المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ أرشيف الشعر والخواطر والقصص ] النتاج الفكر ي للكاتب والشاعر/ سعيد مصبح الغافري في الشعر والخواطر والقصص



اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 10:16 PM
هـــيــروشـــيـمـا .. ذاكــرة الـدمــع 06-10-2014

هـــيــروشـــيـمـا .. ذاكــرة الـدمــع

كعادتها .. تتدثر هيروشيما بأديم الزرقة السماوية ، وتغفو في قيلولة صبح صيفي مشمس ..

الأجواء هدوء رغم الحرب ويومياتها المؤلمة وبهارات الإشاعات التي لا تتوقف عن قرب نصر شمس الشرق الأبدية وهزيمة راعي البقر ..
في مقهاه المعتاد ؛ يجلس شــوجيرو يقرأ صحف اليوم دون أن يغير من طريقة جلوسه على الكرسي حيث الساق موضوعة فوق الأخرى رغم ما يبدو على وجهه اليوم من كآبة ووجوم ..
منذ استيقظ صباحا وهو بمزاج سيء و يحس بشيء ما يثقل كالصخر على صدره .. شيء غامض لا يعرف مصدره وزاد عليه ذاك الكابوس المرعب الذي حلمه الليلة الفائتة ؛ وحش بشع الخلقة بعين نارية واحدة يبتلع مدينة كاملة في جوفه !!
يهز رأسه محاولا نسيان أو تجاهل ما رأى ..
ــ إهدأ يا شو .. لا تكن سخيفا .. إنه مجرد حلم !!
يهرب من هذا التفكير إلى الجريدة .. يفردها .. على الصفحة الأولى يقرأ بتململ وضجر البنط الصحفي العريض البارز أمام عينيه بخط أسود مثل دخان نفاثات ( الزيرو ) :
= إنتصارات ساحقة لجنودنا وأنباء عن إستسلام ضابط أمريكي برتبة كبيرة
ــ هراء . ســخـافـات !!
لم يكمل القراءة ورمى بالصحيفة جانبا وكأنه ينفض من يديه كذب العالم وخداعه ثم تنهد مكتئبا !!
وزادت كآبته حدة حتى شعر باختناق وحر يكادا يكتما أنفاسه فأسرع يفتح زرين من أزرار قميصه الخفيف ثم نادى الجرسون طالبا كأس ماء بارد . كان الضيق يتراص واضحا على جبهته في موجات أفقية متعرجة جعلته يبدو كأنه كهل في السبعين !!
فور وصول الماء إليه شربه دفعة واحدة ثم تمتم ساخرا وهو يشير بيده إلى الجريدة :
ــ بهذا الكذب المجاني اليومي ستنتصر الشمس . هع !!
وأشاح بوجهه ناظرا إلى الشارع المليء بأقدام ووجوه الناس المتحركة وبالسيارات والضجيج كأنه يرى فيه كل بؤس الحياة ..
لكن مرأى إثنان - رجل وامرأة - واقفان يتحادثان عند عمود إنارة أعاد إلى ذهنه نقاش البارحة الذي كان مع زوجته أكيكو والتي اقترحت عليه الرحيل بالأسرة إلى طوكيو والعيش فيها ريثما تضع هذه الحرب اللعينة أوزارها وتنتهي ..
كانت أكيكو تتذرع أكثر في حجتها بوالدتها المريضة على الدوام والتي في وضع صحي أصبح من سيء إلى أسوأ بعد تحويل جزء كبير من المستشفيات والأطباء والأدوية لصالح الجنود و المجهود الحربي !!
غير أن شوجيرو لم يكن مقتنعا تماما بالفكرة وكان في أعماق أعماقه يرى أن الرحيل من هيروشيما يعني إقتلاع مؤلم لشجرة جذوره وذكرياته وما بالسهولة سيتأقلم مع المكان الجديد والناس الذين فيه ؛ وحجته كما وضحها وأظهرها هو الآخر لأكيكو هي أن طوكيو العاصمة لن تكون بمأمن من القصف الجوي و ستكون في الأيام القادمة هي الأكثر إستهدافا من كل مدن اليابان الرئيسية " تماما مثلما يفعلون الآن ببرلين حسبما سمعنا من أخبار مؤكدة !! "
ويضيف معززا حجته هذه بتبرير ثان قوي ورغم وقاحته و ما فيه من خدش لمشاعر أكيكو إلا أن شوجيرو لم يتردد عن مصارحتها به :
ــ بيتنا كما ترين صغير جدا وبالكاد يكفي لايوائنا أنا وأنت وإبنينا !!
إنزعجت أكيكو ليس من كلام شوجيرو الذي يكاد يغلق في وجهها كل باب بحججه القوية و لكن من واقع الظروف السيئة التي هم فيها فعلا كأسرة وفي ذات الوقت كانت تصعب عليها أمها المسكينة المتروكة وحيدة هناك في طوكيو !!
ــ شو .. فكر معي أرجوك في حل ..
وغاص الإثنان في الصمت يفكران وهما متمددان على السرير ..
مرت دقائق بينهما دون كلام ثم تحمحم شوجيرو و قال وهو يحك ذقنه :
ــ حسنا .. إسمعي يا زوجتي وجدت حلا .. سأجلبها من هناك لتعيش معنا هنا ، أما السكن فسأحاول تدبيره بإقناع جارنا فوجي بتأجيري تلك الحجرة الفارغة الآن والقريبة جدا من بيتنا والتي كان يسكن فيها الطالب إبن كيوتو ..
قفزت أكيكو من رقدتها وانتصبت جالسة وهي تقول بفرح مندفع :
ــ رائع جدا يا شو .. إذن سأتصل بأمي الآن لتتجهز !!
إعترضها قائلا بحزم :
ــ ليس قبل أن أخبر فوجي بالأمر وأسمع رده .. تمهلي ..
وأضاف :
ــ ظروف ذلك الطالب غامضة وقد رجع بالأمس إلى مدينته ليحضر جناز والده المتوفي وسمعت أنه ربما لن يعود إلى هيروشيما أو ربما يعود ومعه عائلته .. لست متأكدا فلم ألتقي بفوجي منذ يومين لأعرف منه الحقيقة بشكل أوضح وأكيد ..
إنكمش وجهها وظلت واجمة، غير أنها وبأمل مقاوم قالت بعد لحظات :
ــ على العموم أنا بدوري غدا صباحا سأخبر ساكورا .. إنها جارة طيبة وصديقتي وسيسرها مساعدتنا والتوسط لنا في هذا الأمر مع زوجها
!!
http://www.masralarabia.com/images/ns/154200650960f183906f24f61edf673ddf1078ef4.jpg

لم تكد تمضي دقائق قصيرة على شرود ذهن شوجيرو حتى أضيئت السماء فجأة بضوء قوي خاطف ومفزع وفيه ألوان طيف نادرة لأول مرة تشاهد ..
بــرق ؟!
عجبي !!
كيف لمع وسماء هيروشيما من دون ســحـاب ؟!
بأسرع من ثانية إختفى شوجيرو من الوجود هو وجريدته وطاولته والكأس الذي كان على تلك الطاولة . بل المقهى بنادله وبمن كانوا فيه اختفوا .. المباني الخشبية التي كانت تتراص بشكل طولي على جانبي ذلك الشارع صارت بمن فيها من بشر ومخلوقات وأشياء رمادا ودخانا ..
قبل هذا الحدث المهوول بثوان كانت أكيكو تضحك عبر الهاتف مع جارتها ساكورا آخر ضحك في دنياهما !!
جارها فوجي الذي وافق على تأجير الغرفة .. ذاك الهادىء دوما رغم الحرب العصبية يتحول شبحا بشعا بلون الفحم ودون ملامح واضحة . يصرخ في الظلمات . يســعـل باستمرار . يفرغ معدته . يهــذي .. يـنـهــار ..
الجثث والأطراف والجماجم المتفحمة والمسحوقة تملأ الساحات بالآلاف وكثير منها كان طافيا مثل الدمى مع من قفزوا في النهر بالنار التي كانت مشتعلة فيهم .
فوجي صباح اليوم التالي وجدوه جثة متيبسة ، سرعان ما جُـرفت ضمن آلاف الجثث التي تطلب الأمر إزالتها بالجرافات من المدينة المنكوبة أو من كانت يوما مدينة !!
أما الجار سـامـوتـو ..
سـامـوتـو ذاك الضاحك دوما والمستهتر بالحرب ، فقد تصنم وسط الساحة كإلـه الحب !! شكلا ممسوخ الصورة لكن بملامح إنسان محترق ميت !!
الأرض يباب بعد حياة صاخبة كانت !!
ســجـل يـا تــاريـخ !!
هيروشيما تصبح ومضة ذكرى !!
ألبوما من صور بالأبيض والأسود لما قبل وبعد الموت !!
و ( بــول تــيـبـتـس )
بــول تــيـبـتـس !!
ذاك الطيار الأمريكي الأحمق ، ينعطف بطائرته في أقصى ســرعة . يهرب بجريمته النكراء مأخوذا بالفطر العنقي اللهبي المتصاعد نحو الأعلى كالعملاق المارد !!
يهرب وبالوجه حروق وخموش وصفع من رب غاضب !!
وعلى الأرض المحروقة ختم بالجرم الفاضح
ورفاقه من جند الجوية ســعـداء !!
ــ ها قد عاد إلينا بــول !!
عاد نعم ..
لكن ظلت تلك الندب بوجهه ، أما صخرة قلبه فقد قالت وبالحرف الواحد :
ــ نـحـن نـنـفـذ أمــر القـــادة !!
هيروشيما !!
هيروشيما !!
يا ذنب القرن العشرين !!
يا آب العار الإنساني الصعب الإمحـاء !!
هيروشيما !!
صلاة من صمت ودموع !!
ذكرى لا تنسى .. ننظر عبر نوافذها الأربع إلى ماضي الإثــم وإلى أوشــام الخــزي الأبـدي على جسد هذا العالم ..
هيروشيما !!
هيروشيما !!
يا درس الأمس القـاســي !!
أنت الدرس الأكبر للعالم !!
لكن ما من أحـد إســتـوعب درسـك أبدا !!
مازال البعض بنفس الروح الهمجية وحماقات غرور الأمس !!
أعمى يغـويـه الشيطان فيمضي ..
ولا فـكــرَّ يـومـا كيف يــتـوب !!
بقلمي : ســـعـيد مصــبـح الغــافــري

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 10:17 PM
قــراءة نـقــديـة لـلـنـص القصصي ( الـرقـص حــول الـنـار ) للكاتبة الفلسطينية أميرة عبدالله


1 ـــ نص ( الرقص حول النار ) بقلم الكاتبة أميرة عبدالله :


اعتكفت في كوخها الريفي بعدَ أن تأججت في أعماقها نار الغيرة.. وقررت أن تنهل من الفضيلة والحكمة ما يجعلها أهلاً لمقاومة التيارات.. نظرت إليها بومة تقفُ على شجرة سامقة فوجدتها تبكي وتبكي وتبكي، فكرت: "حتى البشر يهربون مثلنا من ذواتهم ويختبئون في حصون صنعوها حولَ قلوبهم .."ألقت البومة عليها نظرة أخيرة ثم ولت هرباً.
بعدَ أيام عادت لتزورها وتفاجأت مما رأت؛ حقيبة سفر وملابس مبعثرة هنا وهناك وأنثى تتلوى كالأفعى في رقصات هستيرية، يجلس قبالتها رجلٌ وسيم، عيناهُ تترقرق بالدمع وهوَ ينظرها يتخيل أنهُ محاط بالحسناوات اللواتي يرقصنَ حولَ النار؛ كلُ واحدةٍ منهن تحاولُ جذبهِ إلى النار، ربما ليحترق وربما ليشاهد احتراق جناحي طيره الجريح.
نهضَ مسرعاً من مكانه بعدما أخرجَ منديلاً طُرّزَ على طرفه أول حرف من اسمه، مسحَ بهِ دموعَ عينهِ الرقراقة، ثم نظرَ إليها نظرة أخيرة وولى هارباً وهوَ يتمتم :
ــ لقد أضعتها.. لقد فقدتها.. كانت أمي وأبي وزوجي وعينيّ اللتين أرى بهما وبمجرد ما تركتني لتعتني بمن يحتاجها، أحرقتها بطقوسي الغريبة،وارتديت القناع الأول بيد واستبدلتهُ بآخر كلما حاولتْ سبر غوري، كلما حاولتْ الاقتراب لنزع القناع عن وجهي، أجدني أتباهى بكوني رجل من حديد؛ لقلبي آلاف النوافذ.."
_ "انتظر.. انتظر، لا تتركني. اسمح لي بنزعِ قناعكَ الأخير قبل أن!!"
ثم ارتفعت ألسنة اللهب لتعلن كلمتها النهائية..

2 ـــ إضــاءة نـقـديـة لـلـنص بقلمي :

كان الشاهد الوحيد على المأساة وعلى الجريمة مخلوق ليس من عالم البشر .. مخلوق ياطالما دارت حوله الأساطير والحكايات وعملت بسببه القرابين والطقوس الطاردة للشر وللنحس .. لم يكن الذى رأى هول ما رأى إنسانا بل طائرا .. اجتمعت في هذه القصة القصيرة الجميلة جدا أربع صور أو شخوص أو رموز : البومة وامرأة بائسة ورجل بألف قناع وكوخ متواضع في مكان بعيد مهجور .. البومة هنا ليست في تصوير الكاتبة المبدعة أميرة عبدالله ذلك الطائر السيء السمعة بما يجلبه من تشاؤم ونحس للناس بحسب التفكير الشرقي .. لقد أتقنت الكاتبة في تغيير هذه الصورة الشائهة المأخوذة عن هذا الطائر ذو العينين الصفراويتين الواسعتين المتربصتين والمنقار المعقوف تلك الصورة التي تصوره وترمزه بالشر والشؤم .. ذاك الطائر ما هو إلا شعور حي هارب نحو البعيد من ذاته المعذبة والحزينة ومعتكفا في مكان قصي .. على شجرة سامقة عالية تصادف بجوارها كوخ منفرد مهجور ووحيد أيضا كرمز للنقاء المفتقد في عالم إتسخت قيمه بما فيه الكفاية .. الشجرة وعلاقتها بالبومة والكوخ وعلاقته بالانسان .. هنا التجانس المتقن بين الكائن والمكان والذي قدرت الكاتبة أميرة عبدالله أن توظفه وبدقة في هذا النص خالقة ذلك الترابط المنسجم بين المكان والجنس أو الكائن المناسب له .. البومة / الشجرة الباسقة .. الكوخ / الانسان مع أن ( الكوخ الانساني ) يبدو لي أكثر عمقا وقوة واكثر شمولا في النص الأدبي شعرا كان أم نثرا وفي الفن أيضا بل وفي معناه الدلالي الرمزي .. داخل ذلك الكوخ المتواضع الذي يلفه السكون والسكينة تعتكف كالعابد إمرأة بائسة حزينة ومحطمة مجروحة القلب هربت من جحيم البشر واختارت حياة العزلة وفي داخلها ماتزال تحمل روحا نقية تواقة إلى الصفاء والخير والفضيلة والحكمة ومقاومة لروح أخرى ما فتئت تنغص عليها عيشها وصفاء قلبها وذهنها / الغيرة .. تلك النار الناهشة بلا رحمة للقلب ولأجمل ما في أعماق النفس من نبل وجمال .. حين صدمتها الحياة في أقرب إنسان إلى حياتها .. حين اكتشفت أنها تعيش في عالم أناني مزيف ومخادع ومليء بالوحل والدناءة والغدر والأقنعة .. قررت أن تهرب بعيدا عن هذا العالم تماما كما فعلت تلك البومة الهاربة من عالم المخلب والناب والشر والانانية .. وكانت المأساة .. عندما أتى ذلك الرجل الذي حطم أجمل مخلوق بالأرض بأنانيته وبحربائية أقنعته وزيف براءته .. وهو أشر مخلوق وأنتن روح على الاطلاق .. لقد جاء لا ليسامح أو ليطلب الغفران والصفح والندم على ما أذنب بل جاء بكل أقنعته المزيفة إليها وهو على أحقر ما يكون .. أشعل فيها النار وتركها تتلوى في الأجيج المستعر غير آبه لآخر صرخة متوسلة رجتها تلك الضحية منه .. صرخت بألم ومرارة :
ـــ إنتظر .. إنتظر .. لا تتركني ..
وهي كلمات لها دلالتها القوية والعميقة جدا في النفس وفقت الكاتبة الجميلة أميرة عبدالله في إختيارها بدقة وببراعة أدبية لافتة جاعلة من أحداث القصة تصل إلى أقصى درجة لها من التشويق رغم صدمية هذا التشويق وألم وقعه في نفس المتلقي .. إمرأة تحترق في قلب النار تتوسل بتلك التوسلات أمام مجرمها .. لم تتوسل حبا له ولا رغبة بإنقاذها من اللظى المشتعل الذي رماها فيه بل لغاية أخيرة وأمل أخير لها قبل أن تموت .. كانت فقط تريد منه أن ينزع آخر قناع لبسه لتراه على وجهه الحقيقي البشع بشاعة روحه والقبيح قباحة نفسه الشريرة .. لحظة تراجيدية مؤلمة جدا جدا ونحن نسمعها تقول بصراخ حاد :
ـــ لا تتركني. اسمح لي بنزعِ قناعكَ الأخير قبل أن ....
و( قبل أن ... ) .. هنا تتوقف الكاتبة فجأة عن مواصلة السرد محفزة عقل القارىء على إستكناه المتوقع أو ما يمكن أن يحدث لبطلة القصة .. هذا التوقف المفاجىء في هذا المقطع يزيد من جرعة ما يمكن أن أسميه مجازا بـ ( أدرينالين القراءة ) في أعصاب القارىء ونبض قلبه .. وهي حركة ذكية من الكاتبة أرادتها كي تمنح القصة أكبر قدر ممكن من الزخم في ( العقدة ) ومانحة قارئها مساحة لا بأس بها كي يحبس فيها أنفاسه ويتشوق أكثر لما هو آتٍ في القصة التي تتسارع الآن أحداثها نحو ( النهاية ) ولو واصلت الكاتبة في هذه القصة بسرد المتبقي من الأحداث بدون تلك الوقفة المفاجئة التي تعمدت وضعها بتلك الصورة التعبيرية الجميلة ــ لو أنها واصلت السرد بدون تلك الوقفة البارعة وجعلت الأحداث تمضي وبشكل عادي جدا وتقليدي إذن لقضت على جمالية النص وروعته الأدبية ولكانت خاتمته باردة جدا وأكثر من عادية وليست بذلك الوقع المنتظر والمأمول منها .. ولكنها وهي تكتب بوعي ونضج وهدوء أيضا إستمهلت في سردها بعض الإستمهال .. فلاحظ معي كيف أن تلك الوقفة المفاجئة في كلمة ( قبل أن ... ) والنقط أو علامة التعجب ( !! ) التي تلتها جميعها حفزت العقل والمشاعر فجأة إلى أن شيئا قادما وعاجلا الآن سوف يحدث .. ومع ذلك ورغم تلك الصرخة التي صرختها تلك الضحية وهي في قلب النار إلا أن شيئا لم يتحرك .. وبدا وكأن كل شيء حول الضحية قد توقف وتجمد بصورة فاجعة بما فيه ردة فعل ذلك الرجل المجرم الذي كان يسمع صراخ ضحيته ببرود .. وحدها ألسنة اللهب حسمت كل شيء .. إذ لم تترك أي فرصة لأي ( فعل ) ممكن أن يحدث بل أسرعت وأحاطت بالضحية المسكينة إلى درجة القسوة .. أحاطتها بألسنتها المرتفعة حاجبة بالموت آخر صوت للحياة .. وبذلك اختفى صوت الصرخة إلى الأبد وسط اللهيب المستعر .. وكان الشاهد الوحيد على هذه المأساة والجريمة هو تلك البومة التي انصدمت بهول ما رأت صدمة أشد وقعا وألما في نفسها من صدمتها الأولى حين جاءت ورأت رفيقتها البشرية المسكينة على حال الشكوى والصمت .. ولم تتصور في الزيارة الثانية لها والأخيرة .. لم تتصور أن تراها وقد وصل بها الحال المزري إلى ما هو أسوأ وأشنع .. لقد رأت الجريمة البشعة بأم عينيها الواسعتين وهالها بل صدمها و لم تتوقع أن عالمنا نحن البشر قاس منتهى القسوة و فيه أيضا هذه البشاعة وروح الشر ..
بـقـلـمـي / ســـعـيد مـصـبح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 10:19 PM
حــرب عــاصـفـة الـحــزم .. مشـاهـد من حــارتـنـا !!


كنت جالسا مع والدي كعادة أسرية أحبها جدا وكطقس عائلي مترسخ في روح كل أفراد الأسرة من أصغرهم إلى أكبرهم أبناء وأحفادا .. وكان والدي لحظة دخولي عليه يشاهد ويستمع بشغف إلى أحداث وأخبار الحروب والأزمات التي تعصف في راهنها الحاضر بالوطن العربي وآخرها حرب ( عاصفة الحزم ) الدائرة رحاها الآن في أرض وأجواء اليمن العربي الشقيق .. كان والدي عقب كل خبر يهز رأسه ويقطب بين حاجبيه وسحابة من هم وقلق وحزن لا تفتأ وهي تعاود المرور كل حين على جبهته وبريق عينيه وبين كل حين يتمتم محوقلا : لا حول ولا قوة إلا بالله .. الله يستر من تاليها .. ثم صمت صمتا عميقا وهو يفكر وظني أن هذه المشاهد المؤلمة أرجعت ذاكرته إلى الوراء وإلى عقود بعيدة من سنين خلت عاشها وعاصر أحداثها .. وإذ به يخرج فجأة من صمته ويقول بصوت مشحون بالشجن وهو يسترجع شريطا طويلا من ذكريات غابرة مرت بحياته ولا يزال يتذكرها بكل تفاصيلها وكأنها إبنة لحظتها ويومها .. كان يحدثني عن أحلك فترة مرت بها بلادنا الحبيبة .. الحروب القبلية .. الجوع .. الفقر .. الأمية .. الجهل .. الغياب الطويل عن العالم .. وأشياء أخرى كثيرة كنت أسمعها منه بنهم وتشوق مع أني سمعتها منه ومن ( شياب آخرين في سنه ) عاصروا تلك المرحلة بكل محاقها وخسوفها الكلي .. مر وقت وأنا أستمع له باهتمام وكأني أسترجع تاريخا عن حقبة بأكملها من بلادي .. وليس ألذ ولا أمتع من سماع حديث الشيوخ والكهول فهم بحد ذاتهم موسوعة مرجعية أخرى لتاريخنا ولا مناص لنا من إضافتها إلى المصادر الرسمية المدونة رغم شعبية طرحها .. وإذ ينهي والدي حديثه سمعته يحمد الله ويشكره على نعمة الأمن والأمان والسلام في بلادنا حتى أنه ربت على كتفي مطمئنا وقد انقشع الحزن عن وجهه مجليا أمامي إبتسامة الأب المطمئن على أبنائه وبلده وهو يقول بثقة وفخر : ما دام بهذه البلاد بررة مخلصون فلا خوف عليك يا وطن ..

http://images0.naharnet.com/images/83655/w460.jpg?1371875980

شدني كلامه وفجر في داخلي عشرات الأفكار والشجون .. وكان أكبر سؤال أطل برأسه على أفق عقلي : ماذا لو دخلت عمان حرب ( عاصفة الحزم ) هذه ؟؟ كيف سيكون الوضع على الصعيد الداخلي للبلد والخارجي أيضا ؟؟ كيف ستكون أحوالنا وأوضاعنا المعيشية في ظل جو مشحون بالحرب والعداء والتوجس والخوف وبين الحين والآخر تقفز من نومك مذعورا على صوت طائرة حربية تحلق بسرعتها الماخ الرهيبة وصوتها الفجائي المخيف تحلق وعلى نحو خاطف فوق بيتك مباشرة متجهة صوب الجنوب . فتسأل ويسأل من في البيت : ما هذا ؟؟ هل الجميع بخير ؟؟ ويطلق طفل صغير بالعائلة معروف عنه شقاوته يطلق ضحكة بريئة وهو يقول بلا اكتراث : ناموا .. هذه طائرة ورقية أطلقتها من فوق سطح الدار هههههه وبعد قليل تنهال عليك رسائل الواتس من وكالة قالوا وسمعنا : يقولون وسمعنا أن الطائرة التي حلقت قبل قليل في أجواء الحارة طائرة سعودية .. لا وانت الصادق طائرة إيرانية .. لا لا .. بل طائرة عمانية عليها علم عماني ذهبت تقصف مواقع باليمن وابن عمي يقودها .. ليس صحيحا ما تقول .. الطيار الذي كان يقودها خالي وبنفسه كان يكلمني من الطائرة بالهاتف النقال أثناء عبوره قريتنا .. ويقفز صوت عجوز على أرذل العمر ويحسم هذا الجدل التعصبي الأخرق والأعمى أيضا فتقول : إسكتوا .. هذه الطائرة ليست غريبة على أحد أصلا فنحن كل يوم نشاهد ومن خلال خط سحابي مستقيم طائرات صغيرة بلون أبيض تحلق في سماء القرية قاطعة الجو من الشرق إلى الغرب والعكس .. وتضحك حفيدة لها في العشرين من عمرها وتقول : سلامة عقلك يا جدتي الطائرة التي تعنيها هي طائرات مسافرين مدنية تحمل ركابا إلى دول ومطارات العالم وليست تلك التي نتحدث عنها ونقصدها ..
ثم لا تمر نصف ساعة على عبور الطائرة الحربية أجواء القرية إلا ويطب علينا جارنا وهو في أشد حالات إستيائه وغضبه وضيقه .. ما بك يا جارنا ؟؟ ويرد بتهكم ومرارة : ماذا ما بي ؟؟ بالأمس سعر السمك بثلاثة ريالات واليوم بتسعة ريالات وكرتون الماء أبو قنينة بلاستيكية صغيرة بدلا من ريال صار بخمسة ريالات والسوق مشتعل والتجار حجتهم في هذا الغلاء المفاجىء لأسعار السلع الاستهلاكية هي الحرب .. كل يلقي بالتبعة على الحرب .. الحرب .. الحرب .. لعنة الله على هذه الحرب !!
ولا تمضي دقائق على حديث جارنا هذا إلا ونرى باص المدرسة آتيا ويقف في ساحة الحارة وينزل الطلاب والطالبات الصغار بحقائبهم مهرولين فرحين : ما شيء دراسة .. قالوا لنا ارجعوا بيوتكم .. سمعنا طائرة حربية تحلق وقد رجت المدرسة بصوتها المخيف وهي تطير على علو منخفض وشعرنا بالخوف وفورا تمت إعادتنا إلى حوائرنا وبيوتنا .. يعني ماكو دراسة إلى أن تخلص ذي الحرب .. وبدلا من أن يذهبوا ويندسون داخل بيوت أهاليهم تراهم يخلعون ثيابهم المدرسية الرسمية ويلبسون ملابس الرياضة ويذهبون للعب الكرة في ملعب الحارة الترابي وهم سعداء والدنيا طيبة ولا شيء يقلقهم أو يشغل بالهم لا حروب ولا سياسة ولا قال ولا قيل ههههههه بينما لا شغل لجارات الحارة إلا حديث الحرب وإشاعاتها وواحدة منهن على مدار الوقت : الله يسلم ولدي .. الله يحفظه .. الله ينصره .. الله يعوده سالم غانم .. حطوه في الجبهة الأمامية وكل يوم يرسل لنا صور ومقاطع من معاركه .. وترد عليها الجارة الثانية بخبر أقوى وأكثر لفتا وإثارة : أنا أيضا ولدي كادت طائرته بالأمس أن تصاب بصاروخ حوثي لكن ولدي طيار ماهر وشجاع قدر أن ينعطف عن الصاروخ ويحول إنعطافه إلى ( هجمة مرتدة ) وتضحك جارة تستمع إليها بتركيز وهي تعرف طبيعتها وتقول : مويز من وين ولدك دخل ذي الحرب ؟؟ .. أحيده متقاعد من عشر سنين ومن يومين كان واقف يسلم علي بالمستشفى كان يعالج حسب كلامه من إلتهاب بعيونه وتضج جلسة الجارات بالضحك بينما الجارة مويز انكمشت في هالة كثيفة من الصمت والخجل وهي تردد في نفسها بغيظ لا يخلو من ضحك مكتوم أيضا : حسبي الله عليش يا جويخ .. ما شيء ما منتبهة له هههههه
لا تقتصر إشاعات هذه الحرب على وكالة قالوا الحارة بل تتعداها إلى ما هو أكثر إتساعا وتكثيفا وتعقيدا حيث وسائل التواصل الاجتماعي لتصل إلى جلسات مشحونة من السباب والشتائم المتبادلة هذا غير المقالات اليومية الساخنة والمحتقنة في مواقع النت والتواصل أيضا .. الحياة اليومية تغيرت أجوائها فجأة .. الكل في حالة ترقب وقلق وتلهف بآخر الأخبار وخصوصا أخبار جنودنا في الجبهة .. وفي الدوامات لا حديث للموظفين إلا حديث هذه الحرب الملعونة التي لا تخلو طبعا من بهارات مبالغاتهم شأنهم شأن مويز حارتنا وولدها الطيار أبو عيون ملتهبة .. وأحيانا في بعض الأيام بعض الموظفين لا يداوم بحجة أن أحد أقاربه قتل في الحرب وهو لا قتل ولا يحزنون فقط إستغلال لوضع من أجل الهروب من الدوام والاستمتاع بنومة نهارية كاملة ههههه
وفجأة أصرخ مذعورا وأنا أقفز من سريري مستيقظا ..
لقد كان كابوسا مرعبا لم تهدأ معه نفسي إلا حين وجدت أمي تقف عند رأسي بكل حنانها وملائكية وجهها وحكيت لها مشاهد هذا الحلم المفزع فضحكت وهي تناولني كأس الماء وتقول لي :
ـــ ضع وطنك في قلبك كتعويذة واهزأ بالأحـلام ..
قلت وقد هدأت نفسي وأنفاسي لسماعي منها هذا الكلمات الأقرب للشعر العذب:
ـــ في قلبي يا أمي هذا الوطن التعويذة
قالت بصوت الواثق من أبنائه :
ــــ إبق التعويذة ضمن النبض
أجبت :
ــــ لها كل القلب وكل النبض يا غاليتي !!
بقلمي ونبض قلبي / ســــعيد مصـبح الغــافـري
تنبيه هام :
مشاهد وأجواء النص تخيلية ولا علاقة لها بالواقع طبعا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 10:21 PM
جـولـيـت في تـلَّ أبـيـب !!



قصة قصيرة بقلم سعيد مصبح الغافري :


كانت هذه هي المرة الثالثة والأخيرة التي أرى وألتقي فيها بالبطلة المناضلة الرفيقة ( أمـيرة عارب ) في تـل أبـيـب . في مهمتنا الجـديـدة المسماة حـركـيـا ( جوليت ) بدت لي هذه المرة فتاة مختلفة غير التي عرفتها ورافقتني في بعض العمليات داخل إسرائيل . كانت ترتدي بنطرولا أزرقا فاتح الزرقة من نوع جينز ببلوزة بيضاء شبه مفتوحة الصدر وشعر أسود طويل سرحته فصار أمام الرائي أشبه بشلال أسود ناعم منسكب في نهار صباحي دافىء .. كان وجهها الحنطي جميلا وجذابا تزينه أجمل شفتين مبهرتين بروج أحمر وعلى العينين نظارة شمسية أنيقة والقدمين بحذاء ذي كعب عالي يطقطق برنين عذب على الرصيف القرميدي وبوقع هادىء متناسق !! رباه !! أهذه أميرة عارب البطلة العربية المناضلة سليلة دلال سعيد المغربي وجميلة بوحريد وبقية قامات الفخر القومي المشرف المسطر على جبين التاريخ بأحرف من نور ؟! أهذه رفيقتي التي كانت بجواري في عمليات ( دفع الثمن ) و ( دم . دم ) و ( جلنار ) وغيرها الكثير ؟! أهذه أميرة عارب ذات الشعر الثائر كروحها الهادرة والوجه الذي غبرته المعارك و التي لم تعرف من الحياة إلا الكلاشينكوف والرصاص وصراخ الدم والموت ودخان المعرك تظهر أمامي بكل هذه الأناقة والنعومة ؟!
بدت بتلك الهيئة المنفرة والمقززة بوسط ذلك الشارع كائنا من كوكب آخر .. إنسانة غريبة لا يكاد من يعرف أميرة عارب من رفاقها يصدق أن هذه الواقفة هناك وكأنها ممثلة أو مغنية أو عارضة هي عينها أميرة عارب التي ( عن سبعة رجال ) كما يسمونها دائما وهم واثقون من مصداقية التسمية وجدارتها ولياقتها بها .. رباه !!
كانت واقفة هناك كعمود من نور فوق رصيف ذات نهار صباحي الوجه به بعض بقايا من عطر الفجر الراحل قبل سويعات عنا .. اه يا يافا .. عطر برتقالك يلف نديا كل حواسي ويحفز لكتابة شيء عبقي الأحرف والكلمات .. أي شيء عنك وفيك !!
دنوت منها بعد خطوات مشيتها صوبها على ذلك الرصيف الفارغ .. فاجأتني حين أدارت لي رأسها ناظرة إلي بذهول .. حالا قرأت أول سطر كلام في عينيها العسليتين الصافيتين بعد أن رفعت نظارتها الشمسية أعلى جبهتها .. يا للفارق الكبير بين مرآها وهي شبه بعيدة ومرآها الآن وهي أمامي ولا يفصلنا عن بعضنا بعضا إلا متر واحد فقط .. تبادلنا تحايا الصباح بابتسامة رائقة وكمن لا ينسى ما اعتاد عليه قلت وأنا أنظرها بحنان كبير :
ـــ لا إله إلا الله ..
وأكملت كمن يربط عقدا مقدسا بين قلبين :
ـــ محمد رسول الله ..
ولزمنا الصمت وأعيننا موجهة صوب الشارع .. بين الصمت وتلك النظرة المتوحدة الاتجاه مرقت صوبنا سيارة أجرة فأوقفتها وقلت للسائق :
ـــ فندق دانيل هوتيل من فضلك ..
ركبنا .. أنا وهي ونحن غارقان في صمت واحد والسائق يصغي عبر الراديو لنشيد ( هاتيكفاه ) .. ذاك النشيد اللعين الذي منذ صغري وأنا أكره جدا سماعه .. تحملته بصمت مكظوم وأنا أقول في قرارة نفسي بسخرية متهكمة :
ـــ ولا يهمك .. صبراً .. صبراً .. ستسمع اليوم أجمل ( هاتيكفاه ) بعون الله !!
بعد مسافة خمسة كيلو مترات كان التاكسي يقف مباشرة أمام فندق دانيل هوتيل .. بادرت فورا بدفع أجرة التوصيل عني وعنها ولم تبد هي أي إعتراض أو تعليق .. لا وقت الآن لمثل هذه المجاملات .. نزلت بعد أن شكرتني بحرارة وهي سعيدة بهذه الرفقة القصيرة جدا في المكان والطويلة جدا جدا في الشعور .. حملت حقيبة اليد ذات اللون البيج ودخلت الفندق وأنا أتابع سيرها ولم أنتبه للوقت الذي مر ولا للسائق الذي استغرب من عدم نزولي معها فسألني فجأة مستفسرا وفي صوته تذمر خفي :
ـــ هل ستنزل سيدي ؟! أم نواصل ؟!
تنبهت لصوته وقلت بنبرة هادئة :
ـــ لا . إنتظر قليلا وسأدفع لك ثمن الإنتظار أيا كانت مدته ..
بشراهته اليهودية رد موافقا على الفور وهو يستعين بالصبر وعلى وجهه إستغراب وربما ارتياب أيضا :
ـــ حسنا . كما تحب ..
بقيت مسمرا عيناي في بوابة مدخل الفندق بكل انتباه ويقظة بينما السائق غرق في بحر هاتفه النقال ودخل عوالمه الخاصة لدرجة خيل إلي أنه غير موجود .. بعد ربع ساعة رأيتها تخرج من نفس مدخل الفندق .. تنحنح السائق ناظرا لساعة يده كمن أفاق من غيبوبة أو نومة عميقة .. نظرني بصبر يوشك أن ينفد وقد تلون وجهه وصار محتقنا مليئا بالأسئلة التي أكاد أقرأ محتواها بوضوح لكني لزمت الصمت غير آبه به ولا بما يعتمل الآن في نفسه .. لمحته ينظر معي إلى تلك الفتاة الحسناء ذات الشعر الطويل الخارجة من الفندق .. قلت له آمرا :
ـــ من فضلك .. إضغط على بوق السيارة الآن ..
وبدت نظرته بلهاء وهو يسمعني أطلب منه هذا الطلب الغريب .. لكنه وبشكل مازوخي أسرع وضغط ثلاث ضغطات على بوق السيارة فانتبهت الفتاة إلى صوت بوق التاكسي وهرولت صوبنا بعدما رأتني وتيقنت من ملامحي .. ركبت في المقعد الخلفي في اللحظة التي قلت أنا للسائق :
ـــ إلى مطعم شالوم عاز ..
أخيرا قال السائق وهو يتنفس الصعداء ويشغل السيارة :
ـــ حاضر سيدي ولا يهمك ..
أرادت أن تقول شيئا فقلت مقاطعا :
ـــ سنتناول إفطار صباحنا هناك .. لا تعليق ..
وصلنا مطعم شالوم عاز .. عند طاولة منزوية هناك جلسنا لوحدينا ، ودون أي كلام ؛ أكلنا بسرعة ما طلبنا من وجبة ثم خرجنا .. قلت لها هامسا :
ـــ سنذهب إلى بيتي .. ليس بعيدا من هنا .. مسافة خطوات .. هيا بنا ..
ووافقتني .. الواقع لم يكن ثمة بيت بمعنى بيت أملكه هنا في هذه المدينة بل حجرة صغيرة جدا استأجرتها .. حجرة عزوبية صغيرة مع حمام وسرير صغير للنوم ودولاب ملابس ومقعد .. هذا كل البيت !!
داخل الحجرة المغلقة كنت أنا جالسا على طرف السرير أما هي فجلست قريبا مني على ذلك المقعد الوحيد الموجود بالحجرة .. كانت منذ غادرنا المطعم ومنذ دخلنا الحجرة ساهمة وهي لا تكف عن النظر إلى ساعة يدها كل حين وحاجباها مقطبان .. كان القلق ينتش قلبها نتشا أي نتش !!
ـــ إهدئي صديقتي .. هل تم كل شيء حسب التخطيط ؟
سألتها بلهفة مستفتحا معها سيل أسئلة سريعة مهمة فردت بثقة :
ـــ نعم سيدي .. خدرته .. بعد نصف ساعة لن يكون في الدنيا .. حتى أنني خرجت وقد أوصدت عليه باب الحجرة بالمفتاح ..
قلت بحماس :
ـــ جميل . جميل جدا .. والقنبلة .. هل تم توقيتها بشكل مضبوط وصحيح ؟
أجابت :
ـــ نعم .. ماذا تـنـتـظـر ؟! لـنغادر تل أبيب فوراً ..
سألتها متمهلا وأنا أنظر لساعة يدي وأقدر الوقت الكافي فعلا للمغادرة :
ـــ هل رآك أحد وأنت تدخلين الغرفة ؟
ردت بنفس نبرة الثقة :
ـــ لم ألمح أحدا .. كان الممر وقتها لحسن الحظ خاليا من المارة وكل شيء تم على خير ما يرام .. ننتظر فقط النتيجة ..
وصمتت ثم قالت بقرف :
ـــ اااخ . يا للوقح !!
ضحكت وأنا أرى قرف وجهها وعينيها :
ـــ ما بك ؟! هل عضك هذا الكلب ؟!
قالت وهي تبصق لعابا من فيها على ورقة محارم صغيرة كانت في يدها :
ـــ حاول .. لكني تفاديت العضة بذكاء .. إن لحمي ــ كما تعلم ــ مر المذاق ..
وأطلقت ضحكة خفيفة عذبة شاركتها فيها .. واستدركت تقول وهي تخرج شيئا من جيب بنطرولها الجينز وتناولني إياه :
ـــ هاك ..
تناولت هذا الشيء متفحصا .. كانت ورقة مطوية بشكل مربعي .. بدت عادية لكني ما كدت أفتحها حتى قلت بذهول وقد جحظت عيناي :
ـــ أوووه . يا إلهي !! أرى هنا أرقاما وحروفا وإيميلات وأسماء !!
أكدت موضحة بنشوة منتصر غانم :
ـــ هذه أرقام هواتف وعناوين الكترونية مهمة جدا تخص حاسوبه وحساباته النتية .. عثرت عليها في محفظته إحتفظ بها ستنفعنا في مهمات ما فلا تضيعها .. نسخة منها لدي قمت بتصويرها ..
أجبت وأنا أتناول منها الورقة كمن يستلم غنيمة حرب :
ـــ حسنا .. هذا جيد ..
عادت تقول بامتنان كبير بعد هنيهة صمت بيننا :
ـــ شكرا لك سيدي على اهتمامك .. أنا آسفة .. لقد أتعبتك معي ..
قلت مبتسما :
ـــ لا تشكريني أرجوك .. نحن إخوة ورفاق في النضال ..
بعد نصف ساعة كانت الطائرة التي أقلتنا في رحلة خروجنا قد غادرت مطار بن جوريون متجهة إلى أنقرة ومن أنقرة سنسافر معا إلى مكان آخر مجهول لا نود الافصاح عنه .. بعد هذا التوقيت بالضبط كانت وسائل الاعلام بالعالم كله تضج في خبر عاجل بوقوع انفجار مدوي في فندق دان هوتيل وضابط برتبة عقيد يدعى راعيم شاح بين القتلى .. الدمار هائل .. راعيم شاح هذا هو نفسه المجرم الحقير قائد الفرقة التي ارتكبت أفظع مذبحة بحق أهالي قرية المناضلة أميرة عارب .. أميرة عارب التي فقدت كل أسرتها في تلك المذبحة الرهيبة .. هاهي توفي بنذرها وتقتص من قاتل والديها وأخوتها وأهالي قريتها .. في الطائرة التي أقلتنا معا كانت بجواري في المقعدين اللذين كنا جلسنا عليهما في تلك الرحلة .. لم نبد أي إنفعال أو حركة أو حتى صوت .. عبر الفرح الصامت كنت أضغط بيدها مهنئا لها على عمليتها الناجحة .. نظرتني بعينين مغرورقتين بالدمع .. كنت أقرأ ما في هذا الدمع من فرح تخالطت معه صور أسرتها وبقية ضحايا قريتها الوادعة وقد تناثرت جثثهم بدمها الزكي في كل مكان .. ربت على يدها بصمت وعيناي تتابعان عبر شاشة تلفاز الطائرة نبأ العملية ومقتل ذلك اللعين فيها .. كنا فخوران بما قمنا به من واجب وكانت على الدرب القادم مهمات أخرى تنتظرنا ووطنا يستئن فجرا سعيدا وبشرى لخلاص قادم يستحثه صهيل الكفاح والنضال ..
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 10:23 PM
رمـادُ إِمــرأة !!


http://static.lahamag.com/attachments/48/1435902905.349002.inarticleLarge.jpg

قصة قصيرة بقلم/ سعيد مصبح الغافري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
@ وراءَ كـل ألـمٍ عظيمٍ ألـمٌ أعـظـم !!

عشت حياتي ذات اللون الأصفر محرومة من كل حب .. لا قبل زواجي عرفت الحب ، ولا بعد زواجي بذاك الأحمق البليد المشاعر عرفت الحب أو الدفء ، وعلى النحو الذي تستشعره الروح ويستدفئه القلب وتنتظره طقات الوقت مترافقة مع اللهفة وظمأ الانتظار .. حتى ذلك الانسان الذي رأيته لأول مرة وبلمحة سريعة في بيت صديقتي التي هي أخته و خفق له القلب دون أن ألتقيه أو أسمع صوته خطفه الموت بشكل عاجل في حادث سير في نفس اليوم الذي أمَّـلـت قلبي كثيرا أن ألتقيه وأتعرف عليه فيه ولو بحديث عـابر بـريء مقتضب الكلمات أو البسمات .. وكان ختام هذا الحرمان الممتد بدرب العمر مرضا بالسرطان ، قَـبِـلَ أن يضم نهداي اللذان لم تمر على براريهما العذراء قبلة ولا أنفاس حرى ولا أية أشواق ، رغم الثلاثين عاما على زواجي ، قَـبِـلَ هذا الوحش الآتي متسللا خفية والمتستر بخبث مخالبه أن يستوطنهما ، ممتصا بمحبة عنيفة وعـشـق وحشي غريب كل خلاياهما ونسيجهما ، في عناق طويل طويل ، لا يضجر ولا يتعب ولا تهدأ نوبات جنونه ومتاعب آلام إبره وأدويته ليل نهار !!
لأول مرة بحياتي أعيش حبا شبقيا نهما لا يشبع من جسدي أبدأ !! حتى الأمراض تعشق ولها في العشق طرائقها!!
في عصريات قـهـوتـنـا المصبوبة في فناجـيـن ثـرثـرتـنـا وفـراغـنا اليومي الشـاسـع ذي اللون الواحد ؛ كنت أغـار كثيرا من صديقاتي وهن يروين لنا قصصهن في الحب ، و ( أسماء ) أكثر من تشدني قصصها ، وهي تقول كاشفة لنا بجرأة وقحة عن سر وجهها المتورد شبابا وسعادة وراحة وصحة وعافية ، رغم أنها قابت قوسين من الخمسين :
ـــ بالليل عند احتدامات الرغبة وسعار الأشواق ؛ يستفتح زوجي الرومانسي جدا رحلة مباهجه مع أنوثة جسدي من هاتين القبتين العاجيتين بصدري والأشبه بضياء منصوب على شرفة ليل حالم ، محاط بغيمة موسيقى ناعمة اللمسات كأصابعه الحنونة المضمخة بالعشق .. دوما بعد طقس القبلة العابرة بنارها الهادئة و نسمات عبيرها - دوما عـوَّدني أن يهبط من هنا بشلال شفتيه ؛ نزولا متمهلا متأنيا لا عجلة فيه ، لذيذا ومخدرا ينتهي كجمرة متوهجة حمراء تسقط في ضياء صدري ليتركني بعدها شمعة مشتعلة تذوب بعذاب ناره ، ولها توق ظامىء لا يقو على الصبر كثيرا .. عجيب أمر هذا الحب ؛ فهو الشيء الوحيد الذي كلما سقط جمره الملتهب في نهر الأنوثة لم ينطفىء أبدا بل يزداد أوارا !!
كنت أسمع قصص صديقتي ( أسماء ) هذه فتعبرني رعشة حزن وأنا اتحسس في حسرة صحراء صدري القاحلة الملفوفة بكفن العتمة والبؤس ، وأخيرا بذاك السرطان العاشق الذي لا أعرف كيف ومن أين أتى ومتى كان كل هذا .. أين تراه رآني لأول مرة ؟! وماذا شده في كي يعشقني كل هذا العشق ويركض خلفي بكل هذا الجنون الضافر ؟!
زوجي منذ عرفته فصل باهت لا يتغير كباقي الفصول ، اتأمله بحنق مخنوق وقد أعطاني ظهر قفاه المتصنم .. هو ذا في نومه ؛ أشبه بجيفة نافقة .. نائم بكل شخيره المزعج بعد أن أفرغ سم رعشته البلهاء في جوفي الأخرس المنطفىء على الدوام .. لسنين ظللت لا ألقى منه إلا جوعه الشبقي الأهوج ذاك .. لا حضن .. لا قبلات .. لا همسات .. لا لمسات أصابع ممكن أن يشعل كبريتها - لو أتقن لغة الأصابع - كل مواطن جسدي .. إلى أن يئست ؛ كم حاولت مرارا تعليمه أبجدية الجسد وثقافة الجسد ، فيجأر بصوته البهيمي الأمي هازئا وهو يلقيني أرضا كالذبيحة :
ـــ نامي ...
وأنـام .. أنـام له ، مستسلمة كالدمية بجسدٍ فقد حتى لذة التمدد والاضطجاع ، وفـمٍ صامت وعينين تعودت أن أغمضهما فـوراً ، لا شـوقـا منتظرا مراودته بكل حـرارة ( هَـيْـتَ لك ) بل هـربا من مرآه المقرف ولـسـع شـنـبه القاسي الناتىء الشعيرات ولهاث كهولته التي فقدت شبابها و عنفوانها الأخضر ، لا شيء يلمسني من جسده الأبله المتصنن إلا أبجدية الثلج و الحجر والرائحة الكريهة الممزوجة بملح نهار كامل قضاه تحت عرق الشمس دون طشة ماء ولو عابرة يتصدق بها على جسده !!
في ذاك الفراش البارد برودة أيامي ؛ لا أشعر بأي شيء ولا أشم أي شيء ولا أشتاق أي شيء معه .. وصلت إلى مرحلة الـزهـد بعد أن فقدت كل شيء : صحتي . شبابي . أحلامي .. إمرأة ميتة أنا ، تتمدد عند الجوع اللحظوي - جوعه - على نعش بارد لـرجل شرقي أنـانـي جاهل و أغبر بحجم مقبرة !!
آه لو يعرف زوجي إلى أي دمار أوصل عمري بعد هذه السنين العجاف التي عشتها ومازلت أعيشها في غياهب صقيع مشاعره إلى أن صرت كما ترون ؛ شبحا أصفر ، ذهب منه كل بريقه وسحره ووهجه ، ولا ينتظر إلا ساعته الأخيرة تدق على باب رحيله الحزين الصامت !!

https://scontent-sin6-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-9/16807145_1928796990690745_4764061137814626359_n.jp g?oh=8ee7f48fff0403a34d7f9dc1d4645fde&oe=592C54F6

أطالعني في مرآة فجيعتي ؛ كائن شاحب هزيل ، ناتىء العظام ، و من دون ملامح إلا ملامح الموت .. مجرد قطعة صدئة معطوبة وباردة وبلا أي حرارة سوى إحساس الثلج الذي يلفني بكفنه الأبيض كميتة فقدت حتى رغبتها في الحب ولو لدقيقة مع رجل .. نهداي الضامران في ليل انزواءات النحيب الصامت يبكيان ألما وحسرة ..
جسدي ميت ، والأكثر موتا فيه تلك الرغبة .. الرغبة التي تحولت أخيرا إلى رماد داكن ، منثور على صفحة متاعبي اليومية وحزني ومرضي ، ذاك العاشق الأول والأخير الذي اعترض طريق حياتي ، ولازمني كمفارقة قدرية ساخرة أجبرتني أن أرضخ لحقيقة وجود هذا الكائن المُميت في جسدي وفي هذه البقية الباقية لي من الحياة .. إن كان ثمة حياة !!
تأخر الحب بمسافات بعيدة ، حتى نسي المرور بقطاره على محطة عمري ولن أنتظره أكثر مما انتظرته .. لـن أنتظره ؛ فـلـن يأتي .. لـن يأتي أبداً !!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 10:24 PM
الحُـــبُّ يَـغــرقُ مــرتـيـن !!


