستحيل اقدر اجلس فطاولة وحدة معاه ..قلت ( لا عمي ..بس ما لي نفس ..مو جوعانه )

قال باسل بحده ( خلي عنك هالحركات ..الطريق طويل والليل طويل ..بتتعبي اذا ما تعشيتي ..واحنا ما راح نوقف لحد ما نوصل ) ثم اردف..( اونك خجلانة مني ..! انتي لو تعرفي الخجل ما طلعتي قدام الناس يشوفوك ووجهك سافر ..ولابسه هالعباية اللي ما اعرف ويش الفايدة منها ..حتى انك يمكن تكوني استر بدونها ...؟!)

اذا كانت شهيتي 5 بالمية فأنا متأكدة انها هالحين صارت صفررر..!!

قلت بضعف انثوي بحت ( مابا عشا ...ما ودي ..ما ودي...وبرجع للسيارة)
ما يهم حتى لو خايفة بروح لوحدي بس مابا اظل هنيه ...

زجره حاده من باسل ( بـــنــت)...
وقفت رجليني عن الحركة ..ثم اردف( خليني اشوفك طالعة لوحدك ..يا ويلك مني..اجلسي تعشي جنب عمي ..وانا من الأساس طالع مستحيل اقعد مقابلك)

جلست جنب عمي وجسمي كله يرتجف ...هالمخلوق صوته مريع يوصل لمفاصل العظام ويسبب رجفة ....مفهوم الخوف يتفسر بصوت باسل...!!!

رجعنا للسيارة وللطريق الطويل اللي ما ينتهي..الحمدلله انه عمي كان متفهم وما غصبني على العشا ..لأني ما قدرت ابلع نهائياً...صوت التلاوة المهدئة للنفوس للقارئ محمد ايوب لها اثر كبير في بث الطمأنينة للقلب..ريحتني ..وحسيت جسمي كله استرخى ..وحتى عمي الظاهر انه ارتاح لأن صوت شخيره وصلني..

ويش هالصوت المزعج اللي ما زال يرن...يمكن صوت جوالي ..ما اقدر اقوم ..بس الشخص اللي ناداني رأيه كان عكسي...( عليا ...عليا ...قومي ردي على جوالك ..)
مديت يدي اتأكد من ثبات شيلتي ..الحمدلله ثابتة ..مثبتنها بتعليقة محكمة..!
رجع يقول ( جوالك يرن ..ما سكت )...
اووووه ويش هالإنسان ما يعرف يسكت ...انا من وين اجيب جوالي الحين ..
قلت بصوت فيه النوم ( وينه..جوالي)
قال بضجر ( يمكن بشنطة يدك صوته مكتوم...ردي وخلصينا..عمي نايم لا يقوم )

فتحت شنطتي وطلعت الجوال ..وكل النوم راح من عيوني لما شفت رقم خالتي اسماء..

بلهفة رديت عليها( مرحبا خالتي..) قالت بصوت ضعيف من البكاء
( هلا عليا ..هلا حبيبتي..كيف حالك...اعذريني اذا ازعجتكم باتصالي ..بس ما قدرت انام ابا اطمئن عليك بالأول)
رديت عليها بصوت مخنوق ( الحمدلله انا طيبة..وانتي تتصلي متى ما تبي..لا ازعاج ولا شيء..اخبارك انتي)
ضحكت بخفه ( مو بخير ..مشتاقة لك من الحين يا الغلا..وين واصلين)؟
تغاضيت عن كلامها الأول لأني اضعف من الرد عليها ( انا غفيت ..ما ادري وين واصلين ...)

( صار لكم فوق العشر ساعات ...خلاص اتوقع انكم دخلتوا في الأراضي الجنوبية
توصلوا بالسلامة حبيبتي ..المهم ..ارسليلي رسالة اول ما توصلوا مو تنسي..)

(اكيد يا خالتي ..ما راح انسى بإذن الله )

قالت خالتي ( فأمان الله وحفظه )

قلت لها ( فأمان الرحمن ..يالغالية ) وطفيت جوالي..ورديته فالشنطة..واعتدلت فجلستي..احس النوم طار من عيوني...
سمعت عمي يتحنحن ...وشفته يعدل جلسته

قلت له ( آسفه ..الظاهر اني صحيتك من نومك )
قال بهدوء( خلاص اخذت كفايتي من النوم...عليا شوفي غرشة الماي اذا جنبك صبيلي كوب ماي ..خليني آخذ حبوب الضغط ..نسيت ما اخذتهم بعد العشاء ..)

مديت يدي اسفل المقعد اللي عن يساري وسحبت الكيس ..وطلعت غرشة الماي والأكواب..
..
بعد ما شرب عمي..واخذ دواه..سأل باسل ( باسل تبا ماي )
رد عليه ( لا بس ابا كوب شاهي كرك ..شوفي الدله هناك يا عليا )

اممممم شاي كرك..ما اقدر اقاومه ..وخصوصاً مع هالجو البارد نسبياً..بس من وين جابه ..؟؟؟

اهاا اكيد انه جايب دله فاضية وخلى عامل المقهى اللي كان مجاور للمطعم يملاها له..
فكره حلوه..!

استمتعت بكوب الكرك بصراحة كان طعمه خيال..بعد فترة ..عدل عمي جلسته بحيث صار مواجه لي..وقال بهدوء
( عليا ..ترى حريمنا وبناتنا كلهم يتغشون ...وانا ما اباك تكوني اقل منهم ..ما اباك تكوني رخيصة بعيون رجال العايلة او غيرهم والكل يشوفك..وبذات الوقت انتي غالية بنت غالي ..ابا ربي يكون راضي عنك..ويهمني انك تكوني محافظة على دينك...انتي صغيرة ..تو عمرك 19 او 20 ..وان شاء الله ان ربي يهديك ويتوب عليك عن ما مضى..)

ما عندي رد ...كيف اجاوبه ..حججي باطله وواهيه ...وانا في قرارة نفسي مواكبة للفطرة الإسلامية ...واعرف ان التغشي من مصلحتي انا وحدي..وتركي له ..راح يضرني لحالي اكثر من اي شخص...

بعد صمت لحظات قلت وانا احول اختصر حديثي ..(جزاك الله خير )ولأول مره قلت ( يا عمي.)...(انا ما عندي مشكلة ..لطالما تمنيت اني اتغشى..بس هالحين..ما عندي غطا..انا ما جايبه ..رغم انه خالتي قالت شيلي معك شيلة ثانية ..بس كانت الشنط بعيدة عني )..

قال عمي بوجه منشرح وبعيون مبتسمه ( قال تعالى { وكان أبوهما صالحا }......قلت لك يا باسل..من اول ما شفت البنت وانا احاس انها تحمل بداخلها صلاح..عسى ربي يبارك فيك يا بنتي...) ثم فتح درج السيارة الأمامي وطلع كيس وسلمني اياه..!!
من دون تفكير ..عرفت ....انه جايب غشوة...قال عمي ( هذا باسل اليوم الصبح نزل السوق وشرى غشوة وتوابعها..)

تفاجأت بصراحة...ما توقعت كذا ..بس كان لازم اعرف انهم مستحيل يتقبلوا تواجدي بين العائلة وانا بهذاك الحال....ما عليه دام انا بداخلي موافقه على تغطية وجهي ..ما همني شي ..بس ابا ربي يرضى عني ...ابا ااحس بالراحة اللي لطالما تاقت لها نفسي...

فتحت الكيس بهدوء..طلعت اول حاجة وصلت لها يدي وكانت شيلة سوداء سااده..! ولا نقشة ولا فص ولا كريستال...امممم طيب ويش بعد...ويش موجود في فانوسك السحري يا باسل...!!!

عباية ..!!!!!!!!...انا معي عباية ..ما يحتاج ..بس كيف هذي شكلها مختلف...اهاااا عباية راس ساتره سوداء قاتمة بقماش سميك..بس احسها كبيرة وثقيلة ...!!!
فتحتها اكثر..وعرفت سر حجمها ..العباية نفيييسه وااااااااايد...وطبعاً سااااده ولا نقشه ولا علامه ....!!!
شفت الغشوة ...برقع وفوقه طبقتين من القماش الخفيف...شكله غريب..بس اتمنى اني اعرف البسه صح...قلبته في يدي...وعرفت ان لبسه ما صعب ..بس لازم احدد جهة اللبس واضبط مكان فتحة العيون ..ثم اسدل فوقها الطبقتين ..حتى تغطي عيوني...

..احس بفرحه غريبة بداخلي ..احس بنور ايماني بدا يظهر فقلبي..ما اقدر اصبر ..ابا البس هالعباية والغشوة الحين الحين....قلت بصوت يشوبة ...التوتر..( عمي ..!! ممكن توقفوا شوي ابا .احم....ابا البس ال....)
الحمدلله انه عمي متفهم ..قاطعني قبل لا اكمل وقال ( باسل ..انعطف لهذاك الصوب ..وانزل خذلك دورتين تحرك فيهم دورتك الدموية )

سمعت ضحكة خفيفة وبعدها قال باسل ( اووهووو يا عمي..صاير تلقي نصايح طبية ..لا يكون انته الطبيب هنيه)..

واخيراً نزل باسل...تأكدت انه ابتعد ..والظلام كفيل بالتغطية ...شفت عمي مسترخي فمقعده ..ومغمض عيونه ...بحركة سريعة لبست العباية الجديدة فوق عبايتي الأولى ..!!
ما اقدر اخلعها ...والحمدلله ان الجو بارد..بحركة سريعة ..نزلت راسي لتحت وفكيت الشيلة الأولى ....ولبست الجديدة واخذت الغشوة من الجهة المناسبة ....وصرت مغطاه بالكامل ...لا مو بالكامل ..يديني ..ورجليني ما زالوا ظاهرين ....!!راح اعالج هالمشكلة مستقبلاً...لكن اليوم خلني اعيش هالأحاسيس الجديدة ...الإحساس بالقوة ..وبهاله من الحماية...والنور.. تحفني...
احساس رائع...
تردد صوت عمي ( ما شاء الله ..يا عليا ..الله يستر عليك في الدنيا وفي الآخره ..ويرحم والديك..تعالي قربي مني ) ..بحركة سريعة قبل راسي من فوق الشيلة ..!!
حركته نزلت دمعة فرح من عيني..الحمدلله ..الحمدلله اللي من علي بنعمة الستر ..وفضلني عن كثير من خلقه ..جات في بالي خالتي ..ويش راح تقول لما تشوفني ..؟؟!!
تمنيت ان ربي يهديها ..وتحس بالإحساس اللي انا تو حاستنه ..بس كيف راح تقدر ..وهي موظفة حكومية ..راح تمنع اكيد من لبس الغشوة ..كذا النظام في عمان للأسف..!!

بعد دقايق لما رجع باسل ...ما التفت صوبي كالعاده..بس بعد ما قاد السيارة ..
قال بهدوء ( مبروك تمام الستر)...
تمنيت لو انه ساكت ..ما اقدر ارتاح او استقبل اي كلام من هالشخص..
قلت على مضض ( مشكور)..!
قال بسرعة ..وهو ما زال مركز على القيادة ( بالنسبة للجامعة ..)

ما اتحمل اسمع اي اوامر او حتى اقتراحات من هالباسل بالتحديد..!!!
ويش دخله من الأساس ...هالموضوع من اساسه يرجع لي انا وبس..

ومهما بلغ احترامي له او لعمي ..او حتى خالتي او اي شخص غيرهم
من المستحيل انه يكون لهم الإمكانية اللي تخولهم في التحكم بشؤوني اللي
انا لوحدي اصنع لها القرارات ...
فكان لازم ارد عليه قبل لا يكمل كلامه بجواب يمحي اي فكرة خضوع تتمحور في باله....

القيصـــــر
02-11-2014, 09:25 AM
متابعين لك إستاذه نواره واصلي

نوارة الكون
02-11-2014, 10:22 AM
متابعين لك إستاذه نواره واصلي


تسلم اخوي ومشكور ع المرور

نوارة الكون
03-11-2014, 06:58 AM
((الجزء الخامس ))

(( انتظرني يالجنوب.. تاق قلبي..وصاب ظني..

اني تايه من زمان...ومالي مأوى...غير حضنك..))!

جسمي مااا عاد احس فيه ..خدر عاام ..الآن احنا فالجنوب ..في صلالة بالتحديد..
العمران في صلالة راقي ..وافضل بوايد مما كنت اتخيل...
حركة السير بالشوارع هادية جداً ..والسبب معروف لأنا بمنتصف الليل ..
عيوني تفتح وتقفل والنوم داخلني بقوة..ما اقدر اركز كثير..بس احس بالسيارة وانعطافاتها الكثيرة ..اللي سببت لي غثيان ..لأني ما متعودة على السياحة الداخلية..ولا على ركوب السيارة لسااااعااات..رجعت راسي للخلف وارخيته ...واغلقت عيوني ...وتنفست بعمق ..شهيق ..زفير..شهيق ..زفير...تذكرت باسل اللي متأكده من انه يعيش حالة صدمة الحين ..كان يتوقع اني راح احط له شور في حياتي....منشان يجي ويفرض رأيه علي..!!
ليش ..؟؟! هو ولد عم لا جاء ولا راح ..وما تعارفنا الا من هاليومين..!!

فكرتي ورأيي عنه انه انسان محب للتسلط بس مو علي أنا...انا حره وبنفسي اقرر ويش اللي اريده واللي ما اريده..تحصيلي العلمي طوال ذيك السنوات مستحيل ارضى انه يروح هدر.. ولكن ما يمنع اني أأجل هالسنة الدراسية ..منشان اكون اقرب من اهلي اكثر..وعموماً راح ارتب اموري بمساعدة من خالتي ....خلال الأيام المقبلة ....انتهى تفكيري ..لما توقفت السيارة اخييييييييييراً....!!.

قال عمي ( الحمدلله اللي وصّلنا بالسلامة ..الحمدلله على السلامة يا عليا ..ويا مرحبا بك بوسط هلك )
وصلنا اذاً ......طار النوم ...طار الغثيان ..رجع الخوف والتوتر..من المجهول ..من الناس اللي راح اعيش معهم ..خلال الفترة المقبلة...

قال باسل ( عمي بوخالد ..بتبات ( بتمسي ) هنيه ..ولا تباني اوصلك بيتك )

قال عمي ( ابا انزل اسلم على الوالدة ..ادري بها مستحيل تغمض جفونها..وهي تعرف انه احنا جايين)

نزلت من السيارة وكل مفاصلي تشتكي من الجلوس اللي اتعبها..!!
بديت اتنفس بقوة ..وعدلت الغشوة ..رفعت طبقة خفيفة من الغشوة وبقيت وحده فوق عيوني ..حتى اقدر اشوف زين ..لأني ما متعوده على تغطية وجهي وعيوني..اول ما بديت امشي ..كنت متأكده ان منظري مضحك بشكل فظييع..لأن العباية بحرررر..طويلة حيل ..!!!
ما ادري ليش عندي احساس انه باسل ماخذ هالعباية على قياسة العملاق..!!

لما بدت تتضح الصورة اكثر...وجهت نظراتي على المنزل الفخم ..الواسع ..بلونه الأبيض وجذبتني الأضواء المنعكسه بدفئ على السياج اللي محاوط اشجار خضراء كبيرة من الجانبين....و مع التدرج المذهل للبلكونات من الطابق الثاني والثالث والنوافذ والأبواب الفرنسية الزجاجية ..كان المكان قطعة من الخياااال ..تصميم مبهر..متقن لأبعد حد..حسيت المنزل اسطوري ..!! على الرغم من انه ما يزيد عن ثلاث طوابق ..ومساحاته مو كبيرة لدرجة ...كان متوسط لكن التصميم فعلاً حلوووو...
ذبحني الفضول من حبي للهندسة المعمارية والديكور....وتسائلت اذا كان هذا شكله بهالروعة من الخارج ..فكيف من الداخل...!!

بديت امشي ورى عمي بالضبط ..اتبع كل خطواته بتوتر...!! دخل من الباب الزجاجي الواسع ودخلت وراه بخطوات مستقيمة ....لحد ما صرنا بوسط الصالة الواسعة ...

الفخامة الشرقية كانت تغلب على المنطقة..بسجادها الفاخر..والألوان الذهبية ..الممزوجة بخفة مع اللون الأبيض والعودي ...

حاولت اشغل نفسي بالنظر للوحات المعلقة ...اللي تحمل مناظر تراثية قديمة ..مطلية من جوانبها بلون الذهب ..لكن من دون فاايدة فرغم ذلك ..التوتر كان يشدني..والهدوء الغالب على المنزل كان غريب ويزيد الجو توتر.....!

اظن ان الكل نايم ..!!لكن من اعني انا بالكل ...؟؟؟!!!

من موجود هنيه..ومن اللي عايش ..!انا ما اعرف اي معلومه عن هلي للأسف...!!

صوت حاني لحرمة عوده ( كبيرة ) فالعمر كسر الصمت

: ( حيا الله ...حيا الله من ضوى علينا..حي ذا الشوف)

قبلها عمي بوخالد فوق راسها وهو مبتسم ( الله يحييك يا امي..رغم اني عارف ان هالسلام ما مخصوص لي انا الليلة )
ابتسمت في وجهه ..ثم التفتت ناحيتي..بنظره كلها فرح ، ألم , شوق , مزيج مختلط من المشاعر..لحظات صمت مرت وما حسيت إلا وانا مسجونة بين يدين والدة ابويه ..بأحضان جدتي ...جدتي رددت في نفسي....بين يوم وليله اكتشفت انه معي جده...!!

لا حرف ولا كلمة ولا ادنى صوت ...باستثناء صوت بكاء يصدر من جدتي بين الفترة والأخرى ....اما انا ....في قلبي ودي اقول لها اشياء كثيييرة ..!
لكن لما جيت انطق ...ما ساعدني اي حرف بالظهور...!!

الى ان قال عمي بوخالد( لا إله إلا الله ...يكفيك الدمع اللي سكبتيه طوال هالسنين يا امي ..اليوم افرحي ..هذي بنت المرحوم بين يديك..)

بعد دقايق ..خففت جدتي من احتضانها لي ...معقول انها تحبني ..وصار لها سنين وهي تتمنى تلمني بحضنها ....وانا ما اعرف عنها شي...والله لو اني اعرف كان جيت وركعت تحت رجلها من سنين ..ولا احرم نفسي واحرمها من المشاعر اللي تجمعنا كحفيدة وجدتها...

بعد لحظات حسيت بيد ترفع غشوتي وتكشف عن وجهي ...مرت لحظات وجدتي تتأملني بصمت ..كنها تبا تخزن ملامحي بقلبها ...لما يحس الإنسان بأن في شخص يحبه ويغليه ..وينظر له بشوق ومن دون ما يشبع من شوفته ..يتولد بداخله شعور بأن العالم موشح بالبياض ..ينسى في هذيك اللحظة كل ألم وكل عثره سبق ومر فيها بحياته .....

طاحت عيني بعين جدتي ..شفت آثار تقدم العمر..وتعب الحياة ..والدموع ..ما قدرت تخفي ملامح الجمال الواضحة في جدتي ..اسمرارها العذب...انفها العربي المستقيم ...وسع عيونها..بلونهن الناري......... لحظة ..لحظة .....نفس اللون..!!!!!

لون عيون جدتي ناري ..مماثل لعيون باسل..!!

آآآخ راح احسد هالباسل على حظه بالعيون الشبيهه بعيون جدتي ..!!!
ليتني طلعت اشبه جدتي ويصير لون عيوني مثل هاللون...!!!

قبلتين على خدي صحتني..ودفعتني لأرد لجدتي قبلة احترام فوق راسها ..

قالت جدتي بصوت تتخلله مشاعر الإشتياق( السلومة يا بنتي )
رديت بحسن نية ( وعليكم السلام )

..بس صوت ضحكتين متباعدتين اصدموني ..!! بسرعة دوّرت ( بحثت ) عن مصدرهن
الأولى ضحكة عمي اكيد..ولفيت راسي بعجلة نحو الباب وشفت باسل يتراجع وهو يضحك

..الظاهر انه انتبه اني ما لابسه الغشوة وراح ..!..
بس ويش السالفة ..على ويش هذولا يضحكوا..؟؟!!!

بعد ما تنبه عمي لنظراتي الثاقبة المحتارة ..والمتنرفزة بالتأكيد ..قال
( احم ..يا عليا ترى لازمك دورة في لهجتنا..يدتك تعني لك الحمدلله على السلامة )..!

فاااح صدري من الغضب ..رغم اني ابتسمت في وجه عمي ..لا يكون ابا اصير انا مصدر استهزاء لهم....!!!!

عقدت النية من باكر وانا راح اتعلم هاللهجة ..ما ابا حد يضحك علي...!!

قالت جدتي (كيف حالك يا بنتي ...ويش مسويه بهالزمن..ويش علومك ..انتي طيبة )

رديت عليها ( الحمدلله ما اشكي من باس ..احوالي طيبة ..كيف حالك انتي )

قالت بصوت صادق ( فرحانة بشوفتك يا امي ..)

قال عمي بوخالد بتعب
( انا بروح بيتي..تعبان حدي..روحي يا امي ارتاحي.اكيد انك ما راجده من ايبارح ( البارحة)..وانا قبل اروح بوصل عليا لغرفتها..)ثم التفت لي
( يلله يا عليا..شنطك نزلهن باسل ..والشغالات بيجيبنهن لغرفتك)

اخذت غشوتي ..وشنطة يدي ..والتفت لجدتي اللي نظراتها ما فارقتني ..!
قلت لها ( جدتي تصبحي على خير )
ردت بابتسامة فرح ( وانتي من اهل الخير يا امي )
يش هالإزعاج ..والفوضى ..توني راجده..وما اقدر اتحرك..رفعت الوساده ( المخدة) وغطيت بها وجهي وضغطتها على اذني من دون فائده ....!!!!الضجيج ما وقف ولا ناوي يوقف..!!

تحركت وانا اتأمل المكان ..بعقل فوضوي..!!وين مكان الباب..!! ما اذكر ..!
تبعت الصوت وحصلت الباب..!!!!

كانت عيني وحده مفتوحة والثانية مقفلة ...ورغم محاولاتي ما قدرت افتحها..!!!

فتحت الباب ....وحصلت وجه العاملة المبتسم قدامي..!

ويش الحل ؟؟؟!! مع هذي الإبتسامة الحلوة ..! ورغم التعب ..!!
ما يقدر الشخص الا يقابل صاحبها بمثلها ..حتى ولو بعين وحده مفتوحة...!!!!

( هزا يور باجز ..!! ومدام كبير يقول صهي انته اشان صلي السُبه)

هزيت لها راسي..ثم قلت لها ( شكراً) وفتحت لها الباب بالكامل...منشان تدخل الشنط ..ما فيني اشيل الشنط بروحي ..تعبااانة..

صليت الصبح...وبعدها كلمت خالتي بالجوال..ما كفتني الرسالة اللي ارسلتها لها
لما وصلنا ..حسيت لازم اكلمها حتى تطمئن اكثر......ورجعت اغوص في نوم عمييق...

صحيت للمره الثانية ..وحالي افضل بكثيير من قبل..لأني عوضت بالنوم ....

دورت جوالي..ابا اشوف الساعة ....حصلت الساعة تسع ونصف...في العاده استيقظ ابكر من كذا ..بس التعب خدرني اليوم...رحت اشوف شنطي وحصلت العاملة المسكينة..مرتبة ملابسي واغراضي ..الله يجزاها الخير...سوت فيني معروف...وقفت اتأمل الغرفة المتوسطة الحجم ..هذي غرفتي من الحين..!
احسها كلاسيكية بزياده ..سرير خشبي باللون الأبيض ستائر مخمل مع شيفون مزيج من اللون الأبيض والأخضر الفاتح ..تسريحة بيضاء..والأريكه بعد.....صبغة الغرفة بيضاء مع تحديد من المنتصف باللون الذهبي..ذوق غريب شوي..لكن كان مناسب وحلو..

خلال النصف الساعة ..رتبت نفسي..والحمام الساخن مدني بالإسترخاء اللي محتاجتنه ..وراعيت انه ملابسي تكون ساتره ..اقتربت من الستاير شدني الضوء..وفتحتها..قبضت انفاسي من روعة المنظر اللي امامي..باب زجاجي واسع وعاكس منظر خضرة اشجار النارجيل الجميلة وانحنائاتها اللطيفة...بالإضافة لأشجار الفيفاي ( البابايا) المحمله بالثمر اللذيذ...وغيرها من المزروعات الراااائعة اللي تمد اصحابها بثمارها اللذيذة على مدار العام...وتمتاز بها الأراضي الجنوبيه...
حسيت بالحياة من المنظر الأخضر الجميل ..فتحت الباب الزجاجي ..وجاتني نسمة هواء باارده منعشه رغم ان الشمس شارقة ...لكن الجو معتدل وحلو ..مختلف عن اجواء مسقط كثير..

سمعت اصوات الطيور اللي اعطت المكان الصورة المثالية ..

وفجأة ....!! لااااا ....!!!! انسحب كل الشعور الجميل....!!!

باسل مسترخي في احدى الكراسي جنب الأشجار ..؟؟!!
هذا ويش يسوي هنيه ..!!! ليش ما يروح بيتهم حاله من حال عمي..!!

الحين كيف ابا انزل..وانا اعرف ان هالإنسان موجود بالبيت ..!!
اذا شافني نازله لتحت راح يقول انتي ما فيك حيا ليش نازلة وانا موجود..!!!
رجعت للورى وصكيت الباب بسرعة ..قبل لا يوقف ويشوفني
..وجلست في الأريكة الطويلة ... !! مرت الدقايق وانا على هالحال ..لحد ما ضقت من الملل..

مضت فترة....وسمعت طرقات على الباب ..! اخيراً حد عبرني في هالبيت ..!!!

نفس العاملة مع نفس الإبتسامه ( ماما في انتزري انته تهت ..)
جاوبتها بسرعة ( طيب لا تروحي..بلبس عبايتي وبجي ..لا تروحي هاه )
رحت لبست العبايه ..ولفيت الشيلة ..وغطيت وجهي بالغشوة..ونزلت..والعاملة قدامي..!!

جدتي كانت بصالة مختلفة ..الوانها قاتمة كثير غير عن اللي شفتها البارحة
هذي اصغر شوي ..ومغلقة ..مو مفتوحة
..
( صباح الخير) قلتها بابتسامه خفيفة
( حي هالشوف..صباح النور يا بنية ..ارمي الغطا ..باسل راح لشغله من سويعه ( من شوي ) ..ذلحين جربي تريقي ..انا قايمة من الغبشة ( الفجر )بس ما تريقت احرسك ( انتظرك ) )

قلت في نفسي بدينا..!! مع هالمفردات الغريبة ..!!! امممم مو مشكلة ابا اتعود عليهن
حطيت الغشوة في الكنب..
( السموحة يا جدتي ..بس خذاني الرجاد ..كنت تعبانة وايد )

القيت نظرة على صينية الفطور اللي موضوعه على الأرض..

مشي نسكافية ..!!!ولا كابتشينو ..!!! ولا حليب بالككاو..ولا عصير برتقال...!!

سكبت لي جدتي كوب حليب..واضافت له ملعقتين عسل وخلطته بسرعة وحطته قدامي..
اممممممم ساعتها نسيت النسكافية واخواتها..من لذة مذاق الحليب الطاازج المحلى بالعسل..

واصلت فطوري.. مع جدتي بهدوء.. وهي كل شوي تحط شي بصحني ..وانا ما اقدر اردها..
لحد ما قفلت خلااااااص....
قلت ( الله يديم النعمه ..خلاص يا جدتي اكتفيت..)

رفعت عيونها لي..!مدري عتب ولا ما فهمتني.!!!!
قلت بسرعة ( والله شبعت يا جدتي ..ما اقدر آكل زياده )..!

قالت بزعل ( شوفي جسمك كيف ضعفانة ..ليش ما تاكلي زين )
قلت لها بابتسامه ( بالعكس..جسمي مناسب كذا ..وبعدين يا جدتي ما يمدحوا السمنه في هالزمن )
قالت بجديه ( هاللي طالعين ذلحين ما يفهموا شي..كنهار ( زمان ) ود ( متى ما ) كان الواحد ضعيف قالوا هذا مارود ( مريض )...)

كت ..كت..ابا اقطع هالمحادثة ..ما يصير كذا لازم حد يفهمني المرادف لهالكلمات..! لحد ما احفظهن..!!!
لكن استمر الحوار مع جدتي ومع محاولاتي للتركيز على سياق الحديث ..
قدرت اجاري جدتي ..واماشيها في كلامها الممتع ..اللي ينم عن شخصية حكيمة..وواعية ..وكلامها جداً معقول ولا يمل منه.....احس كني اعرفها من زمان ...!!

لما قربت تنقضي فترة الضحى سمعت صوت باسل ينادي من برع ( امي غالية ..ادخل ولا معك حد)
قالت له ( هنكس ..هنكس ..( هناك _هناك) روح الصالة الثانية ..تيلا ( بعدين ) بجيك )

هذا ساكن هنيه .؟؟!!!!!
استغليت الفرصة من شان اسألها ( هو ساكن هنيه ..)؟؟!!

قالت ( باسل ..ايوه ساكن هنيه هو وحرمته في ثالث طابق..بس له دربه وانا بكلمه ما يجي صوب صالة النسوان ..من شان تاخذي راحتك..وما تبتلشي بالغشوة نهارك كله )

غريييبه !! ما تخيلت ان باسل متزوج..!! احس اني انصدمت واايد...بس ليش ...

اووووف ويش هالشعور المزعج اللي جاني ....اصلاً هو شكلة بالثلاثين يعني اكيد انه متزوج ..ويمكن عنده عيال بعد ..!!

الظهر بعد الغدا....قالت جدتي ( يا امي خذي راحتك فالبيت باسل ماشي غارف ( المزرعة ) وقتيت( يمكن ) يرجع عقب المغرب..وانا بقيل الحين )

طلعت اتمشى فالصاله الواسعة..! والهدوء يعم المكان ...!! من اول يوم وانا حاسه بالملل..!!
طلعت فالمزرعة ....وشفت الأشجار من قريب ...وتفحصت انواع كثيرة من المزروعات ..
بس للأسف ما شفت اي نوع من الزهور..!! لأني من عشاق الزهور ما ارضاني هالشي ابداً ...حاولت امسح المنطقة ...بس ما شي..!! كانت في ارض فاضية وشكلها جااهزة للزراعة

حطيتها فبالي ....وابتسمت لما تخيلت اني املاها بتشكيلات من الزهور ...اكيد راح تطلع رووووعه.....
بعد لحظات كلمت خالتي ..ووصفت لها روعة المكان..وعبرت لها عن ارتياحي حتى تطمئن..!

رجعت الطابق الثاني اللي موجوده فيه غرفتي ..صليت العصر ..رجعت الطابق الأول وتميت استكشف المكان إلى ان ملييييت!!!
تصميم هالمنزل غريب..!! رحت للصالة الكبيرة وشفت السلم الثاني بالبيت..اكيد هذا درب
باسل اللي تقصده جدتي ..هذا هو الدرب اللي يوصل للطابق الثالث لجناح باسل وحرمته ..!!

بس غرييييبه وين حرمته..!

ما شفتها ..ولا جات تسلم ..ولا حتى تغدت معنا..!! يمكن انها مو موجوده بالبيت ...!!
اوانها مسافرة ...!!!


مدري ليش جاني فضول اصعد هالدرج الحلزوني...!!

صعدت الدرجات ..لحد ما وصلت المنتصف ...تضايقت من فضولي!!!!!....

وقررت الرجوع ...بس قبل لا اتحرك من مكاني...

سمعت صوت صراااااااخ ........ملأ جسمي بالقشعريرة..!!!

القيصـــــر
03-11-2014, 03:30 PM
بارت جميل متابعين لك

نوارة الكون
04-11-2014, 08:30 AM
بارت جميل متابعين لك


اسعدني مرورك
بس شكلي ما بكملها محد مر عليها وعلق

نوارة الكون
05-11-2014, 08:15 AM
(( الجزء السادس ))

صوت صرااخ ..صرخات شخص يتعذب...صراخ مريع ...ثم تلاشى الصوت تدريجياً..جلست فمنتصف الدرج مذهوله من هالصراخ..هذا حقيقي ولا انا جالسة اتخيل بسبب الهدوء العام
في المكان وصارت تتهيأ لي أصوات غير موجوده...!

رجع لي الفضول من جديد..!!! واحترت انزل ولا اكمل مشواري..!!

خلني اكمل وبس...! كملت خطواتي بهدوء وسمعي متجهز لالتقاط اي صوت ..!!...

وصلت الجناح ...ووقفت فالأرضية الرخامية وانا محتااارة ..!!!

شفت قدامي ثلاث ابواب فالجهات الثلاث.....وفي احد الزوايا كنب عصري وشاشة معلقة في الجدار...

لكن ما في اي اثر يدل على وجود احد هنيه ....لذلك قررت العودة ...
اكيد ما بروح افتح أبواب الغرف ..!!!
بس كنت اتمنى احصل حد اسولف معه واطلع من هالملل...!!.استدرت..وقبل اكمل خطوتي..رجع صوت الصراخ من جديد....!!!

وهالمره اشد يمكن لأني اقرب......كان ودي اهرب ..من هالصراخ اللي يدل على وجود شخص يتألم بالداخل......بس ما اقدر.....يمكن حد متعور...؟؟!!!

يمكن حرمة باسل تتألم وهو ما موجود....تبعت مصدر الصوت ..بخطوات مرتجفة ..
ودقيت باب الغرفة اللي تبين لي منها مصدر الصوت .....
بس ما جاني رد.........رجعت ادق الباب من جديد.....من دون فايده..ترددت افتح الباب ولا ..؟؟

هذا تعدي على الحرمات ..بس هالصراخ المستمر ما حط قدامي خيار ..سميت بالله وفتحت الباب
........وانصعقت.....!!!

يا الله ........................!! من هذي......!!!!

وجه شاااااحب... جسد هزييل... عيون غاااائره... المرض ترك بصمه ما ممكن انكارها

رددت بسري ( الحمدلله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا )

جاني صوتها المبحوح وقالت بعدوانية

( ويش جالسه تسوي هنيه ...من سمح لك تدخلي..اطلعي برع ..اطلعي )

ابتلعت ريقي تجاه هذي العدوانية وقلت
( سمعت صوت صراخ ..انتي بخير..تبي شي ..اساعدك بشي)

ردت بنبرة استهزائية ( ايوه انا بخير)..ثم اردفت بحده

(اطلعي ..ولا عاد اشوفك مقربة من هالجناح ..ولا ما راح يحصلك خير ..سامعه )

ليش معصبة كذا هالحرمة ...!! انا جيت اطمئن عليها...حتى ما سألتني من اكون ..!!
يمكن المرض متعبها ..ومالها مزاج تشوف اي حد...الله يشفيها ويعافيها....

اغلقت الباب ..ورجعت انزل من الدرج بهدوء...! رايحة اسلي نفسي..ورجعت متنكده اكثر..!!

رحت غرفتي وفتحت جهاز الآيباد ..حاولت التقط شبكة ..بس ما حصلت..!! مافي شبكة بالبيت..!!
ياربي ويش هالحظ...ويش هالبيت الغريب..ما كن فيه ناس عايشين..!!

نزلت عند جدتي..في صالة النسوان...اول ما شافتني قالت
( زين انك جيتي يا امي..كنت ابا ارسل هالشغالة تناديك..جربي خلينا نتقهوى..ونسولف..)

فررررصة لا تعوض للسؤال ( جدتي .....هي حرمة باسل ما تنزل وتجلس معك )

شفت وجه جدتي اختبص....وتغير لونه ....اطرقت ..وبعد صمت قليل قالت

( الله يكون بعونها ..ويرحمها برحمته )......ثم قالت بسرعة
وقطعت علي كل الفرص حتى ما ارجع اسألها من جديد..!

( جربي...كلي من هالفيفاي ..مقطوف من الصبح ومبرد...)..!

اممممم الفيفاي حلووو وطعمه سكري بزياده..

( جدتي..خبريني عن باقي العايلة ..كم عم عندي...ومعهم بنات وعيال ولا لا ..ومن غيرهم من قربتي موجود بعد ..خبريني يا جدتي تراني ما اعرف شي)..!قلتها بصوت يحمل شي من الحسره...!!
. . . .

الوقت كان ممتع ...ويزداد متعة بحديث جدتي..اللي زادني شغف ..منشان اتعرف على افراد عايلتي بأكملها ..اكبر عمامي هو عمي محمد ابوخالد ...ويصير ابو زوجة باسل ...يعني حرمة باسل تصير بنت عمي..واخوانها الثلاثة اثنين منهم متزوجين والثالث خاطب ...

وعمي احمد معه ثلاث بنات سارة وامل وهنادي واعمارهم قريبة من عمري...

وعمتي هاجر معها خمسة اولاد اعمارهم متفاوته وبنت وحده وهي مزون ..اكبر مني بسنه..

وتشعب الحديث حتى وصلنا لشجرة نسب العايلة .....!!

حسيت اني حضرت حصة في التاريخ ....!! بس الأكيد انها الأفضل في حياتي مع وجود جدتي

..ومن صفات جدتي الحلوة اللي لاحظتها فيها هي ميلها لإستخدام كلمات فصيحة ...حتى تكون اوضح بالنسبة لي...وان كانت تتعمد استخدام كلمات غريبة عني ..حتى اتعود عليهن....

وطبعاً ما يمنع وجود الكثير الكثير من العثرات في فهم بعض الجمل من قبلي..لكن حالي تحسن بواايد في غضون يوم واحد بس....!!!

في غضون يوم واحد كذلك حسيت بالإنتماء لهالمجتمع ..وتعلق قلبي فيه..رغم اني كنت عايشة من دونه حتى فترة قريبة وما كان عندي إشكال واضح .......لكن اليوم أنا متأكدة تماماً ..من صعوبة عيشي خارج هالمجتمع....


في المساء و بعد تناول وجبة العشاء بصحبة جدتي...اصطحبتها لغرفتها القريبة من الصالة في الطابق الأرضي......واتجهت للدرج في طريقي للطابق الثاني ..حيث موقع غرفتي ...

كنت احس بالتعب ..من كثر ما طفت على البيت اليوم ..وما كان ودي إلا حمام دافي واحط راسي وارجد....!!

اول ما جيت اصعد الدرج .....وقفني صوت باسل المزمجر وهو يصرخ فيني برعب

: ( ويش اللي مودنك للطابق الثالث من دون إذن..بأي حق تصعدي هناك .؟؟؟؟)

في هاللحظة معي خيارين ...:
الأول اني اغطي وجهي بطرف الشيلة ..واواجه باسل واخبره ( اعلمه ) بكل شي ..!!
بدءاً من فضولي ....!!!! لحتى سماعي للصراخ ..إلى ..رغبتي في المساعدة ..!!

اما خياري الثاني فكان .......اني احط رجلي بالدرج
واركض من دون توقف إلا لما اقفل باب غرفتي واصير آمنه ..!!

القيصـــــر
05-11-2014, 02:35 PM
جميل جدا
تابعي إستاذه روايه مشوقه

نوارة الكون
06-11-2014, 07:31 AM
جميل جدا
تابعي إستاذه روايه مشوقه


مشكور ع المرور

نوارة الكون
06-11-2014, 07:36 AM
(( الجزء السابع))

يقال الهروب نصف المرجلة ..وانا برأيي ( لمن أراد ان يؤخر اجله )...!!!

آآآآه.... قلبي ما زال يضج بصخب ..تمددت في سريري بالعرض ..وما زلت اتنفس بقوة ..وجسمي يرتجف ....حمدت ربي على العمر الجديد اللي انكتب لي...!!

طيب وصعدت للطابق الثالث يعني ويش اللي صار..!! هو ما كان موجود..!! ورحت اشوف حرمته ..!! واتسلى معاها ..!!!

ثم راجعت نفسي..!! ......هو صحيح خطأ مني اروح من دون استئذان ..!!
لكن ما اعتقد ان الموضوع يستاهل منه كل هالعنف والضجة ..!! يمكن عشان حرمته مريضة..! انزين انا ما سويت لها شيء..ومردِّي ابا اعرف انها مريضة..!!

يمكن انا مفوته جزئية بالموضوع او في حاجه ما عارفتنها..!!
وبعديييييين ....كل ما جيت ابا ارتاح جاء هالباسل وخرب علي..!!!

في هذي الليلة ما قدرت انام بسهوله......كل مره افكر بموضوع ...!!!

وقفت اراجع حديثي مع جدتي...وذكرها لعمتي واعمامي ..وعيالهم لحد ما وصلت لنقطة غريبة في الموضوع..باسل ولد عمي واهله ..!!!

جدتي ما ذكرت عمي ابو باسل......!! ولا ذكرت ان باسل له اخوان ...ليش..؟؟
هي عددت اسماء الكل ..صحيح اني ما حفظت اسماء الذكور...بس ما زلت متأكده انها ما ذكرت باسل ولا ابوه....!!!
مستحيل تكون نست . ..يمكن متوفي بس ليش ما تقول انه متوفي..شي غريب..!!
اخذني التفكير...لحتى نمت....!!!
....

وجه جدتي اليوم منور بزيااده والسبب معروف _اليوم راح يجو عمامي وعمتي وعيالهم...
حتى انا من لما خبرتني جدتي هذا الصباح بأنهم جايين وانا حاسة بفرح وحماس كني طفلة..!!
واكيد .... لابد من وجود القليل من التوتر..!!

كنت واقفة قدام درج ملابسي ...ومشغولة بالإختيار ومحتاره ..اي فستان راح البس....؟!!!

تفاجأت لما قالت لي الشغالة انه جدتي تباني الحين..!! هذا وقت مقيلها ..الظاهر انها اليوم ما نامت ....!!!!
نزلت بسرعة ..وانا ماخذه راحتي بزياده فالتنقل من غرفتي للصالة ..ولغرفة جدتي ..لأنه هذا الدرب آآمن بالتأكيد من باسل .....!!!

( تعالي يا عيني..جربي )!! ......جدتي كانت واقفة وامامها كووومه من الملابس.....!!!!

تساءلت ويش كل هالملابس الغريبة..!!!!!!!!!!

تشوفتني ( ناظرتني ) جدتي بابتسامه حاانية ..ثم ارجعت نظرها للملابس المفروشة قدامها فسريرها الواسع..!!!

وقالت ( يا عليا هذي ملابس النسوان ( الحريم ) اللي يلبسنها كنهار (زمان).....قبل لا تجي ملابس اليهود اللي تلبسنها اليوم.. ..الله يهديكن...) ثم اردفت

( بس في جلساتنا بيجن حريم وبينجدن ( ينتقدن) عليك و علينا ..ان شافن بناتنا لابسات هالخلاجين الردية )

حزنت نفسي على هابينيس و بينك شادو وكريستيان كول وسباركل اللي وصفتهم جدتي بهالوصف القااااتل...!!!!!!!!!

ثم تنبهت ......!!!....يعني ويش بعد هالمقدمة ...!!!!! هه لا يكون بس تباني جدتي البس من هالملابس الغريبة ..!!!!

قلت بقياس نبض ( ههه عاد ويش نسوي يا جدتي ..هذي الموضة ..وملابس الحين ..واحنا تعودنا عليهن)

قالت جدتي باندفاع ( انتي حاسر ( مرحلة الانتقال من الطفولة الى الشباب) وما بيخلنك الحريم من الكلام ان شافنك لابسه هالخلاجين المقطعة )..

حاسر حاسر...رغم اني ما ادري ويش معنى هالكلمة ..بس وجه جدتي يقول بالحرف الواحد _ يمنع الجدل في هذا الموضوع_..وانا مابا ازعلها مني...وبعدين مابا اكون شاذة وسط البنات..!!
وخليني اجرب نيو لوك ...!!!!!!

طيب جدتي تلبس دراعات خفيفة ومن دون زينة ما تلبس مثل هالملابس..ويش معنا انا البسهن ..!!!

( ان شاء الله يا جدتي ما خلي حد يتكلم علي بشين..وابا البس اللي تختاريه لي انتي من بين هالثياب )

قالت ( هالثياب كلها لك ..انا مقدرة ( توقعت ) طولك كان اني ما دهدرت ( تخربطت) وموصية ام حمد ...تجيب ازين ما في السوق)

وقفت اتأمل الملابس ......كل ثوب بلون مختلف والقماش مخملي موحد في جميع الملابس ..
مسكت ثوب مخملي اسود ..بفتحة دائرية واسعة شوي محدده بفصوص فضية لامعه ..
حسيته دخل مزاجي.....!!
قلت ( جدتي ابا اقيس هالثوب هنيه عادي ..)!!
ابتسمت ( زين يا امي ..مشي باس )

مافي غرفة تبديل ملابس ..اتجهت لدورة المياة ..ولبست الثوب وركضت على الجامه الواسعة ( المرآه ) اشوف شكلي بهالثوب ....!!! من هذي ...هه احس اني ما عرفت نفسي !!!

الثوب منسدل لتحت الركبة بشبرين !!! ...قصير من الأمام ..وشوي من اسفل ساقي ظاهر ......اما من ورى فالثوب طوووووييل بذيل طوله ذراع تقريباً...!

اذاً هذي هي الملابس التقليدية في الجنوب...سبق وشفتهن على القناة العمانية ..لأني بعد ما لبستهن اتضح لي شكلهن اكثر....

رحت باتجاه جدتي اللي كان بإيدها صندوق خشبي بنقوش يدوية تراثية ..
لما شافتني قالت ( تبارك الرحمن ..ما شاء الله عليك يا امي..والله انك ذلحين ازين من ذكس ( هذاك ) اللبس اللي كان عليك )

( جربي خليني اقفل على الخلخال برجولك ( اساور القدمين ))

نزلت في الأرض وبإيدها خلخال ذهبي سميك بنقوش على سطحه مع سلاسل رفيعة مدوره..

ثم رجعت للصندوق وطلعت منه بنجري ( نوع من الأساور العمانية التقليدية) عريض بفصوص حمراء..وقفلته على معصم يدي اليمنى....

وقالت ( نزلي الشغاب ( الحلق ) اللي لابستنه يا عليا )

باذعان نزلت حلق لازوردي اللي لابستنه ..ولبست الشغاب الذهبي الثقيل اللي اعطتني اياه جدتي ..
( خذي لبسي هالمنثورة ( العقد) ما اشوف يا امي اقفلها )

مسكتها بيدي وانا اتأملها ..ما كانت من النوع التراثي الثقيل ..كانت خفيفة بفصوص مدري يمكن نوع من الاحجار ولا ويش هذا ..؟؟ واسفل كل حجر تمتد سلسلة وتستمر بتسلسل راااائع..!!

( جدتي هذا حجر ولا ويش ..؟شكله غريب علي )؟!!

( هذا خرز المرجان ..عجبك..؟؟)
رفعت نظراتي لها ثم رجعت نظري للمنثورة منشان اقفلها وقلت ( كل هالحلي شكله غريب يا جدتي ..ما اشوف مثله فالأسواق ..)
ثم تذكرت بسرعة ( صحيح في مثله بسوق مطرح (اشهر الأسواق التراثية العمانية في مسقط )...بس ما اذكر انه مطابق له ..)

( اكيد يا امي ..لنه ( لأنه) هذي هدايا من جدك ..وكان مفصلنهن مخصوص لي)
رفعت نظري لها بسرعة ...عيل كيف تخليني البس هدايا جدي لها؟؟!!

قلت لها بأسف ( عيل ما يصير يا جدتي البس هدايا جدي لك...مو حلوه ..!!! طيب ..البسيهم انتي )!!

ردت بابتسامه هاديه ( البسيهم يا حبيبتي ..ما عليك مني ..انا مالي بالزينة عقب وفاة بو عبدالله)

انتابني الأسى ..( بس يا ...)

قاطعتني جدتي وهي تدخل خاتم واااسع في الإصبع الأوسط من يدي اليمين ( لا تعصيني يا عليا ...) ثم اردفت ( شوفي من ضعفك الخاتم ينزلق من اصبع يدك)..

وقفت وانا اضحك على محاولات جدتي ..وهي كل مرة تحاول في خاتم ..لحد ما فقدت الأمل بالخواتم الذهبية ...... واستجاب لها خاتم من الفضة الثقيلة مزين بفصوص حمراء صغيرة...

اذن العصر ....ورحت بسرعة الم ملابسي الظفارية الجديدة واحطهم بأكياسهم ..واخذت الشيلات الشفافة المصنوعة من الشبك الخفيف ..المزينه بنقوش لامعه خفيفة جداً..

( احم ..جدتي انا بروح اصلي العصر وبتجهز وبنزل ..) قربت منها وقبلتها فوق راسها وقلت لها بصدق...
( يشهد الله يا جدتي اني بوجودي هنيه احس بفرحه وراحة وامان ما عمري حسيتهن كثر الحين الحمدلله اللي جمعني بك يا جدتي ..وقر عيني بشوفتك )

قالت جدتي بتأثر ( الله لا يحرمني من هالشوف ..الله لا يحرمني ) ..

....
ثبتّ الشيلة بتعليقة كريستالية صغيرة من الأعلى فقط....ومن تحت خليتها مفتوحه
من الجانبين تأكدت انه الشينيون الخفيف ثابت ...لأنه واضح بسبب شفافية الشيلة ....

تأملت نفسي ..هذا احلى نيو لوك ممكن تحصل عليه البنت..!!

ملابس عربية..مجوهرات عربية ..كحل عربي...!! ويش احلى من كذا.؟؟؟!!!
الأمور جرت بهدوء وبرتابة...وبرسمية ...صالة النسوان منتصف العصر كانت مملوءة عن بكرة ابيها..!

قابلت عمتي هاجر فيها شبه من جدتي شكلاً وطبعاً..!!..لكنها اكثر هدوء ..ذكرتني بعمي محمد ( بوخالد)..وبنتها مزون باين من عيونها انها مرحة ..بس كانت الجلسة تحتم علينا احنا البنات الجلوس بهدوء..والاستماع لسوالف الحريم الكبار باحترام...!!

زوجة عمي محمد كانت متحفظة كثير في سلامها علي..مدري متعمده ..!! ولا هي طبيعتها كذا..
كانت عكس زوجها..!!!
اما زوجة عمي احمد من النوع اللي يدخل القلب من اول نظره..!!..لها طبيعة مرحة وحركتها خفيفة...ومعها ثلاث بنات يشبهونها وايد فالطيبة ...

الكل موجود ..لكن ام باسل مو موجوده ....وينها ....تذكرت لما قالت جدتي العصر ( انا مالي بالزينة عقب وفاة ابو عبدالله ) من عبدالله..يمكن عمي ابو باسل اسمه عبدالله..!!

بعد المغرب نادتني جدتي وهي واقفة جنب باب الصالة ..رحت لها

قالت ( تعالي يا عليا ..اعمامك بالصالة الثانية ..كان عندهم عرب ( رجال ) فالسبلة ( المجلس)..والحين راحوا ...تعالي تراهم طالبنّك يبو ( يريدوا ) يسلموا عليك )..

رحت بصحبة جدتي ..وانا احس بشوية احراج ..!! اليوم اول مره يشوفني عمي احمد وانا بهالحال..!!

احس لو كنت لابسة عبايتي كان احسن ..!!!!!

دخلت الصالة وانا اسير بعد جدتي ...حصلت عمي محمد واكيد الشخص الثاني كان عمي احمد.........احترت كيف اسلم عليهم..!!! وقفت بعيد شوي..!!!

جدتي سلمت على عيالها ثم التفتت لي وقالت ( هذي بنت سلطان..يا احمد)
تقدم وسلّم علي بالخشم ( السلام المعتاد في عمان )..وبعده كان عمي محمد
سألوني عن احوالي...وعبّروا عن فرحهم لوجودي بينهم ...وعمي محمد كان يسألني
بطيبه اكثر ..ويستفسر بقوه ...اتوقع السبب انه يحس بالمسؤوليه لأنه كان مصر
على جيتي ( عودتي ) لصلاله ....

وعمي احمد من النوع المبتسم ....وكان كثير يمازح جدتي ويرسم في وجهها ابتسامه
هاديه .......سبحان الله كان شبيه
بزوجته ...ومن نوع الممازح...عكس الهدوء اللي يلف عمي محمد..!!

جاني فضول ذابح...!!وين عمي ابو باسل..!!!!؟؟لذلك سألت بتردد

( جدتي انتي ذكرتي جدي بكنية ابو عبدالله !! وينه عمي عبدالله..انا تعرفت على عمي محمد وعمي احمد..بس باقي.....)

قاطعني صوت جدتي وهي تقول بجديه ( محد عندي ولد اسمه عبدالله..ولما قلت ابوعبدالله كنت غلطانه )

قلت باستغراب ( عيل كيف باسل يصير ولد عمي..وين ابوه........ميت )؟

نظر عمي محمد باتجاه جدتي ثم قال بهدوء (عمك عبدالله حي يا عليا..بس يشتغل بالخارج
استاذ ادب انجليزي ولغويات في جامعة فينكس بأريزونا )

نظرت له جدتي بغضب ( محمد)

قال لها بهدوء ( اهدي يا امي...عليا يا بنتي قفلي على الموضوع ..لا تنزعج يدتك)

العيش من دون عايلة ممررررض....والعيش بوجودها يجيب الهم....محد مرتاح في هالعالم ..!!

طلعوا اعمامي ...وعاذرتهم ( ودعتهم) ...ورجعنا انا وجدتي باتجاه الصالة الثانية وانظاري لأسفل اخاف اتعثر من طول الثوب من الخلف ..وبسبب الكعب العالي..!!!!
استندت على حافة درج الصالة بيد وحده ..ورفعت رجلي اعدل لفة حذائي ...وجدتي سبقتني بخطوات....

وما افقت الا وانا مطروحة ارضاً بسبب جدار صدمني .....اعتدلت وجلست وحالي منعفس تماماً...رفعت يدي لراسي اتلمسه بعد الضربة العنيفة اللي جاته من هالجدار .!!!!

تعليقتي المحببه انكسرت...وشيلتي انفتحت والشينيون اكيد انه اخترب...!!

لكن من وين جا هالجدار..!!انا كنت واقفة بس ما تحركت .......!!!!

.رفعت راسي وانا اتمنى ما يكون اللي ببالي صحيح ..!!ولأول مره اتمنى ان ذاكرتي تخوني لأنه هالجدار مو غريب علي ....سبق وصدمني ....معقولة جدار بشري ...رفعت عيني بتردد..

باسل واقف ومتكتف...وينظرلي .....اممممم بشفقة عشان طيحتي......!!!!

لا ....لا .....ابداً...نظراته قااسية..كالعاااده..!!!

اوووووف تذكرت هروبي منه امس بالليل .....لا يكون يبي يثأر مني هالحين ...يا الله وين جدتي..!!!

قال بقسوة ونظراته مركزة علي
( تصدقي ولا مره وحده من بنات عمي ..اصطدمت فيني بهالشكل...)

ثم اضاف ( تعرفي ليش..لأنهم محتشمات..الوحده منهم تراعي خطواتها ..وما تتنقل بيوم الكل مجتمع فيه وهي بهالحال) واشر علي ...
واضاف ( ولا جايه تبي تعرضي حسنك وزينك قدام عيال عمك ...!!
متأمله حد منهم يمر من هنيه ويشوفك .....)
ثم اضاف بنبرة استهزاء ( اوووووه ولا جاية تمارسي احد هواياتك ....نسينا ان اهم هواياتك يا عليا هي ازعاج الناس والدخول لغرفهم من دون اذن...صح عليا...تبيني ابعد ذلحين عن الدرج عشان تصعدي جناحي انا وزوجتي من دون اذن )

كل هالحقد..والضيق ..والاستهزاء ليش..؟؟؟؟ليش يكرهني هالإنسان لهالدرجة...
ترى هو السبب في جيتي هنيه ...لا يكون بس جايبني يسمعني هالإهانات كلما شاف ظلي..!!

رديت عليه وقلبي يغلي ( انته انسان مريض..حقود ..متكبر..ومتسلط ..ما تعرف تنطق إلا بكلمات تأذي ( تؤذي ) غيرك...ويش مشكلتك معي هاه ...ويش مسويه لك منشان تعاملني بهالجلافة ...بقلة الإحترام هذي......ابا اسألك ..انته كيف حصّلت شهادة الطب وانت بهالقسوة)

ضحك باستهزاء وقال ( شي طبيعي الطب يحتاج لإنسان قاسي..عشان ما يتأثر ويرق قلبه لكل حاله يشوفها..)..!!!!

قلت له باستهزاء مماثل ( صدقني انته فاهم غلط )

قبل لا يرد صوت حاد وقفه ( باســـــل ).........!!!

التفتنا نحو جدتي اللي قالت لباسل بغضب ( ويش جالس تسوي هنيه )
قال باسل من دون لا يهتم ( كنت نازل من قسمي وما انتبهت لها صدمتها وطاحت!!! )
ثم اضاف ( امي غاليه علمي عليا على سلومنا..خبريها ان بناتنا ما يظهرن بدون عبايا وغشوة يوم يكون البيت كله عرب )

سندتني جدتي حتى قمت !!والتفتت لباسل وقالت له بتهديد( باسل خلي عليا بحالها)

قال باسل بغضب ( امي غالية ..انتي تعرفي ان عيال عمي يدخلوا ويطلعوا من هالصالة ..تبيهم يشوفوها...وهي بهالحال.... ما مبقيه من الزينه شي ما مسوتنه )...!
قالت جدتي بهدوء ( انا اللي قلت لها تجي معي منشان تسلم على عمامها )

الحين مهتم بعيال عمي لا يشوفوني ..وهو مفتح عيونه فيني حتى شاف كل زينتي..!!
وجدتي جالسه تسولف معه بدل ما تقوله يبعد....!!!!

غزاني القهررررر....لفيت وجهي بالشيلة الشفافة جداً...!!وبالطبع اسفل ساقي كان ظاهر..!!

هو من المؤكد اني كنت في وضع يضحك اللي ما يعرف يضحك..!!!!

لكن ما معايه غير هالحل...!!!! عدلت حذائي سبب النحس وسرت بخطواتي لصالة النسوان ...!!

