المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تابع دروس مختصرة لسورة البقرة



أبـوالولـــيـد
30-05-2019, 12:33 PM
دروس مختصرة لآيات سورة البقرة للنشر والاستفادة
الدرس ٧٠ :




{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ} واذكروا يا بني إسرائيل إذ قلنا ادخلوا هذه القرية قيل هي بيت المقدس لأن موسى قال لهم {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ}

وقيل قرية عظيمة من القرى التي ييسر الله لكم التمكن فيها وامتلاكها؛ لتنعموا بالعيش الهنيء الواسع الطيب، بما جعله الله تعالى من الخصائص في أرضها وبساتينها الخصبة الواسعة الكثيرة الزروع والفواكه والثمار

{فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً} الأمر للإباحة أي فأبحنا لكم أن تأكلوا منها {حَيْثُ شِئْتُمْ} أي في أي مكان كنتم من البلد في وسطها أو أطرافها تأكلون ما تشاءون {رَغَداً} أي طمأنينة وهنيئاً لا أحد يعارضكم في ذلك ولا يمانعكم، تدل على أن هناك أصنافاً كثيرة من الطعام

{وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً} أي باب القرية؛ لأن القرى يجعل لها أبواب تحميها من الداخل، والخارج؛ والباب الذي أمروا بدخوله هو باب في بيت المقدس يعرف اليوم ب باب حطة {سُجَّداً} أي ساجدين والمعنى إذا دخلتم فاسجدوا شكراً لله أي ادخلوا الباب وأنتم في منتهى الخضوع منحنين ركوعا وقيل متواضعين خشوعا

{وَقُولُوا حِطَّةٌ} أي قولوا هذه الكلمة {حِطَّةٌ} أي أحط عنا ذنوبنا وأوزارنا؛ فهي بمعنى قولوا ربنا اغفر لنا؛ والمراد اطلبوا المغفرة من الله سبحانه وتعالى إذا دخلتم وسجدتم {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ} "المغفرة" هي ستر الذنب والتجاوز عنه فلا يعاقبك

{وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} أي سنعطي زيادة على مغفرة الذنوب "الإحسان" هو إحسان في عبادة الله؛ وقد فسره رسول الله بقوله (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)

والمقصود بالإحسان هنا الإخلاص، ولا يَصل الإنسان للإحسان إلّا بأن يكون مُسلماً حقاً، وأن يُؤمن بالله إيماناً خالصاً، ويَطمئنّ قلبهُ بالإيمان، فمن الإحسان استشعار مُراقبة الله

والإحسان هو ذروة الدين وذروة الأخلاق وذروة البذل والعطاء، ولمَّا كان المحسن زائدًا عن حد الفرض، متطوعًا بأكثر مما أمر به كان المزيد من الفضل جزاؤه {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ} {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}

وأمتدح الله المحسنين في آيات كثيرة {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}


الحمد لله على فضله
زاهر بن سليمان العبري
٢٤ رمضان ١٤٤٠ جبال
الموافق ٣٠ مايو ٢٠١٩