قصة قصيرة بقلم / سعيد مصبح الغافري


الموج الأزرق في عينيك
يناديني
نحو
الأعمق
وأنا ما عندي تجربة
في الحب ولا عندي زورق
...................
...............
.........
حدث هذا عام 2010م وقبل أشهر بسيطة من انفجار جحيم الخريف العربي المشؤوم الذي اكتوت بلادها وبلدانا أخرى بنار حروبه ودماره ومآسيه !!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=10102 (http://up.omaniaa.co/)

في بيت أسرتها الهانئ . في ذلك العش الوادع المحاط بالحب و الفرح والدفء والهدوء والأمان والمعرش بالياسمين . في تلك المدينة الجميلة كانت تعيش أسعد أيام عمرها مع أجمل إنسان تعثر به قلبها صدفة في شارع ذات صباح .. لم تتوقع أن تتحول تلك الإرباكة الأولى في أول نظرة تلاقت فيها أعينهما إلى حب حقيقي تأكدت جديته على الأرض بعد شهرين تماما من علاقتهما حين أتى بكل خطا حبه ورجولة صدقه وطرق باب أسرتها يطلب يدها .. تلك المفاجأة التي بقدر ما أسعدتها وأدهشتها بقدر ما جعلتها تتمسك به وتحبه أكثر وأكثر ..
إني أتنفس تحت الماء
إني أغرق ..
أغرق ...
أغرق ......
ـــ الله يسامحك يا حليم .. تعال أنظرنا الآن نحن العشاق .. إنا نغرق . نغرق . نغرق !!
قالت بانثمال و صوت تلك الأغنية يملأ البيت وهي متسلطنة معها وغارقة في بحر كلماتها بكل أحاسيسها ومزاجها الرائق ..
كان يفترض أن تكون اليوم ذاهبة إلى دوامها .. لكنها لم تذهب .. اليوم هي وزملاءها مضربون عن العمل بسبب الأوضاع السيئة التي لم تتحسن بعد في شركتهم ..
وقتئذ لم يكن أحدا بالبيت سواها ؛ الكل ذهب إلى عمله و مشاويره .. أختها الطبيبة ذهبت إلى مستشفاها ولن تعود إلا ظهرا وأخوها المهندس ذهب هو الآخر إلى شركته ولن يرجع كعادته إلا بالمساء .. أما والداها وجدتها لأبيها فقد ذهبوا اليوم معا و منذ الصباح الباكر لزيارة جارهم الذي انتقل وأسرته الصغيرة منذ شهر إلى المدينة الجديدة التي تبعد من هنا مسافة نصف ساعة .. المدينة التي ستلقى فيها هذه الأسرة بكاملها حتفها المأساوي الأم والأب وابنتهما الوحيدة قمر .. قمر تلك الطفلة الجميلة المليئة براءة وطفولة والتي رزقا بها أخيرا بعد عشر سنوات قضياها دون يأس في صراع طويل مع العلاج والمحاولات لينتهي كل هذا بغمضة عين في أول قصف أعمى لمدينتهم الجديدة التي انتقلوا إليها دون أن يعلموا أنها ستكون أول مدينة سيبدأ فيها ذاك الخريف الدامي أول رقصات الموت والعبث .. كانت هذه آخر مرة يلتقون فيها بهذه الأسرة الجارة وآخر مرة يرونها فيها و سبحانك ربي .. للأقدار تصاريف لا يعلمها إلا الله !!
لم ترافقهم رغم إلحاحهم عليها بذلك .. كان هناك شيئا أهم من هذه السفرية ولذلك حرصت أن تبقى في البيت .
ما أروعه من يوم وما أجملها من فرصة !!
ـــ لنعيش الحب !!
صرخت قافزة برشاقة قوامها في الهواء بفرح عارم ثم انقضت على هاتفها النقال ونقرت بإصبعها على رقم خاص أوصلها فورا إلى الحب ..
تقرب سماعة الهاتف من المسجل حيث حليم مازال يصدح برائعته .. تتعمد وهي مبتسمة أن تسمعه ذلك المقطع الذي يحبه ويحب دوما عندما يلتقيان أن يغنيه ويدندنه لها وعيناه مركزتان في عينيها الجميلتين الأشبه بالبحر .. كلاهما يعشق أغاني حليم .. تغلق المسجل .. يهدأ البيت فجأة، فتنسحب إليه بصوتها المليء رقة و أنوثة وحبا .. تحادثه .. تأتيها ضحكته الحلوة الرنانة وهو يقول لها :
ـــ أقسم أنت ساحرة !!
تضحك متسائلة في دهشة حماسية :
ـــ حقا ؟! كيف ذاك ؟!
يجيبها باعتراف عفوي وبقايا ضحكته على شفتيه :
ـــ قبل قليل كنت أنا أيضا أسمع لحليم ولنفس هذه الأغنية بالضبط !!
تضحك في سعادة ولضحكتها رنين عذب وتجيبه :
ـــ خطير جدا هذا البحر . آه من يغرق فيه !!
يجيب باندفاع العاشق :
ـــ عيناك أجمل بحر أحب أن أغرق فيه بكل روحي !!
تسبل رموشها ذائبة في بحر حديثه الشهي هذا .. كم تحبه وكم تعشق فيه هذه الروح الفنانة التي تمتزج فيها كل ألوان جماله الداخلي المنعكس على مشاعره وعلى أجمل ما يرسم من لوحات !!
الموج الأزرق في عينيك
يناديني نحو الأعمق
وأنا ما عندي تجربة
في الحب ولا عندي زورق
إني أتنفس تحت الماء
إني اغرق ..
أغرق ...
أغرق ....

http://i2.wp.com/azamil.com/wp-content/uploads/2015/08/%D8%BA%D8%B1%D9%82%D8%8C-%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%AA%D8%BA%D8%B1%D9%82%D8%8C-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9.bmp.jpg ?fit=448%2C282

ـــ يا لسخرية القدر حين يكون على هذا النحو الغريب من التناقض .. غرق يوهبك الحياة وآخر يهديك الفقد !!
يرسم على شفتيه إبتسامة تهكمية ساخرة لا تخلو من مرارة روحه الطافحة بالحزن والألم .. في قلب وحدته وغربته القاتمة وحيدا إلا منها .. هو ذا .. في نشيج بكائه ذاك يسترجع الذكرى السادسة ليوم غرقها في البحر والذي يصادف تاريخه في هذا اليوم .. ست سنوات مضت على هذا الرحيل المفجع .. ست سنوات عجاف والقلب يعيش يبابا لم تخضر صحاريه ولم تتفجر أنهاره الناضبة أبدا منذ يوم فقدها .. منذ فقدها أحس أنه فقد كل شيء .. فقد الأهل .. الأصحاب .. الأحباب .. الضحك .. الفرح .. الانس .. الأمان .. فقد أجمل ما فقد .. فقد وطنا جميلا .. وطنا يسمى الياسمين !!

@ @ @

كانوا على متن هروب مبحر نحو الشمال ، وفي نصف أميال تبقت من رحلتهم المنكودة المحفوفة بالخوف والجوع والبرد والظلام الدامس وصراع اليأس والأمل ؛ في هذا النصف المتبقي من القدر الضبابي الغامض وقبل أن يصلوا إلى بر الحلم الباريسي المرسوم بألوان اللهفة والشوق ؛ تغير مزاج البحر فجأة . زمجرت أمواجه الهُـوُج وهبت رياحه قوية عاتية وذات صفير مشؤوم ، وتعاون الموج مع الريح . حاصرا الزورق وراحا يضربانه ويرجانه بقسوة من كل إتجاه وهما يصران إلا أن يقلبانه و يسحبانه بأرواحه التي تتشبث به إلى الأعماق السحيقة المظلمة .. فوقهم ؛ كانت السماء مسودة بغيومها والقر يعض ويقرص أجسادهم المرتجفة بلا رحمة .
طار نورس الحلم الوردي الذي رافقهم . اختفى في ليل الصراخ والرعب والموت المكشر لهم بأنيابه من كل صوب . وهم لم يعد يهمهم في خضم هذا الهول لا أحلام ولا أمنيات ولا أي شيء إلا النجاة بأرواحهم .
ـــ يا الله . أينك ؟!
يتضرع أحدهم مستنجدا بذلة وصليبه يترنح على صدره ولا يكاد يستقر كمن أصيب بدوار البحر ، وعيناه في السماء التي امتلأت برقص البروق وقهقهة الرعد الهازىء ، بجواره فتاة هادئة تقرأ المعوذات والكرسي وتدعو الله بعينين تائهتين مذعورتين لكن في صمت متماسك . البرق بين حين وآخر يضيء وجهها ويطفئه . كانت شابة جميلة تبدو في العشرين . عيناها في البرق تبدوان أكثر روعة وألقا وشعرها فاحم غزير ، لكنه مبلل بالمطر ومعصوف بالريح .
وصل الماء بقاع الزورق حتى أعلى كواحل أقدامهم ليزيد الأمر سوءا فوق سوء وراح ثلاثة منهم يحاولون بأكفهم وقبعات رؤوسهم تفريغ الزورق منه في صراع عنيد مع المطر ، لكن المطر فوقهم كان غزيرا ، كأنه ألف خزان انفتحت بحنفياتها الواسعة وراحت تنهمر عليهم بمائها . لكأن السماء تستبق في تغسيلهم وتجهيزهم للقبر الواسع الذي ينتظرهم بالأسفل .
بعد سويعة غضب كان الجو قد هدأ وتلك الديمة المجنونة ولت بعيدا تاركة السماء لحالها ، صافية تزينها النجوم التي ظهرت كثيرة وساحرة بروعة بريقها . والبحر هو الآخر لزم السكون ؛ السكون المجرم البارد الذي لايأبه منذ خلق بضحاياه الذين يبتلعهم بمزاج نزوته الشريرة . هاهم أولاء التعساء متناثرون الآن بكل همودهم الأبدي في قاعه بجوار زورقهم المتمدد ميتا هو الآخر على وجهه .
في الصباح قذف الموج بحقيبة يد صغيرة ورماها على الشاطيء . صادفها شاب ينتعل حذاء مهترئا مبتلا بالماء . فتحها بفضول مستكشف . أخرج منها أشياءها البسيطة ؛ روج . مرآة صغيرة بحجم كف اليد . قارورة عطر . شريط كاسيت . وصورة .. صورة لفتاة جميلة ذات عينين خضراوين وفم مبهر يشبه الورد وشعر طويل تجاوز في إنحداره المذهل حدود الردف .
وزاغ بصره متفاجئا . نظر في هلع وصدمة جهة البحر . ركل الموج بغضب . لعن الظروف . سب . شتم ، ثم انهار في نوبة بكاء وفجيعة غمرت بدموعها السخينة كل وجهه المصدوم .
ـــ حتى أنت يا بحر !! حتى أنت !! حتى أنت !!
كانت تلك صورة حبيبته التي لحقت به من أرض الجحيم لكن القدر الأسود خطفها منه وهي على وشك الوصول .

& & &
https://4.bp.blogspot.com/-VbJnWe1KR2w/Uk1TQC8e7CI/AAAAAAAAAGY/9_PXMDJS2CY/s1600/998437_706563259359283_919647540_n.jpg


في معرضه البسيط الذي أقامه بمساعدة أصدقاء له من جنسيات شتى مثقفين من الجنسين مغتربين مثله لكنهم يشبهونه في هواياتهم وأحلامهم وقصصهم الأليمة ؛ في هذا المعرض كانت اللوحة التي تزين صورة حبيبته الشهيدة التي رسمها بريشته تتربع مقدمة القاعة في برواز ذهبي جميل ، كان في الأصل صورة لمنظر طبيعي للبحر ، انتزعها بعدما بصق بكل كره على هذا البحر الذي فيها . البحر الذي خطف بغدر أغلى إنسانة بحياته . مزق الصورة ورمى بها من النافذة فتطايرت في الهواء بددا ثم ارتطمت بالأرض ، تاركة الأقدام العابرة تدوسها بلا اكتراث وكأنها تشاركه ألمه وعزاءه في مصابه .
أخذ اللوحة التي رسم فيها حبيبته الراحلة ووضعها بكل اعتزاز في البرواز الفارغ . هاقد صارت فيه الآن حياة وشيئا من جمال حي ينبض .
في المعرض تحوقل حول اللوحة وبتركيز ملفت عدد من الزائرين والمدعوين . لم يتوقع أن يكونوا بهذه الكثرة ونصفهم لا يعرفهم شخصيا ولم يلتق بهم إلا في النت ومواقع التواصل . وهم واقفون يتناقشون بلغتهم وذوقهم وانطباعاتهم لوحاته التي رسمها بريشة إبداعه وبالاخص تلك اللوحة التي جذبتهم وشدت أنظارهم وأرواحهم إليها فراحوا يتأملونها باهتمام كبير والإعجاب والانبهار واضحان على أعينهم ووجوههم المبتسمة في رضا . سيدة كانت ضمن الحضور أخذت رقم هاتفه وقالت وهي تودعه :
ـــ سأتصل بك في المساء ..
في المساء هاتفته ؛ في حديثها ود ودفء . بعد كلام في الفن والأدب والثقافة فاتحته بنبرة متحمسة وجادة في أمر اللوحة ورغبتها في شرائها منه بأي ثمن يقرره . وقع بين أمرين كلاهما مُر وقاس عليه : فقره المدقع وحاجته الماسة إلى المال من جهة وحبيبته المرسومة في لوحة يراها من أعز وأغلى مالديه من جهة ثانية . بأيهما سيضحي الآن ؟! هل بحبيبته التي جازفت وخاطرت من أجله وكان الثمن روحها ؟! أم بالفرصة الذهبية التي واتته الآن والتي يمكن بها أن يقضي على فقره وحرمانه وعوز الحاجة لديه ويمكن بها أيضأ أن يبني حياته بوضع أفضل ؟!
أرجأ الرد على السيدة إلى وقت آخر .
في الشقة التي يتقاسم سكناها مع رفاقه المغتربين كان يتناقش معهم أمر اللوحة وعرض البيع الذي قدمته تلك السيدة.
ـــ بعها وتخلص من متاعبك المادية.
ـــ أقنعها بشراء اللوحات الأخرى دون هذه اللوحة.
ـــ فكر بمهل ولاتستعجل في قرارك .اللوحة جميلة جدا وثمينة . أعتقد هي أروع مارسمت من لوحات حتى الآن !!
وفي المقهى مع صديقته الشاعرة التي تتقاطع معه في تشاركية الغربة والحرمان والحزن والوحدة وقلق الحاضر والمستقبل ..
ـــ محتار يا صديقتي ..

ـــ إسمع صوت قلبك .. ماذا يقول لك ؟!

ـــ قلبي يقول لي : لا تبع اللوحة !!

ـــ إذن لا تبعها .. القلب أصدق بوصلة في تيه الحيرة ..

ـــ أهذا رأيك صديقتي ؟!

ـــ أجل .. ولا تطل التفكير كثيرا .. إحسمه بقرار ..

ـــ مهلا . خطرت لي فكرة ..

ـــ قلها صديقي . أسمعك ..

ـــ ما رأيك لو رسمت لوحة جديدة ولكن في ألوان وأجواء وملامح أخرى ..

ـــ كأنك تقرأ عقلي .. كنت سأشير عليك بهذا المقترح كحل منقذ من الإحراج .. كم ستحتاج من الوقت ؟!

ـــ أسبوع بالكثير ..

ـــ إذن . أطلب من زبونتك مهلة أسبوع أو عشرة أيام للتفكير .. وريثما تنتهي من رسم هذه اللوحة وحتى لا يتشوش عقلك وتركيزك لا تطلعها بما انتويت عليه .. هل في رأسك تصور معين لها ؟

ـــ أكثر من فكرة بأكثر من لون !! ما هذا بشاغل بالي الآن ..

ـــ ماذا يشغل بالك ؟!

ـــ ماذا لو أصرت على شراء لوحة الحبيبة ؟!

ـــ أنت لست مجبرا على بيع لوحتك .. صب كل ألوان إبداعك وعبقريتك كفنان موهوب في هذا التحدي .. ستنصرف بعينها إلى العمل الجديد .. أنا متفائلة ..

ـــ آمل أن تحدث برمودا هنا ..

ـــ ستحدث .. الريشة تعرف كيف ترسم مثلثاتها ..
لم يرسم حبيبته كما توقعت زبونته ، بل رسمها هي وبشكل مبهر أجبرها أن تلغي فورا من رأسها فكرة شراء لوحته الأولى التي كانت في البدء متحمسة لشرائها .. لم يستلم منها يورو واحدا نظير لوحته التي رسمها فيها بكل إبداع وإتقان رغم أنها أصرت ان يستلم شيئا .. رفض ذلك و أهداها إياها عن رضا و حب وطيب خاطر وهو مبتسم وسعيد حقا أنها أعجبتها وأحبتها .. كم أراحته هذه النهاية السعيدة !!

https://pbs.twimg.com/profile_images/2366799696/image_400x400.jpg

يستلقي الآن على فراشه وهو يضم على صدره لوحته في حب وحنو وخوف وكأنه يضم حبيبته الفقيدة التي ما فتأ الشوق والحنين يعصفان به إليها عصفا أي عصف .. كانت ثمة دمعة تتدحرج ببطء على وجهه الكئيب الذي تسارعت عليه تجاعيد الزمن ومتاعب الحياة والغربة والهموم وكان فقد حبيبته تلك الخسارة الكبرى في حياته من أكثر الأشياء جسامة والتي عجلت في ذبول شبابه رغم عطاء ريشته الذي لم يتوقف ..
منهك الجسم بسبب تلك اللوحة التي ظل عاكفا على رسمها ليل نهار ولأسبوع كامل حتى أخذت كل وقته وأعصابه وكادت أن تنسيه صحته وعافيته و كل شيء يربطه بالحياة .. لكن إحتضان تلك اللوحة الغالية والأثيرة على قلبه أشعره بالراحة والدفء رغم تعبه الكثير ورغم حزنه الصامت الذي عاوده وانزاح على خديه دموعا غزيرة وفي قلبه ما هو أغزر .. الحنين ريح لا تنسى أبدا نافذة القلب ولا باب ذاكرته .. سنينا حاول أن ينسى المأساة وأن يهرب من الماضي الذي سبقها ولم يقدر .. فشلت ريشته وألوانه وألواح رسوماته ومعارضه التي يقيمها في هروبه من ماضيه وفي نسيان الإنسانة التي هي الجزء الأكثر طغيانا بحضورها في غالب أوقاته وأحواله ومشاعره وألوان ما يرسم ..
في عز إحتياجه الآن لإنسان يتنفس معه بقلبه إتصلت به .. شاعرته المغتربة .. أقرب شخص يرتاح إليه ويبثه شجونه ومتاعبه وأسرار قلبه ..
ـــ ................
ـــ بالبيت ..
ـــ ................
ـــ سأنتظرك صديقتي .. لا تتأخري ..
ـــ .......
ـــ أهلا وسهلا بك ..
وجاءته في نفس التوقيت الذي قالته .. نفس توقيت الإحتياج الذي إحتاجها فيه .. هي الأخرى كانت كعصفورة بائسة وحيدة مبللة بمطر الحزن وتبحث في وحشة غربتها الواسعة عن عش حنان وأمان ..
في غربة باريس يتناسل الحزن والحنين والتعب والوحدة والاحتياج الدائم للآخر .. أي آخر .. فقط يملك قلبا يمكن أن يسمعك ..
يسمعك لا أكثر ولو للحظات عابرة بدروب البوح !!
هاقد التقيا .. في الموسيقى الهادئة التي اختارتها من هاتفها وقفا في جوهما النغمي الهادىء ذاك .. ضمها ..

ـــ كم أحتاجك يا صديقتي !!

ـــ أنا أكثر إحتياجا إليك بهذي الغربة !!
وبكت .. بل بكيا معا كما اعتادا دوما في أضاميم الحزن والدموع واحتياج الاختناق !!

ـــ محظوظ جدا من يلقى في غربته قلبا يسمعه ويهتم به !!
قال لها وهو يمسح شعرها بحنان فردت ورأسها راقدا على صدره والموسيقى تلفهما في غيمتها الوردية :

ـــ قدر من أحلى أقداري أنت !!
صباح اليوم التالي تحول حضن الأمس إلى أجمل شعر كتبته وقرأه العالم وفي الجهة الأخرى كان هو مايزال يحلق بألوان ريشته ويرسم في إتقان مذهل ذاك الحضن الدافىء الذي كانا فيه بالأمس والذي ستختاره هي لاحقا صورة لغلاف أول ديوان لها يولد في الغربة !!
--- تمت ---
بقلمي / سعيد مصبح الغافري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 10:58 PM
في إنتظار قيامة لم تأتي


قصة قصيرة بقلم سعيد مصبح الغافري

- أنتِ الآن هنا معي ، مختلطة برائحة اللذة !!
بشاعريته التي أحبها ؛ بادرني بالحديث فسألته بدهشة وقدسَـرَت في جسدي فجأة رعشة خفيفة غامضة ذات طعم حلو :
- أين" هنا " بالضبط ؟! إعترف ..
سكت بدون جواب شاف .. يعرف بسكوته كيف يثير بقلبي جمر النبض و كيف يحرض في غابات مشاعري حرائق اللهفة والتوق .. تحايلت عليه أسأله كمن يبحث عن مصباح في عتمة ليله :
- عن جد .. أين أنتَ الآن ؟!
- حيث أنتِ الآن !!
باغتني جوابه المشاغب الراقص برشاقة إيقاعه على أعصابي .. أهي صدفة - إذن - أن نتواطأ معا في المكان وعلى هذا النحو المريب من الوقت ؟!
شعرت كما لو أنه يراقبني من ثقب الباب المغلق الذي يتوارى خلفه كل صراخ حرماني ووحدتي واحتياجي ووهيج دموعي .. قلت بشوق وربما بمكر أو حيلة .. سَـمِّـهِ ما شئت :
- أنا الآن على ....
تعمدت أن لا أكمل .. تركت بقية صوتي المنقطع بابا مواربا له ولحدسه .. هو يعرف أين أنا الآن ويعرف أنني أظل طوال الوقت " جاهزة له " بكل شغفي وترقبي ، تماما مثل أجراس الطوارئ .. وحتما سوف يجيء .. هذا الرجل الذي يغمر أنوثتي ويشعرني بالإمتلاء سيأتي ..أكاد أجزم أنه قريب جدا من باب بيتي المفتوح له على الدوام .. يالي من إمرأة لا تمل ولا تتعب منه أبدا . ما ذنبي ؟! أحبه !!
http://up.omaniaa.co/do.php?img=12825 (http://up.omaniaa.co/)


مرة ونحن في أجيج حضن صاخب صرخت وأنا أضمه بحرارة :
- إعتقني منك .. يا رجل . خمس سنوات ونحن على عناق !!
وكأن عاصفة إقتلعته ؛ إنزاح عني جانبا وألصق وجهه في النافذة المدثرة بالستارة .. فجأة صار كقط منكمش واجم منفوخ الوجه أو كشمعة انطفأت على إثر نسمة خفيفة مرت عليها .. لم أتصور أن هذه المداعبة التي داعبتها معه على بساطتها وعفويتها ستنقلب إلى جدية لديه ..
- تبا لك . ماذا دهاك يا أنت ؟! أنا أمزح . لم أقصد !!
قلت محاولة إسترضائه وأنا بين ضحك وابتسام وأصابعي تعزف قارصة ومدغدغة خاصرته المتمددة بجواري مثل عمود ضوء ..
- هل مللتِ مني؟!
سألني معاتبا في صوت خافت دون أن يتحرك شيء من جسده إلا شفتيه .. أجبت بحب :
- نعم . بدليل أنني أريدك كل العمر لي وحدي دون أي شريك آخر يشاركني فيك ..
صمت قليلا دون رد وعيناه مازالتا في النافذة ..
- أنت زعلت ؟!
سألت بخوف متفحص .. لم يرد .. تركني محتارة مع صمته .. أوشكت أقول شيئا لكني سَـكَـتُّ عندما رأيته يستدير ملتفتا إلي وهو يبتسم . أخيرا !! ها قد تراخت ملامح وجهه وزال منها ذلك التجهم المفاجىء والمزعج أيضا .. تناول يدي برفق .. نظرني بعينين لا تلتمع فيهما أية رغبة من تلك التي ينشدها أحيانا جوع الجسد بل نور هادىء شفيف يحتويني به بكل ما فيه من روح وصدق و حب وحنية وأمان .. قَـبَّـلَ كف يدي .. شم عطرها الناعم للحظات في وَلـَهٍ واضح .. يا ويلي .. أنا لا شيء يذيبني منه إلا هذه القبلة التي تلسع بجمرها أعمق أحاسيسي .. عاد نبضي يرتفع ودمي ينفر صاعدا وأنا أسمعه يهمس وعيناه مركزتان في عيني ..
- أحبك .. لا أتصور هذا الباقي من عمري بدونك .. أنا حب يرفض العتق من المحبوب !!
رفرفت رموش عيناي كجناحي عصفورة سعيدة بالمطر الذي يبلها .. إصاعدت مشاعري و لم يمهلني لقول شيء بل سحبني إليه .. أعادني مجددا إلى نفس نقطة البدء التي تشظى وتبعثر فيها كل كياني فيه ، و إلى ذات النار التي أشتهيها دائما معه .. يثيرني هذا العشب الرجولي الذي على صدره فأتمرغ في براريه الفسيحة بكل قبلاتي وسخونة أنفاسي .. أتحسس قلبه وهو ينز خلف أضلاعه ضاربا سمعي ووجهي وكل جسدي بخفقانه القوي الذي أحسه مطرا ساخنا من قبلات تنهمر علي بغزارة ولا أود صدقا أن تتوقف .. نندمج في إيقاع واحد متناغم جسدا وروحا .. نصعد عبر سلالم الإحتشاد المحتدم لأحاسيسنا .. حتام ؟! لا تسألوني ؛ فلا نهاية لسماء الجنون حين يسافر فيها صهيل اللذة و الفرح !!
لكن .. وآ أسفاه .. الوقت يهرب مسرعا . ما أخذله إذ لا يترك أحدا لسعادته وهناءاته .. يرن المنبه .. كم جدا أكرهه حين يقاطع حديث الشهد مع النار .. أمد يدي باتجاهه وأنا غارقة بكل كلي في حمأة العناق .. أخرسه بضربة طائشة من يدي لا أدري أين جاءته فيسقط على الأرض .. يتحطم مطلقا آخر صرخة أنين له ..
- أحسن !!
أقول دون أسف وأنا أسمع ارتطامه على الرخام المصقول وقد سكت إلى الأبد .. الساعة الرابعة صباحا .. صياح الديكة و الأذانات تسمع من كل الجهات في توقيت واحد معلنة صحو الفجر وقرب رحيل الليل ..
- عليَّ أن أذهب ..
أشهق .. تنقبض روحي مذعورة وأنا أسمعه يتهيأ للانصراف .. ذاك الانصراف الموجع الذي يعني بداية موتي .. أرجوه متوسلة :
- واصل النوم .. سنذهب معا صباحا إلى الدوام بعد أن تفطر عندي ..
يجيب مصرا وهو يلبس ثياب رحيله :
- بودي البقاء يا حبيبتي .. لكن يجب أن أذهب قبل أن تستيقظ الحكومة ..
أزم شفتي وأزفر في غيظ ؛ فلا شيء يثير أعصابي ويعكر مزاجي إلا هذه الحكومة/زوجته .. هذه الضرة التي لم أستطع أن أبلعها ولا أن أجد لها مكانا شاغرا في قلبي .. يطبع وجنتي بقبلة هي مزيج من إعتذار ووداع وحب وحزن أيضا ..
- غسان ..
ناديته في اللحظة التي كانت يده على مقبض الباب وتوشك أن تفتحه .. نظرني مستفهما وأنا فاردة له ذراعاي فارتسمت على شفتيه ابتسامة أشبه بشعاع صباح صاف . ترك مقبض الباب وعاد إلى السرير .. عاد إلي. . تلك العودة بلحظاتها التي رجع بها و أحاطني فيها بذراعيه كانت كافية بأن تؤجل موتي وأن تمنحني قدرا لا بأس به من الحياة ولو مؤقتا ..
ضممته بقوة وأنا أشعر أني سأفتقده .. تمنيت لو يظل هذا الحضن عمرا بلا انتهاء .. نظرته بـعـينيَّ الكانتا على حافة البكاء ..
- متى في موعد أَشْـهـىَ؟
سألته بشوق وأنا أبحث في عينيه العميقتين عن موعد مرتقب جديد يجمعنا في القريب فرد مُـؤَمِّـلاً وغيمة أنفاسه العطرة تَـغـشـىَ وجهي :
- قريبا في الأيام ..
ثم قَـبَّـل جبهتي وانصرف غالقا الباب خلفه وبقيت أنا متمددة كميتة في غيابة قبر .. "قريبا في الأيام" قالها و غادر . في تلك اللحظة التي غادر فيها وأغلق خلفه باب الرحيل ؛ شعرت بأن كل شيء كان لي هنا قد طار بلحظة . لم أعد أحس بأني تحت ذاك السقف الذي كنت أستظل بظله من هجير الأيام وانهمار المطر . أصبحت تحت فراغ مكشوف و تحت عمر لم يكن . في العراء أنا . يجتاحني منذ غادرني برد الوحدة وصمت الجدران وعذابات الفقد و الإنتظار المرابط على عتبة باب الحنين و لا ثمة ريح من بشرى تأتي بشذاه . بشيء من تدثيرة دفئه المفتقد .
في سالف زمن عشت قرأت على سبورة درس سوداء ( القناعة كنز ) لكني نسيت الدرس أو أني لم تقنعني كذبة هذا المنطق . فحين عثرت على الحب . حين شهقت بذات مساء تشريني الحظ بأول رجل يشبهني كثيرا _ حينها كرهت منطق ذاك الكنز الفارغ . سخرت من سخافة تلك الحكمة . لم يكفيني . لم يقنعني أي قليل ، وصرت أحب أعيش الحب كما لو كان كل كنوز الأرض .
بخروجه رحت أُوَقـِّـتُ موتي من الآن لحينما يُحـيِـيِـني بلقاء جديد تجود به الأيام والفرص .. وبين الزمن والظروف تبرزخت أنا إمرأة بائسة معذبة تنتظر بترقب صبور قيامتها الجديدة السعيدة !!
http://up.omaniaa.co/do.php?img=12824 (http://up.omaniaa.co/)


أمامي حتى ألقاه أيام وأسابيع وربما شهور طوال عجاف أعيشها في حضرة الغياب والظمأ .. سأظل معلقة روحي بمشجب الأمل وساندة ترقبي وانتظاري على جذع ليل طويل وبارد وبلا أحد فيه إلاي وتلك الريح المولولة التي تلوب حولي خامشة بمخالبها الثلجية عتمة صمتي .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
______________________

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 11:04 PM
تَــأَوَّبَ طَــيْـفٌ

قصة قصيرة بقلم / سعيد مصبح الغافري ______________________________
http://up.omaniaa.co/do.php?img=17588 (http://up.omaniaa.co/)


لعدة أيام ؛ إختفى من حجرته صوت سيلين ديون الذي كان يصدح بكل ما فيه من عذوبة ورقة وأنوثة ودفء .. إختفت تلك الإيقاعات الحلوة التي كنا نجن بها طربا وانتشاء عندما تجمعنا أماسي الطرب والمزاج وحلت محلها أجواء غريبة ومغنية أخرى بصوت مختلف وملامح مختلفة جعلتنا نعيش في عالم آخر بعيد كل البعد عن ذاك الذي كنا فيه .. بل شعرت وأنا أبصر هذا التحول المفاجىء و الغريب لذوق صديقي أن المكان نفسه الذي دخلته ؛ أي حجرته ؛ تكاد تعمه رائحة أخرى وأرض جديدة ووجوه ليست أبدا كتلك التي إعتدتها من قبل في مزاجات أيامه ولياليه ؛ فكل شيء هنا في هذه الحجرة يشعرك بأنك في جو بدوي إبتداء من الصحراء وانتهاء بالنساء البسيطات ذوات الذقون وظاهر الكفوف المرسوم عليها خطوط الوشم ..
خيل إلي أن البادية العربية انتقلت بكل مجتمعها البدوي إلى حجرة صديقي الذي استهوت أذنه أغاني سميرة توفيق .. كلما زرته أسمعه لا يستمع إلا لهذه السمراء الجميلة وكل حواسه مشدودة مع أغانيها وكل عينيه مبحلقتان في وجهها البدوي العربي الجميل ذو الشامة الساحرة وفي عينيها العربيتين الواسعتين ذاتا الرموش الطوال و الجمال الشرقي الباهر الذي على أصوله .. هذه البدوية التي من غمزة واحدة من عينها تكفي لقتل ألف قلب !!
- الله يسامحك .. دخت السبع دوخات حتى أعثر لك على صورة كبيرة لسميرة توفيق بعدما وجدت مكتبة تغاريد مغلقة على غير عادتها فاضطررت أن أبحث في المكتبات الأخرى التي على نفس الخط ؛ وهكذا سارت رحلة بحثي بطول شارع المتنبي ومن مكتبة إلى مكتبة وكل مكتبة تخرجني منها خائبا إلى أن انتهيت بآخر مكتبة في آخر هذا الشارع .. وهناك عثرت على المطلوب .. هاك . تفضل !!
شكرني بحرارة وهو يعلق بفرح و باعتزاز برواز الصورة في المسمار المثبت بالجدار .. لاحظت آثار طرق حديث على رأس المسمار مما يدل على أنه قام بتثبيته في الجدار منذ وقت قصير وفهمت أن صديقي قد جهز وأعد كل شيء مسبقا لاستقبال ضيفته سليلة الأصالة والجمال ..
إلى هنا مشت الأمور طبيعية .. لكني وسط ذهولي ذاك كان ثمة فضول ما يدفعني دفعا ويلح علي لمعرفة سر هذا الولع الشديد والمفاجىء بسميرة توفيق وبأغاني سميرة توفيق وخصوصا هذه الأيام مع أني أعرفه وأعرف ذوقه جيدا وأنه مولع دائما بالأغاني الغربية وبالأخص أغاني سيلين ديون .. حتى لا تكاد أغنية لهذه المطربة خاصة تفلت كلماتها من شفتيه ولايكاد درجه يخلو من إسطواناتها فما الذي غير مزاج أذنه وجعله يتجه بها إلى مضارب البدو والربابة ؟! ثم الأهم ماسر هذا الوله المفاجىء الذي يبدو عليه ؟! ولماذا سميرة توفيق تحديدا ؟! مالذي ذكره بها ؟! فمحطات التلفاز في زمن طغيان الرداءة والذوق المنحط تكاد تنساها ولاتأتي على ذكرها إلا نادرا مع أنها بحد ذاتها تاريخ ورمز أصيل وجميل من رموز الفن !!
نظرته بتأمل متبسم وأنا أسأله بخبث متفحص :
_ أنت شو حكايتك هذي الأيام مع سميرة توفيق ؟! شكلك بتحب !!
افترت على طرف شفتيه إبتسامة حزينة وقال بضجر بَـيِّـنٍ وعيناه مثبتتان في برواز الصورة كأنه يتأمل طيف خيال ما تأوب منها :
- لا أبدا . فقط مزاج ..
اندهشت غير مصدق إجابته ثم حاصرته واضعا عيناي في عينيه كأني أحاول إخراج السر الكامن من عمقهما الغامض :
- فقط مزاج ؟! علي أنا هذا الكلام يا صاحبي؟! وجهك مفضوح بالعشق حتى أنك تظل مشدوها مرتبكا كلما غمزت لك سميرة توفيق بطرف عينها ذات الحور القاتل .. فضفض .. ما قصتك ؟!
- ..............
ظل على إطراقته الغامضة تلك ساهما شارد الذهن ولم يرد على تساؤلاتي ولا بربع جواب مسموع .. إنتابني شعور جدي بالقلق والاشفاق عليه .. كانت ملامحه الطفوليةبائسةومغمومة ثم فجأة رأيته يشير بيده إلى كتاب متوسط الحجم كان أمامه على طاولته وقال وهو يخفي عني وجهه :
- إفتحه ..
تناولت الكتاب وفورا دون أن أفرده انفتح بذاته من منتصفه ، وشهقت حين رأيت الصورة الموضوعة فيه ..
- صابر .. هذي الـ .... !!
أخذ مني الكتاب برفق وضمه بحنو كبير إلى صدره وقال بضعف وبريق الدمع على عينيه :
- ما قدرت أنساها يا صديقي .. ما قدرت .. ما قدرت .. نفس ملامح سميرة توفيق . نفس ثغرها المذهل . نفس ابتسامتها . نفس عيونها السود الواسعة . نفس طولها . نفس بحة صوتها . يا إلهي .. وين أروح ؟! وين أهرب يا ربي منها ؟!
وانهار باكيا وهو ينشج مثل طفل .. كان إحساس الفقد مالئا صوته ووجهه الكئيب ..
- الله يرحمك يا حبيبتي .. يا ليتني مت معك بذاك اليوم المشؤوم !!
ربت على ظهره مواسيا وأنا أغالب دمعي .. ابتلت حواف الكتاب الذي على صدره بدموعه السخان .. كان الليل يقترب من منتصف طريق رحلته .. بصعوبة أقنعته بالخروج من هذا الجو الكئيب ومن هذه الحجرة الخانقة و الضاغطة عليه بكل ما في زواياها من ماض عاشه مع حبيبته عندما كانت تزوره برفقة أخيها طورا وطورا مع رفيقتها عندما تنتهيان من محاضرات الجامعة وتخرجان منصرفتان معا إما إلى السينما أو التسكع في شوارع و مولات المدينة قتلا للوقت وتصيدا عابثا لقلوب الشباب من هنا وهناك في عبث شبابي يجيدانه مع المغفلين المصدقين للسراب ..
بعد أيام من تلك الزيارة التي زرتها له ومعي سميرة توفيق .. و ذات صباح لا ينسى .. كنت برفقته نتمشى .. غير أني لم أكن مرتاحا مطلقا لمنظره البائس وأحس بالقلق عليه من هذا الحزن الذي يعم ملامحه ويملأ صوته الواهن .. وأكثر ما زاد من خوفي عليه أنه صار في الأيام الأخيرة هذه يهذي كثيرا باسم حبيبته وفي كل مكان وأمام أي فتاة جميلة نصادفها فيوقعني في إحراج .. هل جن صديقي ؟! تحملت بصبر تصرفاته وفي قلبي عليه من الحسرة والحزن أضعاف الذي كان يظهر على وجهي الجازع .. لطفك به يا ربي . لطفك به .. لكن حدث الذي لم يكن متوقعا أن يحدث أو يكون ؛ ففجأة ونحن في ذاك التجوال تجمد صديقي بشكل مباغت في وقفته وكل عيناه موجهتان نحو الرصيف الآخر المقابل و الذي يفصلنا عنه شارع سريع .. كانت ثمة فتاة واقفة هناك على ذاك الرصيف .. ويا سبحان الخالق .. كانت تشبه حبيبته إلى حد بعيد .. السيارات . الناس . كل شيء يتحرك إلا صديقي .. تجمد كل شيء فيه .. قدماه سمرتا في مكانهما وعيناه الزائغتان ثبتتا في تلك الفتاة الشابة .. اضطرني هذا الأمر أن أتوقف لوقفته وأنا أحاول أن أفيقه من شروده ومن حالته دون جدوى .. عذرت ألمه الذي كان في تلك اللحظات يعتمل في أعماقه .. كان هذا الوضع ينذر حتما بشيء ما سيقع الآن .. هذا ما شعرته لحظتئذ .. وقد حدث .. فمثل حصان مهموز رأيت صديقي ينفلت فجأة من وقفته تلك ويطلق لقدميه الريح .. ركض وهو يصرخ في الشوارع وزحام الناس مثل الحلاج الذي رأى الله :
_ ليلى . ليلى . أنا جايلك يا حبيبتي .....
ركضت وراءه محاولا المساك به وإرجاعه إلى رشده وأنا أتوسل في نفسي :
- يالله . لطفك وسترك يا رب ..
لكن في اللحظة التي أوشكت أن أقترب منه وأمسكه قفز صديقي من السياج الحديدي الواقي وارتمى في الشارع السريع الذي لا يرحم أحدا .. صرخت به في ذعر :
- صابر . صابر . إنتبه . إرجع أرجوك .. الشارع خطر ..
لكنه بدلا من أن يرجع اندفع راكضا وزج بروحه قاطعا ذلك الشارع الذي كانت السيارات فيه تنطلق بسرعة مخيفة .. ثوان و رأيته أشبه بشبح يطير بكل جسمه في الهواء بعدما صدمته شاحنة قادمة .. طار عاليا ثم هوى متدحرجا جهة الرصيف الذي تقف عليه تلك الفتاة .. سقط أمامها مباشرة .. وأطلقت الفتاة صرخة مذعورة وهي ترى رجلا يسقط ميتا عند قدميها وهو مضرج بدمائه .. رباه . رباه .. رأيته وأنا أركض باتجاهه وقد غاب من ذهني كل خطر داهم في هذا الشارع المميت - رأيته يرفع للفتاة يدا وفي اليد ورقة .. لكن تلك الحركة لم تدم طويلا فسرعان ما هوت تلك اليد وسقطت متمددة بدمائها على الرصيف والفتاة ترتجف وعيناها زائغتان من هول الصدمة .. كانت هذه آخر حركة رأيتها منه !!
توقف الشارع كله مكرها وحدثت فوضى عارمة بين السيارات التي راحت فراملها تصرخ تحت ضغط الكبح المفاجىء لها من قبل سائقيها .. ركض الناس صوب الحادث .. كنت أول من اقترب منه .. جثة محطمة هامدة دون حراك .. ضربة في الرأس .. دماء متناثرة على الأسفلت والرصيف وفستان تلك الفتاة .. الشيء الوحيد الذي لم يفلت منه لحظة إرتطامه بالشاحنة كانت صورة حبيبته التي تلطخت بدمه .. كانت لا تزال في نفس قبضة يده .. نزعتها بألم وحزن وأنا أضمه في صراخ مفتجع حاد أجهشت فيه بالبكاء ..
مات صديقي بعد عام من مصرع حبيبته .. كلاهما مات في حادث ..
اليوم ذكرى وفاته .. أقف في نفس المكان الذي لقي فيه حتفه .. أتلو الفاتحة على روحه ودموعي تتساقط في صمت على نفس الرصيف الذي حدثت فيه هذه المأساة .. كل شيء في حياتي لم يعد كما كان منذ فقدت هذا الإنسان الشاعري الحالم الأعز والأقرب إلى حياتي .. انطفأت تلك الابتسامة التي كنت استقبل بها الحياة بكل بهجة وشباب .. نهضت متثاقلا بعد دقيقة صمت وحداد وغبت في الزحام وحيدا دون رفيق .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 11:05 PM
لا وَجْــهَ لـي هُــنـا !!
قصة قصيرة بقلم / سعيد مصبح الغافري
# صديقتي ...


https://scontent.fmct2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/22007616_2043959632507813_6047710631831375974_n.jp g?oh=ea358b3a3606fe9f6f662974db642ff0&oe=5A86B32C