آخر العشاء ...كنت احس بسعادة عميقة ....الشعور بالإنتماء شعور من الصعب وصفه بدقة..وعلى الرغم من الإرهاق اللي لفني لأني ما متعوده على الجمعات الكثيرة مثل كذا..وعاد جدتي عازمة كل القرايب ..والمعارف ..والجيران ....!!! بس كان هالتعب حلو..!

بعد فتره ..بدن الحريم يقلّن( ينقصن ) ....شفت جدتي واقفة وجنبها زوجة عمي محمد ..صحيح انهم بعيدين عن سمعي الا اني كنت متأكده انهم يتنازعون ( يتجادلون ) ..!!

كنت اشوف وجه جدتي في اوج غضبه ..وجه ما شفته خلال الأيام الماضية ...!!
ويش السبب يا ترى..! انا من البداية حسيت انه هالحرمة متضايقة من شي..!

بعد لحظات جات مزون وقالت بسرعة
( امي تقول روحن فوق منشان تتعرفن على بعض ..هيا خلينا نروح وامي بروحها بتخبّر بنات عمي احمد عشان يلحقونا..)

ثم سحبت يدي قبل حتى لا ارد ؟!! وقالت ( امي تقول غرفتك فالطابق الثاني صح ؟)
قلت بشرود ( ايوه صحيح...)

كانت جلستنا ممتعه ..تعرفت على البنات اللي كلهم املكّات ( معقود عليهن) من بعد الثانوية وازواجهن من العايلة..!
سألتهن باستغراب ( طيب واذا وحده خطبها شخص من برع العايلة ؟؟)

قالت مزون بضحكة غرور ( يا عيوني كان قتلوه شباب العايلة ..ما تعرفين ..هم ما يفرطوا فينا..يقولوا قريباتنا وبنات عمنا ومتأكدين من ادبهن وخلقهن ..وما بنحصل احسن وازين منهن )

حسيت بمشاعر الفخر تغزوني..! عائلتي مميزة ..في هالزمان قليل من ينظر للأمور من هالمنظار..!!
صحيح ممكن البعض ما يأيد هالأمور ويعتبرها نوع من القبلية ..إلا انها تستهويني ..لأني جربت الانفتاح وما عجبني......!!!
ضربة على كتفي صحتني ( هيي وين وصلتي يالسرحانه ؟؟)

ابتسمت في وجه هنادي الضاحك وقلت بخفة
( ههه معك ..بس جالسة افكر ..راح يكون حظي مثلكن في زواجي من احد شباب العائلة ولا ما بقيتن لبنت عمكن حد )..!!

شفت الوجوه تبهت ...تختنق ....امامي.....!!!!

.اقدر احلف انه في شي مو طبيعي ..في حاجة انا مضيعتنها..في امر مجهول بالنسبة لي...!!

بعد لحظات نطقت سارة بنت عمي احمد واكبر المتواجدات ( هه عاد تخيلي تسمعك يدتي ..بتروحي فيها..)

ضحكت مزون في محاولة لكسر الجمود اللي طغى على الأجواء

( ههه يدتي من الطراز القديم ..وحتى امهاتنا مثلها ..ممنوع علينا الكلام في هالمواضيع ..ولا بيعايرونا مباشرة بجملتهم المعهوده انتن ما تعرفن الحيا..انت بنات اليوم لسنتكن متبرية منكن ..انتن
قالت امل بمقاطعة ( اوووف مزون وتكلمت ويش يسكتها الحين ..ارجوك سكتيها عليا انتي جديده هنيه وهي بتسمع منك )

ضحك الكل من كلام امل ..لكن الشك في صدري يزيد ..ودي أسأل ..استفسر..لكن ويش راح أقول ..انا تو ما مسكت طرف خيط يوصلني للموضوع المشكل علي..!!

روح الحلا1
06-11-2014, 09:36 AM
رااااااائعة جدا
ربي يعطيك العافية نوارة..
في تكملة للرواية؟ نبي نعرف قصة باسل وزوجته...هههههه

نوارة الكون
07-11-2014, 07:14 AM
رااااااائعة جدا
ربي يعطيك العافية نوارة..
في تكملة للرواية؟ نبي نعرف قصة باسل وزوجته...هههههه


تسلمين يالغلا
ايه فيه تكمله للروايه

نوارة الكون
07-11-2014, 07:15 AM
((الجزء الثامن ))

صباح الخميس نهضت متأخرة من النوم بسبب تعب الأمس..نهضت .بإحساس متضااااارب..!!
ما بين ارتياح وخوف من المجهول .....!!

قراري الأخير اني راح اتصل فخالتي ترتب لي آخذ هالأسبوعين اجازة ...!!
ومن بعدها راح ارجع لمسقط من جديد..واكمل دراستي...هذا قراري الأخير....!
لأني اكتشفت ان مشاعر الحماس اللي كانت تحثني بأني الغي هالسنة الدراسية تبددت مع مرور الأيام.....!!!

رغم اني حبيت هالأرض لكني اكتشفت انها راح تاخذ مني كثر ما تعطيني...!!!

تماماً مثل البشر.....يعطونا الأنس والمحبة ...ويستنزفوا من مشاعرنا وافكارنا الكثييير....

لكن الأكيد اني راح اجي هنيه في كل اجازة..وراح اقضي الصيف كله بالجنوب بإذن الله...

تريقت ( افطرت ) لوحدي في الصالة ..الشغالة تقول ان جدتي يعورها ظهرها ورايحة العيادة بصحبة باسل تاخذ ابره مسكنه ..!!

استغربت من امر ....ما عمري سمعت جدتي تقول ان باسل رايح لدوامه في المستشفى او العيادة ..!!
اما رايح المصنع..ولا المزارع ...يعني لاهي بأشغال العائلة !!....معقوله يكون تارك العمل...؟؟!! اوانه في اجازه..؟!!!

طفت على المزرعة ...... لكن شمس الصباح كانت قوية ..!!

دخلت من طريق الصالة الرئيسية وشفت الدرج اللي يوصل للطابق الثالث ..وتذكرت حرمة باسل المسكينة .....!!!! حتى امس ما نزلت معنا ..من ويش تعاني..وليش ما يعالجونها ..وليش كذا منطوية على نفسها...مشاعر الشفقة حركت رجليني على الدرج....
المره الأولى كنت ابحث عن التسليه لنفسي..بس اليوم ابا اسليها ..اكيد انها ذابحنها الملل..!!

لكن لو جا باسل وشافني ....راح يذبحني هالمره..!!! بس عااادي مو مشكلة خلني ابين له اني ما اهابه ....!!!!

مشيت بخفة ..وطرقت الباب للمره الأولى ..الثانية ..وعلى الطرقة الثالثة وصلني صوتها المبحوح
( تفضل )
توكلت على الله ودخلت ..واغلقت الباب وراي ..شفت كرسي جنب السرير ..كن في حد متعود يجلس فيه ..جلست فيه بسرعة ..قبل لا تطردني.....!!!!!

بعد ثواني انقلبت لجهتي.......وتحول البرود اللي في وجهها لنار مستعرة وقالت بحده

( انتي مره ثانية ...!! انا ما مخبرتنك لا تجي صوب هالغرفة ..انتي حجر ما تفهمي..انا طاردتنك ..ما فيك دم ترجعي وانتي مطروده ..انتي ما تحسي )

بصراحة آلمتني وايد قسوة كلامها ..وفي جزء مني يرغب في الذهاب من دون رجعه ..بس في جزء ثاني يقولي ما حد يآخذ على كلام انسانه مريضة ..يمكن تحس ان الناس يستهزءوا بحالتها ..بس انا لا .......ابا اسوي اي عمل يخفف عنها....!!!

قلت لها بهدوء ( انا جيت ابا اجلس معك ..انتي لوحدك واكيد ملانه وانا حالي من حالك..فخلينا نتسلى ..ونسولف مع بعض )

قالت بعدائية ( انا لو ابا اسولف ..كان سولفت مع الناس كلهم الا انتي ..الا انتي تسمعي..والحين اطلعي برع ..وصدقيني ما راح يصير خير اذا ما سمعتي كلامي )

ويش انا مسوية لها..!!! ويش تقصد ..ما فهمت معنى كلامها ..يمكن عندها مرض نفسي..!!
بس ما اظن ......لأنه بااين من ملامحها ان مرضها عضوي مو نفسي..!!

رن جوالها بيدها ورجعت طفته ..ورفعت نظرها لي وقالت

( انتي ما مكفّتنك ( كافنك) حالتي اللي وصلت لها بسببك ..ويش جايبنك الطابق الثالث ..تمي في غرفتك فالطابق الثاني وفكيني من شرك )

لااااا الأمور جالسة تنحني لمنحنى ثاني ..هذي عارفة حتى موقع غرفتي ....!!!
تغاضيت عن كلامها و قلت لها باختبار ( انتي تعرفي من انا )..؟

قالت باستهزاء ( اعرف ..صدقيني اعرفك يا عليا ...من سنين وانا اعرف انك انتي البلاء اللي دمر حياتي وبيتي )

ويش جالسة تخربط هذي..!!!!!!!

قلت بتروي وانا قريب افقد صبري ( ليش تقولي كذا ..انا والله ما اعرفك ..ولا سويت لك شي..انا اصلاً لحد الأسبوع الماضي ما كنت اعرف اي شخص من عايلة ابوية ولا متخيلة اني راح اقابلهم واعيش معهم)

سكتت لفترة طويلة ثم قالت بقرف ( صدقيني يا بنت امك لعبتيها صح ..كلكن لعبتنها صح ..والحين اطلعي من هنيه )

ضاق صدري..وقلت وانا احس اني بنجن بسبب هالإنسانة نطقت بلهجتي الأولية ( طلبتش فهميني..والله ثم والله اني ما فاهمه قصدش)...

نظرت لي وقبل لا تتكلم قلت لها بسرعة ( ارجوش تكلمي ..الحين راح يرجعوا زوجش وجدتي..وبيعصبوا وايد اذا اكتشفوا اني كنت هنيه ..وضحيلي اكثر ..انا ما فاهمه)

رفعت عيونها بضيق مختلط باستغراب ثم قالت ( انتي تعرفي من انا )

قلت لها بسرعة ( ايوه انتي بنت عمي محمد ...وزوجة ولد عمي باسل..)

ثم ضحكت بخفة وقالت بقهر ( اهاا كملي......باقي اهم شي..)!!

جاوبتها باستغراب وفضول ( اللي هو )؟؟؟


قالت وهي تسترخي في سريرها وترجع راسها للورى ( انّي طبينتك ).....



طبينتك ...طبينتك ....طبينتك ...( الضره/ العديله ) هالكلمة ما دخلت سمعي... لا ...صارت كنها حجر يضرب راسي بقوووه....!!!!!!!!

وقفت بعنف بسبب قهري وقلت لها ( مو صحيح كلامش مو صحيح ...انا مو متزوجة من الأساس والله صدقيني..اكيد حد خادعنك ..ضاحك عليك ...بس هالكلام والله مو صحيح)

ضحكت بارهاق ثم قالت ( بعدهم ما قالولك ..ما خبروك ...محظوظه والله ...لأنهم على الأقل راعوك حتى تكبري وتتقبلي الخبر...اما انا محد راعاني منهم ..لا باسل اللي عشقته بجنون ..ولا يدي ولا يدتي ولا حتى ابويه ..محد منهم اهتم فيني وفمشاعري )

حالة تصدع ضربت عقلي ( انتي ويش تقولي ..انتي اكيد...) سكتت بسرعة لأني من قهري كنت راح اقول لها انتي مجنونة وهي بروحها حالتها ما تسر..!!

قالت بهدوء ( ايوه يا عليا ..انا مجنونة ..مجنونه بباسل اللي كنت احبه من صغري وانتظرته طوال سنوات دراسته للطب ......ومن بعدها سنوات عمله في مستشفى الجامعة بمسقط .....واخيراً
لما استقر بالجنوب ...وجينا نبا نفرح وحددنا موعد الزواج ....جيتي انتي ودمرتي كل شي ....قضيتي على حياتي...وحولتي سعادتي لتعاسه ...وانهيتي حياتنا انا وباسل)

عقلي متجمد...ما اقدر استوعب ...فقط اللي اقدر اسويه اني استمع لهذيان انسانة مريضة
ومتألمه ..جسدياً وروحياً....!!!

مسحت دمعت اسى من عينها وكمّلت بصوت مهزوز

( ما زلت اذكر ليلة زواجي الكئيبة ...الليلة اللي انتظرتها طول عمري وكان من المفترض انها تكون سعيده....) خذت نفس واكملت

( اذكر لما جاني ابوية يبارك لي ويقول ان الملكة تمت ..ويلقي علي الفاجعة )

نظرت لعيني بثبات ( تدرين ويش كانت هالفاجعة يا عليا ؟؟)

بصعوبة حركت رأسي بنفي ....!!!

قالت بقهر وحقد وألم ( الفاجعه انه يدي الوصي عليك امر المملك يملك عليك انتي وباسل ..بعد ما ملك علي انا وباسل و في ليلة زواجي انا )

رجعت هزيت راسي بـــ لا ..لأني ما زلت ما مصدقة هالهذيان .......!!!

مسحت دموعها وخذت نفس وكملت كلامها ( تعرفي ويش سويت من القهر اللي صابني ..
تعرفي.......حاولت انتحر....اقتل نفسي...!!! كله بسببك...يوم عرسي كان راح يكون يوم وفاتي )

رجع عقلي في هاللحظة ...اهتز جسمي ورجعت للوراء من هول الكلام اللي اسمعه.....!!
هذا خيال ..ولا حقيقه ..يمكن المرض مأثر فيها .؟؟؟؟؟!!!

( مو انتي تبا تعرفي هذا انا خبرتك بكل شي..حاولت انتحر بس ربي رحمني وما مت وطول هذيك السنين والى اليوم وانا اموت الف مره من الألم ..تدرين ليش لأني مصابة بفشل كلوي بسبب محاولتي للانتحار..)

صوبت نظراتها الحاقدة لوجهي المصعوق ( والحين عرفتي ليش اكرهك ..عرفتي ليش مابا اشوف وجهك هنيه ....اكرهك ...وباسل بعد يكرهك ...بسببك ترك الطب والجراحة حلم حياته ...منشان يلحق على مواعيدي الثلاثه فالأسبوع الواحد لغسل الكلى....دمرتي حياتنا ..وحرمتينا من السعاده .....اطلعي ..واياني واياك اشوفك مقربة من الطابق الثالث ..صدقيني راح يكون لي تصرف ثاني معك ..لا يغرك تعبي ومرضي ..ترى روحي باقيه قويه )

انسحبت بذهول ...مصعوقة ...مرتجفة ...متألمه ....مجروحه ....ابا اكذب هالكلام ..لكن ما اقدر...لأنه للأسف كل احساس فيني مصدق هالكلام ....!!!

توجهت لغرفتي وانا احس جسدي يتحرك بتخاذل ..مدري كيف وصلت غرفتي ..مدري كيف صعدت الدرج ...جات في بالي ومضات ...نظرات البنات امس لي لما ذكرنا الزواج......حقد باسل تجاهي...اصرارهم على رجوعي هنيه...نظرات زوجة عمي محمد الغاضبة...الحزن العميق اللي ساكن عيون عمي محمد...وبالوقت ذاته هالتني مواقف التغطية والانكار...جدتي اللي تتجنب ذكر زوجة باسل...باسل اللي ما يباني اصعد لجناحه واشوف زوجته ...مواقفة اثناء زيارته لنا ببيت خالتي...واثناء السفر..وهو يأمرني بتغطية وجهي......!!!
يبا ينفي اي فكرة تربطه فيني...ما يباني..وانا بعد ما اباه..فوين الصعوبة ..وليش التعقيد...ويش ينتظروا ..ليش ما يحلوا هالإشكال بسهوله......طلاق وانتهينا....ولا يعيشونا في هذي المهزلة..!! .......

فجأة جمدت كل اعصابي لما تذكرتها.....!!

تعرف ولا ..لا ........ما يهمني البقية وموقفهم مني.......اقدر ارد لهم الصاع صاعين

لكن هي غير........اذا كانت تعرف..امور كثيرة راح تتغير ...امور كثيرة.....اذا كانت تعرف وساكته كل هالسنين .....؟؟؟!!

اتجهت بسرعة لجوالي عشان اتصل فيها......

بنت االعرب
07-11-2014, 06:31 PM
روايه جميله
سلمت الأنامل
تحياتى لك

نوارة الكون
09-11-2014, 09:08 AM
روايه جميله
سلمت الأنامل
تحياتى لك


مرورج الاجمل

نوارة الكون
09-11-2014, 09:11 AM
((الجزء التاسع ))


اعذروني ما بقى وسط قلبي له عتاب

كل العتب راح مع ضميره بلا جناح..

وانهـى فصول الحجّه في قلة اسباب

طعني بالخافق وجرحي منه فواح..

قلبي صدق وقلبه بكل المعايير كذاب

شف حالتي نافر وحاله طيب ومرتاح..

طعم الألم ما يُحتمل والوجد منصاب

وتبي الحقيقة كل العنا فيني يا صاح..

(( الأبيات ..بقلمي))..!!


اتصلت بسرعة فيها ....مهمها انخدعت من اللي حولي تظل هي غير ....خالتي غير عن الكل
وهذا اللي راح اتأكد منه ذلحين..

وصلني صوتها المرحب:
( هلا وغلا حبيبتي ..زين انك تذكرتي انه معك خالة تتطمني عليها ..طمنيني عنش..؟؟)

قلت بجدية: ( جاوبيني يا خالتي ..جواب واحد ..لا تبرري ولا تضيفي اي شي قولي ايوه او لا )

اخذت نفس ثم قلت بسرعة : (كنتي تعرفي عن موضوع زواجي من باسل ولا لا ..؟ )

ساد الصمت ...قلت في نفسي .....لااا ...الصمت مو دليل خير ابداً...!!

رجعت اتكلم : ( خالتي ..؟؟ايوه ...ولا ...لا ..؟؟)

( عليا ..)

( لا يا خالتي ..مو هذا الجواب ..احلفك بالله يا خالتي ..كنتي تعرفي ولا لا ؟)

بعد صمت قليل قالت.... ( ايوه ..لكن عليا....)

ما انتظرت جوابها ..لأني رميت الجوال بقوة فالجدار لحد ما تناثر لشظايا على الأرض..

تكورت في سريري وعيوني تذرف حممها....ما اقدر اخفي آلامي ...لازم ابكي لحد ما اطلع كل الحزن من صدري....مخدوعة من خالتي ..من عمي محمد ....من جدتي ..كلهم يعرفون عن زواجي من باسل ولا حد منهم تكلم ...ليش طيب ..؟؟؟؟؟

انا مو صغيرة ....انا مو جاهله .. كيف قدرت خالتي تخفي عني موضوع حساس مثل كذا ... ما يكفي انها ابعدتني عن هلي...؟؟؟

وهل كانت راح تخبرني ولا تخليني على عماي طول عمري ..يا الله لو كان صاير لها شي وانا ما ادري عن زواجي ..وعشت حياتي وتزوجت ..اعوذبالله ...كيف صارت الأمور كذا ..اللي صار مصيبة واكثر...وكيف اخفت عني اوراقي القانونية لا بد ان في ورقة تحمل دليل زواجي ..!!
احس اني ملخبطة ...لأني ما اعرف بهالأمور...!! ولا اهتميت لها في حياتي...!!

بس ويش كانت النتيجة اني انخدعت...!!!

اوراقي كانت دايماً تحت تصرف خالتي ...لأني كنت واثقة فيها ثقة عمياء ..كيف لا وهي خالتي..بمقام امي.....

آآآه يا امي..امي ما كانت راح ترضى تسوي فيني كذا...ولا حد كان راح يقدر يقرب مني لو ان ابويه حي...استغلوا يتمي بشي ما يرضيني ..!!

خالتي بدل ما تحميني..احس انها اذتني ..واذتني وااايد......خلوني لعبة تتنقل بين أياديهم من خالتي الى اهل ابويه....
حسيت لو اني استمر بالنحيب ..وهالتفكير السلبي اكثر..راح اضر نفسي...لكن ما اقدر قلبي منفطر....مرت لحظات طويلة وانا ابكي بطريقة عمري ما بكيت فيها....وبالأخير غفيت...

سمعت دقات على الباب ..قمت و راسي كان ينبض من الألم

قلت بتعب (من )

ردت ( ماما يبي انته)

جاوبتها ( طيب ..ذلحين بجي)

رجعت راسي بالمخده وانا اتذكر اللي صار من جديد....وتذكرت تمثيليات باسل التافهه ..!!..

تمثيليته اثناء سفرنا..وحادثة المطعم ...ويوم العزومه ( العزيمة ) كلها تمثيليات على اساس انه ما يحل لي ولا احل له ...طيب ليش ....يبا يعاقبني عن زواجه مني..واللي صار لزوجته..!! وتركه لعمله!!

هو الريّال ( الرجل ) هو اللي كان يقدر يقول لا ...حتى لو جدي احرجه قدام الناس ..كان بامكانه يتصرف.....انا ويش ذنبي ..يبا يعاقبني بذنب مالي دخل فيه ....!!

لكن عالعموم ..هذا الزواج ما راح يتم بعون الله ....اذا كان باسل ما يملك القدره على التصرف ..انا اللي راح اتصرف ......!!!!

لكن في البداية خلينا نلعب يا باسل...انا اشهد انك اديت دورك في اللعب صح ...وباقي دوري انا الحين ..وبعدين انا اللي راح انهي هاللعبة ..!

...وبنشوف يا باسل....بنشوف من اللي راح يلعب على الثاني من هاليوم...

غسلت وجهي بماي بااارد ..حطيت بودره خفيفة تخفي الإحمرار عن وجهي..وكحلت عيوني..وطلعت ..من اليوم لاني ( ماني ) لابسه غشوة..ولا عبايه ..في كل ارجاء البيت!!

هه عن من اتغطى...!!! امام ربي انا مو آثمه ...لكن الحلو بالموضوع اني بنظر باسل انا بنت طالعة عن الشور...وازمة خانقة ...والأهم سبب يرفع الضغط بالنسبة له..!!!!


طلعت و حصلت وحده من العاملات جايه تناديني ..تقول ان جدتي شافتني تأخرت ورسلتها ..
سألتها ( وين باسل)
قالت ( بابا باسل هناك ) واشرت على المزرعة اللي بالخارج ..
قلت لها بسرعة ( طيب خلاص )

رحت اجري بسرعة وبخفة ..ودقات قلبي تسبقني ...ابا اوصل للطابق الثالث بسرعة قبل لا يجي باسل او حد يشوفني ...تعديت الصالة وركضت على الدرج ...فتحت باب الغرفة بسرعة فاجئت حرمة باسل قلت لها وانا حتى ما اعرف اسمها إلى الآن...!!

: ( ارجوك ..طلبتك ..الحديث اللي دار بينا اليوم لا تبلغيه حد ..لا تخلي حد يعرف اني عرفت اني حرمة باسل ..زين ...وصدقيني هذا الشي من مصلحتك )..

قالت بارهاق ( ما لي دخل فيك ...ولا راح اقول شي..بس فكيني منك ..ولا تراويني وجهك)
قلت لها بسرعة ( اعذريني على الإزعاج ..وان شاء الله ما راح ازعجك مره ثانية )

اتجهت بسرعة للصالة الثانية..وجلست جنب جدتي ..وقلبي ما زال ينبض بقوه ..خذيت نفس قوي
ونظراتي تركزت على وجه جدتي.....!!!
ما ودي اشيل فقلبي على حد..لكن يا ترى هل محبتها لي كانت تمثيل..؟؟! منشان تكسبني لصفها ...ومن بعدها تفرض علي امور وهي متأكده من موافقتي عليها..؟؟؟جدتي مو مثال للمرأة البسيطة...لا...جدتي قوية ...وانا متأكدة انه كثير من قرارات هالبيت تعود لها بالأول...

التفكير والسرحان كان باين علي..مما اثار جدتي ..!!
قالت : ( عليا ...تآنسي ( تحسي) شي ...تعبانه يا امي)

انتبهت لها ( لا يا جدتي...الحمدلله ما اشكي من باس..الا كيفك انتي ..ظهرك عدّل ( صح) )
قالت بألم ( عايشه على الحبوب ..وان ما فادتني خذت ابر مسكنة..تخفف العوق ( الألم ) )

رديت عليها ( الله يعافيك يا جدتي )...
ثم اردفت ( جدتي ..في موضوع مضايقَّني ..ومتَّعبني ..)
قالت باهتمام ( ويش هو يا عليا ...قوليه ..)

اجبتها بضيق ( جدتي باسل شافني مرات وايد بدون غشوة..وانا تعبت ما اقدر اطلع للصالة الثانية اذا بغيت اتمشى فالمزرعة الا وانا لابسه عبايتي وغشوتي..)
ثم اضفت بفروغ صبر( منشان كذا ..مابا البس قدام باسل العباية والغشوة..)
ثم اردفت بسرعة ( بس راح اخلي شيلتي براسي دايم)

اطرقت جدتي للحظات وهي تفكر...ثم قالت بعد تفكير
( انزين طلعي من البوني ( الباب الخارجي من جهة المطبخ) )

قلت لها بزهق ( لا يا جدتي ..مابا اتغشى من باسل ..تعبت احنا بنفس البيت وانا اتغشى منه)

قالت جدتي باستنكار ( وباقي عيال عمامك وعمتك )
اجبتها ( لا ..لا يا جدتي بس باسل ) ثم اضفت بمحاولة لإقناعها

( جدتي باسل انسان محترم ..!!!! وخلوق...!!! وما راح ينظر لي..وبعدين انا بصوب وهو فصوب ..يعني نتلاقى ( نلتقي) قليل ..........زين !!!)
قالت بعد تفكير ( زين يا عليا..... لكن بس باسل .. اما غيره لا )

ما قدرت افرح بمقدرتي لاقناعها..!!! لأني مقهووورة من تكتمها عن الموضوع ..!!!
ما تبا تقول هو زوجك فما في داعي تتغشي عنه ....لا ... هي حاولت تنكر هالشيء...!!



عصر اليوم ...كان لازم اطلع السوق ..واشتري جوال جديد..وبعض الحاجيات ..ومنها فرصة اغير جو...!!!! لبست العباية والشيلة والغشوة ..وطبعاً عبايتي كانت الكتف الأولية ...لأني مستحيل اطلع بالعباية اللي مفصلنها باسل ..لأنها فشلللله من طولها ..ولا ابا اقدر اتحرك ....!!

اتجهت لصالة جدتي سمعت اصوات معها .. ....يمكن جاراتها ....مالي بااارض ( خلق ) اقابلهن واسلم عليهن...!!!

ناديت الشغالة ..وسألتها عن السواق ..اشرت لي على ملحق جنب السبلة ( المجلس)..على جنب البيت كانت الأشجار مغطية المنطقة...قلت لها تناديه...

وصل السواق...بس ما ارتحت لفكرة الروحه معه...سألته عن موقع الأسواق والمحلات ..وصف لي بس ما فهمت من كلامه شي...طلبته مفتاح السيارة ...اعطاني المفتاح وكانت نظراته متفاجأة..!!

صحيح انا ما احب السواقه كثير...وكنت اعتمد على خالتي ...لأني ما طلعت رخصة السياقة إلا من سنة.....لكن ما يعني اني ما اسوق بروحي وقت ما احتاج...

فتح السواق البوابه الخارجية ...في الوقت اللي اغلقت فيه باب السيارة اللي كانت من نوع لكزس جيب..كنت اتمنى سيارة اصغر من كذا عشان ارتاح اكثر...بس مو مشكلة ...

رفعت الطبقات الشفافة من الغشوة..وثبتت النظارة الشمسية ..لمزيد من التغطية وفي نفس الوقت عشان ما اعاني من صعوبة في الرؤية...وجهزت رخصة السياقة في حال احتجتها..


بعد فترة قصيرة بدت تتضح لي معالم المحلات والمراكز التجارية ...ما كانت بعيدة ابداً...في وقت قصير حاولت احدد مشترياتي فالمركز التجاري ..واستخدمت بطاقة الفيزا مالتي ( حقي) ...

ومن ثم اتجهت لمحلات تفصيل العبايا اللي كانت قريبة ...منشان افصل عباية ساتره جديدة..وبقيااااسي..!!!

الأسواق كااانت روعة ..حسيت ماشي فرق كبير بينها وبين اسواق مسقط...رغم اني ما لفيتها كلها....!!

قبل يأذن المغرب رجعت..ارتحت لما شفت البوابة مفتوحة ......وقفت السيارة في مكانها السابق ..ونزلت مشترياتي ...بثقة قفلت الباب..!!! لأني سبق وشفت شخص واقف على مدخل البيت...!
ومن دون تفكير ...كنت متأكده انه باسل...واحساسي يقول انه متضايق..!!

لما قربت ..فكيت الغشوة ...وارخيت الشيلة ونزلت نظارتي...والأكياس بيدي..بس لما طاحت عيني بالعيون النارية ..
جاتني اصوات ضعف بداخلي تأمرني اروح من جهة باب المطبخ..وادخل بسلام........
اول ما حركت راسي تجاه منطقة الهروب..... للأسف كان باسل راصد نظراتي وتحركاتي ..!!
و فهم فكرت الهروووب.......لأنه تقدم بخطوات واسعة ....ناحيتي...!

وصلني صوته الساخر ( الحمدلله على السلامة ....سيده عليا)

ما رديت عليه ..واصلت طريقي..لأن نظراته ما كانت تبشر بالخير ابداااا..

قال بحده ( وقفي مكانك ) ثم اردف بسرعة ( من وين جايه )

قلت له بغضب مماثل لغضبه
( لا تصرخ فيني كذا .....ومن وين يعني بجي ..ما تشوف الأكياس بيدي..يعني اكيد اني جايه من السوق)

قال بغضب هادر ( وبإذن من طالعه للسوق...لا تقولي جدتي لأن جدتي لا يمكن تسمح انك تطلعي بروحك للسوق)

قلت له وانا احاول انهي الحوار( جدتي كان عندها حريم ......وطلعت من دون لا اقول لها عادي ويش فيها)؟؟؟!!!

قال وعيونه النارية تتقد بغضب
( ويش فيها تقولي...طالعة تسوقي السيارة بروحك ..وواصلة الأسواق بروحك ..وتقولي ايش فيها ..ويش ظنك..انك ما زلتي عند خالتك...لاااا انتبهي..اول كنتي تعيشي من دون ما يكون ريال بالبيت.. )

ثم قال بتهديد ( اما الحين الوضع اختلف يا عليا..واختلف واااجد )

قلت له بتحدي وقلبي ينبض بقوه من صدى صوته وحدة نظراته
( تباني اتصل فعمي محمد ولا عمي احمد واقول هلا عمامي شوفوا تراني الحين طالعة السوق ..بس حبيت اتصل فيكم منشان اخبركم ؟؟!!)

قال بهدير ( والريال اللي بالبيت ما عاجبنك )

قلت له بلامبالاه كااااذبة ( الريال اللي بالبيت حيالله ود عم (ولد عم ) )

قال بصوت مهدد بجديه
( والله يا عليا .. وهذا انا حلفت .. ان طلعتي من البيت بدون اذني مابا ارحمك .. ولا تظني حد بيحميك مني)
ثم اردف بحده وقسوه ( فاهمــــه)

يااارب يااارب ...ان دموعي ما تنزل ...بس لحظات لحد ما اوصل غرفتي وهناك ابكي على راحتي..!!!!..بس ما اقدر...صوته بعثر كل قوتي ..رميت كل اللي بيدي...ودموعي تهطل بقووه..

قلت له بانهيار وانا اشهق ( لا مو فاهمه )

ما حسيت إلا بيده الحديديه تقبض على ذراعي ..وايده الثانية تقبض ذقني وترفعه بقسوة لمواجهة عيونه النارية المتقده وقال بصوت بارد ينذر بالشر

( ويش قلتي .......؟؟؟؟عيدي كلامك ..ما سمعتك زين)
ما قدرت انطق..!!! استمريت بالبكااء ...وهو ما زال على قبضتة القاسية يراقب دموعي ويسمع صوت شهقاتي...
لحد ما صدع أذان المغرب.....

ركز نظراته على عيوني بقوه وقال
( الله اكبر حق....انا ماشي ( رايح ) اصلي ذلحين...واللي صار مابا اشوفه متكرر.......لمصلحتك وحدك يا عليا ...لا تخليه يتكرر...)

ثم لفني وانا بين ايديه واشر على الباب الخارجي وقال ( شايفة هذاك الباب ..لو يوم جربتي تتخطيه بدون اذن مني ..)
رجع وجهي لناحيته وقال ( ترحمي على نفسك يا عليا )
وراح ...وتركني بجسد مرتجف...وروح متألمه ومقهورة...

يا قلبي اغفر اذى الأحباب
وسامح عن الزله بالهوني

امسح وراعي كـــل الأسباب
اسباب شوقً غمر كوني
((بقلمي...))

الجوال الجديد بإيدي والشريحة بداخله ...ورقم خالتي قدام عيوني متصلة تسع وثلاثين مره..!
وكومة رسايلها ماليه الصندوق الوارد..! لكن ما قريت ولا رساله منهن....!!!

اتصل فيها ولا ..؟؟

بعد ثواني وصلني صوتها ( عليا )
بهدوء رديت عليها ( السلام عليكم خالتي)
قالت بهدوء مماثل ( وعليكم السلام.....هنت عليش يا عليا ..تخليني بهالحال)
قلت لها (مثل ما هنت انا عليك ...استخبر ( اعرف ) من الغرب عن امور هامه فحياتي)

ثم اردفت لها ( ليش...؟؟ليش يا خالتي ..؟؟ليش ما خبرتيني طول السنين الماضية ...او حتى لما جو عمي محمد وباسل..ليش ما تتكلمي ..
ليش ما تقولي ان باسل مالك علي....هل بنظرك انا جاهله...مغفله ...غبية ...كيف قدرتي تتكتمي على موضوع حساس مثل كذا..وليش )

ردت بضعف ( الأمور خارجه عن مقدرتي...كان لازم تعرفي من باسل وجدتك...انا ما اقدر اقولش)

قلت لها بقهر ( ليش ...اعطيني سبب واحد يا خالتي..سبب يخليني اعذرك ..مثل ما سبق وعذرتك عن تغييبي عن هلي خلال السنين الماضية)
قالت بضعف ( تعايريني بشي كان من صالحش يا عليا)

قلت لها بضيق وانا احس انها متكتمه حول السبب ( اي مصلحة يا خالتي اي مصلحة....)
ثم اردفت بحده
( قوليلي يا خالتي ليش ما خبرتيني عن زواجي ..)

بعد صمت طويل قالت ( باسل اتصل فيني في نفس اليوم الصبح وهددني منشان لا اقول لك)

قلت لها باستنكار ( هددك بويش...ماحيدك ( ما اذكرك ) تتهددي يا خالتي..!! وبعدين من وين جاب باسل رقمك)

ردت بصوت ضاايق( يعني من وين بيجيبه ...!! اكيد من احد زملائي بالعمل ) وتغافلت عن الجزء الأول من السؤال..!

قلت لها ( ما رديتي يا خالتي ..؟؟بويش باسل يهددك )
قالت بسرعة ( انتي تعرفي عن سالفة تزوير الأوراق ..يعني ويش بيكون غيرها )

قلت لها بعدم تصديق ( اللي قالها عمي محمد )
ردت بدون تفكير ( ايوه هي )

ما قادره اصدق اي من كلامها للأسف...احس صوتها متغير...اعصابها منهاره..!!
بس متأكده ان طبيعتها الكتوومه..ما راح تخليني آخذ اي معلومه منها...

استغربت لما سمعت صوت ارتطام الأمواج سألتها باستغراب
( انتي رايحة البحر في هالوقت )!!!

قالت خالتي ( انا مو في مسقط يا عليا...)!!

قلت بتعجب ( عيل ويييين)

قالت بتوتر ( انا فالشمال رحت مسندم عن طريق البحر .... بالعبّارة ....اخذت اجازة مفتوحه بدون راتب ...وقلت اسافر مسندم اغير جو ..)..!!

رديت عليها ( ما تبا تخبريني بالصدق يا خالتي)

قالت بعجز ( ماشي غريب بالموضوع..اخذت اجازة ..وقلت اغير جو)

سألتها بهدوء ( لحد متى )

ردت بدون توضيح ( اجازة يمكن تكون طويلة شوي..يمكن اسافر للإمارات..ومن بعدها
لأمريكا اكمل دراستي..)
قلت بقهر ( يعني ما بترجعي مسقط )
قالت وهي تحاول تنهي الحوار ( ما اعتقد)
ضاعت خططي باللجوء لخالتي...!!!

قبل لا اودعها ..تذكرت وجود رقم باسل عندها وخفت لا تقوله عن معرفتي بزواجنا فقلت لها بسرعه

( خالتي ..ترى محد يعرف اني عرفت عن سالفة زواجي من باسل..فأرجوش لا تقولي لا لباسل ولا غيره ...)
ثم اردفت بعدم ثقة ( طلبتش يا خالتي لا تخوني ثقتي فيك هالمره )

قالت بألم ( عيل كيف عرفتي)

قلت لها ( مو مهم ..الأهم اني مابا حد يعرف)

قالت ( عليا....ارجوش لا تحاولي تلعبي لعبة خطره ..صدقيني باسل ما يرحم ..فما انصحش ..)

قبل لا تكمل قلت لها ( مثل ما قلت يا خالتي لاني جاهله ولا مغفلة ولا غبية )ثم اردفت
( انتبهي لنفسك بمسندم ...وخلينا على اتصال يومي ...في امان الله)

قالت ( في امان الرحمن حبيبتي)

اتكأت على الأريكه ...افكر بالرجوع لمسقط....ولا بخالتي وتصرفاتها الغريبة...ولا بطريقة تسهل طلاقي...ولا بجدتي ..ولا بويش...الأمور ما جالسه تفك...إلا كل يوم وهي تتعقد اكثر واكثر..رحمتك يااارب..!!!

رجعت للجوال اشوف الساعة حصلتها عشر واربعين دقيقة ...راسي مصدع ومحتاجة دلة شاي مو كوب...بعد صعودي المغرب لغرفتي وانا ابكي ما نزلت ... حتى جدتي لما ارسلت العامله تناديني للعشاء قلت لها مالي نفس..!! اظن ان جدتي ما عندها خبر عن روحتي للسوق ..كذا احساسي..!!

نزلت الدرج ... والظلام كان مالي المكان... حتى الطابق الأول ... تلمست الجدار وانا في طريقي للمطبخ ...لحد ما اتضح لي نور المطبخ...شغلت غلاية الماي . ..

وقفت قدام الباب الزجاجي اشوف المنظر بالخارج.............هذا باسل....!!!!!!!

كان جالس جلسة مهمومين ....!!!!! كذا حسيتها ..!!

جالس على المدارج وبإيده اليمين سيجارة ..واصابع يده الشمال مغروسة في شعره الأسود الكثيف...الجو باارد هالليلة وهو لابس بيجامه ...!!بس شكله ما يحس بشي..!!

بسررررعة انشغلت بعمل الشاهي وجهزت الدله ..واتجهت للثلاجة ابا آخذ علبة ماي ...

( ويش تسوي هنيه فهالوقت )

شيلتي ملفوفه حول رقبتي....!! يعني ما منها فايده...!!! لأني ما تخيلته ممكن يدخل بهالسرعة..!

ما رديت على سؤاله ...!! بعد اللي سواه فيني اليوم ..ابا اذل نفسي ان رديت عليه ..!!

اخذت الماي وانا احاول بقدر الإمكان ما الف ناحيته ..حطيته بالصينية جنب الدله والأكواب وعدلت خطواتي....
في طريقي للهرووووووب..!!!

بسسسسسس ويش هذا......!!!!!! لااااااااااااا شهقت بعنف ولفيت ناحيته وقلت من دون شعور ( يالغبــــــــــي..ويش سويت)

تكلم ولا كنه مسوي شي ( اوووه انتي صاحية ...توقعتك من اللي يمشون في نومهم..فقلت اصحيك بطريقة مضمونة )

قلت وانا ارجف ( تصب فيني ماي مثلج فهالبرد )

قال بدون اهتمام ( اي برد ..الشتاء دافي فصلاله ....ويش اللي مطلعنك وانتي بهالحال ..!! )

قلت له بعدم اهتمام مماثل( انا قلت لجدتي مابا اتغشى عنك...لانك محترم وما بتركز نظراتك علي) ثم اردفت ( وبعدين انت شايب ....فاعتبرني بحسبة بنتك )

يااااسلااااااااااام ...هذا اللي يبرد القلب....كذااا الأمور صح..!!

التلونات اللي غزت وجه باسل تنشرى..!!! ودي اضحك بقوة لكن لو ضحكت بصراحة ما اضمن اني اكون حيه بعد ساعة..!!!

بعد فتره طويلة قال بهدوء محمل بالكثير ( انتي يبالك اعادة تربية من جديد...وانا اللي بربيك يا عليا ...وبنشوف..)

اخذت الصينية ومريت من قدامه في طريقي لغرفتي بقوة ظاهرية.....!!!


صبح الجمعه صليت الضحى قريت سورة الكهف...نزلت وتريقت ( افطرت ) على السريع في المطبخ...وانا افكر ويش راح اسوي الحين..!!! ملل..!!

تذكرت الأرض المجهزة للزراعة ...و ورودي اللي ابا ازرعها...امتليت بالحماااس ثم تذكرت الشتلات..!! كيف ابا اجيبهن ذلحين..!!!!

مالي غير اوصي السواق....كلمت العامله اللي قدامي..شرحت لها بالعربي..ما فهمت..!!!!بالإنجليزي..ومن دون فائدة تذكر...!!!!.......وبالأخير لما زهقت قلت لها تنادي السواق...!!

بعد معاناه ..!! وتحجج السواق بأن اليوم الجمعه والمشاتل مقفله ...راح يتأكد من شدة ازعاجي له..!!

فرح قلبي وانا اسمع العاملة تقول بفرح ان السواق جاب شتلات ورود...!!
الحين فهمت الموضوع صح..!!!!!! ومن فرحتها حسيت بأني مو لحالي اعاني
من ازمة عدم وجود ورود بالبيت...!!!!!
اوووف تو اتذكر ما عندي كاش كيف ابا احاسبه..!!!

البارحة ما كان عندي وقت عشان اسحب...!!! والحل..!!!!!!!!
رغم انه فشللله اطلب....بس
مالي غير جدتي لحد ما اسحب....!!!!

قلت للعامله ( لحظة ..قولي للسواق مافي روح عشان حساب ..زين )
قالت بلا مبالاه وهي تمر من قدامي ( خلي يروح ....مافي مشكلة... حساب نقص بعدين ..فلوس مال بيت )
ويش تقول هذي..!!!!!قصدها ميزانية البيت..!!!! بس اكيد هالشتلات غاليه...!! اوووف ويش هالورطه....!!!

الشتلات كانت خليط مذهل من الورود والزهور بروائح زكيه زهور البسلم البري ( صفار) والياسمين ..والجلاديولس الأبيض ( البيظاح) والجهنمية بألوانها العذبة البنفسجية والزهرية والبيضاء...!!

هالورود والزهور راح تعطي المكان اطلاله ملكية ..خصوصاً ان وضعية الأشجار خلاّبة بس ناقصها لمسة جمالية..راح تضيفها لها الورود..!

العاملات انشغلوا بتحضير الغداء...يعني بروحي راح انقل الشتلات واباشر الزراعة..!!

قبل لا اطلع تذكرت حاجة ورجعت اسأل العاملتين ( ويش بتسوّن ( تعملن ) غدا لليوم ؟؟؟)

قالت وحده منهم ( منشب )....لااا ارجوكم الا المنشب ...!!! ما قدرت اتحمل طعم النارجيل مع العيش ( الأرز)...
فقلت لها ( لا لا ....لا تسوي منشب ...سوي قبولي زين ؟؟؟)

نظرت لي باستغراب ثم قالت ( زين )..!! حلو انها ما جادلت..!!!

كمّلت شغلي لوحدي والشمس ابدعت بحرارتها..!! صدق لما قالوا شمس الشتاء خطيرة!!
....
صوت خطب الجمعه تجي من كل صوب من المساجد المجاورة ...شعور حلو ومميز...يعطي ليوم الجمعة انفرادية بالتأكيد....

على آخر صلاتهم ..كنت اعرف ان الوقت تأخر ..وراح اضطر اكمل بقية الشتلات وقت العصر..!

نظرت لنفسي ...كالعاده ..!! مثل ايام الزراعة في حديقة بيتنا الصغير بأستراليا..!!

مزيج من الرمل المبتل مالي حذائي الغير مناسب للزراعة ..!!وايديني اللي من دون قفاز حالتهم اسوء ...وفي طريقي لإزالة قطرات العرق من جبيني لابد اني اضفت لمسات من الطين والتراب مع قميصي الفاتح المتسخ.......شكلي كان كااااااااااارثة....!!!!

نقلت الشتلات اللي تو ما زرعتهم تحت ظل شجرة الغيضيت ( تين الجميز-التين البري) اللي كان ثمرها اخضر..بعده ما نضج....رصيتهم جنب بعض...عشان يحتموا من الشمس....

وقبل لا اقوم حسيت بيد تشد قميصي من الخلف....لحد ما وقفتني على رجلي بالقوة..!!!!



//////

نوارة الكون
10-11-2014, 07:51 AM
((الجزء العـــاشــر ))


[[ كلـــما ]]

بــــان الفــــرق . . . !

"بيــن سُــــعدي ،، و القــــلـــق "

~~ اختنـــق~~ . . . [ واليـــأس رد ]

& الشفق.....للشاعر سالم المعشني &



يد باسل ما زالت قابضة على قميصي من فوق... القى علي نظرة سريعة
ثم هز راسه بغضب وعدم رضا....!!!! من دون كلام ..واصل سحبي من قميصي باسلوب مستهتر..!!! اغضبني ...!!!

صرخت فيه ( هيييي وقّف ....انت بأي ...) قبل لا اكمل اطبق يده على فمي....!!!!

كان يسحبني باتجاه الباب الخلفي...!!! اللي يوصل للبيت عن طريق المطبخ ..!! ويده الكبيرة اللي يمكن بحجم وجهي ما زالت مكممه فمي ..!!

ومافي اي فرصة للمقاومة بالتأكيد...!!! ما في اي وجه للمقارنة بين حجمي وحجم باسل .!!

بس القهر اللي فيني ..خلق محاوله دفاعيه..فرجعت يدي بسرعة للخلف وارتطمت بقوة على صدره...!!!

قال ( لا توسخي ثوبي بالطين)..!!!! بسسسسسس ..!! هذا اللي صنعته ضربتي...!!

وصلنا للمطبخ ...امام نظرات العاملات المذهولات من المنظر الغريب..!!!

حسيت وجهي طاح قدامهم ..عقب هالموقف ما راح يحترموني...!!!! وكله بسبب باسل..!!
حاولت اتكلم بس يده ما زالت كاتمه علي ..!!!

واخيراً تذكرت السلاح الحاد اللي داخل فمي ...!!! اسناني..!!!!

فتحت فمي وبكل قوة اطبقت باسناني على يده المليانه بالعطر الثمين....!!
وابتسمت وانا اسمع تذمره وبعد ايده بسرعه

قال بغضب ( سيري قدامي )

رديت عليه بعناد ( مابا اسير مكان غير غرفتي ...وعلى فكره تراك مو محترم .....
وابا اشتكي عند جدتي من اسلوبك معي ...! انا قلت اني بحسبة بنتك....
لكن عاد ما قلت انته ابويه الحقيقي منشان تسحبني بهالطريقة )..!!!

بقهر سحب يدي بقوة خارج المطبخ ...صرخت فيه
( اترك يدي ...ويش هالوقاحة ..اترك يدي تراها عورتني من قبضتك)

وقف لما اصطدمنا بجدتي المنبهره بالموقف واللي كان معها كل الحق عشان تنبهر....!!!

قلت بسرعة ( جدتي شوفي باسل ..ساحبني بقوة من المزرعة لهنيه بقلة احترام..كلميه)

قالت بصدمة ( باسل ..!!!)

رد بهدوء مفاجئ (امي غاليه ..انا جاي من المسيد ( المسجد) ومعي واحد من ربعي وهذي واصلة عند شجرة الغيضيت (التين البري) جنب السبلة وهي بهالحاله اللي تشوفيها..!!

نظرت جدتي باتجاهي بعدم رضا ..!!انحرجت ووايد من هالنظرة..!!

قلت بدفاع ( وانا ويش دراني ( عرفني ) ...الريال من المفترض انه يتكلم قبل يدخل حد بيته)

رغم الألم ..إلا اني حسيت بالانتصار لما زادت قبضة باسل على يدي..وهذا دليل على ان الخطأ منه..!!!
قالت جدتي بانصاف ( عليا صادقة يا باسل..بعد ايدك عنها ..ومره ثانية ود حد جاي عندك تفطن ( تذكر) تخبّرنا )..!!!

ثم اردفت بسرعة ..( من ..من ربعك ( اصدقائك ) هنيه )

رد عليها ( هذا سعيد ..من زمان وانا اقوله تعال..قال بجي بس سويلي منشب مع سمك مشوي)

انصدمت فمكاني...!!!!!!!!!! لااااااا ويش هالحظ....يااارب ان العاملات ما سمعن كلامي..!!

قالت جدتي باستنكار ( منشب وسمك.....كان مسوين له قبولي لحم ( كبسة ) احسن )

رد عليها ( ويش اسوي به هذي طلبته روحه )

الهروب ..فكره اكثر من رائعة في مثل هذي المواقف..وبالتحديد المواقف اللي من الصعب اختراع حجج قوية لمجابهتها...الهروب خيار لا مناص منه .......!!!!!

لكـــن صوت العامله جلب الحسرة العظمى إلى قلبي..!!!!!!! ويش مسويه انا ...ويش هالحظ اللي عندي..!!!!

( ماما صغير قول سوي قبولي مافي سوي منشب) واكملت حديثها بالإشارة إلي كجانية ..!!!

قال باسل بحده ( ويـــــــش......عليـــــــــا )

لذت بالصمت ...!!! يعني ويش اقول..!!!!

قالت جدتي ( استهدي بالله يا ابويه ...ما استوى شي..)

رجعت اليد الحديدية تضغط على ذراعي بقوة وهو يلفني لجهته
( انتي بأي صفة تلغي كلامي ..وتمشّي اللي انتي تبيه ..هااه ) ثم التفت للعامله
( وانتي كيف تسمعي كلامها ..وانا جايب سمك طازج وموصنك تسوي منشب مع سمك مشوي)

ثم هز يدي بعنف ( تكلمي )

فكرة انك تعصّب في وجه انسان معصّب ..!!! ومن الأساس تكون انته الغلطان صعبه جداً ..!!

لذلك افضل شي لتعديل الأمور وتهدئتها .........تغييرها ..!!!!!

قلت بأسى مصطنع ( اوووه باسل شوف دشداشتك البيضاء ( ثوبك ) توسخت بالطين ..خليني ابعد عنك )

فكرة ما كانت عبقرية ..!!! لكنها ابعدت باسل عني..!! واقتنصت الفرصة للهروووب الى الطابق الثاني باتجاه غرفتي..!!!

بعد الانتعاش والنظافة كان للذة قبولي اللحم متعه خاصة ..!! هه يمكن لأني ناضلت في سبيل الحصول عليه بدل المنشب..!!!

بعد الغدا تمددت فالكنب..وشفت جوال جدتي..
قلت لها ( جدتي ممكن آخذ جوالك ابا اخزن ارقام عمامي وبناتهم)
قالت ( ما يخالف يا امي)
خزنت ارقام الجميع ..وكان رقم باسل في مقدمة الأرقام بأحرف اضافية..حتى يكون اسرع بالنسبة لجدتي للوصول له...احترت اخزنه معي ولا...؟؟؟ بس من يعرف يمكن احتاجله باحد الأيام..خلني اخزنه معي...!!

جدتي رجعت لغرفتها تقيل...وانا انتظرت اسمع صوت باسل يرجع ..عشان اكون متأكدة ان ربيعه راح.......واروح اكمل زراعتي ....... بس ماشي فايده..ماله حس ( صوت ) ابد..يعني ما زال عند ربيعه..!!!مالي الا انام عشان اصحى العصر بنشاط..!!!

العصر نزلت تقهويت بصحبة جدتي باستعجال و روحت اكمل شغلي بالمزرعة..

على باب مخرج الصالة حصلت باسل واقف يشوفني باستغراب ( وين ماشية )؟؟
رديت عليه بعجله وانا اتعداه ( رايحة اكمل زراعة الورود)
وصلني صوته المستغرب ( اي ورود ؟؟؟)
اوووه مو فاضية له ..ومالي بارض ارد عليه وادخل في متاهات معه!!

جبت الشتلات من جنب شجرة الغيضيت ونقلتهن لحديقتي الصغيرة اللي
سويتها ..وبديت اكمل شغلي..!!!!

وصلني صوته المقهور ( انتـــي ) ثم سكت وبعدها قال ( اعوذبالله من الشيطان الرجيم)

قلت له بقهر ( ويش شايفني قدامك لين تتعوذ هاه..ويش سويت لك هالمره عشان تعصب
انت اللي هالكني فكل مكان لاحقني..ومزعجني)

قال بنرفزة ( لو انك حالك حال العالم كان بسكت عنك...لكن روحك تدوري عن الشر)

قلت بصدق ( الحين ويش مضايقنك فالموضوع..المزرعة كلها اشجار كبيرة..ومزروعات وثمار.بس ناقصنها حديقة ورود ..وانا حصلت هالمنطقة فاضية وقلت استغلها..)
ثم اردفت بتذكر
( آآه صح ..متضايق منشان ما حاسبت السواق لما جاب الشتلات..ترى ما كان عندي كاش ..نسيت عن اسحب بارحة ....بس لما ابا اسحب بعطيه عشان يرجعهم لميزانية البيت وانتهينا.....والحين خليني اكمل شغلي..ترى اذان المغرب ما يتوانى ( يتأخر ) )

صرخة غضب وقفتني لا شعورياً ( عـــــليـــا) ثم اردف و هو يتنفس بغضب وااضح
( والله يا عليا ان ما تعدلتي ما ارحمك...ترى اعصابي على الحافة )

استغربت كل هالضيق وقلت باستغراب صادق ( الحين انا ويش مسوية )

قال بقهر ( انتي تبي تجننيني..!!! الحين بالله انا جاي هنيه عشان شتلات ورد حتى ما اعرف شي عنهن.....انتي كيف تفكري..!!!!)

الهدوء والعقلانية من طباعي اللي تساعدني على فهم من حولي والتصرف بحكمة وذكاء..!!!
لكن البلاهه هذي لم تكن احدى طباعي ابداً..!!! الا ان وجود باسل اظهر هالصفة..!!ليش ..؟؟
وكيف..؟؟! هذا اللي ما زلت لا اعرفه..؟؟؟!

لما طال صمتي..!! رفع يده واشار لحديقتي الصغيرة..!! وقال
( هالمنطقة محروثة ومجهزة لزراعة اشجار الموز....مو عشان ورودك)

بسسس..كل هالضجة..عشان كذاا..؟؟!!!

قلت له ببرود ( الحين حاشر العالم ..!! عشان اشجار موز...!!)
ثم اردفت بتذكر
( لا وبعد موجوده من قبل.. .)
اشرت على السياج اللي على جهة اليسار وقلت

( موجوده في هذاك الصوب )..!!!

انهيت جملتي لما حسيت شي ثقيل وناعم يتسلق جسمي لأعلى ...سرت القشعريرة في جسمي بأكمله ...نزلت نظري لهالشي الغريب...!!!

لأفجع بثعبان ناعم ملتف اعلى ذراعي وراسه بجنب عنقي..!!!

وصلني صوت باسل البارد ( لا تتحركي )

لكنه كان يطلب مني المستحيل ...اكبر عقدي اثناء وجودي في استراليا كانت الثعابين..كانت ما تفارق خيالي لا في يقظتي ولا في نومي ...
لكن الآن ثعبان حول ذراعي وقريب من عنقي وما اتحرك ..كان فرط من الخياااال....

اول ما فقت من صدمة المنظر تحركت بعنف وصراخي عم المنطقة ( داااااااااااااب )

حركت ذراعي بعنف وقوة عشان يسقط بس ماشي..!!!! كان مثبت نفسه بالتفافه حول ذراعي

حاولت اركض وابعده عني بس يد باسل منعتني وهو يصرخ ( لا تتحركي ..لا تتحركي)

صرخت بدموع وعنف ( خليني ..اااه ....لدغني ..اااااه يا امي ..باسل بعده..بعده عني بسرعه ..شلّه ( شيله ) عني ..لدغني ..بسرعة )

شفته من بين دموعي يمسك راس الداب ويضغط عليه من فوق ومن تحت بأصابعه
وبيده الثانية بدا يفك التفافته من حول ذراعي ..

والخدر والخوف مو الألم ...غطوا جفوني حتى ما حسيت بشي الا برودة الجو....ثم تلاشى كل شي من حولي....

اول صوت وصلني واثبت لي اني ما زلت في عالم الأحياء..!!! كان صوت جدتي المصدوم..!!

( باسل ويش فيها عليا ...ويش صار )

صوت باسل لما وصلني كان قريب ..قريب واايد

قال بصوت مطمئن لجدتي ( ماصار شي يا امي ..بس حصلنا داب الوادي الصغير ..وروعها)!!

الوضع ما كان مريح بالنسبة لي بس الغريب اني ما كنت احس بأي الم.؟؟؟!!!وين الم اللدغه..!!!؟؟

فتحت عيني ..وتحركت بسرعة منصدمة اول ما شفت الداب بيد باسل ...!!!
في نفس اليد اللي كانت حاملتني..!!!!وراس الداب كان قريييب من وجهي..!!!

تحركت بعنف وضيق من وجودي بين يدين باسل ..وبسبب وجود الداب
قلت له بصرخة ( نزلني..نزلني ..وبعد الداب عن وجهي)

قال بضيق ( اصبري لا تطيحي..ولا تخلي هالصغير الحلو يهرب مني)..!!!!

