سهل الباطن
12-02-2019, 10:26 PM
شهادات على عروشها خاوية!
عبدالله الشيدي
12/2/2019
لم أنبرِ لهذا الموضوع بشكل شخصي، وإنما قادتني الحرقة التي لمستها في حديثِ أحدهم للذود عن هذا الفيض المتنامي كمّاً، المترامي نوعاً، المتسامي سمعاً، والدّامي فعلاً! وأعلم بأنّ مقالي هذا من فئة (الكامي كازي) اليابانية وتطلق الكلمة على كل العمليات التي يضحي فيها منفذها بنفسه بشكل طوعي من أجل تحقيقها أو ما نسميّه اليوم بالعمليات الانتحارية أو الاستشهادية بحسب التوجّه الديني الذي تتبعه، أو الفكر الذي تنتهجه، وليس هذا مجال الحديث ولكنه المنعرج الذي ربما ينتج منه ما هو قادم، ورأيتُ بأنها الكلمة الأنسب لهذا المقال.
العجيبُ في أمرنا معشر الدول ثالثة التصنيف بأننا لا نرى، ولا نسمعُ، ولا نتعلم، وعندما تعلمنا كان مأوى ذلك العلم ورقةً معلّقةً على جدارٍ في إطارٍ لا تبرحه ولا تفارقه، تماماً كحال حاملها الذي إن لم تسعفه الواسطة، فلن ينتشلهُ علمُه إلا بالقدر الذي يبقيه على قيد الحياة بدون عقله، وكذلك ينجّيه ببدنه ليكون لمن خلفه آيةً فيتعظُ به من أراد، ويسلك غيرَ مسلكِهِ الفطن.
بالأمس القريب كان ذلك الإنسان (حامل الشهادة العليا) يناوش الأوراق، ويسابق الزمن، ويصلي لربه ويدعو ويبتهل كيما يرزقه النجاح، فيكون لأمتِه أمل، فأستجاب الله للصلوات وربما دعوات الأمهات، ونجح البنون والبنات، وعادوا من بلاد الغربة والكربات، حاملين جوازاتهم العقلية والشهادات، وقالوا لأنفسهم قد وردنا مناصب القرارات، والتغيير لا بدّ آت، غير أن المتنفذين من أصحاب العقول الخاويات، قالوا لهم: هيهات هيهات.
نرى اليوم الكثير ممن يحملون تلك الشهادات يقبعون في الخلف، ويتصدر المشهد أصحاب الكروش البارزات، أو المليح من الحسناوات، ومعظمهم من أصحاب المصالح والعلاقات الواسعات، وأحقرهم من صعد بقيلٍ وقالٍ ولسانٍ يميلُ لعذب الكلمات من المنافقين والمنافقات، التابعين للشبهات، أي جهل؟! وأي علم؟! الجهل في أمتي هو من يقود العلم، والشهادات العليا يحكمها ما كان من الطاولة أدنى، وأستشرى الفساد فلا أغنى ولا أقنى، والشهادات أفنى، فخوت على عروشها، وحاملها هوى، فبالله عليكم متى سنكونُ دولاً عظمى؟! وكيفَ سنقودُ أمماً كبرى؟! وعندنا يُهانُ العالِمُ وتُصانُ بنتُ الهوى!
عبدالله الشيدي
12/2/2019
لم أنبرِ لهذا الموضوع بشكل شخصي، وإنما قادتني الحرقة التي لمستها في حديثِ أحدهم للذود عن هذا الفيض المتنامي كمّاً، المترامي نوعاً، المتسامي سمعاً، والدّامي فعلاً! وأعلم بأنّ مقالي هذا من فئة (الكامي كازي) اليابانية وتطلق الكلمة على كل العمليات التي يضحي فيها منفذها بنفسه بشكل طوعي من أجل تحقيقها أو ما نسميّه اليوم بالعمليات الانتحارية أو الاستشهادية بحسب التوجّه الديني الذي تتبعه، أو الفكر الذي تنتهجه، وليس هذا مجال الحديث ولكنه المنعرج الذي ربما ينتج منه ما هو قادم، ورأيتُ بأنها الكلمة الأنسب لهذا المقال.
العجيبُ في أمرنا معشر الدول ثالثة التصنيف بأننا لا نرى، ولا نسمعُ، ولا نتعلم، وعندما تعلمنا كان مأوى ذلك العلم ورقةً معلّقةً على جدارٍ في إطارٍ لا تبرحه ولا تفارقه، تماماً كحال حاملها الذي إن لم تسعفه الواسطة، فلن ينتشلهُ علمُه إلا بالقدر الذي يبقيه على قيد الحياة بدون عقله، وكذلك ينجّيه ببدنه ليكون لمن خلفه آيةً فيتعظُ به من أراد، ويسلك غيرَ مسلكِهِ الفطن.
بالأمس القريب كان ذلك الإنسان (حامل الشهادة العليا) يناوش الأوراق، ويسابق الزمن، ويصلي لربه ويدعو ويبتهل كيما يرزقه النجاح، فيكون لأمتِه أمل، فأستجاب الله للصلوات وربما دعوات الأمهات، ونجح البنون والبنات، وعادوا من بلاد الغربة والكربات، حاملين جوازاتهم العقلية والشهادات، وقالوا لأنفسهم قد وردنا مناصب القرارات، والتغيير لا بدّ آت، غير أن المتنفذين من أصحاب العقول الخاويات، قالوا لهم: هيهات هيهات.
نرى اليوم الكثير ممن يحملون تلك الشهادات يقبعون في الخلف، ويتصدر المشهد أصحاب الكروش البارزات، أو المليح من الحسناوات، ومعظمهم من أصحاب المصالح والعلاقات الواسعات، وأحقرهم من صعد بقيلٍ وقالٍ ولسانٍ يميلُ لعذب الكلمات من المنافقين والمنافقات، التابعين للشبهات، أي جهل؟! وأي علم؟! الجهل في أمتي هو من يقود العلم، والشهادات العليا يحكمها ما كان من الطاولة أدنى، وأستشرى الفساد فلا أغنى ولا أقنى، والشهادات أفنى، فخوت على عروشها، وحاملها هوى، فبالله عليكم متى سنكونُ دولاً عظمى؟! وكيفَ سنقودُ أمماً كبرى؟! وعندنا يُهانُ العالِمُ وتُصانُ بنتُ الهوى!