على نفس الاضطجاعة الجانبية تمددت أمامه في لانجري أحمر شفاف تصعب مقاومة إغرائه مع شابة جميلة الملامح في الخامسة والعشرين من عمرها .. يبتسم هو ابتسامة لزجة ذات مغزى تفضحه التماعة عينيه الذئبيتين الناظرتين إليها بشراهة وجوع ..
كان وجهه الخناسي قاسيا وزاد من قسوته تلك الندبة الظاهرة على ذقنه كأثر لجرح قديم مرتبط بماضيه البغيض وبشخص يكرهه ..دوما يشتط به الغضب ويهدر مهتاجا كلما رأى هذا اللاصق الأبدي الأشبه باللعنة على جسده ؛ كيف قَـدَرَ ذاك الضئيل الحجم حبيبها المسمى أحمد أن يحطم وبصورة مربكة وغير متوقعة مهابة رجل لا يقهره أحد ؟! كيف جرح وأهان قوته وجبروته وسطوته التي سخر لأجلها المال والنفوذ والعضلات والعصابة المخيفة التي يتزعمها ؟!
يشعل سيجارته الهافانية وينفث غيمها الرمادي المتغطرس في جو الغرفة .. هي ذي حبيبة غريمه التي ظلت لسنوات عصية عليه كالجبال ؛ الآن بين يدي رغباته وشهوته التي يتلذذ بساديتها البالغة القسوة مع ضحاياه .. تنتظره على ذاك السرير بإغراء فاجر أو هكذا كان يتصور عقله الأحمق المركب بين فخذيه .. في عينيها بريق رغبة زائفة وهي تعض على شفتها السفلى ذات الاكتناز المارليني المثير .. يشتعل .. يندلق لعابه رغويا على جانب شفته وكأنه ثور .. لا يتحمل .. يرمي بالسيجارة المشتعلة التي بالكاد شفط منها على عجالة شفطتين ــ يرميها بين قدميه الحافيتين الكثيرتا العروق .. يدوسها كصرصور فتنسحق منطفئة من دون حتى أي أنفاس دخان .. يفرك كفيه متلمضا بشفتيه هذا الجسد العشريني الذي ينتظره كوجبة دسمة بكل أنوثته الناضجة والكاملة الدسم .. هذا الجسد الذي يا طالما حلم به وتمناه وصارع لأجله كل هذه السنين .. يتحرك .. تتلوى أمامه كأفعى شهوانية ماكرة تجيد اللعب على أوتار الأعصاب .. بينه وبين السرير الآن مسافة خطوتين أو ثلاث .. تراءت في عينيها وهو يقترب منها صورة حبيبها المقتول غـدرا .. إندلعت نار الانتقام في صدرها .. قاتل حبيبها يوشك أن يدنو منها ويغشاها .. تتحسس يدها القابضة بالموت والمتوارية بالجدار الملاصق للسرير .. يقترب .. يقترب .. و .. طاااخ . طاااخ . طاااخ .
ثلاث طلقات من كاتم صوت وأردته قتيلا في الحال .. يسقط متهاويا أمامها كصخرة هائلة .. تلبس ملابسها .. تخطف هاتفه النقال الذي وضعه على التسريحة .. تعطل بياناته .. تحمله معها وتخرج باردة الأعصاب وتذوب كحبة ملح في زحام المدينة !!
♡♡♡
@ أنـا ...
وقف يطالع وجهي الجامد كالصخر .. عيناي تثقبان عينيه بنظرة احتقار بارد .. من أحد طرفي شفتيه كان يسيل لعاب شهوة أشبه بـدَبَـقٍ عفن الرائحة ..
نحوي و بهدوء تحرك بقدميه الغليظتين .. همهم مفرقعا أصابعه الغلاظ قبل أن يبدأ رقصة الإثم على مسرح جسدي المنهك .. نهايته.. أفـرغـني من كل طاقتي ثم خرج دون أن يلوي على شيء ..
تكومت في نوبة بكاء حارق وأنا أشعر بكل كياني مشتعل بالنار .. ألعن ذاتي وألعن معها هذا الحيوان المسخ الذي يذل حياتي ..
بعد وقت لا أتذكر كم كان ؛ نزعت جسدي من ذلك الفراش المتبقع عرقا وقذارة وكأنني أنزع نفسي من مخالب شيطان نجس .. في أحشائي كانت تقرصني الخطيئة وكان الله على مبعدة بضعة أمتار من سكني .. خرجت من الغرفة بعد أن أفرغت كل ضيقي وقرفي وتعبي وقيء معدتي المضطربة تحت شلال دش ساخن أعاد إلي انتعاشي ..
إلتقيت الله بلهفة من يرغب في الخلاص من الجحيم .. لذت إليه بصلاة دموعي وضعفي ثم خرجت مع المصلين الخارجين .. همت على وجهي غاطسة في أنهار هذه الشوارع المكتظة ..

https://scontent.fmct2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/22008022_2043959612507815_8825938867381031202_n.jp g?oh=40318b194875039b997051391bfecf95&oe=5A50FF89

على ذاك المقعد الخشبي الفارغ والمنعزل قبالة البحر ؛ جلست وحيدة إلا من سيجارتي التي أدخنها وذهني الذي كان يتناقش معي في أشياء كثيرة مهمة تخص حياتي .. وبرغم النوارس التي كانت تحوم فوقي وتحط أحيانا متمشية بأمان قربي ، وبرغم موج البحر الذي كان يتراقص في مد وجـزرٍ وبهدوء ونعومة أمامي ، وبرغم الناس وأصوات الأولاد وهم يلعبون على الشاطىء ــ برغم كل هذا وذاك إلا أنني لم أحس وقتها بهذه الحياة التي تنبض وتتحرك حولي .. كان عقلي ومشاعري قد فصلاني عن كل شيء وشعرت كما لو أنني في عالم آخـر !!
كم جلست هناك ؟! لا أعلم !! كنت غارقة بكلي في حمأة تفكير عميق ولم أنتبه لشيء إلا بعدما شعرت بخبطة على المقعد الذي كنت جالسة عليه ، فانتبهت متفاجئة وأنا أنظر لليمين !!
أبـصرت صبيا في لباس رياضي أصفر يركض باتجاهي وقد اتـسـخ بنطاله القصير بالطين . عندما وصل ؛ وقف مبتسما في وجهي وهو يقول بتهذيب وصوته مقتضب يلهث :
ــ آســف سـيـدتـي !!
إكتفيت بايتسامة هادئة رسمتها على وجهي ردا عليه . إلتقط الكرة التي كانت مستقرة بجوار المقعد وعاد راكضا بها إلى رفاقه . في سـري كنت أغبطه على صباه السعيد هذا وعلى هذه الحياة التي يقضي أوقاتها لاهية وخالية من أي هـمٍّ أو قلق !!
نظرت لساعة يدي .. حفزتني عقاربها على الإنصراف فنهضت .. ألقيت نظرة على المكان كمن يودع عالما حتما بعد أيام لـن يراه ولـن يلتقيه وسيصبح بالنسبة له مجرد ذكرى .
كانت هذه هي المرة الأخيرة التي أذهب فيها إلى هذا الشاطىء الذي ظل لسنوات عديدة هو والحديقة العامة القريبة منه المكانان الوحيدان المفضلان لديَّ في هذه المدينة عندما أخرج للنزهة أو بحثا عن مكان ألـقي فيه بمتاعبي وهمومي . إنـصرفـت عائدة إلى سكناي وفي رأسي عدة قرارات مصيرية عنيفة ، سـأنـفـذها تباعا من بـدء الغـد !!
صباحا ودون تردد أو نـدم نفذت القرار الأول والأهم في عيادة خاصة أثـق بطبيبتها على المطـلـق .. أسـقطت من بطني بذرة الحـرام ..
هـاقـد صرنا بإثـنـتـيـنـا أنا وصـديـقـتي ؛ كـل واحدة تخـلـصت من عـدوها بطـريقة ما !!

https://scontent.fmct2-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/22089385_2043959909174452_5100970862982812553_n.jp g?oh=f30e67e415b85378a0e2a4bbe84b6307&oe=5A4B15AD

بعد أسبوع كنت أقفز بخطوتي الجريئة الثانية إلى قراري التالي ؛ القرار الذي غـيَّـرني وغـيَّـر كل شيء بحياتي ؛ فمن مكتب سفريات قريب قطعت تذكرة وسافرت تاركة ورائي كل شيء .. لم أضع أبداً في تخطيطي ولا نيتي ولا آمال حياتي القادمة أني سأعود إلى هذه المدينة ؛ فقد قررت أن لا ألـتـفـت الى الوراء وأن أرحل بعيدا قدر الإمكان !!
في البلد الجديد الذي هاجرت إليه واتخذت من غربته وطنا بديلا أسكنه ؛ كانت ثمة حياة جديدة تنتظرني في كتاب جديد من دون كتابة .. صفحات فارغة لم يلمسها بعد حبر الغربة و تستئن حتى تملؤها أبجدية قصة جديدة تعمدت أن أجعلها من دون فصول للماضي .. أظن القصة بدأت منذ وصلـت إلى بـرلـيـن !!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 11:06 PM
أولُ حُـمَـارٍ في الحُــب !!


قصة قصيرة بقلمي ..


كان فارس الموعد جنتلمانا كثير التأنق والمبالغة في المظهر ، مفتونا كعادته بالأضواء وبمغناطيس الأشياء السطحية البراقة . قابلته ذات موعد في مقهى راقٍ إختاره بنفسه للقائهما . كان وجهها يرزح تحت ثقل المساحيق والألوان والبهارج الكثيرة المتكلفة . هذا غير الفستان العاري الظهر والذي من أمامه يكشف جانبا من المشارف العليا لصدرها الوضيء الأكثر تدميرا للقلب الشهواني النبض حيث وهج الأنوثة على أشد ما يكون سطوعا وتوتيرا للأعصاب . لمعت عيناه ببريق الدهشة و فرح الشهوة الجائعة بما يراه أمامه من أناقة طاغية وأنوثة عشرينية دسمة فوارة ومرغوبة . بلحظة واحدة التقطت لها بعينيها المحروستين بالذكاء صورة دقيقة ثلاثية الأبعاد لجانب من ردهة قذرة وعفنة جدا برزت من إحدى جوانب عقله الكلي الوسخ . تحمحمت ثم تحركت شفتها تسأله إن كان زار معرض الكتب المقام بمدينته هذه الأيام ؟ تظاهر كاذبا بالإيجاب ليرضي فقط غرور نرجسيته وفضول سؤالها . دحرجته بهدوء نحو حفرة سؤال ثان : ماذا اشتريت من كتب ؟ تلبك حائرا يبحث عن أي كتاب في الارفف الصدئة لارشيف عقله القديم الكثير الأتربة والغبار . خانه بحث ذاكرته ؛ إذ لم يعثر على شيء هناك خلا رزمة لايصالات مالية تخص شركته وتعاملاته . طوّفت هذا السؤال بسؤال تـالٍ سألته إياه بتعمق مستفز :
♡هل تقرأ لمظفر النواب ؟!
■ لا .
♡ لعبدالله الطائي أو سيف الرحبي ؟!
■ أول مرة أسمع بهما .
♡ طيب . لنزار ؟! .
■ تقريبا أليس هو صاحب كلمات ترقص حافية الساقين تبع ناظم الساهر ؟! ( ناظم الساهر ؟! ذاكرته مغيبة تماما ) .
♡ لا وأنت الصادق . هذا البقال الذي يبيع في سوق المواشي ( تعمدت بغيظ أن تخلط روث البقر بالعدس نكاية به وبجهله ) .

http://up.omaniaa.co/do.php?img=16248 (http://up.omaniaa.co/)


واصلت قصفها له وقد تذكرت في التو شاعرة ذات حس أدبي مرهف تحب متابعتها وقراءة نصوصها كما أنها صديقتها الروح بالروح . سألته بغتة :
♡ هل اشتريت ديوان صديقتي الشاعرة إيمان عامر ؟ شاعرة جميلة مبدعة . موجود ديوانها بالمعرض .
طأطأ منحرجا. ما هذا اليوم الاغبر الذي تورط فيه ؟! هو لا يعرف هذه الشاعرة ولا ماذا تكتب وهو بحياته لم يدخل معرضا له صلة بالكتب والفكر والثقافة والقراءة وهذا المعرض الذي ذكرته له وفيه هذه الأيام عرس ( إقرأ ) يجهل تماما موقعه الجديد الذي إنتقل إليه . وفي خارطة GPS عقله المهترئة والكثيرة الحَـوَل هو لا يتذكر بواسطتها إلا المبنى القديم للمعرض والذي كان يمر عليه كل صباح في طريقه إلى شركته الضخمة الواقعة في الحي الراقي بالعاصمة . هذا المبنى الذي لا يعرف منه إلا شارعه وواجهته وألوان أعلام دول العالم التي ترفرف أمامه والتي يجهل معظمها ولمن تكون . الطرق والأماكن الوحيدة التي يحفظها جيدا وعن ظهر قلب هي فقط الطريق المؤدي إلى شركته وذاك الثاني الموصل إلى البنك الذي فيه حساباته وامواله وصفقاته السرية والطريق الثالث جيبه الذي يعتقد دائما أنه يستطيع به أن يشتري أي شيء بما فيه النساء الجميلات حتى ولو كانت هيفاء وهبي ذاتها أو كيم كارديشان بذات جمالها المزلزل ومؤخرتها الأغلى تأمينا في العالم .
حاصرته بحنق وهي تبحث في خرابة فراغ عقله المجوف :
♡ ألا تعرف أحدا من الشعراء أو الكتاب أو المثقفين ؟!
لم يستطع من شدة خجل الجهل والأمية المطبقة اللذين إفتضح بهما أن يرفع رأسه ليرد . كانت قد وصلت معه إلى حافة النهاية وطلقة القرار الاخير توشك أن تخرج من فوهة فمها . لم تتمهل وهي تضغط على زناد ما صممت أن تفعله فهي تجيد التسديد بدقة نحو من تريد أن تتخلص منهم ممن هم على شاكلة هذا المسخ وفي الوقت المناسب وبلا أي تردد أو خوف .
وفي لحظة واحدة قفزت نازعة نفسها من المقعد الذي كانت تجلس عليه قبالته. ووقفت والغضب يرسم ألوانا شتى من قوس قزحه على وجهها أو ما يبدو أنه وجهها وصرخت به بصوت ماجدة الرومي :
♡ إذن لماذا تهتم بشكلي ؟!
ولا تدرك عقلي !!
ثم أسرعت ومدت يدها إلى وجهها . أصابعها الرقيقة الطويلة بدت مثل أشواك حادة أو مخالب لبؤة . أنشبت أظافرها ذات الطلاء الدامي في وجهها وراحت تسحبه ببطء . كان جلد وجهها ينسلخ بكل مساحيقه وألوانه ويتساقط قطعة قطعة أمام فارسها الجالس جامدا بصدمته . كان قناعا زائفا . رمته بوجهه وانصرفت عنه بكل وجهها البسيط الحقيقي وبكل قلبها الباكي المُـرتَـعِـف ندما وأسفا والذي خذلته التوقعات وزيف الناس والحياة الماشية على كذبة وأقنعة .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
_______________________

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 11:07 PM
ســورةٌ فُـصـحىَ بخَـطِّ اليـاســمـيـن



ــ ما ستقرأونه هنا حقيقي . نقلته من أوراق مذكراتي الشخصية الخاصة .


السبت 18/ 04 / 2018 م من بعد منتصف الليل ؛ عاشت فاطمة أفظع وأصعب ليلة بحياتها . في تلك الليلة التي غطست فيها روحها في بحر التوجس والترقب والقلق والهواجس ؛ لم تشأ فاطمة كعادتها التي لا أحبها أن تتصل بي أو تتواصل معي في هذا الوقت المتأخر جدا من الليل ؛ فقد خمَّنتْ ( وهذا عيب من عيوبها وقت الضرورة والاحتياج ) أنني بهذا الوقت ربما أكون في سابع نومة ، فلا يظهر لديها في هاتفها أنني بحالة " متصل " .
في تلك الليلة الرهيبة الليلاء التي عاشتها حارات دمشق ، شيئا ما إخترق أجواء العاصمة ، وتحديدا فوق المنطقة التي تسكن فيها صديقتي فاطمة . الصوت المرعب الأشد من صوت الصاعقة مَـرَّ فصَـمَّ الآذان وجعل من العمارة التي تسكن فيها بالطابق الخامس تهتز بكاملها . زاغت عينا فاطمة وفاض قلبها بكل الذعر الممكن تصوره .
بتلك اللحظة التي عبر فيها صاروخ الضربة الأمريكية الأعمى وتلته على الإثر طائرة حربية مرقت بأسرع من لمحة برق فوق العمارة مباشرة ولها أزيز مخيف يجعل من القلب ينخلع من مكانه ؛ بتلك الثانية من الزمن الخاطف شيئان مِن كل ما كان حول فاطمة وفيها لمعا في ذهنها وفي مشاعر روحها المهتلعة : الجيش والعاصمة .
شعرت أن القيامة قامت ولم تفكر في شيء . لا في روحها ولا في أختها سُهَىَ التي كانت تغط بكل إرهاقها في نوم عميق بعد نهار مرهق بالعمل . ولا في الشقة ولا في المتعلقات والأشياء التي فيها وتخصهما ولا في أي أحد أو شيء . كان كل تفكيرها محصور في شيئين لا ثالث لهما : الجيش ودمشق .

http://up.omaniaa.co/do.php?img=16247 (http://up.omaniaa.co/)

والتوى بطنها بشعور بغيض جعل من أمعائها تتقلص وأنفاسها تختنق .. كانت الأسئلة تتعاور وتتقافز مثل العفاريت في ردهات ذهنها وأحاسيسها : هل سيقضى على الجيش ، أول وآخر من يحمينا بعد الله بهذا الوطن المنكوب ؟! هل ستزول دمشق من الوجود في غمضة عين وتنتهي عاصمة الياسمين بكل حاراتها وأسواقها وشوارعها وقبابها وأقواسها ومساجدها وكنائسها وعرائش ياسمينها ومقاهيها وناسها وقصص عشقها وأكثر من خمسة آلاف سنة ضاربة في عمق التاريخ والحضارة ؟! هل سينتهي هذا الرفد المتواصل لأنهار العطاء في كل مناحي الحياة ؟! هل ستصحو فاطمة فاتحة عينيها أمام الصدمة الأكبر والمأساة الأوجع التي لا يتحملها إنسان لتجد نفسها أمام مدينة من رماد وأرض يباب يعمها الدمار الشامل والحرائق والدخان والصراخ الهستيري والهلع والجنون والفوضى وصور جثث القتلى ومن بقي على رمق من حياة من مشردين ومعطوبين ووجوه ملفوحة بالدماء والغبار والخوف والحيرة واليأس والدموع والإنهيار التام ؟! هل لن تتكحل عيناها الواسعتان العميقتان الجميلتان بسوق مدحت باشا . الحميدية . البزورية ، وحارات باب توما . الجامع الأموي . مئذنة الشحم . القلعة . المتحف الحربي . باب المعظم . ونهر بردى بمائه ومطاعمه ومقاعده وأشجاره وأزهاره وأجوائه الشاعرية التي يا طالما ألهمت خيال كل شاعر وكاتب وفنان . والمكتبات ودور النشر العظيمة التي منها يُـصَدَّر إلى العالم كل جديد في الفكر والعلم والشعر والأدب وكل صور الثقافة ــ هل سينتهي كل هذا ؟! هل سيتوقف نهر هذا العطاء الإنساني ويموت كل شيء ؟! هل ... هل ... هل ... ؟! صارت ( هل ) هذه أسواطا متلاحقة تلهب جلد شعورها بلا رحمة .
والجيش . الدرع الحامي للوطن .. المناضل ، الذي ضحى وما يزال بدماء خيرة شبابه ورجاله في ساحات المعارك والفداء . هل سينتهي بضربة واحدة غادرة قذرة تتحالف فيها قوى الشر والغدر والخيانة والتآمر ؟!
العمارة تهتز ، وهي مذعورة ، وكل جسدها يتقاسم مع العمارة ومن فيها هذه الرجفة ، وكما لو أن هناك مائة آلة وحشية تحيطهم خضا ورجا . تنبهت إلى وجود أختها سُهَىَ قريبا منها . إقتربت مذعورة منها وأخذت تربت بقوة على زندها وهي توقظها صارخة :
ـــ سُهَىَ .. سُهَىَ .. إصحي .. بلشو يضربوا فينا !!
صَحَت سُهَىَ مرعوبة على حين فجأة وهي زائغة العينين . قفزت من سريرها مترنحة كالمتسرنم ، تحاول أن تتوازن وتستجمع ذهنها بعد ذلك الإيقاظ القسري المفاجىء الذي داهمها وطيَّر النوم من عينيها . بدت كالمجنونة . لكنها في لحظة من لحظات تدخَّـل العقل ركضت وهي تصرخ :
ــ ويلي .. يا رب .. مالنا غيرك ..
توقعت شرا قادما . وبكل رباطة جأشها وعقلها الذي إنتبه فيه ذكاءها الحاد إنطلقت كالسهم جهة المطبخ . أغلقت بإحكام إسطوانة الغاز . أطفأت الإنارة وكل نقاط الكهرباء . أطفأت مجمع الكهرباء ، فغرقت الشقة في بحر من الظلام الدامس . فاطمة متجمدة في وقفتها . ركضت إليها سُهَىَ . إحتضنتها . بدتا في ذلك الحضن الذي تلاصقتا فيه كأنهما جسد واحد . روح واحدة . قلب واحد . ومصير متحد واحد ينتظر باستسلام قدره وهو مرفوع اليدين أمام الله . وفجأة سمعتا دوي إنفجار مفزع جهة موقع حيوي حساس ، قريب من العمارة التي تسكنان فيها . أحست فاطمة بشيء يشبه الرجة تحت قدميها . العمارة عاودت إرتعاشها . الشقة مظلمة تماما ، لكنها تحاول عبر النافذة أن تمتص بعض الإضاءة الخافتة الآتية من إنارات أعمدة الشوارع لتطرد من المكان شيئا من الرهبة التي توشحت فجأة زواياه وجدرانه ومن يسكن فيه .
بعد وقت إستعادت فاطمة وعيها وبدأت تجمع شتات ذهنها الذي تشظى وتبعثر في مساحة هول الصدمة العنيفة التي لم تترك مكانا في بدنها ومشاعرها إلا واخترقته بكل قسوة . يدها المرتعشة تحاول أن تمدها إلى الهاتف ..
ـــ وقتها .. كنت أنت قد خطرت فورا في بالي ..
تواصل حديثها معي وسرد ما حدث في تلك الليلة ..
ــ حسيت حالي راح أموت ، فقلت أودعك .
آه يا فاطمة . آه لو علمت وأنت تقولين لي هذا الكلام أي وقع أحدثته هذه الكلمة الأخيرة في نفسي وأي دوي دوت به وهي تهوي نحو أعماق أعماق قلبي وترتطم بقاعه السحيق ولها أنين موجع .
بعد محادثتنا وفي الصمت المتواري عن العالم إنزويت لوحدي .. وبكيت بكل حرقة .. تأسفت صدقا أنني لم أكن بتلك الليلة اللعينة بجوارك . لعنت نفسي . صفعتها بأكف اللوم . إحتقرت رجولتي التي شعرت وأنا في ذروة تقريعي لذاتي أنها لا أكثر من شكل فضفاض .. في وقت كانت أعز وأقرب إنسانة إلى حياتي وأجمل من عرفت تقصف مدينتها بالصواريخ وأنا في هناءة نومي .. نالت فاطمة نصيبها هي الأخرى من هذا اللوم .. عتبت عليها أشد العتب أنها لم تتصل بي بوقت وقوع الهجوم .. ألم نتعود أن نكون وقت الإحتياج أقرب لبعضنا بعضا ؟! ألم تكن ( وينك ؟! ) هي الجسر الأقوى الأكثر ما يربط ما بيننا وقت صراخ القلب واحتياج الروح المتعبة والمثقلة بالهموم ؟! صحيح وأكيد أنني لن أفعل لها شيئا على الأرض وأنا عنها بمسافة آلاف الأميال لكني على الأقل سأشعرها كما اعتادت مني أنني قربها وبجانبها عبر روحينا وطباعنا المتشابهة التي نعرف كيف نخلق بها فرحنا وبهجة الوقت الذي نحياه .. ـــ لم أشأ أن أوقظك من نومك وأزعجك برعبي وخوفي .. قالت مبررة فصرخت :
ـــ يغور نومي .. تغور راحتي .. يغور كل شيء من أجلك يا فاطمة .
في الصباح ، إستيقظ الياسمين فتجلى في بياضه الناعم خد دمشق وحسناوات دمشق وروح دمشق الضواعة بالطيبة والجمال والنقاء ، خرجت دمشق عن بكرة أبيها وملأت الساحات والميادين بالفرح والزغاريد والدبكات .. بينما كانت فاطمة ما تزال تواصل حديثها معي ومن قلب الحدث رغم أنها لم تفق بعد وبشكل نهائي من كل صدمة البارحة والرعب الذي صاحبها ورغم أنها كانت في غاية التعب والصداع ، إذ لم تنم أبدا طوال تلك الليلة .. وكنت أبذل جهدي كي أخرجها من هذه الحالة التي تلبستها ومن رعب الليلة الفائتة التي عاشتها بكل تصوراتها وأخيلتها المفزعة .
سألتها عن أختها سُهَىَ وطمأنتني أنها بخير . كل يوم تكبر هذه السُهَىَ في عيني ويعظم قدرها في نفسي .. سُهَىَ .. هذه الشابة الجميلة الرقيقة التي وقت الجد تكون عن سبعة رجال .
لا أنسى ما عشت يوم أصرت إلا أن تسافر بفاطمة إلى بيروت لتخرجها بأي شكل مما كانت فيه من تعب ولتغير لها جوها الذي كان يضغط على أعصابها بكآبته وذاك المزاج المتعكر الذي ما فتأ يلف حياتها ويزيدها كآبة وعزلة وغيابا عن العالم الذي حولها ( هذه الطبيعة هي أكثر ما يجمع بيننا نحن الإثنين من صفات إلى حد التطابق الذي يجعلنا منذهلين من هذا التواطؤ القدري العجيب الذي تلتقي فيه ومعه أبرز ملامحنا الداخلية ) .
لم توافق الجهة الرسمية على منح فاطمة إجازة و " تملعنت " في ردها على الطلب . هنا ما كان من سُهَىَ إلا أن جاءت بالإجازة عنوة من مكتب الوزير الذي أصرت على مقابلته شخصيا تحت حجة ظرف عائلي طارىء . في ذاك اليوم الذي خرجت فيه سُهَىَ من الوزارة بطلة منتصرة . كم وددت لو كانت قربي لأطبع جبهتها الغالية بألف قبلة شكر وألف ثناء على هذا الصنيع الذي صنعته لشقيقتها .
في بيروت .. في الروشة . شارع الحمراء .. وأماكن أخرى كثيرة جميلة وتفتح النفس خلعت فاطمة عن قلبها وحياتها كل أثواب المتاعب والهموم وضغوط الحياة المتراكمة . كانت سعيدة بهذا التجدد الذي حدث في أيامها وغيَّر بزاوية كبيرة وإلى الأحسن الكثير من نفسيتها . كانت سعادتها هذه تنعكس بشكل مباشر وملحوظ على حياتي وعلى مزاجي وعلى أجواء خربشاتي الكتابية ، فأكون بسبب أنها كذلك أسعد إنسان بالدنيا ومقبلا على الحياة بروح مشرقة يكون لي فيها من إسمي نصيب وافر ، حياة بهيجة يلاحظها الناس دون أن يعرفوا السر أو السبب الحقيقي وراء كل هذا التبدل . سُهَىَ ودون أن تدري هي من يقف خلف كل هذا التغير الإيجابي الذي يطرأ علينا نحن الإثنين .
نمت سعيداً أن فاطمة بخير وأختها بخير ودمشق وكل أهل دمشق بخير . كنت قبل أن أغمض عيناي قد ارسلت إليها مقطعا شعريا كان قد لمع بسماء عاطفتي وأبيت إلا أن أمسك برقه وأصوغه لها كما لمع وكما انسكب بوقته وساعته بكل حبره الضوئي المباغت . إنبهرت وهي تقرأه ثم استأذنتني أن توزعه وترسله إلى من تعرف من الأصدقاء والصديقات في دمشق وخارجها . تساألت مستنكرا بدهشة :
ـــ لماذا تستأذنين ؟! " الحب لا يطلب تأشيرة دخول " من عشاقه .
كان ذلك المقطع الشعري البسيط جدا جدا قد طار إلى دمشق ورفرف في سمائها وهو يزقزق حبا وحنينا :
وَجْـهٌ دِمَـشـقيٌّ
يُـرتـلُ سُــورةً فُـصـحىَ تُـسـمىَ اليـاسـمـيـن
وَجْـهٌ يُحـادِثُـني
ويَـغـمُـرُني سُـؤالاً ظـامِـئـاً :
مَـتىَ نـلـتـقي ؟!
وأغـيـبُ كُـلي
في مَـهَـبِّ السُّــؤْلِ والعَـطَـشِ المُـبـيـن !!
بقلمي ونزف مشاعري / سعيد مصبح الغافري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 11:10 PM
قـلـبـي لـيس لـك !!
http://up.omaniaa.co/do.php?img=17266 (http://up.omaniaa.co/)


سيارتها الفورد ذات الرقم الثلاثي المميز على اللوحة الصفراء برهانا يتحدى الآن اللا ممكن ويقف على أرض اللا متوقع .. بين بلدتها البعيدة ( وتكره أن تلفظها نائية ) ومدينة حبيبها مسافة 250 كم ، قطعتها لوحدها دون مرافق إلا ثقتها بنفسها ..
¥ تبا !! الناس وصلوا القمر وقطعوا إليه ملايين الأميال وأنا أتباهى بمسافة حقيرة على الأرض !! ومع ذلك ، كأني أسمع أحدهم صارخا بسخرية من خلف لحيته المنهدلة على صدره : لا أكثر من فلتان . طيش . ردة نسوان . عورة !!
لا بأس .. اعتدنا القصف والرد بما هو أعنف !!
تتوقف عند أول مدخل للعاصمة .. تنزل .. تنادي سائق تاكسي صادفته جالسا على المقعد الأمامي قبالة المقود مباشرة يدخن سيجارته بذهن شارد .. الباب مفتوح ووجهه جهة الشرق يطالع السيارات الصاعدة فوق الجسر القريب من الدوار وغيوم دخانه متوزعا بين جوف السيارة والفضاء المفتوح وفمه :
# لو سمحت أخي . ممكن خدمة ؟!
كاد يشرق بدخانه وهو يسمع هذا الصوت العذب يأتيه من أجمل فتاة واقفة بسيارتها خلف سيارته بمسافة متر واحد . ماكاد يلتفت للوراء ويراها حتى انتابه ما يشبه الصعق .. وفورا ضحى بما تبقى من نصف سيجارته الماتزال في نصف طريق اشتعالها ورماها من بين أصابعه ونزل وهو يفرك الطرف المشتعل من السيجارة المرمية على الرصيف بنعاله المغبرة . وبحركة سريعة وعيناه زائغتان ، ترجل نازلا من سيارته ، وركض صوبها ، وفي أعماقه المتهللة يقول :
@ لا تهم السيجارة أمام هذا الخير الذي نزل علي !!
وكل ما على ملامحه من حماس يشي باستعداده لأي شيء تأمره به هذه الحسناء وفورا وبلا تردد ، ولو بإلقاء روحه تحت أي شاحنة مارقة تفرمه بعجلاتها العشرين الضخمة ويلقى حتفه بطريقة ( من مات فداء للمحبوب ) ..
@ مريني .. من عيوني ..
عيناه فيها مرتعشتا النظرة ومتوثبتان.. وخط من عرق أبيض ينزل بهدوء أسفل فوده الأشيب الستيني العمر .. لكنه يوشك أن يغرق في بحر عرق أكبر وهو يراها أمامه ..
¥ لن يتغير هذا المجتمع أبدا . ما يزال دماغه بين فخذيه !!
في عقلها قالت ، وابتسمت للكلمة الأخيرة ( بين فخذيه ) والتي جاءتها عفوا . أرادت أن تلعب بأعصابه . أن تلسعه بقليل من النار ، فردت بابتسامة مشرقة ومزلزلة :
# تسلم لي عيونك ..
وفي أعماقها انجزرت موجة من صوت ساخر يهزأ :
¥ دع عيناك المتآكلة الحواف لك أيها المتصابي ..
ثم قالت مستأنفة مطلبها بصوت جاد :
# صَـوِّرْني من فضلك على حالتين ؛ بنظارة وبدون نظارة .
ورد متحمسا بنبرة لزجة :
@ حاضرين للطيبين ..
وقتها ، كانت النظارة الشمسية الجميلة ما تزال على عينيها ، لم ترفعها عنهما ، وكأنها تتمهل شكل الحالة التي تريد أن تقتله بها ..
وبدلا من أن تناوله هاتفها النقال ليصَـوِّرها على الوضعية التي تريدها ، إذ بها تسأله سؤالا غريبا ، انزاح بعيدا جدا عن الموضوع :
# عفوا . هل هذه السيارة لك ؟! رأيتك تنزل منها !!
وأجاب وقد لمعت عيناه :
@ نعم . هي لي . سيارتي . هل من خدمة أقدمها لك ؟! أنا فاضي للآخر ..
( فاضي للآخر ) !!
وأحست أنه يضغط بأسنانه على هاتين الكلمتين الأخيرتين الوقحتين حد العفونة .. كأنه يغريها بميزات الركوب في تاكسي قديم موديل 99 .
يا للحقير !!
في قلبها ضحكت بسخرية واحتقار وهي تتمعن كهولة سيارته هذه ، المزكومة بدخان سيجارته ، وبالكثير من الخدوش ، والكدمات ورضات الزمن والأقدار .
كانت عيناها خلف النظارة ، مركزتان على لوحة رقم السيارة ورمزها . حفظت بيانات اللوحة سريعا ، دون أن يشعر هو إلى ماذا نظرت ، أو ماذا بالضبط دوَّنت في عقلها ، ثم ضبطت وضعية الكاميرا في هاتفها النقال وناولته إياه باطمئنان وهي تقول بدعابة :
# اضبط تصويري من فضلك . و يا ويلك إذا ظهرت الصورة رديئة ؛ سأذبحك .
وضحك . يا لبشاعة الأسنان الصفراء المنخورة التي ظهرت بعدما ضحك ..
¥ أهذا ( الفاضي للآخر ) الذي يليق أن أركب معه ليفسحني في طول وعرض هذه العاصمة الجميلة وفي تاكسي قديم يشبه سيارة باباي ؟!
بسيطة !!
مدت ذراعها الأيمن بكل طوله الأنثوي الاملس ووضعته على جانب من السطح الأمامي لغطاء سيارتها ، بينما اليد الثانية وضعتها على يسار خصرها المثير بصورة استعراضية ..
# 3 . 2 . 1 . صَـوِّرْ .
وصَـوَّرَها السائق على هذه الوضعية التي أرادتها . ومن جديد ، انتصبت واقفة بقامتها الطويلة وقوامها الجميل . وبهدوء ، رفعت بأصابعها الطويلة الرقيقة نظارتها التي كانت تحجب ملامح عينيها ، وثبتتها أعلى جبهتها .
يا إلهي !!
خفق قلبه ، عندما أطلت عليه أجمل عينين رآهما في حياته . ارتعشت أصابعه الماسكة بالهاتف . كاد الأخير أن يسقط من يديه . عينان بلون الليل الواسع ببياض صاف ، فوقهما ظل من رموش طوال أشبه بسهام جارحة يعلوها سيفان صقيلان من حاجبين دقيقين مذهلين جدا وهما بذاك التحديد البديع . فأين سيهرب من هذا الجمال القاتل وكل شيء في وجهها يحاصر روحه ؟!
# صَـوِّرْ . ما بك مرتبكا ؟!
@ حاضر . حالا !!
مسك أعصابه وصَـوَّرَها وهي بجوار سيارتها ، ولكن هذه المرة بوضعية واقفة ويداها مضمومتان على صدرها ووجهها به إبتسامة مضمومة الشفاه .
# شكرا . أحسنت .

http://up.omaniaa.co/do.php?img=17267 (http://up.omaniaa.co/)

أعاد إليها هاتفها النقال وعيناه تتحاشيان النظر إلى وجهها . أما هي فلم تكترث له ، ولا للمصير البائس الذي سيكون عليه قلبه بعدما تغيب عنه ، وإنما بكل بساطة فتحت باب سيارتها ، وانطلقت تاركة الرجل متخشبا في مكانه مثل صنم أو إنسان متجمد مات بصعقة . لم تجبه على سؤاله الذي طرحه بفضول متعطش عليها ، وكأنه يضع فيه آخر أمل يتشبث فيه بها ، قبل أن تختفي هي عنه بكل صباحها الباهر الذي غمرته به :
@ من أين أنت يا طيبة ؟!
وببساطة وعبر شعاع مبتسم أجابت وهي تنصرف بسيارتها :
# من هذه الدنيا يا طيب .
وغابت في الزحام الطويل .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
__ النص مقطع من مسودة أولية لرواية طويلة قيد التأليف .
__ العنوان في هذا النص القصصي ليس هو العنوان الأصلي للرواية .
______________________

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 11:11 PM
حنين جهة الوطن

http://up.omaniaa.co/do.php?img=17803 (http://up.omaniaa.co/)


... وأنا ببلاد الغربة ، أسقطتني عاصفة التذكر المفاجئة في دوامة من الحنين . فعَـبَـرَت أمام عين أشواقي الكثير من الوجوه الحبيبة والكثير من الأسماء والأماكن والذكريات والصور والأشياء : والداي . أخوتي . أخواتي . أطفال بيتنا . حارتي . جيراني . أصدقائي وبالذات صديقي أحمد ناصر . آه يا أحمد . يا ترى ما آخر أخبارك مع ياسمين ؟!
( اعتدنا معا أن نطلق عليها اسم الشرق لوقوع بلدتها شرق بلدتنا مباشرة ) .
مؤكد أنهما محلقان الآن في سماء حبهما الوليد .
أتذكر وانا الان على نافذة حنين مشرعة جهة الوطن ، عندما أصر صديقي أن يوصلني بسيارته إلى مسقط/المطار ؛ طوال طريق سفرنا لم يكن على لسانه إلا حبيبته ياسمين هذه وحبه الجديد معها والذي لشدة فرحته به أشعرني وكأنه أول مرة يحب فتاة وأول مرة يقع في الحب . أذكر في ذلك اليوم الذي كان اخر يوم لي بالوطن واخر لقاء يجمعني بصديقي أحمد _ أذكر ونحن في الطريق كم كانت هي بين الساعة والأخرى تتصل به لتطمئن علينا . أقصد عليه هو . انا لست طرفا هههههههه .
وبينما كان صديقي يعيش فرحة ميلاد أجمل قصة حب حقيقي مرت بحياته ، كنت أنا في الطريق إلى المجهول ، ينتظرني قدر يختبىء الآن في مكان ما من العالم .
من كل علاقاته ومن كل النساء اللائي مررن بحياته صنعت ياسمين هذه الشابة الجامعية الجميلة فارقا كبيرا وإستثنائيا في قصص حبه بل بأدق تعبير غيرت كل حياته . قلبت مشاعره رأسا على عقب . صنعت منه شخصا آخر بقلب جديد وحب حقيقي جديد وروح جديدة عاشقة وأيام مليئة بالبهجة واللهفة والتوق وبكل جديد حلو وفيه نزق جنون مثير .
في ذلك اليوم الذي كنا فيه نقترب من السيب ؛ صارحني بأنها تطلب منه أن يلتقيها غدا مادام سيبيت الليلة عند أصهاره بالخوض . إنها فرصة لا تعوض وجامعتها التي تدرس فيها ليست بعيدة عن الحي الذي سيبيت فيه .
" هل ستذهب للقائها ؟ " سألته مستوضحا فأجاب متظاهرا بالحيرة : " لا أدري والله يا صديقي . إحتمال كبير نعم . "
وكنت واثقا من حتمية ترجمة " نعم " هذه إلى واقع . إلى شيء أكيد ومؤكد بينهما ؛ فلهفة هاتفيهما التي لم تنقطع نغماتها طوال الطريق كانت تخبرني حقا بأنهما غدا سيلتقيان . وقتها سأكون أنا أخطو أولى خطوات الغربة وسط البرد والمطر وعواصف الحنين.
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
ملحوظة مهمة :
@ هذا المقطع القصير يتبع الرواية التي عاكف حاليا على تأليفها. وكثير مما ورد فيه حقيقي ما عدا الأسماء التي التزمت أن تكون وهمية احتراما لرغبة أصحابها الحقيقيين .
@ العنوان الذي في هذا المقطع القصصي ( حنين جهة الوطن) ليس هو العنوان الأصلي للرواية .
_________________________

اسطورة لن تتكرر
25-09-2019, 11:12 PM
أقدام لا تمس البحر !!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=18069 (http://up.omaniaa.co/)


ذاك الشجار الذي حدث بينهما صباح ذلك اليوم وأنهى كل شيء ما كان إلا تحصيل حاصل لثمار مُرَّةٍ من المشاكل ظلت تتساقط على أرض حياتهما ، على مدار نصف عام . نصف عام هو كل عمر علاقتهما ، من فاتحة ألف التعارف إلى خاتمة ياء الطلاق !!
.... ففي ذلك اليوم البحري الصباح وكانا عند البحر يقضيان أول يوم لشهر العسل . صرخ بها وكأن نارا شبت فجأة في المكان ؛ صرخ مهتلع العينين وهو يلوح بيديه في الهواء عندما رآها تطأ رمل الشاطىء وتستعد للانطلاق بحماس :
@ تراجعي . إرجعي . لا تدعي ماء البحر يلمس قدميك !!
ظنت ما عوجق به صرخة خوف عليها من أن يجرفها البحر بأمواجه إلى داخله العميق وهي العروس القروية القادمة من بلدة صغيرة نائية ، لا تعرف بحرا ولا عوما .
وضحكت حين سمعته يصرخ بها هكذا محذرا منبها ، وبدلا أن تهديه ( شكرا ) كما متوقع أن يكون ؛ وقفت قبالته متعلقة بعينيه لبرهة من اللحظات وقد انعكست من وجهها المبتسم كل عفويتها القروية و براءة قلبها وطفولته ..
كان ثمة سؤال يملأ أعماقها ويبرق لامعا مثل طفلة " دلوعة " مشاكسة في عينيها الفرحتين المليئتين بالامتنان وكانت سعيدة إذ تنبض به أيما سعادة رغم سذاجته ورغم أنه سؤال عادي ويتكرر بأوضاع وظروف مختلفة بين العشاق وأهل الحب .. رغم كل هذا وذاك طرحته عليه آملة أن تجد منه جوابا يرضي غرورها ودلالها كأنثى وكعروس تقضي الآن أول يوم من أيام شهر العسل مع عريسها :
_ أتخاف علي ؟!
سألته وكانت على يقين أنها ستسمع منه أجمل مما تتوقع وسوف يفرحها ذلك كثيرا بلا شك وسيزيد من رومانسية وعذوبة جوهما .. لكن . وآ خيبتاه .. تحطمت كل توقعاتها الوردية أمام عتبة الجواب حين فاجأها يقول في حرد عاصف وجاف ووجهه مكفهر وقاس مثل صخرة مغبرة السحنة :
@ دعك من هذا السؤال السخيف . أنا أتكلم عن تصرفك الخطأ .
انكمشت ابتسامتها مخذولة على وجهها وسألته باستغراب بريء :
_ تصرفي الخطأ ؟! أي تصرف ؟!
أجاب بذات الدرجة من الغضب وهو يصر بأسنانه كأنه يمزق شيئا بها :
_ أن تضع إمرأة قدمين عاريتين على رمل شاطىء وفي مكان عام ومكشوف فهذا هو الخطأ . هذا هو العيب . الحرام . الشيء الذي لا يجوز !!
رغم سماجة وجلافة هذا الرد وتطرف معناه ظنته مزحة . دعابة ، وربما تمثيلية هزلية يحاول أن يمثلها معها .. خالج ابتسامتها ارتعاش طفيف وكأنها تعرضت لهواء ثلجي مفاجىء أو لرشة ماء باردة مباغتة لم تتهيأ لها مسبقا :
_ أنت تمزح !!
قالت وهي تحاول تكذيب ما تسمع فأجاب بذات النبرة الجادة وهو يثبت ملامح وجهه الصارمة والمكفهرة في وجهها ويهز رأسه بالنفي وعيناه جاحظتان يبرق منهما حزم أحمر :
@ لا . أبدا . لا أمزح !! لا أمزح حين يتعلق الأمر بالستر !!
الستر ؟!
وأسقط في يدها سماع هذا التأكيد التالي الصادم والخاذل واللا متوقع منه وبالأخص الكلمة الأخيرة ذات الوقع المستفز .. كان رده ذا أشبه بحجر كبير سقط من عل فجأة وارتطم بدماغها فسحقه !!
بقدر ما كانت كلماته فظة وغليظة بقدر ما أحست وهي تسمعها منه بجرح خفي ينبثق بدمائه في قلبها .. شعرت أنه أهانها .. ربما لم يقصد لكن أيا كانت نيته فقد فات الأوان الآن بعدما طاشت سهام كلماته من فمه وأصابت قلبها في الصميم !!
لثوان سمرت نظرتها الذاهلة والمصدومة في وجهه المحتقن غضبا بلونه القرمزي .. لم تتوقع أنه يتكلم بجدية .. ومثل كأس أسقطته ريح عاتية ؛ شعرت بقلبها يهوي فجأة ويتحطم مزقا وله أنين متلاحق .. الألم فظيع ومعه غضب متصاعد .. ودت - لحظتها - أن تصفعه على وجهه .. لكنها كظمت غيظها وحنقها وأرخت يدها وهي تستعيد توازن روحها المترنحة وفي عينيها تحد خفي ينذر بأمر سيء سينفجر بينهما بعد قليل .
ودونما كلمة واحدة ، وبوجه مزعوج معصوف بالخيبة والغضب وبغمامة من دمع توشحت عينيها ركضت إلى السيارة - سيارتهما - وكانت على مسافة خطوات .. فتحت بابها الأمامي بعصبية وعنف ثم قفلته عليها بنفس الدرجة من العصبية و العنف أيضا حتى أصدر إغلاقه إصطفاقة قوية وكأنه إصطدم بجسم صلب ثابت .. إنحشرت في جوف السيارة والغيظ يتأكل من ملامح وجهها المحتقن وفي قلبها ما هو أكثر من الغيظ .. تحاملت وهي تصارع رغبة جامحة للبكاء إجتاحتها .. لكن سيل الدمع هذا و الذي كان يملأ ذينك العينين كان ضاغطا وأقوى منها ومن مقاومتها فانزاح وفاض على وجهها دون أن يعيق إنجرافه شيء .. بكت بألم وحرقة وهي تستعين بالمحارم الورقية لتجفيف دمعها ولمحاولة منع هذه الحالة التي داهمتها ولم تسطع لها كبحا ولا دفعا .. مر وقت وهي تنشج برأس مطرق على صدرها الذي تبلل هو الآخر بدموعها .

http://up.omaniaa.co/do.php?img=18070 (http://up.omaniaa.co/)