الحين الداااااب صار صغير وحلو ...!!!!!! لااااا هذا مو صاحي..

قلت بقهر ودموعي تنزل( انته مو صاحي..نزلني الحين....نزلني اقولك )

مددني في الكنب بهدوء....مو راحة لي ...لااا بس عشان الداب يكون ثابت في يده وما يهرب..!!

ما قدرت اقاوم البكاء من القهر اللي يصير قدامي..!!!

جلست جدتي جنبي وقالت ( تعالي يا امي ..سلمتِ ..سلمتِ )

مالي بارض اتذكر ويش ينقال ردً على اللي يقول سلمت...
بس واصلت تغطيت وجهي بحضن جدتي الدافي وكملت البكا بهدوء...مدري ليش ابكي ..؟؟
بسبب الداب اللي ما لدغني حتى..!!
ولا بسبب هاليوم اللي من اوله بادي بمشاكل ....!!؟!!!

حضن جدتي كان غيييير..لأنه مرييح كثييييير.....
بعث في قلبي الراحة...وكنت فحاجته...وجدتي مقدره وحاسه فيني...

بعد ما جفت دموعي رفعت جدتي وجهي وقبلتني اعلى جبيني
وقالت ( سلمتِ يا امي )
اخذت نفس عميق ورديت عليها ( سلم من قال)

رفعت عيني وتفاجئت من رؤية باسل هنيه ..!!! طول هالوقت وهو ما راح..؟؟!!
والداااااب ما زال في ايده ..!!!!!

قال بابتسامه ( كيف اللدغة عسى ما تعورك واجد )
يستهزئ فيني ..ما رديت عليه..!!!

قال بسرعة ( شوفي وتعلمي هذا الداب توه صغير ..داب وادي..يمكن جاي مع شي من المزروعات وما انتبهنا له..لكن هالداب مسكين ما يلدغ ..)
ثم قال وهو يقربه مني
( شوفيه وحفظي شكله ).!!!!!

قلت بصرخة ( مابا اشوف شي ..بعده من هنيه ..جدتي قولي له يشلّه)

قالت جدتي ( باسل ..لا تروعها ..قتله برع وارميه )

قال باسل بقهر متعمد لي ( لاااا ليش اقتله ..بحطه فحديقة الورود ..اصلاً هو جاي مخصوص يشوفها .. ويستمتع بالورود... )

قلت له بقهر ( والله انك تقتله ..وهذا انا قد حلفت )

ضحكته الصاخبة ضجت في الصالة وهو في طريقة للخروج ..لصلاة المغرب..


بعد العشاء ..اتصلت عمتي هاجر وكلمت جدتي..ثم طلبت تكلمني
ظلينا نسولف لفتره ..وبعدها سمعت صوت مزون وهي تحاول تاخذ الجوال من امها
و تقول لأمها اعطيني اياها ابا اكلمها..

اول كلمتني... قالت مزون بنرفزة
( اخيراً تنازلت امي وعطتني الجوال..!!كيفك عليا ..شخبارك
يا بنت الحلال نسينا ما خذنا رقم جوالك ..لا انا ولا بنات عمي احمد..!
عطيني اياه الحين ..خليني اكلمك على راحتي ..طول الليل..!!!
وبعد ما اخذ كل علومك ..بخليك ترتاحي ..وبعدها برسله لبنات عمي احمد..
عاد الله يعينك عليهم ..!!! ثلاث ...بس برأيي تخصصي حق كل وحده
يوم ...ويش رايك ...؟؟)

وييييش هالإعصار ..!!!!!

قلت بضحكة ( الحين تبيني ارد على سلامك ..ولا اعطيك رقمي..ولا ارد على كلامك )؟؟!

قالت بتذكر ( اوووه صح .. السلام عليكم..بس عادي لا تردي الحين ..احسن تردي
بعد ما اتصل فيك من جوالي ..هيا هيا ..اعطيني رقمك..)

الله يعين راسي على الازعاج اللي راح يجيني الليله..!!!!!

قلت لها بابتسامه ( ما يحتاج..رقمك موجود معي ..اخذته من جوال جدتي وابا اتصل فيك بروحي)
قالت بسرعة ( زين ..زين ..لا تتأخري ..وابا اخبرك عن مفاجأه راااح تعجبك واااجد..يله باي)

وصلتني دمدمة عمتي مزون( انا كم مره قايلة لك لا تقولي باي ..قولي فامان الله قولي كلامً
زين)
ورجعت قالت لي ( الله يعينك عليها يا عليا..!! ترى مزون ما فيها من العقل ذره..)!!

تكلمت معي شوي ثم قالت ( عليا باكر العصر بنروح السوق ..خليك جاهزة حبيبتي
بنمر عليك )
مررت الفكرة في بالي..فرصة حلوه ..وبالمره اجيب عباتي ..واتمنى انها جهزت
لأني وعدت الخياط بضعف المبلغ ..عشان يجهزها بسرعة..!!!

قلت لها ( يصير خير ان شاء الله )
قالت ( تمام ..اذاً..نلتقي باكر اذا ربي شاء ..يلله اخليك الحين..فامان الله)
...
بعد العصر كنت لابسه العباية والشيلة برقبتي ..وبايدي الغشوة ..وحقيبة يدي..!!
.وانتظر عمتي ... غمضت عيوني لما تذكرت ان مزون بعد بتكون موجوده..!!!
احس راسي متصدع من امس لحد الحين ..فيها هبل مو طبيعي..!!
او يمكن انا مو متعوده عليه..!!!

دخلت الصالة ....جدتي تعرف اني راح اطلع السوق مع عمتي هاجر..لكن لمحت في وجهها
نظرة غريبة..!!! لمحه من الاستنكار..........!!

جاء في بالي باسل..!!! هه اكيد ان جدتي ودها اني اروح استأذن منه..!!

لكن ما محصله الصيغة المناسبة.!!! .............ما علينا !! قريب راح تنتهي هالمهزله..

قلت لها وانا طالعة ( جدتي اذا ذكرتي شي تبيه من السوق ..اتصلي فجوالي..بروح انتظرهم عند المدخل) ..وطلعت..
فرصة ازور ورودي...من امس بعد ذاك الداب ما شفتهم..!!

حصلت المكان مرتب ..واخر الشتلات مرتبات صح..!!وموصولات بنظام
السقي ..!!!!! معقووله باسل ..!!!

حديقتي الجديدة كاانت رووووعه ...وريحة البلسم البري منعشة كثييير..
تميت ( ظليت) اتفقد الورود...

(عليا......؟؟؟؟؟ وين رايحة ؟؟؟؟؟ !!!!)

التفتّت ناحيته ...بصراحه غزاني الخوف...هو يعتبر زوجي يعني لازم اسمع كلامه صح..؟؟!!
واستأذن منه..؟؟؟!!

بس لاااا انا مو ملزومه اسمع كلامه لأنه ما يستحق..ومجرد معرفة ما يباني اعرف عن صلته
بي ...فكيف يأمر وينهى .....؟!! وكيف ينتظر مني الطاعة ..؟؟!!!!

رديت بلامبالاه ومزاجي اليوم في الحضيض( رايحة السوق مع عمتي هاجر)

قال باستغراب ( عمتي هاجر..!!! ومن بيوديهم..؟؟؟ وانتي بإذن من طالعة)

رديت عليه بنرفزة ( وانا ويش دراني ..؟؟هي اتصلت بارحة وقالت بنمر عليك وقلت لها تم
وخلاص..اما سالفة بإذن من طالعة..)

حطيت عيني بعينه ..ونزلتها بسرعة ..لأني مستحيل اكمل كلامي لو ظليت كذا
النظر بعيونه يقلب حالي..!!!!

اكملت بتوتر( انا مو محتاجه لاذن من حد..فقط حطيت خبر عند جدتي منشان لا تفتقدني وبس)!!
قال بروقان ( اهاا ... يعني كلامي هذاك اليوم ما هامّنك ؟؟ )

طلعت من السياج من دون لا ارد عليه ..وجلست فاحد الكراسي جنب البلكونة قريب من المدخل..!

طلع باسل واختفى من قدامي ... مدري وين راح....!!
بعد مرور دقايق...دخلت عمتي هاجر ..وسلمت علي
وقالت ( عليا حبيبتي ...روحي السيارة..انا بسلم على امي وبجي)

عدلت الشيلة والغشوة..وانا اسير..وصدمت شخص اكييد محد غير باسل..!!!

قلت لا شعورياً ( بسم الله ..من وين طلعت انته)
مسك يدي بس بخفة هالمره وملامح وجهه مجهولة بالنسبة لي ..!!تو ما ضبطت الغشوة
صح..ما اقدر اشوف زين ..بس وصلني صوته المحافظ على اعصابه
( دخلي داخل..وانسي الروحه مع عمتي هاجر )
!!!!!!
انا متأكده ان ضغط دمي مرتفع بدرجة ممكن تهدد حياتي .!!
قبل لا ارد عليه وصلني صوت عمتي هاجر

( عليا ..!!!ما رحتي..) ثم ضعف صوتها وقالت بتوتر ( ااه ..هلا ..باسل انت هنيه)
سلم عليها وايده ما زالت قابضة على ايدي..!!!!

قال بهدوء( هلا عمتي..رايحين السوق )؟؟

ردت عليه ( ايوه ..وخاطفين ( مارين ) على عليا ..عشان تروح معنا)
قال لها ( مع مروان )؟؟

ردت بتوتر ( ايوه ..مروان معهم اجازه من الكلية التقنية عشان يذاكروا لاختباراتهم الجاية
واقتنصنا الفرصة ..قلنا له يوصلنا )

قال بهدوء ولا كني موجوده ( اهاا..طيب روحوا ربي يحفظكم ..بس عليا ما بتروح ..)!!!

قالت عمتي بضيق ( وليش...؟؟؟؟؟؟ .خلي البنت تطلع ..يمكن محتاجه شي من السوق ..)

رد عليها وهو ينهي الحوار ( روحوا يا عمتي ..ولا بتتأخروا ..وعليا اذا محتاجه شي بنفسي
بوديها )

بقهر سحبت الغشوة بايدي اليسار اللي كنت حامله بها حقيبتي...وشفت عمتي تغادر..!!!!
حتى ما سألتني عن رأيي ..!!!!! بس كيف تسألني وهي تعرف ان هالمتسلط يكون
زوجي الخفي..!!!!!هه الزوج الخفي..ينفع يكون عنوان لرواية ..!!!!!

ما قدرت احجب دموع القهر من عيني...ورغم اللي صار ايدي اليمين كانت محبوسة
وسط ايده......
قلت له بصراخ ودموعي تجري ( من سمح لك تتحكم بروحتي وبجيتي..انت ما لك دخل
في حياتي ..مو انت ياللي تقرر عني ..وبالأصل من انت ..هاااه قولي من انت عشان تتحكم
فيني كذا ..والله انك حقير..و ما عمري تخيلت ان الانسان ممكن يوصل لهالمرحلة من ...)

يبتسم....!!!!! بااسل يبتسم ..!!!وانا في حالة غليان ...!!!!
مستمتع بشوفتي وانا بهالحال لاااااا
خلااااااص ما عندي اي قدره للكبت ..

بكل قهر رجعة حقيبتي للورى ومن ثم هويت بها على صدره القااسي..مره وثنتين وثلاث
في حالة قريبة من الانهيار..ودموعي ما زالت تهطل بقوة..

لحد ما وصلني صوته الحاد ( بس خلاااااص.... ..انتي مو صاحيه ..)
جمع يدي اليسرى مع يدي اليمنى في قبضة وحده ..وايده الثانية رفع بها ذقني وقال

( ايش فيك ..بس خلاااص ..اهـــدي ....حشاا ..كل هالقهر عشان ما خليتك تروحي للسوق..
تبي تروحي ..الحين بوديك بنفسي..بس لا يمكن اسمح انك تروحي مع مروان ولد عمتي..فاهمه)

قلت بتعب ونرفزة من قربي منه ( لا مو عشان السوق ..عشان انت مالك دخل في حياتي..فااهم
خلني فحالي تسمع ..)

ثم اردفت بندم وانهيار ( اصلاً جيتي لهنيه كانت كارثة من صنيعك انته ..كنت متهنيه مع خالتي..)

واصلت شهقاتي ..لما ذكرت خالتي ..مشتاقه لها..ومشتاقه لحياتي معها..ودي انهي هالحاله
اللي صرت عايشتنها ..بس خلاص تعبت من هاللعبه .....ما اقدر اتحمل..ولا قدرت افهم الوضع ...واحس اني قريب ما راح افهم نفسي..ولا تفكيري..!!!

نظرات باسل مصوبة على وجهي الباكي..وما زال على نفس وضعيته السابقة في قربه مني
قلت له بضعف( بعد عني ..بعد ) واردفت وعيني الباكية بعينه

( انت ما تخاف الله..ترى اللي تسويه ما يجوز...كيف تسمح لنفسك بلمسي وانا محرمه
عليك )ثم اردفت بقهر ( ولا بس فالح تأمر غيرك ..وانت بروحك ما تعرف الدين)

رفعة الحاجب..!!! غالباً تدل على تكذيب الشخص......!!! بمعنى اخر كأن الشخص يقول لك
بس من دون صوت "العب على غيري"

قلبي ساااح ..!!!! معقوله باسل يعرف اني اعرف عن زواجنا .. رحمتك ياااارب ..!
هذا اللي ما اقدر استحمله ...الله يستر...

بعدت عنه بالقوة ..لأنه هو سمح لي ... ومسحت دموعي وقلت ( حالتي هنيه لا تحتمل
الوضع ما ينطاق...خلاص..انا برجع مسقط.. برجع عند خالتي)

قبل لا ابعد وصلني صوت ضحكته ... التفتت له باستغراب

قال ( اي خاله...؟؟؟ انتي تعرفي وين خالتك)
حسيت قلبي طاح عند رجولي...!!

رديت بخوف وقلبي ينبض بقوه ( خالتي ماخذه اجازة مفتوحه ..ورايحه مسندم)
نظرلي باستغراب..وفتح فمه حسيته يبا يقول شي..بس رجع سكت

ثم قال بهدوء( روحي عند جدتي..انا بروح اصلي..واول ما ارجع خليك جاهزة
بنروح السوق)..وراح

قلت له بعناد وهو طالع ( اي سوق..مابا اروح مكان معك ..تسمع)


طرقات على الباب صحتني من نومي...رفعت جوالي شفت الساعة
ست ونصف الصبح...!!!! اذا نهضت من الحين ويش راح اجلس اسوي..!!

رجعت نمت ... بعد لحظات قمت مفزوعة ..!! ويش صاير فالعالم
كنت احس اني راح اقتل اللي واقف على الباب ويطرق بهالشكل المزعج..!!

قمت بسرعة وضيق وفتحت الباب ( نــــعـــم..) رجعت على الوراء لما شفت
باسل واقف بجسمه العريض قدام الباب..!! قلت بدون استيعاب ( باسل)!

قال ( ايوه باسل..رسلت الشغالة ودقت الباب لين ملت..حسبتك ميته مو راجده)

في اغلب الأحيان ...من الممكن انه الشخص يستحمل هالنرفزة ظهر..عصر..اي وقت آخر
لكن الصبح..!!!لا والف لا..!!!!!
رفعت عيني وتوني مو فاهمه سبب وجوده وشفته لابس دشداشة سوداء..وكمه.!

يارب..!!! وانا....لابسه بيجامه نوم.....اول ما اتضحت لي الصورة ..!!
بسرعة سحبت الباب عشان اقفله ..!!! بس يد باسل كانت بالمرصاد

قال ( شوفي تراني مشغول هالصباح..وامي غالية معها موعد بمستشفى السلطان قابوس
وما اقدر اروح معها...روحي غيري هالملابس اللي لابستنها..وانزلي افطري..وخليك جاهزة)

ثم ترك الباب وبعد لحظه رجع بسرعة..وقال ( لا اشوفك لابسه عباية الكتف اللي لابستنها امس)

قلت له ( والله ما عندي غيرها...عبايتك اللي شارنها تكفي لعشر حريم من طولها..!! ...
والعباية الجديدة اللي مفصلتنها والمفروض اجيبها بارحه من السوق ...ما جبتها بسببك)

ابتسم بخفه وهز راسه ثم قال ( انتي ما تبا تنسي هالسوق من بارحة لَين( لحد) اليوم..!!
الله يعينا عليك )

قهرني كلامه ..!!! صرت انا كني هالكتنه ومزعجتنه ..!!!!

حضّرت في بالي كلام طويل وعريض..من نصيب هالباسل..!!!!!
بس لما جيت ابا اتكلم كتم صوتي بيده..
قال بسرعة وهو يبتسم اكثر ( يا بنت الحلال خلي حركتك سريعه
وروحي هاتي الفاتورة مالت العباية وخلصينا )

بالفعل انا بحاجة لعباية ساترة ..تتناسب مع لبسي للغشوة..بالإضافة الى اني
ما حبيت اشوف عباية الكتف السابقة وزينتها وهي منسدله على جسمي..!!!

رحت اطلع الفاتورة من شنطتي اللي كانت بالتسريحة..طلعت ورقة وكتبت فيها
الرقم السري لبطاقة السحب..وطلعت البطاقة والفاتوره ..ورفعت راسي قدام الجامه !!

وانا اقول ليش باسل يبتسم وايد اليوم ..!!!! شعري كان في حالة فوضى..!!
كأني طالعه تو من اعصار...!!!!!!واكيد انه يضحك على منظري..ويش هالحظ
ما يشوفني إلا وانا في اسوء حالاتي..اما كنت ازرع ولا ابكي وكملتها اليوم .!!!

وصلني صوته المتملل( وينك يا عليا)

سحبت شيلة من كرسي التسريحة وحطيتها على السريع فوق راسي وطلعت له..

خذ الفاتورة والبطاقة والورقة تأكد من الفاتورة ..ثم فاجئني برميه للبطاقة والورقة

وسحب يدي وقربني منه وقال ( لو تتكرر هالحركة ..ما بيصير لك خير يا حلوه ..تمام)

وطلع ....وتركني بحيره....وقلة فهم لنفسي..او له ..ما ادري..ما قدرت اقول الا ياارب نجيني..!

روح الحلا1
10-11-2014, 09:16 AM
رواية رااائعة جدا

واصلي نوارة.. متشوقين للنهاية.

نوارة الكون
11-11-2014, 07:47 AM
رواية رااائعة جدا

واصلي نوارة.. متشوقين للنهاية.



مرورج الاروع يالغلا

نوارة الكون
11-11-2014, 07:49 AM
(( الجزء الحادي عشر))

(غائمٌ رأسي هذا الصباح
....
أحسبه رؤوساً كثيرة
...
بعدد المارّة والنجوم
...
تتدافع فيه الأفكار بالمناكب
...
كجنائز يحملها الرجال
...
إلى مأواها الأخير....)

"للشاعر والكاتب: ســـيف الــرحبي "


اجواء المستشفيات تمرض الصاحي ( المعافى)...مدري كيف كنت راح استحمل عمل الطب....
يمكن لأني كنت دايم اقنع نفسي ان التعود على الأمور يجعل من المستحيل عااادي..!!

جدتي تدل الأقسام اكثر مني..اكيد لأنها متعوده على المواعيد هنا..تفاجأت بصراحه
ما توقعت ان جدتي تعاني من انسداد الشرايين ..! صحيح ان علاج انسداد الشرايين
صار ممكن وسهل جداً مقارنةً بالماضي....لكن الأكيد ان اهمال المريض عن طريق
رفضة للقسطرة هو اللي يجعل الأمر خطير ...وهذا اللي فهمته من الطبيب العماني
اللي يشرح المسألة لجدتي الرافضة للإستماع له ..ولمحاولاته لتحديد موعد لعملية القسطرة..!

ومن ثم توجه لي ..بمحاوله منه حتى اقنع الوالده بحسب كلامه ...!!

رديت عليه بهدوء طلباً لإيقاف الثرثرة ( ان شاء الله خير)

جدتي لاذت بالصمت ..المعارض لكلامي اللي كان مشابه للوعد..!!
لكن ليش...؟؟! ليش رافضة القسطره ..اكيد في سبب مقنع لهالرفض..!

الموعد انتهى...لكن السيد باسل بعده ما شرّف..!!!
الانتظار كان ممل بشكل كبيير
( هذي مو حالة ..متى بيوصل باسل..مليت من الانتظار)
قالت جدتي بدفاع ( مسكين يراكض ورى حرمته هالمريضة)
اكييد معها جلسة غسيل ..الله يلطف بها وبمرضى المسلمين

قلت باستغراب ( باسل هنيه مع حرمته !!!) ثم اردفت بسرعة
( عيل ليش ما جات معنا ؟؟! الحين جابنا ..وبعدها جاب حرمته ..!!وبعدين بيرجعها
ثم بيرجعنا احنا )..ثم اردفت بقهر ( عيل يباله ( يبيله) ساعتين ولا ثلاث لحد ما يجينا)

جدتي استغلت الجلسة بالتسبيح وذكر الله ..وانا بعد..وبعد لحظات تذكرت جدتي وعملية
القسطرة
سألتها( جدتي..ليش ما تبا تسوي القسطره...انتي ماشاء الله عليك فاهمه وواعيه
واكيد انك تعرفي انه ما يجوز للمسلم التساهل في صحته ... فليش ما تبي تتعالجي)

ردت من دون وعي منها ( يا امي ..ما اقدر اسويها وهو بعيد عن عيني..اخاف اموت قبل لا اشوفه)
انصهر قلبي لحديثها.....الأم..وقلبها...!!.تكوينات ما تعرف الكره حتى لو نطقت بها الالسن..!
اكيد انها تقصد عمي الغايب...والأكيد انها ردت من دون وعي منها..!!!!

قلت لها ( وليش كل هالتعقيد يا جدتي..خليه يجي ..اكيد ان اللي فقلبه مثل اللي فقلبك وازود)

وصلني صوت شهقت جدتي اللي اخترقت قلبي..واسقطت الدمع من عيني

سحبت يدها ودخلتها من تحت غشوتي وقبلتها باحترام صادق...
( سألتك بالله يا جدتي ..لا تبكي....انتي متألمه لأنه بعيد..خليه يجي..فرحي قلبك وقلبه برجوعه
)
قالت بحزن ( يا عليا ..) ثم تنهدت..واردفت
( يا عليا هالحال قد صار عليه سنين ..مو مستوي هالنهار)

سألتها وانا متأكده اني ماراح القى الجواب( ويش هو..ويش اللي صاير يا جدتي
قوليلي..انا مو غريبة عنكم..انا بنتكم)

قالت بألم ( يا امي خليني انسى..ما نبا نفطن ذكس الحال)
قلت لها بهدوء ( ولا بتنسيه يا جدتي .. الا ان صلحتيه...ما يجوز اللي تسووه ما يجوز
هالزعل ما يرضي الله يا جدتي ..)
قالت ( اتركيه عنك يا عليا ..والله انه ما يستحق مدافعك (دفاعك ) عنه )

قلت لها بقهر ( ليش..ياجدتي ..ويش هو مسوي لي..)

سكتت جدتي ...يعني ويش بالله انتظر جواب..اكيد ما راح تجاوب..!!!


صدقت توقعاتي...!؟؟ ساعتين بعد الساعة والنصف الأوليات واحنا ننتظر في الاستراحه
عودت السيد باسل..!!!!!
..
لما ركبت السيارة ورى طبعاً..لأن جدتي قدام ..من شعوري بالقهر قفلت باب السيارة
باقوى ما عندي...يعني ويش فيها لو قايل للسايق يجيبنا ...؟؟!! ويش الفايدة من وجوده..!!

وصلني صوته المتذمر ( شوي شوي على باب السيارة )

ما تعبت نفسي بالرد عليه ..!!!

رجع قال وهو يسوق
( هي ياللي ورى ويش فيك ..لا يكون احتجتي لتدخل جراحي باللسان ولا
شي من هالقبيل)

اوووففف الحين من اللي بادي يتسبب فالثاني..!!!سكتت رغم اني
ودي اقول كل ما في قاموس الشتائم في وجه باسل..!!!

بس الحقران احياناً مفعوله اكبر .!!!

رجع يسأل جدتي الهادية ( امي ويش فيها هالبنت..لا تكوني نسيتي عليا فالمستشفى
وجبتي وحده ثانيه بدالها)

ردت عليه جدتي
( باسل خلي البنية في حالها..يكفيها متحمله جلسة الاستراحه طول النهار)

بس هالمخلوق ما سكت ..!!!

قال بصوت مستهزئ ( لا يكون دايخة وتعبانه ..بوقف عند هذيك اللفه ..وبتفقدها )

جدتي صدقته.!!!! وبسرعة التفتت لي

قلت له بقهررررر( الحين من اللي يدور على الشر انا ولا انته... والله ان ما سكتت
راح يكون لي تصرف ثاني معاك)

ضحكته العاليه توزعت في ارجاء السيارة

رفع عيونه للجامه اللي قدامه وقال ( اما عاد..حيرتيني ..ويش هالتصرف اللي
راح تتصرفيه معي.. لا يكون تبا تذبحيني..)

ثم اردف بضحكه ( شوفي ترى اقولك من الحين جدتك ما راح تتنازل عن القصاص
كل شي ولا باسل ) والتفت لجدتي ( صح يا امي )

قالت جدتي بصوت ضاحك ( باسل خلي عليا فحالها.. مو كل نهار ابا اقولك.. وسكتوا
واذكروا الله عن هالصدعة ( الازعاج ) )

.....
مفاجأة مزون قرّبت ... وبكره الخميس ... بس ما اسمع لها وجود علني وفعلي على ارض الواقع..!!

عصر الأربعاء بعد ما ضقت من الانتظار..كان لازم اسأل جدتي واشوف..يا خوفي مزون
تغرد بأحلامها وانا اللي فرحانه وانتظر..!!!

قلت بتردد( جدتي ..مزون قايله لي اننا راح نطلع هذا الخميس...كشته ..! صحيح)
قالت جدتي باشراق ( صح يا عليا..باسل من هذكس الأسبوع متفق مع عمك احمد وهاشم زوج عمتك عشان نروح للوديان والجبال)
قلت بلهفه ( والبحر)
قالت جدتي ..( البحر ما فيه شيً زين..)!!!

قلت برجاء( يا الله جدتي قولي لباسل يودينا شاطئ المغسيل..والشواطي اللي جنبه دايم اسمع عنهن)
ثم اردفت بسرعة ( بس لا تقولي عليا قالت )!!

( امي غاليه ما تعرف تكذب.... وبعدين ليش ما تبيها تقول)

ويش جايبنه هالصالة !! ........قلت باستغراب
( ويش جايبنك هالصالة..!! روح الصالة الثانية..ولا قسمك فالطابق الثالث)!!
جلس يتقهوى ..!! ولا كن احد كلمه.!!

ثم بعد لحظات قال( ما ينفع نروح باكر البحر..البحر يباله يوم كامل نلف فيه الشواطي كلهن
يوم ثاني ان ربي شاء)

تغاضيت عن هالمواضيع ..وتذكرت مرض جدتي..هذي الفرصة المناسبة
وحتى ان عصبت جدتي ..بس هالموضوع لصالحها..

رفعت عيوني لباسل عشان اكلمه...بس فاجئتني نظراته الثابته على وجهي..وزلزلت كياني..!!
شبه متأكده ..!! ان الإحمرار غطى على ملامحي..!!! نسيت سالفتي....!

وقررت اطلع من هالمكان..!!! نادتني جدتي منشان اتقهوى..بس اعتذرت منها..

دخلت غرفتي ..وايدي على قلبي..وكالعاده مالي الا اقول ..يارب نجيني...!!!!


طرق الباب على الساعه ست ونصف مزعج الا انه يبقى امر من الممكن تمريره..!!!
لكن طرق الباب الساعة اربع ونصف امر مستحيييييل...!

ما قدرت افتح الباب..!! الوقت ما زال جداً مبكر..!!
سألت من ورى الباب ( من )
سمعت العامله ( بابا باسل قول صحي عشان رحله)
اي كشته ..والدنيا ظلاااام ..!!! حشااا كنا مهاجرين مو رايحين كشته...

فتحت الباب بقهر وقلت لها ( قولي حق بابا باسل انته مجنووون!!! محد يروح كشته
من الفجر..!!! )

شفتها تنظر لي باستغراب..قلت لها بضيق
(مجنون..!!! يعني ...Nut,,,, ,,,crazy,,,fool)

( الناس يبدو يومهم بالكلام الطيب ..اللي يشرح الصدر..ويبعث التفاؤل
في نفسية الشخص ونفسية غيره ..وانتي يا عليا تبدي يومك بالشتايم)
ثم اردف ( الله يهديك)

لا مو مره ثانيه ..!!! وانا بحالة فوضويه ....!!! بس بصراحه احرجني كلامه
ما كنت فيوم من الأيام بهالصورة..لو خالتي هنا كان القت على مسامعي
موسوعه عن آداب المحادثة..!!! لكن في الأيام الأخيره اعصابي ما صارت تتحمل
اي شيء...!!

اعتذرت بهدوء للعامله ..!! ثم اعتذرت بهدوء لباسل..من دون ما التفت له..
( آسفه...تعبانه وما اكتفيت من النوم..) ثم اردفت بضيق

( الوقت مبكر عشان الطلعة ..ذلحين مصلين الصبح..)

قال بجديه ( بلا كسل يالله قومي..لحد ما تتجهزي..راح تحصلي الساعة واصلة سبع)
ثم نزل من الدرج..!!!
انقهررت..يعني بنروح الساعة سبع ..!! وهو منهضني من ذلحين..!!!

حاولت ارجع انام ..بس ماشي راح كل الرجاد من عيني..!!!

لبست جاكيت طويل من الصوف الناعم فوق البيجامه..وخذيت شيلتي ونزلت..

فتحت الباب وشفت جدتي فارشة ( باسطه ) سجادتها ..وبإيدها مصحف وتقرأ قرآن..

صكيت الباب..وطلعت للمزرعة ..اغمضت عيوني من روعة المنظر....!!

رغم الظلام الخفيف ..الا ان المنظر خيالي....حركة اشجار النارجيل...الشاهقة..
والأشجار الغنية بالإخضرار.......والروائح العطرية من زهور الأشجار...

مع برودة الجو الخفيفة ......كانت شي اشبه بالحلم الجمييل.....

اخذت نفس عميق مملوء بالطبيعة ..!!! ...وارتسمت ابتسامه صادقة على وجهي
وبصوت خافت حمدت الله على كل شيء....! رغم الصعوبات اللي دايم اواجهها..توجد
جوانب اخرى في حياتي تستحق اني اشكر الله عليها....!!

لمحه من الضيق انتابتني..لما تذكرت اني كذلك امر بأزمات في حياتي. لكن مزاجي
السعيد يرفض اي ذكرى حزينة.....فقط ابا اعيش هاللحظه الإيجابية بلا حدود.!!..

( معجبة فالمزرعة )

اقترنت حواجبي باستغراب ..!! من متى وباسل واقف جنبي..!!!

وكأنه فهمني من دون لا اتكلم ..لأنه قال بابتسامه
( من اول تغميضة..للإبتسامه ..لحركة شفايفك وانتي تحمدي الله..الى تكشيرتك ..)!!

هل انا شفافة لهالدرجة....؟!!..لكن.... احس اني لا يمكن بيوم اقدر اخفي اي شعور
او تصرف عن باسل...لأنه فاهمني ...فاهمني وكأننا عايشين مع بعض من طفولتي..!!

بهدوء...فتحت السياج اللي جنبي ناحية ورودي ..وتفاجأت لما شفت بتلات الجلاديولس البيضاء
ذابلة بشكل مؤلم...........وين الخطأ..؟؟!!

وسط تفكيري..وصلني صوت باسل ( الجلاديولس او اللي نسميها احنا محلياً البيظاح
هي زهرة الخريف..عشان كذا راح تزهر في موسم الخريف)

استغربت من معرفته بالزهور سألته ( تعرف وايد عن الزهور)
قال ( مو واجد...معرفتي اكثر حول الأنواع اللي تزهر في موسم الخريف)

قلت ( ليش ما زرعت ورود هنيه بمزرعة البيت ..)
قال بلامبالاه ( مو فاضي للورود )

الأجواء تتفتح ..وبدا الظلام يزول شوي ..شوي..وبدت الملامح الجماليه للمكان تتضح
اكثر واكثر....

قال باسل ( حظك حلو اليوم الجو راح يكون غايم ..بحسب النشرة الجوية)
ويش معنى انا ..!!! كلنا راح نروح للرحله..!!

سألته باستغراب ( ويش معنى انا اللي حظي حلو..؟؟!! ترى كلنا رايحين)

قال بابتسامه وعيونه النارية في عيوني ( لأن كشتة اليوم على شرفك انتي)!!

ثم راح داخل...!!!! وانا مو مستوعبه ..كل يوم يمر ..وفهمي يفشل اكثر واكثر في
مواكبة الأحداث..!!!!!

احترت ويش البس ..!! اكيد ما راح البس الملابس الظفارية.!!!
ابتسمت وانا اتخيل نفسي لابسه ثوب ظفاري ونظرات البنات عليه..!! كيف راح
تسكت مزون من الضحك والتعليق ..!!!

مالي الا ملابس المهمات الصعبة بلوزة باكمام وتنورة سكيني طويلة وبوت مناسب
...
تجهزت واخذت جوالي وحقيبة يدي وانا انزل من الدرج جاني احباط وانا اشوف
الساعة توها ما جات ست..!!!!!!!

افطرت ..واتصلت اطمئن على خالتي...وبالأخير تمددت بكنب الصالة ومن الملل نمت...!!


( والله اني ما امزح ..جيك الماي راح اصبه فيك )

فتحت عيوني على آخر منظر ممكن يجي في بالي..!!!!

باسل واقف فوق راسي وبيده جيك ماي..!!!!والأدهى والأمر كان تهديده..!!!

بلا شعور قفزت لحد ما وصلت قدام الباب...انا ما صدقت اختار هالملابس..وبالأخير
يصب فيهن الماي..لاااا!!!!!

والله صار مني فايده في هالبيت وهي رسم البسمات على وجوه العاملات..!!!

تنرفزت لما شفتهن يضحكن علي..!!! ورجعت نظراتي على باسل
اللي ما لابس دشداشة عمانية اليوم..!! كان متأنق بلبس الرحلات
وكان مبتسم وقال ( زين ما كسرتي رجولك وضيعتي علينا رحلتنا)
ثم اردف ( ياالله روحي السيارة جدتي قد سبقتنا متحمسه اكثر عنا(مننا) كلنا)

طلعوا العاملات ولما وصلت الباب شفت باسل ماسك بيده نظارته الشمسية وتذكرت نظارتي
قلت بسرعة ( لحظة لحظة بجيب نظارتي نسيتها ..) رحت اركض
ثم اردفت وانا بالدرج ( ما راح أتأخر ..الحين بجي )

الكل راكب الا باسل جا وقفل باب البيت من بعدي..تقدمت عشان اركب..لكن..!!!

نعم نعم ..!!! لا يكون يبوني اركب ورى آخر شي..!!! مع الأغراض !!

التفتت باستفسار مصحوب بغضب لباسل
( وين اركب..!!!!!!)
قال بدون مبالاه ( خلصينا واركبي وين ما تبي)

طرقت على دريشة ( نافذة ) السيارة بالمقاعد الثانية ..كانت جدتي جالسه بالوسط
وعن يمينها وشمالها العاملتين ..!! فتحت لي العامله الدريشة

قلت لجدتي ( جدتي ليش راكبة هنيه ..مو زين لظهرك ..وبتتعبي وانتي بهالحال..اركبي قدام
ازين واريح لك )

قالت ( لا يا امي ما اتحمل اركب قدام فالكشتات )
قلت بعدم فهم ( يعني ويش..)
قال باسل بضحكة ( جدتي تخوفها الطرق..وتحتمي بجلسة الوسط)!!

لا والله ..!! يعني تجي فوق راسي انا..!! قلت بقهر لوحده من العاملات
( روحي انتي قدام وانا بجلس مكان انتي زين )

قال باسل ( هذا اللي ناقص..تركبي الشغالة وهي سافرة جنبي) ثم اردف
بأمر ( اركبي قدام وخلصينا بسرعة ..الجماعة قد سبقونا وسروا)

اتجهت لورى مكان الأغراض
قال باسل بضجر ( هي انتي تحسبينا فشوارع مسقط..!!..الطرق هنيه
حلزونية ومرتفعة..ونصعد جبال)
ثم اضاف ( ما راح تحسي الا بهالأغراض طايحة فوق راسك )

امري لله ..!! ما بايدي شي..ركبت بعدم رضا..
وبديت اعدل الغشوة واضبطها
......

بعد ما عدلت غشوتي....
قال باسل ( توكلنا على الله )...بدت جدتي تردد دعاء السفر..!!
يعني المكان صدق بعيد..!!! مباشرةً دعيت دعاء السفر..ودعاء الخروج
تحركت السيارة ..وبعد عدة دقايق انعطف باسل بالسيارة لجهة سيارتين
واقفات خارج الشارع...
نزل دريشته وشفت عمي احمد ينزل من سيارته لجهته
( السلام عليكم ..)
تصافحوا هو وباسل ثم قال ( صبحك الله بالخير يا امي..كيف صحتك
عساك طيبة )
بعد ما ردت عليه جدتي....توجه لي بالسؤال

( هاه عليا كيفك....جاهزة للكشته..ترى بناتنا من بارحه ما سكتوا )

قلت له بابتسامه ( الحمدلله ..وهم صادقين ويش احلى من الكشتات والطبيعة)

الهواء اللطيف اللي كان يدخل من الدريشة كان منعش مع الجو المغيم..مع الحان
صافية خالية من الموسيقى لفنون تقليديه جنوبية ..تخرج من مشغل الصوت بالسيارة
فن " النانا" المصحوب بترانيم من اللغة المهرية ..
......بعد فتره قال باسل
( ثبتي عليك حزام الأمان يا عليا )
ثبته ...وبعد وقت ..بدت تتضح لي سلسلة جبال ظفار والشواطي اللي على الجانب المحاذي
لها!!

مباشرة التفتت لباسل قال بابتسامه وهو مركز على السواقه
( على ما طلبتي)!

فرحة عميييقة تسللت لقلبي..!!!

كانت المتعة في الاستمتاع برؤية الشواطئ من بعيد ....مع انحناءات السيارة بدت تتضح
اكثر معالم الشواطئ
قال باسل ( وهذا المغسيل...) انعطف اقرب واتضح البحر اللي محتضنته الجبال بحب..!
رن جوال باسل
( هلا .....لا لا بس بننزل شوي...ايوه ..ويش رايك شرق ولا غرب ..اهاا تمام )

نزل باسل وقال ( يالله عليا ..تعالي شوفي المنظر من قريب ..) ثم قال
( امي بتنزلي ولا )

رفضت جدتي..نزلت انا ..ونزلت جوالي..خلني اقتنص كم صورة دام ما جبت معي الكاميرا..
نزلنا عند السياج اللي كان يمكنا من رؤية البحر بصورة اقرب...كان في ناس غيرنا متواجدين
بالمنطقة قريب من السياج الفاصل...والبعض مرتاح تحت المظلات المتفرقة بالمكان...

القيت نظرة على العاملات ..مستمتعات برؤية البحر من بعيد..
كان ودي ننزل تحت

سألت باسل ( نقدر ننزل اكثر)
قال ( اكيد..تعالي ..اتبعيني)
المنطقة منظمة ..ومسيجة..ومع اتباعنا للسياج نزلنا اقرب اكثر للنتوءات الصخرية اللي تضرب
فيها امواج البحر لترسل الرذاذ البارد للشخص القريب..
التقطت كمً صورة للمنطقة الجميلة...

بعد ما انطلقنا من جديد....بدينا نتجه لغرب المغسيل ...وكنت مركزة على لافتات التعريف بالمناطق...
اتوقع اننا تعدينا من عشرة الى 15 كيلو متر..!! ويمكن اكثر...!!

اشغلتني احدى المناظر عن رؤية لافتة المنطقة ..!!
سألت باسل ( هذي ويش من المناطق )

قال بتوضيح ( قريب بنوصل شعت..نيابه في رخيوت )

سألت جدتي ( باسل تشوفهم عمامك قريب ولا ..)
رد عليها ( هذولا هم قدامنا يا امي )

بدينا ندخل في الجد..كانت الشوارع متعرجة كثير
لأننا ببساطة مرتفعين في الشوراع الممهده بالجبال..!!

انا اشهد ان جدتي صادقة يوم انها خايفة..
لكن بصراحة المتعة اكبر..!!

لما شفت المنحدرات الخطيرة في شعت رفعت رجليني للكرسي ...
وتمسكت بقوة بجوانب المقعد...


قال باسل ( شايفة هالجبال في موسم الخريف ما تشبه لشكلها
الحين ابداً...لأنها تمتلي كلها بالإخضرار...)

سألته بخوف لما شفته يوقف ( بننزل هنيه )
ضحك وقال ( لا المنحدرات اللي هنيه صعبه شوي..بس بلقي نظرة وبرجع)

نزل باسل...بس ما قدرت اقاوم فضولي..!!! خذيت جوالي ولحقته ..!!!

لما قربت منه صرخة رعب انطلقت مني تلقائياً

المنحدر افضل خيار لمن اراد الخلود في جهنم..!!! لأنه مضمون بأعلى النسب للانتحار..!!

انتبه باسل وقال بعصبيه ( ويش جايبنك ..ما قلت انزلي ..قلت بشوف المكان وبرجع )

انتبهت للسيجارة بايده ..!!!! يعني ما حصل غير هالمكان يدخن فيه.!!!

تناسيت خوفي..ومن بعيد التقطت صور للمكان الجميل والخطير في نفس الوقت..

رمى باسل سيجارته بعد ما انتهى منها على الصخور ..!!
وقال ( يالله اركبي ..ولا بنتأخر على الجماعة )

طلعنا من شعت...واتجهنا للحوطه ..في نفس الولاية..
كانت المسافات اللي تفصل بينهن كبيرة ..الا انها ممتعه
لأنها بين الجبال...الجبال في الحوطة كانت الأكبر...مناظر الأشجار وهي
فاقدة نضارتها في الجبال السابقة ..كان مزعج..الا انه في جبال الحوطة..
كانت ما تزال بعض الأشجار محتفظة بنضارتها اللي تضفي للجبال لمحة جمالية...

بعد ما يقارب العشرة كيلو او اكثر ..بدينا ننزل..وبدا شاطئ الحوطه
يتضح لنا اكثر... سبحان ربي اللي صور المكان بابهى حله...

اتخذنا منطقتين متباعدات ..النساء في جهة والرجال في جهه...

ولما جهزت القهوة..مع الحلويات العربية....والحلوى العمانية الصفراء ( المزعفره)
والسوداء المفضلة عندي...!! كنت متأكده ان الكل راح يلتفت للحلوى ..! لأنه مذاقها
الطيب مع القهوة بنكهة الهيل والزعفران وماي الورد الجبلي..كانت في غاية اللذة
والأجواء كفيلة بفتح الشهية ......

بعد صلاة الظهر..تكفلوا الرجال بعمل المظبي العماني( شوي اللحم في صخور صغيرة بحجم الكف)
...وعمتي هاجر وزوجة عمي احمد انشغلوا بالسلطات ..واقتنصنا الوقت نتمشى فالمنطقة..

ما قدرنا نخلع العبايا ..لأنه كنا نقدر نشوف السيارات اللي فوق فالجبال ..وما كانت بعيده
...

من الصبح وانا منتبهه انه لا عمي محمد لا وزوجته ولا عياله معنا ...!!
سألت مزون لأني ادري انها من النوع اللي ممكن يجيب لا شعورياً
( مزون ..ليش عمي محمد وحرمته وعياله ما جو معانا)
ردت بسرعة( لأنه بدرية حرمة باسل معهم. ..وزوجة عمي محمد ما تحب تطلع معنا دايم )

بدينا نتسلق احد الجبال من جهة ما كانت متصلة بالشارع ...رفعنا العبايا..وفكينا الغشوات

توقفنا نلتقط صور للمنطقة بكل مرحله ..وكانت سارة تحمل في يدها كاميرا حديثة من كانون

فكانت تلتقط الصور من زوايا اقرب بفضل التقريب اللي تتيحه لها الكاميرا..

استمتعنا بالمنظر والجو..وسط ضحكاتنا العالية من المواقف اللي كانت تسردهن لنا
مزون...ومن سوء التفاهم اللي بينها هي وهنادي....

بعد اكثر من ساعة واحنا نصعد وننتقل من مكان لآخر ..حان وقت الرجوع..!!!

نزلنا من قمة الجبل الاخير..... وتبادلنا نظرات غريبة
الى ان سألت انا

( بنات .... احنا من اي جهه جايين )؟؟؟؟

بعد الصمت والنظرات الزايغة..!!! عرفت اننا تهنا بوسط هالجبال.......!!!!!!!!

صرخت مزون ( يا ويلي ..والله ان امي قد تذبحني)..!!!

صرخت فيها هنادي( يالمجنونة ابوك اللي راح يذبحك هالمره مو امك..!! هذا مو هبل فبيتكم
احنا ضايعين بين الجبال)

قالت امل ( بس خلاص سكتن..!!! خلّنا نمشي شوي ..ولما بنشوف الأماكن بنذكر الطريق يلله)

لمدة ربع ساعة واحنا ندور في نفس المكان ...!! الى ان ذبحنا الخوف والعطش..!!!

كنت اسمع البنات يتناقشوا حول طريقة لايجاد فرصة للرجوع...!
وفجأة تنبهت لوجود رقم باسل...!! من اول ما تهنا وانا ما افكر الا في باسل..!!

كل الحلول عنده...وكل شي صعب عند باسل يهون..!!! ليش...
معقولة ان باسل صار مركز الأمان عندي....
رفعت جوالي...بس للأسف الشبكة كانت شبه معدووومه..

قلت للبنات وسط جدلهن ( بنات بنصعد فوق ..اذا حصلنا ارسال بتصل فباسل وبخبره باللي صار )

نظراً لأنه مافي حل ثاني..!! الكل رضا بهالحل على مضض...!!

اتصلت المره الأولى بس ما رد...المره الثانيه وبعد ما رد ..!!
رسلت له رساله على السريع توضح اني عليا فرد علي ضروري

انتظرت فتره حتى وصول تقرير الاستلام..وقبل لا ارجع اتصل
اتصل باسل بروحه..!!!!!

قلت بتردد ( باسل)
ما جاني صوت باسل..جاني زئير باسل..!!! ( انتن وين....صار لنا ساعة ما بقينا مكان ما دورنا
فيه عنكن ...وين انتن............)

بعدت الجوال عن اذني ..وانا اشوف البنات مبتسمات بخفه..!!!
بعد ما هدا الصوت رجعت الجوال لاذني

قلت له بهدوء ( اسمع ..احنا سرنا للجبل القريب..وصعدناه..وبعدها انتقلنا للي بعده..الى ان تهنا
وما قدرنا نحدد موقعنا )

قال بغضب ( من الاستهتار اللي فيكن..بس ما علينا بعدين بنكمل كلامنا..الحين صعدن الجبل
حتى تكونن واضحات ..ولا تقفلي الجوال..خليك معي زين..)


بعد دقايق متعبه..قال ( خلاص خلاص نزلن حددت مكانكن..قفلي الجوال..ونزلن بخفه لا تتعثرن
ترى الصخور حاده وخطيره )

لما قربنا نوصل ..التفتت للبنات وقلت بتوتر ( باسل هنيه قريب..يلله تغشن )

حاولن يكتمن ضحكاتهن بس ما قدرن ..لحد ما ظهرت اصوات ضحكهن
قلت بنفرفزة ( ما قلت خطأ ..وبعدين ويش هالضحك ..تراه قريب الحين بيوصل بيسمعكن)

قالت مزون وهي تمسح دموع نزلت من عينها من شدة الضحك
( يا بنت الحلال احنا مخطوبااات..فما لنا في زوجك اللي ما فيه شي من الزين )

نظرت لها بألم ( الحين صار زوجي ...يوم العزومه محد منكن تكلم )

مزون حست بغلطتها ..وبنات عمي احمد أوجعهن الموقف ككل..!!
قالت سارة ( والله يا عليا مو بايدنا ..هلنا بيعصبوا لو تكلمنا)

قلت في خاطري..الكل مو بايده هالموضوع..عيل بايد من..؟؟!!

وصلنا صوت باسل ( هيا سيروا يا مستهترات ..وآخر التيهات ان شاء الله
لأن كل وحده ابوها مجهز لها محاضرة معتبره بتحرم من بعدها تتخطى المكان)

قالت مزون بخفة ( الحمدلله انه ابويه مو امي..!!)

ضحكنا بخفة ..ثم اردفت هنادي ( ما حد بينجي الا انتي يا عليا..!! )

باسل سمعها لأنه رد بكلام اكد لي بشكل قاطع معرفته بأني عارفة عن زواجنا
( ما بتنجي من العقاب دام اني موجود)

واصلنا المسير ..فوق الصخور وانا احس ان مشاعري انتكست..وين فرحة الصبح ووين حالي الحين..!!

عدلت غشوتي وانا امشي...البنات كانوا كلهم متغشيات من قبل لا يجي باسل...

وانا اضبط الغشوة وافكاري بعيييييد ..ما حسيت الا بسقوطي وارتطام عظم جنبي الأيمن باحد
النتوءات الصخرية ...التفت باسل بسرعة وقرب ناحيتي ( ويش صار)

قلت وانا اقوم بمساعدة يده الممدوده ( ماشي..بس تعثرت )

قال بضيق ( وين عيونك ..ما تشوفي..تعورتي ولا )

قلت له بنرفزة ( لا تعصب ..ومالك دخل تعورت ولا لا )

قال بعصبية ويده ماسكة يدي( عليا ...بروحي واصل حدي من سالفتكن..فلا تضايقيني اكثر)

قلت له بضيق ودموعي مهدده بالنزول (
يعني ويش اسوي لك..انت اللي تعصب من كل شي تهنا ضعنا ..وبعدين
ما صار شي..كل الناس ممكن يتيهوا ..خلاص)

ثم قلت بصوت مهزوز وانا اشوف البنات اختفوا ..!! من متى راحوا..!!!
( اترك يدي ..لا تعورني )

قال بهدوء ( تعورتي من الطيحة..اذتك الصخور تراها حاده )

قلت بصوت مرتجف ( لا ..بس شوي ضربت عظم جنبي اليمين بس ما تعور )

سكت شوي ثم قال ( انزين خلاص ..خلينا نرجع ..المظبي بيبرد )

قلت له وانا ودي انه يروح عشان ابكي براحتي احس مشاعري مزحومه
( روح انته ..بعدل غشوتي وبرجع )

قال وهو ينظر لوجهي ( اتركك ..عشان تبكي بروحك )
قلت له بنرفزة ( لااااا )

قال بابتسامه ( لا تروحي تبكي قدام الجماعة ترى بيقولوا باسل بكاها زين)

قلت له وضعفي تحول لقهر ( ومن هالباسل اللي يقدر يبكيني..!!! تراك وايد
شايف نفسك يا مغرور)

قال بابتسامه اكبر ( اووه خلاص دام الدموع غيرت رأيها ..خلينا نرجع )


المظبي..وما ادراك ما المظبي...!!! لذة تفوقت على سائر انواع طرق طبخ اللحم..!
وحتى الشوا التقليدي اللي نعمله في مسقط ..ما مثل المظبي...

على آخر العصر تمددنا بتعب ..وثقل...واحنا نتنفس الهواء الجاف النقي المشبع بالصوديوم..
في اجواء هادية الا من ارتطام الأمواج بالصخور....

روح الحلا1
11-11-2014, 08:43 AM
القصة مثيرة جدا..

نوارة الكون
12-11-2014, 06:30 AM
القصة مثيرة جدا..



تسلمين يالغلا ومشكوره ع المرور

نوارة الكون
12-11-2014, 06:31 AM
((الجزء الثاني عشر))

((((يا لأيامي ووحدتي

اقولها صراحة،،،،

من غير مواربة ولا كناية..!!!

لان هذه الاسوار
والكوابيس العاتية ....

ستنجز، لا شك سهامها
الضاربة في أعماقي..!!!

ولأن كلب الطفولة
.......
كف عن النباح....!!
خلف تلك السهوب
اللامعة من الحلفاء...))))

"المحطات موقد الغياب لـــ سيف الرحبي"


رجعنا بعد المغرب وكان الكل داايخ من التعب...بعد حمام سااخن كنت احس بتعب والم
غريب في جنبي اليمين ..تذكرت سقوطي على الصخور..كنت احس بالألم في تزايد مع كل
دقيقة...بس حاولت ما اركز كثير حتى يتلاشى...

بعد صلاة العشاء نزلت عند جدتي وباسل في الصالة..كنت اسمعه يقول
( لا يا امي غالية ..قالت ما تبا ترجع البيت دام عليا هنيه..وامها الله يهديها مشجعتنها)

وسمعت صوت جدتي المتذمر ( تبانا نطرد بنت سلطان من بيتنا..حشا علينا ..بنت
سلطان صارلنا سنين مشتهين شوفتها بيننا....وكان بنت محمد ما عاجبنها تجلس
عند امها..ولا كان تبا تجلس هنيه قسمها لها ....ومحدً مقصر فيها)

رد باسل بضيق ( يا امي انا هنيه موجود اهتم بعلاجها ومواعيدها
و حالها كل يوم يزداد سوء.....وحتى كليتها ما صارت تستقبل الغسيل في الآونه الأخيره
عشان كذا محتاجة عنايه اكثر)

قالت جدتي بهدوء ( الله يشفيها..يا ابويه انت ما مقصر ..ولام الله من يلومك..
بس اذا جات منها خليها..يمكن مشتاقة لأهلها....ومحمد وعياله ما بيقصروا
والمستشفى جنبهم)

لما هدأ الحوار...فتحت الباب وحاولت ان ملامحي تكون عاديه..واتوقع انها كذا
لأني تعبانه من الرحلة ومن الألم وعيوني مسكره..فما اعتقد انه باسل راح
يقرأ ملامحي هالمره..!!

قلت لجدتي ( جدتي انا برجد..لا حد يصحيني مابا عشا ..ثقلت على الغدا)

اعترضت جدتي لكني كنت متألمه كثير ..وما اقدر اوقف كثير..اعتذرت وطلعت..

وصلت غرفتي بعد مجهود ..كنت احس ببرد قوي بسبب الألم..شغلت التدفئة المركزية
وقفلت الستاير ..وطفيت كل الضو......وتغطيت زين..ونمت.........

صحيت بعد ما حلمت اني اتقلب من الألم...جلست في سريري وسط الظلام
لكن فاجئني الألم الشديد بأنه واقع مو حلم..!!

رغم الدفا اللي من المفترض يكون موجود بالغرفة ..كنت احس بالبرد في داخلي
وانتفض ما اعرف من الألم اللي بجنبي ولا الجو حقيقي بااارد...

فتحت ضوء الأبجورة اللي جنب سريري...واحترت ويش اسوي لهالألم منشان يخف
مالي غير المسكن هو اللي راح يخفف ألم الضربة...

تأكدت من الساعة حصلتها تو جايه ثنتين...سحبت اقرب شيلة لي وكانت بيجامتي
ثوب طويل وساتر..نزلت والألم ذابحني...توجهت للمطبخ ..بديت ابحث عن صيدليه
بس ماشي بالمطبخ..بديت افتح الأدراج بعشوائية..بس ما حصلت شي..

رحت لغرفة جدتي واحترت ادخل ولا..اخاف ترتاع..( تخاف).!!! بس الألم
اللي كان يزداد ما ترك لي اي فرصة....

فتحت الباب وناديت جدتي بخفة وسألتها عن دوا مسكن..
وشفت ملامح الهلع ماليه وجهها قاومت الألم وابتسمت..!

قلت لها ( لا تخافي يا جدتي..بس صخرة ضربت عظم جنبي ..وشوي عورتني
الحين ..)

نهضت من سريرها وقالت ( خلي باسل يتأكد..بعض الضربات خطره ( خطيرة) )

قلت لها بنفي ( يتأكد من ويش يا جدتي ..كلها عثرة بسيطه..وتتعالج بالمسكن لين تخف)

قالت ( الضربة ما يعالجها المسكن..بسوي لك دوا شعبي )

تعباااانه و ودي ابكي واصرخ من فظاعة الألم ..ولا اقدر ادخل في جدال
قلت بنرفزة ( يا جدتي ما فيني شي ..بس ابا دوا مسكن ..وبروح انام )

( ويش صاير )

عزالله كملت...رحمتك ياااارب...ما اقدر اتحمل هالحال وهالألم ....

سردت جدتي الأحداث ...ثم فتح باسل الضوء ....كنت متأكده ان ملامح الألم بااينة بوضوح
في وجهي...

قال بهدوء( نفس طيحتك اللي طحتيها على الصخور..ولا غيرها)

قلت له ( ايوه هي نفسها ..تراها ما تسوى..بس ابا اي نوع مسكن وانتهينا)

قال وما زال بهدوءه ( لا ما انتهينا ..اذا كانت الطيحة بسيطة ما بتسوي كل هالألم )

قلت بانكار ( ماشي الم قوي ..بس خفيف)

قال ( لا تنكري يا عليا..ترى الألم باين بعيونك وانا دكتور متعود على نظرة التألم بعيون المريض)

الغثيان والبرد وكتلة الألم كانوا في ذروتهم..!!!!

التفت له بغضب ( يا اخي عندك مسكن فكني واعطيني ..ما عندك خليني اروح ارجد)

قال ( اوصفي لي الألم ...)

هذا وين وانا وين........خلاص ما اقدر ..لازم اروح غرفتي شعوري بالغثيان تزايد..
والألم يزيد بسبب وقوفي..

تركت الغرفة ..وصعدت لغرفتي...وقفلت باب الغرفة وتوجهت لدورة المياه..

بعد ما هدت نوبة الغثيان..ارتحت شوي..لكن الألم ما زال موجود..