وانتبهت بعد أن هدأت أنها الآن بمفردها داخل السيارة وتبكي .. خشيت أن ينتبه لتأخرها فيتبعها ليعرف ماذا تفعل كل هذا الوقت هناك أو ماذا حل بها فتحدث بينهما مضاعفات تأزمية لا تحمد عقباها ؛ لذلك التفتت بسرعة ناظرة إليه عبر نافذة باب السيارة ؛ كان واقفا هناك دون حراك ويداه معقودتان على صدره ووجهه شطر البحر .. خيل إليها كأنه عمود خشبي طويل مغروس في الرمل ؛ فلم تر منه إلا ظهره وقامته المديدة .. كان صامتا ولا يكاد يشعر بما حوله .. أما هي فبعد عشر دقائق تقريبا مضت على بقائها داخل السيارة إنتزعت نفسها من المقعد بعدما سارعت ونفذت ما كان يدور في رأسها ، وخرجت عائدة إليه وهي تسير مندفعة مثل عاصفة هوجاء ، ولكن بامرأة أخرى ، لها وجه آخر وعين أخرى ..
كانت هذه المرة تمشي وتضرب الأرض بقدمين إنطفأ منهما ضياء ذلك البياض الناعم الذي كانتا عليه قبل دقائق خلت .. رآها .. كانت غير التي انصرفت عنه قبل قليل .. واندهش حين أبصرها على هذا النحو المقرف والمحرج جدا وصرخ مستنكرا وقد زاغت عيناه :
@ ما هذا الذي فعلت بقدميك ؟!
صفعته برد مستخف تحتقن فيه مرارتها وحنقها وازدرائها أيضا :
_ سترتهما بهذين الجوربين الأسودين .. أليسا عورة وعيبا وحراما ؟! ها إني سترت هذه الثقوب المضيئة .. أيروق لك هذا أيها المثقف المنفتح الفكر ؟!
ولوت بوجهها وهي تعض شفتها السفلى غيظا وقهرا وألما .. صمتت ناظرة نحو الأسفل إلى حيث الخسوف الكلي الماثل لأجمل قدمين من نور .. ثم فجأة و كالمجنونة أخذت تركض بخسوف قدميها ذاك على رمل الشاطىء المشبع بالماء . تركض فحسب من غير أن يكون لذلك اشتهاء واضح أو فرح أو حماس حقيقي بالركض وجو الركض . كانت تركض حينا وحينا تترك قدميها تغوصان وتندفنان بجوربيهما الاسودين ذينك في الرمل عن عمد وقصد وقسوة وكأنها تتنفس بغيظها من خلال خطاها التي كانت تدوس بها كل كلماته وأفكاره البالية التي سئمت من سماع نغمتها ؛ العيب . العورة . الحرام . الستر . الجحيم ... ليل نهار .. ليس بينهما من حديث جميل يتنفسان من خلاله إلا هذه الأسطوانة العتيقة والخطب البلهاء التي فيها ، وكأن الإنسان شكلا لا فكر ا . ثوبا لا جوهر .. سحقا !!
إبتل الجوربان الأسودان وتلطخا بالطين .. ولم تبالي بشكلها الذي صار الآن مزريا للغاية وباعثا للسخرية والهزء والاشمئزاز والنفور من كل شخص عابر ..
إمرأة عارية الساقين إلى حد الركبة مرت عليها ونظرتها بذهول مستنكر وتقزز وهزت رأسها كأنها تلعن هذا اليوم الذي شاهدت فيه هذا النحس .. شاب آخر معه رفيقة جميلة ، في مثل عمره ، وضيئة الوجه ، مرا بها ونظراها وهما يرسمان على أعينهما نظرة اندهاش غير مصدقان ما يبصران من عجب ، لكنهما تابعا مشيهما على الشاطىء ، متعانقان في دفء مكشوف وهما يغمغمان بكلام غير مفهوم لكنه كان يصل إليها مخترقا أعماق روحها مثل أنصال حادة جارحة ، فتتألم ويزيد من ألمها تلك الضحكة الهازئة والمستفزة التي سمعتها من رفيقة ذلك الشاب بعد لحظات من إبتعادهما عنها .. قهقهت تلك الشابة وهي تلتفت للخلف برأسها ذو الشعر القمحي المنسدل حتى ردفها الممتلئ كأنها تلقي نظرة أخيرة مشفقة على كائن غريب بائس أتى من أزمنة غابرة وعقليات منقرضة ..
" متخلفة "
" مجتمع رجعي "
كانت هاتين الكلمتين بالذات أبشع ما لطم سمع مشاعرها بهذا اليوم كله . وارتفع دم حنقها وانتصبت أمامه ووجهها يطفح بنظرة التهكم :
_ هاه .. هل أعجبك ما ترى ؟! هل أنت سعيد ومبسوط بهذا العسل الذي نحن فيه الآن ؟!
في إحراج وخجل شديدين أطرق برأسه عاجزا لا يدري ما يقول .. لكنه بعد ثوان ، كشر عن أنياب لومه ودفاعه قائلا :
@ أنت السبب . أنا لم أطلب منك أن تغطي قدميك بهذه الجوارب .. و ..
صرخت متقيأة بكل ما فيها من مرارة وحاجباها مقطبان في غضب :
_ بل طلبت وأمرت .. ألم تصرخ بي قبل قليل : تراجعي . إرجعي . لا تدعي ماء البحر يلمس قدميك !! أليست هي هذه عقلية جوربك الأسود هذا ؟! أليست هذه هي نفسها مفرداته التي تكبلني وتقمعني وتجلدني بها داخل البيت وخارجه : الستر . العيب . الحرام . وما يجوز وما لا يجوز ؟! أليس ذا هو قانونك الذي تطبقه علي وتجلدني به حتى ونحن في السرير ؟! .. منذ ما قبل انتقالنا إلى عش الزوجية وأنت على هذه الحال معي . ليست لديك من لغة لتتقارب وتتفاهم بها معي إلا العيب والحرام والجنة والجحيم والإثم والعقاب ... إلى آخر قاموس تطرفك الأعمى ، وكأني إمرأة منحرفة طائشة آثمة يتوجب تقويمها أو رجمها في ساحة عامة .. إني ضقت ذرعا من هذا الوضع الذي حشرتني في قنينته الضيقة .. لماذا نستمر ندور في هذا العبث الفارغ ؟! عد بي فورا إلى بيت أسرتي .. حالا أريد أن أعود .. يكفي .. لقد شبعت من شهر عسلك هذا و لن أحتمل قطرة واحدة زائدة من كأس مرارته !!
طعنته بنظرة احتقار وهي تنسحب من أمامه راجعة إلى السيارة وفي عينيها غم وندم ، وفي رأسها قرار لا رجعة فيه ..
_ أنفذي بجلدك قبل أن يتعاظم الجحيم !!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
______________________

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:11 PM
جِــداريـة الجــرحِ والغـضـب !!
16-09-2014


ــ تنويه : هذه الجدارية هي لوطن عربي ممتد من الخليج إلى المحيط وليست مقصورة على قطر عربي بعينه ..


http://www.vetogate.com/upload/photo/news/21/6/500x282o/837.jpg

لا ذي المنابر يا أســماء تُـبـرئـني
جُـرحي عميق وليل النزف في نَحَـب,
يا ليت شِــعــري - متی يا أمتي تلدي
ليثا غـيـورا علی الإســلام و العــرب, ؟!
قـالـوا : مُـلـوكٌ !! ألا تـبَّـت ملوكُهُمُ !!
كما إلهي أتـبَّ يــدا أبي لهــب, !!
&&&&&&
أقــولها عـبارة صريحة
جارحةٌ كالـمُــوس
حكامنا يحـيـون في ثــلاثٍ :
العــرش والـنـســاء والـفــلـوس
حكامنا ما جــرَّبوا في عمرهم
أن يرفـعـوا الـرؤوس
كــوائــلٍ في تغــــلــبٍ
أو عـــازمٍ في أوس
حكامنا عُــروشهم أهــم من وطــن
وليلهم يـرونه في مــومـسٍ رخـيـصةِ الثمن
ومرقـصٍ وبـوس
يا أيها الـتـنـابـل الكُـســالى
يا أيها التـيـوس
أوطاننا في عصركم مُـشـاعـةٍ
ما بين عِــلـجٍ أحـمـرٍ
وداعــشـيٍّ أجــربٍ
وقــاعــديٍّ أعـــرجٍ
وســكــرةِ الكــؤوس !!
أوطاننا مُـضـاعة
مُـذ غــيَّـبـت إســلامـهـا
وعــزة الـنـفـوس
أوطاننا في قُــدسِــهـا المفجوعة
تبكي شـهــيداً غــالـياً
كانت لــه عــروس !!
كانت لــه عــروس !!
*****

http://forums.mn66.com/imgcache/2/187652alsh3er.jpg

وطـني أرضٌ من ملح
لا ينبت فيها حتی العشبا
وطني صيرورة موتٍ
وطـنـاجِــرَ حُــكَّــامٍ
جُـثـث . أصنام . خشبا
شـعـبٌ يقــتات من الخـوف
ويشـربُ من أوصاب التـعــبـا
آهٍ . من حــزني عليك أيـا وطني
آهٍ . من قـلـبي المصلوبُ علی جـذعك صلـبا
وطــني جُــرحٌ في قــلـبي
ولا تسألني بالله متی يـبـرأ جُــرحي ؟؟
فأنا مثلك
لا أعـلم ماذا مكـتـوبٌ عن وطني
في لــوحِ الغــيـبـا !!
&&&&
نحـن في زمن الجـفـاف صديقـتي
لا غيمة تأتي ولا أمطار
نمضي علی درب الشــقـاء وخطونا
مــد طويل يحمل الأصــفــار
يا أمة ماتت عـزيمة روحها
يا حاضرا . ما آخـــر الأخــبار ؟!
&&&&&&
http://www.assafir.com/Medias/Photos/2013/550x355//114901.jpg

أقـــول للعـسـاكـر :
يا مُـشــاة
يا جُــنـود
طريق يـافــا من هنا
فاعبروا الحــدود !!
يُغــيِّـروا لافــتة العُــبـور !!
ويرجعـون لـلـوراء !!
قـبائلا من عــربٍ حُــفــاةٍ
تجمعهم بـســـوسٌ
وداحــسٌ وغــبـرا
ويضحـك الـيهــود !!
&&&&&&
بعد جـراحٍ مازالت تنزف في داخلنا
بعد هــزائمنا النكراء
ما جـدوى زعـيـمٌ عـربي له وجـه وقـلـب الضعفاء ؟!
صــنـمٌ حـجــري الـروح
تُـلحـسُ قــدميه طــوالَ الـيـوم
ويُعــبـدُ مثـل اللاتِ وعُــزَّى
كل صباحٍ ومســاء !!
بـلـقـيـسٌ حكـمت أكــبـر دولـةْ !!
وكانت أعـقـلَ من كل الحكماء !!
فماذا سنخـسـر في عصر خسائرنا الكبرى ؟!
ماذا سنخـسـر ؟!
لو جـرّبنا حكم القلب الحاني على هذي الأمة
ماذا سنخسر لو يحكمنا هذا القـلـب / الأنـثى ؟!
لو تحكمنا ثانية بـلـقـيـسـاً . دعــداً . عـفـراء ؟!
&&&&&

http://www.al-arabeya.net/images/photo_1300026004529-1-0.jpg

ومن المحيط إلی الخليج
وطــنٌ كبير من مِحــن !!
وطــنٌ به مليون طُــنٍّ من عــفـن !!
إني كـفــرتُ بأرضهِ وســمائهِ
وبأهـله الهــؤلاء البارديـن . الميتين بلا كـفـن !!
وطـني الـبـديـلُ حـبـيـبـتي !!
وأنـا سـأبـني من عــيـونِ حـبـيـبـتي
أحــــلی وطــــــن !!
شـعـر : ســعـيد مصــبح الغــافــري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:12 PM
أجـمـلُ أخــبارُ العــالـمُ .. أنـتِ !!

http://3iny3ink.com/images/3/images_%D8%B5%D9%88%D8%B1_%D8%A7%D8%AC%D9%85%D9%84 _%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1_%D9%84%D8%A8%D9%86 %D8%A7%D8%AA_%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7_s.jpg


ســـلامُ الـنـبـض أرســلُهُ
إلى شــاميةٍ حُــــلــوةْ
أرد الوصــلَ بالوصــلَ
ومن قـلـبي لها ( غُـــنـوةْ )
مســـافــرةٌ تودعني
بوجـهٍ شـاحـبٍ جَــــوَّهْ
أنا في بُـعـدها أحـيـا
بـلا حـولٍ ولا قـــوَّةْ
أنا في الحـزنِ مُـنـقـبـرٌ
وبيني وضحكتي هُـــوَّةْ
يصــيحُ بداخــلي لـيـلٌ :
قـد إشــتـقـناكِ يـا حُــــلـوةْ !!
####
http://n4hr.org/up/uploads/n4hr_13612572231.gif


أول حـالاتُ عُـناقٍ ظهـرت بين كلينا
كانت نبضا من كلمات !!
وحصل الأنس الدافىء !!
إرتاحـت أحـرفـنا الأولی من بعضها بعضاً
وتعــارفـنا في لحـظات !!
كان القدرُ يُهيئ أرضاً
ويُبذرُ بذراً في الأيام
ويخـلـق جــواًّ للغــيمات !!
فيما بعد ..
سنبصر برقاً
سنسمع رعداً
سنلمس مطرا في زخَّــات
ستصبح هذي الأرض مروجاً
ومدیً أخضرَ من غــابات !!
في ثاني عُـناقٍ بعد هنيهةِ أيامٍ
لاحظتُ القـلـبَ تغــيـرَ فجأة !!
وكأجـرأ من أي جـــريء
كتب إليها بحبر النبض :
إشتقتك جدا !!
ردت فــوراً :
وأنا أكثر !!
أينك في هذي الغـيبات ؟!
وتلاقينا بجسر البوح
وكان عُـناقـاً للأشــواق
وكانت ضماتً للنبض
ما أسعدها من ضمات !!
اليومُ بعُـناقٍ ثالـث
كنا عند قِــطــارٍ راحــل
كانت تبكي
كانت تغــرق في الآهــات
وكنت ألملم ذاك الدمع
وكنت أقول بكل الصدق :
أنت بقلبي حبيبة عمري
قسما نبضي لن ينساك
قسما هيهات
وتوادعنا ..
وإلی اللحظة
أشـعـر أني كالأمــوات !!
$ $ $
http://upload7.ir/images/34865879971734365573.gif


لـو للحـــب بهذا العـصر المتشنج أعصاباً
نـشـــرة أخبارٍ جــوية
لتمنی قلبي أن يسمع دوماً :
إليكم أخـبارُ الطقس ..
بكل العالم ..
سيكون الطقس القـلـبي غداً أمطاراً حُـبية
وحــرارته العظمى عالية
وسيطغی مد الإحساس الـنـبـضـي
بكل شــواطئه البحــرية !!
لو يحصل هذا ..
لانشغل الناس بهذي الأخبار اليومية
ولما سمعـوا كل صباح ومساء :
مصــرعُ خمسونَ ببغدادٍ
في غاراتٍ وهمية !!
مقــتـلُ طـفــلٍ غــربَ دمشق !!
يهــودٌ يقتحمون الأقصی !!
أمريكا تجــري تجربةً نــووية !!
الصــيـنُ تهــدد !!
مذبحةٌ في جـــاوا !!
أنباءٌ عن تصفيةٍ عِـــرقـية !!
صفقةُ أسلحةٍ روســــية !!
رُعــبٌ يجتاح العالم !!
حــروبٌ نفـســـية !!
.
.
.
.
يا ليت العالم .. كل العالم
يخلع هذي البدلات الكاكية
يخــرج من هذي الهمجية
يلبس ثوباً أرقى وأجمل !!
ثوباً مغــزولاً من حُــــبٍّ
لا نخـجـل أبدا من مــرآهُ
ولا أن يأتينا مقـــروءاً
أو فـي صـورٍ مـن ألـوانٍ قــزحــية !!
يـالـيـت الحــب ودنـيا الحــب
أجمل أنباءٍ تـنـشــــر
وأجمل ما يأتينا
من أخبارِ الطقسِ المفرحةِ الوردية !!
شــعـر : ســـعـيد مصــبح الغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:13 PM
لــيـلُ
الضــفـائـرِ
لا يـنـام !!


https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xfp1/v/t1.0-9/10590596_1520803201490128_1076451576472221567_n.jp g?oh=7640398122b93415136fc180ede24086&oe=5487181A&__gda__=1422851658_f51058a45a5d11c89eef09c8967f969 3


مــدخـــل :
شَــعـرٌ عـلـى الكـتـفـيـن مُـنـســـدلٌ
كـم غــار مـنـه الـنـهــرُ والـلـيـلُ !!
شَـــعــرٌ حـــريــريٌّ . جـــدائــلــهُ
إن لامـســتـهـا الــريــحُ تــرتــحــلُ !!
سُــبـحــانَ مَــن ســــوَّى ديــاجـــرهُ
سُــبـحــانَ خــالـقَ هــذه الـخُــصَــلُ !!
مــاذا ســأكــتـبُ فــيـهِ أو عــنـهُ ؟!
لا شِـــعــري يُـنـصــفـهُ ولا الـجُــمَــلُ !!
حــســبـي إذا مـا انـثــالَ مُــنـســـرِحــاً
حـســبـي بـعـيـنـي فــيـهِ تـبـتـهــلُ !!
&&&
دعــيـهِ يـطــولْ
فإني أحـبه في الريح يمضي
كـذيـلِ الخــيـولْ
وأهــواهُ هـمـسـاً
وأشــتـاقُ فـيه حــفـيـفَ الضــفـائـر
ودردشــةَ المشـــط معها مساءً
ومـاذا يـبـوحُ لـهـا مـن كلامٍ وماذا تـقـولْ
دعــيـهِ يـطــولْ
سألـتـكِ بالله
لاتحـرمـيـه مــداهُ البعـيد
إذا ما نــوى أن يُـســافـرَ فـيـهِ
فـذاك الرحـيـل الجـمـيـل لـه
عـســاهُ . عـســاهُ بـلا مُـنـتهى
عـســاهُ رحــيـلاً
وســبحـاً طــويـلاً
يـشـــقّ الـفـضـاءَ بـشــرقٍ وغــربٍ
ولا من وُصــولْ !!
دعــيـهِ يـطــولْ ..
فـذا الـلـيـل لـيـلٌ ولا أي لـيـل !!
وإني أُحــبـهُ
نهــراً من العـطـر بـيـن الحـقـولْ
ورقـصـاً يُعــانـقُ قــوسَ الـضــيـاء
وقـد أسـكرتـه الـلحــونُ العُــذابُ
ووَقــعُ الطـبـولْ
دعــيـهِ يـطــولْ
فـإن حــلَّ بــردٌ
ســتعـرف هـذي العـصافـيـرُ حـتـمـاً
أين الـمـبـيـتُ وأين الـنـزولْ
وإن داهـم الحــرُّ أهــدابهـا
فـتحـت الضـفـائـر ظِـلا ظــلـيـلاً كـظِــلِّ الـنخـيـلْ
دعــيـهِ يـطــولْ
دعــيـهِ يـطــولْ
أُحــبهُ ينمـو أمامَ عــيـوني
بكُـلِّ الشـهـور وكُـلِّ الـفـصـولْ
أُحــبهُ يـمـتـد طــولاً وعِــرضـاً
كـعُـشــب الـروابـي
كهـذي السـهـولْ
أُحــبهُ يغـمُـرُني بالـذهــولْ
وأحــزنُ جـدا ويُـؤلـمُ قــلـبي
لـمـرآهُ يـذويَ نحـو الذبـولْ
دعــيـهِ يـطــولْ
دعــيـهِ يـطــولْ
عـسى عُــمْـرَهُ يـا هَــوايَ يـطــولْ
شِــعـر : ســـعـيد مصــبح الغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:14 PM
وَجــهٌ لـيـسَ أنـتْ !!

http://www.tran33m.com/uploadcenter/uploads/10-2012/PIC-205-1349269266.png



يـا صـديـقـي ..
أنـت مـا أنـت الـذي يــومـا عـــرفــتْ !!
أنـت مــاضٍ !!
كُـلـمـا يَـمَّـمـتُ عــيـنـي شَـــطــرَهُ
رَدَّ قــلـبـي نـاعـيـاً :
يـرحــمُ اللهَ زمــانـا كــانَ مـنـك
بــاتَ أطــلالاً وذِكــرى
مُــنـذُ مِـــتْ !!
كُـنـتَ قــلـبـاً !!
كُـنـتَ روحــاً !!
كُـنـتَ طِـيـنـاً طــيِّـبـاً !!
أريَــحــيًّا . مـن حـيـاةِ الـبُـسَــطــاء !!
كُــنـتَ أَنــقــى !!
كُـنـتَ أجـمـلَ رُغـــمَ فُــقــرك !!
كُـنـتَ أَغــنـى رُغـــمَ شُـــحِّ العـيـشِ عــنـدك !!
كُـنـتَ . كُـنـتَ !!
آهِ منهـا تـلـك ( كُـنـتْ ) !!
لا يَــدُمْ حــالٌ بــذي الـدنـيــا
وهــاأنــت انـقــلــبـتْ !!
مُــتــرفَ العـيـشِ . أمــيـراً
حــيـثُ صِـــرتْ !!

http://www.1001-votes.com/vote/1234fonds/friends1024-u.jpg


أيُّــهــا الســاكــنُ فــي القـصــر بـعــيـدا
يــومَ عــنـا إنــتــأيــتْ
أيـهــا النــاكــرُ للمــاضــي الـذي فــيــهِ وُلـــدتْ
مَـن هُــوَالـيــومَ يـهـمـك ؟!
أيُّ أســـمـاءٍ سـتـذكــر لــو ذَكــرتْ ؟!
أيُّ أمـسٍ ؟!
أيُّ حــاراتٍ وجــيـرانٍ وأصـحـابٍ وبـيـتْ ؟!
فـيـقـيـنـي قـد نـســـيـتْ !!
بـعـدمـا أَعــمــتـكَ دُنـيـا فـاعــتـمـيـتْ !!
إِمــضِ فـيـهـا يــا صــديـقـي !!
إِمــضِ فـيـهـا كـيـف شِـــئـتْ !!
شَــجــرةَ الـدولارِ تُــغــري !!
أنـتَ مـنـهـا إقــتـربـتْ !!
ثُــمَّ مـنـهـا قــد أكـلـتْ !!
ثُــمَّ فـيـهـا أنـتَ مُـــتْ !!
فـرحــمـةُ اللهِ عــلـيـهِ
يـا صــديـقــاً قــبـلَ هـذا الذنــبِ أنــتْ !!

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRKFhtB1oQL2FOMgAAVT_LYrgdskhNTA kZd-e4SNJnKPlnBxHfG

يـرحــمُ اللهَ الحـنـيـن !!
لـسـتُ أرجــو مـنـكَ وَصــلاً
أو جُـسُـوراً تُـسـتـعـاد !!
ذاكَ إنْ أنـتَ رَجَــعــتْ !!
يــرحــمُ اللهَ الـوفــاء !!
لـسـتُ أطـمعُ في سُـــؤالٍ مـنـك عــنـي
هــذا إن يــومــاً ســـألـتْ !!
يــا غــريـبـاً عـن عــيـونـي
عـن أحـاسـيـسـي وعـقـلـي
عـن ديــاري
عـن حــيـاةٍ فـيـهـا عِــشــتْ !!
أنـتَ مَــن ؟!
وَجـهُـكَ الـيـوم الـذي يَـصــدُمُ روحــي
هـذا وَجــهٌ لـيـسَ أنـتْ !!
هـذا وَجــهٌ غــيـرَ مـا كـنـتُ رأيــتْ !!
وَجْـهُـكَ / الـمـاضـي الـذي يــومـاً لـمـســتْ
ذاكَ حـقـاًّ كـان أنــتْ !!
ذاكَ حــقــاًّ مـن عــرفــتْ !!
كـان أمـســاً مـنـك حــلــوا أيّ أمـس !!
رحـمـةُ اللهِ عــلـيـهِ
قــبـرُ مــاضـيـهِ هُــنـاكَ
نَـقْــشُ شــاهِــدِهِ يــقــولُ :...................هـــاهُــنــا يــرقـــدُ مَـــيْــت
.................
بـنـزيف قــلـمـي / ســــعـيد مصــبـح الـغــافــري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:16 PM
لـيـلٌ يـرحــل وآخـــرُ يـنـتـظــرُ بشـــوق !!



http://www.arpoets.com/wp-content/uploads/2014/01/1546463_505626646219181_1546404089_n.jpg



كنت هناك ..
بتلك الضفة الأخرى لحلم عبورك ..
أرقب في شوق زورقك الوردي الآتي من ألف تحد ومحال ..
وحين رأيتك ..
كان بياض خطاك حريراً من ضوء يمشي حافي القدمين ويطبع أجمل آثار فوق الرمل ..
ها أنت ..
كسبت رهان المرتهنين ..
شبكت أصابعك الحلوة بأصابع يمناي ..
غادرنا الشاطىء في زورق أغنية حالم ..
وما زال الليل بأول بدء !!

http://sfiles.d1g.com/photos/26/91/3279126_normal.jpg


بهذا الليل القمري الحضرة لا يقلقني أبدا إن أخفی الغيم الداكن قرص القمر البازغ ؛ فوجهك يغنيني عن كل ضياء !!
بقايا من بارحة جنون فائت ..
بقايا من أنفاس ووشوشة حوار وأصداء لضحكات حلوة وكؤوس غرام بها بقية من نبيذ العشق وجو لا تزال به عوالق من غيم عطر سهرتنا الذي كان يتصعد من ثوبك الأنيق ..
تلك بقايانا من سهرة ليل فائت ..
ولنا صفحة شوق لليل جديد نسطر فيه أجمل آت مختزن في النبض ننتظره بفارغ صبر .
بقلمي ونبضي / ســــعـيد مصــبـح الغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:18 PM
فـي الـرد عـلى قصــيـدة الشــاعـر أبــو قـيـس 99



هذه القصيدة رد متواضع جدا على قصيدة أخي الغالي الشاعر المبدع / أبــو قــيـس والتي نشرها هنا بالسبلة العمانية بتاريخ 3 / 11 / 2014م وكانت بعنوان ( مشكور يا بو مصبح مشكور ) ويقول مطلعها :
مشكور يابو مصبح مشكور//// يالشهم ياللي ذايع الصيت


إن قلت فْيَگ الشعر معذور//// وانظمت لك بيت ورى بيت



وهذا ردي على قصيدته الجميلة مع خالص محبتي واحترامي لشخصه الكريم ولكم جميعا ..



جاني كتاب في وقــت ديجــور
يوم الـمــلا برقــاد ومبيت
كتاب ( ن) حـروفـه تضـح بالنـور
لامن لـفـتـنـي نــوَّر البيت
مـرســوله من نـشــمي ومشهور
طبعه الوفـا وله ف السـخـا صــيـت
سامي بمعاني الطـيـب مـذكــور
نـادر ، ف طيبه ما حـشـا ريـت
يا ألـف مرحب عــد لـبـحـور
وعـداد من لـبى ولـبـيـت
وعـداد كـلـيـم الله ف الـطـــور
وعـيـسـى ابن مـريـم مـحـيـي الـمـيـت
وأحـمـد شـفـيـعـي يـوم لـحـشــور
صــلاة ربي عـلـيه صــلـيـت
أبـو قـيـس حـيِّـك . يـا مـسـا الـنـور
يـا ألـف مـرحـب بك . تـعـنـيـت
يـوم ( ن ) لـفـيـتـنـي بـذيـك لـسـطـور
كـنـك هـلال الـعـيـد هــلـيـت
وكـنـك عـطـر فـايـح ومـنـثـور
عـطَّـر زمـانـي ف أحـلـى تـوقـيـت
تـسـلـم يـمـيـنـك نـســل لـصــقـور
وربـي تـراك كـفَّـيـت وفَّـيـت
يـا جـود يـا مـن جـودك إنـهـور
أشـهـد بـفـيـض الـجـود غـطـيـت
إن جـيـت أثـنـي عـلـيـك بـشـعـور
تـعـجـز حـروفـي مـهـمـا أثـنـيـت
ولـو يـوتـفـي حـقـك بـ ( مـشــكـور )
بـعـده ( الـشـكـر ) ذا قـال : يـا لـيـت !!
يـعـلـك تـعـيـش بـسـعـد وســرور
وخـصـبـه ديـارك ويـن حـلـيـت
وعـسـى الـمُـخُــوَّة بـيـنـنـا جـســور
مـوصــولـة ( ن ) بـالـود والـبـيـت
واعـذر كـلامـي وان بـدا قـصــور
مـنـك الـســمـوحة بـالـلـي رديـت
شــعـر : ســـعـيد مصـبـح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:19 PM
عــلــى رُبَــــىَ لُــبــنــان !!

https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQbDtzz2Heyxa8OwHVx7OnLn-KQL9LxG51e1zYXyXMO7CumDprp3g

الليلُ بشــوقٍ يـنـتـظــرُ
وأنا أعـصــابٌ تحــــتـرقُ !!
عــاشـــرةٌ لـيـلاً مـوعــدنـا
يـا أروع وقـــتٍ يـأتــلـقُ !!
يـا عـــيـدَ فــؤادي . يا فــرحي
مع دِيــنَـا ما أحــلـى الغــرقُ !!
* * *
تـقــولُ لي في هــاتـف الصــبـاح :
أتـذكــرُ الـ ( شـــانــيـلَ ) والـوشـاح ؟!
وجــوَّنـا المُـصـغي إلى ( فـيـروز ) بانـتـشــاء
وشِـعـركَ الهـمِّـيـسُ في ضــفـائـري القـمـحـيـة الحـريـر
وما ســكـبـنـا من هـــوى
في تـلـكُـمُ القِــداح
يـســـري بـنـا نـبـيـذهـا
في لـيـلـنـا الوضيء
ونحـن بانـشــراح !!
واســتـرجـعـتْ . واسـتـرجـعـتْ
ما قـد مضى وراح !!
واشــتـعـلَ الحــنـيـن
وغـمـغــمَ الأنــيـن
واســتـيـقـظـتْ ريــاح !!
# # #
لُـبـنـانُ يــا لُـبـنـان !!
يا حــلـوها من جــنـةٍ
يا طِــيـبـهـا إنـســان !!
هُـناك يا صديـقـتي
بالـشـــوقِ والأحـضـان
ســيـلـتـقـي تـشـــريـن ( 1 )
مُعــانـقـاً نـيـســان ( 2 )
هُـناك في عــكَّــار ( 3 )
ســنـلـتـقـي قــلـبـان
تـضُــمُّـنـا النجــوم
والليلُ والألحـــان
هناك يا صديـقـتي
بـمـرســـمِ الألــوان
ســنـلـتـقـي قـصــائـداً
على رُبَــىَ لُـبـنـان !!
@@@

http://n4hr.org/up/uploads/n4hr_13343645281.jpg

إذا غــاب وجهـكِ ذاكَ الجـمـيـلُ
ولــو بعـد عُــمـرٍ
طــيـوفــكِ عـنـدي هي الـبـاقـية
أحــبـكِ نـبـضـاً
وأهــواك شِــعـراً
وعـشــقـاً ووَجــداً
وإلهـام قــلـبٍ
على أســطـرِ الـنـثـرِ والقــافـيـة !!
شــعـر : ســـعـيد مـصــبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ


** إشارات :

( 1 ) يقصد به الشاعر نفسه المولود في هذا الشهر

( 2 ) يقصد به صديقة الشاعر المولودة في هذا الشهر

( 3 )

محافظة لبنانية جميلة جدا تقع قرب الحدود مع سوريا

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:20 PM
وَجــهٌ مــن ذاكــرةِ الأمـس !!


وجــهٌ يحـكي قـصة عُـمْــر !!
وأنا عـن ذا الوجـهِ الباســمِ أكـتـب شِــعـر !!
وبعض فـتـافـيـت خــواطـر ومقاطع نـثـر
يـا ذاكــرة الأمس
من وجهـكِ يـبـدأ وطـني الـغـالي
من صـوتـكِ
تـبـدأ فاتحـة الكلمات وأول ســطـر
إحــكِ يا جـدة ذي الأرضْ !!
إحــكِ عن شــعـبٍ لــهُ رُوحٌ
لـهُ قـلـبٌ حـيٌّ بـهِ نـبْـضْ !!
إحــكِ عن أجدادي !!
عن محــراثٍ شـــق الصخـر
وفجّــرَ عـيـنـاً بالصــحـراء وأجـریَ نهــر !!
عن عَــرَقٍ بجبينٍ أســـمر
أرویَ نخــلاً !!
أحـيـا أرضـاً حـتى صارت
مــدًّا من بـرٍّ مُخـضــر !!
عن تـغـــريـدٍ من فــلاحٍ
حُــلـوٍ عــذبٍ عند الـفـجــر !!
إحــكِ عن رحــلـة صـيـفٍ وشـــتاء
وعن ( عِــرشـانٍ ) فـي الـغــابـات
كانت للآتــيـن ( مقـايـض ) تـرحـالٍ
ومـرابـع من زمـن الحَــر !!
إحــكِ يـا جــدة عن جــاراتٍ
كُــن يَــرِدنََ الماءَ ضُـحـی وعند الـعـصـر
إحــكِ عن أطـفـال الحــارة
عن ألـعــابٍ
عن ضحكاتٍ
ومراجــيـحٍ
ودُمی من قَـصَـبِ الســكـر
وعن سـقـسـقـةِ الـدوري والـوروار
وهــديـلِ يـمــامٍٍ
ما أشـجــاهُ بذاك الغــافِ . السُّــمرِ . السِّـــدر !!
إحــكِ عن ذاتِ ضـفـائـر
كانت تهــویَ الركـضَ الحــافي
في الريحِ العـاصـفِ والأمطـار
بذاك الشــعـر !!
آهٍ من ذاك الشـعـر المجـنون الحُــر
وحـديث جـدائله العـفـوي العـطـر !!
إحــكِ يا جدة إحــكِ !!
إحــكِ عـن بـيـتٍ من طــيـن
وعـن لـيـلٍ من دفءٍ فيه
وسُــراجٍ من نـورٍ هـادىء
يُـصـغـي في صـمـتٍ لـحـكـايـا البيت
وعـن جـيـرانٍ مُـلـتـفـيـن حـديـثـاً حُــلـواً حــول الـنـار
وفـناجــيـنُ الـقـهـوةِ تـضـحـك
ولها لـذة ذاك الـتـمـر !!
إحــكِ يا جــداه !!
إحــكِ عن أهــلـي وجــدودي
عـمن عـاشــوا زمـن الطــيـن
وما حـمـلـوا الأيـام هُـمـومـاً
بـل سَــعـيٌ ولـســانٌ يـلهـجُ بالـشــكـر !!
وكانوا نبضاً. روحـاً. إِلــفــاً.
وأيــادٍ من خـيـر !!
إحــكِ يا جــدتـنـا
عن قـصـصٍ أروع مما قال الراوي
وعن أمثالٍ وأساطير الجـن و ســر !!
عن ماضي بلادي
إحــكِ يا جــداه !!
فما أحــلاه حــديـثـاً منك
ذاك المتنفس عـبـقـاً
والآتـي أصـداءً من زمـن الصـبـر !!
وبسـاطة أيـام زمـان
وذاك الخـيـر وما قـد كان وما قـد مــر !!
إحــكِ يا جــداه !!
أحــفــادكِ يـصــغــونََ بـفـخــر !!
شــعـر : ســعـيد مصــبح الغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:21 PM
دفــاتــر مــن ظَــمَــأ !!



ـــ ليس بالضرورة كل إمرأة جميلة سعيدة في حياتها ..


http://fscomps.fotosearch.com/compc/CLT/CLT006/r6620.jpg

جــاءتـني تحــمـلُ دفــتـرِهــا
فـارتـبـكَ الـقــلــبُ بـمــا أَبـصــرْ !!
هــل هــذا طِــيـنٌ ؟! أم نُــورٌ ؟!
سُــبحــانَ الـبــارىءَ مـن صَــوَّرْ !!
أُقـســمُ لــو نـاسِــكَ مَــرَّ بـهــا
أنـســتـهُ الـنُـسْــكَ ومـا اســتـغــفــرْ !!
جــاءت فـي غــيـمٍ ورديٍّ
وانـســكـبـت عِــطـراً لا يُـقــهــرْ !!
والحُــســنُ الـبـاهِــرُ يـغــمُــرُني
بـالـوجــهِ الـقــمـريِّ الـمُـســفِــرْ !!
والـشَّــعــرُ ســنـابـلَ مـن قَــمْـحٍ
إنْ رقـصـت أبـهــجــت الـبـيـدرْ !!
والـخَـصــرُ قـــوامٌ مَـمـشُـــوقٌ
أمــا الـســاقــانِ فـمـن مَــرمَــرْ !!
والـعــيـنُ صَـــفَــاءٌ لُـجـيٌّ
يُـغــرقُــني فـي بحـــرٍ أخــضــرْ !!
والـثـغــرُ شــهــيٌّ جـــذابٌ
دوَّخــني بـالـكَــرَزِ الأحــمـرْ !!
تـلـكَ الحـســنـاءُ بـمـا نَـعُـمَـت
مـن حُـســنٍ فـتـانٍ مُـبـهــرْ
أفـــردت الـدفــتـر فـانـصــدمـت
عــيـني مـن بَـيـدرهِ الـمُـقــفِــرْ !!
مِـن عــامٍ ــ قــالــت ــ ظــامـئـةٌ
مِـن عــامٍ أرقُـــبُ أو أكَــثــرْ !!
فــاعــبُـرْ غَــيـمـاتٍ مـن شِـــعــرٍ
إِروِ مـا أقــفــرَ مـن أســـطُـرْ
إزرع وَرداتٍ مُــزهِــرَةٍ
أُكـتـبْ فـي ســطـري مـا تـشــعــرْ
لا تـكـسُــر خــاطِــرَ أشـــواقٍ
تــرجــوكَ تــمــرُّ عـلى الـدفــتـرْ !!
شِـــعـر : ســعـيـد مصــبـح الـغــافــري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:37 PM
كـل عــام و الـشِّــعــر فــي فــقــيـدة !!



ـــ هذا النص الشعري الآتي هو في الحقيقة متمخض من أجواء حوار أدبي مع شاعرة عربية مهتمة بالشأن الشعري في الوطن العربي .. .. وأعرف أن هذه القصيدة الفضائحية والتي كتبتها بصدق وأنشرها هنا لأول مرة ستغضب الكثيرين من الشعراء في بلادنا وربما ستثير حفيظتهم .. لكني كتبتها محاولا بها وبشفافية صادقة لا تدخل الملق في قاموسها الشعري ــ كتبتها محاولا بها خلع عباءة واقع هذا الشعر العماني في راهن حاضره المعاصر وتعريته بهدف رؤيته من الداخل كما هو وكما هو واقعه وواقع شعراؤه وكما تقول فيه الحالة العامة لجمهور ( إقرأ ) والعوامل السلبية التي تقف وراء ذلك .
أترككم أخوتي وأخواتي مع النص ولكم فيض الشكر والتقدير على قراءته ..




كـل عــام و الـشِّــعــر فــي فــقــيـدة !!

في بلدي ..
في موسم الإياب
لا يولد الشِّـعـر هنا
إلا على حمَّـالة ( المـنـاسَــبـة ) !!
فكيف لا يحزنني ـــ صديقتي ـــ مـرآه ؟!
وكيف لا تجعـلـني أشـعـاره أُصـاب بـإكـتـئـاب ؟!
في بلدي المـؤقـت الحروف
يستيقظ النيام
بعد بياتِ عام
ويخرجون من كُـوَىَ الغـيـاب
وتطلع الفـئـران من جحورها
لمرة واحدة
في موسم وحيد
يطـن في أجوائه البعوض والذباب !!
في موسم الإيـاب
تـهـرول الثـعـالب المـجـدورة
وتـلـتـقي شـهـية الذئـاب بالكلاب
والكـل حـول ذا الـوطـــن
مـخـلـبـا ونـاب !!
فـكـيـف لا يـؤلـمـني نـزيـفـه . أنـيـنـه
وذلـك الـعـذاب ؟!
في بـلـدي العـاشـق الكـسـوف والخـسـوف والضـبـاب
من زمـن يـغـمـرني ــ صـديـقـتـي ــ شُـعـورُ إغــتـراب !!
* * *
الشِّـعـر في بلادنا لـمـوسـمٍ وحــيـد !!
فـإن أتـت وجـوهـه . حـروفـه . فـنـونـه . أيـامـه
تمضي على التكرار والرتـابـة !!
وبـعـدهـا ( سَــــلام ) !!
و إذ يـنـتـهـي الخـتـام
بذلك الســلام
إذ ينتهي التـهـريج والكــلام
إذ يســتـريح سَــمْـعُـنـا
وصُـبـحـنـا وجــوُّنـا
من ذلـك الطـنـيـن
من شاعـر الإذاعـةِ اليـومـي
الجـاهـزِ الهـطـولِ والمـطـر
وإذ ينتهي العــواءُ والثـغـاء
إذ ينتهي النـفـاقُ والـريـاء
إذ تنتهي الثـرثـرةُ العقيمة البليدة
في تـلكـم الإذاعــة الركـيـدة
وذلـك الـتـلـفـاز
والنـت والجــريـدة
إذ ينتهي الإزعـاج والضــجـر
وتـرقـد الأقــلام
ولا يـعـد لـمـنـبـرٍ
صــوتٌ ولا خــبـر !!
إذ ذاك يـا صـديـقـتـي
أقـول للـرفـاق
ونحن في وداعنا
بذلك الـعـنـاق :
إلى لـقـاءٍ قـادمٍ يا أيُّـهـا الـرفــاق
في ســنةٍ جـديـدة
ووهــجٍ جــديد
ومــوســمٍ جــديد
أنـفـاســهُ عـبـق !!
فـمـا الـذي يُـجـلـسُـنـا هنا ؟!
مـوسـمـنـا قـد رحـلـت أيـامـه
والـقـاعـة الـكـبـيـرة
فـارغــةٌ ، قـد دخـلـت شــتـاءهـا الطـويـل
وعـمَّـهـا الســكـونُ
والبـرد و الأرق !!
فـاحـجـزوا الـتـذاكـر
لـعـامـنـا الجــديـد
مـوعـدنـا هـنـاك
بـالـمـوســمِ الـبـعـيـد
فـارتـقـبـوا هــلالـهُ
واســتـنـظـروا بـشــوق !!

https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpa1/v/t1.0-9/10846296_696437170471676_6849239366232541994_n.jpg ?oh=0b88581a7c6ebaa01ba551c9f486a6f8&oe=550ACD2F&__gda__=1430456215_72ec2ebdb4aa4c0662cf01502de2885 b

في حـفـلـة الخـتـام
في آخــرِ الأيــام
الشِّــعـر ودَّع أهـلـه . أصـحـابـه . أقــاربـه
فـمـا الـذي يُـجـلـسُـنـا هنا ؟!
قد إنـتـهـت يـا أصـدقـائـي حـفـلـة ( المـنـاسَــبـة ) !!
ولا أمـاسـي بـعـدهـا تـجـمـعـنـا
لا شِــعــرَ . لا وَرَق !!
إذن .. لـنـفـتـرق !!
مـوسـمـنـا رحــل !!
وطـالـمـا رحــل
ســتـرقـد الطـبـول والـربـابـة
سـتـنـتـهـي ــ مـؤقـتـاً ــ مـنـابـر الخـطـابـة
سـتـصـمـت القـصـائـد العـصـمـاءُ والكـتـابـة !!
مـعـذرةً شــاعِــرتـي الجـمـيـلـة
مـعـذرةً لـهـذهِ الـكـآبـة
فـالشِّــعـرُ في بـلادنـا
كـأهـلـهِ الـ ( غــلابـة )
تـعـوَّدوا تـجـنـيـدهُ لـمـوســمٍ وحــيـد
تـعـوَّدوا اغـتـصـابـه !!
في بـلـدي ..
تـعـوَّدت أقـلامـنـا تـقـبـيـل كـل كــف
تـعـوَّدت أن تـنـحـنـي بـرأسـهـا لـذلـهـا
لاحِـسـةً أقــدامُـهُ . مِـئـزَرهُ . ثِـيـابـه !!
في بـلـدي ..
أقــلامـنـا حـالـةٌ طـارئـةٌ مُـؤقـتـة !!
مـصـيـرهـا مُـعـلَّـقٌ من الـوريـد
بـخَـشْـبَـةِ المـنـاسَــبـة !!
فـطـالـمـا هـنـاك في بـلادنـا ( مُـنـاسَــبـة )
أُمــوُركــم يــا أصــدقــائـي طــيـبـة !!
وطـالـمـا ســمـاؤنـا الـجــدبـاءُ
لـمـرةٍ واحــدةٍ في ســنـةٍ تـزورهـا سَــحَـابـة
فـابـشــروا بـمـوســمِ الأمـطـار !!
من تـلـكُـمُ الســحـابـة !!
واحـمـدوا الله كـثـيـرا
فـالشِّــعـرُ في بـلادنـا بـخـيـر
والنـثـرُ في بـلادنـا بـخـيـر
والأغـنـيـاتُ كـلـهـا
بـمُـطـرِبِـيـهـا أولـئـكَ العـنـاتـر
تـطـمـأنـوا . تـطـمـأنـوا
كـلـهـا بـألـف ألـف خـيـر !!
ولا تـزالُ .. لا تـزالُ
بـنـفـسِ نـفـسِ شَـــدوهــا
ونـفـسُ مـا تـعـزفُـهُ لُـحـونـهـا
ونـفـسُ مـا تـقـرعـهُ طُـبـولـهـا الـمُـهـابـة !!
في بـلـدي صـديـقـتـي
إن حـلَّـت الـ ( مُـنـاسَــبـة )
لا ثَـمَّ من غَــرابـة !!
أن يـخـرج الـعـفـريـت من قُـمـقُـمـهِ
وينجـلي من الدخـان شـاعـراً أديـبـاً
نـاعـقـاً غُــرابـه !!
لا عـجـبـاً صـديـقـتي
من آلـةِ الشـعـورِ والإلـهـامِ والحـروف في بـلادنـا
أزرارهـا جـاهـزةٌ لـمـا يطـلـبـه المـسـتـمـعـون !!
فـكـبـســةٌ واحـدةٌ بــزُر
وتـحـصـلُ اســتـجـابـة !!
لا ثَـمَّ مِن غَــرابـة !!
لا ثَـمَّ مِن غَــرابـة !!
* * *
مـعـذرةً .. مـعـذرةً
يـا شِــعـرنـا الـمُـعـاصـر
مـعـذرةً أيـتـهـا الأقـــلام
الشِّــعـرُ في بـلادنـا مـوظـفٌ رســمـيٌّ
يـسـيـر حـسـبـمـا يـرى السـمـاســرة
ويـرغـــبُ الأقــزام !!
الشِّــعـرُ في بـلادنـا
مـلـعـونـةٌ قـصـائـده
إن لـم تُـصـلـي الخـمـسَ
وتُـحـسـنُ الـركـوعَ والـســجـود
وخـتـمـة الـدعــاء والـتـشـهـد الأخــيـر
لـحـضــرةِ الإِمــام
فـشِـعـرُهـا حـــرام !!
وكـل مـا تـقـولـه
خِــلافُ هـذه الفـروضُ والأحـكـام
ردَّةٌ شِـــعـريـةٌ خـطـيـرةٌ
في قـفـصِ إتـهـام !!
وربـمـا خِـيـانـةٌ عـظـمـى
عِـقـابُـهـا الإِعــدام !!
مَـعــذِرةً يـا شِــعـرنـا المُـعـاصِـر الجـمـيـلْ
مَـعــذِرةً يـا ســـيـدي النـبـيـلْ
مُـنـذُ غــزتـنـا هـذهِ الـ ( بُـدوان )
وحـاصـرت صـحـراؤهـا
مَـدائـن القـصـيـدة العـصـرية
الجـمـيـلـة البـيـوت والبـحـور والخـلـجـان
واحـتـكـرت أقــدامُـهـا الـمُـغـبـرَّة
مـســاحـة الشــعـور لـلإنـســان
مُـنـذُ أتـت واســتـوطـنـت قـبـائـلُ الـخـيـام
مـن يــومـهـا ..
وضــادُنـا مُـغــتـرِبَــة !!
وشِــعـرهـا ألـوانـهُ بـاهِــتـةٌ مُـســتَـلَـبَـة !!
ونـحـنُ ، والحــالُ هــكـذا
يـلـفُـنـا الغـبـارُ والهُـبـاب
والجــوع والـزكــام !!
مُـذ صـارت الأحــوالُ هـاهُـنـا
رجـعـيـةٌ جــديـدة
تـعــود لـلـوراء
ســـبـعـيـنَ ألــف عــام !!
* * *
تـلـمـحُـنـي صـديـقـتـي مُـكـتـئـبٌ
مُـنـقـبـضُ الشــعـور !!
تـسـألـنـي في ذلـك الصـبـاح
ونـحـن في الـزحــام :
ــ هــل تـكــرهَ الـزحــام ؟!
أرد في وُجُـــوم :
ــ لا أكره الـزحــامَ يـا صـديـقـتـي
فـذا بـعـيـنـي حـالـة عـاديـة يــومـيـة
وصـورة مُـعـتـادة تــدور
لـكـنـنـي مُـنـصـدمٌ مَـقـهــور
من وَجـهِ هـذا السُّـــور !!
كـيـف نَـمَـا بـســرعـةٍ بـهـذهِ الـمـديـنـة ؟!
أيُّ يَــدٍ طـائـشــةٍ ســاحـرةٍ رديـئـةِ الأصــابـع
وغـيـر ذاتَ حِــسٍّ
قـد غَـرَسَـت هـنـا أحـجـارهـا الـبـغـيـضـةُ الـغـلـيـظـةُ الـمـتـيـنـة ؟!
كـان هـنـا مَـدىً جـمـيـلاً مُـبـهـراً
مـلـوَّنـاً . مُـطـرَّزاً بـالـنـور !!
أيـن اخـتـفـت خـمـائـلُ الـورودِ والـزهــور ؟!
ونـخـلـةٌ وادِعَــةٌ
كـانـت هـنـا تُـعـرِّشُ الـنـهـارَ بـالظـلالَ والهـدوء والـحُـبـور !!
وجَــوقَــةٌ غِــرِّيـدةٌ ، مُـبـهـجـةٌ
أســرابـهـا من أجـمـلِ الـطـيـور !!
كـانـت هـنـا تُـغـنـي
في عـالـمٍ يـلـفُـهُ الـضــيـاءُ والـســرور !!
كـان يـا مـكـان !!
ويـضـحـكُ الـجــدار
ضِـحـكـةً طــويـلـةً بـطـولِ هـذا الـسُّــور !!
أوقـفـي ــ مَـعـذرةً ــ ذلـك المِـذيـاع
فـكـلـمـا سـمـعـتـهُ يُـصـيـبُـنـي صُــداع !!
كـرهـتُ هـذا الـكُــفـرَ !!
كـرهـتُ هـذا الـعُـهـرَ بـالـشــوارعِ وهـذهِ الأصـنـام !!
كـرهـتُ هـذهِ الإذاعـةُ الـيـومـيـةُ الـرتـيـبـةُ الـكــلام !!
كـرهـتُ هـذهِ الـقـصـائـد الـمـمـروغـةِ الجـبـاهِ والـشــعـور !!
كـرهـتُ كـلُّ صُـبـحٍ شـاحـبٍ
يـســوقُ لـي قـصـيـدة ذلـيـلـةٌ
من شــاعـرٍ مـغــرور
مُـزيـف الإحـسـاس والـحــروف !!
مُـبـرمَـجٌ . مُـقـيـدٌ . يُـسـاقُ كـالـخــروف !!
مَـعـذرةً صـديـقـتـي
مَـعـذرةً شـاعـرتـي الجـمـيـلـةُ الحـسـنـاء
لا تـدهـشـي من حـالـنـا
ومن تـبـلـدِ فِـكـرنـا
ومن رجــوعِ شِــعـرنـا
مـســافـةً طـويـلـةً إلى الــوراء
تُـقــاسُ بـالـدهــور !!
لا تـدهـشـي من هـذهِ الـمُـرقـعـات
وتِـلـكُـم الـبـداوةُ الـمُـصـفـرةُ الـحـروف والـســطـور !!
لا تـدهـشـي أيـتـهـا الأمـيـرة الأنـيـقـة
من هـذه الـقـصـيـدة الـقـديـمـة الـعـتـيـقـة
يـأتـي بـهـا شُـــويـعــرٌ
من تِـلـكُـم الـعـصــور !!
لا تـدهـشـي أيـتـهـا الآتـيـة
من وَهـجِ الـشُّـمُـوس
وضِـحـكـةِ الـربـيـع
ومن خـيـوط الـنـور !!
لا تـدهـشـي من عـالَـمٍ غــريـبٍ
يـعـيـشُ في مَـغــارة
ويـرتـضـي حـيـاتـه رجـعـيـةً
عـمـرهـا ســبـعـونَ ألـفَ عــام !!
لا تـدهـشـي من شِــعـرنـا
الـمـايـزالُ يـعـبـد الأصـنـامَ والـهـوام !!
لا تـدهـشـي من هـؤلاءِ الـمـوتـىَ وهـذهِ الـقـبـور !!
* * *
في كـل عــامٍ أُخــوتـي ..
يـقـتـلـون بـخـنـجـرِ الـنـفـاقِ والـريـاء
بـذيـكُـمُ الـرجـعـيـةُ / الـوراء
بـذيـنـك الـوبـاء والـغـبـاء
يـقـتـلـون زهــرةً جـمـيـلـةً أنـيـقـةَ الـمـلامـح
اســمـهـا ( الـقـصـيـدة ) !!
فـاركـزي ــ صـديـقـتـي ــ لـلـشِّــعـرِ في بـلادنا
خــيـمـة الـعــزاء !!
فـالـشِّـعـرُ إذ يـصـيـر
زهــرةً جـمـيـلـةً شــهـيـدة
من حـقـهِ أن تُـبـكِـهِ الـعـيـون
ويَـرْثِـهِ الـرثــاء !!
فـكُـل عــامٍ أخــوتـي ..
كُـلُّ عــامٍ وأنـتُـمُ والـشِّــعـرُ في فـقــيـدة !!
شِـــعـر : ســـعـيد مصـبح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ


ـــ تنبيه :

الصورة التي بالنص ملتقطة من أيام ( مهرجان الشعر العماني التاسع لعام 2014م ) وهي بحد ذاتها كافية لتلخيص وفضح واقع شعرنا العماني المعاصر والتدهور الذي وصل إليه .. لاحظ خـلـو القاعة تماما من الجمهور وحضور المدعوين الرسميين فقط وهو أمر له دلالته العميقة في عقل كل مهتم وباحث في هموم ومشاكل الأدب العماني المعاصر الشعر منه بوجه خاص .