رشيت وجهي بالماي..وطلعت بعد ما سمعت طرقات على باب غرفتي

فتحت الباب وكنت شبه متأكده انه باسل
قال ( خذي هالمسكن ..واذا ما فاد خبريني ..رقمك موجود معي..وباب غرفتك لا تقفليه)

ما اقدر اجاوب..ولا اقدر اوقف على رجليني والألم ماليني...خذيت المسكن بإيد مرتجفة

قال باسل باستغراب ( فاتحه على التدفئة في هالجو الدافي)!!

هزيت راسي من دون كلام ..وحمدت الله على انه فهم و راح ..اخذت الدوا المسكن
وحاولت انام...كنت اغفو شوي ...وبعد لحظات استيقظ والألم في ازدياد..

مرت الساعات وانا بنفس الحال من الألم..اما المسكن ما كان له اي تأثير فعلي..!!

نوبات الغثيان ما خلتني الا بعد ما سببت لي دوار..ورجفة بكامل جسمي.. ..

اذن الفجر.....توضيت وصليت وجسمي منكمش من هول الألم.....

وبالأخير تمددت على السجادة لأني ما قدرت اوصل للسرير من الألم ..
ونمت لكن كوابيس الألم ما تركتني...

بعد ما اتضح لي النور من الستارة ...حاولت اقوم ..وانا احس ان قوتي بدت تخور
والدوار يهددني بالسقوط...بس قبل لا اوصل سريري سمعت طرق الباب..

كانت فرصتي الأخيرة ..لطلب المساعده..ولا راح اموت بمكاني من شدة الألم..

كنت اسير وعيوني بدت تزيغ ..وجسمي يرتجف بقوة...وقفت لما ضرب جسمي بالباب...

فتحته ...ونزلت مباشرة في الأرضية الرخامية بوضعية الجلوس....

ما كنت اقدر اشوف من اللي كان على الباب..

بديت اصرخ من الألم الفظيع واردد ( بموت ..بموت من الألم )

حسيت بيدين باسل حولي تحاول ترفعني وسمعت صوته المنصدم
( بسم الله عليك..عليا ويش صار لك ..الألم باقي ما راح)

رديت وانا ابكي ( لا ما راح... ..باسل ....بموت من الألم..والله بموت ....جنبي يعورني وايد)

قال ( خلاص اهدي ..اهدي ذلحين....وحددي مكان الألم بالضبط ..مجرد سقوط ما يسوي كذا)

قلت بضعف ( هنيه ) وانا أأشر على جنبي جهة اليمين....

حط يده وضغط بهدوء وقال ( ..زين من البداية بدأ من هنيه ولا بالأول كان بالوسط)

قلت له والألم يضرب جنبي بقوة وانفاسي بدت تتقطع ( ما اعرف..كله ..بس يمكن هنيه
يعور وايد..ما اقدر....ما اقدر اتنفس....)

بدت الرؤية تضعف عندي..حتى ملامح باسل ما كنت قادرة اشوفها بوضوح....
بس ما زلت قادره على سماع الأصوات والاحساس بمن حولي...

حسيت بيد باسل تضرب جانب وجهي بخفه وهو يقول
( لا تنامي الحين..مو زين..خليك معي...ما راح نتأخر الحين بوديك المستشفى)

سندني على الجدار جنب الباب....وبعد لحظات حسيت بدفا العباية يلفني....
والشيلة فوق راسي......ومن بعدها رفعني بين يديه ....في مواجهة
دفاه..اللي كنت محتاجتنه ..واللي كان يخفف الرجفة والبرد من جسمي..

فالمستشفى كنت اسمع جدال باسل مع الدكتور العربي باللغة الانجليزية
وكنت افهم بوضوح كلامهم...كان باسل يستعجل الدكتور ويقوله بأن الزايده
راح تنفجر ..فلازم عمليه فوراً....!!والدكتور يتعذر بأن مناوبته انتهت وان الدكتور
المناوب على وصول....!!

انتابني الهلع...اي زايده..واي عمليه ..حاولت اجلس في السرير بعد ما كنت ممدده
بس ما قدرت ...رجعت غصت في الظلام من جديد..

بعد فتره كنت اسمع صوت الممرضة العمانية وهي تسأل باسل
( دكتور باسل ويش صلة قرابتك بالمريضة )

رد عليها ( زوجها..جيبي الأوراق بسرعة خليني اوقعها عشان العملية )

حاولت اقاوم هالألم المبرح اللي ما زال يسيطر علي وقلت بارهاق
( باسل.....ليش العملية )

كان يتكلم ..لكن الصوت كان متداخل مع بعض..فما قدرت افهم اي شيء..

استيقاظي الثاني كان على صوت الممرضات وحركتهن جنبي....لكن ما قدرت
افتح عيوني..بعد فتره بصعوبة قدرت افتح عيوني الخدره...
وانا اسمع اناتي وتمتماتي تخرج من دون شعور.....

دارت عيوني في محاجرها على ارجاء الغرفة الشديدة البياض بصورة تجيب الكآبة..!!!

حتى سقطت في العيون النارية اللي بها نظرة غريبة غير مفهومه..

ثبتت عيوني بعيون باسل ..ثم رجعت اغمض من جديد..والشعور بالخدر يغريني
للعودة للنوم من جديد..بس صوت باسل ما كان رأيه كذا

( عليا ..تسمعيني..افتحي عيونك... ..)
ثم رجع من جديد..
( هيا ..يا كسوله قومي ..افتحي عيونك..)

الازعاج المتكرر خلاني افتح عيوني من جديد..
لمقابلة وجه باسل المبتسم ( الحمدلله على سلامتك..بويش حاسه الحين)

كان الألم مازال بجنبي لكن بصورة اخف بكثير عن قبل..واحس بحرقة
في حلقي....لكن فهمي ما زال مشوش.....قلت ببحه ( ابا ماي)

سكب كوب ماي ..وجلس جنبي وبايده كوب الماي..استغربت ..!!

حاولت ارفع يدي..جسمي...راسي.....بس الخدر كان عام..

غمضت عيوني واستسلمت ليد باسل وهي ترفع راسي بخفة ويده الثانية
وهو يقرب كوب الماي من فمي..قال ( اشربي بخفة..ايوه ..بس خلاص كذا كفايه)

لما ابتعد سألته بتعب وهذيان ( ويش صار...ليش احس بخدر )

قال بهدوء وهو يرجع يجلس بالكرسي القريب من سريري..
( ما صار لك الا العافية ..الألم اللي كنتي تحسي فيه ..ما كان بسبب الطيحه
كان الزايده..وسوو لك عمليه واستأصلوا الزايده ...)

وقع هالكلام علي كان قوي جداً...اول عمليه جراحية اخضع لها ..
والألم اللي حسيته ..كان ممكن اني اموت بسببه.....

حسيت بشفايفي ترتجف ..بس
كنت تعبانه وما اقدر ابكي...والخدر ما زال ماليني...

حسيت بيد باسل وهو يدخل شعري داخل الشيله ..وكفه تمسح
على راسي من فوق الشيلة... وعلى جبيني بخفه..

وجسمي وشفايفي ما زالت ترتجف..ثم قال..

( لا تبكي..لا تبكي يا عليا....اهم شي انتي بخير ذلحين...والعملية ناجحة )

وقتها ما قدرت اسيطر على دموعي الساخنة اللي بدت تشق طريقها لوجنتي
وترافقت مع تنهداتي وشهقاتي ...بكيت بألم...!

وصلني صوته ( خلااااص يا بنت ..ليش البكاء الحين..انتي بخير
..انتي بخير وهذا المهم)

بس ما قدرت احس اني مخنوقه ..ومشتاقة لخالتي واباها جنبي الحين
كان بكائي يزيد ..باسل ترك كرسية وجلس بجنبي وجمعني بخفه بين يديه بحيث
كان وجهي ملتصق بكتفه اليسار ويده ملتفه حولي...

وبكفه الثانية بدا يمسح على ظهري صعوداً ونزولاً
بطريقة كانت تزيد دموعي..الا انها مريحه...

كانت تنهداتي ما تزال ..ودموعي ما وقفت ...

قلت له بين شهقاتي ووجهي ما زال بكتفه (باسل..وين خالتي...ابا خالتي..)

رد بهدوء ( الحين انتي ارتاحي..ونامي..وبعدين يصير خير)

قلت ببكاء وهذيان ( لا ....لا ...الحين...ابا خالتي...ابا خالتي...)

يده لامست ذقني ..ورفع وجهي من كتفه وحط عينه بعيني بنظره دافيه ومطمئنة
وقال ( ابا اقول لها.....بس انتي ارتاحي الحين..انتي بعدك تعبانه ..والمخدر ما راح..)

قلت له بتعب ودموعي تجري ( خليها تجي...باسل...)

مسح دموعي بيده...وقال ( اللي تبيه بيصير..بس اهدي الحين ونامي ..اتفقنا )

رجعت وجهي لكتفه بارهاق......وبدت عيوني تغمض من جديد.....

استيقظت بعد فتره على اصوات بالغرفة ...وشفت عمامي موجودين....
تقدم عمي محمد ناحيتي وسلم علي ..وتحمد لي بالسلامه وبعده عمي احمد..

بعدها قال عمي احمد( الجماعة بالبيت يريدوا يجو يسلموا عليك..بس قوانين
الزيارة ما تسمح بزيارة
المريض ولا البنات كانن .........)

ما كنت قادره اسمع بقية كلامهم لأن الخدر ما زال محتويني...وغمضت عيوني لفتره
ولما نهضت محد كان بالغرفة غيري....!

مباشرةً امتلى قلبي بالخوف...حاولت اهدي نفسي بس شعوري من الاساس مليء
بالتوتر والخوف وعدم الاتزان....لما جلست .. الالم بجنبي ما كنت اشعر فيه مثل اول..
وشفت ابرة التغذية فوق كف يدي.. لكنها ما كانت موصوله بانبوب التغذية...

اتجهت انظاري لجهة الباب ... وبديت انزل بس الدوار ما زال موجود..
وصلت لحد الباب واتكأت بتعب عليه.. وصلتني اصوات محادثه..حاولت اركز
من اللي موجود ..اتضح لي صوت عمي محمد.. وبعد فتره صوت باسل
حاولت اقرب اكثر لما سمعت اسمي بالمحادثه

خفقات قلبي في تزايد من الحوار المنطرح مابين عمي محمد وباسل
كانت الأصوات تجيني بضعف..
( ما راضية ترجع ..لكن مو مشكلة دام السفر قريب خليها عندنا)
ثم صوت باسل
( اخاف انها تتعب فجأة وانا مو موجود قربها يا عمي)
قال عمي محمد

( وانا واخوانها وين رحنا يا باسل..اول ما تتعب بنسعفها للمستشفى..
والمستشفى اقرب لنا ..)ثم اردف
(متى قلت لعليا عن زواجكم..سمعت احمد يقول انها عرفت )
حسيت في هاللحظة كل انفاسي توقفت ..نسيت تعبي..راح الخدر..!
صارت كل حواسي متيقظة لسماع رد باسل..

رد عليه باسل ( ما قلت لها بنفسي.....خالتها نقضت اتفاقها معي..وبالتالي جاها
ما تستحق من جهتي...
اما انا قدرت اخمن معرفت عليا عن زواجنا من اول لحظة شفتها فيها وكنت متأكد من معرفتها..
والمواقف اللي صارت بعدين اكدت لي هالشي)

وصلني رد عمي محمد المستغرب ( وليش ما تجلس معها..وتفهمها الأمور من البداية،
ليش ما تبدا حياة جديدة معها كزوجة لك...يكفيك الحياة الصعبة والتعب اللي عايشنه كل هالسنين )!

رد عليه باسل بضيق ( ويش اقول لها يا عمي...اقول لها ان جدي طلب المملك يملكني عليها قدام
الناس حتى ما اقدر اعارض..!!! اقول لها انها انفرضت علي بحياتي...! ولا اقول لها انا زوجك غصباً عنك وانسي كل احلامك ودراستك لأني مسلم وغيور و لا يمكن اسمح لزوجتي بالسفور..!! ولا اقول لها بسببك....)

قال له عمي (لا تكمل ..!!! ) ثم قال( كل اللي قلته ما ينفع كحوار مع زوجتك وبنت عمك اليتيمة..تبا تجرحها يا باسل ما يكفيها اللي شافته فحياتها..ما يكفي يتمها
انت تشوفها ...تشوف نظرة الحزن اللي ساكنة عيونها...ما تحس انه من ألمها لفقدان اهلها ما تسولف عنهم
لا يمكن تواصل الكلام معك لو ذكرت احد من اهلها ...ان ما رحمتها يا باسل وانت الريال العاقل
من راح يرحمها غيرك.....)

رد عليه باسل بسرعة( الله يهديك يا عمي..انا ما قلت هالكلام الا قدامك ..ولا عليا لا يمكن
اتكلم معها بهالطريقة....لا يمكن اجرحها بسالفة زواجي منها )

رد عليه عمي ( زين...لكن يا باسل تذكر اني وعمك احمد وجدتك ما راح نسكت لو حاولت
تأذي بنية سلطان )
قال له باسل ( يا عمي انا باسل....انا مو ابويه...لا تظن اني مثله )

مرض فوق مرض..!! الا ان الجرح اللي فقلبي اقوى من اللي فجنبي....!!
كنت اعرف انه ما يبيني...لكن مجرد الاستماع لاعترافه يقتلني..
ليش ما يباني...حتى ما قدر يجامل قدام عمي...متمسك فيني بشفقه ...
انا عاله عليه....!!

لما جيت ابا ارجع سريري ما قدرت اوقف..وبعد محاولات ودموعي مشوشة علي الرؤية قدرت اوصل لقرب السرير
واستندت عليه..بس ما قدرت اصعد..ارخيت راسي فيه وانا ابكي من الكلام اللي قهرني
وآلمني...ليش ما يباني..ويش ينقصني لدرجة انه ما قدر يجامل قدام عمي محمد...

انفتح الباب ..وسمعت خطواته السريعة قريبه مني

وصلني صوته المتفاجئ ( عليا.!.! ويش اللي قومك من السرير..) ثم اردف
لما اتضحت له شهقاتي( ليش تبكي ..حاسه بألم ...تكلمي يا بنت ..)

لما مد يده يحاول يرفعني للسرير من جديد..دفعت يده ورجعت امسح دموعي
وقلت له وانا اتألم ( مابا اتم هنيه....ابرجع البيت ..ما حبيت المكان..مو مرتاحه..)

رجعت ايدينه تحاوطني في محاوله لارجاعي للسرير وهو يقول
( اي بيت الله يهديك...انتي تو قايمه من البنج..وعمليتك ما صار لها الا كمً ساعة)

بعدت ايده بعنف وقلت له ( مو على كيفك ..والله اني ما اجلس هنيه ساعه..
واذا ما وديتني البيت بتصل فحد من عمامي يجي ياخذني..)
ثم اردفت من بين شهقاتي ( والله ما اتم هنيه)

ملامح الضيق ماليه وجه باسل وهو يسوق..بسبب الملاحظات اللي ازعجوه بها
الطاقم الطبي لما جاء يوقع على خروجي تحت مسؤوليته..بس انا احس اني
ما راح ارتاح الا في غرفتي....كنت احس بتعب متزايد....رجعت راسي للوراء
وكنت منتبهه لنظرات باسل بين الفتره والثانية...وحديثه الخفيف حتى يتأكد اني واعيه...

لما عبرنا البوابة ووقفت السيارة.. بديت اعدل جلستي..حتى اقدر انزل بنفسي..
لكن باسل ما ترك لي فرصة ..دار حول السيارة ووصل لجهتي وفتح الباب...

ومد يده يساعدني على النزول...قلت له بنرفزة ( بروحي قادره انزل)
قال بهدوء ( بس شوي....لأن السيارة مرتفعه )

بعد ما ساعدني بالنزول..سندني بايديه في طريقنا للدخول الى البيت..

قبل لا ندخل كانت جدتي بعيونها المحمره وملامحها الباكية قدام الباب

وصلني نحيبها المحمل بكلام حول امكانية فقداني
مثل ما سبق و فقدت اهلي... ..والم سنين......وموت وخوف....ما كنت متأكده ان الكلام هو
اللي كان كئيب.....ولا حالتي اللي زادته جرعه من الكآبه...!! ..

غمضت عيوني بألم وتعب...لما قربت جدتي ومسكت وجهي بين ايديها وهي تنتحب وتقبل
جبيني ووجنتي....ما كنت قادره اتحمل اي شي...بس ابا اروح غرفتي وانام...

باسل تقدم وبدا يهدي جدتي..ويطمنها بأني بخير...وانه موجود وما راح يتركني..

وعوده سببت لي الغثيان اكيد انه راح يقول كذا قدامها ..لكن اللي فقلبه شي مختلف
اللي في قلبه ما يتعدى الشفقة ..والاحساس بالمسؤولية من منطلقات انسانية بحت...!

تنهبت لما حسيت بضربه خفيفة على خدي..وسمعت صوت باسل
( عليا ..ويش فيك...؟؟قادره تسمعيني ..)
قلت بارهاق ( ابا اروح غرفتي)

صرخت جدتي برفض..وكذلك باسل...لأن غرفتي في الطابق الثاني..وفي غرف فاضية في الطابق الأول.......لكن اليوم رغم التعب الا ان مزاجي العاصف
ما يرضى ....الا لما يصير اللي في بالي...

تذمرت بتعب لما رفعني باسل بين ايديه من دون ما يترك لي مجال للصعود بنفسي..

وصلني صوته (انتي اليوم حالتك حاله مع هالعناد ..ويش صاير لك هااه)

لما تمددت على سريري حسيت براحه اكثر..فرق شاسع بين التواجد في سرير المستشفى البارد
وبين سرير البيت الدافي...

تذكرت فجأه اني ما صليت الظهر...ورغم اني كنت بالخارج بس ما قدرت احدد ويش الوقت

قلت لباسل وعيوني نصف مغلقة ( كم الساعة ....انا ما صليت الظهر..؟؟)

قال بهدوء ( ما بعد اذن الظهر..الساعة تو 11 ...انتي اللي كنتي مستعجله على طلعتك
من المستشفى)
تفاجأت ما توقعت ان كل اللي صار والألم اللي حسيته ما كمل 24ساعة..!!!
وانا اقول ليش الخدر ماليني...!!

كنت ابا اقوم اخلع العباية..والبس لبس قطني خفيف بس ما قدرت...
رجعت راسي بالمخده ونمت.......

فتحت عيوني بتعب لما حسيت بحركه جنبي ...وشفت باسل يفك الشيلة ..حاولت
ارفع يدي ..بس ما قدرت ...ورجعت انام من جديد

نهضت على ايد باسل تمسح جبيني بخفه...وصوته وهو يناديني..كان
باسل جالس جنبي بالسرير...
قال بهدوء ( كيف حالك الحين...حاسه بألم..)
اخذت وقت وانا استذكر الأحداث....لحد ما استوعبت...لما جيت ابا اجلس

قال بسرعة ( شوي شوي..حركتك هذي بتتعبك ترى )ثم قال
(خذي هالقميص القطني والبسيه...تقدري تقومي تتوضي ولا انادي الشغاله تساعدك..)

اقترنت حواجبي باستغراب ..وسألت ببحه وتعب
( انت ليش جالسه هنيه...؟؟ومن سمح لك تفتح درج ملابسي )..؟؟

قال بهدوء ( خلي عنك هالسوالف ..واذا تقدري قومي توضي وبدلي ملابسك
عشان اعطيك مسكن..لأن الألم بيزداد اذا ما خذتي المسكنات...)ثم اردف (انادي الشغالة..).؟؟

قلت له بهدوء ( لا ما يحتاج ..بس انت اطلع من هنيه) ..وبديت اتحرك بخفه
ورجعت القميص القطني...واخذت ثوب قطني طويل واسع باكمام طويله..

لما طلعت ما كنت مستقيمه بوقوفي..لأن الألم كان يزعجني شوي...
بعد ما نشفت وجهي...حطيت الفوطة على كرسي التسريحة وشفت باسل
ما زال موجود بالغرفة..!!!! ومستند على سريري وايده مغطيه وجهه..!!!

سحبت ساعتي من التسريحة وشفت الساعة 2 ...جوالي مطفي من امس ولا اذكر وين حطيته
سحبت شيلة الصلاة وصليت الظهر...لما خلصت كنت مجهده...ومنقهره من وجود باسل بالغرفة
رغم الأمان اللي احسه من وجوده واللي متناقض تماماً مع الواقع ..بس كان لازم يطلع من غرفتي..وينهي تمثيلياته ...

قلت له ( باسل ..اطلع من غرفتي..وحط المسكنات بالطاولة ...بروحي اعرف اخذ دوايه )

سحب يده من وجهه ..شكله كان نايم ..!!!

قال ( عليا لا تزعجيني..!! ما بتحملك دوم)!!

رديت عليه بعضب ( انت اللي تزعجني ويش مجلسنك في غرفتي ..اطلع ما لك دخل وما لك حق
تجلس فيها وانا ما سامحه لك..اطلع الحين ..اطلع )

قام من السرير..وقال ( تعالي ارتاحي بسريرك..انتي عمليتك راح تفتح اذا ضليتي بهالحال..
وراح نضطر نرجع للمستشفى ..وبعدها شوفي من يطلعك..)!!

قبل لا اتكلم ..سحب يدي بخفه ..وجلسني بالسرير..وجلس جنبي ..واعطاني اقراص المسكنات..!

ركزت نظراتي على عيونه ...لكن ما مديت يدي اخذ منه الأقراص..!

ثم بعد صمت خفيف..قلت له ( انا قايله لك اطلع من هنيه ...وترى اقدر اقرأ يعني اعرف اخذ الأقراص )!!

وصلني صوته اللي يدل على نفاذ صبره ( علــــــيـــا)

هزتني صرخته....بس ما زلت ما قادره اتحمل وجوده..رفعت عيني بعيونه النارية بتحدي
بس تخدرت كل مشاعر الضيق..بشعور غريب عني اول مره احسه في حياتي ...

لدرجة اني ما حسيت الا بيد باسل وهي ترفع كوب الماي قريب من فمي..!! متى حط
الأقراص..!!!!!

قال بأمر ( اشربي)...
بعدت ايده بعنف......بروحي قادره امسك كوب الماي..

قال بقوة وبحده ( عليــــا عن العناد..اشربي من يدي)

هو ما يعرف ان صوته مؤذي...ما يعرف ان حدته ما تتناسب مع اي انثى..كالعاده صوته
جمع الدموع بعيني..بس كنت مقاومه ..مابا ابكي ..رغم ارتجافتي..شربت الماي من يده
لكن شرقت بسبب شهقه مكتومه ..

بعد باسل الكوب وقال بضيق ( لا اله الا الله ..الحين ويش يبكي فالموضوع ..ويش هالحاله
ما تقدري تتحملي ليش تعاندي من البدايه ..)

وانا ابكي بصوت مكتوم رجعت اتمدد ....ووجهي متغطي بالمخده..

وصلني صوته المنزعج ( انا قايل ان هالعمليه مصيرها الفشل..عدلي تمددك ..تمددي
على ظهرك ) ثم ما انتظر ..قلبني على ظهري..وايدي مغطيه وجهي والدموع اللي مالتنه..!

بعد ايدي عن وجهي..وانا احارب ايده..بس ما قدرت ...
قال ( يا بنت الحلال والله بتتعبي من البكاء..بس خلاص اهدي...انا اسحب كل شي قلته..
رغم اني ما قلت الا اللي فيه مصلحتك...بس انتي اهدي الحين ووقفي هالبكا.. ..)


العصر صحيت على صوت عمتي هاجر...وزوجة عمي احمد..وزوجة عمي محمد اللي
استغربت تواجدها..لكني قدرته كثير..وبالطبع البنات كلهم جنبي فالسرير..

الكل كان يلومني على خروجي المبكر من المستشفى..! لكن بالنسبة لي مرتاحه
بالبيت اكثر....!
وصلني صوت مزون الخافت وهي تقول ( لو انا بدالك يا علووويه كان تميت شهر
فالمستشفى )!!
قلت لها باستغراب ( ليش )..!!
بس استغربت لما شفت وجهها محمر..!!! خجلانه ..!! غرييبه ويش اللي فالدنيا
يسكت ويخجل مزون.!!!
قالت هنادي بضحكة ( يا حلوه ترى سمعت ابويه يقول ان عزام مسافر مسقط معه مؤتمر
هالشهر )
قالت ساره بضحكة عاليه ( يعني كنتي راح تعفني فالمستشفى من دون ما تشوفي ظله )

ضحكت وانا تو افهم ان عزام خطيب مزون..!
سألت البنات ( عزام ولد من ..من عمامي..؟؟)
قالت هنادي بتأثر ( هالعزام يصير ولد اخو عمي هاشم زوج عمتي..يعني ولد عم مزون
بس احنا كلنا نقول ولد عمنا كذا متعودين.....خريج كلية الصيدلة...واهله متوفيين..
والأمر من كذا..!! انه يصير خطيب هالمجنونة )

بعدت عن البنات لما شفت بوادر حرب قايمة بين مزون وهنادي كالعادة..!!
بس ما استمرت هالحرب بعد صرخة عمتي وزوجة عمي عليهن ..!!

سألت باستغراب وانا اشوف مزون وهنادي كل وحده مستلمه علبه من الككاو الفاخر
( الحين انتن جايبات هالككاو ..عشان ترجعن تقضن عليه ..؟!)

قالت مزون بضحكة ( يا بنت الحلال خلينا نساعدك فيه....انتي احمدي ربك ان خلاك الدكتور
باسل تشربي كوب حليب..!!) ثم اردفت وهي تهز راسها ومنغمسه في اكل الككاو
( عاد كله كوم ..وباسل وحصل من يتسلط عليه كوم ثاني..!! )!!

قلت في قرارة نفسي....انتي صادقة يا مزون.....!!!

ما حسيت لما جات الفرصة بعد صلاة العشاء حتى انام براحة دون استيقاظ..

عدلت فراشي..وطفيت الأضواء...ونمت ......

لما استيقظت على الضوء القوي قفلت عيوني بضيق...ولما فتحتهم مره ثانية
عشان اشوف باسل واقف جنب سريري....وبايده حقيبة ..!!!رحمتك ياارب

( اصحي بس شوي.اتأكد من ضغط دمك ..والنبض...واشيك على العمليه وبعطيك علاجك ..ثم نامي ...)..

حركت راسي بعدم فهم..!! رغم اني فهمت النصف من كلامه .!! لكن يشيك على
العملية يعني ويش..؟؟؟!!

من دون ما ينتظر رد جلس جنبي فالسرير وفتح حقيبته الطبيه واخرج منها السماعة وصوبها باتجاه نبضات قلبي ....!!

رجعت راسي لأدنى درجه في المخده وانا احاول ابعد من هالوضع المحرج الغريب...

بعد لحظات رفع كتفي ولفه على جنب وحط السماعة اعلي ظهري..!

تنفست الصعداء لكن مو لفترة طويله..رجع وطلع جهاز قياس الضغط..!

ومن بعدها رجع عينه لشنطته وقال ( ارفعي الثوب خليني اشوف مكان العمليه
اذا محتاج تغيير اللصقه اليوم ولا باكر الصبح )!!

قلت له بغضب من بين اسناني ( في احــــلامــك)

قال ببرود ( بشوف العملية غصباً عنك...ولو انك في المستشفى كان راح يصير لك
نفس الشي )
رديت عليه بنرفزه ( في المستشفى غير...!! ) ثم اردفت ( عادي كنت راح اسمح
لهم منشان انهم ..مو انت..) ثم اكملت ونظراتي تجاهه( لذلك تحلم تطبق طبك فيني
لأني ما اسمح لك ...والحين اطلع من غرفتي لأني وصلت حدي منك..ولا ابا اشوفك)

شفت العيون النارية تستعر بغضب لكنه سيطر عليه بسرعه وقال بهدوء
( ما راح استغرب عصبيتك...لأن ضغط دمك مو معتدل..والأكيد انك تحسي بألم..)

ثم سكت...وقال ( تراني تعبان وابا انام ..وانتي بعد تعبانه خليني اخلص شغلي
واعطيك مسكن ....بيخفف عنك الألم ....وبتنامي بسهولة...)

سحبت الفراش حولي وقلت له ( ما يحتاج مسكن ولا منوم ولا غيار للعمليه)
وغطيت وجهي ثم اردفت من تحت اللحاف ( لا تنسى وانت طالع قفل الضوء)!

استغربت السكون والهدوء اللي دام لحظات..!!! ومن بعدها سمعت صوت
كأن باسل يدخل اغراضه فحقيبته الطبيه ..!! الحمدلله انه ما لزّم علي كالعاده....!!
وكنت اقنع نفسي بأن الألم اللي حاستنه مصيره بيزول لما بنام..!!!

استغربت لما حسيت بالبروده في ذراع يدي اللي كان خارج الفراش..ومثبتنه فوق
راسي..!!!!!!ويش هذا.....؟؟!!

قبل لا اسحب الفراشي بايدي الثانيه صرخت لما حسيت بالألم في ذراعي..!!!

سحبت الفراش بسرعة وشفت الابره مغروزة في يدي ومن دون استيعاب
راقبت باسل وهو يسحبها من يدي.!!!!

قلت له بصدمة ( انت كيف تسمح لنفسك....كيف قدرت تحقني من دون علمي..
من الاساس انا ما محتاجتنها ..)

قال ببرود ولا كنه مسوي شي( مورفين بيخفف الألم اللي تنكري وجوده قدامي..وبيسهل نومك
حتى اقدر اتأكد من عمليتك من دون ازعاج)!!!

رجعت راسي للوراء وانا احس عيوني ثقلت وقلت ( يا ويلك ..يا ويلك لو تلمسني بدون
اذني يا باسل...ترى والله اني ........) وكان اخر عهدي باليقظة...!!!!

نوارة الكون
13-11-2014, 06:04 PM
((الجزء الثالث عشر))



لأول مره يطلع هذا الصباح

بسفنه الجانحة في الضباب


روح نسيم يطوّق جسدي

والعذوبة تلفح أعماقي


بمطرٍ قديم.....



((أستطيع الآن أن أتبينك

وسط حشودي وعزلتي،،،،))


" سيـــف الــرحبي"

.....




الهواء البارد كان يتسلل لجسمي بالكامل...حاولت اسحب الفراش اكثر..
لكن الهواء كان يوصلني.......وصوت غريب متداخل مع رائحة ..محببه عندي ..!!


فتحت عيني ونظراتي اتجهت لباب البلكونه المفتوح قفزت لا شعورياً وصحت بفرحة :

( مطر) !

وصلت البلكونه باتجاه الريح البارده المحمله بقطرات المطر المنعشة ...

كان باسل مستند على الباب الزجاجي ونظراته المستنكره تجاهي..!

اكيد لأني قفزت من سريري....لكن ما يهم لا باسل ولا استنكاره..!

الجو كان مظلم ..ومن الصعب تحديد الوقت ..وانا ما صليت الفجر..!

وصلني صوته الهادئ :

( كيف صحتك اليوم )

قلت بصدق :

( الحمدلله ..ما احس بتعب..)

رجع نظراته باتجاه المطر اللي يهطل بقوه وله صوت مميز مختلط بالرياح اللي تستثير الأشجار
والاخضرار الداكن اللي طلا الأشجار..وكان واضح رغم الظلام...

قال بعد لحظات:

( الساعة خمس...من فتره مأذن ..قومي صلي)

بعد الصلاة ..غيرت ثوب النوم لفستان صباحي طويل من الصوف الناعم ..
لأن الأجواء تميل للبروده....

وقفت اسرح شعري قدام جامة دورة المياه ..وانا اتذكر نظرات باسل هالصباح...

والحزن المرتسم على عيونه ...
رغم هدوءه الظاهر الا ان حالته الحقيقية كانت معاكسة تماماً ...

انسان غامض او متناقض هذا هو باسل..من الصعب فهمه وفهم تفكيره !!

ثم بعد استغراق في التفكير ..حسيت اني اصبحت بصوره ما ..مشابهه له

متناقضه ......!!

في لحظة اقتنع اني لا يمكن احس بالأمان اللي فاقدتنه طول حياتي
الا مع باسل........

وفي لحظات اخرى احس ان باسل اكبر عدو لي في حياتي..!!!!


بتنهيده مثقله ...... طلعت واحساس من الانتعاش يغمرني.....!!

المرأه بشكل عام .......لا يمكن انها تشعر بزهو العالم من حولها
الا اذا كانت بقمة تأنقها ....!

غزاني الجوع لما شفت صينية الفطور على التسريحه....وشفت العاملات واقفات..!

ما راحن الا لما تحمدن لي بالسلامه ...شعور طيب...ان التواصل الحسي بين سكان البيت الواحد ممتد مهما كانت الأبعاد بين الأشخاص...!

بعد ما راحن العاملات ..اتجهت للصينية وجلست على الكرسي وانا ابحث باستغراب
عن
كوب القهوه اللي اشمه بس ما اشوفه ..!!!!

التفتت للورى لما سمعت حركه حولي..!!!!!

هذا ويش عنده قاعد هنيه ..!!!

بس كله كوم ولما شفت الدخان المتصاعد من الكوب اللي بيده كوم ثاني..!!

قهوتي كانت في يده..!!

قلت له بقهر :

( جلستك بارحه فغرفتي وهضمناها......الابره اللي غافلتني وعطيتني اياها
قلت لمصلحتي وبكيفي سامحتك و صرفت النظر عن المسأله ...../ لكن جلستك هالصباح في غرفتي بتملك تقول الغرفة غرفتك..!!! وفوق كل هذا سارق كوب قهوتي)!!

ثم اردفت:

( رجعه...ما اسمح لك تاخذه...بروحي اباه ومشتاقه القهوه..ما اقدر افطر من دونها)

بحركة مستهزئة رفع كوب القهوة وشرب منه ثم قال :

( هااااه .... ...تبيه الحين..؟؟)

من دون شعور تحركت ايدي تبحث عن ان اي اداه موجوده بالتسريحه
التفتت للمشط الطويل اللي بيدي وبكل قهر وقوه رميته بتجاه باسل

ضرب المشط بقوه في كتفه..ثم سقط في الأرض....!!


رفعه باسل من الأرض وبحركه سريعه تقدم ناحيتي..!!!!

حسيت قلبي راح يتوقف لما شفت باسل يتقدم ناحيتي...ابتلعت ريقي بخوف..!!!

غمضت عيوني لما شفت يده مرفوعه ...لما فتحت عيوني شفته
حط المشط بهدوء ...على احد رفوف التسريحه..!!

وقبل لا يطلع قال :

(هالتصرفات الصبيانيه مابا اشوفها مره ثانيه... .)!


ثم رفع حواجبه وقال ( صحيح اني كنت متزوج طفله...لكن اللي اعرفه ان الطفله
الحين كبرت)....


طلع بعد ما القى علي جملته اللي افقدتني شهيتي للفطور...من المفترض انه ما يلقي بجمله
عرضيه فجائية لما يجي يتكلم عن امر مهم مثل زواجنا.!!

خذيت كوب الحليب الدافي ووقفت قدام باب البلكونه المغلق وحبات المطر مرتسمه بفن على جنباته....!

كآبة باسل هذا الصباح كانت بسببي...بسبب زواجنا..بسبب تواجدي بالبيت..
كان يحاول يكتم لكنه ما قدر......!

واكيد انه ما يملك القدره في قول اي كلام قوي ممكن يأذيني..
ما يقدر يعبر عن مشاعره..ولا يقوى على الاعتراف...لأنه واعد الكل بهالشي..!


...
الحوار اللي دار بالأمس بين عمي محمد وبين باسل كان ينساق بتسلسل لذاكرتي ...
معقوله ان حرمة باسل ما قالت له..!!

بس ليش يتهم خالتي بانها هي اللي قايله.....وليش قال بنبره غامضة جاها ما تستحق..!!!

حسيت بالصداع من تشابك الأمور......احس في امور انا مو فاهمتنها....وخلااص كافي
مفآجآت ........تعب حالي من هالة الغموض اللي محاوطتني.....ويش اللي بيكون مخفي عني بعد كل هذا.....!!!

خالتي..!!! من يوم الرحله ما كلمتها.....!!! جوالي كان مقفل ....والأكيد انها ما تعرف عن اللي
صاير لي.....!!


بضيق بحثت عن جوالي وحطيته بالشاحن ....وانا انتظر ..وافكر ...

هل باسل اتصل بها وقال لها عن عمليتي..!؟؟ وطلب منها تجي ؟؟!

بس لو كان قايل لها ..كانت بتجي مباشرة...او انها بتطلب تكلمني وتتطمئن علي...؟

لكن تختفي كذا...لا ....هذا مو من عوايد خالتي.....لا يكون صاير لها شي..؟؟!!

ارتعبت لما بدت الوساوس تااخذني لبعيد ....وانا انتظر جوالي يشحن حتى اقدر افتحه
واكلم خالتي.....


لا يمكن الوصول للرقم المطلوب..!!!! طول النهار وهالجمله تتكرر على اسماعي..!!


وينها ..!!؟؟؟ عقلي ما قادر يفكر صح...؟؟؟؟ رااااااح اجن...!!

خالتي لا ترد على خط حياك ولا خط النورس ...مو من عوايدها ابد..؟؟

معقوله انها سافرت ..الامارات..؟!! ...او امريكا...او رجعت لاستراليا....؟؟؟

لكن خالتي لا يمكن تسافر وهي ما قالت لي...!

حسيت دمي يفوور ...كيف ابا اعرف انها بخير...يااااارب..!!

مالي غير اتصل فالبداله واخذ ارقام الفنادق اللي بمسندم واتأكد منهم....!!

بعد ساعه كنت مقهوره من قلة التجاوب اللي حصلته.... كانوا متكتمين...كثييير...

وانا احس اني مقيده.....وقلبي يحترق...!


مر يومي بصورة كئيبة وكل الصور السيئة تجي في بالي......اتعوذ من ابليس اللي يزيد
الأمور تهويل......وادعي الله ان يسلم ...ثم ارجع انتكس من جديد...!!


قبل لا تنام جدتي نزلت الدرج بخفه..والألم كان مختفي من اول اليوم....
سألتها عن باسل...بس لسوء الحظ باسل مسافر الشرقيه معه عمل في ولاية صور ....


ما قدرت انام طول الليل....كنت اراقب البوابة من بلكونة غرفتي عشان اشوف سيارة باسل
في حال رجع......

لكن مستحيل ان باسل يرجع الليله وهو رايح الشرقيه اكيد انه راح يبات هناك..

من اول الصباح نزلت تحت عشان اسأل جدتي عن موعد رجوعه لكنها القت علي
الجواب اللي ما كنت اتمناه..!!

ان باسل ما راح يرجع لا الليله ولا بكره....!!!!

لما جيت ابا اتصل فيه تذكرت كلامه لما قال ( وجاها ما تستحق)....

تكررت كلماته فبالي بتكرار مؤلم مرييييييع.......امتليت بالخوف ..!!!

يقدر باسل يأذي خالتي...........ولا ويش قصده بهالكلام..!!!!


لما عدّت ساعات الصباح الأولى كنت مكتفيه بالأحدااث...ومن دون ادنى تحكيم للعقل

حركتني مشاعري.....ورحت لبست العباية والشيلة والغشوة واخذت حقيبة يدي..
اتجهت للسواق .....طلبته مفاتيح السيارة بس رفض..!!! اكيد ان باسل مهددنه..!!

زين انها جات منه ..لأني ما ادل ( اعرف ) مكاتب حجز الطيران

قلت له ( زين ..وديني اقرب مكتب مال طيران )

اقرب حجز للطيران الداخلي كان صلاله_ مسقط قرب الساعة سبع مساءً

رجعت اجهز شنطة عمليه فيها الضروريات فقط وملابس خفيفه...
لأن عمليتي ما تسمح لي اشيل شي ثقيل...

الاجراءات كانت سهله لأن المطار داخلي والرحله ما تأخرت كثير...مدتها حوالي
ساعة وعشرين دقيقه....

بعد الهبوط الى اراضي العاصمه مسقط.....تأكدت من حجوزات الطيران الموجوده

على امل احصل رحله قريبه الى مسندم.....لكن اقرب رحله من مسقط الى مطار خصب
مركز محافظة مسندم اليوم الثاني الساعة 12...!!

الوقت متأخر ..والطريق من السيب حيث ارضية المطار..انتقالاً الى العامرات لبيت خالتي ..
طويل جداً.......لكن ويش اسوي..!!

وقفت سيارة اجره ..ودخلت شنطتي..وقلت للسايق يتجه للعامرات...

لما تحرك سايق السيارة ...كانت انظاري تتجه لشوارع السيب وبناياتها...

هنا بالسيب معظم ذكرياتي....هنا كنت عايشة مع اهلي...هنا الشقة اللي ما دخلتها طول
السنين الماضية موجوده في هالمنطقة....تساءلت في صمت ويش حالتها الحين؟؟ بعد هالسنين........؟؟!!
مفاتيح الشقة ما فارقتني...لكني ما يوم امتلكت القوة او المقدره لدخولها من جديد...!
.....

لما وقف السايق فالرصيف المقابل للبيت في العامرات...ماتت احلامي بوجود خالتي في البيت....
لأن الظلام عاااام ...يعني بعدها ما رجعت من مسندم..!!!

طلعت المفاتيح من حقيبة يدي ...وانتقيت مفتاح البيت لكن ..!!!
حاولت افتح الباب بس الباب ما يفتح ..!!
فتحت مصباح جوالي
وتأكدت من المفاتيح ..انا متأكده منهن بدليل ميداليتي ...!!

بعد دقائق من المحاولة ..ضربت الباب بقهر ..ليش ما راضي يفتح ..يمكن خالتي
غيرت قفل الباب...بس كيف تغيره وهي تعرف اني امتلك نسخة من المفاتيح وفي اي
وقت راح اجي واحاول ادخل..ولا انها فاقدة الأمل في جيتي...!!!

قفزت برعب لما جاني صوت من الخلف

(من انتي .؟؟؟؟ ويش عندش واقفة هنيه ..)


استدرت وشفت رجال مو غريب..؟؟! هذا جارنا اللي اشترينا منه البيت ؟؟!

قلت له

( بو مهند ..هذا انا عليا ..خالتي اسماء غيرت قفل الباب ..ولا قادرة ادخل)


شفته مستغرب ..لأنه ما متعود على شوفتي بالغشوة وبهالعباية..ثم قال

( وليش تدخلي...ترى خالتش اسماء باعت البيت علي )


حسيت بصدمه ..رجعت للورى وانا مو مصدقة قلت له بتكذيب


( مستحيل...متى باعته ؟؟؟ هي ما قالت لي)


وصلني صوت كريه لشخص كريه بسببه كنت اطلب من خالتي نعاود لاستراليا .!


( ابويه ..من هاذي ..مو عندها..مو باغيه..)


رد عليه ابوه ( هذي عليا يا مهند ..بنت اخت اسماء اللي كانت ساكنه هنيه )


قال بصوت كريه ( عليا ..مو حالش.....ما معقوله ..ويش اللي قلب حالش كذاك ..مو تبي بهالغطا
على وجهش كنش من عجايز زمان... )

طنشت كلام مهند ....لأن اللي كان يسمعني من كلام فالسابق اسوء من كذا بوااايد..!!

وقد سبق وخطبتني امه من خالتي اكثر من مره ..وما كنت احب اطلع لوحدي بسببه ..!!
وبسبب ازعاجه لي برسايله وهداياه..!!


حتى خالتي بالبداية كانت تضحك من افعاله....لكنها بالأخير صارت تخاف..لما شافته
جاد و متعلق فيني بزياده...!!


سألت ابو مهند ( انت صادق ان خالتي باعت البيت )


قال مهند بتطفل ( ايوه باعتُه ..انتي ما تعرفي خالتش ما خبرتش..شايف يا ابويه
انا خبرتكم انته وامي ان عليا لا يمكن تسمح ببيع البيت لأنها تحبه وتحب جيرانها ..صحيح عليا)


اعوذبالله من ابليس...ويش هالقرف اللي ابلشت ( حطيت ) نفسي فيه ...

لا سيارة ولا بيت في هالليل...ولا بقدر احصل سيارة اجره في هالوقت ...

ويش السواة ياربي..!!!

اروح احجز في فندق..!! بس ما اطيق الفنادق...والله العالم احصل حجز ولا لا..؟؟!!!


ويش الورطة اللي حطيت نفسي فيها..!!!!
جيتي خطأ والحين اكتشفه...اتبعت مشاعري وما فكرت بعقل..!


ابو مهند انسان قريب من الخمسين وكان محترم طوال فترة مجيرتنا له
بعد تفكير ....قلت له

(بو مهند تقدر توصلني للسيب الحين )

قال بسرعة ولا اهتم بالمسافه الطويله..
( ولا يهمش يا عليا ..بجيب سيارتي وبجي)

قلت له قبل لا يروح

( خلي ام مهند تجي معك ..لأني مشتاقه لها )

صديت بقهر لما شفت مهند واقف ما راح ...ويتأملني..ثم قال

( شيلي الغشوة يا عليا ..مشتاق اشوفش)!!

قلت له بحده
( مهند اسكت ولا ارجع بيتكم...ترى دوريات الشرطة في كل مكان متوزعه
وانا جايه لهنيه شايفتنها واقفه مع اول السكه )!!

قال بهيام ( والله صدق انا مشتاق لش ولشوفت وجهش..)

ثم اردف :

( تصدقين مرضت لما رحتي...وكل يوم كنت اوقف انتظرش وأسأل خالتش عنش
بس اللي كان يخفف عني شوفتش فأحلامي..)

مهند كان عمره سته وعشرين سنه عاطل عن العمل و انسان اتكالي وفيه بلاده
غير طبيعيه ....!!

كان ممكن اني اقول له اني متزوجه ..لكن بصراحه ما اضمن اي عمل مجنون ممكن
يقوم به..لأني مو متأكده من سلامته العقليه ..!!!!

ارتحت لما شفت اهل مهند بالسيارة ..اكيد ام مهند راح تجي لأنها لا يمكن تخلي ابو مهند
يطلع بروحه..كانت تغار عليه واايد..وهذا لمصلحتي اليوم..

رفعت شنطتي وحقيبة يدي بتعب واتجهت صوب السيارة الواقفة بالشارع ...

لما قربت نزلت ام مهند وسلمت علي .....وشفت مهند فتح الباب بالجهه الثانية وجلس!!

وينتظرني اجلس جنبه...لا حول ولا قوة الا بالله ..الله يعدي هالليله على خير!!!

امه لما شافته عصبت ثم قالت له :

(مهند انزل ...كان بتروح معنا تعال قدام عند ابوك لا تجلس ورى)!!

والنعم!!! وانا اللي حسبتها بتقوله ارجع البيت..!!!

بالطريق قال مهند بكراهه

( عليا مو احسن لش لو تباتي معنا بالبيت..)

هه هذا اللي ناقص بس..!!!!

قلت بهدوء احتراماً لأهله..!

( لا ما عليه ..برتاح فشقتي )

قال وهو ملتف بالكامل لجهتي

( وبتقدري تنامي لوحدش...؟؟ اذا تبي بنام قدام الباب
عشان اذا احتجتي حاجه اكون جنبش)

قال ابوه بغضب ( مهنــــد ..لو ما تسكت ما يصير لك خير)

بعد فتره طوييله ..رفعت راسي بألم اكثر من سبع سنين ما جيت لهالمكان..ولا توقعت اني
راح ارجع له....لكن .....للأقدار كلمه اخرى ..!

شكرت ابو مهند و زوجته على عناء توصيلي..
وصلني صوت مهند

( عليا رقمي عندش اتصلي فيني اذا احتجتي لشي ..زين )

عشان افتك منه قلت ( زين..زين )
مسكين ما يدري ان رقمه اقطعه مليون قطعه لما كان يسجله في ورقه مع كل هدية ورساله..!

دخلت للعمارة السكنية الراقية ....وبإيد مرتجفه ادرت المصعد للطابق الثالث....

بنفس الميداليه اللي ما تفارقني سحبت منها مفتاح وفتحت الباب ..دخلت بخوف
وألم ...الظلام عاام بالشقة ...!!!!

اعتمدت على مصباح الجوال...فتحت الأضواء
بس الكهربه طافيه تماماً من الشقة ....

اتجهت للمطبخ وانا اعيد قراءة اذكاري من جديد..
واقرأ المعوذات بصوت عالي......

كل شي بمكانه .....ما كأنه مرت سنين محد دخل هالشقه..!

بحثت عن شموع بين الأدراج اللي مغلفنها غزل العنكبوت والغبار ...

واخذت معها ولاعه ......وزعت الشموع عند طاولة المدخل..والطاولة اللي بمنتصف الصالة ....

وطاولة الطعام اللي بين الصالة والمطبخ...لحد ما بهى المكان وخفت حدت الظلام...

رجعت المطبخ وفتحت صنبور الماي
كان له صوت مزعج .....لكن ما نزلت منه ولا قطره ..لأن الأنابيب كانت متسدده ..!!!!

قفزت برعب لما سمعت صوت...ودقات قلبي في تسااارع.....والصوت كان مستمررر...

لحد ما تنبهت ان مصدر الصوت هو جوالي .....طلعته بسرعه........هذا باسل متصل ..!!!

حسيت بحنين غريب...وجزء مني يتمنى لو انه كان هنا جنبي...حتى تزول رهبتي من المكان
في حال تواجده......

لكن اللي انا متأكده منه ....ان توفير الأمان لي آخر امر ممكن يفكر فيه باسل حالياً

لأنه اكيد ان غضبه وااصل للقمه.....فقررت اطنش اتصاله...

عقلي اليوم مشوش لأبعد حدود ..احس اني اتصرف من دون
وعي ولا مسؤوليه......تعبانه ..لا اكل ولا نوم ..متألمه ولا حتى جبت المسكنات معي...!

رن جوالي من جديد..واعرف انه ما راح يتوقف الا لما ارد عليه ..
استقبلت المكالمه من دون لا انطق...

وصلني صوته ( عليــا ..عليـــا... انتي معي تسمعيني )

صحيح اني حسياً منتهية ....لكني اقدر احلف ان صوته فيه هلع ، خوف ، اهتمام..!

لكن الاهتمام من باسل لايمكن يكون الا من اجل شي واحد وهو الظهور كالرجل الحامي
امام افراد العايلة...!!

قلت له بغضب وقهر..... ( وين خالتي يا باسل)

رد بحده وغضب مماثل :

( وينك انتي بالأول ..؟؟؟ وين رحتي..بعدك بمسقط ولا طلعتي للشمال )

قلت له ببرود :

( ما لك دخل يا باسل ..وين ما اكون ..اكون ...! جاوبني وين خالتي )

غمضت عيني لما سمعته يقول بغضب ومن دون وزن للكلام :

( انتي تعرفي ان جدتي بسببك تعبت ...مرضت ..نقلها عمي
أحمد للمستشفى ..من خوفها عليك ..مسافرة وانتي تو طالعة من عمليه ..ولا عطيتينا خبر
..ومسافرة من دون محرم ..لا دين ولا اخلاق ..كأنك من بنات الشوارع ..
لا خوف من الله ولا عندك حس ولا تقدير باللي حولك)

ثم قال بتهديد ( قولي انتي وينك...ترى ابا اعرف في كلا الحالتين ..فالأفضل تنطقي بروحك)

بهدوء قفلت جوالي بالكامل...!!

خذيت شيله من شنطتي وفرشتها على الأرض وجلست..وانا منصدمه من نفسي
ويش سويت انا...اصابعي منغرزة
بقوة بوسط شعري تجذبه بقهر وندم وجنون... ..ويش هالجنون اللي خلاني اقدم على السفر...
حبي لخالتي ..وخوفي من فقدانها مثل ما فقدت اهلي سلب عقلي
..ولا انا ما زلت تحت تأثير تخدير عمليتي..!!!

دموع القهر والألم والندم ساحت بحرها ونارها فوق خدي....

مرت فتره...وانا ازداد تعب وخوف ورعب من المكان والوحده والظلام والألم
مكان العمليه يألمني بس ما اقدر اسوي شي.....رفعت العباية ..وفستاني وانصدمت لما شفت
الدم في احد اطراف اللصقة اللي فوق العملية...!

احساس الانسان بالعجز وعدم القدرة على تغيير الأمور من حوله هو اكبر دليل
على انه في بداية مشوارة ما فكر بعقل ..لكن سيطرت عليه مشااعرة..وبالتالي مشاعرة
هي اللي خانته ووقفت في طريقة لما يحاول يصحح الموقف...!!

وهذا اللي حصل معي..ما حكمت عقلي من البداية ...وبالتالي الحين ما قادرة احرك
اي شي من حولي...!

لمدة ساعات ظليت جالسه وراسي بين رجلي وايدي محاوطة جسدي بخوف ..
لحد ما سمعت طرقات عنيييفه على الباب.......................

نوارة الكون
16-11-2014, 12:13 PM
((الجزء الرابـــع عشر ))




[\] ..... صوتك في الأثير ..... [\]

...

_هو ما تبقى لي _ ....من أبديّة عابرة ]__]


"مثل سفينة جانحةٍ / / بين جبال من جليد"

' سيــف الرحــبي '



تنبهت على صوت الطرقات العنيفة ..بخوف ارتجفت في مكاني ..؟؟
من اللي جاي الحين...؟؟!!

من اللي يعرف اساساً اني موجوده هنيه ..؟؟

معقوله مهند رجع.؟؟؟؟ ولا حد من السكارى ..!!!!

بدت دموعي تنزل من جديد بخوف شديد وايدي على فمي حتى ما تخرج صرخاتي..

الباب كان يطرق بقوة.....اما انا كنت احس اني راح اموت فمكاني ..

خووف شديد ووحده ...ابتهلت وتضرعت لله ان يحفظني من كل مكروه...

..
وفجأة...............! وصلني صوت مألوف :

( عليـــا ..عليـــا ..ارجوك افتحي الباب اذا تسمعيني.......هذا انا باسل )

ارتجفت بخووف ....ما كنت مصدقه .......باسل هنيه .......؟؟

كيف عرف اني بهالشقه... ...مستحيل ..!! اكيد يتخيل لي...!!

لو باسل ..كيف وصل وما في طيران من صلاله الى مسقط بهالليله...!!

وباسل كان رايح الشرقيه..!!

لكن كيف...!!! يمكن ما رجع صلاله....مباشرة اتجه من صور الى مسقط..!

رجع يطرق الباب من جديد.........:

( عليا افتحي الباب ..افتحي )

صوت باسل يتكرر من جديد.....!

وقفت قدام الباب وقلت برعب ودموع :

( باسل )

بس ما سمعني لأنه ما رد .........وقتها خفت انه يكون صدق باسل ..وراح..!

لااااااا ..رجعت ابكي بقووه لما تخيلته رااح......

ثم بصوت اعلى ناديته ........:

( باااااااسل ..... ..هذا انته )

قال بقوة........:

( ايوه يا عليا ..انا باسل ..افتحي افتحي الباب بسرعة )

توجهت لمقبض الباب بسرررعه....وفتحت الباب بخوف ودموعي تزيدني تشويش...

صرخت برعب لما حسيت بايد صلبه تسحب ايدي

لكن صوت باسل طمأني ...:

( هذا انا باسل ......لا تخافي )

التصقت فيه بتعب وبارهاق....

قلت ببكاء حاد......

( باسل ...المكان مظلم ما اقدر ارجع ..ويخوف ..وخالتي ما ترد
وباعت البيت ..وعمليتي تنزف ..بمووت انا باسل مقدر..كل شي خطأ ...كل شي
خطأ ...ما قدرت استوعب ولا افهم اي شي من حولي......)

جمعني بين ايديه مقابل صدره الصلب الدافي...وهمس باذني كلمات مطمأنه
ملت قلبي بالطمأنينه.....وخففت من خوفي......لكنها ما ازالت تعبي والمي...!!

حاوطني بيده ودخلنا الشقه .....وطفى الشموع ...وشال الشنط ..سحب مفاتيحي
وقفل الشقة وطلعنا بصمت تخلله صوت شهقاتي بين فترة واخرى..

فالمصعد كان كل ثقلي مرتكز على باسل......بارهاق جسدي ونفسي...

بصمت اتجهنا للرصيف.....واتجه بي باسل الى سيارة واقفة وقبل لا نوصل..

همس لي .....

( انا ما جاي بسيارتي....هذي سيارة خالد ولد عمي محمد خليكِ
هادية ..وحاولي تسيطري على شهقاتك..خلاص الأمور كلها تمام وانتي بأمان)

هزيت راسي بموافقة وانا اخذ نفس عميق ولا اعرف وين رايحين...!

الصمت كان سائد طول الطريق واحنا نمر وسط شوارع مسقط اللي ما تنام..
والوقت كان اول الفجر.....

لما طال الطريق قواي كانت خايرة........ اكثر من 36 ساعه ما نايمه...

وذابحني العطش والدوار هالكني...اسندت راسي على المقعد ونمت ...

لما نهضت على صوت باسل الخافت الضجر..:

( يا بنت الحلال قومي )

لما حاولت انزل من السيارة كان الدوار يعصف بي بقوه.......

استندت على باسل وبدينا نمشي...بسبب تشوش رؤيتي بالبداية ما قدرت اعرف وين نازلين..!
بيت ......شقه......فندق......مطار........!!

لحد ما اتضح لي بيت متوسط...من طابقين..مشابه لتصاميم البيوت اللي على شوارع مسقط..!

وقف باسل قدام الباب ......وطلع المفاتيح وفتح الباب.....

اما انا جلست باعياء على الأرض...قلت بتعب:

( ما اقدر امشي زياده)

رد ( خلاص وصلنا..بس ابا افتح باب البيت..)
بيت..؟!!! بيت من هذا ...؟؟!! بس ما قادره اسأل....!

رجع شال الشنطة بيد..ورفعني باليد الثانية..وقدرت اواصل خطواتي بتعب..


لما دخلنا الصالة ..في اول اريكه طويله قابلتني رميت نفسي بإعياء....

ولا معي اي قدرة او نيه .....على الحركه من جديد..!.

انيت بتعب...لما حسيت بيد تحرك جسمي......

وما كنت اقدر احرك اي عضو من جسدي...حتى عيني ما اقدر افتحها....

( اشربي كوب الحليب.....ولا ابا اضطر انقلك المستشفى)

ما قدرت ارد عليه........رفع باسل كتفي وثبت راسي على صدره ..

وحسيت بطرف الكوب على فمي.. ما قدرت الا افتح فمي امام اصراره..

انقرفت من السكر الكثير بالحليب قلت بتعب وغثيان ( فيه سكر وايد..ماباه..)

قال ( معليش اشربي انتي ذلحين..السكر بينشطك شوي)

فتحت عيني بتعب ..انحرجت وضقت من قربه مني ..

قلت له بارهاق وهذيان ( وين خالتي .. هي ..ماتت...انته اذيتها ..ويش سويت لها )

حسيت بجسمه المحتضني يجمد...وتنفسه يوقف للحظات...!

بعد فتره صمت قال ..........:

( انتي كيف تفكري .......خالتك بخير ......وهي اللي قالت لي وين
ممكن احصلك )

قلت له بألم ودموعي تجري.......

( لا تكذب ......لا تكذب يا باسل.......خالتي ما ترد على اتصالاتي
كيف انته اتصلت فيها وهي مقفله جوالاتها )

قال بهدوء .......

( عليا..خالتك بخير..وهي ما ترد لأنها كانت مسافره..)

قلت له بتعب.......

( واذا مسافره..!! ويش اللي يخليها تقفل جوالاتها.....وينها قول لي وينها)

رجع قال......

( مثل ما قلت لك ..خالتك مسافرة..ولما خبرتها عن عمليتك وتعبك..قالت انها راح
ترجع قريب..فارتاحي الحين ونامي..وخالتك قريب تشوفينها..)

حسيت بيده تمسح على ظهري بخفه..والارهاق كان كفيل بارجاعي للنوم من جديد..

لما استيقظت ..اخذت فتره وانا انظر للغرفة اللي نايمه فيها..!!

لحد ما رجعت لي ذكريات البارحه مثل الخيال.....كان يوم فظييع للآخر.....!

الجو في مسقط ابرد عن اجواء صلاله......بعدت الفراش ونهضت وانا اشوف
ثوب النوم القطني اللي لابستنه بقهر...!!
كيف يسمح لنفسه يتصرف بهالجراءة معي..!

شفت الشمس من بين الستاير...صلاتي..!!!

بسرعة تحركت وانا ابحث عن دورة المياه..

بعد الصلاة ....فتحت جوالي عشان اتصل فخالتي لكن تعذر الحصول من جديد..!!

شفت الساعة وانصدمت ..!! عشر ونصف..!! باسل وين..؟؟؟ وليش ما صحاني..!؟!

اخذت شيلتي وفتحت الباب ...وواجهتني الصاله....وباسل كان هناك متمدد بالكنب...

ناااايم..!!

ابتسمت اول مره اشوف باسل نايم بهالعمق....!!

ليتني اقدر انتقم منه......واوقف فوق راسه بجيك مااي مثللج.....واسكبه فيه مثل ما سبق
وسوى فيني..!!

بس راح يكون تصرف صبياني وغير عقلاني..!! يكفي جنوني امس..!!

تحركت بدون صوت في رحلة بحث عن المطبخ..!! الجوع كان مهاجمني بقوووه...!

الخبز كان دافي..والحاجيات الأساسية متوفره في المطبخ....!

شكله باسل راح السوبرماركت من الصبح....كنت مشتاقه للشاهي..وللقهوه..ولكل شي.!!

جهزت كوب قهوه .....وانا استمتع بريحته وبطعمه......وبعدها اكملت فطوري..

باسل كان بعده نايم..!!! رجع نشاطي الحركي من جديد بعد الفطور.....

وبديت اتجول فالبيت الساكن بملل ........

وانا افكر بالغموض اللي يلف خالتي ......!

.مليت منه ومليت من الجهل اللي انا عايشتنه...ويش بين خالتي وباسل..بويش يهددها....!!

طلعت من باب الصالة للبلكونه اللي قدام المدخل..ضمن حوش البيت..وجلست بسرحان
وتفكير...!!

بعد دقايق قليله سمعت صوت الباب الخارجي يفتح..وشفت اشخاص داخلين..
قمت بسرعة عشان ادخل ..لأني ما لابسه عبايتي وما ادري بالأساس هذا بيت من..؟!!

لكن تجمدت في مكاني لما شفت خالتي....!!

من هذا اللي معاها...........؟؟؟ من الريال اللي محاوطنها بيده......!

خالتي..........!!! معقوله.........!!

الأفكار السيئة كانت تدور في بالي..من الوضع الغريب....!

نسيت العباية والغشوة..والشيلة اللي ما كانت مغطيه الا نصف شعري..!!!

اقتربوا ..........وانا ما زلت واقفة بمكاني........

اتضحت لي ملامح مو غريبة لهالشخص........!

سبق وشفته وانا صغيرة مع ابويه........سبق وجانا في الشقه.....!

هذا عمي عبدالله واحد من اصدقاء ابويه......!! ويش اللي جابه عند خالتي اسماء..؟؟!...


لما اقتربوا مني نزلت خالتي اسماء ايدينه من على كتفها ......

وقالت وعيونها تنطق بالشوق..:

( عليــــا ....حبيبتي.......)

اقترنت حواجبي باستنكار ورفض ......!

قلت لها قبل لا تقرب مني :

( خالتي.......! وين كنتي طول الفتره الماضيه......؟)

اطرقت ثم قالت :

( كنت فالشرقيه....في صور...)

رجعت أسألها من جديد..... :

( صور..!!...........من البدايه..؟؟ يعني انتي ابد ... ابداً ما رحتي للشمال...؟؟؟ )

هزت رأسها بنفي............!!! يعني....! كانت تكذب علي طوال الفتره الماضيه....!

سألتها : ( من هذا..)

وايدي ارتفعت للاشارة للشخص اللي واقف جنبها

قالت بهدوء.......:

( هذا عمك عبدالله)

قلت لها بتشويش ....:

( اعرف... انه عمي عبدالله ..صديق ابويه اللي كان يزورنا بالبيت زمان..
لكن ويش يسوي معك...)

قالت وهي تتقدم نحوي....:

( لا ..عمك عبدالله اخو ابوك الله يرحمه...عمك عبدالله هو ابو باسل)

نبضات قلبي كانت في تسارع ......والرجفه ماليه جسمي.....

والشحوب اقدر الاحظه بايديني قلت لها :

( يعني كنتي تكذبي عليه .. لما قلتي زمان انه صديق ابويه...؟؟)

ثم اردفت باستنكار ( وليش انتي معه..ليش كنتي قريبة منه..وانتي وينك
..ليش ما تردي على اتصالاتي بالأيام الماضية....وليش بعتي البيت بالعامرات وما عطيتيني خبر )


جات قربي...... ..لكني رجعت للورى ووقفت مسيرها باشارة من يدي....!!

قالت بارتجافه..... ( عليا لا تسوي كذا..)

رديت عليها بقهر واستفزاز......:

( اسوي ويش..؟؟؟؟... شايفتني اسير وريال غريب ضامني بين ايديه..)

قالت بألم.......:

( عبدالله مو غريب...)

ضحكت بقهر وقلت لها.....:

( ويش ..؟؟؟؟ اكتشفتي انه اخوك بين يوم وليله..)

نطق اللي بجنبها بحده...:

( بــــنت ..عن الغلط )

قال خالتي بتوتر......:

( عبدالله خليها.........انا بقول لها......عليا ..)

ابتلعت ريقها ثم قالت :
( عليا........ عبدالله يصير........ زوجي )!!

رجعت راسي بقوه للجدار اللي خلفي.......وابتسامه ألم مرتسمه على شفاهي..!


كل اللي قلته لها من البداية كان من اجل انها ما تنطق بهالجمله..!!

لأن الأمور ......اتضحت لي من اول صورة لهم......!!!..

الشعور بالنبذ شعور مقهر لأبعد حدود.......تعيش مع ناس تحبهم....

يتدخلوا في كل صغيرة وكبيره في حياتك....لكن انت لا ..!!

لا يمكن ان تاخذ موقعهم.....

لا بمشاورة...ولا خبر....ولا اقتراح ..ولا تصرف....!


حسيت بيدها على كتفي......نزلتها باشمئزاز سيطر علي بالكامل...!

قالت بدموع والم .....ما كان لهم اي تأثير علي :

(ما بتسلمي علي ..ما تبيني احضنك وسط صدري ...تبي تبعديني عنك)

قلت لها بقرف :

( مالي حاجه في سلامك....وانتي اللي بديتي مسلسل الابعاد والابتعاد )

ثم اردفت وانا ابتعد عنها:

( ولا لي فيك حاجة من اليوم .....انسي انه لك بنت اخت..مثل ما انا من الآن محيت
لك اي وجود بقلبي......)

سمعت شهقتها الحارة .......ودمدمة عمي عبدالله الساخطة.....!!..

اتجهت للداخل........وارتطمت في باسل
اللي كان واقف يتفرج على المشهد...!!

مسك يدي قبل لا امر من جنبه.......

ركز عيونه في ملامح وجهي الصارمة القاسية اللي تشابه مشاعري في هاللحظه....

ثم افلت يدي بهدوء.....!!.

بسرعة جمعت اغراضي اللي ناثرنهن باسل جنب الشنطة...

ولبست عبايتي وشيلتي ورفعت شنطة ملابسي بإيد ...

وشنطة يدي وغشوتي بايد ثانيه واتجهت للخارج.....

صوت نحيب خالتي كان مالي الصالة .....والمسمى زوجها حاضنها بين ايديه يخفف عنها..

تعديت الصالة بسرعه......باتجاه الباب الخارج قبل لا تديرني ايد باسل ..!!

نطق بغضب ( وين رايحه..)

قلت له من بين اسناني ( نزل ايدك ..وابعد عن طريقي)!

قال بحده ( علـــيا ..لا تحديني على الشر )

قلت له بابتسامه تحدي ( اللي هو ..؟؟؟)

شفته يضم ايده بقهر...قلت له
(ودك تضربني باسل...تبا تضربني ..ما عندي مانع ..اضرب)

ثم اكملت باستفزاز وتحدي ( عاد انته تعرف ويش عقوبة ضرب الزوجة في عمان صح..!
مشتهي تعفن فالسجن سنين..؟؟!!)

ثم اردفت بابتسامه ( او.....تعرف أحلى مافي الموضوع ..اني راح احصل الطلاق
خلال ايام بسيطه...!!! لذلك ماشي احب على قلبي ذلحين من انك تضربني يا باسل..)

نوارة الكون
20-11-2014, 08:05 AM
(( الجـــزء الخــامــس عــشــر ))


أيتها الأقدامُ المتْعبة

وأنت تصغين إلى زئيرِ
المسافة

قلبكِ ينفجرُ

على مرأى كل مُنعطفٍ

أو طائرٍ عابرْ

قلبكِ النازفُ منذ القِدم

قلبُ الفلكيّ

الذي تحمله الأعاصيرُ

من نجمةٍ إلى أخرى

تائهاً بين مجرّاتٍ ورمال

تحملين الجسدَ المثقلَ

بين المدُنِ والثكنات

هكذا...

من غير دليلٍ ولا علامة..!!

" ســـيف الـرحبـي "



عيوني الحاده...وملامحي الجااامده ...كانت في حالة تحدي....

كنت بحاجه لتصرف عنيف..غير مسؤول من باسل...

حتى انهي كل هالدوامه....

واخرج منها للأبـــــــــــد............


لكنـــه بحركـــة صدمتني وشلّت اطرافي.......

مسك وجهي بين ايديه .....وقبّـــل جبينــــي..!

ثم رجع يمســح خدي باصابعه وقال بهدوء :

( ما عاش من يمد ايده عليك يا عليا...
لا انا ولا غيري .....ماحد منا متربي على كذا ....الحرمه ما يضربها الا الناقص)

حركته الغير متوقعه وحديثه العميق .....تعدن حصون قلبي....

والقناع القاسي صار في اضعف حالاته.......

قبل لا تنزل دموعي المكبوته......لف باسل ايده حول كتفي وقال

(هيا .....الفنادق كثيره في الخوير وقريبه.....خلينا نروح نريح لحد ما نرجع صلاله)

ما كنا محتاجين لسيارة للتنقل...!

الفنادق والشقق كانت بالشوارع المقابلة....

باسل كان حامل شنطة ملابسي...وانا بايدي حقيبة يدي ونسير بهدوء...مثل
السياح اللي بمنطقة الخوير.....!

لما وقفنا قرب احد الفنادق وشفت الزحام اللي ما اطيقه قلت له :

(...انا ...ما احب الفنادق...)

قال بهدوء ...:

( طيب ..بنشوف الشقق اللي على اليمين)

الشقة كانت عصرية ..بمطبخ مفتوح على الصالة..وغرفتين نوم..

اخذت لي غرفه.......وحطيت شنطتي على السرير.....وتمددت بارهاق..

باسل طلع..رايح يجيب ملابسه من البيت......

هزيت راسي بعنف مابا اذكر ذاك البيت ......ولا ابا اذكر الأشخاص اللي فيه...

حتى عمي عبدالله صار مرسوم في بالي بملامح سوداء....

هو وخالتي...صار ما ودي اشوفهم ابد.....بعد موقفهم السلبي ..وتكتمهم
على موضوع من الخطأ كتمانه.....

لما تأخر باسل لبعد صلاة الظهر.....كنت بحاجه للكلام معه....لازم يبين لي

عن كل الأحداث اللي صارت..وانا ما زلت اجهل اسبابها....!


على طاولة الطعام بالصالة......ما كان الوضع مريح......

لأن فكرة الأكل بصحبة باسل محرجة
فكيف لما تصير وااقع............ولا مفر منه........؟!!!

لكن..........!!! ضج راسي من ملاحظاااته ..كلي هذا ولا تاكلي هذا عشان معدتك

ما تتعب بعد العمليه..وهذا مفيد وهذا ...!!!.......؟؟!

بالأخير قلت له بغضب:

( بــس خلاااص....صدعت راااسي..!)

قال بلامبالاه وكأنه يكلم طفل:

( ان اكلتي زين......بنطلع نتمشى العصر..)

قلت له بضيق..:

( مابا اروح مكان ....وبعدين مالي بارض نتبهذل وتاكسي وحاله..!)

قال بنفي.....:

( اكيد لا...! معي سيارة خالد ..وصلته قبل لا اجي المطار لأنه راجع صلاله ..وجبت سيارته)

قلت له باستغراب...:

(عيل انته متى بترجع صلاله...؟؟ )

قال وعينه بعيني....:

( قصدك احنا متى بنرجع) ثم اضاف :

( بنقضي يومين استجمام فمسقط وبعدها بنرجع)

طنّشت كلامه عن الرجوع لصلاله ....ثم سألته بهدوء :

( جدتي...! كيف صحتها الحين..)

قال ببرود....:

( لو هامتنك ما بتسوي فيها كذا .....عموماً هي طيبة ورجعت البيت معها بنات عمي
احمد ذلحين......قبل شوي لما كنت طالع اتصلت فيني وتبا تكلمك.....بس قلت لها انك بترجعي تتصلي فيها)

ثم اردف ....:

(عليا...ترى سفرك من دون محرم......ومن دون اذن من زوجك حرام وما مقبول شرعاً...

بالإضافه لكونه تصرف غير اخلاقي وغير مسؤول.......انا قد سبق وحذرتك اني لا يمكن اتساهل في هالأمور.....

ان كنتي متعوده على التحرر بأستراليا .....او حياة بعض الناس
اللي ما صاروا يقدروا فيها المسائل الدينيه ولا الأخلاقية......

فحطي في بالك انه حياتنا ما راح تكون مثل حياتهم..........انا لا يمكن اوافق بالتسيب والعيش المنحل....)

درس ملامحي ثم اضاف :

( واظن اننا ذلحين تعدينا مرحلة الجهل بموضوع زواجنا..الأمور صارت واضحه لك....)

حطيت الملعقة في الصحن.....واخذت كوب ماي وانا اتعمق في كلماته.....

باسل معه وجهة نظر صحيحة.....وانا اعترف فيها..مثل ما اعترف بخطأي...!

لكنه ما اعطى سالفة زواجنا حقها في الحديث......
ما يصير ابداً يمر هالموضوع بدون نقاش...وتحديداً بعد معرفتي عن كراهيته للارتباط بي..

قلت له ...بعد لحظات :

( موضوع هام له تأثير علي بقية سنين عمري مثل زواجي ........وله ابعاد ممكن تشمل تدخلك
في امور ما اسمح لأي شخص يحددها .........باستثناء الشخص اللي يصير زوجي ..

هل برأيك انه من الصحيح اني اعرف هالخبر بالصدفة ....من انسان كاره لي ..
ويشوف اني حجر عثره في حياته)

اقترنت حواجبه باستغراب ثم قال:

( لا تقولي كذا عن خالتك لمجرد مشكلتك الاخيره معها.......)

قبل لا يكمل قلت له :

( ومن قال اني اقصد خالتي)

قال بتساؤل....:

( من تقصدي.......من اللي خبرك غير خالتك؟؟؟؟..)

رديت باستهزاء..:

(تصــدق عاد... عمتك زوجة ابوك ما خانتك يا باسل......مسكينه ..! نقضت عهدك معاها
من دون لاهي تخونك.....) ...

ثم اردفت :

( والشخص اللي خبرني كان يمتلك من الشجاعة الحجم اللي ما تمتلكه
انته يا باسل)

كنت اشوف ملامح وجهه في تبدل مستمر...والعيون النارية متقده بغضب ... !

قال بغضب ....:

( من اللي قالك يا عليا....وكيف عرفتي عن العهد اللي بيني وبين خالتك)

حركت كتفي بلامبالاه وقلت له :

( صدقني ما مهم الشخص اللي قالي.....الأهم ان زواجنا الكارثي لازم ينتهي........!

لا انا ولا انت منسجمين........ولا في اي عامل مشترك بيني وبينك....

احنا نعيش غلطه .......وهالغلطه لازم تتصحح عبر الانفصال ....

ويفضل اليوم قبل باكر.....حتى لا تتأزم الأمور...)

قال بانتفاضه.... :

( بدرية هي اللي قالت لك...انتي رحتي لها.....ويش قالت لك بعد..؟؟)

ما استغربت سرعة بديهته ......صرت متعوده عليها.....!

لكن الأهم انه ما يقرأ ملامحي والألم الغريب اللي بصدري لما ذكرت الطلاق.....

الطلاق يعني البعد عن باسل...؟؟ يعني ما راح اشوفه ابد..ولا اكلمه......!

ليش شعوري شي ثاني عن اللي اقوله......!

باسل انسان جلف .....واكبر مني بأكثر من خمسة عشر سنه....!

وملامحه خشنة او مثل ما تقول مزون ما فيه من الزين شي...!!

لكن بعيوني انا ما اشوفه كذا......!!!

يا الله ويش اللي قاعد يصير لي....!

صوت فرقعة الملعقة في الطاولة صحتني من افكاري وتأملاتي..!!!

انذبحت لما شفت ابتسامه مرتسمه على شفاه باسل ..لاااااا اكيد انه انتبه لي ..!

قال بهدف احراجي......:

( ويش هالنظرات ........! تقول معجبه ......؟؟!!...مو وحده تتكلم عن الانفصال....)!

رديت باستهزاء كاااذب "بهدف حفظ ماء وجهي"

( اوووه صحيح معجبه.....معجبه كثيير..فوق ما تتصور....!
معجبه في انسان ضحى كثير في حياته .....

بدءاً من ليلة زواجه اللي بسبب زواجه مني كانت راح تتحول لليلة عزاء....!

ومن بعدها صبر على العيشه الصعبه اللي كانت بسببي حيث عاش
في تعب وضيق مع زوجته المريضة .......ومن ثم ترك عمله المحبب لقلبه....... وبسببي انا طبعاً.....!!)

ثم اكملت دون اكتراث بملامح الصدمه المعتليه وجهه......:

( وفي الأخير هالشخص كان ما يزال ممتلك لتصرفاته بحكمه ووعي .....

حتى ما يرخص في بنت عمه اليتيمه المسكينة.......وحتى ما يتهم بأنه نسخه مشابهه لوالده...!

سيطر على مشاعره قدامها اما قدام الغير ما قدر يكتم .....جلس يتكلم عن كونها شيء مفروض عليه بحياته وما في اي فرصه للتخلص منه ...)

اردفت بابتسامه تخفي ألم مستعر بقلبي:

( ارجوك باسل خبر هالشخص عن اعجابي الشديد به وبتضحياته....!

لكن قوله للأسف العقل يقول ان الإعجاب لحاله ما ممكن يبني حياة بين شخصين

وبالتحديد اذا كان العنصر الثاني اللي هو الزوج مجبور ومغصوب على الزواج! ....)

صرخته الحاده دوّت في الصالة ( بــــــس )

بعد هالزجره الحااده ما كان قدامي الا اني اترك الصاله واهرررب.....!!

بسرررعه تركت الصالة وركضت باتجاه غرفتي .. ......!

وجسمي يرتجف....ومشاعري خليط لا يمكن فهمه..لكن أفضل ما في الأمر

اني قدرت اقهر باسل..وانسيه اي فكره ممكن تتمحور في باله عن نظراتي.......!


بعد صلاة العصر.....دخل باسل وانا متمدده براحه في السرير...

وملامحه غير معروفه بالنسبه لي......لكن ازعجني دخوله بهالصورة من دون لا يستأذن..!

قلت له بقهر...:( في حاجه اسمها استئذان او طرق الباب قبل الدخول )

طنّش كلامي .....! ومد جواله لي وقال :

( خذي كلمي امي غاليه...واذا سألتك عن حالك طمنيها..
وقولي لها اننا مرتاحين ومستمتعين في رحلتنا)

رجعت نظرت له باستغراب ......ويش يقول هذا ؟!!

بس ما كانت في فرصه ....لما جدتي ردت على الاتصال...
ووصلني صوتها المشتاق المتألم
( عليا ... )!

ابتلعت ريقي..ورفعت عيني لباسل الواقف قدامي....اللي كان يتفحص ملامحي.!!.

وطلعت للصالة ......بهدف الابتعاد عنه حتى ما يشوف تأثري ...!

بعد ما انهيت المكالمه..كنت جالسه ومكالمة جدتي ادمت عروقي...وحبها الصادق
نفث سحره على كامل حنايا قلبي...!!

بعد الخيانة اللي حصلتها من مشاعر خالتي..كنت اعتقد اني راح اشك في محبة
كل شخص لي.....!

لكن جدتي ارجعت لي الثقة بحبها لي.......وان كانت ما تزال غامضة
مثل البقية.....

لكن هالشيء ما اقدر الومها عليه ......لأن البعد عنها طوال سنين حياتي الماضية
مو بسيط......لكن خالتي ...خالتي غير ..!

ويش العذر اللي يمكّنها من الزواج من دون علمي
بويش ممكن تفسر تصرفاتها اللي اخفتها عني..!!

حسيت بثقل على الكنب اللي جالسه عليه....من دون ما التف له سألته :

( من متى ابوك مرتبط فيها...؟؟)

بعد صمت لحظات قال بهدوء ( من قبل لا تنولدي حتى..؟!)

قفزت واقفه بصدمه...وسألت بانبهار :

( مستحيل..؟!! كل هالسنين...بس انا ما اذكر اني شفتهم مع بعض وانا صغيره..؟!! )

بتنهيده مثقله قال...:

( هذي قصه متشابكه......صايره من سنين ....بدت من لما تعرف والدي على خالتك اسماء

اللي كانت بسنتها الأولى في الجامعة ...بينما كان هو بسنته الأخيره في كلية الآداب....

ورغم معرفته بعاداتنا الا انه ما قدر يتحكم بمشاعره وخصوصاً انها كانت متبادله
من الطرفين.....ولهالسبب كان رافض اي عروض زواج يتلقاها من الجميع بحجة رفضة للزواج
بعد وفاة والدتي....!.

وبعد تخرجه ....تزوجها من دون علم احد بالعائلة إلا عمي سلطان اللي كان بسنته الثالثه
في الجامعه وكان شاهد على زواجه...)

كنت مركزة على كل حرف يقوله باسل..وانا ما زلت واقفه قدامه..بذهول..!

سحب يدي عشان اجلس..فجلست بطواعيه في الكنب المقابل له ..في انتظار اتمام حديثه.!

كمّل كلامه....:

( في يوم الملكه كان جدك ابو امك يمازح عمي سلطان يقوله ويش رأيك ما تبي الصغيرة انت بعد.......!

عمي سلطان كان شايفها ...لأنه مثل ما تعرفي العادات عند اهل امك منفتحه كثيير...!

عمي سلطان عجبته الفكره واخذها على محمل الجد.....!

حاول ابويه يثنيه عن قراره لأنه يدري ان اهله يحضرون لزواجه من خـالة بدرية...

لكنه كان يرد على ابويه ....انه راح يتزوج والدتك ويرجع يطلقها لما يخلص دراسته)

شقهت من دون شعور وحطيت يدي على فمي ..! من صدمتي بهالكلام..... ..!!

لكن باسل ما كان مهتم واصل حديثه :

( لكن اللي ما حسب حسابه عمي سلطان هو حمل والدتك بك...

لذلك كان مصير الزواج الانكشاف...وكان فضيحه للعائلة بأكملها..

والعقاب اللي حصله عمي سلطان هو النبذ من الجميع ..ومحد تقبل رجوعه الى صلاله)

كانت دموعي غصب عني تنزل ....ما عمري حسبت ان الأمور ماشيه بهالطريقه....!
احس اني كنت مستغفله طوااال السنين المااضيه.....

لكني ما زلت ابا اعرف كل حاجه خلاااااص.....كفاايه غموض..

لذلك لما سألني باسل ( اواصل..؟؟)

مسحت دموعي بيدي وهزيت راسي بسرعه حتى يكمل كلامه...

شفته ينحني ونظره للأسفل ...كأنه يبا يسرد الأقسى..؟!! ويش الأقسى من كذا..؟!!

واصل كلامه :

( بعد مرور كمً سنه.....بدت تظهر مشاكل في العلاقة ما بين ابويه وخالتك....

وسببها الحمل......خالتك كانت تبي عيال.....لكن ابويه رافض....
حتى ما يلاقي نفس المصير اللي لاقاه عمي.....لأنه كان ما زال كاتم زواجه ...

ولكن خالتك صارت تهدد بالطلاق والانفصال ....لحد ما صاروا بالفعل شبه

منفصلين كل واحد يعيش بجهه........

بعد سنين من اليأس ما كان قدام ابويه....الا حل واحد ......

وهو انه يقنع والدك بأن يرجع مع والدتك لصلاله بهدف ان القلوب تلين......

ومن ثم اذا تم الصلح ...يشرح لهم هو وضعه...ويشهر زواجه

عمي سلطان وافق ورحب بالفكره .....لأنه كان مشتاق لأهله..

ووالدتك بعد وافقت..يمكن لأنها كانت راحمه حال اختها.....

انتي كنتي صغيرة .....والطريق من مسقط الى صلاله كان محفوف بالمخاطر....ومتعب للكبار فكيف الصغار...

لذلك رفضت امك سفرك معهم.... وفضّلت بقائك بصحبة خالتك...)

سرت القشعريرة في جسمي.....انا وين عايشه عن كل هذا...

اللي صار ضعف قلوب ..اخطاء بالقناعات...مواقف ما كانت صحيحه..وتكتمات

هي اللي اعطت للأمور اسوداديه اكبر من الموضوع حتى.....

حسيت بالغثيان من كل شي صاير بهاليوم .......ركضت لدورة المياه
ويدي على فمي ...وسط نظرات باسل المتفاجأة....!

بعد دقايق استندت على البانيو....وجلست على الأرضية الرخاميه ..

موت اهلي...خالتي واحساسها بالذنب ....عمي عبدالله وسفره..... جدتي
وزعلها.....كنت اسمع طرقات على الباب..لكــن..
رجعت لي حالة الغثيان من جديد....لحد ما صعب تنفسي .....

لما حسيت بالماي البارد على وجهي..شهقت بقوة لرجوع انفاسي..ولوجود باسل..!

وانا اتنفس بقوة بعد ما عادت انفاسي من جديد صرخت فيه بحده :

( اطلع....اطلع الحين ...ويش هالوقاحه ..كيف تدخل بدون اذن ...
لو تشوفني اموت ما اسمح لك تدخل دورة المياه وانا موجوده)..!


لكنه ما اهتم..ولا تحرك ..!! بعد فترة صمت طويله ..

قال ..:

(اطلعي للغرفة ....ولا عاجبتنك الجلسه هنيه....)

كنت ما ازال مستنده على البانيو....شاارده بتفكيري...لكني سمعته ...بس ..ما رديت عليه....!

قال بنفاذ صبر ونظراته تجوب المكان كأنه يتأكد من شيء :

( علـــيا .....وبعديــن....؟!)

استغربت من تواجده...ومن اصراره..ومن نظراته ..في شي غير طبيعي بتصرفه..

معقوووووله..!

يظن اني ممكن اضر نفسي...! حسيت قلبي يلين تجاهه لما تخيلت انه كاره لفكرة بقائي لوحدي

لهالسبب...!

ضاقت عيوني وقلت له :

( انا مو مجنونه.....ولا معي خلل بعقيدتي حتى افكر اضر نفسي..)!

حسيت بيده تسحبني بقوه ....قبل حتى لا اتأكد من ملامحه بعد كلامي..!

لما جلسني في سريري بقوه..قال :

( دامك فكرتي هالتفكير..ينخاف منك..)!

جاوبته بنرفزة :

( والله ما خلاني اقول هالكلام..الا وقفتك واصرارك على خروجي..ونظراتك اللي تبحث عن مواد خطيره بدورة المياه )!

لما سكت ..قلت له بقهر :

( ليش ساكت..!! قول اني على حق ...ولا بس تعرف تغلطني..)

ابتسم بخفه وقال :

( بصراحه مستغرب من هالقوة اللي نازله عليك اليوم..! لا صياح..لا دموع ..)

ثم اردف ( ولا خلصتيهم بارحه في هذيك الشقه ..)!

بدل ما يعصب ويتنرفز ..انقلب الوضع ..وانا اللي صرت متنرفزه منه ..!

لكني رديت بهدوء..:

( على ويش ابكي ....ماشي يستاهل ابكي منشانه..)!

ثم تذكرت وسألته...: ( انت كنت فــ صور مع ابوك..؟)

قال باستنكار: ( قولي عمي .....ويش ابوك هذي......!)

واردف ( ايوه كنت هناك انا وخالد..لأن خالتك المصون كانت راح تسوي

فضيحه..!!! بمناسبة قدوم زوجها طلبت الأمن وسوّت قضيه..!

عشان انها كانت خايفه منه......وتدخلنا احنا لتهدية الأمور..! )

سألته باستغراب ( خايفه منه ..! ليش خايفه منه لدرجة انها تطلب الأمن ...!؟؟)

قال بابتسامه خفيفه ( لأنها هاربه منه ..ومذوقته الويل طوال سنين ).!!

سكتت ..ثم قلت له بهدوء :
( كمل الكلام اللي كنت تقوله فالصاله ..)

تنفس بعمق ....وسكت للحظات ...وقال :

( انشغل والدي بالعزاء في صلاله......وخالتك انشغلت في عملها والاهتمام فيك..

مرت الشهور .....ولما كان يحاول التواصل معها......كانت ترفض مقابلته...

الى ان جاء يوم ملكتي........)

سكت شويه..السكوت اللي حسيته اختصر فيه احداث كثييره.! .....ثم قال :

( اعترض ابويه على زواجي منك لأسباب ..من ضمنها عمرك الصغير ......

لكن ابويه خالد كان مصر تماماً على زواجنا واحضارك للبيت الكبير....

وفي محاوله من ابويه لمحو فكرة الزواج....... اعترف بزواجه من خالتك....

اعترف بكل شيء صاير من البدايه....وتعهد قدامهم بالاهتمام فيك.....

لكن لما اتضحت الأمور قدام الجميع ...علقوا كل المشاكل في رقبة ابويه

واتهموه بتضييع عمي سلطان ..وبأنانية تصرفاته....

وما كان من ابويه خالد الا ان طرده ........وكان موقف امي غاليه مشابه له........)

في خاطري كنت اقول ..وتمت الأمور يا باسل ..وما قدرت ترفض الزواج مني بعد اللي عمله ابوك
...حتى ما تلاقي نفس المصير اللي لاقاه..!

وصلني صوت باسل وهو يكمل حديثه :

( في الوقت اللي كان عمي محمد مكفل بتجهيز اوراق التبني .......

اتصل ابويه في خالتك حتى يبلغها باللي صاير....ويساندها لطلب الوصايه ...

لكن الأمور ما كانت في صالحهم....والحضانه مو لهم .....

في حركة مفاجئة وغير متوقعه من خالتك .....جهزت اوراق غير قانونيه....

وهربت فيك من الجميع بما فيهم زوجها...وتوقفت الأمور طوال السنين الماضيه

وازدادت تأزم ..بسبب تصرف خاطئ من خالتك...........)!

نوارة الكون
22-11-2014, 07:39 AM
((الجزء السادس عشر))




تستيقظ آخر الليل...

تُلقي نظرة على الشارع الخالي..

إلا من أنفاس متقطعة..تعبره

بين الحين والآخر...

وحده النوم يمشي... متنزهاً بين
قبائله البربرية...

تتقدمه فرقة من الأقزام...

وهناك رؤوس وهمية تطل من النوافذ

على بقايا الثلج الملتصق بالحواف

وكأنماتطل على قسمتها الأخيرة في
ميراث الأجداد...

المصابيحُ تتدافع بالمناكب.. قادمة
من كهوفٍ سحيقةٍ...

لا تحمل أي سر...

السماء مقفرة من النجوم..

الجِمالُ تقطع الصحراء باحثة
عن خيام العشيرة...

القطاراتُ تحلمُ بالمسافرين...

لا أحد... لا شيء...

أغِلقِ الستارة
فربما لا تحتملُ...

مشهد مدينةٍ تستيقظُ....!

* * *
" سيـــف الرحـــبي"






الرضا بالقدر..والإيمان بوجود اسباب قد سببها الرب عزّ وجل....من أجل امر محتم وقضائي
يمنع مشاعري من اتخاذ أي موقف عدائي ورمي التهم بالتسبب في مقتل اهلي
في وجه عمي او خالتي...


لذلك ان كان هذا المانع اللي يمنع جدتي من الرضا عن عمي عبدالله....

راح اسعى بنفسي لكسر هالحاجز.....وارجاع المياه لمصبها الصحيح من جديد...

لكن مو الحين وقلبي مو صافي ناحيتهم وقلبي ما يزال مجروح من خالتي بسبب اخفاء زواجها عني....!


النوم هالليله مفارق عيوني....وكل الحقائق تنساب الى عقلي في محاولة لتحليل الأمور واستيعابها.......

انا متأكدة ان الصعوبات راح تفك....وكل عسر راح يتيسر ويهون..هذي طبيعة الحياة..

إلا ان التشتت اللي يعرقل مساق فكري..هو باسل.....!


ويش راح يكون مصيري معه..الأيام تمضي والسنة الدراسية الأولى في طريقها للضياع
من بين يدي في حالة اني ما سعيت لتعديل الأمور...

لابد ان تكون لي قرارات ...لازم تتعدل الأوضاع...تقلبت في سريري بأرق...!!

لما سمعت طرقات على باب غرفتي ..تفاجأت... باسل مو نايم....ويش يبا ذلحين..؟

قد سبق وناداني قبل كمً ساعة منشان اتعشى معاه لكن من وين لي شهية هالليله...؟!

نهضت من السرير..فتحت الباب .......وبتساؤل رفعت عيوني له..؟!

ابتسم بخفة وقال ...:

( توقعت القاك صاحيه لما شفت الضوء مفتوح......البسي عبايتك والحقيني)

سألته باستغراب....:

( الساعة على نهاية عشر ..؟ وين نطلع ذلحين..؟!)

رد......:

( اي مكان.....نتمشى ونغير جو......)!

تفجرت لحظتها في بالي مشااعر اشتياقي للبحر.....! ..

رديت بهدوء مصطنع...:

( لو انه الوقت متأخر.......! لكن عادي نروح شاطئ القرم او العذيبة بما اننا في بوشر !..)

حرك رأسه باستغراب وقال.:

( انتي ويش سالفتك مع البحر...!! )

قلت له بصدق ..:

( ويش اسوي اذا ربي انعم علينا بأجمل شواطئ في عمان...!)

ولاية بوشر من اجمل ولايات العاصمه مسقط.....تأسر القلب بشواطئها الهادئه..

ورمالها الناعمه.... وجبالها وسهولها.... والاندماج الجميل بين حداثة العمران

وبين الطبيعة المذهله....خليط رائع ....ولعله هو السبب اللي يخليها دائماً حية بالزوار
العشاق لها.....

خلال الأشهر الماضية كنت ازورها بصحبة خالتي بعطل الأسبوع ...لكني اكتشفت

ان التجوال بشوارعها برفقة باسل اعطاها لون ثاني.....!

التواصل الظاهر كان عبر احاديثنا الهاديه والرسميه حول المنطقه وامور عامه....

لكن التواصل الخفي كان تقارب حسي....مالي قلبي.....والمؤلم انه من جهتي فقط..

كل مشاعري تأكد لي انه من المستحيل ان باسل يخفي اللي انا اخفيه...!


( هلا.....)......؟! تساءلت وانا محرجه بأن باسل يتكلم وانا مستغرقه بأفكاري وبمشاعري..!

رد بنرفزه.... ( سلامتك..بس صارلي ساعه اكلم روحي..!)

قلت له بقهر...! ( من الأساس ..من طلعنا ما بعد كملنا ساعه..)!

قال....: ( المهم....تراك ما تعشيتي الليله..نروح نشوف المطاعم اللي فاتحه
ولا ناخذ عشانا على البحر..؟!)

ما كانت فكره سيئة لأن التجوال فتح شهيتي..!

رديت ( تمام..بس لو ناخذ وجبتنا ونروح الشاطئ احسن)

ما استغربت لما اتجه لمطعم قرية التوابل ...افضل خيار لزوار العذيبة..!
لكن الوقت متأخر..!

قلت له ( قرية التوابل يقفلوا بعد الساعه 11؟؟؟)

قال ( خلينا نشوف حظنا الليله..)

تفاؤل باسل كان لصالحنا.......المطعم بعده فاتح...

سألني : ( تبي شي محدد )

لما جيت اجاوبه بعد تفكير بسيط ...وانا افكر بالمشاوي
والوجبات اللذيذه في قرية التوابل ..

قطع باسل احلامي وتأملاتي وقال :

( ترى مافي لحوم ومأكولات ثقيله عشان معدتك ما تتعب بعد العمليه..يكفيها ما جاها..!!)

انحبطت معنوياتي..!! لكني جاوبت باصطناع وكــذب!..:

( اصلاً ما ودي اطلب الا صيني _نباتي..!!)

.....

الهواء كان يطير عبايتي... وشيلتي...كان هواء بارد ومنعش وله تأثير في نشر ريحة التوابل

الزكية اللي تفوح من اكياس الطعام ....


شوربة خضار بالصلصة الصينيه.......وكرات الخضار .......السبرينغ رول بالخضار
..الخضار المقليه ........الفطر مع الأجبان الطازجة......!

وجبات لذيذه..... لكن من المحزن اني اكتشفت ان مصدر الروائح الطيبة مو من وجباتي..!!!

ليتني ما وافقت على شور باسل ..........! يعني ويش راح يصير لو طلبت مثله.......:

لو انها خالتي قدامي ...كان هجمت على طعامها بلا اسف..!

لكن باسل مستحيل.....رجعت نظراتي الحزينة لوجباتي اللي صغرن بعيني.....!!

وصلني صوت باسل :

( نعم ويش عندك مع هالنظرات ....هذي الوجبات اللي طلبتيهن ....واللحوم انسيهن..
غير كذا ما عندي....لأني مو متعشي انا بعد .....)

غرييبه......بالشقه باسل كان جايب عشاء لكنه ما كان له نفس يتعشى مثلي..!!

رجعت أأشر على المشاوي والدجاج الشهي...باستغراب..!

وقلت بتعجب...:

( الحين بتاكل كل هالأنواع من المشاوي ..! وبعدها بتاكل صحن الدجاج بالصوص لوحدك..؟!)

قال ببرود وهو ما زال ياكل..:

( وانتي تظني اني اكل نفس الكميه اللي تاكليها انتي..!

انا ريال حركتي دايمه ....ومحتاج لوجبات تمدني بالطاقه عشان ارجع احرقها من جديد)!

رجعت نظري للي قدامي من اكلات .....ويش اللي ما ودي اياه ....

اخترت الخضار المقليه ......ودفعتها بجهته .......طلباً للمساومه....!

قلت وعيني على قطع الدجاج الشهية والسالفة صارت تحدي بالنسبه لي..!

(خذ هالأكله خضار ومفيده.....وضروريه عشان التكامل الغذائي..! واعطيني قطع الدجاج)

قال بابتسامه احبطتني : ( لاء يعني لاء.......)!

حسيت بالقهر .....اكيد انه يعاندني......ولا هو زاهد فيهن.....!!

تذكرت كوب قهوتي يوم انه شربه عني.......! وجات لحظة الانتقام......!

قلت له بجديه .......:

(وين الماي........ما نزلته........؟!)

قال من دون لا يرفع راسه .......:
( لا.......بالسياره......)

قلت بكذب...:

( اذا ممكن.....عطشانه ابا ماي ....)

قال بهدوء...:

( ان شاء الله ذلحين اجيبه......)

قام بهدوء.......لكنه شال معه صحن الدجاج اللي راح يقتلني اليوم........!!

حط علب الماي والعصاير......!

قلت بنرفزه....:

( ويش سوء الظن هذا ........!!شايل الصحن معك .....انت ويش ...... )

لكـــنه قبل لا اكمل كلامي دفع الصحن باتجاهي ..!

واخيراً استسلم وعطاني الدجاج.!!!!

قال ( لا تموتي علينا.......)

ثم اردف بضحكه وصوت خافت: ( ولو انك ميته ميته اليوم ).!


كنت مشغوله بالوجبه الشهيه ....ومو مهتمه بالكلام اللي يقوله .....

لحد ما غطت الصلصله الحااااااره لساني.......

رميت القطعه من فمي بأقوى ما عندي.......واتجهت لعلبة الماي بسررررعه.....

وسط ضحكات باسل......

وانا حاسه انه راح يغمى علي من حرارة الصلصه.......

بالأخير تمددت بتعب وايدي ما فارقت علبة الماي......!

وصلني صوته الساخر ..:

( شايفه يوم اقولك من البدايه لا .......ذلحين تستحقي ما جاك.....)

كان مستند على ايد وماد رجلينه وكل شوي يرمي قطعه من الخضار المقليه
في فمه....!

قلت له بغضب...:

( اصلاً انت ما هامنك الا وجبتك.....خلاص خذها ماباها ورجع قطع
الخضار مافي مساومه خلاااص)

قال بضحكه ( هذا اذا حصلتي شي باقي منهن )..!



.....



في طريقنا للتسوق والتجول في مركز سابكو هذا الصباح كنت مستغربه

لأني ما توقعت ان باسل كان صادق لما قال اننا راح نقضي يومين استجمام في مسقط...!

وحسبت ان طلعتنا امس لشاطئ العذيبة هي الأخيره...!

وصلني صوت باسل..وهو ما زال مركز على السياقة :

( قد زرتي مع خالتك منتجع شانغريلا بر الجصه.....؟؟ )

رديت وانا مستغربه تواجد باسل في هالمنتجع العائلي..!!

قلت:

( لا ..ما رحنا ..لكن سامعه كثير عن فخامته.....ليش انت قد زرته من قبل.؟؟)

قال وهو مركز على السياقه (ايه قد رحنا له ...)

قلت بفضول ومن دون تفكير....: ( مع من ..؟!!)


سكت لمده...ثم قال بهدوء: ( من مده طويله..انا وبدريه)


ليتني ما سألت.........

حسيت بألم ينهش قلبي.....!

ويش هالشعور اللي طغى علي....معقوله هذي غيره.......بس ليش اغار.....!

يعني مو معقوله ان بدريه طول هذيك السنين وهي منحبسه في غرفتها.....!

اكيد انها كانت تطلع......!!!

حسيت بقهر من نفسي...ومن مشاعري اللي صايره تتحرك من دون لا اقدر اسيطر عليها..

تأففت بضيق وقهر..!!

من دون لا احس ان صوتي كان مسموع لحد ما سأل باسل باستغراب

( ويش فيك..؟؟)

قلت بكذب واضح ( آآ ..الجو حار اليوم ..)....ثم اردفت بهدف التغطيه :

( وين بنروح بالأول.......؟)

رد بهدوء وصوت متغير..:

(لا تروحي بعيد يا عليا..وتعلمي تسيطري على مشاعرك..مو زين تخلي مشاعرك تقودك..

والا ما راح تستقيم حياتك....ترى الحياة ممكن تمضي من دون تدخلات عرضيه من المشاعر....)

انتفضت مشاعري من كلامه......فاهمني ......وفاهم كل حاله امر فيها...!.

لكن باسل غلطاان......اكيد انه غلطان ......معقوله يحسب حالة التشتت
اللي اشهدها راح تستمر .....يحسب اني ابا اتبعه عشاان خلل صاير في مشاعري..؟!!

بعد صدمة كلامه ...رديت بهدوء..:

( لا تغتر يا باسل..ولا تحسب استسلامي للقدر هو خضوع لك...
انا مؤمنه بأن محاربة القدر تعني محاربة لذاتي....

لذلك مثل ما تشوف هدوء حالي نتيجة ايماني ....وبنفس الوقت انا متيقنه بأن القدر بيغير من الأوضاع ....

والحال المشؤوم ما راح يتم نفسه بعد عام.....وقول عليا قـد قالت..)


التواجد في مركز سابكو بالخوير اعاد لي اجواء التسوق اللي مفتقدتنها في الآونه
الأخيره...وحسيت ان كل طاقتي وحماااسي ظهروا في هاللحظه...

بالبداية ما كان بالمركز ناس كثير...وقدرت اخلص بعض من مشترياتي...

لكن بعد فتره ..زاد عدد رواد المركز ...وصرت اغللللي من القهر بس مو بسببهم ..!

لكن بسبب بـــاسل..!

تكلمت من بين اسناني..:

( لا تقول ما راح ندخل هالمحل ..لأني داخله داخله..ولو يصير اللي يصير..!)

رد بعد ما اجال نظراته على المحل:

( لا عادي محد موجود ...مو مثل المحلات اللي قبل
ضيقه وفيهن رجال....ادخلي وانا بجري مكالمة سريعة وبجي )

لما تقدمت تركزت عيوني على الشابات اللي بالمحل .!

وعلى اطنان المكياج اللي في وجوهن...والعبايا والشيلات المزينه على الآخر...!

حسيت بالعااار لما تذكرت اني بيوم كنت من هذي الفئة ...هزيت راسي باشمئزاز ..ومباشرة طلعت ..

وانا افكر في باسل ..!! ليش اختار هالمحل بالذات..!! معقوله انه شاف هالبنات .!!

قبل لا يجري مكالمته قال باستغراب...:

( كيف طلعتي..؟؟؟ ما تبين شي من هنيه )

قلت له بقهر..:
( لا غيرت رأيي....!)

قال بغضب...:
( هذا الآخير من هالصوب ..والمحلات اللي شفناهن قبل انسيهن..!)

قلت وانا احس اني بنفجر من الضيق:

( الا قول انك شايف البنات اللي في المحل وما تبا
تفوت شوفتهن من قريب ......ولا تجلس تتحجج بهالأعذار الباايخه)

رد بنرفزة....:
( ما البايخ غيرك..اصلاً الخطأ مني ..ويش يخليني اجيبك هنيه)

قلت له وانا اغلي :

( صحيح والله ليش جاي ..روح وفكني منك..وخلني اتسوق على كيفي
وارتااح من اوامرك..)

ثم اردفت بقهر :

(والا اقولك احسن تخليني وتروح وتتفحص هالشابات اللي
بالمركز عن قرب......تراهن حلواات ويستاهلن.....)


مسك ايدي بالقوه وقال :

( سيري سيري......خلينا نروح لفرع امواج.....)

امووواج في سابكو..!!

قلت باستغراب....:
( امواج لهم فرع في سابكو...زين والله ما كنت اعرف
آخر مره شاريه من عندهم من لما كنت فالسوق الحره..!)

رد ( في كل مكان لهم فروع ...فرع سابكو مفتوح في السنوات الأخيره...
ومنزلين عطور جديده هالفتره...)

اموااج عااالم رااقي من العطور المصنعه في عمان...بأجود المواد الطبيعيه..

انقهرت وانا اشوف زحمه بالمحل ....لكن قبل لا يقول باسل ما راح ندخل
دخلت المحل....!

انا مو مجنونه عشاان افوت على نفسي فرصة شراء عطور امواج..!

وقف باسل جنبي بتحيز......!! كأنه يقول للعالم ممنوع الاقتراب..!!!

رغم اني متأكده من انه نظراته كفيله بابعااد اي فكره للاقتراب
ممكن تجي في بال اي شخص.....!

اخذ باسل العينه وقربها لي بسرعه قلت له : ( لا ..العنبر مركز فيها..!)

قال ( لأن هذا عطر رجالي ..لازم يكون مركز...وبعدين مع مزيج التوابل اللي فيه
راح يتغير كل ساعة لرائحة مختلفه ..هذي طبيعة عطور امواج....)!

قهرني كلامه......!! كأن ما احد يعرف شي فهالعالم الا باسل.....!!

قلت له بتأفف...:

( لا تجلس تتفلسف علي.....محد ما يعرف عطور امواج .!
حتى فاستراليا واوروبا لهن شهره ..!)

طنشني....ورجع يختار من بين العينات..وانا اخذ العينات من بعده..

لحد ما استقريت على عطر لا يمكن يكون الا من صنيع امواج...!

اخذت عطر اساسه من زيت الصندل الهندي ...والباتشولي....مع مزيج من التوابل
واللبان....واخترت عطر ثاني اهدئ شوي لجدتي من الفانيليا والمسك والروك روز..

لما رجعت لحقيبة يدي....في طريقي لإخراج بطاقتي للمحاسبة....

حسيت بيد حديديه تضغط على رسغ يدي....!

قلت بألم وقهر قبل لا اصرخ من الألم...:

(فك يدي ..قبل لا تكسرها....!)

قال من بين اسنانه بهمس:

( سبق وحذرتك يا عليا عن هالحركات.....تبا تحاسبي على العطور وانا موجود..)

قلت له وايده ما زالت قابضة على يدي:

( باسل ان ما فكيت يدي هالعطور بكسرهن فيك
وفي المحل.....وبعدين بتعرف تحاسب صح)!

......

اثناء تناولنا للغداء في الديوان التركي حيث طاجن المأكولات البحرية اللذيذه

على غير العاده ......ما كنت مستمتعه فيه ...كان مضغي خالي

من اي تلذذ.....!

والنرفزة كانت ما تزال باقيه فيني.......

والضيق مسيطر علي بقوه...وحالة من الكآبه تبا تسيطر علي..

والسبب يعود لحالة التوهان اللي صار يسببها لي باسل ...

وللصعوبة اللي اواجهها في عدم مقدرتي على تحديد مشاعري او مشاعره....

ولا قادره كذلك اتبين حقيقة تصرفاته.........!

التفت لي باستغراب وقال ..:

( ويش فيك ........ما تردي..؟)

قلت له بضيق..ومن غير اي منطقية للسؤال...:

( ليش كذا كل حاجه تضايق..........ماشي بحياتي صح
ليش كل حاجه ملخبطه بهالصورة............)

رد بهدوء...... ..:

( تعوذي من ابليس.......هذي وساوس من الشيطان يا عليا......يبا يملأ
صدرك بالحزن والكآبه.........كافحيه بذكر الله..)


لما وصلنا للشقه......كنت في حالة ضيق مستمره.....آخر الظهر طلعت من غرفتي..
بس باسل كان طالع....

انتظرته لحد ما رجع .... قلت له بجديه :

( باسل رجعني للشقة بالسيب......)

نظراته الحاده توجهت لي باستنكار

قال . ...( انتي ويش صاير لك اليوم ..!!
ويش يرجعك للسيب..؟؟ تبي تمي في الشقه اللي كانوا اهلك
ساكنين فيها......في كل ركن لك ذكريات معهم.......تبي تفقدي عقلك..)

قلت له بقهر....:

( ما لك دخل ...ان ما رجعتني للسيب ..بروحي برجع ..
خلااااص الحياة كذا ما راح تمشي.......)

رد بلا مبالاه....: ( انا قدني حاجز تذاكر عشان نرجع لصلاله الليله....)

فلتت اعصابي وقلت له بصراخ :

( على اي اساس تحجز....انا ما قلت برجع معك ...

انا لا يمكن ارجع لصلاله ....ما اقدر اعيش بهالطريقة....دراستي ضاعت

...واموري مو ماشيه صح ....ولا راح تمشي صح وانا بهالحال....)

تأججت العيون الناريه بغضب متقد وقال:

( صوتك ما ينرفع في وجهي يا عليا..انا زوجك وغصباً عنك تبا تحترميني وتطيعيني......

دوهالأساليب الرخيصه ما تمشي معي ..فــاهمــه..)

ثم اردف بحده.....:

( تبي تعيشي حالة فلتان......لا ولي ولا حسيب ولا رقيب......

تبي تعيشي رخيصه ووحيده بشقه عرضة لأي انسان مريض ......

ومن وين تبي تصرفي....لا يكون معتمده على كم الريال اللي ينصرفن لطلبة الجامعه...
انسيهن لأن اوراق فصلك من الجامعه قدهم بمكتبي فالبيت)

وقفت بصدمة وتنفسي مضطرب...ما همتني سالفة من وين ابا اصرف لأن راتب ابويه
ينزل برصيدي شهرياً .....بما اني الوريثه ......واقدر اعيش برفاهيه منه ......

لكـــــن ! معقوله فصلوني من الجامعه......يعني دراستي للطب انتهت......!!

قلت بصدمه....:

( كيف....! مستحيل افصلوني من الجامعه.....اكيد انت تكذب ....
منشان ارجع معك الى صلاله.....)

قال بغضب......:

( انا ما العب يا عليا......يوم قلت حرمتي ما تدرس بجامعه مختلطه
يعني ما تدرس........)

قلت له بقهر.....:

(انت انسان متخلف.......نظرتك رجعيه .......
.وين الخطأ اني اكمل دراستي بجامعه
مختلطه...... انا مضطره .......وللضرورة احكام )

رد بحده وايده تمسك ذراعي لمواجهته :

( هذا اللي قنعتي نفسك فيه يا عليا.......بعد ما لبستي الغشوة.....

بعد ما عشتي حياة الستر والحصانه اللي يوفرها لك التمسك بالأخلاق والمبادئ الإسلاميه

تبي ترجعي للإنفلات...........تبي تعصي الله بعد ما هداك ........
ما كفاك العصيان اللي عشتيه طوال ذيك السنين ......)

استمرت كلمات باسل تطعن بروحي بقوة ...كان يمر بحالة انفعال ..ما عمره وصل لها

من قبل ....كان يتكلم بنصح احياناً ...واحياناً يرجع لألفاظ قاسيه ......

انتفاضة مريعه مرت على جسمي بأكمله من قوة كلام باسل...صدمه عنيفه اجتاحتني...

هو صادق.....وانا بحاجه لكلامه .....حتى لو كان قاسي...

اعتقادي..وايماني..وهدايتي..لا يمكن اخسرها ...لكن تعليمي بعد غالي...!!.

ويش هالهاويه اللي سقطت فيها.....مافي مجال للمقارنه....الدين اولى ثم اولى ....

بعد ما توقف باسل عن الكلام ......وايده ما زالت قابضة على ذراعي .....

الهدوء عم الصاله....وصدري المثقل بالأنفاس المرهقه ...يضج بعنف وقسوه....

نزلت دمعه وحيده لكنها بوزن يضاهي الألم اللي في قلـــبي......

قبل لا تسقط على الأرضيه....

راقبت يد باسل لما تلقفتها.....!!

نفس اليد اللي اصبحت تمتد لي دائماً بالآونه الأخيره....

نفس اليد اللي شكلت لي سد منيع من السير في طرق متهالكه....

نفس اليد الباقيه.....واللي تتعهد بالبقاء جنبي في الشدايد والمحن....

رفعت انظاري تجاه باسل...وبملأ ارادتي ولأول مره حطيت بين يديه...

في البدايه حسيت بجسمه يجمد....لكن سرعان ما تعدى الصدمه....

وجمعني بين ايديه اقرب.........لفتره طويله ظلينا على هالحال....

والصمت عام بالكامل.....

الى ان رن جوال باسل...الرنين اللي صحّاني من الموقف المحرج اللي اقدمت عليه...!

من دون لا ارفع عيوني ....ابتعدت بهدوء........وفي طريقي للانسحاب لغرفتي...

وقفت وانا اسمع.....

صرخة باسل على الشخص المتصل..............

نوارة الكون
23-11-2014, 09:07 AM
(( الجزء الســـابع عشـــر ))


...


اليوم للأقدار. . . [[كلمه وروايـــه]]

. . .

تبين والأقدار . . . [[ للعبد ميدان ]]



[ سافــر واشوفه / / / لا لا معايــــه ]. . .


[ لا لا بدوني راح / / / من دون عنوان ]. . .



(( الشــاعر: سعود الشبرمـــي ))




وقفت مذهوله بسبب الانفعال الواضح في صوت باسل ..ويش اللي ممكن يصير ويأثر فيه كذا ..

تنفسي اضطرب بسبب صوته.....وطريقة كلامه مع الشخص المتصل.....

واللي زادني توتر هو عدم مقدرتي على فهم حديثه اللي كان حول سفر وجوازات ومستشفى وعلاج
.....


بأعصاب مشدوده وقفت بمكاني في انتظار انتهاءه من المكالمه ...

بنفاذ صبر سألته اول ما انهى مكالمته :

( ويش اللي صاير.....)

لفتره ركز على ملامحي اللي اكيد ان الرعب واضح فيها ، ثم تنفس بعمق وقال :

( بدريه تعبانه....وهي واهلها راح يوصلوا بعد شوي لمسقط ...لأنهم جايين عبر الطيران العسكري.....)