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:38 PM
نـصـك تحـت الضوء .. قـراءة نـقـدية من نـصـوص الأعـضـاء



ثمة فرق كبير جدا جدا بين ( النقد ) و ( الإنتقاد ) ؛ فـ ( النقد ) في مفهومه الأدبي الخالص مرتبط دائما بالنص أو بالعمل الأدبـي أو الفني .. أمـا ( الإنتقاد ) في معناه السلوكي الإجتماعي فهو ملازم عادة لطبيعة العلاقة بين الأفراد بعضهم بعضا وبين الدول أيضا .. فمفردات مثل ( التوبيخ ــ السب ــ التحقير ــ السخرية ــ الإستهزاء ــ التجريح ــ الفضح ــ التشهير ــ الذم ــ التقليل من الشأن .... إلخ ) كلها تدخل بشكل أو بآخر تحت بند ( الإنتقاد ) ولو أقحمنا واحدا منها أو بعضها في عالم ( النقد الأدبي ) سنكون بذلك قد شططنا وظلمنا أنفسنا والنقد أيضا ولضاع الأخير وتاهت بضياعه الغاية الأسمى التي يفترض أن نكون قد جئنا من أجلها كي نكتب مقالا نقديا حول نص أو عمل فني .. فـ ( النقد الأدبي ) يخص عوالم الكتابة الأدبية والفكرية بكل تشعباتها وفروعها المعروفة : شعر ــ قصة ــ رواية ــ خاطرة ــ مسرح ــ فلسفة ــ وكذلك ما يعرف بـ ( نقد النقد ) .... إلخ
و( النقد ) كذلك معني بعوالم الفن بكل ألوانه سواء سينما ــ مسلسل ــ فن تشكيلي ــ نحت ــ عالم الطرب والمطربين والأغاني والألحان والكلمات ... إلخ . كل هذه عوالم وأجواء يرصدها الكاتب أو الناقد أو الفنان بقلمه ووفق رؤيته وثقافته رصدا أمينا منصفا يضيء من خلاله جمالياتها ومكامن السحر والقوة والجاذبية فيها وكذلك يحاول جاهدا وبعيدا عن لغة المجاملات والتملق الشخصي أن يكشف بنزاهة وأمانة أدبية تامة وبإسلوب راقٍ مواضع الخلل أو الضعف أو النكارة أو النقاط الغير مستساغة أو الشاذة أو المفتقرة أدبيا لعناصر الجمال والقوة ، على أن يظل متجنبا كل الاجتناب تحويل قراءته أو إضاءته النقدية للعمل ( نصا كان أم فنا ) إلى ( إستهداف شخصي ) يقصد به وعن عمد متعمد النيل من صاحب العمل وتحقيره وتجريحه ومحاولة إستفزازه بأبشع الكلمات وأحطها ومحاولة تشويه صورته والحط من قيمته وقيمة ما يقدمه قلمه أو موهبته لغرض شرير يريد به هذا ( الناقد المزيف ) وعلى نحو قاصد الإساءة المباشرة أو الغير مباشرة إلى شخص هذا الكاتب أو الفنان .. وبهذا السلوك الغير أخلاقي أولا يكون هذا ( الناقد ) قد خرج من الذوق السلوكي الحضاري العام ومن ثم ثانيا يكون قد خرج من الذوق الأدبي والأخلاق الأدبية الراقية المتعارف عليها بين الأدباء والنقاد في عالم النقد الأدبي أو الفني الخالص النقي والنزيه والحيادي والمترفع دائما عن كل سلوك مشين والمبتعد كل البعد عن الأغراض والمقاصد الدنيئة ذات التوجه الشخصي البحت وكما يقول الشاعر الكبير ألبير كامو : ( دع وجهي واهتم بنصي ) ..
وبما أنني بصدد وضع مشروع للقراءة النقدية هنا في ( سبلة الشعر ) فقد فكرت مليا في هذا الأمر ليقيني أن كلمة ( نقد ) مزعجة جدا للكثيرين منا خصوصا إذا فسرناها تفسيرا سطحيا أجوفا ومغلوطا فيه ومغرقا بالنوازع النفسية وبردات فعل داخلية سلبية وبتخيلات مخيفة أو مقلقة أو تترقب شيئا مزعجا وغير مرغوب فيه .. وأنا أعرف أن هذه الفكرة ربما لمجرد عرضها فقط هنا قد تثير ( تحسسات ) بعض الأخوة والأخوات وربما وعلى نحو متسرع يفسرون هذا المشروع ــ على تواضعه الشديد ــ على أنه مخطط لتحطيم الأقلام وتهميش ما يتم نشره من نصوص أدبية .. وهذا الشعور الوهمي الخاطىء لا يجيء أبدا ولا يترسخ في الذهن إلا إذا فسرنا ( النقد ) كما قلت تفسيرا ( سلوكيا ) وليس ( أدبيا خاصا بالنص وللنص ) .. وللعلم فإن كلمة ( نقد ) أصبحت الآن مستهجنة أو غير مستحبة في مجتمع النقاد أو النقد المعاصر والغالبية وضعت لهذه الكلمة الثقيلة جدا على السمع والنفس بدائل ومصطلحات جديدة تناسب نفسية هذا العصر الكثير التوتر والسريع الانفعال والتشنج .. فصرنا نقرأ ونسمع بكلمة ( إضاءة نقدية ــ دراسة نقدية ــ قراءة تحليلية ــ قراءة في نص ــ نص تحت الضوء ــ الدلالية في النص ــ العالم الكامن في نصوص الأديب فلان أو الشاعرة فلانة .... إلخ ) فأنت في دراستك النقدية هذه تضيء عوالم النص وتبين مواضع الجمال فيه وتظهر النسيج البنائي الداخلي أو ما يعرف بـ ( نفسية أو سيكيولوجية النص ) وماذا يريد أن يقول الكاتب والظروف الدافعة وراء صرخة نصه بتعبير تروتسكي .. وقد تقدم في دراستك هذه قراءة شاملة لعمل أدبي كامل ( كتاب ) لكاتب معين أو لشاعر تتعرف من خلال نصوصه على طبيعة ما يكتب وما يريد أن يوصل للعالم من رسالة وكذلك نقاط الضعف والقوة ودرجات الجودة في كتاباته والميول التي تتجه فيها نصوصه ..
في مشروع ( نـصـك تحـت الضـوء .. قــراءة نـقـدية من نـصـوص الأعـضــاء ) سأقوم ــ إن شاء الله ــ بعمل قراءة أو إضاءة نقدية لنصوص شعرية سأختارها من واقع ما يتم نشره هنا بـ ( سبلة الشعر ) بالسبلة العمانية من قصائد .. أي أنني لن أذهب بعيدا وأجيء لي بنص شعري لشاعر أو لشاعرة من خارج السبلة .. وقد
راعيت في هذا الإختيار للنصوص الجوانب أو المعايير التالية :

1. جودة النص المقدم للقراءة النقدية ( سواء من ناحية اللغة / الأسلوب / البناء العام للنص / الجماليات والأخيلة والتعابير الأدبية اللافتة فيه ... إلخ ) .
2. جودة فكرة النص أو الموضوع .
3. برغم أن الإختيار الذي سيتم للنصوص إختيارا إنتقائيا إلا أنه ليس شرطا أن يكون النص المقدم أو المعروض للإضاءة النقدية نصا مكتوبا بالفصحى مثلا أو عموديا أو تفعيليا أو نبطيا ... إلخ .
4. الإضاءة النقدية للنص هي للنص وليس لصاحب النص وللمنشور وليش للناشر ..

# أهم الأهداف التي أطمح بعون الله أن يحققها هذا المشروع :

1. تفعيل وإبراز أهمية دور الحركة النقدية في حياتنا الأدبية وتوفير مقعد شاغر ومناسب لها بين عوالم كتاباتنا .. والحق أن السبلة العمانية وبالأخص السبلات الأدبية المعنية بأمور الشعر والخواطر والقصص ــ هذه السبلات الأدبية الثلاث بالذات لا توجد بها أبواب خاصة بالنقد بالمعنى الأدبي الخالص لكلمة ( نقد ) فالنقد مغيب تماما من الساحة وهي ظاهرة ليست موجودة ولا مقتصرة هنا فقط على السبلة العمانية بل الساحة الثقافية العمانية العامة في راهنها المعاصر سواء التي من العالم الافتراضي ( المواقع الالكترونية ) أو تلك التي على الواقع ( المؤسسات والنوادي والجامعات والمنتديات المعنية بشؤون الثقافة والأدب بشكل خاص ) لا يوجد بها نقد إثرائي نشط وفعال إلا على نطاق ضيق جدا ومحدود ونادر أيضا ولعوامل ( الشللية والتحزبات الأدبية المقيتة ذات الطابع الفئوي الأناني بين فئات وأقلام محددة ومحدودة ومعروفة على الساحة ، وهو ما أثر وما زال يؤثر سلبيا على الحراك الأدبي العماني وعلى ما يعرض أو ينشر بالساحة من نصوص وأعمال إختلط فيها الحابل بالنابل والغث بالسمين وكثير منها كان من الروعة والقوة والجمال والتميز ولكنه ضاع واختفى في غياهب النسيان والاهمال ولم ينصفه قلم نقدي أمين بسبب غياب النقد الأدبي من البلد رغم وجود ( جامعة السلطان قابوس ) بكل جلالة قدرها وقدر مخرجاتها من الجامعيين من أهل التخصص الأكاديمي الذين مع الأسف الشديد حتى الآن لم يبرز منهم ناقد أدبي بارز ومعروف على مستوى الوطن العربي ويهز الدنيا بقلمه .
2. هذا المشروع آمل من كل قلبي أن يفيد النص الذي سيتم عرضه تحت الإضاءة النقدية وأن يبرز مكامن الجمال التي فيه وأن يساعد على تطوير الأساليب وتعزيز التوجه القلمي نحو الأفضل والأجود من النصوص .
3. سيساهم هذا المشروع إن شاء الله في تنشيط ( سبلة الشعر ) وفي خلق فضاءات قرائية متنوعة يستطيع القارىء الكريم من خلالها وعبرها تنويع قراءاته عند مروره بهذه السبلة ولذلك سنحاول جاهدين بعون الله أن نوفر للقارىء المناخ المناسب هنا بسبلتنا بحيث نجنبه قدر المستطاع الاحساس بالملل أو الرتابة أو أن يضع في باله من قبل حتى أن يدخل أن سبلة الشعر وضعت فقط للنصوص الشعرية ولما ينشره الشعراء الأعضاء فيها من قصائد .. هذا الاعتقاد سنحاول بعون الرب تغييره وإثبات أن هذه السبلة تشمل أيضا إلى جانب القصائد جوانبا ومواضيعا أخرى هامة ومفيدة جدا ومثرية وعلى علاقة مباشرة بالشعر وبالشعراء ومن بينها النقد أو القراءات النقدية التي هي من الأهمية الأدبية بمكان في حياة كل شاعر وكل شاعرة وكل أديب وأديبة ولكل قارىء محب ومتذوق للشعر خاصة وللأدب عامة .
4. سيساهم هذا المشروع ــ إن شاء الله ــ في تعزيز تميزنا الثقافي بين المواقع الالكترونية الأخرى .. فنجاح سبلتنا العمانية وتميزها وبالأخص سبلة الشعر مطلب حيوي وهدف جميل نسعى بإخلاص ومحبة لتحقيقه والارتقاء به .
5. سيعزز هذا المشروع من تقوية الروابط الأخوية الطيبة والتعاون الهادف والمفيد بين سبلة الشعر وأعضائها الكرام الذين يكتبون فيها والذين سنجتهد في الاهتمام بهم وبقصائدهم وتشجيعهم والأخذ بأيديهم وتطوير مواهبهم ودفعهم قُــدُما إلى نجاحات أكبر وتعزيز عنصر الثقة لديهم خصوصا المبتدئين منهم .
6. إختيار نص شعري بعينه لشاعر أو لشاعرة بعينها من شعراء وشاعرات السبلة لا يعني بكل تأكيد أن النصوص الأخرى لبقية شعراء السبلة الكرام هي نصوص رديئة أو غير ذات جودة أو قيمة .. الاختيار هو في حقيقته عرض ما يمكن عرضه من نماذج شعرية متعددة الألوان للدراسة النقدية بشكل حيادي يهمه النص لا صاحب النص ويبتعد كلية عن روح المحاباة أو الانحياز وهذا سيتضح من خلال عرض نص إختياري معين كنموذج للدراسة أو للقراءة النقدية وهي فرصة جميلة للإستفادة من تجارب الآخرين وتكوين فكرة ولو بسيطة أو مبدئية عن شعرهم وعن أساليبهم وطرائقهم الشعرية ونوعية المواضيع التي يتحدثون عنها .
هذه أبرز أهم النقاط التي يحويها هذا المشروع وأسأل الله العون والمدد والتوفيق بإذنه تعالى .

# تنويه :


ـــ
بعد هذه المقدمة أو المدخل سأبدأ بعون الله بالبحث عن مجموعة من القصائد الشعرية المنشورة هنا بسبلة الشعر على أمل كبير أن يحالفني الحظ والتوفيق في إختيار هذه النصوص بهدف البدء بدراستها دراسة نقدية ومن ثم عرضها تباعا للقراء الكرام إن شاء الله .
وكل عام وأنتم بألف خير
بقلمي / ســـــعـيد مصــبـح الغـــافــري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:39 PM
أعــدمــوه . وأي صــقــرٍ أعـــدمــوا !!

http://www.egynews.net/wp-content/uploads/2014/12/jordannnnnnnnnnnnnn.jpg


ـــ إلـى روح الشــهـيـد العــربــي البـطـل الطـيـار / مُــعــاذ الكـســـاســـبـة .. وحـدك تـســاوي أمــة كــامـلة ..



أعــدمــوه !!
وأي صــقـرٍ مـن عــروبـتـي أعــدمـوا !!
كـان صـقـراً مـن قــريـش !!
لـم يـكـن شــكـلاً
بـأجـنـحـةٍ ومـنـقـارٍ وريـش !!
كـان صــقـراً عــربـيـاّ
شــامـخ الـرأسِ أبـيـاّ
كـان روحــاً مـن جُـــدودي
كـان نـبـضـاً مـســلـمُ !!
http://www.ammonnews.net/img/big/201177big91696.jpeg

أعــدمــوه !!
أشــعـلـوا الـنـار الـتـي فـي قـلـبـهـم
وتـبـاهــوا
أنـهـم مـن أحــرقــوه !!
بـئـسَ جُــرمٍ فــعــلــوه !!
صــوَّروا الإجــرام حــيـاًّ يُـنـقــلُ !!
وعــيـونُ الـعُــربِ جُــحــظــاً تـهـطـلُ !!
وصــبـورُ الـقـلـب مـنـا داعـيـاً :
ــ يُــمـهــلُ الله
ولا . لا يُــهــمــلُ
# # #
كـان طــودا عــربـيـاًّ واقــفــاً
راســخــاً فـي الأرضِ
ثـبْـتـاً فـي يــديــه !!
أي نــارٍ هــذي مـن مُــدت إلــيـه ؟!
خـــابَ ظـــنُّ الـمــجـــرمُ !!
كـان جــنـديـاًّ شُـــجــاعــا !!
كـان صــلـبـاً !!
يـعــدلُ الـمـلـيـونَ هـذا الـهــيـثـمُ !!
وتـنـادوا مـصـبـحـيـن
أوقــدوا النـار وظـنـوا ظــافــريـن
يـا كــلاب الـدعــشِ مـا مــات الأبــي
طــار حــيـاًّ فـي رُكــابِ الصــاعــديـن
ولـه عــيـنٌ مـن الشـــوقِ تــنـادي
لـصــقــورِ الـجــوِّ أن هُــبـوا . هــلــمُّــوا !!
ذا مُـعــاذ !!
لـم يـهــب مــوتــاً وقـد شــبَّـت لـظــاه !!
صــاح وســـط الأجِّ مـحـتـدمـاً صــداه :
ــ تــفــدهــا الأردنُّ أرواحٌ ودمُّ !!
& & &
هـذه الـنـار الـتـي لــفَّــت مُــعــاذا
لـم يـهـبـهــا !!
م ابـتـغــى عـنـهـا فِــراراً أو لِــواذا !!
فـأيّ مــوتٍ ذاك يـعـنـي لـصــقــورٍ
يـحـسـبـوا الـنـارَ رذاذا !!
ذا مُــعــاذا !!
كـان جـنـديـاًّ مـن الـزمـن الـشــحـيـح !!
وخُــرافــيـاًّ لـه روحٌ وريــح !!
أيُّ أُمٍّ أنـجــبـتـهُ ؟!
لـيـت مـنـهـا ألــفُ أُمٍّ
أنـجـبـت لـلـعُــربِ مــلـيـونَ مُــعــاذا !!
يــا مُــعــاذا !!
يــا مُــعــاذا !!
يــا مُــعــاذا !!
أنـت يـا نــوراً ونــار !!
يــا عــلامــاتَ الـنـبــوءة
لـلـغــدِ الآتــي بـأوســمـةِ الـفـخــار !!
أنـت يـا صــقــرَ الـعــروبـة
الـمُـنـادىَ أنـت . يـا فـخــر المُـنـادىَ !!
جــادك الـغـيـثُ بـعــزٍّ مُـســتـعــادا !!
أنـت ذي الأبـعــادُ فـي ( ذاكَ ) و ( هــذا ) !!
يـا ســمـاءَ الـعُــرب
يـا أبــهــىَ ســـمـاء !!
مَـن مـثـيـلاً لـك فـي فـخــرٍ كـهـذا ؟!
أنـت . أنـت !!
أنـت . أنـت !!
يــا مُــعــاذا !!
يــا مُــعــاذا !!
يــا مُــعــاذا !!
شِـــعـر : ســـعـيد مـصـبـح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:40 PM
قــلــبـي عــلـيـك يــا وطـــــن !!

هي صرخة من أعماقي ومن نبض قلبي .. صرخة من مواطن يتمنى فعلا أن يرى بلده وبكل فخر دولة متقدمة في كل شيء وبيد أبنائها الغيورين جدا جدا على وطنهم فسامحوا ضجيج روحي ..

http://www.irpcnews.com/wp-content/uploads/2014/04/dubai.jpg

تصوَّروا . تصوَّروا
لو غادرت بلادنا
هذه العمالة !!
تصوَّروا
لو يرحل الهنود والبتان والبنجالة !!
فمن سيبني بيتنا الجميلُ ؟!
بهذه الفخامة !!
وهذه الإطـلالة !!
تصوَّروا بلادنا !!
لو أن ( شــــونـدرا )
يعلن العصيان في أسواقنا
ويترك الجـراج والبقَّـالة !!
تصوَّروا !!
لو يرحل الخياط والمزارع
وعامل الحدادة
كـلٌّ إلى بلادهِ وحــالـه !!
تصوَّروا !!
لو يرتحـلْ حلاقنا ( كـومـار ) من حارتنا
وتنتهي أعماله !!
تصوَّروا !!
بشاعة الوجوه والذقون واللحىَ
وتـلـكُـمُ الـقـمـالـة !!
تصوَّروا !!
لو سافـر العـمَّـال من بلادنا
فمن ينظف هذه الأحياء والحارات والشوارع
من مـعـفـنِ الـزبـالـة ؟!
يا وطـن التـنـابـل الـكُـســالـىَ
هـذا الذي أتـاك حـافـيـاً
مُـرقِّــعــاً إِســمـالـه
هـذا الذي تـحـقـرهُ عـيـنـاكَ
إِثــنِ عـلـيـهِ يـا وطــن !!
وقُــمْ لـه مُـصـفِّـقـاً وشـاكـراً
وبُـسْ لـه نِـعـالـه !!
فـكـم لـهُ ..
هـذا الوضـيـع شـكـلـهُ
كـم لـهُ أفـضـالـه !!
وتـحـلـمـوا أن تـصـعـدوا الـمـريـخ !!
وتـدخـلـوا الـتـاريـخ !!
تـضـحـكـني أحــلامـكـم !!
يـا أمـة قـادمـة عـلـى الـورق
كـي تـصـنـع الصـاروخ والأقـمـار
مـن دونـمـا عـــرق !!
ذا مُـمـكـنٌ في وطــنٍ
هـذه أحــوالـه !!
ذا مُـمـكـنٌ في وطــنٍ
من زمـنٍ ضـائـعـة أجـيـالـه !!
ذا مُـمـكـنٌ في بـلـدٍ
لـم تـرتـقِ بـفـكـرهـا وروحـهـا عِـيـالـه !!
ذا مُـمـكـنٌ في أمَّــةٍ
روحـهـا اتـكـالـه !!
http://vid.alarabiya.net/images/2014/04/20/f279cbd3-e1e5-44c9-a12d-b55487dd6113/f279cbd3-e1e5-44c9-a12d-b55487dd6113_16x9_600x338.jpg

قـلـبـي عـلـيـك يـا وطــــن !!
كأنـنـا في وطـنٍ ســلـيـبْ !!
يـحـكـمـنـا في عـيـشـنـا وقُــوُتـنـا غـــريـبْ !!
ونـرتـضـيـهِ بـيـنـنـا
مُــزاحِـمـاً أرزاقـنـا
وعـيـشـنـا وخـطـونـا
مـا أبـشــع إحــتـلالـه !!
يــا وطــنـاً صــيَّـرهُ الأجــانـب
بـطـاقـةً بـنـكـيـةً . حـــوَّالــة !!
يـا وطــنـاً
يـســتـنـزفــون خــيـرهُ ومـالـه !!
أســفـي عـلـيـهِ مـن بـلـد !!
لا تـبـنـهِ ســواعـد الأبـنـاء بـل ( عـمـالـة ) !!
أســفـي عـلـيـهِ حـاضـراً
بـهـذهِ الضـحـالـة !!
وهـذهِ الضـآلـة !!
وتـحـلـمـوا أن تـصـعـدوا !!
بـأيِّ وجــهٍ تـصـعـدوا ؟!
يـا طـالـمـا أحـلامـكـم
مـثـل الـذي يـدور في أوهـامـهِ !!
أو كـالـذي يـقـتـات من خـيـالـه !!
بـأيِّ حــقٍّ تـطـمـحـوا ؟!
فـلـلـطـمـوح خُـطـوة وثَّـابـة
ودولـةٌ واثـقـة
ســلاحـهـا الـعــلـوم
لا ( مـجـمـر ) الـتـدجـيـل والجـهـالـة !!
ولـلـرقـيِّ قِـمَّـةٌ لا تُـرتـقـىَ
إلا بـ ( فِـعــلٍ ) طــامـحٍ
يـقـولُ لـي :
ـــ هــاأنـذا !!
أبـنـي بـلادي بـيـدي !!
أســمـو بـهـا نـحــو الـغـــدِ
ولـن أدعـهـا عـــالـة !!
مـا أروع الطـمـوح
إذ هـكـذا أبـطـالـه !!
وهـكـذا نِـضـالـه !!
قـلـبـي عـلـيـك يـا وطــــن !!
مـتـى سـأبـصـرُ بـلـدي ؟!
أبـنـاؤهُ . أبـنـاؤهُ
هُـــم وحــدهـم من يـبـنـهِ
لا وافــداً من هـذه الـعـمـالـة !!
مـتـى أرىَ شــــبـابـهُ
هُـــم وحــدهـم . لا أجـنـبـيـاًًّ وافـــداً
مـن يـضـعـوا بـصـمـتـهـم في إِصــبـعِ الـوطــن !!
مـن حــــدهِ الـجـنـوبي
إِلـى ذُرا شِــمـالـه !!
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSMLRB4gO7MDL_ZW8o7-5RzqKlUmAfJI69HMzYIvRu0_-jhbPrO

يـا وطــنـي !!
يــؤلـمـني مــرآكَ في الـصــبـاح
والأجـنـبـي حـامـلاً مـعـاولَ الـكـفـاح !!
مُـخـجـلـةٌ يـا وطــنـي
شـــوارع الـمـديـنـة !!
يـا خـطـوة مُـوجـعـة . مُـهـيـنـة !!
نـحـس بـاغـتـراب !!
ونـسـألُ الـنـخـيـلَ والبـيـوتَ والتـراب
نـســألُ الـوجــوهَ والغـيـاب :
هـل هـذهِ بـلادنـا ؟!
يُــؤلـمـنـا اغــتـرابـنـا !!
يَـجــرحـنـا ســــؤالـه !!
قـلـبـي عـلـيـك يـا وطــــن !!
مـتى أراكَ صــورةً ؟!
بـغـيـرِ هـذا الـوجــه !!
وغـيـر هـذي الحــالـة !!
شــعـر : ســـعـيد مـصـبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:42 PM
كــل لــيـلــة .. الشــرفــات بـلـون الضــبـاب !!


نص مشترك كتبه / سعيد مصبح الغافريوالكاتبة القديرة الأستاذة /وداد روحي وقد نشر بالسبلة العمانية بقسم سبلة الخواطر في 14 / 8 / 2013م آمل أن ينال إستحسان ذائقتكم الجميلة .. ودمتم بخير



http://cdnimg.visualizeus.com/thumbs/eb/08/bed,girl,sad,window-eb083e7fce61461ccfcf570a99d2a6f3_h.jpg
وأنت بعيدا عني ..
من أنا؟
يسألني وكأنه لا يعلم بكينونتي لديه كأنثى وكقلب وشعور عاش فيه والتحم به ..
أنني تلك الجثة الهامدة الملقاة على عتبات الطريق منذ أفرد يديه واحتضنني مودعا بكل دموعه وشوقه الذي هطل أمامي وهو بعد في الوطن وعلى وشك أن يطير .. أنا ذلك الفراغ المتسربل في أيام عمري منذ لحظة سافر عني في غياهب الرحيل والاغتراب
أنا تلك الدمعة الحزينة القابعة خلف زفرات الألم ومواجع الآهات الصامتة
أنا تلك الروح المنهكة التي تبحث بظمأ مشتاق عن وطن يحتويها بكل حنانه وحبه ويحميها بإخلاصه وصدق وفائه من غدر الزمان وعواصف الأقدار
أنا تلك الأنثى التي ياطالما أشعرني بكل إعتزازه وفرحه ورضاهوثقته وهو يقول ويكاد قوله تسمعه كل الدنيا : أنت حبيبتي إمرأة لن يكررها زمان أو مكان
يقولها لي في تفاصيل حياته وفي كل شيء يجمعني ويمزجني به .. يقولها حتى أمام الناس والعالم .. ليشعرني دوما وبصدق أني الملكة بحياته وأني الأجمل في عينه وقلبه وفي كل ما يراه ويسمعه ويبهج نفسه .. وإذ ذاك الغمر اللا نهائي من حبه واهتمامه كنت وما زلت أشعر أني بحق أحيا حياتي وأحس بوجودي وبأني شيء وبأني اسعد مخلوقة بالدنيا وأكثرالنساء رضا وطمأنينة .
استثنائية أنا ، أمرأه تعشق حد الانصهار في كينونتك
في زمن غيابك وسفرك بعيدا عني تنقلب حياتي تعاسة وكآبة .. أتحول فيها إلى إمرأة تائهة بدروب الشوق والخوف والوحدة والفراغ .. إمرأة تبحث عنك تريدك أن تحتويها بين ذراعي حبك وحنانك المفتقدان وتمسح تلك الدموع المنهمرة من مقلتيها
قائلا لها : هلميّ إليّ حبيبتي ، هلميّ إلى فقلبي لك وطن .. ....
وحين أخذتني إليك .. حين لملمت ضياعي تخيلت كيف يكون عالمي بدونك نهار شاحب الحياة .., وليل عذاب فيه أوردة ظمأى تنتظر بشوق مطر السقيا وليل يكتحل بالسواد .. يقبع في حلكته الرهيبة قلب حزين ووحيد .. كيف لا ؟؟ وأنت بعيد عن محيايّ وحياتي
وفجأة !!

http://qlbna.com/up/uploads/qlbna.com13602170966.jpg

وأنت معي في هذه السويعات تخيلت العالم يلون بألوان الربيع والفراشات تحلق من حولنا نشوانة بلقائنا السعيد .. مرات لا تحصى وأنت بعيدا عني أصحو دوما فجأة من حلم جميل يثمل كل مشاعري ويسكر كل كياني .. حلم يتكرر ويزورني في لحظة إشتياق أو بتعبير قاس جدا حرمان يومي مؤلم يعذبني تعذيبا وأود حقا لو أتخلص منه .. لو أنفيه من مدارات أيامي و نبضي .. جسدي يتلفحه البرد وليل لا يرحم وأنا بين ثنايا الوحدة والشوق الباكي .. نهاري شمس لاهبة فقدت نبض اللطف بذاك الوهج الهستيري المجنون واللا مبال بشيء منذ أزل الأبدية .. وأصيلي غروب أترقب فيه مجيء ليل كئيب الوجه حزين القلب وبارد مثل جثة ميت .
ياله من ليل أعيشه هلوسة وجنونا ورسومات من أحلام .. ومع ذلك ورغم بعدك عني
فثمة أشياء حلوة تزفني إلى فرح اللحظة الأجمل .. إنها أنت .. أنت الآتي دوما في أخيلتي الليلية لأعيش معك وبك أسعد أوقاتي وأحلاها فاصلة جسدي وروحي وقلبي وزمني عن هذا الواقع ومتشبثة بك بكل وسامة أطيافك .. وبكل شيء جميل فيك ..
حتى يوم إيابك .. حتى لحظة عودتك إلي .. سأظل أشتاقك وأرتقب اللحظة التي تزف إلي بشرى رجوعك .. فلا تطل الغياب حبيبي وعد .. فليس لي من وطن إلا أنت .. أنت يا أجمل قلب .
أيها الغائب إلا من ذاكرتي ..
ما زلت أمسك علبة ألواني .. أرسمك بثورات جنوني وخيالاتي القوس قزحية المحلقة بعيدا إلى أقصى أكوان الحلم والرؤى .. ألمح أطيافك تغزوني كل حين فأستلذ حضورها وأعانقها بشغف خوفا من رحيلها .. هذا الرحيل الذي يذكرني دوما بك وأنت على متن طائرة محلقة في السماء أو فوق سفينة في عباب بحر أو محيط ..

https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQ-6RcpcfCZ7vXjPpgFkuIiOiFuyFRq976mwR863MpH61U7AVmy6Q

آه وأنا وحيدة أشعر أن الليل يهزم كل طاقة صبري واحتمالي .. هل من مهرب ؟؟ ليس أمامي من حول أو قوة إلا أن استحضرك بذاكرتي وخيالي المحلق في سموات عالمنا الثنائي المجنون .. هناك .. في كوكبنا الأوحد ذاك .. هناك أسامرك و أبثك كل غرام القلب وكل هيام الروح وأروي فيك ظمأ الشوق .. دعنا ننصهر حبيبي ونذوب معا نحن الاثنين في كأس واحدة سقيا كم إحتجناها طويلا في أزمنة البعد وليالي الحرمان ..
يا حبيب عمري ..
كل الذكريات تحاصرني .. تلاحقني بك .. تحدثني عنك .. تتحداني بك .. تهزمني فيك
لذا أدعوك أن تطوقني حين تعود بكل صدق إخلاص بقائك.. ياذا الراحل في دنيا الأسفار .. أنت ستبقى الروح والنبض والأمل .. أنت ولا أحدا غيرك ..
خذني إليك .. واحتويني . تصرخ أشواقي وحنيني :
لا تدعني أطوف الأكوان أبحث عنك مرة أخرى وأنت تسري في دمي .. عاهدني أن تبقى معي وأن لا يكون الطريق مسدودا أمام أمل لقياك ولا السبيل إليك مبتورا أو دون جسور وإلا سوف أظل أنبش قبور ذكرياتي معك .. فهل أجد صدى لأمنياتي اليتيمة للقياك وإن كان حلما ؟؟ ...

http://i.istockimg.com/file_thumbview_approve/8574017/2/stock-photo-8574017-couple-holding-hands-and-walking-through-tall-grass-field.jpg

يا حبي المغترب وحيدا ..
هاأنذي .. في هذه اللحظات وحدي مع الليل أبكي أتفرد به مع نفسي .. يلتحفني شوق عارم إلى ذراعيك لتحضنني لبرهة فالبرد مؤذ وأنا أحتاج إلى دفء يلمني ويحتويني ويصهر ثلوج إنتظاري الطويل لك .. فمتى تأتي ؟؟ فقد طال انتظاري ..
أشعر بك الآن وبمدى ألمك وحزنك الذي ألمحه بين حروفك وكأنك تدعوني أن أغزوك في لحظة صحوك أو أحلامك .. تدعوني أن أداعب حلم يزورك في مساءاتك .. يا له من عذاب ليلي أعيشه وأحاول أن أهرب منه ملتمسة أطيافك محتمية بها وفي شفتي قبلات تشتعل حنينا وشوقا لا حد أبدا لمداه ..
أواه حبيب العمر ليت خيالي هذا يتحول حقيقة وواقعا أحياه بكل تفاصيله وروحه معك ولكن أعي أنها مجرد تخيلات ترافقني وتنتهي بحزن باك يغمر قلبي وحياتي وأبكيك في داخلي لاحتياجي إليك في ليالي الوحدة .. فهل سيطول انتظاري لذلك الحلم الخفي القابع في أوردتي العطشى
وعلى شرفات وجدي المنتظر رجوعك ؟! .. ألملم غيابك حزنا يتملكني وصرخة نبض مدوية ترتجيك أن تأتي وفي صدرك لهفة وحنين حاد لحضن تعلم أنت أنه ينتظرك بأقصى ما يكون عليه الشوق والعذاب .. فاحزم حقيبتك وعد لي .. يكفي سفرا .. يكفي غيابا طال .. يكفي بعادا .. يكفي حبيب العمر .. فأنا مالي في الدنيا من وطــن إلا أنت .. أنت يا أجمل قلب !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:43 PM
بـيــن مـــوتٍ و حــيــاة !!



دليني على أنفاس من عطر الأبدية سيدتي ..
هرب الزهر وفـر معه نسيم العطر
وبقينا في صحراء جرداء لا ينبت فيها إلا الملح السبخي اللاذع الممدود على الأرض كبياض الأكفان
صحراء لا تتنفس إلا برياح يابسة النـفـث وفيها ظـمـأ يائس يرسم شكل الموت القادم بلثام أغـبـر
ولا ثم مفـر !!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أين أجدك حين ترحلين شعاعا كوني السفر ؟؟ أين أجدك حين تضوعين عطرا يلف العالم بكل أنفاس روحك الزكية ؟؟ أين أجدك حين تتوزعين ضحكا عذبا كجمال الموسيقى وزقزقة أطيار الجنة وأطفال الله ؟؟ أين أجدك حين تخرجين زهرة ياسمين عليها وجهك وإشراقة بسمتك الحلوة ؟؟ أين أجدك حين تعانقين المدى المفتوح في الرحيل كغزالة برية منفردة الركض في السهوب ؟؟
كوني لي كلا في كل الأشياء المبهرة التي أراك فيها وخذيني في أية صيرورة ولو حرفا في ســطـر أو نقطة سهو في عنوان !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
حنين ..
الدنيا الآن نهار عندي .. وعندك ليل .. أتطول مسافة أشواقي ما بين ضفاف النور هنا والليل هناك ؟؟ هبيني أجنحة أسرع من رقصة ضوء في أفق حالم .. وسأرسل من هذا الشرق لذاك الغرب أروع ما قالت أشواقي من كلمات ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
أصابعي تضم مخمل اليدين في حـنو ..
تعالي ..
سنخرج من تابوت هذه الزوايا المصمطة الرباعية الأضلع ..
سنذهب إلى البحر ..
هناك مع إنسكاب النور من وجهك القمري سأقرأ في عينيك جديد ما كتبت لك بحبر الياسمين ..
سنغرق في بوحنا إلى أن يطل الصباح ومخمل يديك لا يزال مستنعما بالدفء والكلام ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل صباح .. ســرتك الذهبية ذات الضوء الوهجي الأملس تستلقي باسترخاء على رمل الشاطىء .. فينتشر ضياء العطر من حـواف هـدوء الغفوة منسابا كوشوشة الحلم .. يظنوها نسائم هذا البحر حين تدغـدغـهم بعبورها .. كـدت أشير إليك وأخبرهم بمكان الأنفاس المتناغمة هناك على بحيرة تلك الســرة لولا أني سمعتك عبر العطر اللامس وجهي تـقـولـيـن بهمس : لا تفضحني أرجوك .. هذا ســر بيني وبينك .. فـأنـا تدثيرة عطر تـتـشـهى صمتك وتحب الصبح البحري الهادىء في وجهك .. فدعني لك وحدك أنت !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
يزدحم الفجر بعينيك
يأتلق الضوء على الوجه الحنطي المتندي بطشاش الصبح
ثمة ورد أحمر يتثاأب في دلع مترف على سفح الوجنة
وعلى ثغرك ذاك الحالم
حمرة ليل فائت هادئة البسمة !!
حين تطلي على الشباك صباحا
ينسكب ضياؤك بالشارع
ويعم الدنيا بـلا إســتئذان !!
ها قد بدأ نهار اليوم بإشراقة وجهك
وكالعادة ..
الصبح يـغـار !!
بقلمي / ســعيد مصـبح الغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:44 PM
عـندمـا يغــفـو الـقـمــر !!

http://1.bp.blogspot.com/-6V_r4cZsFtk/T5AipAOu_1I/AAAAAAAABdM/6cTU1rMmjhw/s1600/535243_277529912333497_100002294705184_606469_2083 028298_n.jpg


... وتودعـين لـقــاءنـا !!
دربُ الســلامة يا حـبـيـبـتي . إذهـبي !!
ماذا يهـمـكِ من فُــؤادٍ مُـتـعــبِ ؟!
أنـتِ الـتي ضـحَّـيـتِ بالشــوق الذي كان هـنا !!
أنـتِ الـتي ..
أنـتِ الـتي ضـحَّـيـتِ بي !!
وذهـبـتِ في سِـــنـةٍ ونــومْ !!
وأنـا أحــاولُ راجــيـاً :
ـــ لا تـغــلـقي أرجــوكِ شُــبَّـاكَ النجــومْ !!
لــم تـســمعـيـني !!
وأصــرَّ خَـطـوُكِ أن يـقــومْ !!
تــركـتـني !!
وتـأبطـتْ عـيـنـاكِ أوْبــاً عــاجـلاً
ورحــلـتِ نـاعِـسَــةً تـهــومْ !!
ونـســيـتِ عِـطـراً من يـديـكِ عـلى يـدي !!
شُــكـراً . وإن لـم تـقـصـدي !!
فهـو البـقـيـةُ من تهـاميـسِ الهــوى
وهــو القـصــيـدةُ
حــيـنَ تُـشــرقُ في غــدي !!
& & &
مــذعــورةٌ !!
صرخـتْ تُـلـمـلـمُ وقــتهـا عـبـر الذهــولْ :
ـــ الـلـيـلُ شــارفَ يا حـبـيـبي بـالأفـــول !!
وأنـا هُـنـا من ســاعـتـيـن !!
دهـــرٌ بـربـكِ سـاعـتـيـن ؟!
وهُـمـا بـوقــت مشـاعــري
ما كـانـتـا
إلا بعـمـر الـلحـظـتـيـن !!
قـد مــرَّتــا
طـيـفـاً شــفـيـفـاً عــابـراً
أو مثـلُ لحــنٍ حــالـمٍٍ
بالـلـيـلِ ســافـر ضحـكـتـيـن !!
* * *
وما الـنـومُ إلا ريــاحـاً لـواقــح
وهــا عـيـنها تـشــتهي للإيــاب !!
وأبـقى أنــا
كـكـونٍ يهــيـمُ بهذا السـكـونُ . الخُــفُـوتُ . الغــيـاب !!
وقــلـبي رأى !!
وما كـذب القـلـبُ ما قـد رأى :
ـــ ســتـرحـلُ عـنكَ إلى ألـفِ بُعـد !!
وهذا طـريـقٌ لعـيـنـيهـا مُــد !!
وأنـتَ ســتـبـقـى
فـــؤاداً يَــلـوُبُ
بـلـيـلٍ طــويـلٍ
وبحــرٍ من الـوقــتِ من دونِ حــــد !!
= = =
مضـت ســاعــتـان !!
وأغــفى الوَلَـه !!
ومازال ذا الـلـيـلُ في أوَّلــه !!

مضـت ســاعــتـان !!

صـمـت النبيذ لصمتنا
والليل طاولة و كاس
و أنا أفيض مشاعري
و تردني أرض السراب
فأعود نهرا من يباس !!
فيروز تحتضن الفؤاد :
( غيب لك شي ليلة يا ليل )
( وانسانا يا ليل )
يا صوت فيروز المـؤاس
و أمامي أنت ..
شفتاك, غيمة حُـمـرةٍ
نـامـت وأرجأت النباس
عيناك, في مطر النعاس
عيناك تومئ :
- لا مساس !!