ثم اردف ..:

( راح نخلص اوراقنا.....ونتمم اجراءات ضرورية في مستشفى الجامعه

وبنسافر الى امريكا عشان عملية زراعة كلية لها........)

دقات قلبي في تسارع....وانا احس بأن الخطر جاي في كلامه وجملته القادمه ..


اكمل بعد صمت قليل :

( عمي احمد راح يجي معهم لمسقط......وراح ترجعي انتي معه الى صلاله....)


اغمضت عيوني بصدمه ..لاااء ...إلا كذا ..إلا كذا....إلا البعد ما اقدر عليه...

بعد باسل يعني يُـــتم من جديد........لا ... انا قلبي ما عاد يقدر يتحمل البعد والفرقا..

تهديداتي بعدم الرجوع الى صلاله مع باسل كانت غير.....لكن كون باسل يسافر ويبتعد.....

يطلع خارج اراضي السلطنه...هذا امر ثاني ...شي مختلف .......
ولّد فيني شعور مو مفهوم لكنه مؤلم ويحرق القلب....

بقدر ما فاجئني هالشعور تجاه باسل ...بقدر ما استسلم له كل ما فيني ...

وصلني صوته.......وانا ما زلت مغموره بصدمه من مشاعري اللي رافضة البعد نهائياً.....!!


( لكن اذا تبي ترجعي مع خالتك وابويه.....متأكد انهم بيفرحوا بوجودك معهم....بس انا افضل

انك تّــمي بصحبة أمي في صلاله..)


باسل صار يثرثر كثير..!......ويتكلم عن اتصالات خالتي فيه.....ومحاولاتها للقائي....


بس في هذي اللحظات كل هذا ما يهم....ما يهم ......!

في الوقت الحالي ما تهمني لا مسقط ولا صلاله .....

ولا خالتي اسماء ولا عمي عبدالله......لكن فقط باسل هو اللي يهم.....

ما اباه يروح ويتركني لوحدي بعد ما اعتدت على وجوده حولي...

ومداراته لي واهتمامه وحرصه ....صار بقاءه يعني لي الكثير...وغيابه صعب..


حسيت ببلل في خدودي ....عرفت ان دموعي صارت تنزل من دون لا اقدر اسيطر عليها..:

حاولت ارتب جملة عقلانيه اقولها له....احاول اشرح له بهدوء من دون لا افضح نفسي اكثر....

لكن كلماتي فلتت مني ....

بجنون ودموعي تجري ..قلت له..:

( مابا ارجع لصلاله......ولا راح اروح لخالتي .....بروح معك.....بسافر معكم.....)


رجع باسل للوراء بصدمه ...شفته يدرس ملامحي بعدم تصديق...

لكنه لما تأكد من جديتي..ومن جدية حديثي ونيتي بالسفر معهم..:

رد باستياء من كلامي ! :

( ليش احنا رايحين ديزني لاند ........ترى احنا رايحين رحلة علاج....!

راح تمتد لفتره طويله شهر شهرين من يعرف.......يمكن اكثر..!!..

واخوان بدريه مسافرين معنا......ويش موقعك انتي هناك...!!)


واذا كانوا رايحين اخوان بدرية...عادي ويش فيها.....؟؟هم في حالهم وانا في حالي...! هذا مو عذر..

رديت بغضب...:

( انا زوجتك.......مو انت تقول لازم نرجع مع بعض لصلاله بما اننا مرتبطين......!

خلاص حتى في السفر خلينا نسافر مع بعض.......)

رد بصوت مقهور.....:

( ويش هالتفكير الطفولي.......! عليا ...وين عقلك.......ويش صاير لك انتي....!

انا ما راح اكون فاضي لك .....وانا اباك تجلسي مع امي خلال هالفتره .....)


باسل مو فاضي لي ...لكنه فاضي لبدريه.....مستعد يتم معها لشهور ..بس انا مجرد السفر

ما يباني اسافر معه ....كل هذا يعني انه من الاساس يبحث عن اي فرصه حتى يرتاح مني

ومن مسؤوليتي ....في حين انه يهتم بصدق عشان بدريه....

القهر والغضب استولوا على كل الاعصاب اللي كنت امتلكها .....

صرخت فيه بعصبيه ودموعي تجري من دون توقف:

(ولا راح تكون فاضي لي بيوم.....تعرف ليش...؟؟لأني دخيله بحياتك.....

لأنك من الأساس ما تباني..لكنك مضطر تجاملني لأنك تشفق علي...

والحين ما صدقت تلقى فرصه مثل هذا السفر منشان تتخلص مني وترتاح من همي

وترسلني عند جدتي...ولا عند خالتي...لأني اصلاً ما اهمك.....ولا ودك تشوفني جنبك....)

دموعي صارت تنزل بغزاره من حقيقة هالكلام وصحته....و من نفسي ومن حالي اللي وصلت اليه بالتعلق في باسل .....

ومن بعدها ما قدرت اسيطر على انتحابي.....

حاول باسل يقرب مني ....مد ايده ومسك يدي ....لكني ضربت ايده بعنف وبعدت يدي عن يده
بقوه...

وركضت باتجاه غرفتي استندت على الباب بعد ما قفلته.....وكملت بكائي ..وانتحابي ...
من دون ادنى اكتراث بصوتي العالي.....


مرت دقايق او ساعات ..ما كنت اعرف كم من الوقت مر وانا ابكي...دموعي تتساقط من كل شي وعلى كل شي..لحد ما حسيت ان مآقي الدمع جفت ..ما عاد فيها مزيد من دمع تسكبه....


لما هديت شوي ...وتنفست بعمق ..بديت اصحى وافكر ...تذكرت جدتي ومرضها.....

جدتي ليش ما تسافر معهم وتسوي عملية قسطرة للشرايين...

تأملي وقف ، لما تذكرت رفضها للعمليه بسبب عدم وجود عمي عبدالله ......

لكن لو هي تجي لمسقط بما ان عمي عبدالله موجود وباسل يكلم الإثنين

و يحاول يلم الشمل من جديد.....يمكن تبا توافق....وترضى تسافر..

تفجرت في بالي هالفكره.....جدتي من الممكن انها تسافر....وبهالطريقة انا بروح معها....

وقتها باسل ما عنده اي ذريعه للرفض.....


لازم اطلع واقول لباسل عن سفر جدتي للعلاج.....بوادر من امل وفرح تسللت الى قلبي...


فتحت باب غرفتي وتوجهت للصاله......

لكـــن لمــا شفت عمي احمد جالس على الكنب......والسكون العام بالمكان يصرح

بأنه المنطقة خالية تماماً إلا من عمي احمد.......

حسيت خلاااااااص

الأمور فلتت من يدي.........باســـل سافــر.......

ما اهتم فيني وفي بكائي وحالتي ....ولا ودعني حتى........

شهقتي القويه .....والانتحاب اللي رجع من جديد بصورة اقوى من السابق

خلى عمي احمد يقوم من الكنب بصدمة...وهو يسأل :

( بسم الله عليك عليا.......ويش فيك ويش صاير...)


لكن وين اقدر ارد عليه...انا في عالم ثاني...الم ..قهر ...غيره..ضعف...هذا حالي...

قلبي ينبض بألم ولوعه .....الشعور بالغربه ماليني...




ليله كئيبة مرت علي ......تكررت فيها نفس مشاهد الألم اللي عشتها عند وفاة اهلي....

لكن اليوم انا كبرت.....ومشاعري كبرت.....وآلامي كبرت....وكلها موجهه لباسل...

دموعي توقف للحظات ثم ترجع من جديد....كنت اتمنى لو باسل ذلحين يفتح الباب ..

ما يهم ..حتى لو كان بدون استئذان.....او اسمع صوته الحاد يضج في الشقه...

حتى لو كان معصب..متضايق....لكن وجوده يعني الكثير ....

لكن صوت بكائي هو الصدى الوحيد اللي يكسر السكون الكئيب بالمكان.....

عمي احمد عجز ياخذ مني جواب....

وبالأخير يأس .....بس صار يتردد على غرفتي بين الساعة والثانيه...

وانا على حالي...كل ما اغمض عيوني تجيني صورة باسل....

وافتح عيوني بألم على واقع بعده عني......



....

( ما راح تنزلي ...)

سألني عمي احمد وهو ينزل من السياره ..قدام البيت اللي يضم عمي عبدالله وخالتي اسماء..

رديت بهدوء...:

( لا ..بنتظرك هنيه.......)

كنت متأكده اني لو اروح لخالتي راح تتكرر اوجاعي من جديد...

والألم اللي شايلتنه بصدري كافيني بهالساعه...!

وصلني صوت عمي عبدالله الهادي :

( كيفك يا عليا...)

جاوبته بهدوء...:

( الحمدلله......كيف حالك انت......)

جاوب وهو ياخذ مكان عمي احمد عشان يسوق بداله في طريقنا للمطار...

( نحمد الله ...)....ثم اردف بهدوء..:

( اسماء تسلم عليك)

متعمد ..............!

يبا يألمني..ما يكفي الم ولده..........!!

الدموع اللي ما فارقتني من امس كان من السهل انها ترجع من جديد...

وصدري المتعب من الشهقات الحاره...صار له انين لكثرة بكائي......

نزلت بارتجاف من السيارة ... واتجهت للمقاعد الثانيه....وركب عمي احمد مكاني

لما استقريت في المقعد...كانت ايديني فوق الغشوه...ودموعي تنزل بصمت....

لحد ما انّيت بألم........التفت عمي احمد بسرعه وقال:

(لا حول ولا قوة الا بالله ....عليا ...... ويش فيك تبكي......؟

ما يكفي حالتك طوال ليلة البارحه....)

ثم التفت لعمي عبدالله وسأله:

( عبدالله انت قلت لها شي)

رد عليه ببرود...:

( ما قلت لها شيً يزعل...خالتها وراسله لها سلام..ومشتاقه
لشوفتها...وهي الله يهديها قاطعتنها.......!)

جاوبه عمي احمد بهدوء....:

( اترك عليا بسلامتها يا عبدالله.......)


الزحام يضاعف الطريق الطويل من بوشر الى السيب.....

والشوارع تسطر قصة غريبة بمشاعر متضاده ما بين ضيق و حنين وغضب وشوق من و إلى باسل..


كان من المفترض انه نرجع مع بعض...انا وباسل نرجع لصلاله...ومن بعدها يجي عمي عبدالله
وخالتي اسماء...ونجتمع عند جدتي.....الأحلام اللي سهرت عليها خلال الأيام الماضيه

بلمح البصر صارت رماد........والحين أنا راجعه لصلاله ..لوحدي من دون باسل...

بمشاعر مهدوره ..وقلب كسير .....!.


لما استقرينا بمقاعدنا في الطائره...كنت اتذكر اول رحله لصلاله .....


ليش جينا من طريق البر المتعب..بينما كان ممكن نختصر العشر ساعات في ساعة وثلث طيران

...

لما سألت عمي احمد..وانا اتمنى الاقي معه جواب..

قال بهدوء (لأن خطوط الطيران كانت متوقفه في هذاك الأسبوع ..وباسل كان مستعجل

عشان يرجع بأسرع وقت لبدريه....)


ابعد وارجع لنفس النقطه.....باسل وبدريه....وين موقعي انا بينهم...!

....

الشوق اللي بقلب جدتي يشبع الانسان حد الثماله...لكنه ما قدر يبري غياب باسل....

وكيف ابا انساه وجدتي تتنهد بإسمه في كل لحظه.....!!

جلست بصحبة بنات عمي احمد ....تعشينا مع بعض..حاولت اسلي نفسي

بالسوالف معاهن...لكني في الأخير كنت مرهقه..ومحتاجة للنوم....اعتذرت منهن

وطلعت لغرفتي...بعد الحمام السااخن .....استنشقت بعمق ريحة بخور اللبان
اللي كان مالي غرفتي....واللي كان بجد له تأثير مهدي للأعصاب...

....

ارتحت للعودة لحضن جدتي الدافي......وللمساتها الحانيه من جديد....

في الصباح ...كنت متمدده في رجلها...وايدها تمسح على شعري بهدوء...

سألتها بهدوء..:

( من اللي راح يتبرع لبدريه بكليه.....)

وانا في قلبي ادعي انه ما يكون باسل.....!

رغم ان عمليات التبرع ما تشكل اي خطر على المتبرع........لكن الخوف لا يزال ملازمنا ..!!.

ردت ( امها....باسل يبا يتبرع لها ..لكن قالولهم ما يستوي )

قلت لها وانا احمد الله..:
( يعني فصيلة الدم ما متشابهه)

قالت ( قتيت.....( يمكن ) )

جلست باعتدال ...وواجهت جدتي وقلت لها بجديه:

( جدتي ...انا قدني قابلت عمي عبدالله في مسقط)

لما شفت الصدمه تعتلي ملامحها...خفت عليها ..قربت منها واخذت يدها بيدي
وقلت لها :

( جدتي اهدي لا تنفعلي..عشان صحتك....ترى انا اعرف كل شي ...!

باسل ...) ..!

ثم اكملت بضعف....: ( باسل قال لي كل اللي صار..وما ابقى ( اخفى )عني شي)

ثم اردفت :( اللي صار يا جدتي خطأ الكل شارك فيه ...مو خالتي وعمي عبدالله لحالهم..

ودام الأمور قديمه....قد مرت عليها سنين كثيره...ماله داعي نحييها من جديد...

هلي ماتوا يا جدتي لأن ربي كاتب انهم يموتوا في هذاك اليوم..ولا احد قادر يغير

من اللي الله كاتبه شي...)


العالم يظلــــم ......لما تنزل دموع جدتي.......!

جدتي قويه ..كذا ملامحها تقول...لكن الجانب الأمومي هو اللي قادر يضعفها...!

كملت كلامي ( يا جدتي الأمور لازم تتعدل ...لابد ترجع لنصابها الصحيح

عمي عبدالله يرجع لأرضه ولأمه واخوانه..)

ارتفعت يدها الحره ومسحت دموع متساقطه من العيون الناريه...

العيون اللي مع كل نظره لها تذكرني بعيون باسل.......

اخذت نفس عميق....والغربة بمشاعري تزداد بكل لحظة بشعور قاهر كأني بعيده عن الوطن..والأمان...في غياب باسل...

صحيت على سؤال جدتي بصوتها المتردد :

( وانتي يا عليا...راضية عنه...غفرتي له...)

هديت اعصابي...ورديت بهدوء:

( قضاء وقدر يا جدتي...قضاء وقدر...والحمدلله على كل حال..)

ثم اردفت بتردد:

( رجع لها يا جدتي...عمي عبدالله مع خالتي أسماء ..رجع لها...وهم في مسقط ذلحين...)

جدتي اطرقت بصمت .....

رفعت عيوني لها...وفي قلبي امنيه.....ومشاعر شوق ووله لخالتي ....ما استطيع اني انكرها...

عيوني مشتهية شوفتها كثير.....قلت لها :

( خليهم يزورونا يا جدتي...عمي عبدالله وخالتي اسماء ..ما ادري كم راح يظلوا في عمان
..اخاف انهم يسافروا يا جدتي قبل لا نشوفهم.....)

ردت بهدوء :

( مو ذلحين يا عليا...ود ضووا ( رجعوا ) هل الأسفار ...نعين خير..)

قلت باستنكار :

( وعمليتك يا جدتي...تبا تتعبي اكثر...ذلحين وشكلك تعبانه يا جدتي..
والدكتور هذيك المره حذرنا من تأخر العلاج....وبعدين باسل قال انهم راح يتأخر كثير..

كثيير يا جدتي...يمكن يظلوا لشهور...)

قالت بكلام قطعي :

( انا ما اقطع شور ..ولا اسيّر امر...وباسل مو هنيه...)

بمشاعر محبطة طلعت من الصاله ......انتهى حديث اليوم...لكن ما انتهت المحاولات..

راح ارجع افتح هالموضوع من جديد الى ان تتم الأمور لصالح صحة جدتي...

...

نوارة الكون
24-11-2014, 08:16 AM
((الجـــزء الثـــامـــن عشـــــر ))


هدوء عاصف ، ، ،


يخيّم على الحديقة المتاخمة للغابة. . .!


الفراشات تختال، ، ،

كاختيال تلك المرأة <<< ذات الشال الأخضر...!


وهي تذوب في الغابة. . . !


خيلاء المطر . . . وهدأة الغيوم، ، ،


الفراشات بألوانها . . وبالخفّة التي لا تكسر غصناً . . .!


كأنما جاءت إلى العالم . . . بما ينقصه من فرح ولطافة خيالٍ وطمأنينة. . !


" ولا شيء يكسر هذا الضجَر العريق"



( ســـيف الرحبـــي )



ثلاث شهور مرت إلى الآن ما استجد خلالها اي تغيير فعلي ، باستثناء التغيير الكبير

اللي شهدته روحــي، عانقت عيوني خلال هذي الشهور ملامح الكثير باستثناء باسل

اللي ما زال مختفي في غياهِب البعد. . .


خالتي بعد مكالمه موجعه ومؤلمه استقبلتها منها ما قدرت إلا اني ابادلها نفس مشاعر الألم

جرّاء البعد . . . .ونفس مشاعر الإشتياق، ندمها واضح، واعطيتها الفرصه لاستماع تبريراتها..

وان كانت واهيه وضعيفه بالنسبة لي. . . الا انها كانت محمله بأحاسيس صادقه . .

استطاعت ان تلامس شغاف قلبي. . . لأني بصدق أدري أن تصرفاتها وان اسائتني إلا

انها كانت بحسن نيه . . .


رفعت جوالي في انتظار اتصال من البنات حتى اطلع لهم . . تأكدت من الساعه كانت الخامسه إلا ربع . . . هذا ميعاد وصولهم. . .

نهضت لما رن جوالي ..مريت على جدتي ودعتها وطلعــت. . .


( السلام عليكم ) قلتها وانا اجلس جنب مزون..

عمي احمد وبناته ردوا السلام... ..الا مزون المتذمره كالعاده..!

قالت بضيق:

( كم مره قايله لك لما بتشوفيني راكبه جنب الدريشه لفي واركبي من الجهة الثانيه )!

قلت لها بضحكه :

( ذلحين انا متعنيه وجايه اركب جنبك وبالأخير هذي جزاتي )!

قالت بقهر :

( ايه ايه كثري من هالكلام ..الا قولي ابا اضايقك ..مدري ليش الكل متقصدني بالذات..

في بيتنا امي وعيالها مجنني...وهنيه بنات عمي احمد والحين انتي انضميتي لهن..

ويش هالحياه ... متى الواحد يرتاح مع ناس يحبهم ويحبوه ..ولا يضايقوه.....)

ردت عليها هنادي بصوت منخفض:

( مزون حبيبتي لا تحلمي واجد، كلنا ندري انه بعد هالمعّلقه تبينا ندعي أن الله يقرب عرسك انتي وعزام .....لكن ابشرك محدً بداعي لك هالدعوه خلي عزام المسكين يتهنا حياته قبل لا يبتلش فيك)

لما سمعت صرخة هنادي....نأيت بنفسي جنب الباب منشان لا توصلني قرصة مزون الفتاكه..!

سارة اللي كانت جالسة قدام جنب ابوها التفتت بسرعه وبفضول قالت :

( ويش عندكن..ويش صاير اليوم بعد ....)

تحنحن مزون الحاد وصل رسالة مفادها الصمت للجميع....وبالفعل التزمنا الصمت حتى لا نحرجها قدام عمي احمد....!

لما طال الصمت ....ومحد منا رد على ساره... صاحت بقهر :

( هيييييييي ويش هالتطنيش .........!! انا أكلمكن ترى......)

ولا رد.......!

بعد لحظات رفعت يديها بضيق وجات تبا تتكلم / قاطعها عمي احمد :

( اقول سويره اسكتي واحفظي اللي باقي من ماي وجهك....)



المركز الإسلامي اعاد الكثير من التوازن لروحي...حفظ القرآن شيء ما عمري فكرت فيه..

ما احفظه بالسابق كان قليل جداً ، لكن خلال هالشهور حفظت اكثر من عشرة اجزاء
وما زلت مستمره بالحفظ....

بالإضافه الى انه كثير من الدروس الفقهية والمعاملات الشرعية المهمه في حياة كل مسلم

كنت اجهلها، والآن بفضل من الله .. صارت واضحة لي اكثر. . .

هذا عزائي لنفسي انه وقتي ما ضاع ابداً..احسنت استغلاله بأمور مهمه تنفعني دنيا ودين. .

من لما عرضت علي عمتي هاجر فكرة الذهاب للمركز الإسلامي النسائي بصحبة البنات..

حسيتها فكرة مناسبه ..للإستفاده من الوقت الفائض معي خلال هذي الشهور المؤقته..



بعد ما رجعت المساء انتبهت انه جدتي كانت تكلم احد بالجوال، وكعادتي في الآونه الأخيره

لما اسمع رنين جوالها اتسحب بخفه ومن ثم اشق طريقي للهروب........!

اتصنع الحجج ....اشغل نفسي ، حتى ما اكلم باسل...حتى اتصالاته في جوالي ما ارد عليها بتاتاً..


على الرغم من مشاعري الخاينة لي...الا اني ما زلت ممتلكه لتصرفاتي يكفي جنوني خلال الشهور الماضيه. . .

( تعالي يا عليا ) وصلني صوت جدتي الآمر ..!

المسافه قريبة.....واعذاري انتهت.....وجدتي احس انها مترصده لي هالمره ...!

كيف ابا اتصرف.....ياااارب.....!

مدت لي الجوال من قبل حتى لا اقترب منها ..! وقالت بأمر:

( كلمي باسل ، كل نهار يسأل عنك..!)


اقتربت منها . . . وبــإيــد مرتجفه اخذت الجوال....وثبته على اذني ...وحبست انفاسي ..!


( علــيـا....)

لما وصلني صوته اضطرب نفسي ، شوق ، توتر من صوته ، ضيق من غيابه وبعده ....!

( علــيـا....)

ما قـــدرت ارد. . . . لما طال الوقت وما حصل جواب. . . قال من جديد:

( عليــا انتي معي....؟؟! )

لو ان جدتي مو موجوده كنت راح انهي الاتصال بأسرع فرصه، ما كنت ابداً راح اواصل معه

لأن الضعف مهاجمني....ومشاعري تحركت نحوه بشكل خارج عن سيطرتي لمجرد سماعي لصوته. . .

لما طال صمتي ، وعيت على لمسة جدتي ليدي ...لما وجهت نظري لها شفت ملامح
الاستغراب على وجهها بسبب صمتي الطائل .......!!

اخذت نفس عميق ورديت بتوتر :

( هــلا )

رد بقوة وبنفس واحد :

( هــلا والله ، حيــاك....كيف حالــك ..)

جاوبته :

( الحمدلله طيبه....)ثم اردفت بتردد:

( كيف حالكم....واخبار بدريه....كيف صحتها )

رد :

( الحمدلله العملية تمت بنجاح...وكلنا بخير...انتي وينك ..؟
ليش ما تردي على اتصالاتي بجوالك ..)

ماتت الأعذار...!! ويش اقول له ذلحين.....؟!

انا متأكده انه يعرف اني عن تعمد اطنش اتصالاته ، واهرب من الحديث معه،،فليش السؤال..؟!

لما طال صمتي قال :

( عموماً....مبروك على الأجزاء اللي حفظتيها من القرآن الله ينفعك بها دنيا وآخره.....
اخبارك مع المركز ....مواصله الدوام .....رحتي اليوم.......)

انصدمت...متااابع لكل اخباااري..امر ما كان بالحسبان، ما توقعت انه ممكن يكون مهتم ابداً

وحتى لو صار وعرف عن المركز بالصدفه من جدتي امر ممكن ، لكن حتى حفظي يعرف عنه ..! هل هذا يعني ان باسل مهتم ....؟؟

لا ...لا يمكن ....لو انه مهتم ما كان راح يتركني خلال الشهور اللي مضت. . . لكنه كذا طبعه
دايم يحب يتصنع. . ...

سألته وانا مقهوره :

( ويش درّاك عن المركز...وعن الأجزاء اللي حفظتها .......؟)

رد ببرود :

( بالله هذا سؤال يا عليا ....؟؟ كيف ويش دراني ...وانا اللي مكلم عمتي هاجر تعرض عليك فكرة الذهاب للمركز مع البنات..؟!)


اختنقت من الضيق والقهر والغضب ..حتى وهو بعيد متحكم بحياتي....طيب ليش....؟

ليش يسوي كذا معايه....لوين يبا يوصل...ليش يمثل انه مهتم..وهو في الحقيقه غير كذا بتاتاً....

رجعت انظاري لجدتي اللي اتخذت لها مجلس بعيد عني....

رجعت اسأله من بين اسناني بقهر :

( ليش تسوي كذا يا باسل...ويش الهدف من انك تمثل الاهتمام...ويش تبا مني..ليش ما تتركني بحالي.......)

متأكده ان الصدمة هي السبب في صمت باسل اللي استمر لثواني...

ومن بعدها وصلتني تنهيدته المثقله ثم اجاب:


( آخ يا عليـا..احنا تو ما تعدينا هالمرحله....؟؟! وانا اللي اقول انك راح ترجعي لعقلك خلال هالفتره ..)

ثم اردف بصوت مختلف يحمل قليل من الجديه :

(انتي حرمتي يا عليا...كيف ما تبيني اهتم فيك....)

ما زال يردد هالكلام ، وما زالت تصرفاته من واقع شعوره بالمسؤوليه فقط..!

جاوبته بقهر :

( انت زوج بدريه وبس....انا قايله لك هالوضع ما يناسبني ولا راح يناسبني ابداً)


طنش كلامي...! وقال :

( ذلحين خلينا فالأهم ...خبريني .. ما اشتقتي لي.....؟)

ثم اردف بخبث:

( ليش كنتي تصيحي طوال ليلة سفري ..حتى النوم ما نمتي هذيك الليله ...ما ودك تفارقيني يا عليا....ترى هذي كلها دلائل في عرف الأزواج تعتبر ايجابيه كثير.....هيا خبريني...؟؟)


شهقت بغضب وقهر من حديثه . . . أي كلام ذلحين راح اقوله مستحيل يكون له أي قيمه

بعد اللي قاله....ولأني من الأساس ما أقدر أكذب هالجزئية .....

لكن اللي جد يقهر هو معرفته بموضوع بكائي الغبي هذيك الليله....!

الله يهديك يا عمي احمد ليش تقول له....ليش تشمته فيني...!


حتى انهي هالموضوع بأكمله...وأقفل على هالسيرة اللي مو من صالحي المواصله فيها ....

بديت اكلمه عن جدتي ....وحالتها الصحيه اللي مو عاجبتني ....


بعد ما سمع كلامي رد بضيق :

( وانتي تظنيني يا عليا ما قد كلمتها انا عشان تعمل العملية .....او حتى اعمامي وعمتي ما كلموها....بس هي الله يهديها معانده..)

قلت له :

( هي رافضة لأنك انته بعيد.......تقول ما تبي اي شي يصير بغيابك...!)

قال بتردد:

( هي رافضة عملها وابويه ما موجود.......)

انتبهت اننا نتكلم عن نقطتين مختلفتين.....باسل ما يدري ان جدتي راضية بالصلح مع عمي

عبدالله ....لكنها تنتظر عودته ...!!

جاوبته باختصار:

( هالقضية سبق وتناقشنا انا وجدتي عنها......وهي موافقة على رجوع عمي عبدالله..

لكنها ما تبا اي شي يتم وانت بعيد........)

لحظات صمت ..بعدها سأل باسل :


( انتي كلمتيها يا عليا...وانتي عادي معك موافقه وراضيه عنه )

رديت باختصار :


( اكيد . . . ماشي سبب يمنعني من الموافقه على موضوع مثل كذا وفي صالح جدتي ، ومن الأساس عمي عبدالله ما يستاهل كل هالنبذ)


قال بهدوء وبصوت فيه فخر :

( أنا أشهد أنك أصغرنا ، لكنك أعقل مننا كلنا يا عليا.. )

حسيت بالدم يصعد لوجهي من مجاملته اللطيفه...ثم عاد تفكيري لموضوع جدتي

ليش باسل مو راضي يرجع مثل عمي محمد وعياله اللي دايم يروحوا ويرجعوا

على الأقل يرجع خلال هالأسبوع منشان خاطر جدتي....ولا مو راضي يترك بدريه..!

قلت له :

( دام عمي محمد وعياله يروحوا ويرجعوا من امريكا بالتناوب خلال هالشهور..

ارجع انت بعد... وانهي هالموضوع.....منشان تتسهل الأمور..وترضى جدتي تتعالج. ...)

ثم اردفت بقهر :

( ولا ما تبا ترجع عاجبتنك امريكا واهلها....وما هامتنك صحة جدتي وما تجي على بالك ....؟؟!.)

قال بحده ولأول مره اسمعها من شهووور:

( لا حول ولا قوة الا بالله...انتي لازم تعصبي بالإنسان...لازم ترفعيلي ضغطي..)

رديت عليه بلا مبالاه :

( شوف ترى محد غيرك حاليا.. مأخر عملية جدتي ....فالأحسن انك تجي منشان خاطرها)

وصلتني صوت ضحكته الخفيف ثم قال برواق:

( متأكده انه عشان خاطر امي..! اخاف انك تكوني انتي اللي مشتاقه وحاطه صحة
امي كعذر...هااه يا عليا.....)

في هاللحظه سرى الشك في قلبي....! معقوله ان كلام باسل صحيح...

لا لا مستحيل.....بس هو كذا متعمد يبا يوهمني......

لكن هو صادق في الحقيقه انا مشتاقه له واجد....!

بعد حالة المد والجزر اللي صنعها باسل في مشاعري حسيت بعدم القدره لمواصلة هالمكالمه

من دون تفكير فصلت الاتصال.....ورحت لجدتي واعطيتها الجوال.....!

قالت باستغراب :

( باسل قده راح )

قلت لها وانا طالعه :

( ايوه خلاص انتهت المكالمه...!)

القيصـــــر
24-11-2014, 10:20 AM
متابعين لك إن شاء الله

الجليد المتحرك
24-11-2014, 02:05 PM
الى الان لا زلت منبهر من احداث القصة فعلا تحتاج تكون مسلسل تلفزيوني

روح الحلا1
24-11-2014, 02:12 PM
واصلي نوارة.. متابعين معاك..

نوارة الكون
25-11-2014, 07:23 AM
متابعين لك إن شاء الله



اسعدني مرورك استاذي الفاضل

نوارة الكون
25-11-2014, 07:23 AM
الى الان لا زلت منبهر من احداث القصة فعلا تحتاج تكون مسلسل تلفزيوني


تسلم اخوي وتواجدك اسعدني

نوارة الكون
25-11-2014, 07:24 AM
واصلي نوارة.. متابعين معاك..



هلا الغاليه ان شاء الله بواصل ومشكوره ع المرور

نوارة الكون
25-11-2014, 07:26 AM
(( الجــــزء التــــاســع عــــشــــر ))



شمس الحلا عقدً فريد زيّن سحايب من مطر

لين الثرى منها ارتوى والأرض روضة من زهر


وتبسمت من ثغرهــــا بانت عناقيد الـــدرر

ارض الجمال غرد لها بلبل على غصن الشجر



( صلالــه أرض اللـــبان / وطنيــــة )


صلاله بدأت تخلع ثوب الحداد القاتم في طريقها لاستبداله بثوب الجمال والفتنه الخلابه ...

بدأت الأرض والجبال والأشجار تفتح اكفها بفرح لاستقبال نزف السحاب النقي حتى تصبح

عروس الخريف آيه تحبس الأنفاس لروعتــها......!



الاستمتاع بمنظر تساقط الأمطار الموسمية اصبح من هواياتي المفضلة ، لكسر الملل اللي

اصابني من بعد ما انتهت فترة الدوام الرسمية بالمركز ومن جهه أخرى للانتعاش في ظل الأجواء

البارده من بعد ما انتهت موجة الأجواء الحاره والكاتمه خلال الشهر الماضي ....



ارتشفت من كوب الككاو الساخن اللي بيدي حتى يبدد برودة الجو اللي بدت تسري بجسدي

رجعت استند على المقعد اللي بالبلكونه....حتى ارجع لــفكري اللي ســارح لبعــــيد , ببعد المحيطات اللي تفصل قلبي عن روحي....


بــاسل ...!


لو أن جدتي ما حلفت عليه من أجل محاولة ايجاد علاج لحمل بدريه , لو ان مشاعر الشفقة اللي

بقلبها لباسل وبدريه ، طالتها وطالتني ....كان باسل واصل من امد طويل ....!


ليش كذا يا جدتي..!!!

والأسوء من كذا ليش باسل يرضخ لها , التحجج بعلاج حمل بدريه سبب تافه بنظري ....!!


كان من الممكن انه يتأجل لأنه صحة جدتي اهم ، ولكن تصرفهم يحوي الكثير من الأنانية....!


ارتشفت آخر قطرة من كوب الككاو اللي برودته دليل على مضي الوقت من دون لا احس فيه.....


القيت نظرة وداع على الحديقة المتلألأة بفضل حبات المطر ، العمل في الحديقة والمزرعه

اول ما يطلع العامل ، اصبح جزء لا يتجزء من حياتي اليوميه ، ومن اهم اسباب كسر وحدتي ،

والاستمتاع بوقتي . . .

استنشقت رائحة الأشجار والزهور العذبة والتربة العطره....اللي ظاهره بسبب اثارة قطرات المطر لها....

ومن بعدها دخلت البيت .......وقفلت الأبواب.....واتجهت للمطبخ.........



البيت كان ساكن كالعاده........هادئ بشكل يبعث على الملل, جدتي والعاملات الكل ناايم

على الرغم من ان الساعة ما بعد تعدت التاسعه.....!


حطيت الكوب على طاولة المطبخ...واتجهت للباب الخلفي اللي بالمطبخ عشان اقفله

دفعته بالخفيف....وقبل لا اقفله...حسيت بالباب يندفع باتجاهي......!


ارجعت السبب للأمطار اللي احياناً تكون مصحوبة برياح ، رجعت ادفعه بقوه...

لكني من جديد لاحظت انه يرجع لجهتي .....!!!


بمشاعر من خوف متسلل لقلبي بديت ادفعه بقوه......وفجأة سمعت صوت انسان بالخارج ..


من دون تركيز الخوف دفعني لاستخدام كل قوتي لضغط الباب بقوة ، ومن ثم محاولة قفله...


وصلتني صرخة قويه........ومن بعدها انفتح الباب بأكمله.....!



عقلي بدأ يشتغل بدون تركيز ، لكن اهم ما جاء في بالي هو اني اطلع من المطبخ بأسرع

فرصة ممكنه .....برجلين مرتجفة التفيت حتى اطلع من المطبخ ...واصعد الدرج لغرفتي ...



لكن قبل لا استدير جذبتني ايد قويه ...تلقائيا رفعت ايدي الثانية اغطي بها وجهي

حتى لا اواجه الموقف.......وصرخت بأقوى صوت ( حــرااااااااامي )!


رغم اني فاقده اي امل ان احد يسمع صرختي....لكن تلقائية الموقف اللي ينشأها الخوف

أمر لا يمكن السيطره عليه ....!



( حسبي الله على ابليسك يا عبدالله ....روعتها)..!


هذا الكلام اللي وصلني بصوت أنثوي مألوف عنـــدي... .....

لحظه ......لحظه ......هذا مو صوت خالتي..؟؟!!!


فتحت عيني باستكشاف ونبضات قلبي ما بعد هدت...ما زالت عاليه...!

عمي عبدالله قابض ايدي ونظره متركز على ايده الثانية......


نزلت عيوني بفضول للمنظر اللي قاعد يشوفه.....!!!!


اصابع يده كانت محمره بقـــوه......هذا سر الصرخه اللي سمعتها لما صكيت الباب بقوه..!


بلا شعور ضحكت بخفه....!رغم الدموع اللي سقطت من عيوني لا شعورياً من خوفي السابق ...!


رجعت ادقق في اشكال عمي وخالتي ملابسهم مبتله و حالتهم حاله.........!!!!!!


كان من الصعب اني اخفي ابتسامتي...اللي لاحظها عمي عبدالله وعلّق عليها :


( تبتسمي ذلحين هااه...عقب ما عورتي اصابعي...)


درست ملامحهم بخفه ..الارهاق والتعب بادي على محياهم , خليط من توتر وشجن يتجاذب

الاثنين ...وصلوا لهنيه وهم مو عارفين الأمور كيف راح تتم , وكيف تبا تنحل....


من الصعب ان تكون ردة فعلي سلبية لرؤيتهم , لأنها مو كذا باطنياً ولا ابيها تصير كذا

ظاهرياً....بالعكس انا سعيده جداً بعودتهم ....وكلي أمل ان الأمور راح تتيسر كثير..

ومن المفترض ان تبدأ من جهتي ....

حتى اكسر الحواجز اللي انبنت خلال الفتره الماضية ...كان من الأفضل

اني اكون بطبيعتي ....

رديت بضحكه على كلامه السابق :

( ويش اسوي...حسبتكم حراميه...متسللين بالليل..ولا بعد من الباب الخلفي..وخالتي ما اتصلت

تبلغني انكم جايين......)


مع انهائي لآخر كلامي وعيت على يدين عمي عبدالله وهي تجذبني بقوة للارتماء بصدره

في عنــاق ابـــوي دافـــئ.....صامـــت....مفاجئ لدرجة انه الجمني الصمت....!


بعد لحظات ابعدني عنه وقبل اعلى جبيني وقال بهدوء :

( هذا اللي كنت ابا اسويه من لما شفتك يا عليا...مشتاق لك يا بنت سلطان ...

وانتي صغيرة ما كنتي تفارقي هالحضن , ما كنت اقدر اطلع من عندكم ..

الا وانتي نايمه ....عشان لا تبكي.....)


عناق مفاجئ, ذكريات مباغته صدمتني....ما كنت متوقعه اسمعها من عمي عبدالله


لأنه ذكرياتي عنه في السابق كانت قليله جداً ، اما تصوراتي الحالية فهي مختلفه عن حديثه وموقفه الحالي....


لذلك انعقد لساني .......ما لقيت الكلام المناسب منشان ارد عليه...!


لمســه متــردده في ذارعي صحتني من سرحاني...التفت لأواجه خالتي اللي

كانت اكيد متأثره من صدودي لها بآخر لقاء لنا.....


لكني كسرت كل مخاوفها....بارتمائي فاحضانها....تماماً مثل ما كنت اسوي زمان....


رغم ان أغلب الأقوال تأكد ان رائحة الأم تظل مميزة بالنسبة لأبناءها..لكن خالتي كذلك

كانت وما زالت مميزة بالنسبة لي حنانها الأمومي...رائحتها ..لمساتها

صدق من قال أن الخاله والده مرتين..!

........

بعدت عن خالتي وانا اجفف عيوني ...قلت لهم على وجه السرعه :

( بروح اصحي العاملات يجهزن لكم العشا..)

قال عمي عبدالله :

( ما نبا عشا ...بس نبا نرتاح وننام ..شوفي لنا جناح او غرفة ...)

ثم اردف باستفسار :

( يدتك راجده ...؟؟)

جاوبته :

( ايوه راجده..تبو تحت ولا فوق......)

قال قبل لا يطلع..:

(المكان المناسب ...انا اول مره اجي هنا ...بطلع اجيب الشنط....

اسماء روحي مع عليا وانا بنزل الشنط......)

كان امر محزن سماع عمي عبدالله يقول انه ما قدر زار البيت ولا يعرف تفاصيله

....اكيد ان البيت من انبنى صارله سنين...وطوال هالسنين هو مو زايره....


في الجناح الواسع .....المقابل لغرفتي بالطابق الثاني..ساعدت خالتي على اخراج أغطية السرير من الأدراج......
بعدها نزلت حتى ادل عمي عبدالله للجناح.....

وتركتهم متمنيه لهم ليله سعيده......

....


في الأجواء الماطره يصبح النوم كالغيبويه .....!

لذلك دائماً ما اصحى متأخره هالأيام...تأكدت من الساعه بكسل وحصلتها قريبة من الثامنه والنصف..

وقتها تذكرت وجود عمي وخالتي...... وجدتي !!!!!

قفزت بسرعه .......جدتي ويش موقفها.....لاااااا لا يكون ضيعت على نفسي فرصة لقائهم ....!


حمام ساخن ضروري للنشاط في هذي الأجواء ....تجهزت بسرعه وصليت صلاة الضحى

اللي ما صرت اتركها بعد ما عرفت في المركز انها سنة مؤكدة.....


نزلت للمطبخ و اخذت كوب القهوه من المطبخ.....واتجهت لصالة جدتي....


وقفت قدام مدخل الصاله بصـــــدمة . . . .!


صحيح اني كنت متوقعه ومتأمله أن الأمور تتم بخير ، لكن ما توقعت بهالسرعه

ولا توقعت اصبح على هالمنظر........


وقفت مستنده على الباب وبإيدي كوب القهوه .. وابتسامه عريضه في وجهي....!

خالتي رفعت عيونها لي......وابتسمت بهدوء....

عمي عبدالله نايم في حجر جدتي...وايد جدتي تمسد شعره......!


قلت وانا بمكاني :( صباح الخير )

ردو جميعهم....

ثم اضفت: ( جدتي هذا مو مكاني .....؟؟؟! انا وين اجلس اليوم ..)!


رفع عمي عبدالله ايده عن وجهه وقال :


( كل هالكنب مو كافنّك ، ولا اقولك روحي لخالتك اللي ما تمر علينا ساعه من دون ما تطريك )


قالت خالتي باستياء! :

( عليا تجلس فهالكنب، لا يكون تشوفني عجزت وتبيني امدد ركبي يا عبدالله)

رد عليها عمي عبدالله :


( ويش قصدك يا اسماء ، يعني الوالده عجوز برأيك )


كتمت ضحكتي وانا اشوف خالتي منحرجه من جدتي / قالت بتوتر :

( لااا مو قصدي كذاك ، لكـــن.....)

قبل لا تكمل قال لها عمي :


( وبعدين اذكر انك منيمتني بحجرك قبل كم يوم, ولا حق ناس وناس لا )


ما قدرت اخفي ضحكتي لما شفت الاحمرار مالي وجه خالتي، ضحكت وعمي عبدالله شاركني

الضحك لما اعتدل وشاف انحراجها ..

اما جدتي ابتسمت بهدوء ثم حركت رأسها بيأس وقالت :

( ما تغيرت يا عبدالله ، انت واحمد ماشي امل تعقلوا ...)


ملامح الراحه والبشاشه تضيئ وجه جدتي اليوم ، وكأنها امتلكت شيء عظيم جراء رؤيتها

لابنها ..... رضاها وفرحها..ينشر السعاده بالأجواء للجميع....



لما توقفت الأمطار اخذت خالتي في جولة للمزرعه ولحديقتي ...في اجواء لطيفة من الرذاذ المستمر....

سألتها لما وقفنا جنب الورود :

( هاااه ويش رأيك فيها ...عجبتك...؟؟؟؟)

قالت بابتسامه :

( روووعه ، خياليه ، افضل من حديقتنا باستراليا ، وبالضبط مثل ما وصفها باسل )

.!!!!!!!!!

ابتسامتي انمحت ...سألتها باستغراب :

( باسل ..ويــن ...قصدي متى قال لك عنها )

ردت :

( باسل لما رجع من امريكا مر البيت معنا ، وجينا مع بعض لصلاله )

باسل رجع ......دقات قلبي صارت في سباق ....

رجعت أسأل خالتي :

( وبدريه وينها....رجعت ..؟)

قالت وهي مشغوله بتفحص الورود :

( ابوخالد وعائلته وصلوا برحله سابقة لصلاله )

حاولت اهدي نفسي...وبصوت حاولت انه يكون طبيعي قلت لها :

( طيب باسل وينه ..هو بارحه ما راجع معاكم ...)

رفعت عيونها لي بتفحص ، لكني وزعت نظراتي للمكان من حولي / ثم قالت :

( بوخالد اتصل فيه حتى يتأكد من ادوية بنتهم وينظم مواعيدها )

ثم اردفت :

( باسل كان موجود هذا الصباح ، لكنه رجع لبيت عمه مدري معاهم عزيمه رجال او شي مثل كذا..)


مو مشتاق لي ...حتى ما قال صحوها عشان اسلم عليها ....يمكن ناسي وجودي..ولا متناسيه...!

ليش انا ما اتعلم من جموده ، وبروده نحوي ...واصير مثله...؟؟

( باسل سأل عنك ، وصعد فوق ، بس حصلك نايمه ، يمكن ما حب يصحيك من نومك )

هذا كلام خالتي....يمكن انها حست فيني ، وتحاول تهديني ......او يمكن انها صادقه...


لانهاء الموضوع اللي ضيق لي صدري ....رفعت السله اللي بيدي..وقلت لخالتي :

( بروح المطبخ بغسل الفواكه وبجهزها وانتي اسبقيني الصاله ..وبنتقهوى مع جدتي وعمي عبدالله)


دخلت المطبخ من الباب الخلفي...غسلت الفواكه وسحبت الصحن من الدرج العلوي


لكن سرعان ما صار الصحن حطام وانا اسمع من احدى العاملات أسوء جمله تسلب مننا فرحة

هاليوم...

.......

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
26-11-2014, 04:25 PM
نـــــــــــــــــــــــوارة الكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون
أنت مذهلة
مذهلة
مذهلة
لأيام خلت حرصت أن أخلو مع نفسي بأجزاء هذه الرواية الجميلة جدا جدا .. أستمتع بأحداثها المترابطة والمتصاعدة أيضا ..
هل تريدي أن تنجح هذه الرواية بشكل عملي وتنتشر بسرعة وتصبح رواية مشهورة ؟؟
إعملي معها حركتين أو لمستين إثنتين فقط :
1ـــ غيري عنوان الرواية بعنوان أدبي بديل أكثر جاذبية وقوة وسحرا ( العنوان مهم جدا جدا في أي رواية رائعة كتبت للجمهور القارىء )
2 ـــ غيري لغة السرد في جميع أجزاء الرواية وحوليها من لهجة عامية إلى ( لغة عربية فصحى ) وتقدري أن تتوازني في طريقة سرد الاحداث بحيث تقتصر ( اللهجة المحلية ) على ( الحوارات فقط بين أبطال الرواية ) أما السرد والاحداث فاجعليها بلغة عربية فصحى .. أقسم لو فعلت هاتين الحركتين في روايتك الجميلة هذه ستكتسحين بها السوق وواثق لو طبعت في كتاب راح تنفد نسخها من العرض الاول .. رواية جميلة جدا متكاملة مترابطة الاحداث ومكتوبة باسلوب مشوق وقوي جدا ..
ربي يوفقك أختي الغالية الاستاذة المبدعة / نـــوارة الكـــون
برجاء أخوي حار :
روايتك هذه بأمانة شديدة جميلة جدا جدا فاعتني بها كل العناية واهتمي بها بحب صادق
ودي واحترامي لك

بنت االعرب
26-11-2014, 05:30 PM
رواية جميلة
سلمت الانامل
تحياتي لك

نوارة الكون
29-11-2014, 07:43 AM
نـــــــــــــــــــــــوارة الكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون
أنت مذهلة
مذهلة
مذهلة
لأيام خلت حرصت أن أخلو مع نفسي بأجزاء هذه الرواية الجميلة جدا جدا .. أستمتع بأحداثها المترابطة والمتصاعدة أيضا ..
هل تريدي أن تنجح هذه الرواية بشكل عملي وتنتشر بسرعة وتصبح رواية مشهورة ؟؟
إعملي معها حركتين أو لمستين إثنتين فقط :
1ـــ غيري عنوان الرواية بعنوان أدبي بديل أكثر جاذبية وقوة وسحرا ( العنوان مهم جدا جدا في أي رواية رائعة كتبت للجمهور القارىء )
2 ـــ غيري لغة السرد في جميع أجزاء الرواية وحوليها من لهجة عامية إلى ( لغة عربية فصحى ) وتقدري أن تتوازني في طريقة سرد الاحداث بحيث تقتصر ( اللهجة المحلية ) على ( الحوارات فقط بين أبطال الرواية ) أما السرد والاحداث فاجعليها بلغة عربية فصحى .. أقسم لو فعلت هاتين الحركتين في روايتك الجميلة هذه ستكتسحين بها السوق وواثق لو طبعت في كتاب راح تنفد نسخها من العرض الاول .. رواية جميلة جدا متكاملة مترابطة الاحداث ومكتوبة باسلوب مشوق وقوي جدا ..
ربي يوفقك أختي الغالية الاستاذة المبدعة / نـــوارة الكـــون
برجاء أخوي حار :
روايتك هذه بأمانة شديدة جميلة جدا جدا فاعتني بها كل العناية واهتمي بها بحب صادق
ودي واحترامي لك


اسعدني مرورك استاذي الفاضل الروايه مب من كتاباتي علشان اغير فيها انا مجرد ناقله لها

نوارة الكون
29-11-2014, 07:43 AM
رواية جميلة
سلمت الانامل
تحياتي لك



تسلمين يالغلا ومشكوره ع المرور

نوارة الكون
29-11-2014, 07:49 AM
(( الجـــزء/ العشـــــريــــــن ))


مـانـي استـاهـل كــذا مـنـك


يـاوبـل الـسـحـاب . . . .


لاتبلـلـنـي

وانــــا ودي انــــك

مــــا شــــروب. . . .




( فيلسوف الشعر / سعد علوش الهاجري)


توقفت مداراتي الحسية ...وارتسمت كتلة من جليد على كياني بأكمله...

هذي هي الدفاعات اللي اتخذها جسدي حتى يضمن البقاء في وجه اعاصير الأحزان

اللي تأبى إلا أن تتسلل إلى حياتي...

كل ما تعلق قلبي فإنسان اشوفه ينسحب من امامي في طريق الــلا عـــوده...

( وكلي الله يا بنيــه ..هي بخير ....وربي بيقومها بالسلامه ان شاء الله)

خالتي وعمي يستخدموا كل عبارات الطمئنة ، لكني ما زلت بخدر بسبب الصدمه..

سقوط جدتي افزعنا جميعاً بشكل مرعب ، ما توقعت اشوفها بهالحال الضعيف تحديداً باليوم

اللي اصبحت فيه مرتاحه وراضيه، والسعاده مخيمه بظلالها على وجهها....

من اللحظه اللي جلست فيها على مقعد الصالة اللي بجناح المستشفى ما عاد فيني اي

حيل للتحرك من جديد....لدرجة ما صار احساس قوي بالنوم يداعب جفوني...
..

استندت بضعف على الجدار المقابل للمقعد الخشبي وتمددت بإرهاق جسدي ونفسي...

وغمضت عيوني....دون ادنى اكتراث بمن حولي...

اول استيقاظ لي كان على وقع اصوات ، وحوارات ....

ومن بعدها صحيت لما حسيت ان رأسي مرخي على رجل شخص, ويد مو غريبه تمسد جبيني بلطف... ... ..

( من متى وعليا على هالحاله)

( من لما تعبت يدتها.......)

( ومخلنها هنيه...الله يهديكم هذا مستشفى لو احد من قرايبنا ولا عيال عمي دخل الجناح يسلم على جدتي ويشوف عليا بهالحال...)

باسل موجود بالقـرب مني ، كل عرق بقلبي صار يرجف بتوتر ...

ما زال قربه يضعفني الى الآن ....حاولت اقوم ، ابا اتحرك من مكاني..

لازم ابعد عن باسل...ما اباه يقرب مني ولا يلمسني، مو لازم يعرف مدى ضعفي...

جلست في محاولة لاسترداد قليل من قوتي اللي سلبت مني منذ ضحى اليوم ..

لما اعتدلت واصبحت جالسه وباسل ما زال جالس بالقرب مني رفعت يدي وعدلت شيلتي

وقبل لا اتغشى امتدت يده ومسك ذقني ولف وجهي لمواجهته...

( عليا ..... كيف حالك.....؟؟)


عيوني التقت عيونه بعد غياب شهور ، ويش هالنظره الغريبة اللي بعيونه ...؟؟

هل هي مشاعر من اشواق مختزله ، ولا هي لطافه يقتضيها الموقف ...؟

او انها مشاعر شفقه كالعاده.....نزلت عيوني في عجز عن فهم لغة عيونه ...

باسل ما زال ينتظر اجابة لسؤاله ....كيف حالي.....؟؟

اذا انا بروحي مو عارفه كيف حالي ..كيف ينتظر مني جواب لسؤاله ....


رجع ينطق من جديد:

( عليا سمعيني ..امي بخير ...لا تخافي عليها...وبكره ان شاء الله راح تخضع لعملية قسطره

سهله جداً .....وحتى شوفيها هي بغرفة عاديه مو بالعناية ، يعني لو تعبانه راح تكون بالعنايه....لكنها طيبه الحمدلله..)

رجعت اغمض عيوني من جديد...ادري بكل اللي قاله ...لكني ما زلت مجهدة نفسياً...

سألت خالتي : ( بسم الله على بنتي ...باسل ويش صار فيها..ليش ما تتكلم...)

جاوبها باسل : ( ما فيها شي بإذن الله ..منظر سقوط امي صدمها شوي..)


قال عمي عبدالله :

( باسل خذ حرمتك..وروحوا البيت..خليها ترتاح ..وانا واسماء بنتم هنيه مع الوالده)


رد عليه باسل :
( وانا افكر كذا بعد....سبق وتكلمت مع الأطباء المسؤولين والكل اكد ان حالتها مستقره..

عشان كذا الحين بنروح..وباكر الصبح بنرجع..في حال صار اي شي اتصلوا فيني، عمتي

هاجر باكر راح يوصلوا من السفر وراح تتم مع امي غاليه ..)


اول ما وصلنا البيت نزلت من السياره وبشكل اتوماتيكي ..وبتحركات محفوظه في العقل

اللاواعي قادتني رجلي الى طريق غرفتي...ورغم التعب والضعف ..والتوهان ..كنت منتبهه

لتحركات باسل بجنبي....لذلك كنت حذره حتى ابعد عنه بأي وسيله..رافضة لأي قرب او حديث

بيني وبينه.....صعدت الدرج ودخلت غرفتي ، قفلت باب غرفتي وسحبت المفتاح معي

حتى اقطع عليه اي خطوه يفكر يخطيها باتجاهي....

وبصورة متعمده تجاهلت كل طرقات الباب ، ونداءات باسل المترافقه مع طرقاته...

وتوجهت لأفضل عمل ممكن يقوم به الانسان في احلك الأوقات واصعبها

وهو التوجه الى رحاب الله وطلب رحمته....



احنا بأول الليل ...وليل الوحده دائماً طويـــل....والأمطار المتساقطه بغزاره منعتني من النوم

ولأول مره احس أن المطر وأجواء المطر تبعث الكآبه في قلبي...وآخر ما كان ينقصني هو ان

الكهرباء تفصل هذي الليله....

جذبت نفس قوي وغمضت عيوني وانتظرت للحظات في انتظار عمل المولد الاحتياطي.....



فتحت عيوني وكان الظلام مستمر.... انتظرت لمدة دقائق اخرى.......لكن المولد ما اشتغل..!


ويش هاليووووم اللي مو راضي يعدي ....!

صوت الطرقات على الباب بدت تعلى ...سألت من مكاني :

( مــــن )

وانا كلي امل انه تكون وحده من العاملات حتى أسألها عن المولد الاحتياطي ليش ما يعمل .....

لكن لما سمعت صوت باسل : ( هذا انا افتحي )

قررت اطنش....واتجاهل نداءاته وتهديداته بأنه يفتح الباب بطريقته......الى ان مل وغادر...


لما استمر الظلام بالغرفه بديت بضيق ابحث عن جوالي ...مدري وين خليته طول يومي ما شفته..

تحسست الأدراج اللي بجنب السرير من الجهتين بس ما حصلته ...

اتجهت للتسريحه اول ما مديت يدي ضربت زجاجة عطر ..وما هي الا لحظات

وصوت تهشم الزجاج كان مالي المكان ....انتابتني لحظة قهر وضعف حسيت اني

بحاجه للصراخ والبكاء بأقوى صوت حتى ارتاح....لكني تعوذت واخذت انفاس عميقه حتى اهدي نفسي...

لما سمعت صوت باسل بالخارج صريت اسناني بغضب...ليش ما يروح لبدريه ...

ويش جايبنه لهنيه ، وهو يدري بأني رافضه لقائه فليش كل هالعناد....


بعد لحظات ولمفاجئتي انفتح الباب بكل سهوله ........!


لكن عنصر المفاجأه ما استمر كثير لأني عرفت انه من تهوري سحبت المفتاح ، وهو اكيد انه معه مستركي لأبواب البيت....او نسخه ثانيه من مفاتيح الغرف......

لما شفت باسل واقف قدام عتبة الباب وبإيده مصباح يدوي صغير بضوء نفاذ..

عرفت انه قاصد يلتقي فيني اليوم...يبا يتكلم معي....و يبا يثير كل أحداث اليوم من جديد...

الجمود مدري الصبر اللي طاغي علي هاليوم راح يتكسر بكلمات بسيطه من باسل..

راح ابكي واضعف امامه من جديد......وبكلمات منه راح تصفى مشاعري تجاهه...

لكن كل هذا خطأ..لأنه ما يستحق...تفكيره الأناني هو اللي اسقط جدتي بالمرض

ولو أنه أسرع بالرجوع كنا راح نتلافى كل هالأزمه..لكن الإهمال منه وهو السبب باللي صار..


ضوء المصباح تسلط على أرجاء الغرفه...وباسل تقدم لكنه ما زال يجهل موقعي فمن السهل اني

ألتف وأطلع من الغرفة من دون لا اضطر لمواجهته....

بحركه سريعه تقدمت ناحية الباب ..لكن أنّــــة ألم صدرت مني لما حسيت بشظية زجاجية

كبيرة وحاده تخترق الجلد الناعم بكعب قدمي وتدخل بعمق....

( ويش في ...ويش صارلك....عليا.....)


تحاملت على نفسي و بأنفاس متسارعه بديت أطلع من الغرفه بسرعه...وانا اسحب قدمي المصابة ..والزجاجه ما زالت عالقه بداخلها....

نزلت من الدرج ...وأنا أتلمس الجدران والزوايا حتى اشق طريقي وسط الظلام ..

اتجهت للمطبخ .....وطلعت من الباب الخلفي....واستقبلني هطل المطر بحفاوه..
في محاولة لاسترداد انفاسي جلست في مقاعد خشب التيك الصلبه.....

كنت احس بقطرات المطر تخترق البلوفر الصوفي ...وتغسل شعري ووجهي

في ظل الأجواء البارده....حتى بدت اسناني تصطك من البرد...لكن ما كان عندي

النية بالرجوع لمواجهة باسل.....

وجودي في الظلام والمطر والبرد أفضل من مواجهة باسل والانفعال امامه...

مرت دقايق حسيتها طويله....لأن الثانية تعادل دقيقه في هالأجواء....لحد ما

حسيت ان قطرات المطر ما عادت تتساقط بشكل مفاجئ.....!

بخوف وتردد رفعت عيوني واتضح لي باسل واقف والمظله اللي بإيده

هي السبب في حجب قطرات المطر عني....



( ليش جيت....)

سألته وأنا ما زلت على نفس وضعيتي...

جاوب بهدوء :

( جيت أعلمك أنه جلستك في هالأجواء الماطره والبارده خطيره اذا كنتي جاهله..)


رديت بصوت مستهزئ :

( اذا على كذا ..تطمن ترى مو جاهله..توكل وارجع البيت لا يصيبك شي من الأخطار)


رد باستهزاء مماثل :

( لااا....من يقول ارجع ......)

ثم اردف :

(أنا انسان عاقل ..وأمامي انسان مو عاقل ..فمن واجبي أني احميه الى ان اوصله لبر الأمان )


جاوبته بحده:


( انا مو بحاجتك ..لا اليوم ولا راح اكون بيوم...روح توكل ..ادخل البيت ..واتركني بحالي)


وقف الحوار... ....و استمر الصمت لثواني ...ثم فجأه .....

رجعت قطرات المطر تنزل من جديد.....وقبل لا افهم .....

انتبهت للمظله وهي تسقط على الأرض...وايدين باسل تلتف حولي..

وبحركه سريعه صرت محموله بين ايدينه....


حركته الغير متوقعه فاجئتني.....وقبل لا اعترض وانا بين ايديه ركض بسرعه للداخل ...

لما دخلنا البيت ....وقف لاسترداد انفاسه ...وبديت اصرخ عليه حتى ينزلني

وهو معاند ..وجهت له ضربات متفرقه ..من دون فايده....

خطى عدة خطوات فالصاله المظلمه ...وفتحت الأضواء ...حسيت بارتياح لعودة الكهرباء

حتى اقدر افلت من قبضة باسل ....واتوجه لغرفتي .....


لكن لما شفت العاملات الواقفات ونظراتهن المليئـــه بالإعجاب لرومانسية الموقف المعروض قدامهن.!

أخفيت وجهي المقهور والخجلان في نفس الوقت في حضن باسل ....

لحد ما سمعت ضحكته الخافته المستمتعه بالفكره اللي تمحورت في بال العاملات....

بكل قهر كورت يدي وضربته بقوة وانا اقول من بين اسناني

( ماشي يضحك...نزلني ذلحين.......)

( اخخخخخ...بس خلاص...شوفي حتى هالشغلات يقدرن رومانسية الموقف اكثر منك)


ثم نزل نظراته لوجهي وقال :

( ويش رأيك تاخذي دورة بالرومانسية..مو فكره حلوه )

رومانسيه....! رومانسيه بيني انا وباسل ..حياة زوجيه طبيعيه تجمعنا ..في ظل وجود بدريه ..

هالأمر مستحيل ...وتحققه مأسآه ما راح تكون في صالحي مستقبلاً ابداً..

لكن هل باسل يحب بدريه...هل هو رومانسي معها..هل يرتاح بالتواجد معها اكثر..

يعاملها بلطف ومحبه .....؟؟

الغيره معميه ..كذا دايم ينقال ..لكن معقوله ابا اترك نفسي اسيرتها ..واسيرة باسل

باسل اللي هو زوج بدرية ....!

تفكيري بهالطريقة حسسني بالقرف من باسل ومن تواجدي بأحضانه..


باستغراب سأل باسل :

( هييييي وين رحتي ...؟؟)

تحركت بعدم ارتياح بين ايدينه..لكنه شدد قبضته حولي..

صرخت فيه بلا شعور :

( نزلني ...... بروحي اقدر اسير ..نزلني بلا هالحركات )

رد بغضب :

( خفضي صوتك يا عليا، ويش فيك انتي ..؟)

لما ما شفت منه اي بوادر بالتحرك , بكامل قوتي ضربت كفي بصدره وبكل طاقتي

قفزت على الأرضيه ....

لما سمعت صوت احتكاك الزجاجه بالبورسلين ....في هذاك الوقت حسيت الألم يطعن بقلبي

مو برجلي...

لأني ببساطه قدني نسيتها ..! نسيت وجود زجاجه متعلقه بقدمي....

لما شفت ملامح باسل مظلمه تبينت ان صرختي اللي ما زال صداها مدوي بالصاله

كانت كفاية حتى توصل مقدار الألم اللي احس فيه...ورجلي النازفه كفيله بشرح الوضع..

بارتجافه جلست ومسكت رجلي بتملك برساله مفادها يمنع الاقـــتراب...!


لما اطلت النظر في منظر قدمي المصابه ومنظر الدم الدافي اللي يسيل من حول الجرح بدت

القشعريره تعتلي جسمي..ونوبة غثيان تداهمني...

لما شفت باسل عدل جلسته بجنبي رفعت يدي عشان يوقف مكانه

وبتهديد قلت من بين اسناني :

( لا تقرب )

كثرت تعوّذ باسل من الشيطان في محاوله منه لامتلاكه الصبر ما كانت مفيده في هالموقف ..

ومن دون ما يوجه لي اي حرف ..رفعني بسهوله وطلب من العاملات يرجعون على قسمهم..


واصل مسيره باتجاه الدرج المباشر اللي يوصل للطابق الثالث ..بالتحديد لقسم بدريه..

لما جيت ابا اعترض قبل لا انطق ..قال بحده زمان عنها :

( بـــــــــــس , مـــابـــا اسمــــع ولا كلـــمه )


وواصل مسيره بالدرج...مرت الثانيه الأولى, تبعتها الثانيه , وانا ابتلع ريقي واحاول اتنفس

بعمق حتى ما ابكي ........لحد ما وصلنا القسم ....


كانت مخاوفي انه ياخذني لغرفة بدريه...مدري ليش ما ودي اكون فيها، ولا ادخلها ابدا..!

لكنه تعداها ...لغرفه اخرى اشبه بالمكتب......بهدوء جلسني على الأريكه الطويله..

ثم قال بتهديد:

( خلني اشوفك متحركه ولو شوي )

مو لازم هالتهديد ..لأني من الاساس ما عندي اي نيه بالتحرك مع حالتي اللي مو مريحه

مع ملابسي الرطبه ...وجرحي النازف...


لفيت ايديني حول جسمي عشان ادفى شوي ورفعت رجلي وحده فوق الأريكه والقدم المصابه كانت بالأسفل...

لما رجع باسل كان بإيده حقيبة بلاستيكية طبيه ...وبإيده ثانيه منشفه بيضاء...

ركع على الأرض جنب رجلي ولف الفوطه الرطبه من الماء الدافي حول قدمي

سألته بارتجاف ونبض قلبي في تسارع :

( ويش تبا تسوي...؟؟)

رفع عيونه الناريه وملامحه ما تزال مظلمه..! وقال :

( لســـلامتك خليك هاديه واسكتي..)

لما حسيت بيده تسحب الزجاجه من وراء المنشفه ضغطت اسناني بقوه

لكن ما قدرت أقاوم الألم حركت رجلي , وبعدت قدمي عن يده ، وانا ارتجف وانفاسي متسارعه

لكني متماسكه ماباه يشوف دموعي ..لأني لو ابكي ذلحين ما راح اقدر اتحكم بحجم بكائي..


بضعف وشفاه مرتجفه مقاومه البكاء قلت له :

( كافي....ما اقدر استحمل اكثر...)


هالمره لانت ملامحه لما رفع وجهه لي قال بشبه ابتسامه:


( لا يكون تبا تبكي على هالجرح البسيط )


بنفي وبمشاعر متكلفه لشدة المقاومه حركت رأسي بنفي كاذب...

قال :

( زين يالله نزلي رجولك..عشان اطلع الزجاجه )

بحركة مرواغه منه قبل لا ينهي كلامه ايده وصلت لقدمي وسحب الزجاجه

رميت بنفسي على وجهي في الأريكه واطلقت العنان لبكائي ، ومثل ما توقعت

نحيبي غير مسيطر عليه ، بكل المشاعر المكتومه طيلة اليوم وطيلة ايام غياب باسل بكيت..

لما ظهرت شهقاتي المتتاليه قال باسل وهو ما زال يعقم ويداوي الجرح


( خلااااص ما باقي شي...اهدي مو زين تبكي كذا )


ليتني ابكي بسبب هالجرح...لكن دموعي اكبر من كذا يا باسل ..

ابكي هموم ، ابكي حرمان ، ابكي وحده ...ابكي جرح مستوطن بوسط قلبي..

ابكي عذاب انشقاق بصدري انت سببه يا باسل ...ابكي وجودك حجر عثره يحول بيني

وبين رجوعي لحياتي ومشاعري السابقه....

شهقت لما رفعتني يد باسل والصقني بصدره..بعد ما جلس بالأريكه...

وايده تمسح ظهري بخفه...والثانية على شعري الرطب...وقال :

( ششش خلاص خلصنا ..اهدي ذلحين )

من بين شهقاتي قلت له:

( كله بسببك انت، لو انك ما تأخرت ما كانت جدتي راح تتعب لهالدرجه)

قال بهدوء :

( جدتي حلفت اننا ما نرجع قبل ما نحاول نتأكد من وجود علاج لحمل بدريه ..يا عليا )

من بين دموعي رديت عليه:

( هذا مو عذر.. انت تأخرت واجد، المفروض ترجع من وقت لكنك اناني ، ما تفكر الا بنفسك)

مد يده ورفع ذقني بأصابعه وقال بقليل من حده :

( انتي مو طفله يا عليا ، عشان تلعبي لعبة اللوم هذي اللي ما منها فايده ، وانتي بروحك تعرفين
جدتي ، فماله داعي نعيد ونزيد فالموضوع )

حدة كلامه اعادت الدموع لعيني بغزاره اكثر ، وصارت شهقاتي متتابعه من دون نفس:

حاولت اقوم وابعد عنه لكنه ما خلاني ...

( اهدي بس خلاص ، على ويش هالبكاء كله ..جدتي وبخير، ورجلك ما اظن تألم لهالدرجه)

بصعوبة قدرت انطق واقوله :

( كله بسببك انته )

قال بصوت بريء..! :

( ويش سويت لك انا ..جاي من السفر ومشتاق لك شوق ما عمري اشتقته لمخلوق )!

رفعت ايديني ووانا اغطي سمعي عن كلامه وصرخت فيه :

( لا تقول هالكلام ....لا تقوله وانت مو قاصده ..انا ما اباك ..ومابا اعيش معك..انت زوج بدريه

وانا لا يمكن اتحمل ....انت ما تباني وانا اعرف ...واعرف ان اهتمامك مزيف ...)

غرق وجهي بصدره وجسمي مرتخي بالكامل..واكملت نحيبي من دون سيطره.....


ايدينه شددت من احتضانه لي ....وكفه ما يزال يمسح ظهري بخفه...لحد ما خفت حدة شهقاتي وارتجافة جسمي...

كل ما كنت خايفه منه صار....كل صمتي تبدد..كل ما بقلبي انفرط بسهوله قدام باسل...

بعد دقائق طويله من الصمت اللي تشقه صوت شهقاتي بين الفينة والأخرى...

حسيت بيد باسل ترتفع لملامسة وجهي...ومحاولة رفعه...ويش يبا يشوف..؟؟

دموعي ، انكساري وضعفي امامه.....؟؟؟.....لكني مع اصراره استسلمت ليده ...

وحسيت بقبلته اعلى جبيني ..غمضت عيوني بارتجافه...

وصلني صوته :

( عليا افتحي عيونك وشوفيني )

ثم قال من جديد :

( عليا ...)

بدأت عيوني تفتح بتعب ....لمقابلة عيونه ولاحظت نفس النظرة الغريبة اللي كانت تحتويها لما كنا بالمستشفى ما زالت فيها....

قال بصوت هادي:

( لا ترددي مثل هالكلام اللي قلتيه الليله ، وقلتيه ليلة سفري بشقة الخوير لأنه ما زال محفور بقلبي ...تدرين ليش يا عليا ..؟؟؟)

حركت رأسي بنفي....

قال :

( لأنه مؤلم......لأن كلماتك قويه وجارحه يا عليا....)

جاوبته بهدوء :

( عشانها صادقه يا باسل، والحق دايم يوجع )

قال بشبه ابتسامه :

( وانتي تحسبيني مشفق عليك ، وتصرفاتي كلها مجامله لك...)

مديت يدي ومسحت دموع ما زالت تتساقط من عيوني ...

وقلت له :

( تبا تكذب يا باسل ، تبا تكذب وتقول انه عمرك ما اشفقت علي)

رفع يديه من وجهي بعلامة استسلام وقال :

( اعترف اني مشفق عليك فالماضي ، كنتي طفله يا عليا ..طفله ومستقبلك مرهون بي

فشيء طبيعي ان احساسي يكون من باب المسؤولية ويحمل جزء كبير من الشفقه )


سألته بقهر :

( وبدريه بعد تشفق عليها عشان مرضها ...ولا بدريه لها موقع خاص بقلبك ومنزه عن اي شفقه )

اقترنوا حواجبه باستنكار وقال :

( ويش دخل بدريه فحديثنا ذلحين )

جاوبته بقهر :

( كيف ويش دخلها ، بدريه لها دخل كبير بحياتنا ...في حديثي معها اذكر انها اعترفت انها

تكرهني ...وانها تحس اني سبب دمار حياتها ، وبدريه هذي عشانها انت هجرتنا انا وجدتي لأكثر من اربع شهور )

اخذ نفس عميق وقال :

( بدريه بنت عمي محمد يا عليا ، عمي محمد اللي كان لي اكثر من اب اثناء غياب والدي لما كنت صغير ...وحتى كبرت....)

بمقاطعه سألته والفضول ذابحني :

( كنت تحبها ...قبل زواجكم..كنت تباها مثل ما هي تباك يا باسل )

قال بوجه محايد :

( ماشي حب يجي قبل الزواج يا عليا ...وان صار فهو خطأ لأنه تعلق فوهم في اغلب الأحيان ما يصير له اي حضور على ارض الواقع )

بفضول قلت له :

( وبعد الزواج ..)

قال بضحكة قهر :

( هو احنا لحقنا )


كل اوصالي تجمدت ...يقصدني انا ..يقصد انه بسببي انعدمت حياتهم الزوجيه وانحرموا

من حياة طبيعيه هانئة .....رفعت يدي لفمي وانا اكتم بكاء خانق ..اشبه بالحريق يجري بحلقي وصدري

لحد ما انيت بصوت مبحوح

صرخة باسل وصلتني وانا بقمة نحيبي :

( يا عليا والله ما اقصدك ولا عمري حملت بقلبي عليك شي..حتى وان قلته بلساني

لكن بداخلي اعرف انك مالك ذنب باللي صار وبدريه هي اللي القت نفسها بالنار...)


في محاوله منه لتهدئة الارتجاف اللي اصابني لكثرت بكائي...

جمعني بين ايديه من جديد..اقرب له ....قال بعد لحظات :

( بس خلاص ..مو ناقصنك بكاء اليوم ...شكلك مجمعه دموعك تنتظري موعد رجوعي ..)

ثم اضاف :
( شوفي بلوزتي مليانه دموعك..هذا من غير رطوبة المطر اللي متجمعه بملابسك )

قلت بضعف :

( بروح غرفتي )

قال باستهزاء :

( اذا قدرتي توقفي لدقيقه كامله وقتها ارجعي لغرفتك ...انتي ما تشوفي شكلك كيف؟؟ )

لما وقفت باستقامه..حسيت الدوار يعصف عصف براسي...ولو مو ايد باسل كان ارتميت بالأرض..

رجع يساعدني على الجلوس بالكنب...وسأل :

( جاوبي بصدق ..انتي اليوم تغديتي...تعشيتي ..ولا قاتله نفسك من دون لا تاكلي )

باعتراف قلت :

( شربت كوب قهوه )

لثواني صارت ملامحه مستعره ، لكنه سرعان ما سيطر على نفسه وحاول يرفعني لكني رفضت

سندني بيده وفتح باب في داخل المكتب....!

هذا مو مكتب مثل ما كنت اعتقد ..لكنه جناح متكامل ..اشبه بشقه ...كل شي فيه يدل على انه
باسل عايش هنيه ..مو عند بدريه..

بسبب الغيره حسيت قلبي يرتاح لهالمعلومه الجديده.....

جلست فالسرير ...وبعد لحظات رفع باسل حقيبة متوسطه وفتحها وقال :

( بدلي ملابسك ...انا بنزل تحت بجيب لك عشا وبجي )

القيت نظره على الملابس اللي بالحقيبة ....!هذي ملابس من .؟؟؟

قلت له باستغراب :

( هذي ملابس من ..؟؟؟؟)

قال وهو طالع :

( قطع شفتها معروضه بالمانيكان اللي بواجهة المحلات لما كنت مسافر وذكرتني فيك )....!!!


اخذت اقرب بلوزة ...ولبستها بدل البلوفر المبتل ...هذا كل اللي اقدر اسويه...

ومن دون لا احرك حقيبة الملابس من مكانها استلقيت جنبها ونمت.....


..... ..

نوارة الكون
30-11-2014, 08:58 AM
(( الجـــزء / الحـــادي والعشــــريـــن ))


____________________


( من غياب الأمل ) :

تُولد نجمة الغمام >>

لا أعرف ما هو الأمل. . . .؟

وما هو نقيضه من يأس مضيء وانهيار ، ، ؟

لا أعرف اليأس . . . ؟

ولا الظلمة َ والضوءَ . . . . ؟ ! ؟


أيهما يقود الآخر نحو الضفّة

أو النفق، ، ،

أو الصحراء، ، ،

ليس أمامي غير جهامة هذا الأفق

أجبالاً تتناسل في ذاكرة الوعل. . . .!



( ســـــيف الـــرحبــي )


صوت رنين الهاتف ازعجني ،و ايقظني من سباتي الهانئ. . .لأكتشف اني ما زلت نايمه

في غرفة نوم باسل ....وفي سريره بالتحديد..!!

الوضع بالليل كان اكثر تقبلاً بالنسبه لقضاء ليله في غرفة باسل لأن التعب كان مسيطر علي،

لكن الآن مشاعري انقلبت ضدي بعدم ارتياح من عدم اصراري على العودة لغرفتي ليلة الأمس..


وينه..وين راح باسل ليش ما يرد على الهاتف المزعج ...تحركت بضيق وكسل باتجاه الصوت

خارج الغرفه...و انا احس بوخزات الألم اكثر حده هذا الصباح ....

دارت عيوني في ارجاء الصاله اللي من الصعب ان يطلق عليها صاله..لأن باسل محولها

لمكتب مع وجود كل هالأجهزة، والكتب ..!

توقف الصوت....تقدمت جهة المكتب...وحصلت فاكس جديد واصل...

بعد تعاملي السريع مع الجهاز... انتابتني الحيره وبشده ...اشوف الأوراق ولا ...؟؟

اذا قريتها معناته اتعدى على خصوصية باسل....لكن اذا تركتها الفضول بيعذبني...!!!!


يعني ويش بيكون فيها، اكيد موضوع يخص العمل..../ او ممكن فاكس مستعجل ومهم..ولازم اقراه عشان انّبــه باسل عشانه...!....لكن لو تضايق من فعلتي..؟؟!


بالأخير فضولي السيء سهل الوضع بفتوى تشبه فتاوى هالعصر..!

بأنه مافي خصوصيه بين الحرمه وزوجها....!!!!!!

اوراق من جامعة فينكس الأمريكيه.....هذي الجامعه اللي يحاضر فيها عمي عبدالله..يعني اكيد

الفاكس له...رفعت الأوراق باستغراب وانا اشوف ان محتواهن رد على رسالة استفسار

واصلتهم حول المقاعد الشاغره...والمواد المتوفره ..لذلك الفاكس كان شبه اعلاني....

احساسي الأنثوي يحذرني من خطر قريب...وبالتحديد حول هذي الأوراق...وانا متأكدة من قوة

احساسي..لذلك ما ضيعت وقت..لأني ما ادري وين باسل..ولا ادري متى راح يرجع...

بديت ابحث في الأدراج بسرعه ...متنقله من درج الى آخر...بحثي ما كان عن ماده معينه

بقدر ما كان ماضي خلف شعور غامض حذر يراودني...حتى سقطت يدي على الملف اللي جمد

كل اوصالي.....قلّبت اوراق الملف في يدي بارتجاف.....

وانا اشوف من خلال هذا الملف نهاية لكل حلم وأمنية للتقارب بيني انا وباسل . . .


رجعت الملف لمكانه ..ورتبت الأوراق بانتظام جنب الجهاز....واخذت نفس عميق غير سامحه

لنفسي بتذكر أي شي من اللي مر علي في الأوراق السابقه ...فقط ابا استمتع بهذي الأيام....ومن بعدها ارتضي بالألم لنفسي.....



بخطوات سريعه بديت اتحرك وانا احس بعودة الألم بقدمي مع كل خطوه..لما قربت اطلع من المكتب .....شفت ورقه ملصقه بظهر الباب....


" انا رايح المستشفى لجدتي ، .. عملية القسطرة ما تاخذ وقت طويل ..فما راح اتأخر افطري

لا تنسي "

وبالأخير موقع الرساله باسمه.......!


لا والله...! هذا الانسان يمزح ولا جاد....جدتي في غرفة العمليات وانا اتم هنيه بعيده عنها ..!

يعني اول ما تخرج من غرفة العمليات ما راح تحصلني جنبها....هالإنسان مدري كيف يفكر..!


دخلت بوابة المستشفى بلسان يدعي بأن الله يلبس جدتي الصحه والعافيه ويقومها بالسلامه لنا..

اتجهت بصورة مباشرة لجناحها الخاص .... بعد ما اجتزت عقبة الحراسه بصعوبه..


دخلت صالة الجناح كانت فاضية....اتجهت للغرفة ..اخذت نفس عميق..وادرت مقبض الباب..


الوقت متأخر جداً...في ساعات الظهر الأولى...لذلك في افضل الحالات من المفترض ان القى جدتي

متنبهة ،...يــاارب رددتها بلساني وبحضور كامل وصادق في قلبي...

جدتي يقظه ومستلقيه بهدوء على السرير ..فيما احدى الممرضات تتأكد من المؤشرات الحيويه..

وعمتي هاجر وخالتي جالسات بكراسي منفرده قريب منها ..وملامح الراحه والفرح باديه على وجوهّن ...

اغلقت الباب ورايه .....وتقدمت وانا اكثر راحه من السابق ....

خالتي قامت اول ما شافتني..قالت باستغراب :

( عليا ......)

رفعت الغشوة....وسلمت عليها ....ومن ثم سلمت على عمتي اللي قالت :

( ما توقعناك تجي...... باسل يقول انك تعبانه )

هذي حيلته...! قال لهم اني تعبانه ..ما عليه يا باسل ..انت اللي راح تنحرج قدامهم ذلحين مو انا..!

اول ما انهت الممرضه عملها ...انفتحت لي الأحضان اللي كدت انحرم منهن لولا رحمة الله ولطفه....

بخفه حطيت بين احضانها...وانا مراعيه لحركتي القريبه منها...حاولت اصبر نفسي..

حاولت احبس دموعي لكني ما قدرت...بكيت..وهي بعد بكت ...

لمتها وانا اقول :

( شايفه يا جدتي اهمالك لصحتك ..كان راح يحرمنا منك ..)

قالت بصوتها المطمئن وهي تمسح على رأسي :

( محدً يموت قبل لا ينتهي اجله يا امي..)

بدل ما اواسيها..جدتي هي اللي واستني بكلماتها الدافية المطمئنة..اللي انا بحاجتها اليوم

اكثر من اي يوم.....شعوري بالإطمئنان زاد لما عرفت منها عن نجاح عمليتها، وعن سماح

الأطباء لها بالخروج من المستشفى اليوم....

( تعالوا تعالوا محد غريب..هذي عليا..) قالت عمتي هاجر

رفعت راسي من احضان جدتي..وبديت اجفف دموعي...

وصلني صوت عمي عبدالله :

( كيف حالك عليا....؟ باسل يقول انك تعبانه )

رديت عليه بهدوء :

( الحمدلله طيبه مافيني شي...)

ثم اردفت وعيني بعين باسل :

(و لو كنت تعبانه ما كنت راح اجي ..!!)

ملامحه بدأت بالاشتعال ..لكنه قال بهدوء :

( من اللي جايبك....)

رديت عليه بانفعال :

( والله يوم رحت وتركتني .....اضطريت اجي مع السواق )

قال بدفاع :

( رجلك مجروحه...وامس تونين في نومك...كسرتيلي خاطري وما قدرت اصحيك )

لازم هو الصح ....باسل ما يغلط.....! هذا هو لمع صورته قدامهم .....وخلاني اظهر بمظهر غبي جداً قدام الجماعه .....!

قالت جدتي :

( يا امي دامك تعبانه ليش تجين..انا بعافيه ...وذلحين بيرخصوني وبروح عند هاجر كان جايتني هناك غدوه ( بكره) ..... ..)


ويش اللي يودي جدتي بيت عمتي، ! بينما من المفترض انها ترجع معنا البيت حتى باسل يكون قريب منها ويهتم فيها

هدوء غريب..يحوي افكار متضاده ..بمعنى آخر في مشادات بين طرفين ...بس مو متأكده من بالضبط...

باسل تقدم ناحية جدتي وقال :

( الله يهديك يا امي قايل لك هالكلام ما يصير...تعالي لبيتك وخليني اهتم فيك..)

جدتي صدت عنه لجهة اخرى....وقالت بزعل:

( انا اروح المكان اللي يريحني ..عند الناس اللي يرضوني...)

ويش صاير فالعالم حتى جدتي تزعل من باسل هالزعل كله.........!!!!!!!

التوتر غطى على الأجواء حتى قالت عمتي :

( افا عليك باسل بيتي هو بيت امي ..وان شاء الله ما اقصر في رعاية امي ..)

طرقات على الباب ....خلتنا كلنا نتغطى بمن فينا خالتي اسمااااء..!!!!

بحركة من يد عمي عبدالله القت شيلتها على وجهها...في نفسي دعيت بأن الله يهديها دووم وبنية
خالصه لله.

( يا الله يا امي جاهزين انتي ويدتي؟؟؟...)

جاوبته عمتي :

( ايوه حبيبي جاهزين....انتظرنا عند البوابه )

جدتي بتروح مع عمتي ...وانا ابا اروح مع جدتي...ما بعد شبعت من شوفتها...ويش حل هالمعادله....؟؟

قلت بمجازفه :

( جدتي ..انا بروح معك ......؟؟؟!!)

( نــــعـــم ) بحده صدرت هالكلمه من باسل

حتى قاله عمي عبدالله :

( ويش فيك ..هدي شوي ...)ثم اردف وهو يلتفت صوبي:

( عليا يدتك بتروح بيت عمتك مو راجعه البيت معنا )

قلت باصرار :

( ادري سمعتها...بس بعدني بروح معها )!

قال باسل وهو يغلي :

( جربي تروحي ...كان تحسبي ما وراك ريال والله لغير اراويك..( اوريك ).. )

قلت بقهر وتحدي :

( ما هميتني لا انت ولا تهديداتك ، وين ابا اروح بروح )

قال بغيض :

( عليــــا والله انـــ......)

قاطعه عمي عبدالله بصرخه :

( بـــس انت واياها ..انتوا في مستشفى جايين تزوروا مريضه ولا جايين تعذبوها بجدالاتكم..)

انزويت بجهة جدتي اللي كانت قايمه من سريرها..

لما قربت منها قالت بشويش :

( عليا يا امي الحق عند ريلك...روحي معه ...لا تخليه يعصب عليك...)

قلت بضعف :

( بس انا ابا اروح معك ...مشتاقة لك ...)

قالت وهي تودعني بقبل على وجنتي:

( ما بتوانى عند هاجر بعون الله ...)

بعد وقت طويل ....الغرفه خلت الا مني ومن باسل....وكل واحد فينا منزوي في جهه وساكت..

بعد لحظات قال :

( سيري يا مدام ...)

رديت عليه بغضب وبدون لا انتبه :

( انا مو مدامتك ..وما يشرفني اكون ..)

قال بضحكه :

( ومن قالك مدامتي..انا قلت مدام فقط ..الحرف الأخير من عندك....لكن بالطبع هذا ما يمنع اني اقول مدامتي لأنك كذلك ..)!!!

جاوبته في محاوله لإيلامه :

( اصلاً انت غلطان انا آنسه مو مدام ..بس من يعرف يمكن راح اصير مدام فالمستقبل لشخص يستاهل)

قال بقهر وغيض :

( عن الغلط يا عليا...اليوم تعدياتك كثرانه واااجد ..فخليك محترمه بكلامك )

رديت عليه :

( انا طول عمري محترمه ..وما اغلط على احد..لكن ماشي يمنعني ان اراعي المصداقيه والواقعيه فكلامي)

لف على جهتي وسحب ايدي حتى يوجهني لمقابلته وقال بحده :

( اي مصداقيه واي واقعيه يا عليا...انتي مجنونه ...انتي وازنه كلامك قبل تقوليه..تعرفي ويش معناته )

رديت عليه بحده مماثله :

( ايوه عارفه ويش معناه ..وصدقني قاصده كل فكره جات في بالك ...)

ثم اردفت وانا ابعد يدي عن قبضة يده :

( تدري يا باسل ..طول عمري انطعن...لكني هالمره ابا اطعن نفسي ..علّ وعسى يكون الألم

اهون عن سوابقه )

اقترنوا حواجبه باستغراب..باستنكار...بقلة استيعاب لحديثي......

كنت اشوفه وهو يحاول يلملم كلامي كعادته ...حتى يفهم المغزى...لكنه فشل ....

ضحكت بداخلي باسل فشل في فهمي هالمره...!

ضربات على الباب افزعتنا احنا الاثنين ..التفتنا وشفنا احدى الممرضات واقفه جنب الباب

ثم قالت :
( ويش المشكله ..؟؟)

اووف ويش هالفشلة اكيد انها سمعت اصواتنا العاليه....او يمكن شي من حديثنا ...!

باسل قال باختصار :

( ماشي مشكله..احنا ذلحين طالعين..هيا عليا ..خلينا نرجع البيت...)

اثناء طريق العوده كان الصمت سائد طوال الطريق.......اول ما وصلنا لاحظت ان السحب بدت تغطي السماء من دون أمطار...

لكن حبات الرذاذ تتساقط بألق . . . ومع خضرة الحديقه وجمالها والنسمات الهوائية البارده..كان المكوث بالداخل فكره مو مناسبه ابداً وتضييع وهدر لهالروعه الخلابه ...

الا ان خالتي وعمي مقدرين هالأجواء الحلوه لأنهم مجهزين طاولة الغداء في البلكونه المطله على الحديقه....

لما وصلنا ناحيتهم ... سأل عمي عبدالله :

( وينكم ليش تأخرتوا ...)

بعد صمت قال باسل باختصار :

( انشغلنا شوي ...)

كنت اشوف خالتي وهي ترتب الصحون على الطاوله...حركتها روحها بسمتها ..ما تشابه

لخالتي السابقة ابداً...كانت زمان تميل للجديه...لكنها الآن اصبحت تنبض ومفعمه بالحياه..

حتى ملامحها اصبحت اكثر جمال واشراق ...كأنها شابة بالثلاثين .....

وكل هالتغيير صار بعد عودة عمي عبدالله لها ....يعني هذا حال المرأة المحبه لزوجها في غيابه..

تموت لتحيا من جديد بعد عودته ......!

( اوووووووه خالتي روعتيني ) قلتها بعد ما حسيت بضربه في يدي..

قالت بضحكه :

( مدري عنك بويش سرحانه ...روحي يالله بدلي ملابسك سريع وانزلي قبل لا يبرد الغداء)



لما رجعت ...حصلت باقة ورد تعلوها حبات الرذاذ مثل الألماس متوسطه الطاوله....!

شهقت باستنكار :

( هيييي من اللي قطف من ورودي بدون اذني .!!!)

قال باسل باستغراب :

( وانتي ليش زارعتنهن...مو عشان ينقطفن...)

قلت وانا اجلس بكرسي قدام طاولة الغداء :

( لا اول مفكره كذا...بس بعدين لما شفت جمالهم صرت ما اتحمل اشوفهم مقطوفين)

قال باستنكار :

( ويش هالفلسفه الغبيه ...)

رديت عليه باستعلاء :

( اصلاً انت ويش يدريك بعالم الورود والزهور ...الورود المنزليه جمالهن فالحدائق..لأنهن يظلن
مدة اطول...وفي نفس الوقت كل شي بعيد عن متناول اليد يظل جميل بعيوننا حتى يفنى....!)

ثم اردفت بضحكه :

( اما انت تحصلك لحد اليوم فيك حسرة على اشجارك اللي كنت تبا تزرعهن بدل ورودي)

قال باستهزاء مماثل :

( انا لو ابا اقدر اشيل ورودك في ثواني ..لكني رحمت ذاك الداب الصغير )

ثم اردف بضحكه :

( تذكريه يا عليا .....ذاك الداب اللي صرعك ...آآه لدغني ...لدغني بمووت ..) وانهى جملته وهو يقلدني بشكل مضحك....

حاولت اصطنع الجديه واعصب ...لأن كلامه يحمل استهزاء ......!

لكني ما قدرت ..........انضميت له وضحكنا يملأ المكان......

حرك عمي عبدالله رأسه وقال :

( سبحان ربي الهادي..هذولا قبل ساعه ما باقي الا يهدموا المستشفى فوق رؤوس بعض من شدة الضيق والزعل....وذلحين ضحكاتهم ما لها حدود ....!)

جاوبته خالتي بابتسامه :

( محد يلومهم ...هالأجواء الحلوه غصب تسعد الأرواح ...وتصفي القلوب....)


بعد المغرب كنت في عجله اتجهز حتى اروح اتحمد لبدريه بالسلامه بصحبة عمي وخالتي..

اما باسل فكان مشغول وطالع من بعد الغداء الى الآن..

زيارة المريض واجب...وبدريه بنت عمي...فحتى لو تعترضنا منازعات انا وهي..يبقى الواجب واجب....

لكن جزء من مخاوفي الملازمه لي تكمن في طريقة استقبالها لي..لأن ذكرياتي السابقة المتعلقة بحواراتي معها

كانت تجلب المرض لروحي وبقوه ..فكيف بالحال ذلحين..وهي بكامل قواها...

والجزء الآخر اللي يخوفني هو تقلبات مشاعري لما اشوفها ، وانا ادري انه هذي الإنسانه

تشاركني في اهم انسان بحياتي ...تشاركني في باسل.....

دوامة اعصار في داخلي انثارت ولمحات تومض وتعصف بعقلي وقلبي لما تذكرت الملف...

يعني مشاعري ما تغيرت رغم اللي قريته وعرفته..معقوله؟؟!.....

انهيت آخر لمسه في زينتي....واخذت حقيبة يدي وجوالي ونزلت تحت....

( ابويه افهمني ...عليا ما يصير تروح هناك )

( باسل ..! هذي بنت عمها كيف ما تباها تروح تتحمد لها بالسلامه، بالأخير حتى عمها محمد راح ياخذ منها موقف لأنها ما زارت بنته )

( صدقني عمي محمد متفهم الوضع ...صعب عليا تروح يا ابويه ..صعب...)

وقفت في منتصف الدرج وانا اسمع هالمشاده بين عمي عبدالله وبين باسل...

وانا كلي تعجب واستغراب من اصرار باسل بعدم ذهابي لبدريه ...طيب ليييييش..؟!

.............

نوارة الكون
01-12-2014, 08:29 AM
(( الجـــــزء / الــــثــانـــي والعشــــــرين ))


ليلـــــة مؤرقـــــة ) ) ) ) )!


" لا قمرَ فيها ولا نجوم . . . . "


( ( ( ( ( ( عتَمة خانقة. . . . !


( ( ( وأنت وحيد في غرفتك البعيدة. . .

إلا من قُميْر في طور الاحتضار ) ) )

" غامراً لياليك بأضوائه الميّتة "




( سيــــف الرحبــــــي )





بهدوء سألت:

( ليـــش..ويش السبب...ليش تبا تمنعني من اداء واجب )

بعد نفس عميق قال :

( صدقيني ما منعتك الا لمصلحتك ..وعشانك يا عليا )

سألته باستغراب :

( اللي هي...؟ انا ما جالسه افهم كلامك يا باسل..)

قال بهدوء :

( حتى لو اقولك يا عليا..حالياً ما راح تفهميني...)

قلت باصرار :

( طيب ..انت جربني ....؟؟!)

عمي عبدالله اكمل طريقه للخارج بهدوء ، وقال من دون لا يلتفت لنا :

( عليا ننتظرك بالخارج..في حال غيرتي رأيك خبرينا برساله ولا اتصال..)

وبعدها طلع......

رجعت التفت نحو باسل بصمت...في انتظاره بدء حديثه

عيوني لاحظت التوتر ، والتعب ، والضيق ..اللي كلها عوامل نفسيه سيئة..تعتلي ملامح باسل...وكأن أزمات العالم كلها تعترض دربه....


ويش اللي تاعبنه لهذي الدرجه ...ويش اللي مضايق جدتي من صوبه...ويش اللي يبا يقوله ومتردد...؟؟


انتظرت...لكن لما ما شفت منه اي بوادر للحديث...قلت :

( انا طالعه ..بروح معهم بيت عمي محمد ..)

قال بجدية :

( عليا لا ..انا مقرر هالمساء ...)

تنفس بعمق واردف :

(هذا المساء ابا اجلس معك، بيننا كلام كثير لازم نناقشه بهدوء..وفي امور لازم اوضحها لك وفي المقابل اخذ رأيك فيها...)



مع آخر حديثه ..صارت حبات العرق تتساقط من جبيني ..وانا احس بأنفاسي متلاحقه...


قبضة يدي اشتدت على حقيبتي والجوال، كأني استمد منهم القوه...


باسل جالس يهدم حالياً آخر لبنه متبقيه من جدار الصبر والتحمل اللي امتلكه...


احترت بشده لما حسيت بآلآم تنهش قلبي ، هل هذي آلام مترافقه مع التردي اللي تشهده اوضاعي...؟


ولا هذي آلام قلب حقيقيه .......!


انا متأكده اني راح اخسر نفسي إلى الأبد......

راح انهار انهيار من المحال ان اقوم من بعده....

لأني ادري ويش اللي بخاطر باسل ، ادري ويش اللي يبا يسمعني اياه وياخذ شوري فيه.....


لكن ، كيف ابا اتحمل باسل وهو يقول هالكلام ، كيف ابا اشهد انكساري قدامه ...


لمصلحتي كل احاسيسي باتت تأمرني بالابتعاد ،لابد اتجنب باسل وكلام باسل....


بإيدي المرتجفه شديت على حقيبتي اكثر حتى اهدي من رجفة ايديني المتزامنه مع رجفه اوصالي..

وقلت بتوهان وتوتر وبلا شعور :

( ااا ....بروح الحين....ينتظروني هم...انا تأخرت....)


وبخطوات سريعه ومجنونه بديت اركض ، حتى اختفي عن انظاره ، وألوذ بالفرار حتى اتجنب كل الأوجاع اللي راح يرسلها لي حديث باسل....




بيت عمي محمد مكتظ بالحريم اللي جايات يسلمن على بدريه وامها...وآخر ما ينقصني هو الزحمه والإزعاج....


جل امتناني لتواجد خالتي بالقرب مني ، تواجدها خفف عني الكثير... لأني ما ازال متلبسه بحالة الصدام اللي كان راح يصير بيني وبين باسل....

ومخاوفي حيّــة وكأنها تعيش الآن كلمات باسل اللي هو أساساً ما نطقهن....


استمريت اتبع خطوات خالتي ، وانا اسلم على الحريم اللي بالمجلس ، التقيت بوالدة بدريه ، لكن بدريه مو موجوده.....


جلست بالقرب من خالتي في الكنب، وانا احاول آخذ نفس عميق ، حتى اوقف حالة الخفقان اللي تضرب اعماق صدري.....


( ويش فيك حبيبتي ...تعبانه...؟ لا يكون باسل ضايقك...ولا قالك شي..؟...)


( كان راح يقول يا خالتي....كان راح يقول ....)

( ويش يقول ..!!)

وصلني صوت خالتي المستغرب....!

حتى انتبهت اني كنت اتكلم بصوت عالي...


رفعت ايدي ومسدت جبيني باضطراب ...

ليش ما جالسه اهدأ، ويش صار فيني ...؟؟

ولا ويش يبا يصير حتى هالتوتر مو راضي يفارقني...؟؟


( انتي ويش فيك ..؟؟؟)


جاوبت بابتسامه هزيله :

( مافيني شي...يمكن ما ارتاح بالجمعات الكثيره..)

ردت بعدم تصديق:

( يمكن...على العموم عبدالله راسل لي يقول خبري عليا تجي مجلس الرجال تسلم على محمد
الظاهر محد هناك غريب....)

بضيق سألتها :

( وانا كيف ابا ادل موقع المجلس، وانا اول مره اجي هنيه..)

قالت بهدوء :

( عادي اسألي زوجة محمد، ولا حد من الشغالات اللي بالخارج ..)


بتوتر واضطراب نهضت ، وطلعت للخارج وانا اسمع اصوات الحريم بدت تخف، دليل بعدي عن مجلس الحريم

لمحت احدى العاملات لكن قبل لا أناديها اختفت من قدامي....!


وقفت بحيره ...ويش اسوي ذلحين....!!




( تــبي شي...؟؟)


التفتت لأواجه صاحبة الصوت........وسألتها :

( وين مجلس الرجال ..؟؟)

قالت بتساؤل :

( مــن ........؟ علـــيا...؟؟؟)



من هـــذي.....؟! وكيف عرفتني من صوتي لأني انا متغشيه...؟؟؟!

رديت بهدوء :

( ايوه ...من انتي ...؟؟)


وصلني صوت ضحكتها .....! ثم قالت :


( ذلحين صدقت يوم قالوا اني واجد متغيره .....انا بدريه..)

يا الله ...ياالله...احس اني ذلحين راح يغمى علي ،

هذي بدريه...لا يمكن مستحيل......!!!


هذي مو بدريه ...بدريه شكلها مختلف ...اما هذي الشابه جميله ..جميله بشكل موجع.....


من بشرتها السمراء العذبه...الى طولها ...الى كافة تقاسيمها الأنثويه..الى تألقها الواضح في زينتها ....!


معقوله تكون بدريه ....وين بشرتها الشاحبه وملامحها الهزيله ....؟؟


لدرجة اني لو اسوي مقارنه سريعه بين ملامحها المعاكسه لملامحي البيضاء الطفوليه الناعمه ....وبساطتي في زينتي...!

فالأكيد ان كفتها راح ترجح....

بعد صمتي الطويل ، تداركت الوضع وقلت لها :

( الحمدلله على سلامتك...)

تقدمت مني وانا بمكاني وسلمت من قريب وردت :

( الله يسلمك...مشكورة..)

ثم اردفت :

( تعالي ادلّك طريق المجلس....ابويه ينتظرك...)

مشينا باتجاه المجلس في سكون ما تتخلله الا الصرخات اللي بداخلي...

هل يبدأ قلبي بالنواح........؟

هل رحلت تلك النقطه الصغيره من امل ..!

هل تلاشت جميع المصابيح من طريقي وما بقى سوى الظلام...يااارب رحمتك ارجو يااارب...



( حياالله عليا...نورتي البيت بجيتك اليوم...)

بابتسامه طفيفه... رديت :

( الله يحييك، النور نورك..الحمدلله اللي قوّم بدرية وخالتي ام بدريه بالسلامه )

قال :

( الله يسلمك يا بنيتي..تعالي..تعالي مشتاق لك...هذيك الفتره لما كنت ارجع من السفر ، كلما جيت ازور الوالده احصلك طالعه للمركز ..)


وتوالت الأحاديث...وتوالى اندماجي المصطنع....ما كنت اعرف اني امتلك هالقوه من الصبر...الا هالليله..!

كيف قدرت امثل قدامهم الراحه، وعِـراك المشاعر بداخلي ما توقف لثانيه.....


طلع عمي محمد...وعمي عبدالله كان سابقه بلحظات ..


ولما جيت انا ابا انهض سمعت صرخة بدريه:

( دم ، من وين هالدم....)


أي دم..؟؟ عن ويش تتكلم .....؟؟؟ سألتها باستغراب :


( وين ...؟؟ اي دم قصدك..؟؟)

قالت :

( رجلك تنزف...ويش صاير لها...)

انحنيت وناظرت في رجلي ....آآآه جرح الأمس بعده حي..!!!

وينزف بسبب نزعي للضماد قبل لا اجي...

لأني تضايقت منه هذا الصباح لما كنت بالمستشفى مع جدتي...فما حبيت اطلع وهو برجلي من جديد فنزعته..

قلت بهدوء لبدريه :

( ماشي...جرح بسيط....)

قالت باستغراب :

( ويش سببه ....شكله مو بسيط دامه ينزف كذا )


تقدمت من الطاولة اللي بمنتصف المجلس..واخذت مناديل ورقيه ...ورجعت اجلس بالكنب

خلعت حذائي..وبديت امسح الدم من الجرح....

قالت بدريه باهتمام :

( بروح اجيب لك معقم ..وضماد تلفي به الجرح..)


رفعت راسي لها ، ووجهت لها نظره مستغربه....!

ليش تتحامل على نفسها وتجامل.....!

انا ادري باللي في قلبها، لأن صدى كلماتها ما زال يتردد في اذني لحد اليوم....

قالت بتعجب من نظراتي .! :

( ويش فيك...؟؟)

رجعت امسح الجرح وقلت من دون لا التفت لها :


( مافي داعي لهالتمثيل...محد هنيه..وانا وانتي عارفين بعض زين....)

ثم اردفت :

( اتقبل ان الشخص يعاملني بما يحمله في قلبه، اكثر من تقبلي لنفاقه امامي ..)


سكتت للحظات ثم قالت :

( والمعنى ..؟)

قلت لها بهدوء :


( ماشي...لكن لا تنسي اننا قد اجتمعنا من قبل وجمعتنا حوارات..وانتي ادرى بمحتواهن)


تحركت بضيق ثم قالت :


( وانتي جاية تحاسبي انسانه مريضه على تصرف غير لائق صدر منها )


بعدت المناديل بعد ما خف النزيف اللي بقدمي...وجاوبتها :

( كثير ناس يمرضوا ...لكنهم بالعاده ما يقولون اللي انتي قلتيه..)

نهضت بدريه من الكنب...وقربت السله مني....ورميت المناديل فيها ..ثم رجعتها لمكانها

ورجعت تجلس ....وقالت بإصرار :


( بالعكس...انا كنت معذورة لأني قلت لك هذاك الكلام .... لأني كنت مريضه...)


قهرني برودها....مو كأنها بدريه القديمه ابداً....

مو راضيه تعترف بخطأها السابق..ولا هي تصر عليه...لكن تعتبره كلام هي معذوره على انها قالته...!


قلت لها بانفعال :

( ويش اللي غيرك...ما عدتي تشوفيني حجر عثره في حياتك...ما عدت انا عليا اللي بسببها انحرمتي من حياة زوجيه طبيعيه بصحبة باسل...ويش اللي تغير يا بدريه..؟)


ثم اردفت بضحكة قهر :


( ولا خلاص ما صرت امثل اي تهديد بالنسبه لك ، صرتي تمتلكين باسل ، وصار من السهل انك تطلعيني خارج حياة باسل وقت ما تبين...بورقة ناجحه مثل حملك مثلاً ..... )


حركت رأسها بنفي وقالت :

( كل اللي قلتيه ماله أي صحه ابداً....وانا ما تعالجت ومن الأساس ما فكرت بالحمل ....)


قلت لها بتكذيب:

( والشهر الأخير اللي قضيتوه في امريكا..كنتوا تلعبوا فيه يعني ..؟)


حركت اكتافها بلامبالاه وقالت :

( هذا موضوع خاص فيني ...ما لك اي دخل فيه...!)


قمت من الكنب وقلت لها باستهزاء :


( مدري ويش هاللعبه اللي جالسه تلعبيها يا بدريه ...لكن صدقيني ما تدخل العقل، لأن كذبك مكشوف...)

سكتت......!

تقدمت ناحية الباب..ولما لمست يدي مقبض الباب ، وقبل لا افتحه وصلني صوتها :

( كنت اتعالج نفسياً )

بحركه سريعه التفيت لمواجهتها وبعيوني تساؤل واستغراب ...

قالت من جديد :

( عادي ويش فيها كنت اتعالج...انا سبق واقدمت على الانتحار..ولو اني ميته كنت راح اخلد بالنار....لذلك اكيد اني اعاني من مشكله نفسيه...علاجها اهم من اي شي ثاني ..)

قلت لها :

( وباسل...والحمل...وحلفة جدتي....؟؟؟)

قالت بلامبالاه :

( ما علي من كل هذولا.......اهم شي اني اهتم بنفسي...وبصحتي النفسيه..)


لما مات الكلام من لساني...حركت لها رأسي بموافقه لصحة كلامها...

اهم شي نفسها...! لكن كيف قدرت تضع نفسها بالمقدمه......لو انا مكانها بقدر اسوي كذا...؟؟


لما جيت ابا اطلع من جديد وصلني صوتها لما قالت بتردد :

( عليا )

التفتت لها ...واجبت :

( هلا )


قالت بتوتر :


( احنا بنات عم ...واتمنى ان علاقتنا تتحسن مع مرور الوقت...وانا ادري انك راح تسافري قريب

فاتمنى نكون على تواصل مثل اي بنات عم ...)



اسافر قرييييب......!!!!

انتسفت مرايا التفاؤل ، وتناثرت شظاياها مختلطه بشظايا قلبي،

هذا هو سر اللين في حديث بدريه معي اليوم ، لأنها تشوفني على اني انسانه مسافره، بعيده عن اي
حضور ممكن يعرقل مسير حياتها ....

ما عدت امثل اي تحدي في حياتها....


هربت من باسل خوفً من طرحه لموضوع سفري ودراستي وابعادي...

لكن هالموضوع ملاحقني ....

اتفقوا ضدي....واجمعوا على ابعادي ونفيي ، بأقسى صورة ممكن اتخيلها..

ببساطه اطرد من ارضي....حتى اعيش وحيده ومهانه ومهجوره في بلاد الغرب....

حتى لو كان في حضور عمي وخالتي، لكن الضربة اللي تلقتها مشاعري كفيله بجعلي اعيش وحده مريعه بداخلي..


هذي حقيقة باسل اللي حبيته.....كنت مخدوعه فيه ..؟؟

او ليش مخدوعه ، يمكن انه من الأساس كان يشفق علي..لكنه ذلحين ما عاد يقدر يتحمل خلاص.....



بجزع ودموع مشبوبه التفت لبدريه وسألتها بصراخ :

( وين اعمامي ........وين راحوا....)

...............

روح الحلا1
01-12-2014, 08:58 AM
لا تتوقفي نوارة
تشوقنا وايد رحمينا هههههه

نوارة الكون
02-12-2014, 07:40 AM
لا تتوقفي نوارة
تشوقنا وايد رحمينا هههههه


صباح الخير يالغلا ان شاء الله بكمل وماراح اوقف

نوارة الكون
02-12-2014, 07:41 AM
(( الجــــزء / الثــــالـث والعشــرين ))




تحترق على نار الموقدْ

تودّعك نظرة , , , , ,

وترحلْ . . . . . .

في المطارات والمحطّات , , ,

حيث العابرون إلى بلدانهم يتوزعون

أفراداً , , , , , وجماعات


يختفي الجميع. . . . . .

. . . . . . . . . . . .


<<. . . وتبقى تلك "النظرة"

شاهدة اللحظة

في انقراضها السريع . . .>>


( ســــيف الــرحبــــي )





( عليا انتظري ..لحظه....عليا ...)

فتحت الباب بعنف والهستيريا تتصاعد في دمي صرخات بدريه خلفي ما هامتني هاللحظه



خلاص ابا انهي كل شي......او على من اضحك انا....باسل هو اللي صنع النهاية ...



اليوم مو لا زم يبقى للزعل مكان، ولا الحديث مع باسل راح يصلح أي شي بحياتي ..



قبل لا اسمع منه الكلمه اللي متأكده اني ما قد سمعت اكره منها في حياتي..خليني انا اطلبها منه...



مو انا قايله اني ما ارح ارتضي بالطعن هالمره، مو انا اللي واعده باسل اني راح ارتضي واوافق بطعن نفسي هالمره



تعديت الباب بخطوات ، غير محسوبه وغير واعيه ، ومن بعدها صدمت في شخص قادم.....



رفعت رأسي..ومن بين دموعي شفت عمي محمد ، بوجه مصدوم ومرتعب ..



امسك ذراعي وقربني منه وقال بصوت حاد :


( ويش صاير هنيه ....)



ثم التفت للورى وقال بصوت عالي:



( يا عيال لاحد منكم يجي للمجلس... )



ومن بعدها رجع يلتفت لي وقال :


( ويش صاير...ليش هالصراخ...تكلمي ..!)


ثم اردف بحده :


( قولي بدريه ضايقتك ، قالت لك شي...تكلمي لا تسكتي كذا )


ثم التفت لبدريه وقال :


( اقسم بالله يا بدريه ، لو انك مزعله عليا ، وقايله لها شي ما يصير لك خير..)


وصلني صوتها المتأثر :


( والله ما قلت لها شي يزعل يا ابويه ..حتى اسألها ..)



قلت له برجاء حار وسط دموعي واناتي :



( طلبتك يا عمي ..انت بموقع ابويه اليوم...)


ثم اردفت بنحيب :

( طلبتك لا تردني ....)


قال وهو ياخذ نفس :


( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...ادخلي معي داخل المجلس )


مرت لحظات ما يقطع صمتها الا ضجيج شهقات تصدر مني بين اللحظه والثانيه ...عمي محمد ما قال حرف..


جالس على الكنب جنبي...ومنتظرني لما اهدأ


( ويش صاير ....!) سأل عمي عبدالله وهو داخل


رد عليه عمي محمد بضيق :


( لا تنشدني عن شي.... ..)


بعد نوبة البكاء، وبعد ما خفت وتيرة الشهقات الحابسه للأنفاس...جمعت ايديني فوق بعض حتى استمد بعض القوة وابدد التوتر ....


وبديت اتكلم :

( انا ....ابا......)


لا يمكن والله ما اقدر ....ما اقدر اتخيل اني بعيده ليوم واحد عن باسل...ما اقدر اتخيل اني راح انفصل عنه، قلبي يألمني من مجرد التخيل.....ياارب صبرني....ياارب...


قال عمي عبدالله :


( ويش صاير يا عليا...ويش اللي مزعلك كذا ...)


اخذت نفس عميق، وقلت بارتجاف :


( ابا اتطلق من باسل...)


شهقات اصدرت من الجميع ..وحوقله تبعتها من لسان عمي محمد .....


لكن الإنفعال الأشد كان صادر من ضربة قويه على الباب...


رفعت رأسي....وسقطت عيوني على عيونه....


سعير اشتد بداخلي من نظراته ، نظرة الانكسار اللي بعيونه ، ما غابت عني ، حدتها مثل خنجر يطعن بقلبي مؤلمه لأبعد حدود...



انا ويش قلت ...ليتني صابرة وساكته ولا اشوفه كذا...


ويش الموقف اللي حطيت نفسي وباسل فيه ....


يا الله ليتني ما غلطت...ليتني ما جيت على سيرة الطلاق ...


غمضت عيوني بأسى لما سمعته يقول بحده :



( كنت حاس انه هذا اللي راح يصير يا عليا ...غباء وجهل وتسرع ..قلت لك لا تروحي قبل لا نتفاهم ، قلت لك اصبري وخلينا نتكلم ...لكنك متسرعه ، متسرعه ...وما تختلفي عن غيرك....)


ثم اردف بنفس الحده :


( يا خساره ...والله كنت احسبك اكبر من كذا، عاقله، متزنه .. ...لكن مثلك مثل غيرك ...مثلك مثل غيرك.....)


يلومني......!! يطلب مني وزن تصرفاتي.....!!

لكن بويش اوزنها،،،كيف ابا اراعيها يا باسل...وانا عقلي مات مذبوح على ايد عواطفي لك ....


عقلي انتهى من اجتمعت فيك، حتى ما عاد له اي وجود...صرت انا ومشاعري وبس يا باسل.....



قال عمي عبدالله :

( استهدي بالله يا ابويه استهدي بالله....تعوذ من ابليس...)



لكن وين يلامس الهدوء باسل هالليله....قهر الرجال اللي لأول مره اشوفه...شي مرعب..



حده وتوحش......ما يشابه لإنهيار النساء...احنا دموعنا تخفف عنا....!


نحيبنا يفتّر من نار الحرقة والألم اللي تشتعل فينا...



لكن الرجال كيانهم بأكمله يستعر .....حتى يتحولون لكتلة من لهب......



قال باسل وهو يلتفت ناحية بدريه :

( ما اختلفتي عن بنت عمك..اللي بعد عشرة عمر ، وتضحيات وسنين من العذاب ..)


ضحك بقهر واكمل :


(اكتشفت انها ما عادت تبا تواصل زواجنا........والسبب أنه صار يذكرها بماضيها المشؤوم.....