& & &
لمحــتـكِ تـسـتـسـلـميـن أخــيـرا !!
وتعــتـذريـنَ لـقــلـبي الصـغـيـرا
خــرجـتِ

تــأبَّـطـتِ نـومُـكِ ذاكَ الأمــيـرا !!
تــأبَّـطـتـهِ
ورحـتِ وعـيـنـاكِ معـصُـوبـتـان !!
أهــذا ظــمـاك ؟!
أهــذي شــآبـيـبُ قــلـبٍ يحــن ؟!
وقـولـكِ لي قـبـل أمـسٍ مضى
ونحـنُ على موعــدٍ يُـرتجى :
ـــ غــداً يـا حـبـيـبي
غــداً بعـد شــوقٍ وطـولِ انـتـظــار
غــداً ســوف نـسـهــر
وفي ألـفِ لـيـلٍ ولـيـلٍ ســنُـبحــر
إلى أن نُـلاقي حــدود النهــار !!
غــداً عِــيـدنـا الحُـلـوُ يـا بـهـجـتـي !!
غــداً لـيـلـنـا لـيـلـكٌ . مهــرجــان !!
نعــم . والـتـقـيـنـا !!
واصَّـاعـدَ الـشـــوقُ من خـافـقـيـنـا !!
ومن بعـدِ . من بعـدِ ودَّعـتـني
وعـيـنـكِ لـلـنــومِ مُســتـســلـمة !!
أهـذا حـنـيـنـك ؟!
أهـذا اشــتـيـاقـك ؟!
أهـذا انـتـظـارك يــا مُـغــرَمة ؟!
دعــيـني . دعــي !!
دعـي الـلـيـلَ لي
دعـي السـهْــر لي
وأنـت ارجــعي
ونـامي على غــيـمِ ذاكَ الـمــدىَ
ولا تحـمـلي الـلـيـل مثـلي سُــهـاداً
ولا خــفـقـة نَــدَّ عنها صــدىَ
فـتـاهــت تُـنـاديـكِ . لــم تـســمـعي !!
ســـلامٌ . ســـلامٌ !!
على سـهـرةٍ عـمـرهـا لم يــدم
وما عـانـقـت أي نـبـضٍ وفــم
وما وقـفـت قُــبـلـةً من حــنـيـن
سُـــوى لحـظـتـيـن !!
هُـما كـل ذا العــمـر
للحــبِّ . لـلـتــوقِ . للإنهـمـار !!
لـلـبـرقِ . لـلـنـارِ . للإنـفجــار !!
هُـما كـل ذا الأَجُّ
لــو تـذكــريـن !!

http://data.whicdn.com/images/20685774/tumblr_lxcmxkXeRg1qmejd3o1_500_large.jpg

ســـلامٌ . ســـلامٌ !!
على مشــبـكٍ لأصــابعَ وَجْــدٍ
مشــيـنـا بهـا
أضــاميـمَ شـــــوقٍ !!
تـســابـيـحَ بــوحٍ دفيء الكــلام !!
ونــام الكـلامُ بـتـلـك الأصــابـع !!
نــام الكــلام !!
وكان كــلاماً كـما الـنــورِ طــالـع !!
وكـان عــبـيـراً
يضــوِّعُ بالعـطـرِ في كـل رُكــنٍ
وفي كـل شـــارع !!
فـغــابَ وتـــاه
كـما نحــن غُـبـنـا
وتـاهــت خُـطـانـا
بكـل اتجــاه !!
ســــلامٌ عــلـيه
ســــلامٌ عــلـيه
حــديـثُ الأصــابـع !!
دعــيـني . دعــي !!
دعـي الـلـيـلَ لـي
دعـي الســهْـر لي
ولا تُـشــغـلي الـبـالَ بي واهـجـعي !!
دعــيـني وقــلـبي
وصـحـو عــيـوني
وأنـتِ خُــذي الـنـومَ ســبحــاً طــويـلا
خُـذي كـلُّ وقـتـكِ تحــت الشــراشــفِ حُــلـماً جـمـيـلا
تهـنِّي . تهـنَّي بـذا المـضـجـعِ !!
ولا تـقـلـقي
إذا غـبـتِ عني
وضـمَّـكِ ذاك الســريـرُ الـهــني
وإن دق بابي بــردُ الشـــتـاءْ
وطـيَّـرت الـريـحُ دِفء الـمـسـاءْ
فــلا تجـزعي
ولا تـسـألي : كـيـف حــالُ حـبـيـبي ؟!
وماذا عـســاهُ
بهذا الصـقـيـعِ المُـريـعِِ الكـئـيـبِ ؟!
دعـيـني . دعــي !!
فـلي هـاهُـنـا أنجـــمٌ ســاهــراتٌ
معي تـرتـعِِ !!
ولي هـاهُـنـا أُغــنـيـاتٌ عُــذابٌ
ومــوَّالُ لــيـلٍ
وشُــرفـةُ نــايٍ
حَــوَت مســمـعي !!
هـنـا بــرقُ شِـــعـرٍ !!
وتـرفـيـفُ حــرفٍ
وضــوأةُ خـاطـرةٍ تـلـمعِ !!
هـنـا مـوقــدٌ أصطلي من لـظــاهُ
هنا نـارُ دِفءٍ
حـمـت من حـروفي ومن أضـلـعي !!
فـعــودي لـبـيـتـك
عــودي رجــوتـك
وخــلِّ لي الـلـيـلَ يـمـشــي مـعـي !!
شـــعـر : ســــعـيد مصــبـح الغـــافــري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:46 PM
الـشِّـــعـرُ يُمـطــرُ حـيـثُ أنـتِ !!



http://www.7ekayet7yah.com/up/uploads/7ekayet7yah1383390820491.jpg

تـقـولُ : إشــتـقـتُ أحضانك
ودِفـئا كان يجمعنا
أما ظُـلـماً ؟! نكون هنا
نقاسي حــرَّ أدمعنا !!
تعال الآن يا عمري
فشوق الدرب يسمعنا
أريدك قُـبـلـةً حــرَّى
وذوبـا ضم أضلعنا
هنا العطر الذي تهوى
هنا تهميس إصبعنا
تعال الآن . ليس غـداً
غـداً قـد لا يكـن مـعـنـا !!
&&&


https://scontent-ams.xx.fbcdn.net/hphotos-xaf1/v/t1.0-9/11188272_1644991779071269_4298459626557188757_n.jp g?oh=a7b42f0816e3ad10f291bba2db1ac92c&oe=55D658F4


صليتُ في محراب عينيكِ
فدعي حروفي فيكِ تبتهلُ
ودعيني قافيةً مسافرةً
في ليل وجـدكِ أنتِ ترتحــلُ


&&&


https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xap1/v/t1.0-9/11196315_1646216158948831_3147998294242546683_n.jp g?oh=a32a754274dba19eb987a79d935f591e&oe=55C7BF14&__gda__=1439242541_7864aa55c07186c30e50dd649336f84 2


وأقرأ بالإصحاحِ الأول من سِــفـر الحــب
بأنكِ أول أجمل أنثى غُــزلـت من غيمٍ
وضفائرها من أمطار !!
وأول أعذب بوحٍ يخرج من روح الأبجد
وأول نبضٍ من أشـــعـار !!



&&&

https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRYrhdOppoIPOod7Qejn9Bh6CzfXErYR nCQhWIH-jbP3QY-Gtj_

تعاتبني إذا ما قلت ليلى
ويُغضبها بشِــعـري اسم ( ليلى )
تـغُــر ليلى . فمن ليلىَ ؟؟ وأنتِ
ملكتِ القلبَ إحساساً ومـأوىَ !!
&&&

https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-xpa1/v/t1.0-9/11094721_1634340550136392_6923421404561566338_n.jp g?oh=fc0519348d4abd06759a102591a68889&oe=55D65754&__gda__=1440055358_f77148f6bd822ae75ed53c93c41a212 d

صافحتُ بعينيك الغيم
وسُــررتُ بأني بـكِ تـهـت
عــرّجَ بي همسك مندفعا
في سَــفـرٍ نحـو سمواتٍ
من دون حدودٍ فصعدت !!
- يا حبي
يا أملي الأوحـد .
يا أنت . يا أنت . تعال
نادتني عيناك الخُـضـرُ
فهرعـت بنبضي ولـبـيـت
وضممتك في صدري الحاني
ملتهفا من فرحي بكيت
وزرعت بقلبك أشجارا
من أملٍ حيٍّ به روح
وجذور تأبى يقلعها
إعصار أو فجأة موت !!
أنا أنت أو أنت أنا
تتساوى عندي الأيام
تتساوى فصول الأعوام
يتساوى في نبضي الوقت
لو يوما يا عمري رحلتِ
فرحيلك عني لا يعني
ســفـرا وغيابا وقتيا
مأمول الأوبة بل موت !!
لا زمنا بعدكِ في زمني
إن غـبتي أنا أيضا غـبـت !!
كوني لي نبضا . وجناحا
وضفائر من ظلٍّ حانٍ
كوني لي ثورة إنسانٍ
لا يلبس ألوان الخوف
يتحدى القهر الملعون
وصقيع الحـرف المتخاذل
اللائـذ في جُـحـر الصمت
كوني لي رصاصا يحميك
ويحامي عن ذاك البيت !!
كوني لي شِــعـرا مختلفا
حــرفـا من بـرقٍ مقروءٍ
لا عُـقَـداً فيه ولا كــبـت
كوني لي نَـزَقـاً ثـوريا
لا يخشى الـتــابـو العــربي
من ألـزم أن نبقى بُـكْـمـاً
من دون لسانٍ أو صوت !!
كوني لي عـمرا أحــيـاهُ
كوني لي أُمـا أو أُخــت !!
شِــعـر : ســعـيد مصـبح الغـافـري


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:50 PM
مـن مـفـكـرة جــرح عـــربــي !!



http://www.raialyoum.com/wp-content/uploads/2015/02/104239.jpg



يــا فـاطـمـة ..
كـل الجــراح الـدامـيـات بـأرضــنـا
لـم تـخــلُ منهـا مـديـنـةٌ أو عـاصـمـة !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.fatehtoday.com/ar/media/post_images/60/05-2015/14346.jpg


أضــاعـوني
أنـا العــربي
أضـاعــوا درب أحــلامي
أضــاعـوا الـعـمـر في قِــمـم
لأصــنـامٍ وأقـــزامِ
أنــا الـعـــربـي
أمـاتـوا أمي ثـم أبـي
أمـاتـوا كـل إخــواني وأخـوالي وأعــمـامي
ولـم يــبــق ســـوى شــبـحي
يـهــيـم بهـذه الـدنـيـا
كـمغــتـربٍ تـذاكــره إلى الـمـنـفـى
حــقـائـبـه مُـشــــردة
بهـا وطـــنٌ
عـلى أبــواب أســفـارٍ و تخــيـامِ
أضـاعـوني أنـا الـعــربي
أضــاعـوا الـصــبـح في عــيـني
وضـحـك طـفـولـتي الـســكـرى
وركـضي في مهــب الـريـحِ والأمطــارِ والشـــاطىء
محــوا آثــار أقــدامي
ولـم يــبــق هـنا شــيـئـا لأحــمـلـه
ســـوى أضـغـاث أوهــامي
ســـوى دمـعي وآهــاتي وآلامـي
أنـا العــربي
غــريـب الـروح
أعـيـش شـــتـات أيـامي
أنـا العــربي
أضـاعـوني . أضـاعـوني
يــوم أضـاعـوا أوطــاني وإســـلامي !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

http://n4hr.com/up/uploads/0fe7866b25.gif


يـا صــديـقـي
أتــراهـا لـعــنـة
في بـلاد العــرب حــلـت
باســم هذا الـمـســمى الـيـوم نـفـطـا ؟!
كـيـف قــل لي ؟!
كـلما حــنَّـت خُـطـانـا
نحـو قُــدسٍ أو لــيــافــا
تُـطــفــأ الأنــوار عـمـداً واعـتـســافــا !!
يـأتي عــربـان الجــزيـرة
أهـل هذا الـنـفـط والـكــرش الـكـبـيـرة
فـيـســـدوا الـدرب عــنـا
بـألــف مـتـراسٍ و تــابـو
وألــف أســلاكٍ وخــطـا !!
نحــن في بحــر الصـحــاري
كــيـف قــل لي يـا صــديـقـي ؟!
يـعــبـر الأمــل الـمـكــافـح
في فــيـافٍ من ســرابٍ
كـلـما نـرجــوهــا فـجــراً لـلـصــهـيـل
أودروبـاً لـلـضــيـاء
يُـمعــنوا فـيـهـا ظــلامـاً ومـتــاهــاً
فـبـقـيـنـا عــالــقـيـن
في ســـنـيـنٍ من ضــيـاع
آه . يـا تــيـه الـســــنـيـن !!
حـقـنـا الـنـور ولـكـن
ذاك نــور
بـيد الأعــراب إرثٌ لـيـس يُـعـطى !!
والأمــاني الظـامـئـات
تـحـت شـمـس الإنـتــظــار
غـاب ما تـرجـوه من غــيـمٍ و شــطـا !!
يا رُعــاة . يـا بُــداة
ذي بــلادي
مـذ أتـيـتـم لـم يُـنـرهـا
من صحــاري الـعُـــرب نـفــطا !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ


في كـل بـلـدان الـعــرب
صـنـمٌ يُـقـدَّس من خـشـــب
ودُمـى من الـتحــفِ الـقــديـمـة
في شـكـلِ وجــهٍ مكـفـهــرٍّ
من لـحـى أو من شــــنـب
من قــال مـات أبــو لـهـب ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

يـنـط صــوت خــائـن من هـذه الجــيـف
يـقـول لي بـنـبـرةٍ يـمـلــؤهـا الـقـــرف :
لا تـزعـجـوا أسـماعـنـا ..
أوطــانـنـا أهــم من أقـصـاكُـمُ
و قـدســكـم
هـذه الـمـثـقـوبـة الـشـــرف !!
أجــيـبـه بـريـبـةِ الـيـقـيـن :
يــا أنــت ..
يــا أردأ الـنُـطَــف ..
ما غــريـب وجـهـك الأحــمـر ذا !!
فـبـح بـســـرك و إعـــتـرف
ألـســت أنـت أمـك الـتي
تـعــرفـهـا زبــائـن الحــانــات
والـلـيـل والـغـــرف ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRzGvQ33X6UHsTyQaliTwzvJjQqSm7Gg ZA-Jaom7hh1s4bMlVPayA

دعـشـيٌّ أبـصـر فجـرا شـبحـا في صـورة صــدام !!
جـحـظـت عـيـنـاه !!
مـن ذعــرٍ فــر مـن الـشــبـح الـواقــف في شــارع بغـداد كـمـا الـضـرغـام !!
ألـقـى الـزوَّادة والـعـلـم الأســود وســلاحـا كـان بـعـاتـقـه
وأســلـم لـلـريـحِ قـدمـيـه الـغُـبـر وهــام
بـصـبـاحٍ
شـاهـده العـالـم مشــنـوقـا بـمـكـانٍ عــام
وبـأعـلـى رأســه وجــدوا مكـتـوبـا بـالخــط الـكــوفـي الأحــمـر :
[ صـــدام ] !!
ومـن ذاك الـيـوم المـشــؤوم
ولا نـغــلٌ دعـشـيٌّ يـمـشـي في أرض الـنـهـريـن أوِ الـشــام !!
بـغـداد تـصـحـو على بـجَّـعـةٍ بـيـضـاءٍ تـسـبـح فـي الـنـهـر
وهـديـل يـمــام !!
وعـلـى أطـفـالٍ تـلـعـب في الحــارات !!
وصـوتٍ عــذبٍ يـقـرأ في أشـعـارِ بـلـنـدٍ
والســـيـاب


وجــاره يـعــزف بـالـعـــود مـقــام !!
ودمـشــق عـادت بـســمـتـهـا
وتـجـهـز بخـيـوط الـشـمـس فـســاتـيـنـا لـلـعــرس الـقــادم
والـدنـيـا أمــان في بــردى والـريـف ســــلام !!


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
http://www.khaledsafi.com/uploads/lastfriday/LastFriday03Aqsa.jpg


إربـطـي نـبـضـي بـنـبـضك

ثـم قـولي :
يـا حــنـيـن !!
أنــت يـا مـســرى الأمــانـي في الـســـنـيـن !!
طُــر بـنـا
يــا بُــراقـــاً
نحـو أقـصـانـا الـمـبـارك
مـن زمــانٍ
لم يُـصـلِّ
تحــت قــبَّـته الحــنـيـن !!
شـــعـر / ســـــعـيـد مـصــبـح الـغــافــري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:52 PM
عــلـيـاء !!

... واشــتـقـت مــوَّال الحــمـام
وحــنـنـت لـلـطــيـن الـذي
خــبَّـأتُ فـيـه طـفـولـتي الأولی
وضحـكـا وابـتـســام
واشـــتـقـت عــلـيـاء الـبـراءة
عــلـيـاء يــا حــلـمـاً غــفى
ثـم انـتـهى بصـراخ أمي
ذات نـيـســانٍ حــزين :
ـــ يــا ســـعـيـد !!
يــا أيـهـا الـطـيـرُ الـمـســافــرُ لـلـبـعــيـد
عــد يــا بـنيَّ
لــوداع أخــتٍ
لـم يـدعها المــوت زهـــراً في يــديَّ !!
عــلـيـاء يــا حــلـمـا غــفى
يــا صــدمة الـقــلـب الـذي
ما صــدَّقـت عــيـنـاه قـد مات الوفــا !!
كانت هنا !!
كانت هنا !!
من قبل أعــوامٍ بها عـــمَّ الوئــام
كـانـت معي
نـتـقــاســـم الصــبـر الجـمـيـل
ونحـتـسـي نخــب الجــروح
إذا أتی العـام الجــديـد
كـأي أحــوالٍ مضـت من أي عــام !!
كـانـت معي
وحكـايـا أمي قــرب مـوقـدنـا الـشـهـي ومخــدعي
وســراجـنـا الـلـيـلـي يــرقـصُ ضـوءه
مـتـشــاغــبـاً كي لا نـنـام
عــلـيـاء يا دمع الغــروب
وفجـيـعـتي الكــبـری
وحــزني الـمســـتـدام
أنـسـی الجـمـيـع حـبـيـبـتي
إلاَّك أنـتِ
يــا تـواشــيـح المحـبة
يــا أنـاشــيـد الـســــلام
يــا مـراجــيـح الطـفـولـة
يــا صباحـات الـســـواقي
وتـنـاغــيـم الـعـنـادل
والكــلام الحــلـوَ في وقــت الضحى
ماذا ســأكـتـب عـن ضُـحىَ الأمـسِ وعـن حُــلــوِ الكــلام ؟!
عـن دنـدنــاتــك حـيـن فــيـروز تـغـني :
ومـشــيـت بالشــوارع
شــوارع الـقـدس العـتـيـقـة
.
.
.
.
يـا قــدس
يــا مدينة الصلاة
يــا زهــرة المدائن
.
.
.
عــلـيـا
عـيـونـك شـــو حــلـويـن !!
فـتـردي بـانـتـشــاءٍ :
ـــ يــا ســــلام !!
عــلـيـاء يــا أخــتي الشــهـيـدة !!
يــا صــلـيـب الآه فـي جــذعِ الـقـصـيـدة !!
يــا صــلاة الـدمـع في عــيـنِ الـغـمـام !!
يــا تـســاهـيـد ســــطـوري !!
يــا فــواتـيـح الـبـدايـة !!
يــا تـعــاطــيـر الخـــتـام !!
شــــعــر / ســــعـيد مـصــبـح الـغــافــري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:55 PM
عــلــى ضــــوء وجــهــك أكــتـب شِـــــعـري

http://upload.7hob.com/Photo/7hob.com1357631572872.jpg

وإذ تـعــبـريـن حــدود الـزحــام
وإذ نـلــتــقـي
ونـمـشـي معــا في ضــيـاء الكــلام
نــعــود فـنـصـغي إلـى نـبـضـنـا :
أيــا حــبـنـا ..
عـســاك بخــيـرٍ لــنـا كـل عـــام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
http://www.linthorp.com/wp-content/uploads/2013/09/91a2edf35710d89dae7c9e9d63972aa6-272x125.jpg

عند تـثـاؤب هذا الصـبـح
يـضحـك في شـفـتـيـك الـزهــرُ
وفي عـيـنـيـك النجـلاويـن
يـرقـصُ نخــلٌ
وســـربُ وراويــرٌ خُـضـرُ
عند نـهـوض شــعـاع الصــبـح ..
وجـهـك مبـتـلٌّ بالـنــور
وجـهـك يـســبـق كل بـزوغ !!
وجـهـك يـصــحـو بـتـلـة فُــل
تـنـشــر من أنـفـاســك عـطـرُ
يـا مـيــلادا لا يـتـكــرر
عُــمـرٌ أنـت جـدَّ جــديـداً
لـومـا أنـت لـضــاع العـمـرُ !!
يا مُـلـهـمـتي ..
لــو عـيـناكِ تـغـمـز غـمـزاً
قــال الحـــرف :
ـــ يا مـولاتي غـمـزكِ أمــرُ !!
غــيـمٌ أنـتِ !!
بــرقٌ !!
رعـدٌ !!
هَـطْـلٌ أنـتِ من كـلـماتٍ !!
مـنـكِ . إلـيـكِ وفـيـكِ الـشــعــرُ !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
http://1.bp.blogspot.com/-vfYgk2FFwUc/TlKHnhSGpLI/AAAAAAAAAEY/Gtq0qdU1yBQ/s400/91928alsh3er.jpg

صـمـت الـنـبـيـذ لـصـمـتـنـا
والـلـيـل طاولـةٌ و كــاس
و أنـا أفـيـض مشاعـري
و تـردني أرض الســراب
فـأعــود نهـرا من يـبـاس !!
و فـمـي يُـدنـدن
آخــر الـلـيـل الـعـقـيـم :
مـالـي ســوى الـنـجـم الـمـرابـط والـمـؤاس !!
و أمامي أنـت ..
شــفـتاكِ غـيمة حُـمـرةٍ
نـامـت وأرجـأت الـنـبـاس !!
عـيـنـاكِ في مـطــرِ الـنـعــاس
عـيـنـاك تـومئ :
ـــ لا مسـاس !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
https://scontent-ams2-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xfp1/v/t1.0-9/10995860_1675844742652639_45067218934533499_n.jpg? oh=558a5a89e8c1f3d5fff944a54cb5cedb&oe=56587371

ذات الغــمَّــازة حــيـن تـغــيـب
أخـبـرهـا يا حــرفي أني لـم أنـســـاهـا
أخــذتـهـا عـني الدنـيـا إلى أبـعـد بُـعـد
وفي نـبـضي مازالـت أقــرب من أي قــريـب !!



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
http://photos.azyya.com/store/up1/080704113347SePz.gif



تـبـغــيـن ســلامـا ؟! لا أمـلاً
بـســلامٍ تحـت الإعــصـارِ !!
لا أقــبـل حـبـا يـأتـيـني
لا يحـمـلُ روح الإصـرارِ !!
خـائـفـة ؟! عـودي . لا أســفـاً
ســـتـلاقي غــيـرك أقــداري !!
أروع إمرأة في نـظــري
إمـرأةٌ تـهــوى الأخــطـارِ !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
http://meshkaty.n2ta.com/wp-content/uploads/10891517_1549318372005241_6905450748372613317_n-300x160.jpg

يـصـرخ فـصـل الوهــج الجـمـري على صـدرك
وتـعـــربـد ريـــح
نـهـدكِ يـرمـقــني بـرجــاءٍ :
ـــ مالـكَ ممتـنع الخـطـوة ؟!
وكـلانـا ذبـيـح !!
بعـض تماســيـدٍ من ثـغـرك
عـنـد صـعـودك هـذا الـتــل الـذهـبـي تــريـح !!
إدنُ مـن نـهـر ضـيـائـي
وتـعـمـد فـيـه
عـلـى صـدري يـضـطـجـع هــلال
وحــريـر من نــور عـطـريٍّ
وصـلـيـب مـســيـح !!


ومـا بـيـن رجــائـي الـمـتـهـسـهـس ظــمـأً
وجــمــودك
نــار عــاريـة الشـــوق وتـنـهــيـدة ريــح !!
شــــعــر / ســـــعـيد مـصــبـح الـغــافــري


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:57 PM
وبـالـلـيـلِ يـبـدأ عُــرسُ الكـتـابـة !!

http://4.bp.blogspot.com/-XlO_hO1Nj34/UUmyuBc6p_I/AAAAAAAAJG4/1DgG12GXet4/s1600/7mp97572.png


@ إلى صــديـق أعـرفـه ..


إذا انشق صبح جديد وقمت
ونادتني درب كفاحي وسرت
هناك ألاقي نهار المدينة
يصافح صحوي
كـأني جـديـدا على مـقـلـتـيـه
كأني من فـتـيـة غادروا !!
كأني من ذلك الكهف جئت !!
أنا حين أصحو
تـعـانـق روحـي مــوج الضـيـاء
ودربـا بـهـا ألــف حُــلـمٍ رســمـت !!
~ ~ ~ ~

http://www.saaid.net/gesah/img/h-allah2.jpg

هـنـا صـورة الكـادحـيـن بـوجـهـي
تـشــــفُّ مـكـــدَّةَ هـذا الـنـهــار
بـزوَّادةٍ مـلـؤهـا إصــطـبـار
ومــاءٌ بـطـعـم بـحــار الـتـعــب
وعند الـرجـوع بذاك الـمـســاء
يُـطـيِّـرنـي الجــوع والاشـــتـهـاء
إلى أي كـشــكٍ
يبيع الجــرائـد وبـعـض الكـتـب
وأشــتـاق أوبــي
إلى شــرفـةٍ عــيـنـهـا في الـغـــروب
لــزوجِ حــمـامٍ
يـعــود إلى الـعــش شــوقــا وحـــب !!
إلى كــأسِ شــاي
تـلـوذ إلـى دفـئـهِ ذات بـردٍ يــداي
وحـضـن كـتـابٍ جميلٍ شـهـيٍّ
وصفحة بـوحٍ بـهـا مـا بـهـا
من لـهـيـب نـزيـفي وبـرقُ رؤاي
على لـيـل نــاي
هناك شعوري الذي لا يقاوم
بأنـي جديدا . جديدا ولدت
على ضـوع نـرجـسـةٍ أو سحابة !!
هناك أحس بكل إنتشاء
بأني رجـعـت
لـذاتـي !!
لـروحي !!
لـقـلـبي !!
لـعـقـلـي !!
لمعنى الحياة !!
لشيءٍ جميلٍ بهيجٍ ســعـيـدٍ
طوال النهار أنا عنه غـبـت !!
لـلـيـلِ العـصــافــيـرِ فـي داخــلـي
لـعــرسِ الكــتــابـة !!

http://up.graaam.com/p8ic/6cddf23a93.jpg

هناك أحس بأني أنا !!
هناك أنا في صراخي وآهي
هناك أنا
بـمـا يكـتـب الـقـلـب
عن عـزلة الليل والحزن والنزف والانكسار
وعمَّا تـبـقى من أمنياتٍ وعمَّا فـقــدت !!
هناك أنايَ
بتلك المرايا
بتلك السطور التي قد قــرأت !!
هناك أنايَ !!
وما قبل هذا
أنا لا أنا !!
بذاك الصباح الذي قـد رأيـت !!
شــعـر : ســـعـيد مـصـبـح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
26-09-2019, 10:58 PM
أوراق مـهـربـة مـن دمـشــــق !!


صيف عام 2015م
ـــ ( أنا من ريف دمشق ) !!
سامحيني يا عميقة العينين ..
لم أجد أمامك يوم قابلتك إلا دموع قلبي وهذه القصيدة .


https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcToaSZd3Gd4QslrcdAm0vzdPcAeLN47e 9AE3crMk8SUtj1rpUW7

... وأنا طفولة ذا الـزمـان
وهذه أشــلاءُ عـمـري
وهذه أيــامـي !!
أنا من شهدتُ على الخيانة والعبيد
ومن رأى بصراخهِ ودموعهِ
وجراحهِ ودمارهِ الأقــزامِ !!
أنـا ما تـبـقى في زمـان الـقـتـل
والرعب المُـشـرشـر في الدروب
والمدجـج باللصوص وبالـلـحـى
ولابـســي الإســـلامِ !!
هم هؤلاء ولا سـواهم من رأيـت !!
بالليل مروا من هنا
كي يخطفوا ضحك البراءة من فـمي
كي يســــرقـوا قُــبـلَ اليــمـام
ويُـطـفـئـوا أحــلامي !!
هم هؤلاء !!
نُـطـفُ الخطيئةِ والحـرام !!
قـسـماً رأيـت وجـوهـهـم رغـم الـلـثـام !!
ورأيـت غــدر عـيـونهم
متـأبـطـاً شـر الجـريـمة في الظلام !!
هم هؤلاء !!
في لـيـل حـقـدهم البـغـيـض
لم أنـسَ شكل وجـوههم !!
لم أنـسَ لـون عـيـونهم !!
لم أنـسَ حـبـر رصاصهم !!
ذاك الذي
رشُّـــوا به صدر أبي !!
وبه رأيت على جـبـيـن حـبـيـبـتي جُــرمُ الخـتـام !!
أمـي !!
أبـي !!
رحــلا مـعـا !!
في ذاتِ لـيـلٍ من دمـاءْ
رحــلا مـعـا !!
وفــرَّ بعـدهما الحـمـام !!
فــرَّ بعـدهما الســـــلام !!
وبـقـيـتُ وحــدي وهـا أنـا ..
يُــتــمٌ تـشـــرد في الخــيـام !!
ودروب عمرٍ بـكَّـرت في خطوها نحـو الضياع !!
أنا من أنا ؟!
أنا ذي الشــظـايـا الدامـيـات !!
وبـقـيـة الخـبـز الـمـعـفـن والـفـتـات
تـطـفـو عليه تـعـاسـتي
ومـلامـحـي بـيـن الجـيـاع !!
وأنأ ســــؤالُ ( بـأي ذنـبٍ قُـتـلـت ) بـنـت الضـحـى !!
وأنا الأنـيـن !!
وآهــة القـلـب المضمخ بالدموع وبالنـشـــيـج !!
أنا مـغــرب الـعــرب الحــزيـن
الـمـايـزال باحـثـا عن جــده البـدوي
عن فــرس الصـهـيـل
وعن خــلـيـج !!
وأنا الهـــلال ولم أزل
جـسـراً يُـمـد إلى الصـــلـيـب
هـاتـي يــداك صــديـقـتـي
بالأمسِ لـو تـتـذكــريـن
بالأمسِ في غِــرنـاطـةٍ كـنـا مـعـاً
بـيـتـي وبـيـتـكِ فـي عـنـاقِ اليـاسـمـيـن !!
بالأمسِ لـو تـتـذكــريـن !!
هـاتـي يــداك صــديـقـتـي
إِدنِ الـخـطـا
نخـلي وأنـتـم والمسـاجـد والكـنـائـس والضـيـاء
وطــنٌ يُــعــرَّشُ بالمحـبـة . بـالـوداد
بـبـيـادرٍ خُـضـرِ الجـهـات
تُهـدي الـربـوعَ غِـنـائـهـا :
هذا نـشـــيـدُ ســـــلامـنـا !!
مـتـوحــدون هـنا بـه
روحـاً وقـلـبـاً من إِخــاء
ديـنـا جديدا من صــلاةٍ ودعــاء
لـلـبـلاد وللعـبـاد !!
ديـنـا من الحـب المقـدس المصفى شهده
ديـنـا يجيء
لـيـنـزع الـشــوكَ الذي كـبـرت به
غـابـاتُ حـقـدٍ أســـودٍ
لم نـجــنِ منها
ســوى العــذاب من الحـصـاد !!
طـفـلٌ أنـا !!
مازال يـرســمُ ذي المنى
بـبـراءةٍ
طـفـقـت تــراهـا من الـكُـــوىَ
ومضـاً بعـيـدا في الســــواد !!
وأنا . أنا !!
ذاك الذي أبصرتِ يوما حـرفـهُ دمع غُــمـام
لا تمـضِ عني هـكـذا
طـيـفـاً يمر على الـنـزيـفِ مع الســلام !!
عـودي إليَّ مُجددا
عـودي إليَّ صـديـقـتي
وتـلـمَّـسي ألـم الـوجــيـب
إصــغِ لـصـــوتِ مـدامـعـي
ولـوقــعِ دمي بالســـطـور
تــأمـلـيـنـي
في مــوج ذاك الإنكـســار
في كل ألـوان الحـطـام
تــأمـلـيـنـي بكل قـلـبـك
لم يـنـتـهِ حــزن الحــروف !!
لم يـنـتـهِ وجـعـي بـهـا !!
لم يـنـتـهِ بـعـد الكـــلام !!
في داخـلي ..
لـو تـعـلـمـيـن صـديـقـتي
ماذا يُـخـبـىء داخـلي !!
في داخـلي رغـم المخـابـر والمخـافـر والكـلاب
وطــنٌ وشُــبـاكٌ وبــاب !!
قــلـبٌ عُـــروبـيُّ الكتابةِ والكتاب !!
والقـــدسُ بــدءُ صــحـائـفـي !!
القـــدسُ فـاتـحـةُ الجـــراح !!
وأنا أرتــل ما تـيـســر من جــراحِ عــروبـتـي :
بـالأمـسِ قــــدس !!
والـيـومُ بــغــدادٌ وصــنـعـاءٌ وشـــام !!
وغـــداً خــتـام !!
شِــعـر : ســـعـيد مـصــبـح الـغـافـري
28 / 8 / 2015م

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 01:48 PM
لـن تـغــيـبـي يـا ضــيـاءَ الأبـجــــديــة !!



لم يكن رحيلها رحيلا عاديا يلف بالدعوات والدموع والصلاة والترحمات ثم العزاء والختام والغياب عنها في زحام الحياة والنسيان .. فقد كان الفقد جسيما ومؤلما وتراجيديا في قصته .. وحين نشرت الكاتبة الوفية المخلصة الأستاذة القديرة / وداد روحي خبر وفاتها بالسبلة ثم تلك المرثيات النثرية الباهرة التي هطلها و سطر كلماتها قلبها النازف الوفي بحبر الألم الصادق ووجع الفقد المبرح والحزن العميق الذي ما فتأ يعاود بصخب أمواجه بحر مشاعرها كإنسانة أولا وككاتبة أصيلة مرهفة الاحساس والحروف ثانيا .. حين نشرت الأستاذة وداد روحي هذا النزيف المتتالي هنا بالسبلة العمانية وفي مواقع نتية أخرى كنت أقرأ ما تكتب وتنشر بكل مشاعري وكأني في الحدث نفسه والمصاب نفسه .. فكان الانعكاس المباشر مؤثرا جدا هو الآخر على نفسية المتلقين القراء وأنا واحد منهم .. لم تكن مريم الشهَّاب إمرأة عادية في حياة وداد روحي .. هذا ما استنتجته مشاعرنا ونحن نقرأ نصوص وداد بعمق وباندماج وبخاصة رائعتها الأدبية ( مريم .. ذاكرة الشوق والوجع ) وغيرها من النصوص التي لا يزال كثير منها حتى الآن رهن الأدراج .. كانت هذه المرأة الشهيدة أجمل رفيقة في حياة وداد .. وفي زمن شحت فيه الصداقة الحقيقية كانت مريم الشهَّاب أقرب صديقة لوداد وأقرب زميلة لها في العمل وكانت هذه الثنائية المتلاحمة لروحيهما قد جعلت منهما بحق أجمل ثنائي قوي على الإطلاق .. ولم تكن العلاقة علاقة يوم أو شهر أو عام بل رحلة عمر تقاس بالسنين الطويلة .. زرعت دروبها بورود المحبة والإخـاء والوفاء والاخلاص والتعاون والايثار وبالصحبة الطيبة في الحلوة والمرة والحزن والفرح والشدة والرخاء من الحياة .. وكانت زمالة العمل والعيش والملح أهم أبرز صور ذلك الترابط المتين الذي ربط الثنتين معا بحبل وشائجه والذي لم ينفصم ولم تنفك عراه على مسرح الأيام إلا بالموت وبالموت فقط وما أقسى الموت حين يخطف منك أعز إنسان لديك وبشكل مفاجىء وصادم جدا للروح وللشعور .. مريم الشهَّاب المعلمة الشهيدة كانت رمزا للمعلم الرسول المخلص في رسالته المقدسة .. خدمت وطنها وأمتها بصمت الجندي الأمين في عمله وواجبه وكانت سعيدة وفخورة بهذا الشرف جنبا إلى جنب مع رفيقتها في مسيرة الوفاء والعطاء الأستاذة وداد روحي .. وداد روحي التي أبت إلا أن تظل على نفس روح وفائها وإخلاصها لرفيقة عمرها .. فألف تحية إعزاز وثناء وفخر لك يا أستاذتي الغالية على هذه الروح الجميلة الأصيلة فيك و المشعة بالنبل والحب وصدق التذكار الذي لم يـنـسَ رفيقة العمر رغم قسوة الرحيل وألم الفقد .. وألف رحمة ونور لمريم الشهَّاب الانسانة والأم والمعلمة والمربية والوطن في أجمل صور أبنائه البررة والذاكرة في أروع صداها الودادي الذي عاهد الوفاء أن لا ينسى أجمل من مرت بصفحة الحياة ..
مــريـم الشــهَّــاب ..
ســلام عليها يوم ولدت ويوم عاشت ويوم ماتت ويوم تبعث حية بلباس الشهيد .
أترككم مع نص المرثية المتواضعة ذات المقاطع الثلاثية وقد صغت كلماتها بلسان أمرأة فقدت صديقتها .. مع خالص شكري وعميق تقديري للأستاذة وداد روحي التي دعمت هذا النص ببعض الصور الخاصة بالمرحومة .. ولكم أحبتي عميق المحبة والاحترام .

لـن تـغــيـبـي يـا ضــيـاءَ الأبـجــــديــة !!



https://pbs.twimg.com/media/B7FLpK8CMAEuEVp.jpg ( 1 )



أمشي أرافـق بالشواطىء طيفها
وأعود غيما دامع الأحداقِ !!
حـزني يـراه الناس رغم تبسمي
ويـشــف آهي بما خـفـت أعماقي !!
يا من تـفـتـش عن صباح سعادتي
غـربـت بمـريـمَ ضحكتي . إشــراقي !!
☼ ـــــــــــ ☼
من بعد فقدك مريـم الشهَّـابُ
دنياي تمضي أدمعـاً تـنـسـابُ !!
إن جـئـتـهـا شُــطـآنُ صُــورَ تـزاحـمـت
أمواج شوقي بطيفكِ الأوَّابُ !!
يا كـيـفَ يـرتـجـعُ الضـيـاء وهـا هـنـا
لـيـلٌ حـزينٌ غــيَّـبَ الأحــبـابُ !!
O O O
يا مريم العمر السعيد تركتني
قـلـبـاً تـضـج بـنـزفـهِ آلامي !!
ودروبُ أمـسٍ عـنـك يـبحـث خطوها
أيعـودُ فُــقــدٌ ؟! آهــي من أوهامي !!
لـو تـرجـع الأيامُ كنت رجـوتها
أمسـاً ضحـوكاً غــاب من أيامي !!
► ○ ○ ◄

http://im56.gulfup.com/zZu424.jpg ( 2 )

كرسي الفقيدة غارق في صمته
مـذ فارقته زهرةُ التوليبُ !!
أين الرفيقة مريـمٌ تلك التي
كان الندى من كفها تصبيبُ !! ( 3 )
أنا بين جدران الكآبةِ بعدها
كخريف عمرٍ لاح فيه الشــيـبُ !!
● ● ●
صـمْـتـاً ومكتبنا الصغير فـراغـه
لا روح في جنباتهِ أو ضحكُ !!
أين التي كانت وكان حديثها
شــدو البلابل خلته أو مســـكُ ؟!
رحلت وللحزن العميق مدامعا
لم تُبقِ أحبابا هنا لم يبكوا !!
♦♦ ♦

http://im45.gulfup.com/gBpJAa.jpg ( 4 )

صُــورُ العفية ؟! أم تـراها مـريـمٌ ؟!
تختال في نبضي وهذي الذاكرة !!
إن صاح ( يـامـالُ ) المراكب جـاوبـت
أصداء ذكركِ صرخةٌ أو خاطرة !!
تـبـقـيـن يا بـنـت البحـورَ حبيبتي
ما كنت اســمـاً أو مجــرد عـابـرة !!
♥ ♥ ♥
يا ســورة الحــب التي رتـلـتـهـا
ورســمـتُ في محــرابـهـا آيـاتي
سـأهـزُّ جـذعـكِ في مخـاضِ قـصـيـدتـي
يا مــريـمـاً يـا مُـشـتـهـى أبـيـاتـي !!
ظـلي القصيدة والخواطر والـرؤى
ظـلي فـأنـتِ ــ حـبـيـبـتي ــ كـلـمـاتـي !!
شــعـر : ســــعـيد مصــبـح الـغــافـري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ


* هـامـش :

ـــ
( 1 )
منظر بحري لمدينة صُــور عروس المنطقة الشرقية وسليلة البحر منذ القدم . هنا عاشت مريم الشهاب بين البحر والتاريخ .
ـــ ( 2 ) الندى : الكرم والجود والسخاء .
ـــ ( 3 ) مكتب المعلمة الراحلة مريم الشهَّاب بمديرية محافظة جنوب الشرقية .
ـــ ( 4 ) ولـدا الراحلة مريم الشهَّاب : الإبن الأكبر المعتصم حاملا أخاه الأصغر سلطان .

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 01:50 PM
الـقــدسُ .. شــمـالاً جـهـة الـقـلـب !!
ـــ أوراق من تـشـــريـن ـــ

http://data.whicdn.com/images/31694261/large.jpg

وقـفـتُ قبالتها، في أحـرج وقت يوشك أن ينفد منا ..
أوَّاه حين يفيق الإحساس الثامل بالفرح مصدوما برصيف وداعٍ ومطارِ فـراق !!
أوّاه . أوَّاه
ما صـدَّقـنـا يوم تصافحنا أنَّـا نـتـوادع !!
كانت عيناها الخضراوان الواسعتان مركزتان في ليل عيوني ، وليل عيوني بحر من أحزان يضج بأمواج الآه !! كانت يدها في يدي ، ومرة أخرى تـنـدس فيروز في أضاميم أكفنا المودعة نغما نازفا بنا :
نسيت من يده أن أسترد يدي
طال السلامُ وطالت رفـة الهدب
وبكت .. بل نحن الإثنان بكينا !!
حضنتها .. كانت تنشج مثل طفلة تودع أخا لها سيفارقها بعد قليل .. ربت على ظهرها .. مسحت دموعها وأنا أقول بابتسامة مرتعشة شاحبة إنتزعتها غصبا من تباريح آلامي :
ـــ لا تقلقي أُخـيَّـتـي .. سنلتقي مجددا هنا !!
أهدتني كوفية مضمخة بأدمعها وبعطر فلسطين وقالت : هاك ربيعا لن تنساه !!
أهدتني قارورة صغيرة بداخلها تراب من أرض فلسطين .. وقالت : هاك أغلى عطر بالدنيا !!
أهدتني شالا أزرقا كسماء القدس ، كانت تلف به عنقها الوضيء فأهدتني إياه وهي تقول : تذكرني به في كل لون أزرق تحبه وعند كل شتاء تولول فيه ريح ويعربد برد ..
أهدتني خصلة صغيرة من شعرها الطويل وقالت : ذا ظلي بالصيف ودثاري بشتاءات البرد القارس وهطول الأمطار ..
أهدتني أوراق خواطر ورسائل وفي شفتيها همس باسم : ذا أنسي حين تكون وحيدا أو في قلبك حزن ..
أهدتني صورا وهي تملأ وجهي بملامحها الحلوة وتقول : في هذي نوري وشموعي الوضاءة حين تظلم بعينيك الدنيا ..
وغبنا عن بعضنا بعضا في منديل وداع !!
* * *
كانت بجوار خطاي ؛ نورا من حسن عربي يمشي على الأرض !!
سرنا في طرقات القدسوفي سكك الحارات .. أستشعر روح يسوع وأمه مريم ، ( وجهان يبكيان ) .. أستشعر أرواح الأنبياء و القديسين والشهداء بكل مكان ، وصوت فيروزي يصحبنا مثل التعويذة :
ومشيت بالشوارع
شوارع القدس العتيقة !!
تأخذني صديقتي إلى مقهى بالشارع .. مقهى أبَىَ صاحبه إلا أن تحمل لافـتـتـه اسم ( فلسطين ) كتأكيد حي راسخ للإنتماء ولكي لا ننسى يوما وطنا هنا هوهذا اسمه !!
نجلس بعض الوقت مع الشاي ، وحديث مقتضب بين القلبين ،تتخلله بعض تلاوات عجلى لقصائد !!
وكمثل القبلات العطرة؛ تهب على وجهينا نسمات بداية تشرين ..
تشرين !!
ما أبهى اسمك يا تشرين !!
يا سيد كل الشهور !!
يا صوت المطر الممزوج بصرخة ميلادي !!
يا زغرودة أختي حين أتيت، وسماء الدنيا ثـغـر تشريني وردي يضحك في عـز هطول الأمطارورقصات البرق ورعود التسبيح !!
تحيينا النسمات المارة وفيها عبق قدسي الأنفاس ..

http://v.3bir.net/imgcache/2015/07/Kj2UUV-1.jpg

أكملنا مشوار التجوال .. قادتني خطوات حنيني إلى ( الأقصى ) !!
آه يا أقصاي الغالي !!
يا مهوى القلب وشوق الروحويا أجمل مســرى !!
هناك وقفت أصلي ولا أدري ماذا صلى مني لله !! أدموعي الغرقى بالفرحة ؟!أم ظمأ الروح المشتاقة إلى أرض المسرى والمعراج وإلى ثاني بيت كتب الله حواليه البركات ؟! أم جبهة سفري وهي تلامس أطهر بقعة في أطول سجدة شكر تغمر قلبي وبها أصدق دعوات النبض ؟!
قـبَّـلـت الأرض وجدران المسجد ثم خرجت ، وبودي لو أبقى مزروعا كالنخلة فيه بقية عمري !!
أمشي بعد صلاتي وعيني تتلفت للخلف بنظرات مترعة بالحب وبالتوديع الحار المتشظي حزنا وحنينا .. أسمع صوتا من جـوف الأقصى يناديني ويشد بسمعي وجوارح روحي إليه:
ـــ يا ولدي .. يا هذا الآتي حبا ووفاء من أقصى أوطان الشوق .. بالله عليك لا تنسانا ، وجدد بالأوب حـج القلب و جسور اللقيا !!
روحي لم ترحل من أرضك يا قدس !! ولم يرحل نبضي عنك ولا مطر حروفي !! مازلت إلى كل زواياك أحــن .. مازلت إلى كل جهاتك أكتب بالدم مراسيل هواي وقصائد حبي وأرسلها عبر بريد الريح !!
إلى كل الأهل هناك .. إلى كل مناضل .. إلى كل شهيد وشهيدة .. إلى كل مدائنك وقراك العربية التي مازالت في روحي وذاكرتي تحمل أسمائك بكل أبجدية العشق التي أكتب بها لعروبتي الممتدة من أقصى قطرة ماء لخليج بالشرق إلى أقصى قطرة ماء لمحيط بالغرب حيث الوطن والأمة والهوية والتاريخ واللغة والمصير .. أكتب إليك يا حبيبتي مكاتيب وقصائد كتسابيح العابد في محراب العشق وكمجنون عاشق لم ينس حبيبته الغالية فائية الحرف.. مكاتيب وقصائد تعرفها ذاكرة التين والزيتونوأطفال الفجر وعصافير الغابات الخضر وفصول الأعوام !!
بقلم / ســـعـيد مـصــبـح الـغـافـري

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 01:51 PM
هـكـذا أرســـمُ فـي لـيـلـكِ قـلـبـي !!





https://scontent.fbom1-2.fna.fbcdn.net/hphotos-xat1/v/t1.0-9/12308253_1721726424731137_6137494183021710859_n.jp g?oh=ed9a59833ded34e16deb5a1f536311f3&oe=571A480F

أتــوقُ لإمــرأةٍ بـالـدجـى
يُـســامرني هـمـسـهـا المُـشــتـهى
تـقــولُ : أنـا الـلـيـلُ في أعــيـني
ولــيـلُ عـــيـوني بـلا مُـنـتـهـى !!
ــــــــــــــــــ
https://scontent.fath3-1.fna.fbcdn.net/hphotos-xpf1/v/t1.0-9/12391859_1729353360635110_8834927636494466613_n.jp g?oh=924ff902afff2bcac1cf46d2b27f2462&oe=57477D3D

شُــرفـاتُ هـذا الـلـيـل قـالـت : أنـتِ !!
فـتـصـوري لـيـلاً بـلا مـرآكِ !!
أنـا بـاصـطـبـارِ الـنـار . أيـنـكِ ؟! غِــبـتِ !!
طــلِّــي ، فـمـسـرى ذا الـهـوىَ مـســراكِ !!
ـــــــــــــــــ
https://scontent.fbom1-2.fna.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/12278804_1720061288230984_3033270172094107556_n.jp g?oh=103d7c4c95730d02f4a22a891130e312&oe=5714E3E7

جـلـســتْ بـالـقــربِ . ثُــغــرٌ بـاســمٌ
رَوْجُــهُ الأحــمـرُ مـن نــزفِ دمـي !!
ويـغــار الـوردُ مـنهـا . كــيـف لا ؟!
وصــبـاحُ الـوردِ فـي ذاك الـفــــمِ !!
ــــــــــــــــــــــــ
مـن زمـانٍ طـال بحـثي عـن وفــا
فـإذا مـرآهُ فـي نـبـضِ يــدكْ !!
وإذا الـشِّـــعــرُ الـذي مـنـكِ هُــنـا
يـغـرسُ الـشـــوق بـقـلـبي لـغــدكْ !!
ــــــــــــــــــــــــ
https://scontent.fbom1-2.fna.fbcdn.net/hphotos-xtp1/v/l/t1.0-9/12360261_1725127574391022_4197543503675224130_n.jp g?oh=5b652179af0c6d1b4f531307a9d3955b&oe=56FD2426

لـكِ قـــد مــرمــريٌّ كـلـمـا
مــاسَ بـالـرقـصِ انـتـشــيـنـا طــربـا !!
وبخــديـكِ ضــيـاءٌ ســــاهـرٌ
غـــار مـنـه الـبـدرُ حـتى غـــربـا !!
ــــــــــــــــــــــــ
https://scontent.fbom1-2.fna.fbcdn.net/hphotos-xfp1/v/t1.0-9/11012885_1721269838110129_1165304162653438534_n.jp g?oh=c8b62384c287bcbdcc417b9ee2b2085a&oe=5703CB85

إقــتـربي مني يـا عــمـري
إقـتـربي . إقـتـربي أكــثـر !!
وازدحـمي عـطـراً فـي جـســدي
ذوبـي بـالآهِ كـمـا الـســـكَّــر !!
ــــــــــــــــــــــــ
يـا حـنـانـاً في حــريـرِ الإصــبــعِ
لــيـت في كـفـيـكِ تــأوي أدمــعي !!
هــاهُـنـا بحــرٌ بـقـلـبي فـاســمـعي
مـا يـقــولُ الـبحـرُ خــلـفَ الأضــلـعِ !!
ــــــــــــــــــــــــ
http://n4hr.org/up/uploads/n4hr_14058046092.jpg

مـدامـعـها خِـضـابٌ بـالأصــابـع
فـلا لــومٌ عـلـيـهـا ولا عِـتـابــا !!
إذا مــا الـلـيـلُ أســهـرهـا حــنـيـنـاً
فـدمـعُ الـقــلـبِ فـي ذاكَ الخِـضـابــا !!
ــــــــــــــــــــــــ
https://scontent.fath3-1.fna.fbcdn.net/hphotos-xlp1/v/t1.0-9/12032057_1701398873430559_8039122235523668082_n.jp g?oh=b4bedf9a8a52001a2b3ca7496e406773&oe=5711D2E3

لا تــقــولي دمـعُ خـــديـك مــيـاه !!
قــطــرةُ الـدمـعـةِ مـن عـيـنـيـكِ آه !!
وبـهـا بـالـقــلـبِ أضـعـافَ الـذي
مـا بـهـذا الـســطـر عـيـنـايَ تــراه !!
فــاطــردي الحـــزنَ وغــنِّ واضـحـكي
أنـتِ فـجـر الـروحِ . يــا فـجــرَ الحـيـاه !!
ــــــــــــــــــــــــ
هــاكِ ســـطـري
فــاعــبـري فـي طــيـوفي !!
يــا ســمـاءً لا يُـحــد مــداهــا
أنـتِ أجــمـل تــوأمٍ لـحــروفـي !!
يــا غـيـومـاً مـن عـبـيـرٍ ، أطـيـلـي
سَـــكْــبَ عـطـركِ عـنـد ضــمِّ كُــفـوفـي !!
ــــــــــــــــــــــــ
http://omaniaa.co/attachment.php?attachmentid=6712&stc=1

وصـلـتُ إلـى الإيــمـانِ الـمُـطـلـقِ
أنـكِ أجـمـلُ أقــــداري !!
وأنـكِ أبـجــد هــذي الـروح
وأروع أشـــعــاري !!
ــــــــــــــــــــــــ
http://n4hr.com/up/uploads/dc9ad6ebf1.gif

تُـغــازلــنـي البـروقُ ولـســتُ أدري
أجــداًّ غــمـزهـا ؟! أم ذا هُـــزالا ؟!
وأرقُـــبُ دنــوهــا مـنـي فـتـنـأىَ
فــأرجــع بـالـمُـنـىَ ظــمــأً وآلا !! *


أشعار : سعيد مصبح الغافري



* الآل

:

الســـراب


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 01:52 PM
ودخــلــنـا في صــبـرٍ جــديـد !!