ولأجل روحها الجديده تتهنى ما همها السنين اللي ضاعت من عمري وانا اراكض وراها

من مستشفى لآخر، ومن دوله لثانيه ، ولا همها عملي اللي تركته عشانها..

فقط اهتمت بسعادتها ، وكل ما يوفر لها الراحه والاستقرار النفسي..... )



بدريه التزمت الصمت ، ونظراتها توجهت للأسفل....


اما عمي محمد فقال بأسى وحزن :


( امسحها بوجهي يا باسل...ما عليك منها ...جاهله ولا تعرف ويش تقول او تعمل ...)



بدريه من دون لا تتكلم ، حركت رأسها بنفي لحديث عمي محمد .....



باسل ما زال واقف....تقدم للأمام ..وقال بجدية :


( لا يا عمي ....انا وبدريه انتهينا ....خلها تشوف حياتها الجديده والله يهنيها ....ما عاد لي فيها خاطر لا كزوجه ولا أم لعيالي مستقبلاً...)



قال عمي عبدالله بصوت عالي :


( باسل لا تستعجل ...انت متضايق ...لا تقول شي باكر تندم عليه ..)


رد عليه باسل بضحكة قهر ثم قال:


( ماشي بحياتي يا ابويه يستاهل اني اندم عليه ، بنات عمي ومثل ما تشوف من مشكله الى ثانيه...ومن عثره الى اخرى ...

الشيب غزا راسي يا ابويه وانا الولد ما عندي ، اشوف ربعي عيالهم طولهم

اما انا فحياتي ما تُعرف هل هي حياة متزوج ولا حياة عزّابي ... )


ثم اردف بجديه :

( لكن هالمعاناة ما راح تستمر ،ابا انهيها خلاص.... )


التفت لجهة عمي محمد وقال له :


( السموحه منك عمي ، ما كنت بيوم مرخص بنت عمي وانت تدري ، لكن هذا طلبها بنفسها،

والحمدلله اولاً واخيراً هذا مكتوب ربي ، وربي مو كاتب تجمعنا ذريه انا وبدريه ...


بدريه طالق وورقة طلاقها راح توصلكم اول ما انهي الإجرائات..)


الهواء انحبس من المجلس....الأكسجين نفذ...يا ثقــل كلمة الطلاق ،

وقع كلمة الطلاق ما يفرق عن سماع وفاة شخص....


ركزت عيوني على بدريه اللي طلعت مباشره بعد جملة باسل...

هل هذا سر برودها ، ما عادت تبا حياة تربطها بباسل....؟؟ كذا بهذي السهوله يا بدريه ....


بعد عشق سنين...بعد ما كدتي تقتلي نفسك لأجل باسل....تطلبي الطلاق منه وتطلقي وتنتهي حياتكم بفراق ابدي....


حسيت بتفاهة في هالموقف، لولا خوفي من انهم يفهموني خطأ ..كنت راح اضحك ..مو فرح للموقف...لا ..!


ولكني اسخر من غرابتنا احنا البشر...دائماً نواجه المواقف بنظرة ابديه مطلقه..


ما نترك أي فسحه حتى يعمرها الأمل والتفاؤل.....!



ندور حول حلقات التملك والزهد المتضاده باستهتار

والنتيجة حلقة فارغه من اللاشيء نتيجة عدم التعقل....!



ليش....؟ هو انتي تحسبين ان هذا الوصف ما ينطبق عليك يا عليا....؟


انتي ما حلّقتي بجناح التملك خلال الشهور الماضيه بحبك للاستحواذ على باسل...!!!


واليوم مو جالسة تحلقين بالجناح الآخر وهو الزهد .....؟

انتي ما زهدتي في باسل ونفيتيه بصورة ابديه عبر طلبك للطلاق.......؟



اصابتني قشعريره من حديث مشاعري لي......!


لكن لا انا ما زهدت في باسل...ولا راح ازهد فيه....


مشاعري تجاهه ترفرف حولي بكامل حيويتها ....ولكن طلبي هو مجرد.....؟



صدمه ، اندفاع، قهر ، ...اغمضت عيوني بألم ..

ويا خوفي يكون غلطه..وثمنها اكبر من اني اقدر على إيفائها ......



شعوري تجاه طلاق باسل وبدريه ما جلب لقلبي أي مشاعر من الراحه،


بالعكس زادت مخاوفي ذلحين...لأني ما ادري ويش ما زال في جعبة باسل.......



ملامح الأب الضعيف المنكسر الخاطر لا يمكن تبعد عن اوصاف عمي محمد لكنه رغم ألمه قال :


( وجهك ابيض يا ولدي ، بالأمس ما بدر منك الا كل خير،

واليوم لا يكلف الله نفساً الا وسعها ، يمكن في طلاقكم الخيره لكم اثنينكم ....)



باسل تقدم وقبّل رأس عمي محمد باحترام.....لكن قبل لا يروح عمي محمد شده له وهمس له بصوت خافت...



لما تصوبت نظرات باسل لجهتي...حركت رأسي برفض.....


لا يا باسل ....لا تدرسني بهذي النظرات ،

ماني بحمل طلاق وانا بهالعمر....


ما عليك من اللي طلبته لا تاخذه بالحسبان ،

لأني ما اقدر اعيش على خيالك وطيفك في وحدتي.....


اعترف اني مو بقوة بدريه في تحملها لموقف مثل هذا بدون لا تنهار ...ولا يوم راح اكون..


بدريه حالها مختلف عني...بدريه معها سند بحياتها ،

تمتلك اب ، تمتلك ام ، بدريه معها اخوان هم سند لها بالحياه ...لكن انا من معي....!


انا قبلت في باسل وحبيته وهو متزوج بدريه ولا اهتمت مشاعري بأنه متزوج...


انا تعلقت فيه حتى يوم اني شفت جلافته اللي ابداً ما كنت متعوده عليها بحياتي....


انا صبرت ايام سفره ، تحاملت على نفسي وانا اشوف اهتمامه في بدريه المريضه،


صبرت وانا اشوف فصول متنوعه من المصاعب اللي قليل يتحملها ، لكني تجاوزتها..


وجزائي أكبر من ان يكون هو الطلاق يا باسل....


نطق باستهزاء :


( ويش عندها بنت العم الصغيره من شكاوى، ويش ناقده علي انتي الثانيه ...؟


لا تكوني تبي مطلق الحريه في حياتك.... تبي الطلاق حتى تسرحي على كيفك...


لا يا عليا لا تحلمي بالطلاق ، ما راح اطلقك...وان كان مو تمسكاً فيك ، و لكنك بنت عمي وفي وجهي ،

وبصراحه انا ما عادني اثق في احد)



صدمة لمشاعري الصادقه ضربة تلقتها من انسان له وسع بالغ من الحضور بين اضلاع القلب..



انا متأكده ان وجهي ما بقى فيه لون لأن الدم انسحب ليرتكز في رأسي مسبب هاله من الضغط النابض بالألم...



انا اكبر من كذا يا باسل....كلامك هو اجرام بحقي...


لكن هل يُلام الرجل المقهور على بذاءة قوله في ساعة مثل هذي الساعه.....؟؟ واللهب ما زال يحيط بجوانبه ...؟؟؟






......


امام عتبات الدرج المؤدي للطابق الثالث وقفت بتوتر ...باسل كان متقدمني في مسيره..



لكنه لما لاحظ اني ما جالسه اصعد الدرج وراه وقف، والتفت لي وقال :


( ليش واقفـــه..؟)


باسل اليوم مختلف ، البرود المختلط بقسوة يذكرني برعبي منه خلال لقاءاتنا الأولى ..


وبشكل متعمد حارمني اي نظرة لطف ، حنان، ممكن انها تهدئ بالي،

وتخفف من الارتجاف المرافق لي في هذي الليله...



ضوق عيونه وقال بحده :


( كملي مسيرك وراي يا عليا، كمليه...)


واردف بسخريه :


(لا تخافي مو جايبك هنيه عشان اذبحك..)


بصوت ضعيف جاوبته :

( اعرف انك جايبني عشان تراويني الأوراق...)



بصوت اتعبه واثقله الندم اردفت :



( بس خلاص والله سمعتك وعرفت...)



وبدموع متناثره واسى مساره فظيع في نفسي قلت :


( أنا آسفه....ما تخيلت ان قصدك كذا...حسبتك تبا ترتاح مني وتبعدني ...)



نزل من الدرج باتجاهي....ومسك ايدي بقوه ...وقال :



( بعد ما صغرتيني بعيونهم يا عليا جاية تتأسفي...اسفك ما يعنيلي شي ذلحين..)



كرهت نفسي على ما بدر مني تجاهه...تمنيت لو ما رحت بيت عمي محمد هالليله....



كان راح يكون الفرق شاسع ، كنت راح اتجنب كل
هالخناجر اللي تطعن بقلبي.....



ادري ان باسل ذلحين يبا ينتقم مني لطلبي الطلاق....


ولاتهامي له قدام اعمامي بأنه يبا يسجلني بالجامعه اللي يحاضر فيها عمي عبدالله حتى يرتاح من مسؤوليتي.....

ولكل ما صدر مني من كلام جرح مشاعره كرجل...



بمحاولة تخلص من قبضته وببكاء قلت :


( مابا اصعد...مابا...الله يخليك باسل لا تعذبني اكثر ...كافي اللي سمعته.....)



ما اتعب نفسه بجدالي..ثنى ايديه حول جسدي ورفع جسدي على كتفه...


بنحيب ورعب صرخت :


( باسل لا ..لا ...الله يخليك ..ما اقدر...)



لكنه ما اهتم في رجائي...ولا صرخاتي الجزعه ...واصل خطواته الى جناحه حيث مكتبه...



اغلق الباب بيده الحره....ونزلني على الأرض..وجذب يدي واكمل خطواته ...


جلس على الكرسي امام طاولة المكتب ، وانا واقفه جنبه...

بعيون ارهقتها الدموع، وصدر اتعبته تبعات البكاء....

وكفي الصغير مقيد بقبضته القويه...



فتح احد الأدراج ، واخرج ذات الملف اللي تصفحته هذا الصباح ...


قلّب الأوراق ، ثم فجأة توقف...التفت لي وقال بابتسامه :



( تدرين لو انك قريتي هالورقه كنتي راح تجنبين نفسك وتجنبيني كل هالمهازل...)



نزع الورقة من وسط الملف وقربها من وجهي وقال بأمر :

( اقريــها يا عليــا )


جامعة فينكس، جامعه امريكية عريقة ومعتمده ..تقدم ميزة التعليم الافتراضي عن بعد،

كل ما تحتاجه هو فقط اجتياز التوفل.....!



رجعت عيوني لباسل بعد ما انهيت قرائتي لمجمل ما ورد في الورقه.....



رجع سحب ورقه بختم رسمي من احد الأدراج

ومثل سابقتها قربها لي حتى اقرأها...



ورقة اعتماد لباسل صادره من ادارة مستشفى الجامعه بمسقط من أجل عمله هناك...!


ملامحي تسائلت باستغراب....باسل راح يرجع للطب ..لكنه راح يترك صلاله.......؟؟؟!!!


وكأنه فهم استغرابي لأنه جاوب :


( هذا اللي كنت مخطط انه يصير يا عليا، نستقر بمسقط ...اشتغل بمستشفى الجامعه..


تواصلي تعليمك عن بعد بالمجال اللي تبيه، وبشرط انه يوفر لك فرصة ، اذا حبيتي تشتغلي في احد القطاعات العامه المحترمه ....)



ثم اردف :


( على فكره، ولا يوم فكرت في حرمانك من تعليمك يا عليا ، لكني كنت متأكد أنه هذي السنه

كنتي محتاجه لتعليم شرعي، والتزام ديني اكثر من حاجتك للعلوم الدنيويه...

لذلك كان من المفترض تأجيل دراستك ...حتى تحصلي على حقك من التربية الدينية والعلوم الشرعيه ...

حتى تستوعبي بنفسك البعد الديني اللي كنتي تعيشيه في السابق ، ومن بعدها تملكي زمام الأمور بنفسك

....واعطيك حريتك...)


تربية ومن ثم حريه .......!! يعني ويش ...؟؟؟؟



سألت برعب :


( يعني ...قصدك....طلاق...؟؟)


قال بتمتمه :


( انتي خليتي كل الجوانب الإيجابيه بحديثي...وما ركزتي الا على السلبي...آآه من الحريم..

انتو كائنات غريبه ...كيف الواحد يقدر يفهمكم...؟؟)

ثم قال بجديه :

( مو انتي اللي طلبتي الطلاق...ويش اللي مخوفنك منه ذلحين...)

يعني بالفعل في باله الطلاق ، وهذا هو قصده ..


نقلته السريعه في الكلام من قسوه الى لين الى حده لها تأثير سيء جداً ...

كأني انتقل من جو ساخن الى جو بارد ومن ثم اعود الى جو ساخن ..بصورة مسقمه .....


خصوصاً ان الطنين اللي برأسي ما خفت حدته

إلى الآن ....ببساطه اعتقد ان احداث اليوم اكبر مني..


الأرض تميد...بزلزلة ظاهريه....وحسيه كذلك......!


عدلت وقفتي وانا احاول اتماسك واحافظ على ثباتي

وانا اشوف كل شي بالأرض يتحرك...

حتى باسل صار يتحرك.......؟؟!


ليش كذا....هذا هو الزلزال....؟؟؟؟؟؟


صرخة باسل بإسمي رنّت بأذني بحدة مزعجه ومؤلمه ومتضخمه في رأسي.....


سحبت ايدي من يده ورفعتها لأذني في محاوله لحجب كل صوت مزعج يتردد

.......

نوارة الكون
03-12-2014, 06:45 AM
(( الجـــــزء / الــــرابـــع والعشــــرين ))




أيها الجبل "الأخضر" . . . . . . :


يا جبل " الكور" وجبل "شمس". . . :


ويا جبال "ظفار" الشمّاء . . . .

التي تتناسل في أحشائها النمور :


أيتها الجبال العُمانية .. .. .. .. :


توائم الأحقاب


وقرّة عين الأزليّة


منذ أزمان وأزمان


ونحن نصعد إليك


لكننا لا نصل !

لكننا لا نصل !

لكننا لا نصل !

.. .. .. .. .. .. .. ..


( ســــيف الــــرحـــبي )




تمتمت بضيق :


( ذلحين حد يترك أجواء الخريف بصلاله ، ويجي لمسقط لمقابل الحر والرطوبه..!)



رد بنرفزة :


( يا كثر إزعاجك ، اسكتي خليني اركز فشغلي...)


ثم اردف :


( روحي ذاكري، تعلمي، اقضي وقتك بشي يساعدك على اجتياز التوفل بدل هالإزعاج )


رديت بتعالي :


( ما يحتاج ....لأني متأكده وضامنه نجاحي )


وبعدها اضفت باعتراف:


( اصلاً ما يصير طول وقتي اذاكر ..راح انفجر..!!
يكفي طول الصبح وانا مقابله الكتب والنت..)


نزل الأوراق اللي بيده على الطاوله بضيق ورجع لجهاز اللاب توب وقال :


( عــليا ..تراني مو فاضي ولا رايق لك )


وانت متى روقت هذي الأيام ...! باضطراب من هالحال السائد طلعت من الصاله...

وتوجهت لغرفتي ....

..


إلى اليوم وباسل زعلان مني .....حتى بعد مرور قرابة اسبوع ، الضيق باين في ملامحه...

وبنظراته دايم صاد عني ، وكلامه معي قليل ........

يعني لازم يحسسني بغلطي من خلال هالصد ...!


غادرنا صلاله قبل عدة ايام وجينا لمسقط ...

في جو من عدم الارتياح والمعارضه من جدتي ..واعمامي ....لكنهم علناً ابدوا تفهمهم ...



جدتي رفضت اقتراح باسل بالسفر معنا بعد عودتها للبيت ..

وفضلت البقاء بصحبة عمي عبدالله وخالتي ..

اللي اعطوا انفسهم اجازه مفتوحه .. بدون أي التزام بالعمل .. الى أجل غير معلوم ..!!




بعد استقرارنا في بيت عمي عبدالله بالخوير، بدأ باسل دوامه الرسمي من أول الصباح ويرجع آخر الظهر..

وطوال هذي الفتره ..اقضيها بروحي..ما بين تصفح الانترنت الى قراءة أي شي تطاله يدي...!


وبعد عودت باسل من عمله .. نادراً ما يتكلم معي الا في حال انا بديت الحوار......!


في بعض الأوقات صدوده يقطع قلبي لشظايا ،

لكن في اوقات أخرى احط له العذر انه بعده مجروح من كلامي...


ليش ...هو الحريم بس اللي عندهم مشاعر ، ويتضايقون ويزعلون ...؟؟!


كذلك اللي مصبرني الضغوطات الممارسة عليه من ادارة المستشفى .. بسبب السنوات اللي توقف خلالهن عن مزاولة عمله ....

ما بين تعب وارهاق من الدوام يرجع المساء للبحوث..وللكتب...


وأحياناً إذا ما له خاطر يطلع ..المسكين يضطر لطبخ العشاء لي وله....!



تجولت في غرفتي كطقس من الطقوس اليوميه ..بدون أي هدف...!


طلعت من الغرفة مروراً بالصاله ....


لكن لما لمحني باسل صرخ من مكانه :


( ياااربي ....ما كملتي خمس دقايق من رحتي....)!



اوووف ويش هالمزاج النحس اللي صايبه ...!


رديت بقهر :


( تطمن ما جايه اجلس هنيه .....رايحه المطبخ اطبخ..!)



قال بضحكة قهر :


( والله اللي يسمع كلمة اطبخ يصدق ....وآخرتها نصفى على شاهي وقهوه وحلويات جاهزه ..!)



رديت عليه :

( عادي انا دوري المغرب اسوي شاهي وقهوه ..وانت دورك تسوي العشاء)



قال بقهر :


( دوري ودورك...! عزالله فلحنا.....روحي روحي سوي اللي تبا تسويه وخليني اركز في شغلي)



صديت عنه بقهر ...انا ما كلمته من الأساس ..كنت مارّه بدربي..لكن هو اللي تسبب فيني وعصب نفسه من لاشيء، ومن بعدها طردني ..!!!!!



مزاج باسل صاير لا يطااااق......!



سألته وانا احط صينية القهوة على سطح الطاولة :


( الليله بنطلع ...؟؟؟)


قال وهو يترك اللاب توب من يده :


( لا...مشغول ..وتعبان ما اقدر اسوق في زحمة الصيف وفي هالحر ..)



قلت له بتذكر وانا امد له فنجان القهوة :


( طيب .. في كثير من اغراض المطبخ مخلصه ...وانت قايل بنروح اليوم السوبرماركت..!)



قال بتذكر :


( اوووه صحيح ...خلاص لما بروح اصلي بمر السوبرماركت ..)



لا يمكن تفوتني فرصة الطلعه ...انا احسب واعد على هذي الفرصة وبالأخير تفلت مني ...!

لا وألف لا ..


قلت برفض :


( أنا بروح معك...بس خلاااص مليت من هالخنقة ...من لما جينا مسقط ما طلعت ..؟؟)



رد بلامبالاه أعرف أنها تعني لا ولكن بطريقة غير مباشره :


( يصير خير...)



مافي إلا حل واحد، سحبت العباية وحقيبتي وحطيتهن فالصاله عشان قبل لا يروح يصلي ، يشوفهن قدام عيونه واكسر خاطره ...ويقتنع بذهابي معه ...!


شفته يحرك رأسه بعدم رضا...ومن بعدها ابتسم ابتسامه خفيفه...

رفرف لها قلبي...واخيراً ، ما بغينا نشوفها ........!



بالسوبرماركت همست له :

( نبا على العشاء باستا بالدجاج مع الفطر...)


قال بهدوء :


( انزين اخذي مكوناتها ....)


مكوناتها...! وانا ويش عرفني بمكوناتها...!!!


جاوبته بتردد :


( ما اذكرهن ...بس بشوف من النت )


قال بأمر :


( لا تطلعي جوالك قدام العالم ..ما احب هالحركات )



بديت اتذكر مذاقها ، و قلت بتذكر :

( اكيد باستا اول شي ، ودجاج ومشروم واكيد جبن..وحاجه بيضاء مدري اما كريمه ولا صلصه جاهزه
ولا ويش بالضبط...ومدري اذا شي ناقص بعد...)



قال بقهر :

( وهذي من بيطبخها ان شاء الله ...؟؟؟؟ ..)


ثم اردف :
( اخذي مقاديرك وخلصينا ...وسويها بروحك لما بنوصل البيت ...اما انا بآخذ لي أحلى مندي من المطعم )


قلت باستنكار :

( مندي...! واحنا ويش متغدين العصر ؟؟!!! ...)



...

قربنا ننتهي من تسوقنا لشراء حاجيات البيت ...من مؤونه للفطور والعشاء ...اما الغداء في الغالب يجيبه باسل وهو جاي من الدوام ..



وقف باسل جنب الثلاجات يختار المشروبات وانا ابعد عنه بخطوات قليله واقفه جنب عربة التسوق ....



( دكتور باسل....ههه...ويش الحظ الحلو اللي خلانا نلتقي فيك ....)


سرت القشعريرة بكامل جسمي...وأنا اسمع الصوت الأنثوي الناعم

يرحب ويضحك وما باقي الا يتغزل بالدكتـــــــور باســـــل...!


تجمدت في مكاني اراقب العرض اللي يقدمنه البنتين اللي قدامي...!


باسل التفت لهم باستغراب في وجهه لكنه ما نطق...


قالت الثانية اللي جنبها بنفس نوعية الصوت :


( آآه أكيد ما عرفتنا ...أنا حنان ...وهذي كلثم ..ممرضات ....ومعك في نفس القسم دكتور...)


ثم اختمت حديثها بضحكه ..... لو افكر لمليون سنة ما راح احصل لها سبب...!!!!


وتوالت أحاديثهن الغزليه:

( ماشاء الله عليك دكتور باسل باين عليك انك مجتهد ومخلص في عملك من اول حضورك ...)


ولعبت صاحبتها بالكلمات حتى تصنع جمله بنفس المعنى .....


وانا واقفه اتابع بصمت خارجي...وايدي ماسكه العربه بكل قهر...


اما دااخلي فهو اعصار من نار ......وكلي رغبة بتفتيت هالمخلوقتين اللي قدامي...!



نفسي افهم ويش الفايدة من الشيلات اللي يلبسنهن ...؟

اذا كانت مقدمة الشعر والخصل الأماميه كلها ظاهره....


اما ما تبقى من الشيلة فهو معرض للإنزلاق بين الثانيه والأخرى لأنه موضوع بآخر الرأس..!!!!


أما الوجه.....فحدث ولا حرج من الماكياج ...وعطورهن جريييمه ...!!



( ساكن هنيه دكتور ...بالخوير...؟)


لااااا ....وصلت فيهن يسألن عن مكان سكنه ...؟؟


ويش هالوقاحه ....؟؟؟ ويش هالجراءة هذي ...؟؟



الأمور وصلت لحد لا يمكن السكوت عنه .....!!!


قلت من بين اسناني وانا بمكاني :



( ان شاء الله ساكن بجزر الواق واق انتي وهي ويش لكن فيه ......؟؟ هااه ما تخبرني عن هالعروض الرخيصه التافهه ويش المغزى منها ....)




قالت وحده منهن بانفعال :


( وانتي من .......وويش لك من دخل ...؟؟)



قلت لها وانا اقترب ..:


( انا زوجة الدكتور باسل....لكن انتي وهي من...؟ وبأي صفه تتمادن بالكلام مع رجل غريب عنكن)



قالت صديقتها بدفاع :


( عادي احنا ما تمادينا ...لأنه تجمعنا بالدكتور باسل زمالة عمل ..فجينا نسلم بما اننا زملاء واصدقاء )




رديت عليها باستهزاء :


( اووووه ويش هالتطورات اول مره اعرف انه الصداقات الافلاطونيه صارت تطبق معنا اسمحيلي ما كنت اعرف هالشي من قبل.....!!! )



هنا استيقظ باسل من سباته...وقبل لا يشتد الموضوع اكثر ..

قال وايده على ذراعي..... :


( هيا عليا .........خلينا نمشي....)



من طلعنا من السوبرماركت الى ان وصلنا للسياره وانا في حالة جهاد مع أعصابي


مع كل دقيقه تمر احاول أكتم غضبي ، وأهدي أعصابي .. .. ..


ولكن من دون فــائده...!



الغيرة أتلفت أعصابي ، وبكل دقيقه تجي يصبح حالي أسوء من سابقتها...



بالأخير الغيرة افلتت لساني وقلت :



( باسل ....ليش ما تعزم حنان وكلثم..مسكينات ودهن بصداقه افلاطونيه ..!

وعاد شكلهن حصلنك انت الشخص الوحيد اللي عاطنهن وجه في المستشفى ..

عشان كذا ما صدقن يشوفنك بالسوبرماركت .....)



لا رد....!!



اردفت بقهر :


( بصراحه مع هذاك الماكياج وهذيك الخصل المصبوغه ....... شكلهن شي....)



لا رد.....!!



اضفت بضحكه قهر :


( عاد ما يحتاج اقولك ...انت من صدمتك فقدت القدره على النطق...اسحرنك بالأصوات الناعمه والكلام الحلو ...)



لا رد....!



صمته صار يجلب المرض لروحي....!



وجهت له سؤال :


( وانت صدق ما تعرف اسمائهن وما تذكرهن...؟ ولا اصطناع يعني انك مسوي نفسك ثقيل)



لا رد....!!!!!!!!



بكل قهر ضربت بقبضة يدي بقوة في مقعد السيارة ...


قلت له بغضب :


( أنا أسألك ليش ما تجاوب ...؟؟؟)


قال ببرود :


( ششششش مابا اسمع ولا كلمه !)



حارمني من أي كلمة تطمئن روحي... ...!

بس خلاص يا باسل ...كاافي زعل ...ما اقدر اتحمل اكثر من كذا....


رأسي بدا يثقل .....و صوت الطنين المزعج يعلى بأذني ....انفاسي بدت تتقارب

والرجفه تنشط مع كل لحظه.....


هديت نفسي...وحاولت آخذ نفس عميق...


مابا أحداث الليله المشؤومه اللي طلبت فيها الطلاق تتكرر....


انخفاض بضغط الدم....اسقطني بين يدين باسل كالميته ....

عجز عن ايقاظي...واسرع بي الى المستشفى ....قبل لا يفتك بي انخفاض الضغط..


ومع العلاج و المحلول المغذي رجع لي الوعي بشكل تدريجي.....


ما زلت اذكر غضب الطبيب المناوب ..وجداله مع باسل ....وارجاعه سبب انخفاض ضغط دمي للظروف النفسية السيئة
..وفي الحقيقه هو ما كذب...


...

وصلنا البيت ...فكيت غشوتي ...وحررت الشيله ...وبديت آخذ انفاس عميقه مهدئه ....

مابا اسقط ...ولا ابا اروح للمستشفى...يالله تصبرني .....


اخذت حقيبتي...ورجعت حملت كيسين بيدي..وباسل احضر الباقي وراي...



وقفت بالقرب من طاولة المطبخ...حاولت ارفع الأكياس واحطهم فوقها. ..لكن ايديني ما طاوعوني بالارتفاع ...


شهيق عميق....ثم زفير بواسطه الانف وراح اعدي....



صوت ارتطام الأكياس بالأرضيه.......كان راح يلحقه صوت سقوطي...

لو ما حمتني ايدين باسل من السقوط على الأرض بسبب تخاذل رجليني...


بعدته عني لأني ما ازال بوعيي وان كانوا رجليني ضعاف....



قلت له :


( بعـــد عني ....ابا أجلس .....)


ما رد ..ولا ابتعد ....ايده ارتفعت لوجهي ..ونظره تركز على عيوني ..

حتى يتأكد من زوغان عيوني المصاحب للإغماء لكني بعدت وجهي بأكمله عن قبضته..


لما شاف عنادي ...ثنى ايديه حول جسمي و رفعني ...


قلت له بضعف وتنفس مضطرب :

( باسل لا تضايقني...اتركني... ..)



قال بهدوء :

( اهدي اهدي ......ما عليك باس......)



مددني على الكنب...وجمع المخدات تحت رجليني....وراح...


وين راح وتركني ....ناديته بجزع ......... بس ما رد


بعد لحظات حسيت بمنشفه رطبه تستقر اعلى جبيني ...


( انا هنيه ...ما رحت بعيد...اهدي واخذي نفس عميق...وحاولي تسترخي..)



قلت باضطراب :


( مافيني شي....)


قال وهو ياخذ معصم يدي في يده ويتأكد من النبض:


( اذا لسانك يبا يكذب...عيونك ونبض وحواسك كلهن صادقات..)



رديت بارتجاف :


( لا توديني المستشفى مابا اروح...ابر المحلول المغذي لما الحين مشوهات يدي..)



رجع ايده لوجهي وتأكد من عيوني ...وبعدها مدد كفه على وجهي..وقال :


( لا تضايقي نفسك عشان شي ما يسوى يا عليا...

ضغط الدم مو زين يكون مختل وانتي بعدك
صغيره ...اذا ما تحكمتي فيه من ذلحين راح يصير ملازم لك طول العمر )


قلت بإتهام وشفاه مرتجفه :


( كله منك انت......)



قال بعد ما اخذ نفس عميق :



( بويش ضايقتك انا ...الممرضات اللي بالسوبرماركت اول مره اشوفهن، وان كانن يشتغلن بنفس القسم اللي انا فيه ..فهذا ما يعني شي، وكلامهن التافه حول الصداقه ما يعنيلي شي..وبروحك شفتيني ما رديت عليهن...)


غمضت عيوني للحظات...وبعدها من دون تفكير

سألته بشكل مفاجئ :


( باسل انت كرهتني....ما قدرت تسامحني على اللي قلته ...لحد اليوم بعدك متضايق مني ...انا مو قادره اتحمل هالحال ...تعبت من الضيق اللي ملازمك ... )


نهض من جنبي وقال بجديه :


( الأسبوع الماضي تضمّن أحداث وجدالات وقرارات كثيره يا عليا ، وهذي كلها لا بد تترك أثرها على أي شخص بموقعي.....)


ثم أردف :


( صحيح اني متضايق من كلامك ،

لكن هذا ما يعني الكلمه القاسيه اللي استخدمتيها بحديثك .. تطمني يا عليا عمر الكراهيه ما كانت الكلمه الصحيحه اللي توصف اللي احمله لك...العكس تماماً....)


انهى حديثه ..واتجه للمطبخ....


مثل من يفكر بحل لغز ..كذا كانت حواسي في حالة استيقاظ ..

ما بين تذكر كلمات باسل في البدايه .......ومن ثم تنتقل الى مرحلة تحليلها...

ومن بعدها تحط الرحال لتستقر بين حنايا القلب...!


عكس الكراهيه لا يمكن ان يكون الا المحبه......اسعدت قلبي حتى ولو بكلمات بسيطه..

لأن أفعالك دائماً تثبت الكثير....لكن لا مفر من النطق يا باسل....لأن لقلوب النساء ابصار واسماع

ما تكل و لا تهـــدأ إلا عند اسناد القول بالفعل والفعل بالقول.. .. .. !




شكرت باسل بعد ما اخذت منه وعاء الشوربه اللي تحوي كمية مضاعفة من الملح لتعيد التوازن لضغط دمي....

قال وهو يجلس :

( اوووف نسينا كتب الطبخ ...كنت ناوي آخذهن قبل لا ننتهي من تسوقنا )


سألت وانا اعرف الجواب :


( لمن تاخذهن ...؟؟)


رد بجديه :


( وهذا سؤال ..؟؟ لك انتي اكيد...لا يكون تبيني انا اللي اخدمك...صدق الحريم ماحد يعطيهن وجه..!)


قلت باستياء :


( لا مو كذا ...لكن قدّم على عامله ..لأني ما اعرف اطبخ ..!)


قال :


( وين تجلس الشغاله..الطابق اللي فوق حق ابويه ...ومستحيل اجيبها بقسمنا تضايقنا بوجودها ...)



ثم اردف :


( اما انتي مصيرك راح تتعلمي الطبخ ...والكتب ما تقصر ...اما من تحملي .. يصير خير بعدها )



لدرء التوتر والحرج قلت :


( باسل تقدر باكر الصباح توديني السيب...؟؟)


رد باستغراب :


( السيب..؟؟؟؟ ويش يوديك للسيب...؟؟؟)


رديت بهدوء :


( مفكره آخذ عامله بالأجره من مكتب ..هنيه موجود رقمهم بالجريده...واخليها تساعدني في تنظيف الشقه ..ومن بعدها احصر الأشياء المهمه ..واتخلص من الباقي...)



واضفت بحزن :


( حال الشقه كان مأسآوي .....)


سكت لفتره طويله ....وسلط نظراته لوجهي....


ثم قال باستفسار متردد :


( من بعد وفاتهم ...ما قد احد دخلها ...ظلت لسنين مهجورة صحيح ...لحد هذيك الليله اللي امسيتي فيها..؟؟)


رديت بإختصار :


( صحيح....)



قال بهدوء :


( هروب من الأحزان...؟؟؟)


حطيت وعاء الشوربه في الطاوله وقلت بنرفزه :


( ويش لزوم هالكلام ذلحين ...)


قال بإصرار :


( تذكريهم ...ولا نسيتيهم ....؟؟)


قلت بصرخه :


( باسل خلاص...)


رفعت ايديني لأذني وقلت باتهام :


(اصلاً انت ما ترتاح الا لما تشوف دموعي ....)


واضفت بوجع وانا ابعد يده الممتده لي:


( بروحي تعبانه ...وانت تزيدني ..)


سحب جسدي بأكمله له..وارخى رأسي على صدره....


وكفه تتحرك بلطف على ظهري وقال :


( لا ..انا ما ارتاح لما أشوف دموعك..لكن الهروب من الواقع، والهروب من الذكريات،وهروبك من المواجهه خطأ..

وهذي الصفه ما احب انها تكون فيك يا عليا... لازم

تتعلمي الاعتدال لا التسرع ولا الهروب راح يزرع بداخلك الراحه النفسيه ...)



مشاعري ما اختارتك عبث يا باسل .. .. قلبي ما خانّي لما ضمّك بين حناياه...



وصلني صوته المتذمر :


( وضاع علي المندي......كله بسبب حنان وكلثم ..!)


وانا ضاعت علي الباستا .. ما عاد لي خاطر فيها

لحظه...لحظه ... باسل قال حنان وكلثم ..طارت عيوني ....!!

نهضت بعنف من بين ذراعيه وقلت له من بين أسناني :


( وحافظ أسمائهن بــــعد ...)


ما رد سوى بضحكه تردد دويها بأركان الصاله .....




....

لليوم الثالث على التوالي نتوجه من الخوير إلى السيب ، ونقطع المسافه الطويله والمرهقه بين المنطقتين.... في رحلة ذهاب واياب يوميه .....

فتح باسل باب الشقة ودخل ..


ومن بعده دخلت انا والعامله اللي تساعدني في تنظيف الشقه ...وفرز محتوياتها ...من أشياء تذكاريه رؤية البعض منها جلب ذكريات حلوه لقلبي. ...



تأكد باسل مثل كل يوم من كل جزء بالشقه حتى دورات المياه ..خوفاً من انه احد يكون بالمكان...!


وقبل لا يطلع اعطاني جمله من التوصيات اليوميه ....

جوالك خليه جنبك...لا تجهدي نفسك فوق طاقتك...

اذا حسيتي بأي تعب اتصلي فيني مباشره ...

انتبهي للعامله ولا تثقي فيها واجد...ولا تفتحي الباب لأحد..

واخيراً طلع مثل كل يوم ...وملامح عدم الارتياح على محياه وان كان كاتمها..



كنت بغرفتي القديمه ...منهمكه في جمع بقايا من أشيائي وذكرياتي لما كنت طفله ....

وفجأه أيقظتني صوت طرقات باب الشقه...


رجعت لساعتي اتأكد من الوقت باستغراب ....

الساعه ما جات ثنتين ...وباسل بالعاده يتأخر

ما يوصل بهالوقت....


لما سمعت صوت فتح الباب رميت اللي بيدي ...ونهضت بفزع .....طلعت من الغرفه باتجاه الصاله

وكلي غضب من هالمساعده اللي معي ..

سبق ونبهتها وباسل بعد بأنها مو مخوله تفتح الباب لأي احد...

باسل قبل لا يوصل يتصل وانا بنفسي افتح له الباب....


وقفت بمنتصف الصاله بتجمد لما شفت مهند واقف قدام الباب....


الرعب افقدني أي قدره على النطق والحركه ...حتى تنفسي وقف..



( مين انته .....روح ...آووت )


بعد ما فتحتي له الباب صار روح آوت ....


( عليا وين رحتي وتركتيني ....) قالها مهند بصوت ضعيف


صوته..شكله ...اضطرابه...عوامل غير مطمئنه...زادت الرعب في قلبي...


حالة مهند العقليه بالسابق كانت متأرجحه.....لكنها اليوم مو مستقره ابداً بحسب هيئته العامه....



قضت العامله على بقايا الاطمئنان من قلبي لما وجهت حديثها لي :


( مدام اتصل في زوج مال انته ...هذا نفر حرامي ....)


انتفض مهند من جملتها وقال بعنف :


( مو تقول هذي ...مو قصدها بزوجش ...)


ثم اردف بحده :


( عليا انتي تزوجتي شخص غيري)



وقتها عرفت أن الجنون اللي ما قد اظهره مهند قدامي في السابق ... راح يظهر اليوم بأكمله ....

نوارة الكون
03-12-2014, 06:48 AM
(( الجــــزء الخـــامـــس والعــــشرين)) " الأخير"




"بين الوجود والعَدم"


خيط ضباب شفيف


لا يكاد يُرى


بين الحياة والموت


بين المتعة والألم


بين الفرح ونقيضه


عليك أن تدفع جسدك المثْخن


بقفزة صُنعت من هبوبِ عاصفةٍ


إلى أغوار البحر


وستأخذك أمواجه


إلى ديارها الحنونة




(( ابــــن عُمــان : ســـيف الـــرحبــي ))





قال بتكرار :



( تزوجتي شخص ثاني غيري يا عليا )



من ثم اضاف بحده :



( يعني انتي خاينه.....يعني انتي ما تهتمي فيني...وانتي كذابه )



ثم صرخ بجنون :


(انتي كذابه وخاينه يا عليا ...)



وقال بصوت كأنه يأكد لنفسه صحة هالكلام :



( ايوه انتي كذابه وخاينه ..انا ما بخليش ترتاحي لأنش ما تستاهلي ..لأنش كذبتي علي)



القيت نظره على مهند ...ملابسه غير متناسقه...شعره وهيئته غير مرتبه بالمره...ايدينه في حركه مستمره..


مع صرخاته وكلامه وتوهمه كلها امور اكدت لي ان حالته النفسيه تدهورت بصورة اكبر من السابق...



بشفقه وبألم فكرت ليش اهله ما يهتموا فيه..ليش مخلنّه ضايع بهالحال وهو احوج ما يكون للعلاج والمداراه...



بلطف حاولت اهدي اعصابه واجنب نفسي الخطر :



( بس انا ما كذبت عليك يا مهند....انا سافرت لأهلي ...وحصلتهم قدهم عاقدين علي انا و ولد عمي)



قال بغضب :



( لا تكذبي ..انا اعرفش خاينه ..واي شي راح تقوليه كذب ..واصلاً انا ما اصدقش الحين )



لازم اواصل حديثي معه...احاول اهدي جنونه، ومن جهه ثانيه من اجل ان الوقت يمر حتى موعد وصول باسل
واتمنى انه ما يتأخر اليوم ....



قلت بمحاولة جذب شفقته :


( والله ما اكذب ..هذا اللي صار ..)


سأل بصوت اقل حده عن سابقه :


( يعني انتي مو موافقه ...؟؟)


وقبل لا افكر بجواب قال بنبره طفوليه :


( تعالي معي البيت وانا بنقذش منهم..وبخلي ابويه يبعدهم عنش)


القيت نظره على مساعدتي ، كانت واقفه قدام الباب ..مستعده للهروب لو صار أي طارئ


لكن نظراتها تقول انها ما زالت متردده ومستغربه وهي تسمع الحوار....!!


تقدُم خطوات مهند باتجاهي ايقظت حواسي ..وجددت الاضطراب اللي هدأت وتيرته قبل لحظات ...


تلقائياً رجعت للورى ...بخوف وخطوات متردده...


لما طال صمتي بالنسبه لمهند .. قال بإختبار وهو يتقدم نحوي :


( اذا صادقه تعالي معي ...بناخذ تاكسي ..وبنروح بيت اهلي بالعامرات ..)


دقات قلبي بدت تتسارع قلت بارتجاف :


( طيب ابروح معك بس انتظر شوي ..ذلحين انا مشغوله )



قال بصراخ :


( تحسبيني مجنون .....انا مو مجنون ...تسمعيني انا مو مجنون ...تبين زوجش اللي وصلش يرجع وياخذش معه ..انا شفته امس لما جا اخذش ....وانا فاهمش الحين تبين تخدعيني من جديد..ما يكفي اللي سويتيه )



عند هاللحظه ومع هالصراخ الحاد اللي يشق سكون المكان لقوته وحدته ...العامله اطلقت رجلينها للريح وهربت .......


مهند اسرع بخطواته لجهتي ...


قلت بصراخ :


( مهند لا تقرب...مهند لا....)


صرختي قطعت كلامي لما شفته ناوي يقترب اكثر ....


رجعت خطوة للوراء ومن بعدها التفت رجليني وبديت اركض نحو غرفتي اللي كنت قبل دقايق جالسه بمأمن فيها ...


اسرعت بإتجاهها ...دخلت وسحبت الباب واغلقته بعنف وبقوه وانا اعد كل ثانيه ...خوفاً من وصول يد مهند للباب..


لحسن الحظ ان الباب مزود بمزلاج لقفله ...لأن المفاتيح كلها كانت في الصاله ......


بيدي المرتجفه احكمت اغلاق المزلاج ..واستمعت لضربات مهند بعد ثواني قليله فقط من قفلي للباب...



قبل لا استرد هدوئي..واخفف من وتيرة تنفسي العالي ..

لجأت لجوالي اللي كان جنبي تماشياً مع توصيات باسل...


بأصابعي المرتجفه ضغطت على شاشة الجوال في بحث عن رقم باسل ..وما ان وصلت اصابعي لرقمه ..حتى اجريت اتصال له....



اول ما رفعت الجوال لأذني وصلني صوت باسل ..


مثل من كان حاس بالخطر سأل قبل حتى لا يسلم :


( عليا ..خير ..صاير شي...؟؟)


بصوت مرتجف رديت عليه :


( باسل...مهند هنيه...مهند بالشقه ..وهو مجنون ..هي فتحت له الباب قبل لا اقول لها ..وذلحين راحت وتركتني ...)



كنت في ردي له اقاوم الارتجافه اللي تحاول تشل لساني عن النطق..

وفي ذات الوقت كنت ابا اوصل اكبر قدر من المعلومات لباسل ....

لكني حسيت بالعجز لما قال باسل بحده :


( من مهند ومن اللي راح ...ويش تقولي انتي ..)


رديت عليه بصراخ يماثل صراخه :


( باسل تـــعال ذلــحين )


وفصلت المكالمه..ما اقدر انطق اكثر من كذا، ضربات مهند وركلاته على الباب ما وقفت وصراخه وجنونه ما قد توقف لدقيقه...


جلست بجانب بوكسات الاغراض، والجزع ملازمني....


لكن أعصابي المنفعله حرضت هرمون الأدرينالين على افرازه في دمي...حتى بث استجابه شامله بحواسي ..وخلاني متيقظه اكثر....



....

بعد فتره سمعت اصوات عاليه لضربات ..تلاها صراخ مهند ....

لكن صوت التهديد والوعيد اللي ينطق به باسل كان اقوى.........

لاااااا تو الأمور تتضح لي..


نهضت من مكاني ..توجهت للباب وفتحت المزلاج بحركه سريعه ....


باسل راح يضرب مهند .. راح يذبحه ...باسل ما يعرف ان مهند مريض نفسي...


وقفت قدام باب الغرفة وانا اشوف مهند ملقي على الأرض وباسل بكل عنف يوجه له ضربات..


اقتربت اكثر وصرخت في باسل :


( باسل اتركه ..اتركه ..راح تذبحه ...حرام عليك ..تراه مو بعقله ..)


لكنه حتى ما التفت لجهتي ..وواصل هجومه على مهند ...


راح يذبحه ..وكل الأمور ما راح تكون في صالح باسل...


لأن مهند عنده عذره وهو انه مريض نفسي...

وبالأخير باسل راح يتلبس قضيه في غنى عنها وبسببي انا ...



اقتربت منه ناديته ..لكنه ما استجاب لي ...ايديني امتدت لكتفه ..حتى يحس فيني

بديت اسحب ذراعه ...وفي لحظه التقت عيوني بالعيون الناريه المتقده صرخ :


( روحي داخل بســـــرعه )



قلت له بصراخ :


( اتركه من يدك ...انت تبا تذبحه ..تراه مجنون مو صاحي ..مريض نفسي ..مرفوع عنه القلم

افهمني ..لو يصير له شي انت راح تكون الغلطان ...)



اضفت بصراخ :

( مهند كان هو واهله ساكنين جنب بيتنا السابق بالعامرات ..)


اكملت بإنهاك :


( حرام لا تضربه اكثر ...لأنه مو بوعيه ...)


.....



بعد ظهر طويل...ومناقشات طويلة ما بين رجال الأمن وباسل ووالد مهند ..


انتهت الأمور بمصالحه ..قبل لا توصل للإدعاء العام وتصير قضيه ....


والمضحك في الموضوع ان باسل بعد ما ضرب مهند المسكين يرجع يتأكد من جروح مهند ويتفحصها خوفً من وجود كسور..


وبالأخير وصّى والد مهند بالاهتمام بالجروح والضربات ووصف له العلاج المناسب من الصيدليه..


واكيد اعطاه محاضرة عن ضرورة الاهتمام بصحة ولدهم النفسية ، وضرورة اخذه للعلاج..وما خلت النصيحه من بعض التهديدات ..!



على نهاية العصر القيت نظرة وداع أخيره على الشقه ....قراري الأخير حسسني بالراحه


وهو اني ابيع الشقه المسجله بإسمي ..واستغل المبلغ في صدقه جاريه عن اهلي ..لأني ما عدت بحاجه للتواجد فيها من جديد...



...



رجعت رأسي على مقعد السياره...وتنفست بعمق ، الأمان بعد الصدام هذا حالي.....!



قرائتي لأذكاري..وتحصّني بالمعوذات وآية الكرسي هذا الصباح أمور رافقتها في سرائي

ورافقتني في الضراء....


لو حياتنا كلها كانت كذا بهذي الصورة ...نصدق الله في توكلنا واستعانتنا به...


نصبر في الشدائد ..وفي داخلنا متيقنين بأن الله معنا ..ومآلنا الى خير..لأصبحنا بألف خير...


( بويش سرحانه ...؟؟؟)


وصلني سؤال باسل المستغرب لصمتي ...


جاوبته بهدوء :


( في اللي احبه ..!!)



ضحكت بداخلي وانا اشوف ابتسامته بعرض وجهه وهو يقول :


( اوووه هذا غزل..شكراًً....)


قلت له بضحكه :


( بس انا ما اقصدك انت ..على ويش تشكرني ..؟؟!)



نظراته اتركت الطريق والتفت لي وقال بغضب :


( اذا ما تقصديني انا ... من تقصدي غيري يعني ..؟)



جاوبته بصدق :



( باللي احبه اكثر منك ...ربي...!)


هز رأسه ..وقال بابتسامه :


( انا اشهد انك لعبتي بأعصابي يا عليا ..)


قلت له بتأكد :


( من شدة توغلي فيها ..؟؟؟)


ريح قلبي لما قال بصدق :


( لا تسألي السؤال وانتي ضامنه الإجابه ..)





بعد ما عدينا مسافات سألته باستغراب ..وانا اشوفه يسلك طريق مختلف عن طريق البيت :


( هذا مو طريق البيت ..؟؟؟ وين بنروح ..)


رفع حاجبه وقال :


( مكان تحبيه ...لكن غريبه انك مو ذاكره الطريق...!!)


حاولت اتذكر هذا الطريق......لوين يوصل.....مكان انا احبه..!!


بابتسامه كامله صرخت بفرحه :


( شاطئ العذيبه ..)


رد بابتسامه :


( زين انك تذكرتي ..حسبالي فقدتي ذاكرتك ..)




رديت بلؤم :


( هو بصراحه ..بسببك انت كل شي جايز يصير ..!)


انتظرت صرخة غضبه ..لكن ماشي...!!


تفحصته بنظراتي المستغربه .....حصلته يبتسم وكأني قايله فيه معلقه من المديح..!!





.....

باسل كان ينزل غدانا المتأخر من السياره...نزلت باتجاه الشاطئ وقابلتني الرياح اللطيفه بشوق....تنفست بعمق من الهواء البحري النقي...



رفعت رأسي لجهة الغرب...منظر الشمس وهي تغرب فائق الجمال.. ..



حسيت بحركه جنبي ..والتفت لباسل الواقف ونظراته متجه لنفس منظر الغروب..


سألت بهدوء :


( منظر خيالي صح...؟!!)


حرك رأسه بإيجاب ....



تميل الشمسُ تدريجياً ،

حتى تختفي خلف الغابة،

تستلُ أشعتها الصفراء،

من جذوع الأشجار المتعانقة ،

ومن الأوراق والجذور،

لتترك سلالة الليل وأطفاله ،

تحتل الأمكنة والحيوات...

تأخذ زادها من ذكريات النهار


وتسافر في غروبها الأزلي...

(ســيف الرحــبي)






.........




صحت باضطراب :


( خااااالتي ..الحقي علي ..)


جات وملامحها مرعوبه :


( ويش صار...؟؟ )


قلت لها برعب :



( شوفي الماكياج ..قلت لك من البدايه ما يناسبني هالنوع .. )



ثم اردفت بنبرة مشابهه للبكاء :


( شكلي صاير شبح مو عروسه ..والله ان باسل يتمسخر علي )




خالتي امسكت ضحكتها وقالت :



( مو مهم باسل ..اهم شي تكوني مواكبة للموضه بعيون الحريم )



قلت لها بقهر :



( لا والله ...انتي ما تعرفي باسل ...لو شافني حاطه ماكياج بلون قوي شوي قال ويش هالرعب،
لو يشوفني الليله ويش راح يقول ..!!)



خالتي اطلقت ضحكتها ..ثم قالت :


( ما راح يقول شي..كل عروسه بعيون عريسها احلى شي ..)



قلت بتهديد :


( هالخبيرة لا حد يناديها في المصابحه ( الصباحيه ) بروحي بحط ماكياجي ، يكفي هاللعب اللي لعبته في وجهي الليله ...)



قالت بابتسامه :


( اللي تبيه بيصير .....يالله مزون وبنات عمك كل العرايس جاهزين ينتظروك انتي حتى تبدأ الزفه ...)



اخذت نفس عميق ...رائحة الماكياج سببت لي غثيان..

وآخر شي ابيه يصير هو اني اقضي ليلة عرسي استفرغ...

يكفي غثيان الصباح اللي ما يفارقني ..!!



القيت نظره على نفسي قدام الجامه ، قلبت وجهي يمين شمال ..

يمكن تبان شوي من ملامحي المغطاه تحت اطنان الماكياج ...

لكن ماشي فايده ..!



بالقاعه العائليه للأفراح انضميت لبقية العرايس ...
بنات عمي احمد كانوا هاديين..


اما مزون البسمه شاقه وجهها ...!


عمتي هاجر المسكينه تعبت وهي كل شوي تجي وتقول لها :



( مزون ارجوك لا تفضحينا قدام العالم ..حسسيني انك مستحيه ..لو ما تقدري اصطنعي..!)


ردت عليها بضحكه :


( لا والله ليش اخفي فرحتي ...بعدين يا امي خلااص الشؤون التربويه يعطونك اعفاء عن مهامك لأني قدني صرت عروسه ..وانتو مو مسؤولين عني خلاص..)



عمتي هزت رأسها بيأس ورددت :


( الله يعينه ..الله يقويه ..الله يصبره )


سألتها مزون باستغراب :


( منهو يا امي هذا اللي الله يصبره ويقويه ويعينه )


ردت عليها بقهر :


( عزام من غيره ...المسكين ..الله يعينه على ما ابتلاه )



ردت عليها مزون بضحكه:



( عادي عادي ..مقبوله يا امي..ترى من اليوم صرنا صاحبات لأن كلنا متزوجات يعني نشترك بنقطه عشان نبني صداقتنا عليها... )


ضربتها هنادي بكوعها :


( ويش دخل يا غبيه ...هذي امك ..)


ردت عليها بتعالي :

( انتي ويش يدريك ..نسيتي ويش يقولوا بالمركز ..أمك لو صارت عجوز لازم تصاحبيها )



شهقت عمتي هاجر وقالت :


( ذلحين أنا عجوز ..صدق انك ما تستحي ..)


قربت وحده من الحريم تبارك قالت مزون بتدارك للوضع:


( الله يبارك فيك يا امي الله يبارك فيك ...)


ثم اردفت بضحكه قدام الحرمه :



( هذي الوالده المسكينه من فرحتها بي ..تدور دورتين وترجع تبارك لي..!!)



كان من بين الحضور زوجة عمي محمد وزوجات عيالهم ..واختها ..الكل كان حاضر حتى بدريه..


حضورها فاجئني...لكنها سلمت علي بصورة طبيعيه جداً ..وباركت لي متمنيه لي حياة سعيده..


...


بالأخير بعد انتهاء مراسيم الزفاف...اتجهنا للبيت انا و باسل ...وجدتي كانت بصحبة عمي عبدالله وخالتي...


اتجهنا لجناحنا المستقل بالطابق الثالث بعد ما تم تجديد أثاثه وديكوره بالكامل...


خلعت عبايتي وشيلتي بتعب وارهاق من هاليوم الطويل والموتر...


صعقتني صرخة باسل :


( بسم الله الرحمن الرحيم ...من انتي ...)


كنت ما بين حالتين اما اني اضحك بشكل غير مسيطر عليه ..ولا اعصب من موقفه في ليلة زفافنا..!


كتمت ضحكتي ووقفت في مكاني وايديني بخصري ووجهت له نظرات حاده..


عدّل موقفه بكلام أسوء من صرخته :


( الحين الحريم شافنك وانتي بهالشكل ..!!!)


ثم اردف :


( يعني مو لشي...لكن حرمة باسل يعني....)


قبل لا يزيد قلت له من بين اسناني :


( هذا اجمل غزل ممكن تسمعه أي عروسه بليلة زفافها ..!)



طنّش وقال بتعجب :


( متأكده ان هذا اللي بوجهك ماكياج ..؟؟ ويروح عادي ..ولا راح يبقى لأيام..!)



انتفخت شراييني بغضب من استهزاءه

تركته هو وسؤاله بلا رد..


توجهت للدرج ..وسحبت ملابسي ....


قال بتدارك :


( اوووه زعلت عروستي بليلة العرس ...ويش يراضيها علينا ذلحين )



قلت له بتمتمه :


( عرووس اللي يسمع يصدق...! )


ثم اردفت بتذكر وقلت له من بين اسناني :



( احنا مو متفقين نكتم سالفة الحمل لحد ما ينتهي العرس ....؟؟!)


رد:


( ايوه صحيح ...)


قلت له بقهر :


( وخالتي بالله كيف عرفت...لما بغيت اتعثر بسبب الفستان صرخت وقالت لي انتبهي لعمرك انتي حامل ...؟؟)


قال بتمثيل بريء:


( انا ما خبرت حد إلا أبويه و أمي غاليه !)


قلت بغضب :


( احنا مو متفقين اني انا اللي اخبر جدتي ويش هالخيانه )



ثم اردفت بتهديد:

( بنشوف من اللي يخبرك بشي مره ثانيه )


قال بضحكه :


( اما هذي عجيبة تبا تخبي حملك على دكتور )


رديت عليه :

( دكتور على الفاضي..لو فيك خير عطيتني حل لتعب الحمل والغثيان ..)


ضحك ثم قال :


( انا وعيالي مالنا حل كلنا متعبين ..مالك إلا الصبر يا عليا..)










النهـــــــــايــة.

شذى النسيم2
04-12-2014, 07:53 AM
قصة رائعة أعجبت فيها كثيرا وصرت أقرأها عدة مرات
يعطيك العافية

نوارة الكون
07-12-2014, 07:03 AM
قصة رائعة أعجبت فيها كثيرا وصرت أقرأها عدة مرات
يعطيك العافية


تسلمين مرورج الاروع يالغلا ربي يعطيج العافيه

روح الحلا1
09-12-2014, 10:51 AM
تسلمين نوارة
ربي يعطيك العافية..

نوارة الكون
10-12-2014, 10:10 AM
تسلمين نوارة
ربي يعطيك العافية..



ربي يسلمج يالغلا ومشكوره ع المرور

الطائي1100
11-12-2014, 01:02 PM
نوارة الكووون
انستينا وابدعتي في طرحك
واحزنتينا بنهاية القصه تمنيت انها ما تنتهي
اللهجة اضاقة جمال ورونق ع القصه
اشكرك بعنف شكرا لك
اتابع القصه صارلي يومين بتلهف

نوارة الكون
11-12-2014, 05:13 PM
نوارة الكووون
انستينا وابدعتي في طرحك
واحزنتينا بنهاية القصه تمنيت انها ما تنتهي
اللهجة اضاقة جمال ورونق ع القصه
اشكرك بعنف شكرا لك
اتابع القصه صارلي يومين بتلهف



تسلم اخوي اسعدني تواجدك ومرورك الاكثر من رائع

عطر الاحساس
12-12-2014, 10:24 PM
يعطيك آلعآإفيةة
ننتظر آلمزيد من ج’ـمآل آطروح’ـآتك
دمت بهذآ التآلق والتميز♪

نوارة الكون
15-12-2014, 07:21 AM
يعطيك آلعآإفيةة
ننتظر آلمزيد من ج’ـمآل آطروح’ـآتك
دمت بهذآ التآلق والتميز♪



اسعدني مرورج غاليتي