... ودخــلــنـا في صــبـرٍ جــديـد !!

نحـن الحــفـاة . الطيبون . الساذجون
الصابرون . الســاكــتـون
ومن ( على نـيـاتـهـم ) مـتـوكـلـون

دخــلــنـا في صــبـرٍ جــديـد !!
ورضينا عـيـشــتـنـا المـريـرة من جــديد !!
من أجل نـفـطٍ بـائـسٍ
أو ما تبقى من بقاء
من أجل أنـبـوبٍ وحــيـد
نـفِّـذ وإياك النباح !!
كل الكلام مع الـقــرار إلى ريـاح !!
كل احتجاجٍ أو رجاءٍ عـاثـرٍ لا . لـن يـفــيـد !!

نحـن الحــفـاة . الطيبون . الساذجون
الصابرون . الســاكــتـون
ومن ( على نـيـاتـهـم ) مـتـوكـلـون
من أجل بـئـركُـمُ المعطلة التي
ما فكرت يوما بعـيـنٍ للبعــيـد
ها نحن محشورون في نـفـقٍ جديد !!
نعــتـاش فيه من الملوحة والـمـرارة والصــديـد !!

إلا المـتـاعـبَ والـعـــرق !!

شـــعـر : ســعـيـد مـصـبـح الـغـافــري
فجر يوم الجمعة 14 / 1 / 2016م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 01:53 PM
لا عــصــفـور بـهـذا الـصـــبـح !!


http://www9.0zz0.com/2010/11/07/21/226596917.gif


العالم ينتظر يُغــرِّد !!
كيف يُغــرِّد هذا الـعـصفـور المذبـوح ؟!
كيف سيـشـدو هذا الحالم فوق غصون الورد ؟!
وكيف سيرقص فرحا مثل الأطفال ؟!
هذا الحالم !!
إبن الضوء وقـوس قُــزح !!
حــفـيـد الشمس !!
ســلـيـل الريح الحــرة !!
إغتالوه !!
فودع دنياه ومغـنـاه بآخــر تســبـيـحٍ لله
وآخــر ســقـســقـةٍ تـنـزف في آهٍ وبصوتٍ مـبـحــوح !!
ثُــمَّ ...
ثــم تـلاشــى !!
فحـل الصمت مكان الصوت العذب الشادي !!
وبكى الوادي !!
ذاك العصفور المستشهد !!
ذاك البلبل !!
صـعـد بصمتٍ نحو الله نـقـي الروح !!
وجاء المدفــع !!
ذاك الوجـه الشــيطاني الـمـفـزع !!
ذاك الصوت الأكثر قُـبحـاً ونـشــازاً !!
صار هو المفروض علينا والمســموح !!
فاخـتـلـت أكــوان الموســيـقى وفضاء الألوان !!
واضطرب العالم بعد ســـلام !!
لن أســتـغـرب أو أتعـجـب
فمنذ عصور البارود الأولى
والمدفع لا يهدينا دوما إلا نـقـــالـة مـأســاة !!
نـقـــالـة مـأســاةٍ
يـتـزاحــم فيها دمــار الـعــالـم مـع مـن قُـتـلوا
وأولـئـك من ظلوا بـنـزيـفِ جــروح !!
ونحن بذاك الطوفان الناري الهائج
نستصرخ !!
نبحث في اللجـج المســتـعـرة
عن لـوحٍ طـافٍ يُـنـقـذنـا لـســفـيـنـة نـوح !!
وحيث أهــيـن الصبح بلطخ دخان البارود الـمـتـطـايـر
إنتحـر الورد بآخـر عطرٍ كان يـفــوح !!
وأنا وســط الفـوضى
ودوَّامات الـمـوت الشـاخـص
أصرخ . أهــذي كالمجنون :
من يهـديني زُجاجة عطرٍ ؟!
تُـشــبـه ذاك الورد الراحـل
الـعــبـقي الـبــوح !!
من يهــديـني يا أصحابي ؟
نـايــاً شــفَّــافــاً وجـمـيلاً
مصنوعـاً من نـبـض الـقـلـب
ومن حــنجـرة يـمــامِ الـدوح
فهذي الـفـوهــة
ذات الـفــاه الـفــولاذي المفتوح
ليست تشبه ثـغــر الناي !!
فمها المجـرم ذاك الأســود
ذاك البارد ، أُبصــرُ فـيهِ
أبـشــع مخـلوقٍ بالأرض !!
وأنـتـن روح !!
شـــعـر : ســعـيد مصــبـح الغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 01:55 PM
أوراق من ربـيـعِ القـلـب !!




https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xla1/v/t1.0-9/12670691_1770323999871379_2026922994071501075_n.jp g?oh=2ef0344c4bfb7a0755e9a1c87706b82f&oe=577EE8C9


أنت الصباح إذا ما طــلَّ وشــوشــةً
كل النهار على شُــرفـاتـنـا نَـغَــمـا !!
تـمـشي هناك بـرمـلِ الشــطِّ في ألــقٍ
وحــريـرُ خـطـوكِ فــوق الـرمــلِ مُـبـتـســمـا !!
إبــقِ ضـيـاكِ وغــيـظي كـل عــابــرةٍ
أنـتِ الجـمـالُ . فـيـا سُـبحـانَ من رســمـا !!


&&&&

http://s3.picofile.com/file/8227096526/t49898506.gif



روحـي تـذوب إذا ما اجـتـاحـهـا الجـمـرُ
من لـفـحِ ثـغــركِ . ويـلي حـيـن يـسـتـعــرُ !!
زيــدي الجـحـيـم عـلى شــفـتي فـذا أمـلي
أحــيـا جـحـيـمـكِ . مـا أحــلى بـهِ ســــقــرُ !!


&&&&


تـتـمـدد فـوق رمالِ الشــط
يغطيها زبد الموج بلحظةِ مـد
فـتـغـفـو حالمة بالـفـسـتـانِ الأبـيـضِ والطـرحـة
وبعــرسٍ أســطوريٍّ
وعــريـسٍ أســمـرَ يحـمـلها بـيـن ذراعـيـهِ
يُـقـبِّـلها فتـشـهـقُ
وتُـصابُ بـإغـمـاءِ الـفــرحـة !!


&&&&


https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/12647025_1745126699057776_412345002104956539_n.jpg ?oh=61bdb4ae1128e2de26bd05c7877a78b1&oe=57909B09


بمفردها ونحـن صفوفُ جـيـشٍ
تـصـيـح بـلـحـظـهـا : هل من مُبارز ؟!
هي الحُـسـن الذي إن حـلَّ سـاحـا
فمقـتـولٌ ومجـروحٌ وعـاجـز !!


&&&&


https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xat1/v/t1.0-9/12107282_1704878623082584_1751240700177378499_n.jp g?oh=73e0d359aae11478c9aff118002e4b4b&oe=577D3883


لـو مر حسنكِ صدفةً
من ذا ــ بـربـكِ ــ لـن يـقـع ؟!
رديِّ جـمالـكِ عـنهُـمُـو
قـتـلاكِ رقــمٌ مـرتـفـع !!


&&&&


بكِ جن القلب يا عصف الهوى
فارحمي سُـهـدي وليلي المُـؤرقُ !!
وارحمي روحي فإني شـاعـرٌ
يـكـفـهِ إن طـل حُـســنٌ يُـصـعـقُ !!


&&&&


https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xaf1/v/t1.0-9/12523112_1739324642971315_2781384059368060650_n.jp g?oh=6dd98870e9f8e2f6a319e6be96aa1ab0&oe=578D9634


وأشـتـاق . أشـتـاق غــيـم دخـانـك
ونـفْـضُ الرمـادِ على الـمـنـفـضـهْ
وذاك الحديثُ الـمُـوَشــى مـســاء
وعـيـنـكِ من وجْــدِهـا مُـغـمَـضـهْ
أود حـديـثـكِ عـمـراً يـطــولُ
وإذ يرحــلُ الـوقــت . كـم أبـغــضـهْ !!


&&&&


إني أحبكِ . هل تـري نهري الذي
يجري بحبكِ مذ أتيتِ وما يَـبَـسْ ؟!
يا شمس أيامي وســر سعادتي
لا شئ عمري دون وجهكِ ألـتـمـسْ !!
أنتِ التي لولا وجـودكِ لم أكــن
ســتـظـلي نـبـضي إلى الأخـيـر من الـنَّـفَـسْ !!


&&&&


https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtf1/v/t1.0-9/12418054_1767927766777669_8977564118167110277_n.jp g?oh=0327cd1514cbfafa0d4b2850119e7e03&oe=5788F0DC


ومـن عـجـبي وقـد تـم الـلـقــاء
يـغــيـبُ أمـام عـيـنـيـكِ الكــلامُ !!


وتـزدحــمُ الحــروفُ عـلى شِــفـاهي
فـمعـذرةً إذا ارتـبـك الســلامُ !!


&&&&


https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xlp1/v/t1.0-0/p206x206/10995860_1675844742652639_45067218934533499_n.jpg? oh=ba6b6f8f9958661dbcfd3c003929bf6f&oe=57BC4FBF


يمينها غمازةٌ
تنازع الشمالْ !!
ونارها لجـوجةٌ
بالأمسِ من مُحـالْ !!
بالأمسِ كانت أحـرفـا
بمرســمِ الخـيـالْ !!
هـا إنها حـقـيـقـةٌ
ما خـطـرت ببالْ !!
جـهـنـمٌ لــوَّاحـةٌ
تـلــح بـي : تـعـالْ !!
وســائـلٌ : قــبَّـلـتـهـا ؟!
أقــولُ : إحــتـمـالْ !!


&&&&


https://scontent-ams3-1.xx.fbcdn.net/hphotos-xtp1/v/t1.0-9/12928300_1771566319747147_7238645548676615365_n.jp g?oh=310b5f75bb809e68cecd3835a7cd05ac&oe=57769617


أنـازعـهـا الهــوى فـتـقـولُ : زدني
ودع ذي الكـأس آخــر مـن يــنــام !!
بــلا شُــربٍ ســـكــرتُ بـهـا فـقــولــوا
حــلالٌ خـمـرهـا ذا ؟! أم حــرام ؟!


&&&&


http://www.alro2ya.com/files/images/RO2YA-67914-2.jpg


كـنـت أُحــادثـهـا بـالأمـسْ
وكان العـطـرُ عـلى كـفَّـيـهـا أروع لـمْـسْ !!
كانـت وجـهـاً من نــورٍ صـافٍ
دومـاً تـتـخـاصـمُ فـيـهِ الـشـمـسْ !!
تـحـكي بـالصـوتِ الشــامي الحــلـو
فـتـنـداحُ الـمـوســيـقى أنـغـامـاً نـشــوىَ
من فـمـهـا الـمـعــطــيـر الـهـمْـسْ !!


&&&&

http://38.media.tumblr.com/9624fdd9a63b42520976800316edc19b/tumblr_mh6x10kA7Y1rj579lo1_500.gif


يا ســورة الحـب التي رتـلـتـها
وكـتـبـت في محــرابـهـا آيــاتـي
ســأهــز جـذعـكِ في مخــاضِ قـصـيـدتـي
أنـت الحـنـيـن ومُـشـتـهـى أبـيـاتـي
ظـلـي بـعـمـري أحــرفــاً لا تــنـتـهـي
ظـلي فـأنـتِ حـبـيـبـتي كـلـمـاتـي !!


أشــعـار : ســـعـيد مصـبـح الغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 01:56 PM
بـغــدادُ فــي الـلـيـلِ الـحــزيـن !!


http://www.akhbaar.org/images/night_of_baghdad_3108009.jpg

فـي لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن ..
وآه مـن لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن !!
لـم يـبـق وقــتٌ أخـضـرٌ بـالـضــفـتـيـن !!
وعـلى الأصــابـع
واعـتـجـالات الـتـلاقـي بـالـحــنـيـن
لـم يـبـق زهــرٌ لـلـكــلام
ولا نـســائـم أو حــفـيـف !!
رحـل الـربـيـع مـع الخــريـف !!
فـي لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن ..
لـم يـبـق إلا ذا الـفـراغ المُـكــفـهـر
وغُــبـار وقــتٍ راكــدٍ يـعــلـو الـمـقـاهـي
والأحـاديـث الـرتــيـبـة
وسُــعـالُ شـــيـخٍ مُـجـهـدٍ
يــدبُّ مـرتـعـش الـرجــاء :
ـــ يـا رب . لـطـفـك يـا لـطـيـف !!

http://www.alarab.co.uk/empictures/inpics/_145589040913.jpg ( 1 )

فـي لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن ..
وآه يــا دربَ الـرشـــيـد !!
لـم يـبـق من أُنـسٍ ولا دِفءٍ
ولا هـمـسٍ ولا جــوٍّ لـطـيـف !!
والعـصـافـيـرُ الـتـي كـانـت تُـغـــرِّد فـــوق أغـصـانِ الـمـســاء
نَـبَّـهــت مـذعـورةً جُـنـحـانـهـا !!
لـمـلـمـتـهـا !!
ثــم طــارت نـحــو آفــاق الـغــيـاب !!
آه . يــا وجـع اغـتـرابـك يـا شــظـايـا الإغــتـراب !!
يــا عـصـافـيـري الجــمـيـلـة
يـا تــلاويـن الـقـصــيـدة
يــا غــنـاء الـروح
يــا قــمـري الـطـفـولـيّ الـشـــفـيـف !!
فـي لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن ..
لا ثــمَّ خــلـخـالٌ يُـعــطـرُ ذا الـطــريــق !!
لا جـمـيـلاتَ عــيـونٍ أو ظِــبــاء !!
لا جــدائــلَ ســابـحـاتٍ
كـان هـذا الـلـيـلُ إن مــرت يــغــار !!
وكـنـتُ أفــرح حــيـن يــعــبـر رقـصـهـا وهــج الحـــروف !!
فـي لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن ..
لـم تـبـق ثـمَّـة ضـحـكـةٌ نـشــــوى
تـمـيـد بـخــافــقـي وبـذا الـصـــدى
لـحــنــاً عـــراقــيَّ الـرنـيـن !!
لـم تـبـق إلا صــورة الـعـصـرِ الـمُـشــوَّه
الـمُـدجــج بـالـكـلاشـــيـنـكــوف
والـكــاكــي الـبـغـيـض
وألــف صــافــرةٍ تُــخــيـف !!

http://www.akhbaar.org/images/shahryar_and_sharzad_statue_in_baghdad_abu_noas_15 07008.jpg

فـي لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن ..
لـم يـبـق من كـل الـذي يـا لـيـت يـبـقـى ســـوى الـخــســــوف
وخُــطــاً تـســيـر إلى نـهـايـاتِ الـضـبـابِ بـلا كــلام
ســـوى ارتـقـابِ الـخــوف في نـبـضِ الـرصـــيـف !!
فـي لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن ..
هـاهُـنـا كـانـت ظِــبـاؤك يــا عِــراق !!
هـاهُـنـا . مــلءُ مــدى هـذا الـضــيـاء !!
الآن تـســألـنـي الـقـصــيـدةُ : أيـنـهـا ؟!
وأيّ قـنـاصٍ غــبـيٍّ راعــهــا ؟!
فـأســلـمـت لـلـريــحِ ســيـقـان الـعــبـيـر !!
وأنـا بـكـل قـصـيـدتـي الـظـمـأى
وأســئـلـة الـذهـــول
تـجـتـاحـنـي ريــحُ اشـــتـيـاقٍ عــاصــفٍ
لُــبـنـى وأســمـاءً ولــيـلـى و " الـقـمـر " !!
هــذي الـظـبـاءُ الـســـمــرُ أيــن فـــرت يــا تُــرى ؟!
وبـأيِّ غــابــاتِ ضِــيـاءٍ إحــتـمـت ؟!
وبـأيِّ طــيــف ؟!
فـي لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن ..
وحـيـث لا مــوَّالَ لـلأفــراحِ فــيـه
كـل الـذي يـعـزفــه هـذا الـلـيـلُ
أوتــارُ أنَّــاتٍ لـطـفـلٍ بــائـسٍ
بـالـبـردِ يــأويــهِ الـعــراء
وحــلــم جــوعٍ
يـشــتـهـي قــمـراً صــغـيـراً مـن رغــيـف !!
فـي لـيـلِ بـغــداد الحـــزيــن ..
الـجــرح يـمـشــي حـافـيـا وســط الأزقــةِ والـســـطـور !!
بــغــدادُ آهـــة شــاعــرٍ
بـالـلـيـلِ يـســـتـبـقُ الـوضــوءَ
بـمـا تـبـقــى مـن ضــيـاء !!
يــا تــراتـيـلَ الـجـــروح
يــا تـســابـيـح الأســـى
وتــلاوات الـدمـوع
يــا تــهــجــد . يــا تــبـتــل . يــا صــلاة
حــيَّ عــلـى الـكـتـابـة
حــيَّ عــلـى الـكـتـابـة
بـغــدادُ فــي الـلـيـلِ الـحــزيـن !!
بـغــدادُ مـحـــرابُ الـنــزيــف !!
شـــعـر : ســـعـيـد مـصــبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الصورة ( لمقهى الزهاوي أو باب المعظم ) أشهر وأعرق مقهى في تاريخ العراق الحديث ويقع في شارع الرشيد ببغداد .. في هذا المقهى بوجه خاص كان يلتقي أشهر شعراء وأدباء العراق بما في ذلك كثير من رفاقهم من الشعراء والأدباء العرب الذين عرفهم الوطن العربي وفيه كانوا يلقون قصائدهم ومقالاتهم .

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 01:57 PM
أنـتِ الأنــوثــةُ كــلــهــا !!

http://www.alro2ya.com/files/images/RO2YA-67914-2.jpg


هــيــفــاءَ وَهْــبـي ؟! أم أنــا ؟!
قــل لـي . فـأنـتَ المُـطــلِــع !!
بـيـن الـثُّــريـا والـثَّــرى
فــرقٌ كـبـيـرٌ مُـتـســع !!
( بـالأصــلِ ) حُـسـنـكِ حُــلـوتـي
مـا كـان شـكـلاً مُـصـطـنـع !!
يـا أنـتِ . قـد حــيَّـرتـني
مـاذا ســأرســمُ أو أَدع ؟!
إن جــئـتُ أوصــفُ مــا أرىَ
كُــلُّ الجـمـالِ بـكِ اجــتـمـع !!
غَــنَـجٌ ومَـشــيٌ نـاعـــمٌ
دَلَــعٌ ومـا أحــلـى الـدلــع !!
والخـــدُّ وردٌ بـاســـمٌ
ربَّــاهُ مـنـهُ إذا طــلـع !!
يـمـشـي ضــيـاءً . لا تــرىَ
نَـمْـشــاً عـلـيـهِ ولا بُـقَــع !!
ولـكِ الحــواجــبُ حـــدها
ســيـفٌ صــقـيـلٌ قـد قــطــع !!
ولـكِ العــيـونُ لــواحــظٌ
منهـا وفـيـهـا الـمُـصــطـرع !!
والـرمـشُ ســهــمٌ جـــارحٌ
يُــدمـي القـلـوب إذا وقـــع !!
والـثـغــرُ شَــهْــدٌ . مُـشــتـهـىَ
مــا مـن رِضــابـهِ مُـشـــتـبَـع !!
والهـمْـسُ نــايٌ حــالــمٌ
قـد ذابَ مـنـهُ الـمُـســتـمـع !!
والجــيـدُ عُــنـقُ ظــبـيـةٍ
شــدَّ العــيـونَ إذا الـتـمـع !!
والـشَّـــعــرُ مِـنـثـالٌ كــمـا
شـــلالُ لـيـلٍ مُـنـدفِــع !!
والـقـــدُّ ريَّــانٌ عــلـى
تـلـك الأريـكـةِ مُـضـطـجِـع !!
والـثــوبُ راقٍ . لــونُــهُ
فـي كُـل حـفـلٍ مُـبـتَـدع !!
لــو لـي هــواكِ وكُـنـتِ لـي
وحــيـاة عـيـنـكِ لــم أبِــع !!
أنـتِ الأُنــوثـةُ كُـلـهـا
غــطـت جـمـالَ الـمُـنـتـجــع !!
إن مَــرَّ حُـســنـكِ صُـــدفــةً
مَـن ذا ـــ بـربـكِ ـــ لـن يَـقــع ؟!
ردي جـمـالُـكِ عـنهُــمُ
قــتــلاكِ رقـــمٌ مُـرتــفـع !!
شــعــر : ســعـيد مصـبـح الغــافــري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 02:01 PM
المـمكـن فـي لـغـة الهـدوء .. قـــراءة إنـطـبـاعـيـة لـكـتـاب
(كــبـرت عــقــلا) للكاتبة العمانية بـلـقـيـس الـمـزروعــي

http://www.azamn.com/wp-content/uploads/2015/11/Screen-Shot-2015-11-09-at-12.57.26-PM.png


على نغم حالم وصوت هادىء دافىء الحروف واللغة وأجواء طقسية مزجت بين الرومانسية والحلم والتصوف الوجداني الجميل ـــ مشت نصوص ( كبرت عقلا ) للكاتبة العمانية بلقيس المزروعي ، ويعد هذا العمل الأدبي باكورة إصدارات الكاتبة بلقيس وقد صدر في طبعته الأولى هنا بسلطنة عمان وذلك عام 2015م عن دار بيت الغشام للنشر والترجمة بمسقط .. وجميل جدا أن يولد للكاتب/ الكاتبة أول عمل أدبي له/ها في وطنه وبين أهله حيث للإحتفاء والاحتفالية بالمولود يكون لهما طعم خاص وجو بهيج من الطقوس المفعمة بالفرح والنشوة والتقدير والشعور بروعة رؤية الحلم متجسدا بحقيقته كتابا ورقيا جميلا يضم بين دفتيه بعض نبض القلب وبعض صوت الروح وخلجات النفس الانسانية التواقة إلى رفد عالمنا بألوان زاهية من صور الجمال والحب والخير والنبل والسمو الانساني الجميل الذي كم هذا العالم المتشنج أعصابا وروحا بات بمسيس الحاجة إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى ..
نصوص بلقيس المزروعي وإن كانت لمحات خاطفة لخواطر قصيرة لكني رأيتها من خلال قراءتي لها أقرب إلى الشعر منه إلى النثر سيما وأن فيها وبينها الكثير من النصوص التي حملت أجواء شعرية وإنْ بطريقة مكثفة تصور اللحظة الشعورية أدق تصوير ومن زواياها الأعمق والأصدق وبشكل عفوي خالٍ من التصنع التعبيري والتكلف اللفظي في سياق العرض ذاته عبر اللغة ذاتها وعبر ما يمكن أن أسميه بـ ( إستنطاق الداخل ) .. تغوص بك الكاتبة بلقيس المزروعي عبر نصوصها في أعمق أعمق دواخلك وصراعاتك كإنسان تعتريه شتى ضروب العواطف الانسانية : الحب . اليأس . الغضب . الهدوء . الغفران . الإيمان . النقاء .. إلخ مفردات البوح والنبض .. لكنها ـــ أي الكاتبة ـــ لا تفتأ وبحس أدبي يقظ في كثير من نصوص ( كبرت عقلا ) أن تضع القارىء وتستوقفه دائما عند الممكن صنعه من الايجابي في الحياة حيث صور التفاؤل والجمال والخير بارزة في مقاطع هذه النصوص إلى درجة ( النصح ) كما في آخر نص ختمت به هذه المجموعة والمعنون بـ ( كلمة أخيرة ) .
وأعود إلى ما لمحت وأشرت إليه قبل قليل في هذا المقال فأقول : أن هذه النصوص وعن إنطباع شخصي ( غير ملزم طبعا لأحد ) هي أقرب إلى الشعر منها إلى النثر ، أو هي بالمعنى الأصح والأشمل تميل أكثر إلى ( اللغة الشعرية النثرية ) خالقة بذلك فـرادة بصمة ولونا كتابيا خاصا بالكاتبة بلقيس المزروعي وبها فقط وبشكل يكسر المألوف أو السائد من أساليب الكتابات الأدبية التي تطفح بها الساحة الأدبية وما أكثرها ..
وأنا يعجبني حقيقة أن يكون الكاتب مختلفا جدا بكتاباته عن الجميع .. إن التمرد على اللغة وعلى الأشكال والقوالب الأدبية المستهلكة جانب مهم من شخصية ( المبدع ) وعلامة أساسية فارقة تؤكد حقيقة أصالته وإبداعه ككاتب متميز وأيضا هي كذلك مهمة مقدسة يقوم بها الكاتب نفسه بحكم أهليته كمبدع خلاق قادر على خلق المختلف من اللا ممكن .
وهاهي بلقيس المزروعي في ( كبرت عقلا ) تضع اللبنة الأساسية والإختمار الأهم لتميزها القلمي هذا في رحلة الكتابة التي أتمنى أن تأخذ كل عمرها فيها وبوهج لا يخفت وعطاء لا ينضب إن شاء الله .
وكقارىء بسيط إعتدت دائما أن لا يكفيني ولا يقنع ذائقتي كقارىء متعطش للقراءة أن يتحفني الكاتب/الكاتبة بعمل ( أدبي ) يسوق له من الدعاية التسويقية والترويجية ما يفوق ما بداخله من حروف وكلمات وأوراق ثم يقول/تقول لي وبإغراء مبتسم : هـاؤم . إقرأوا كتابيه .. لا تصدمني بكتاب يحمل بين دفتيه كومة أوراق منمقة مطرزة بلغة باهتة وتعابير مسطحة ثم تحاول أن تقنعني بأنه ( عمل أدبي ) .. أنا أريد كتابا يفتح شهيتي على آخرها لقراءته .. كتاب لكاتب حقيقي يثير فيَّ وعن عمد تلك الدهشة والنشوة والانفعال والفرح الطفولي الذي أرجوه وأظمأ إليه من خلال ما أقرأ .. إن الكاتب الحقيقي يعي هذه المسألة وعيا تاما وينتبه إليها جيدا سواء عند نثر كتاباته في اليومي من المنشورات النتية أو عند قيامه بخوض مغامرة إصدار كتاب .. وهذه باعتقادي أهم وأخطر من النشر السهل في يوميات النت والمواقع الإلكترونية الكثيرة التي تعم الدنيا والتي يمكن أن تنسى وتطوى في رزنامة الأيام ولا يتذكرها أحد إلا صاحبها مادام حيا .. أما هنا مع الكتاب ومع تجربة إصدار كتاب فالوضع مختلف جدا .. أنت هنا تقدم للعالم بعضا من عصارة فكرك وجانبا من تجربتك الأدبية في شكل كتاب ورقي يصدر ويقتنيه الناس في مكتباتهم وسيكون لهم فيه ومعه وعنه آراء وردود أفعال وإضاءات شتى تتباين تبعا لأذواقهم ومدى ثقافتهم واطلاعهم والمدارس التي ينتمون إليها ..
بلقيس المزروعي غامرت وخاضت عن ثقة تجربة إصدار أول كتاب أدبي لها .. مشت في طريق هذه المغامرة اللذيذة هادئة الخطا وبدون جلبة أو ضجيج أو انفعال أو صخب وكانت صورة حية منعكسة على مرآة كتابها الجميل نفسه الذي أصدرته والذي أنا شخصيا دهشت به وبروعته وبجمال نسيجه الداخلي لغة وأسلوبا وعرضا ونبضا أيضا ، فقرأته بمتعة شديدة وعشت في أجوائه بكل تقلباتها وألوانها وصورها البديعة التي وفقت الكاتبة بلقيس في التقاطها عبر عدسة اللغة .. لغتها الخاصة التي مزجت نثريتها بالشعر فكان جمال صورة النص أخاذا وأكثر من رائع ..
أشد على يديك الكاتبة بلقيس المزروعي مشجعا ومحمسا بأن تواصلي طريق إبداعك ونهر عطائك الأدبي الجميل هذا بنفس روح تميزك القلمي والذي أكدته وبثقة منذ أول إصدار لك ( كبرت عقلا ) والذي كما أنا سعدت حقا بقراءته سعدت أكثر برصده ـــ وإن كان على عجالة ـــ بقلمي المتواضع وأن أنشر عنه هذا المقال المتواضع كقراءة إنطباعية أدرك ـــ عــذرا ـــ أنها مقتضبة ولن تفيه كل حقه من التقدير والتعمق وأتت مقتضبة سريعة وفيها حاولت أن أسطر بعض جوانب دهشة روحي القارئة وفرحة قلبي إذ أقرأ كتابا أدبيا محترما فكرا ونصوصا وجديرا بالقراءة والدهشة والفرح في آن .
بلقيس المزروعي .. أنت كاتبة جميلة النبض والحروف وقادمة بقوة إلى الساحة .. أبارك لك أولى خطوات الحبو الأدبي الواثق على درب ألف باء الكتابة ، متمنيا لك مستقبلا مشرقا في سماء العطاء وأن تكوني إضافة أدبية جميلة لأدبنا العماني تزيد من جماله وروعته وخصب عطائه وتدعم من مكانته بين الأمم .
عميق ودي وتقديري لك
بقلمي / ســــعـيد مصــبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 02:02 PM
مـتـى يـا قُـــدس يـحـمـلـنـي الـصــهــيـلُ ؟!


عـلى وطــنِ الـعــروبـةِ بـي جــراح
وإني من جــراحِ الـعُـــربِ شِـــبـتُ !!
وكــم من آهـــةٍ نــدَّت بـقــلـبي
أبـت صــمـتـاً ومـا لـلاهِ صــمـتُ !!
وكـم لـيـلٍ بـسُـهـدِ الحـرفِ يـمـضي
جــراحـاتٌ بـهـا شِـعـري نــزفــتُ !!
تـنـام النـاس أعـيـنهـم وإني
ولا لـيـلا بـعـمـر الحــزنِ نــمـتُ !!
تـنـاوشـنـي الهـمـوم وتـعـتـريـنـي
شــآبـيـبُ الحــنـيـن متى ســألـتُ
أرى ذا العـمـر يمضي بي ضـيـاعـاً
ولا أبـصـرتُ فــيـه بـمـا حـلـمـتُ !!
ووآ أســفـي على حـالي إذا مـا
على ذاك الـســـريـر / الـذل مُــتُّ !!
فـمـا شــرف الـمـمـات عـلى فــراشٍ
حـقـيـرٍ . بـاردٍ وبـهِ طُــويـتُ
ولـكـنْ في وغــى ولـظـى رصـاصٍ
أرى فـيـهِ الحـيـاة وإن قُــتـلـتُ !!
ولـو فـي أمـتـي يـأتـي ( صـــلاحٌ )
لـمـا تــاه الـطــريـق بـنـا وحــرتُ !!
ولا ظـلـت يــد الأقـصـىَ تـئـنُّ
ولا صـرخـت مـن الإذلالِ بـنـتُ !!
ولـو للهِ أخـلـصـنـا الـنــوايـا
لـمـا رومٌ ولا دِعــشٌ رأيــتُ !!
أُفـتـشُّ حـاضـراً مـا فـيـهِ عِـــزٌّ
ولا مـن روحِ أجــدادي وجــدتُ !!
ألا سُــحـقـاً لـمـن قــالـوا : مــلـوكـاً !!
ومـا هــم بـالـمـلـوكِ إذا وصــفــتُ !!
كـمـا الأراجــوز أشـكـالاً أراهم
طــواويـسـاً لـهـم تـاجٌ و " بـشـــتُ " !!
وأصـنـامـاً تُـمـجِّـدهـا الـقـوافـي
ومـن ذُلٍّ تـقـولُ : لـكـم عــبـدتُ !!
وهـم شــتـى وتـحـســبـهـم جـمـيـعـاً
وآحــاداً مـتـى فـيـهـم جـمـعـتُ !!
يَــؤمُــونَ الـمـراقـصَ كـل لـيـلٍ
وفـي يــافــا أخ يـبـكـي وأُخــتُ !!
ومـن شــامٍ وبـغـدادٍ وقــدسٍ
ومـن يـمـنـي الـســـعـيـد أنـا صــرخــتُ !!
وهــم جــربٌ بـلا خـجـلٍ يُـجـيـبـوا :
( إذا جـمـلـي بـمـنـجـاةٍ نـجــوتُ ) !! *
كـأنـا لـســنـا مـن عــدنـانِ دمًّــا
ولا قــحــطــان يـجـمـعـنـا وبـيــتُ !!
مـتـى يـا قُـــدس يـحـمـلـنـي الـصــهــيـلُ
إلـى أقـصــاكِ ؟! آهٍ . كـم حــنـنـتُ !!
يـطــولُ الـصــبـر فـي حــلـكِ الـلـيـالـي
ومــا مــن رَوْحِ ربــي قــد يــئــســـتُ
عــسـى يــومـاً يــجـيء بــهِ ضــيـاءٌ
يــقــود لــواءَ مــن مـعـهـم رجـــوتُ

شــعـر : ســـعـيد مـصــبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الشطر مستوحى من المثل الشعبي العماني الذي يقول : ( من تسلم ناقتي ما علي من رفاقتي )

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 02:03 PM
الـشِّــــــعــر إذا تــنــفــس !!

https://scontent.fath4-1.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/13055315_1781829992054113_321548973258121708_n.jpg ?oh=f3a699bff902b46436cf57358abe434f&oe=57E0D092

عـيـنـاك أول من أُصـافـحـهُ
من كل شيءٍ فـيـكِ أهـــواهُ !!
هـانحـن بالـمـقـهى وفي وَجْــدٍ
حـتى نـســيـنـا ما طـلـبـنـاهُ !!
&&&

http://aawsat.com/sites/default/files/styles/article_img_top/public/large_3.jpg?itok=5AZOgTh4

أثـقــل يـومٍ عـندي الســبـتُ
حـين أودع صحـباً . بـيـتُ !!
يـأخــذني قـدرٌ في دربٍ
شـاء العـيـشُ . أنا ما شــئـتُ !!
خـمـسـة أيـامٍ من عمري
دهــرٌ أحـســبـهـا بـل مــوتُ !!
إن قـالـوا : عِـشـهـا لــذاتٌ
ما طـابـت إلا إن عــدتُ !!
&&&
نـهـارنـا من تـعــبٍ
بـمـلـبـس الـعــرق
ولـيـلـنـا في فِــكَــرٍ
يـســوطها الأرق !!
لا هــدأةٌ لـروحـنـا
في لـجـة الـقـلـق !!
&&&
عـيـني تـطـل على الضــيـاء
وأقـول : شـكـرا يا نهاراتي الســعـيـدة
هذا صباحي تـوحـمـاتٌ
تـشــتـهـي مـطــر الحــروف
وبـعـض عـطـرٍ من قـصـيـدة !!
###

https://scontent.fath4-1.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/12742783_1751218215115291_6582220447678101607_n.jp g?oh=30edcaae791cb07be9ed55f04b22d38c&oe=57E3C26F


ـــ إلى روح صاحبة هذه الصورة الشهيدة الفلسطينية الجميلة صابرين التي صبغت تراب بلادها بدمها الأحمر الزكي في نفس يوم عيد الحب .. هذا أجمل عشق .. هنيئا لها أجمل عيد في الجنة ..

أطاعـك قـلـبـك يـا ابـن الـقــرود ؟!
بـأن تـقـتـل الـورد واليـاسـمـيـن !!
ألـم تـبـصر الـنـور في حـسـنهـا؟!
ألـم يخـبـروك بمن صـابـريـن ؟!
أيـا مَـسَــخــاً هذه وجــه شــعـبي !!
هذي فـلـسـطـيـن روحـاً وطـيـن !!
&&&
ونحن نعـيـش في عصرِ السخـافـه
نـرى بـنـتـاً كـعـظـمٍ في النحـافـه
تـكـثـف حِـمـيـهـا لـتـصـيـر مسـخـاً
بـلا شـكـلٍ ومــرآهـا قــرافــه
فـلا لـحـمـاً أرى فـأقـول جـسـمـاً
ولا ردفــاً مـلـيـئـاً بـالـتـفـافـه
لحـاهـا الله من شـكـلٍ قـبـيـحٍ
كـمـثـلِ الجـن زادتـنـا عــيـافـه !!
&&&

https://scontent.fath4-1.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/12295382_1719368144966965_6920541900682470512_n.jp g?oh=76b891d89d23f021039ee9868e994ce4&oe=57DAB766

أحبيبتي ..
هذا ســناء قادم بالـفـجــر في درب الرجاء !!
فاصغ, لـوقـع مجيئه,
ولذلك الـتـوق المجنح بالصهيل وبالحــداء
وتـصـبـري !!
لم تـبـق إلا مسـافـة
ما بـيـن ثـغـرك, والضــيـاء !!
&&&
هذا الفـســتـان الأحـمـر
ذو اللون الجــذاب
وتلك الســاق الثملى بالنور الأمـلـس
والشــفـق المتوهج فـوق الشــفـتـيـن بذاكِ العــنـاب
وعيناكِ
ونداء العطش المتصامت بين الأهــداب
يا أنـت !!
يا هذا الجسد المتمدد ضــوءا شـــبـقـيـاً
في غـســق الوجـــد المنســاب
أنا بين يديكِ
فخذيني في نار جنونك
ضميني حضناً مشـتـاقـاً
عـن حضنكِ أبـدا ما تـاب !!
ضميني نـبـضـاً . أنـفـاســاً
وبقـيـة أعـصــاب
بإثنينا نحـن
في صـدري وبـصـدرك ريـح
ما من شـبـاكٍ يـنـقــذنـا
من هذا الأجِّ المتـسـاعـر
ما من أبــواب !!
&&&
لو أنها شبكت أصابع كـفـهـا
كنا ابـتـنـيـنـا عـريـشـة تحـت الـقـمـر !!
وقـطـفـنـا من لـيـل النجـوم أزاهــراً
ومشى الكلام على الدروب كما المطر !!
لكنها فــرت وقالت : ما أنا
من كنت تأمل أن تـمـر على العـمـر !!
بـكـت الاصابع في يـدي لـوداعــهــا
ورجـعـت قـلـبـاً من حـطـامٍ منكـسـر !!
&&&
غـيَّـبـوا حـسـنـكِ يا محـبـوبـتي
وبكى القـلـبُ على ما غـيَّـبـوا !!
آهـــة أنـتِ بـنـبـضي كـلـمـا
مــر وجــه الحــزنِ صــاحــت : حــلـبُ !!
&&&
تـثـيـرني غـمَّـازةٌ
بـنـهـدكِ الصـغـيـر
وحـلـمـةٌ تـوردت
كالضـوء . كالعـبــيـر
يا جـمـرةً إضـطـجـعـت
إيــمـاءةً تـثـيـر
بـي ما بـهـا من لـهـفـةٍ !!
مَـن يـوقــفُ الســـعـيـر ؟!
&&&
http://img.arabstoday.net/2014/11/exlarge/arabstoday-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8.jpg

صديقة عمري
يقف أمامك حرفي النازف
يـســوعــا مصـلـوبـا
في جـذع اللا ممكن والزمن الصعب
معذرة منك
كنت سأكتب عن عينيك كلاما حلوا ..
لـولا هذا الحزن الطاغي زمن الحـرب !!
كنت ســأرســم ثـغـرك ذاك
أروع ورد يضحك صبحا ..
لولا عتمة هذا الليل وذاك الجــدب !!
ماذا أكتب عنك ؟! و شعري
وطـــن يأخـذ شـكـل الجــرح
وشـكـل الآه الممتد طـويـلا
من شــرق إلى غــرب القـلـب !!
أتـســاأل في عـصـر هـزائمنا الكبرى
وغياب الفـجــر الآتـي بالغضب الساطع :
هل يصلح في هذا الوطن المنحوس الطالع أن يـولـد حـــــب ؟! *
&&&
عـطـشٌ يُـحــرقـني . إرويـني
من نهـر الـقـبلات العــذبـة
أنا عـمـر ضاع بـلا أمــلٍ
فــأريـحي قـلـبي من تـعــبـه
ضـمـيـني وخــذيـني شــفـة
إشــتـاقـت قــبــلاً مـلـتـهـبـة
وعِــديـني بـلـيـلٍ مجــنـونٍ
إذ يـبـدأ لا يُـنـهـي صـخــبـه !!
&&&
تـعــود ســمـيـرة بعـد إرتـحـال
لأجــل العــلـوم ســراجـاً مُـنـيـرا
فـتمضي مع الركـب جــنـديـةً
تخـوض الغــمـار بـقـلـبٍ جـسـورا
بحــربٍ على الجهل تـرجـو بها
بـلادا وشـعـبـا بشـأنٍ كبيرا
فــلا عــز قـــوم ســوى بالعــلـوم
وبالعــلـم بالعــلـم يحــلـو المـســيـرا
ســمـيـرة فـيـكِ أراهـا بـلادي
بـوجــهٍ جــديـدٍ وشـــأوٍ خــطـيـرا
وعـــزمٍ بـفـعـلٍ تـقـول خُـطـاهُ :
أنـا مـوطـنٌ لـن يكــون الأخـيـرا !!
####
تُـعـاتـبـني إذا ما قـلـت لـيـلى
ويُـغـضـبهـا بـشِــعـري اسـم لـيـلى
تـغــر لـيـلى. فمن لـيـلى ؟! وأنـتِ
ضـيـاء الـروح في حــرفي تجـلى !!
أشــعـار : ســـعـيد مصــبـح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ


* أقصد بالوطن هنا عموم الوطن العربي من خليجه إلى محيطه .

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 02:06 PM
وطــنٌ جـمـيـلٌ إِســمـهُ ( مـيـســـاءُ ) !!


* إلى صديقتي الأعز الشاعرة القديرة مـيـسـاء الـحـلـبـي .. شكرا للضاد التي جمعتنا .. سنظل جسرا من وفاء ..


http://n4hr.org/up/uploads/n4hr_1446634546184.png

لـكِ كـل حـقٍّ إن بـدوتِ مـلـيـكـةً
طبع الملوك تحفهم أضــواءُ !!
يـا مـن بـحـسـنـكِ قـد خـطـفـتِ قــلــوبـنـا
كـم أبـهـرتـنـا بـشــامـكـم حـســنـاءُ !!
إذ يسألون عن الجمال وأهله
بـكِ دائـمـاً تُـســتـفـتـحُ الأنـبــاءُ !!
فـي وجـهـكِ الشــامي أُبـصــرُ غــادةً
يـحـتـارُ فـيـهـا الـفــن والإيـحــاءُ !!
إن جـئـتُ أرســـم بـالـحــروفِ جـمـالـهـا
لا لـن يُــوفِّـي حـقـهـا الإطــراءُ !!
هــا إنـهـا كـالـشـمـسِ عـنـد نـهـارهـا
وبـلـيـلـهـا ــ مـحـبـوبـتـي ــ قــمــراءُ !!
إنـي أُودع وجـهـهـا مُـتـبـســمـاً
لـكـن قـلـبـاً داخـلـي أشـــلاءُ !!
يـا وجـهـهـا إمــا بــدت أنــوارهُ
تـغــار مـنـه الـضــوأةُ الـلألاءُ !!
وجــهٌ مـلـيـسٌ . ضـاحـكٌ . مُـســتـبـشـــرٌ
مـتــوردٌ وحـــديـثـهُ وَضَّــاءُ !!
أهــواكِ . أهـــوى كـل لــونٍ تــرتــدي
أهـــوى عــيـونـكِ هــذهِ الـنجـــلاءُ !!
أهـــوى جــدائـلـكِ الـطــوالُ ولـيـلـهـا
والـريــح خــلـف جـنـونـهـا أهـــواءُ !!
وأحــبُّ صــوتـكِ فـي أرقِّ حــديـثـهِ
يــا حــلــوَ نـغـمـةِ صــوتـكِ الـرَّنــاءُ !!
وأُحــبُّ حــرفــكِ بـالـســطـورِ مـســافــراً
تــزهــو بــهِ الأفــكـارُ والأرجـــاءُ !!
وأحـــبُّ عــطــركِ إذ يــضــوع بـهـمـســهِ
وهــمـيـسُ عــطــركِ وحـــدهُ إغــــراءُ !!
كـلٌّ يــرىَ فـي عــيـنـهِ ( هــيـفــاءُ )
وأمــام حــســنـكِ تـخـتـفـي هــيـفــاءُ !!
هــذي الأنــاقــةُ أنـتِ أنــتِ أُصـــولُــهــا
لــولاكِ كــلّ جــمـيـلـةٍ شـــوهـــاءُ !!
ومن اخضرار حروفنا لا تعجبي
لــولاك كــلّ ســطـورنــا جــدبــاءُ !!
مــا كــنـتِ شــكـلاً فـي الـحـيـاةِ مُـعــطَّــلاً
بـل رُحـــم خــيـرٍ يُــنـجــبُ الـعـظـمـاءُ !!
وأبـيـةٌ مـن قــاســـيــون شــمـوخــهــا
وســـخـيـةٌ كــجــدودهــا ، مِــعــطــاءُ !!
وشجاعة منذ النضال عرفتها
ما اثاقلت إن شبت الهيجاء !!
شــامـيـةٌ . فــاهــتـف إذا أبـصــرتـهـا :
ـــ الله أكــبـر . هــذهِ حـــوَّاءُ !!
فــابــقِ الجـمـيـلـةَ والجـمـيـلـةَ دائـمـاً
فـجـمـالـكِ الـفــتـانُ إِســـتـثـنـاءُ !!
أنـتِ الحـبـيـبـةُ لـيـس غـيـركِ مُـلـهِـمـي
ألِــفُ الـبــدايـةِ أنـتِ لـي والـيــاءُ !!
أشــجــار هــذا الـقــلـبُ حُــبـكِ مــاؤهــا
ســتـمـوتُ إن لــم يُـســقـهـا ذا الـمــاءُ !!
والحــبُّ أغــلى خــفــقــةٍ بـقــلـوبـنـا
لـولاهُ مـا عـشـنـا هُـنـا أحـــيـاءُ !!
قــلـبـي يُـحــبـكِ . أنـتِ فـي أعـمـاقــهِ
وطــنٌ جـمـيـلٌ إِســمـهُ ( مـيـســـاءُ ) !!
عـنـد افـتـكـاري تـمـري أنـتِ بـخــاطـري
وتـغـيـبُ عـني دائـمـاً أشـــيـاءُ !!
الحــبُّ مـنـكِ ومـنـكِ يـبـدأُ حــرفـهُ
هـل يـســـتـوي الـبــاءُ لــولا الـحــاءُ ؟!
ولـمـن يُـنـادي ذاكــراً مـيـســـاء
يــا لــيـتَ كــلّ نـســائـنـا مـيـســـاءُ !!
إن قــيـلَ : ( شــامٌ ) لاح ثُـغــركِ بـاســمـاً
واســتـعـذبـت مـن ضـحـكـهِ الأجـــواءُ !!
أو قــيـلَ : ( شــامٌ ) جــنـةٌ مِــلءُ الــرُّبــا
إســـتـوقــفــتـنـي عــيـنـكِ الـخــضــراءُ !!
فـالـشــامُ أنـتِ . فــيـا هــلاَ بــكِ . يــا هــلاَ
عِـشــتـي وبـاســمـكِ عــاشــت الأســـمـاءُ !!
شــعـر : ســــعـيد مـصــبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 02:08 PM
وعــاد طــائــر الـحـــنـيـن !!

http://taroyaro.files.wordpress.com/2013/06/483543_108156242684796_351881719_n.jpg?w=300&h=300

... وشهقتِ حين فتحتِ الباب لتريني واقفا أمامك مبتسما .. إتسعت حدقتا عيناك الجميلتان المتفاجئتان غير مصدقتان أنهما تريان الآن صديقا من زمن الجنون .. وارتبكت الفرحة على وجهك القمحي المشرئب بالحمرة والانفعال .. أما أنا .. فخلف ضلوعي كان يضج الشوق والفرح .. قلت لك بصوت متحمس تعمدت به أن ألغي كل رسميات الاستقبال :
ـــ مشغولة الآن ؟!
أجبت فورا وبحماس :
ـــ كل وقتي لك !!
قلت وأنا أدفع بحقيبة سفري نحو الداخل كإشارة صريحة مني إلى أني سأمضي كل أيامي الثلاثة التي جئتها إلى هنا معك :
ـــ إذن ماذا تنتظرين ؟! هيا بنا ..
تلعثمت ناظرة إلى هندامك البيتي العادي الخالي من الأكمام الذي ترك ذراعاك عاريان بنفس ملاستهما الحريرية التي أحبها .. ثم سمعتك تقولين بارتباك وأنت تدعونني للدخول :
ـــ حسنا .. أدخل .. هل ستقف هاهنا عند الباب ؟! أدخل أهلا بك وانتظرني عشر دقائق بالصالة ريثما أغير ملابسي ..
في خروجنا ؛ شوارع لندن لم تتغير معالمها منذ نيسان الماضي .. آخر زيارة زرتها لها برفقة أختي .. كل ما زاد في الأمر حنين لا يحد وشوق لا يقهر لأحباب وأصحاب يعيشون هنا .. وها إني ألتقي من جديد وعلى نحو فجائي مجنون بأعزهم وأقربهم إلى روحي دائما .. أنت !!
ـــ وماذا بعد يا صديقتي الغالية ؟! لقد رميت بحضنك كل هموم قلبي وكل متاعب حياتي وما مر بي من صدمات وعواصف .. أنا آسف جدا .. لنغير الحديث بحديث آخر أكثر إشراقا وسعادة ..
حين أجبت :
ـــ نعم .. هذا أفضل .. جئت إلى لندن لتغير الجو وترمي وراءك متاعب الأيام .. هلم لنخلق أجواء الفرح ..
حين سمعت كلامك هذا تغيرت نفسية روحي إلى الأفضل ..
على شفتيك طبعت قبلة هادئة لحظية العمر .. وقلت ضاحكة :
ـــ مازلت بنفس جنونك يا سعيد .. يا رجل .. أما من توبة ؟!
قلت وأنا أهز رأسي مستبعدا هذا الشيء :
ـــ لا أظن سيحدث هذا .. أنا آخر المتصوفين !!

http://up.fm-love.net/do.php?img=205

في بيتك الذي عدنا إليه بعد جولتنا القصيرة في شوارع وأحياء لندن ، أدرت إسطوانة غنائية لمحبوبتنا الأثيرة فيروز .. بدا صوتها الملائكي يغمر الأجواء :
حبيتك بالصيف
حبيتك بالشتي
نطرتك بالصيف
نطرتك بالشتي
وعيونك الصيف
وعيوني الشتي
ملقانا يا حبيبي
خلف الصيف وخلف الشتي
كنا واقفان على أنغام الأغنية والصوت الفيروزي يدغدغ أعمق ما في أعماقنا من أحاسيس شتى .. واقتربنا .. لا أعرف السر الكامن وراء هذا الاقتراب الجذبي الحتمي الذي يحدث دائما بين خطواتنا مع كل موسيقى هادئة أو أغنية رومانسية ذات نغم خاص نسمعها معا ؟!
و بين صوت فيروز وأحضاننا الواقفة وسط الصالة السيراميكية اللامعة غبت أنا فيك بكل أحاسيسي المتوهجة .. كنا معا في أروع غيمة وجد .. ودوما .. دوما في هذه اللحظات الحميمية المترعة بالهيام نعيد شيئا من ماضينا .. بنفس النبض المحتدم ونفس الأنفاس المتصاعدة من رئتينا والمتمازجة العطر والأشواق ونفس الهمس الحالم الذي نوشوش به وقفتنا .. و .. وتطول الرقصة .. كسفر لازوردي جميل سعيد نتمنى صـدقـاً لو يأخذنا كل العمر إلى أبعد جزر للإحساس .
بقلمي / ســـــعـيد مصــبـح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
27-09-2019, 02:09 PM
لا تــذاكـــر لـلـقـصــيـدةِ أو ســــفــر !!


ــ كنت محتاجا إلى بعض نور وإلى بعض هواء نقي تستنشقه رئة حروفي وإلى لحظة مسروقة من الزمن يعبر فيها إليكم صوت قلبي بكل صراخه . فاعذروني ..

http://4.bp.blogspot.com/-XlO_hO1Nj34/UUmyuBc6p_I/AAAAAAAAJG4/1DgG12GXet4/s1600/7mp97572.png
أجـري ويـجـري بـخـطـوِ الشـوقِ نـسـتـبـقُ
يـا لـلـحـنـيـنِ الـذي بالـدربِ يـســــتـعـرُ !!
بالـدمع يـسـألُ والأحـضـان تـلـتـهـبُ
شُـقـنـاكَ . أيـنـكَ ؟! لا حـسٌّ ولا خـبـرُ !!
كان الـســؤالُ وقـد ألـقـاهُ يـشـــطـرنـي :
نـصـفٌ حـنـيـنٌ ونـصـفٌ راح يـعــتـذرُ !!
مـاذا أقــولُ وقـد ضـمَّـتـنـي أدمُـعُـهُ ؟!
وآهــاً لـقـلـبـيَ . وآهــاً حـيـن أفـتـكـرُ !!
مـاذا أقـولُ وقـد أفـصـحـتُ عـن ألـمـي ؟!
مـن أيـن أبـدأُ مـا بـالـقــلـبِ مُـســـتـتـرُ ؟!
صـوتـي الـمـكـمـمُ ــ قـولـوا ــ كـيـف أُخـرجـهُ ؟!
أو كـيـف أعــزفُ مـن روحـي لـكـم وَتــرُ ؟!
مـا عـدتُ أشــدو كـذاك الأمـسِ مـنـطـلـقـاً
مـا لـي ســمـاءٌ لـتـغـريـدي ولا شــجـرُ !!
ســطـري بـيـاضٌ كـأن الـمـوت يـغـمُـرهُ
حـرفـي الـمُـحـاربُ ــ لـو تـدرون ــ مُــؤتـســرُ !!
يـا مـن أتـيـت بـشـــوقٍ تـبـتـغـي نـغـمـاً
لـمـلـمْ خُـطـاكَ ، فـنـايُ الـروحِ مُـنـكـســرُ !!
فـي كـل وقــتٍ هُـنـا أمــلٌ نُـشـــيُّـعـهُ
فـي كـل شِــبـرٍ نـرى الأحــلام تـنـقـبـرُ !!
الـمـلـح والـجــدبُ يـفـتـرشـانِ حـاضـرنـا
فـكـيـف تُــزهــرُ أرضُ الشــعـر والـفِـكــرُ ؟!
ومـنـذ هــبَّـت ريــاح الـعــقــمِ وانـتــشـــرت
وذي الـســـمـاءُ نـســاهـا الـغــيــمُ والـمـطـــرُ !!
حـتـى الـمـعــارج لـلـكـلـمـاتِ مُــؤصَـــدَةٌ
فــالـغِ الـتـذاكــرَ . مــايــو قــالَ : لا ســــفـــرُ !!
سُــــد الـطــريــق فــلا مَـمـشـــىً ولا جــهــةً
فــارجــع بـشـــعـركَ . إن الـعـصـر ــ ذا ــ حــجــرُ !!
واهـــربْ بـقـلـبـكَ . لا تُــدنـيــهِ مـن دنـسٍ
عُــهــرُ الـنـفـاقِ بـأرضِ الشـــعــرِ مُـنــتــشـــرُ !!
قــل لـلـذيـن بـنـوا بـالـذلِّ شُـــهــرتــهــم
إنـي ربـحــتُ هُــنـا ذاتــي وهـــم خــســروا !!
إن قــالـوا عـنـي : أبــيُّ الـحـــرفِ لا يــلِــنُ
إنـي أُصــدِّقُ مـا قــالــوا وأفـتـخــرُ !!
عــنـهـمْ أُولاءِ بـبـحــرِ الـشــعــرِ مُـخــتـلــفٌ
أســمـو بــروحــي إنْ غــيــري قــد انــحــدروا !!
مــا بــاسَ شِـــعــري هـنـا كــفٌّ ولا قـــدمٌ
ولا اســـتــذلّ عـلـى الأبــوابِ يـنـتـظــرُ !!
ولــم أُبــعــهُ لـكـســـبٍ أو لــتــرضــيــةٍ
ولــم أُهــنــهُ ولــم أرضــىَ لــه الـحُــفـــرُ !!
عــمــراً قـضـيـتُ ومـا خــانـتـه عــاطـفــتـي
فـالـشـــعــرُ أقـــدسُ مــا عــنـدي وأدَّخـــرُ !!
والـشـــعــرُ لـيـس لـمـن شـــاءوا ومـن طــلــبــوا
مــا شـــاءَ شِــــعــريَ لا مــا شـــاءت الـبــشــــرُ !!
شِـــعــري أجــيــجٌ مـن الـنـيــرانِ تــغــمــرنــي
مـا الـشــعــر ــ قـــل لــي ــ إذا مــا روحــهُ الـجـــمــرُ ؟!
حــتَّــامَ يــســكـتُ هـذا الـحــرفُ فـي شـــفـتـي ؟!
حــتَّــامَ يـخــمـدُ لا نــاراً و لا شـــــررُ ؟!
دعــنـي أُمــزقُ هـذا الـصــمـتُ . أتــعــبـنـي !!
دعــنـي صــديـقـي بـحــرفــي الـيــومَ أنــفــجـــرُ !!
إنــي بـكـلــيَّ أوراقٌ ومـحــبــرةٌ
إن مــات حـــرفــيَ مــاذا بــعــدُ أنــتــظـــرُ ؟!
شــــعــر / ســـــعـيد مـصــبـح الـغــافــري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:02 AM
وهـــمٌ يُـســمى ( عــنـتـرة ) !!



القصيدة التي قال عنها الشاعر والناقد العربي الكبير الأستاذ/ حسن منصور :

[ هذا شعر (السخرية المرّة Bitter Irony وهي في النهاية نوع من أنواع الهجاء Satire)، هي سخرية مُرّةٌ من أمة نسيت أن كرامتها في جهادها، وأن محافظتها على وجودها وكيانها ومقدساتها لا تكون إلا كما قال شاعرنا من قبل: [لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى || حتى يراق على جوانبه الدم]. هذه القصيدة تذكّرني بقصيدة الرصافي الشهيرة: يا قوم لا تتكلموا || إن الكلام محرم..... ناموا ولا تستيقظوا || ما فاز إلا النّوّم...إلخ. حياك الله أخي الأستاذ الشاعر سعيد مصبح الغافري، فقد عبّرت عما في النفوس وما تجيش به صدور ملايين العرب والمسلمين والأحرار كلهم، مع كل الاحترام لك ]


http://www.dreamjordan.com/photo/2015/108589dreamjordan.com.jpg

فـي شـرقــنـا ..
المايـزال عالقاً بالأبخـرة
فـي شـرقــنـا ..
وهمٌ خُـرافيٌّ كبيرٌ راسخٌ
وهمٌ يسمى ( عنترة ) !!
وهمٌ يُعـشـشُ مُـذ أتـى
في كل عـقـلٍ ساذجٍ
وكل روحٍ مُقـفـرة !!
فـي شـرقــنـا ..
شــرقٌ غـبـيٌّ أحـمـقٌ
مُـســبِّـحٌ . مُـصــفِّـقٌ :
ذا عنترة !!
ذا عنترة !!
الوجـهُ وجـهُ عنترة !!
والصوتُ صوتُ عنترة !!
والشــاربُ المفـتـولُ والغـلـيـظُ دائما لعنترة !!
يا ليت كــذَّب عقلهُ ما أبـصــره !!
فـي شـرقــنـا المـأفــون بالتـضـلـيـلِ
والصــورِ الـمُــؤطَّـــرة
النصر يأتي دائما
من ذا الـمُـهاب الـقـســـورة !!
من زندهِ !!
من سيفهِ !!
من رمحــهِ !!
من أبـجـــره !!
في شرقنا ..
من ألـفِ عـامٍ مات فـيـنا عنترة !!
و الوهــم يُـنـفـي صــارخــاً :
لا . لـم يــمــت
أبــداً وكــلا عنترة !!
***
فـي شـرقــنـا المُصابُ بالرداءة
إن قلت شِــعـراً في جـمـالِ خــولـةٍ
يــغــار مني عنترة !!
تــصـــوَّروا !!
يــغــار مني عنترة !!
فكيف أوصــفُ عـيـنـهـا
وأنـســى عـيـن عنترة ؟!
وكيف أرســــمُ ثُــغــرهــا
ولا أمــر مــرةً عـلـى بــراطــمِ عنترة ؟!
فـي شـرقــنـا منافقٌ جـبـانٌ
كلما رسمت وجـهـهـا الـوضــيء
قـصـيـدةً مُـعـطــرة
تـغـضـبُ مني عينه المُسـتـنـفـرة !!
يـنـفُـشُ كالطــاووسِ ريـشَـــهُ
يصيح بي مُـســتـنـكـراً :
ـــ وأيـن وجــه عنترة ؟!
يُـضـحـكـنـي احتجاجهُ !!
صُــراخــهُ . ارتـجــاجــهُ !!
صــورتـهُ الكـلـبـيـةُ الـمُـكـشَّـــرة !!
مُـطـنِّـشــاً
أُوصــدُ باب أحــرفي في وجـهـهِ
كــيـلا تـــره !!
مـن ظـنـنـي ذا الإمَّـعـة ؟!
أقــلامـهُ ؟!
أزرارهُ ؟!
حـــروفــهُ ؟!
أهــواءهُ ؟!
أو خـاتـمـاً في بِـنـصــره ؟!
مـتـى يـشــاءَ جـاءنـي
وصـبَّـنـي عــمـارةً
تـمـدح وجــه عنترة !!
يـا فِــكــرهُ . مـا أحــقــره !!
فـالشِّـــعــرُ حـســبَ عقلهِ المنخــور
من أبـســـطِ المـســائـلِ الـمُـقـــررة !!
والـنـبـضُ والشــعـور في قـلـوبـنـا
بــرأيــهِ
آلــةٌ بـســـيـطـةٌ مُـســــخَّــرة !!
مـتـى يـشـــاء عنترة
فـكـبـســـةٌ واحـــدةٌ
وتـطـلـعُ القصيدة السحرية العصماء
بـنـفـسِ وجـهِ عنترة !!
ونـفـسِ صــوتِ عنترة !!
ونـفـس فِـكـرِ عنترة !!
عـقـلـيـةٌ رجـعـيـةٌ !!
ســـاديـةٌ بـغـيـضـةٌ
فـي شـــرقـنـا مُـســـتـجـذرة !!
***
http://www.womensarab.com/wp-content/uploads/2015/02/beautiful_lips_05.jpg

فـي شـرقــنـا ..
صـــدِّقــنـي مـا مـن عـنـتـرة !!
فـي شـرقــنـا ..
مـلـيـون غـــولٍ فـحـفـحــت :
من هـاهـنـا يا أُخــوتـي
من هـاهـنـا
هذا طــريـق ســـالـكٌ . فـلـنـعـبـره !!
دع ذا الســــلاح !!
لا حــاجـة لـبـنـادقٍ ومُـجــنـزرة !!
دع ذا الســــلاح !!
فالنصر يـأتـي دائـمـا
من أي نـهـدٍ بــارزٍ ومُــؤخـــرة !!
جــيِّـش جـيـوشــك واقـتـحــم
فـعـلـى الســـريـرِ تـمـددت وتـنـهـدت
تــرجــوك لــيـلاً أحــمـراً
هـيـا بنا كـي نـســـهـره !!
ذا خــاطــرٌ لا تـكـســـره !!
إن مِــت بـيـن نـهـودهـا
أو عند ســفـحِ خــدودهــا
فـاضــمـن طــريـق الآخــــرة !!
أنـت الشـــهـيـدُ المُـســتـحـقُ المـغــفــرة !!
فـاعـبـر بـجـيـشــك واثــقـاً
إن الـرجــولـة والبـطـولـة من هـنـا !!
من هـاهـنـا !!
قُــدسٌ ويــافــا ســتـرجـعـان أحــبـتـي وقُــنـيــطــرة !!
من هـاهـنـا دربُ الخـــلاص !!
من لـيـلِ مـوعـدهـا الـهــنـي !!
من ذلك الليـل الـرخـيـص و ( هــيـتَ لـك )
كُــلُّ البـلادِ مُـحـــررة !!
***
فـي شـرقــنـا ..
والحــق أجــلــىَ وجـهـهُ
لا . لا تُــصــدِّق من يـقـول :
النصر يأتي دائما من عنترة !!
من زندهِ !!
من سيفهِ !!
من رمحــهِ !!
من أبـجـــره !!
صـــدَّقــتُ يــومـاً وهــمـهـم
حتى انتهيت كما تـرى
يُــتــمـاً وأرضــاً في الضــيـاعِ ومـجــزرة !!
وغــداً مُـبـاعـاً بـيـن أفــرادِ الـقـبـيـلـةِ
فـي مــزادِ الســــمـســــرة !!
إنــي اســــتـفــقـتُ فـقــل لـهـم :
خــذوا وهــمـكـمْ يـا أمـــةً
من ألـفِ عـامٍ مات فيها عنترة !!
خــذوا وهــمـكـمْ !!
أنـا ذاهـــبٌ
كــفـنـي تــرابـكِ يـا بـلادي فإن أمــت
لا شـــيء عـنـدي بـعـد ذا كــي أخــســـره !!
لا شـــيء عـنـدي بـعـد ذا كــي أخــســـره !!
شـــــعــر / ســــعـيد مـصـبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:03 AM
كــنـتِ أمـســاً يــا بــلادي !!

ــ مدخل مغترب :
http://faydelkalam.weebly.com/uploads/1/5/3/7/15372868/1231680_orig.jpg

وعما قريب سـيعـقـلُ قـلـبي
ستهدأُ زوبعة الريح فيَّ
وأرجـع أمساً كما لم يكن !!
وحين يفتشُ شـوقـكِ عني
فلن تجديني !!
أنا رجلٌ وجهتي للمحال
أخذتُ تـذاكـر حـزني المسافر
وبـكَّـرتُ نحو البعيدِ الســفـر
عساني وراءَ بحار الحنين
ســألقى الذي ضاع مني سنينا
وكانت تسميهِ ذي الأمنيات
أهـلاً . رفـاقـاً !!
صَــحـبـاً من الأمس غـابوا طـويـلاً !!
وكنتُ أسـمِّـيـهِ دومـاً وَطـــن !!

= = = = =


http://blog.amin.org/leena/files/2010/03/user207192_pic4754_1214066274.jpg
يا بلادي ..
يا فلسطين الحبيبة
كيف صرنا اليوم أرضا من شظايا ؟!
من يسار ويمين
من حراب غادرات
وخؤون وكلاب ونباح !!
يا بلادي ..
كيف صرنا فيك شـعـبـاً ؟!
من حقائب !!
من مناف . و خيام . ومهاجر !!
كيف صرنا من حـزيـرانٍ حـزيـنٍ ؟!
كل يوم ألـفُ آهٍ مـنه تأتي ونُــواح !!
فـقـتـيـلٌ وجـريحٌ وشــريـدٌ
وخراب ودمار
ويـتـامى وثـكـالى
وبيوت تســتـبـاح !!
إي بلادي ..
هـاهـنا بيتٌ لجدي
لحمه من هذه الأرض ، فقولي
أين راح ؟!
وهـنا زوج يـمـامٍ
وهـديـلٌ وتـهــاميس صـبـاح !!
وهنا فيروز تشدو
في ليال
ملؤها شـــوق وحُــبٌّ وبُــواح !!
هـاهـنا دفـتـر قـلـبٍ
ومـراســيـلٌ وحـلـمٌ
ومـنـاديـلٌ وعِـطـرٌ ووشــاح !!
وهـنا عــرشــةُ كــرْمٍ
قربها تين وزيتون ونخل
وشموس ناضجات
تتدلى كوجوه لملاح
ونسيم
وشحارير وورد وأقاح
وهـنا مـوقــد خبز
كان يصحو فيه دوما فجر أمي !!
قبل أن تصحو الدروب
بصهيل الأمنيات
وأذانات الكفاح !!
هـاهـنا ألعاب أخــتـي
ومراجـيح تـغـنـي و مَراح !!
هـاهـنا جـيـرانُ جــدي
هـاهـنا لـيـلُ حـكـايـا
ثـرثـراتٌ وفـناجـيـن تــدور
ضـحـكـاتٌ مُـؤنـســاتٌ ومُـزاح !!
هـاهـنا دفءٌ . أمــانٌ
إن أتــت بالبرد ريــحٌ
صـاح فـيـنـا الحـــب :
غوري يا رياح !!
يا بلادي ..
عــدتُ من دنـيـا اغــتـرابـي
زادني الحال اغــتـرابـاً
وأنـيـنـاً وجـــراح !!
يا بلادي ..
من هـنا أو من هـنـاك
نـقـطـةُ الـوصــلِ ســــؤالٌ م اســـتـراح :
كـنـتِ أمـســاً يـا بــلادي !!
كـنـتِ أمـســاً أي أمس !!
خــبِّــريـنـي يـا بــلادي
خــبِّــريـنـي ..
كل هذا أيــن راح ؟!
شـــعـر / ســـعـيـد مـصـبـح الـغـافـري
____________________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:05 AM
أنـغــام عـلى مـقــام الـعــشـــق ..


https://secure.static.tumblr.com/bd7b5c8edcda183aceef42acb0b52414/xrqllwc/Daao5t107/tumblr_static_filename_640_v2.gif


سـهـواً نظرت إلى عيون حبيبتي
أتراه يوجب إن نظرتُ قـضــاءُ ؟!
والناس صائمة ونحن حياتنا
يا ويل عمري أفطرتها نـســـاءُ !!
*****
عيناك أقـوى غـــزوةٍ تــغــزوني
عيناك أعظم فاتحٍ لحصوني !!
إني لأرفع رايتي مستسلما
فخذي فؤادي ممالكا وعيوني !!

//////
ذوبي أريدك أن تذوبي
في غمر نبض يحتوينا
تسبيل رمشك وحده
يكفي للقيا راحتينا !!

\\\\\\

http://forums.fatakat.com/signaturepics/sigpic723532_1.gif

لموج البحر بياض
ولساقيك بياض
وأنا دوخة قلبٍ بين الموجين
ولساقيك الغلبة دوما !!
قولي كيف سأنجو ؟!
إن داهمني موج النور
وأنا أجهل فيك العوما !!

&&&&&
http://1.bp.blogspot.com/-vDYVpUqwsew/U78GlHmq99I/AAAAAAAAA4U/yV0hMDTdzJ0/s1600/10425067_1463347537245931_5547907827831369698_n.jp g

وحواجب مثل السيوف قواطع
ويلي إذا واجهتها لم أسلما !!
وعيونها يالي إذا أبصرتها
تركت فؤادي بعدها في مأتما !!
وخدودها وجه الصباح وفله
وبثغرها مـر الربيع وســلَّـما !!
من أين ؟! تسألها العيون فجاوبت :
( أنا من دمشق ) . ولاح بـرقٌ من ( لــمـى ) !!

=====
http://www.elmawke3.com/wp-content/uploads/2014/09/%D8%A3%D8%AC%D9%85%D9%84-%D8%B9%D9%8A%D9%88%D9%86-3.jpg

بنية العينين كيف سأتقي
إن داهمتني ـــ فجأة ـــ عيناكِ ؟!
سلَّمت قلبي كاملا من دونما
قيدٍ وشرطٍ فاحكمي بهواكِ !!
ورسمت دربا للمحبة واضحا
وحلفت صدقا لن أكن لـســـواكِ !!
أنا قلب طفلٍ شاعرٍ . هل تقبلي
رجلاً بقلبِ براءةٍ يهواكِ ؟!
أنا أحـرفٌ كادت تموت وتنطفي
نيرانها في داخلي ... لــولاكِ !!

((((((
ليان قولي كيف أرسـم ذا المساء ؟!
وأنا أراك بكل حسنك ذا المساء !!
أحياك همسا ناغما . إن ضمني
قسما أذوب ولا أود الاكتفاء !!
يا من عبرتِ مشاعري وشغلتني
أنا نار حرفٍ عانقت منك الضياء !!
في حضن نبضك دفء روحي كلما
ذبنا معاً في همستين بلا انتهاء !!

-------
http://www.almorakib.com/wp-content/uploads/2016/01/coffee_women_-love-.jpg


... وحين يطيب لنا الجو بالليل
حين إلى الفجر نسهر
شفاهك ؟!
أم يا ترى قهوتك ؟!
تقول وهي تذيب السكاكر :
حديثك يا أســـمـرٌ أنت سُـــكـر !!
^^^^^^
http://jawahir.echoroukonline.com/dzstatic/thumbnails/article/2014/743540_compressor_690346531.jpg

منذ عرفتك
وأنا مشغول طول الوقت
بنثر الورد على الشرفات !!
منذ عرفتك
وجو سمائي
يهطل . يهطل
ليل نهارٍ بالكلمات !!
همسك فاتحة الأشعار
وأول نـغـمٍ تـسـمـع روحي
وأول ما أتـلـو من أبيات !!
وجهك ســفـرٌ يـومي من نورٍ
يعـبـر كل بقاع الأرض وكل القارات !!
ظلي شمسـاً ...
....... قـمـراً
.............. بـرقــاً
..................... شُــهُــبـاً
ظلي أجمل ما تبصر عيني
من كل ملايين النجمات !!

@@@@@

صبحي بدونك أعمى دونما بصرٌ
هــلاّ أعــدتِ لعين صباحي النـظــرُ ؟!
عـــودي إليَّ ببعض الوقت يا أملي
عـــودي إليَّ أيــا من هــمـكِ الســــفــرُ !!

&&&&&
https://lh4.googleusercontent.com/proxy/ZkSf6EtrTgDntdVA9QFdDLf6sQhl84-bsJpr15734ANN7_1F3R7aX_4y4yape-COAug5Rem8v44QeUbN0w3nmWdvS6fR2w6X4hp_71XgigptSiHI fA6JCVxIsTun8VXYwk3puglQ_qAnSVE=s0-d


أشجار هذا القلب حبك ماؤها
ستموت إن لم يسقها ذا الماءُ !!
والحب أغلى خفقةٍ بقلوبنا
لولاه ما عشنا هنا أحياءُ !!

&&&&&
يا بسمة العمر التي
مذ غبت غادرت الشفاه !!
عيني بوجهك نورها
أواه إن فقدت ضياه !!
عودي . أتيتك راجيا
قلبي بدونك ما عساه ؟!
عودي . بدونك إنني
أحيا الحياة بلا حياة !!

------
http://www.d1g.com/photos/82/78/2107882_normal.jpg

ويعـزم قلبي بأن سـوف ينسى
وأرتاب جدا إذا قال : ( ســـــوفــا ) !!
فكم خانني واســتـبـد ســــؤالا :
متى ســـأراها ؟! وأيــن ؟! وكــيــفــا ؟!

أشعار / ســـــعـيد مـصــبـح الـغــافــري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:08 AM
لـقـطـات للحـيـاة من رحـلـة الألـم

& في المستشفى وكما في الغربة والحياة حين ترقد على سرير العلاج في جناح المرضى تكتشف نفسك أنك تتقاطع جسديا ونفسيا وذهنيا وروحيا وزمانيا ومكانيا مع بقية المرضى الذين في الجوار ـــ تتقاطع وتلتقي معهم في شيء واحد إسمه ( الألم ) . نقطة الألم هذه هي التي تتلاقى عندها وفيها كل خطوط الراقدين بهذه الأســرَّة لكن بدرجات مختلفة وبظروف وأشكال عديدة مختلفة أيضا .. ومن هنا لا غرابة أن يسألك الذي بجوارك هذا الســؤال :
ـــ سلامات أخي . ما عندك ؟! لماذا أنت هنا ؟!
وقد يُغني مرآك المرضي عن طرح أي سؤال مهتم .. لكن الطبيعة البشرية بما جبلت عليه من فضول ورغبة تجدها تطرح هذه الأسئلة وقد تطرحها بهذه الطريقة :
ـــ سلامات . كيف صار لك هذا ؟!
وإن كنت تجد أنسا وارتياحا مع هذا الذي يجاورك بسريره فحتما ستفتح له قلبك وتفضفض له بما حصل عندك أو بما قادك إلى المشفى .. في المستشفى تولد جسور أخرى جديدة للتعارف وللتواصل مع العالم .
&& في ليل المشفى .. بعض الآلام لا تنام ولا تهدأ أبدا .. تسمع فجأة آهة أو صرخة أو أنينا فيطير النوم من عينيك ،وتتسرب إلى قلبك أحاسيس شتى متأثرة ترافقها أدعية قلبية تخرج من أعماق نبضك وقد تبكي في صمت بدون أن يرى أحد دموعك .. الله يكون في عونك أخي .. شفاك الله وعافاك .. في إنسانية الألم تذوب كل الفوارق بيننا كبشر رغم أننا لا نعرف بعضنا بعضا ومن أوطان وأصقاع شتى .
&&& طوال فترة " ترقيدي " بالمستشفى كانت ثمة ممرضة من الهند مسيحية الديانة وذات ملامح ساحرة كانت تأتي إليَّ في فترة نوبة دوامها .. تجلس بجواري .. كانت تستغرب من الكتب التي لا تفارق سريري والتي يحضرها لي إخوتي وأصدقائي .. تدهش من سهري اليومي ليلا .. كنت أسحب نحوي طاولة الطعام الصغيرة الفارغة السطح وأضع عليها أوراقي كمن يزرع ورودا وشتلات زهور وأبدأ بعرس الكتابة .. تطلب مني هذه الممرضة الجميلة وبابتسامة حلوة أن أقرأ لها جديد ما كتبت .. وأضطر أن أترجم لها بعضا مما أحس أنني أستطيع أن أترجمه إلى اللغة الإنجليزية .. كانت تصغي باهتمام وتبدي إنبهارها وإعجابها وتهتف بفرح : أنت شاعر جميل يا سعيد وقد اكتشفت هنا أمرك !!
ونضحك معا .. بعد يوم وفي نوبتها التالية جاءتني ومعها هذه المرة دفتر يوميات صغير حليبي اللون .. وقالت معترفة وهي تبتسم : أنا مثلك في الجنون .. ممرضة نعم لكني أحب الشعر حبا جما بل يكاد الشعر هو حياتي الحقيقية التي أجد فيها نفسي ..
وراحت تطلعني بفخر ببعض أعلام شعراء وشاعرات بلادها الذين أعرفهم أدبيا وأحب شعر بعضهم : شاعر الهند الأعظم طاغور .. آنال فاجباي .. محمد إقبال .. سوهاج كاك .. أمير خسرو .. وغيرهم ..
سألتها إن كانت قد أصدرت ديوانا شعريا فأخبرتني بأن النية موجودة لتحقيق هذا الأمل الكبير إن شاء الله . مع علمي أن المواهب الأدبية في الهند تلقى دعما وتشجيعا كبيرين على المستوى الرسمي والشعبي وهناك مجلات وجرائد ونوادٍ وجمعيات وصالونات ومقاهٍ أدبية تهتم صدقا بهذا الشأن وتسعى جاهدة لدعم الشباب المبدعين من الجنسين .. وعكست هي ذات السؤال عليَّ فأخبرتها أني لم أصدر حتى الآن أي ديوان وقد لا أصدر في حياتي أي شيء .. كنت أتكلم بنبرة حزن عميق لم أشأ أن أفصح بما وراءه وإن كانت بحكم حسها كشاعرة قد رأته في عيني وفي نبرة صوتي .. كان شعاع ابتسامتها البيضاء كافيا بزرع الأمل في نفسي وفي روحي المحطمة حين قالت بثقة : يوما ستصدر ديوانا وسأقرأه لك .. لا تخف .. الرب مع الصادقين دوما وسأصلي لأجلك ..
ما أجمل صدف الأقدار حين تتلاقى فيها جسور ثقافات الأرض في نهر الروح الانساني وبنفس التشابه الجميل للحروف والأحلام .
&&&& فجأة والجناح يغمره الهدوء والسكون طب علينا نحن المرضى رجلا مصابا ملطخا بالدماء .. كان بدينا بعض الشيء وفي أوائل الخمسينيات من العمر .. أدخل العنبر .. كان فقط بإزار وفانيلا تـي شــيـرت بيضاء ملطخة بالدم .. كانت حالته سيئة ويئن .. حين دخل العنبر تم ترقيده بجوار سريري وطوال الوقت منذ دخل وهو يهذي سائلا إبنه المرافق :
ـــ طمني أرجوك . هل الـ f16 بخير ؟!
وشدني السؤال .. فالذي أعرفه أن الـ f16 طائرة حربية أمريكية .. خطر ببالي أنه يقصد بهذه الـ f16 سيارته التي أصيب فيها في الحادث .. ولا أدري كيف تصورتها سيارة بيكاب ذات مقعدين وجاء حدسي في محله .. كانت أعز ما يملك من أشياء وسمعته لاحقا يقول بحسرة : هذه رفيقة عمري .. آااه يا الـ f16 أتمنى أن تكوني بخير ..
في عــز آلامنا يظل تعلقنا بالأشياء القريبة جدا من حياتنا يفوق التصور !!
بقلمي / ســـــعـيد مصــبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:09 AM
مـلـكٌ فــوق ضــمـيـرِ العــالــم !!


عمران دقنيش .. ملك حلبي شامي عربي الأرض والجذور ..
عمران كان ينام في بعض سرير أمان بحلب
عمران سافر بالليل في حلم وردي رسمته طفولته
عمران يركض خلف فراشات من شتى الألوان
عمران يحمل طائرة ورقية ويسابقها ركضا في الريح
يضحك وهو يراها
تعلو ..
تعلو ..
تعلو جـهـة سماء حلب الصافية الزرقة ومعها تصعد ضحكاته الحلوة إلى أقصى أكوان الفرح ..
و ..
قنبلة تسقط فوق البيت !!
عمران يشهق مفزوعا !!
ويطير الحلم هباء !!
الليل ظلام دامس
تحت ركام الأنقاض في أذنيه طنين حاد وخليط من أصوات شتى وصراخ ..
وعلى عينيه وشاح ضباب لا يبصر منه إلا أشباحا نيجاتيفية الملامح تركض بين هنا وهناك بحثا عن شيء يتحرك أو صوت تند به الروح ..
كأن سرير الحلم انتقل بقدرة قادر إلى عالم من أشباح غريبة .. عالم مريب تملأه الفوضى واللا ترتيب ..
كل الأشياء التي كانت تحمل تقاسيم صورة ذلك البيت تغيرت مواقعها ، بل ما صارت كما كانت أشياء .. هي ذي .. مجرد قطع متناثرة من كينونات كانت يوما بيتا وصارت فجأة كوم حطام . شظايا . غبار . تراب . وثمة شيء فيها قاني اللون ولزج الملمس مسكوب على الأرضية الرخامية المتصدعة والفراش والألحفة ..
يا إلهي !!
كأن لعنة حلت هنا !!

http://www.albawabhnews.com/upload/photo/news/207/6/600x338o/299.jpg?q=1

عمران بعد دقائق من نكبة بيته يخرج محمولا في حضن ..
عمران يجلس على كرسي الإسعاف
عمران ملك فوق ضمير العالم ..
هو ذا يطل علينا ..
تقصفه صور الكاميرات الضوئية وترسله نبأ عاجلا لكل وكالات الأنباء ولذاكرة التاريخ التي لا تنسى أبدا .. في لحظات من عمر المشهد عمران يصبح ملكا على عرش العالم .. كم تبدو عروش الزعماء ضئيلة جدا وقزمة جدا جدا أشخاصا وبلدانا أمام هذا الشاخص بهدوء وجلال حتى صرنا أمامه نخجل جدا من أنفسنا ومن وجودنا !!
عمران مشدوه .. صامت .. ينظرنا مليا .. آه من نظرته .. لقد غارت نصلا حادا في قلب ضمير العالم .. إهتز ضمير الدنيا .. عيون تبكي .. قلوب تنزف .. حناجر تصرخ محتجة وسموات الشعر إسودت بغيوم الحزن وراحت تهطل شعرا .. إشتعل العالم بالكلمات وباللعنات ، وعمران ينظر في صمت وفي عينيه أسئلة الصدمة ..

http://n4hr.org/up/uploads/n4hr_13805606782.jpg http://www.almustaqbal.org/sites/default/files/styles/node_style/public/Under_the_microscope_images/441_5.jpg?itok=VcEgDWHR

ومن الدرة إلى إيلان إلى عمران يتمدد فينا الجرح الإنساني .. يتخطى حدود الجغرافيا وشعوب الأرض ..
عمران !!
آه يا حبيبي القمري الوجه
أحبك جدا كما أحب بلادك وأهل بلادك
حلب في القلب
وعـمران صفحة أبجــدية حـزن جديدة تـضاف إلى رحـلـة ما يكتبه نـزيـف القلب العــربي في يوميات الجـرح العربي المتواصل ..
بقلمي / ســعـيد مـصــبـح الـغــافــري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:11 AM
خـمـسُ رســائـل إلى ميـســون !!





ـــ إلى ميـســون الفــادي .. خمسة أعوام مضت يا صديقتي وتذكرة الحنين ما تزال على طاولتي تسألني بشوق : متى سنرى ميـســون ؟!



http://www.girls-ly.com/vb/storeimg/img_girls-ly1385098985_439.jpg


1

ميـســون !!

تغمرني صديقتي سعادة كبيرة

حين أرى أطفالك الأقمار

في المدى المخضرِّ والمروج

يركضون !!
يلعبون !!
يضحكون !!
يمرحون !!
ويملأون صفحة النهار بالبهاء
والغناء واللحون !!
حلوة وجوههم !!
عذبة أصواتهم !!
جنة ضحكاتهم !!

تباركت أعمارهم
غداً . غداً صديقتي
غدا سيكبرون !!
2

ـــ في دمشق

من كل ورد الدنيا
الياسمين وحده
حكاية من عشق !!
يعرفها العشاق
حين يعبرون !!
وحين يسمعون ما يقول الفل
وما توشوش غيمة الشذى
حين يلتقون !!
للياسمين دائما
رسائلٌ حميمةٌ وشوق !!
يهمس لي العبير
في يدي ميـســون !!



http://anaman.net/sites/default/files/styles/inline/public/inline/MOI00009094.jpg

3
آه . يا ميـســون !!

أذكر قبل خمسٍ

مرت من الأعوام
كنا هنا التقينا
بسفح ( قـاســيـون ) !!

... ويا رفة الأهداب
وربكة الكلام
والابتسام الحلو
بـتـلـكُـمُ العـيـون !!

آه . من ذيكُـمُ العيون !!

كم شاعرٍ ذات هجيرٍ أو مطر
تـذرَّأت أحرفُهُ

تحت ظلالِ الرمشِ

كم غــرَّدت قصائدٌ

كم حلَّقت فِـكَــر !!

وأُبدعـت فـنـون

في ذيـكُـمُ العـيون

يا حـلـوهـا عـيـون !!
يقول لي اخضرارها :
ـــ قِــف . هاهُـنا ميـســون !!

4

في جولةٍ طويلةٍ

تُـشــبهُ كل العمر

تفتحُ لي ميـســون
أبواب حاراتها العتيقة
تطلعني بسرها الكبير :

ـــ من زمنٍ بعيدٍ

مر هنا التاريخ يا صديقي
وعَــبَـرت قــرون !!

من زمنٍ بعيدٍ
دمشق درب الدهر
ورُحــمُ هذا الكون !!
تخبرني ميـســون !!

فتستفيق داخلي
غواية الكتابة
فأركب البروق
وعاصف الجنون
ووجهتي أزمنة
( دروبها من هَـــوْن )
تقول لي ميـســون !!


http://sunloove.net/web/love/images/love57873.jpg


5
ميـســون !!

يا صديقتي الجميلة

الطيبة الرقيقة
يا أكثر من صديقة !!
ونحن في وداعنا

أهدتني شــالاً أزرقــاً

كـقـلـبها !!

كـروحها النـقـية العميقة !!

أهديتها ـــ كما أحبت ـــ بعض شِعرٍ
جاورت ورودهُ

صـلـيـبـهـا الـوضيء :

دمشــق يا ملهمتي

لن تُـنـسـنـا الأيامُ يا غـالـيـتي

وبيننا ميـســون !!
ســـلامي يا دمشــق !!
ســلامي يا حـبـيـبـتي !!
ســلامي يا ميـســون !!

شــعـر : سـعـيد مصـبـح الغـافـري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:12 AM
ســــنـبـقـى يــا دِمـشــــق

دِمـشـقي الهَــوَىَ إنْ يَـسـألـوني
بـمـن ذا الـقـلــبُ نـبـضـاً مُـســـتـهـامُ ؟!
ومَـن بـاللهِ لا يـهــوىَ دِمـشــــق ؟!
ومَـن فـي حـبـهـا ــ يوما ــ يُــلامُ ؟!
تـعـلـقـهـا فــؤادي مُـذ رمـتـنـي
ومـا طاشـتْ مـع الحُــبِّ الســـهـامُ !!
عـشــقــتُ دِمـشــــق آدابــاً وفــنــاًّ
وعِـلـمـاً ظــلَّ يُــوهِــبـهُ الـكــرامُ !!
عـشــقــتُ دِمـشــــق ضــوْعــةَ يــاســمـيـنٍ
تُـصـافـحـني ولمستها غُــمـامُ !!
يـغــارُ الــوردُ مـن فـمـهـا وتـحــلـو
عــلـى فـمـهـا التحية و الـســــلامُ !!
لـهـا وجــهُ الـمُـلـوكِ ، فــإن أطــلــت
فـكـل الـنـاسِ ـــ إِجــلالاً ـــ قِـــيـامُ !!
عـشــقـتُ دِمـشــــق حُـســنـاً إِنْ تـجــلَّـى
فــكل الوَصــف يُعجزهُ الـمَــقــامُ !!
وحـســبـكَ في الـزيـارةِ أن تـراها
فـتـعـذرْ مَـن بـهـا شــغــفـوا وهــامـوا !!
وإن ذُكِــرتْ ومـــرّ هــنـا صــداهــا
يُـعــانـدنـي الحــنـيـنُ فــلا أنــامُ !!
كــأنَّ الـشــــوق فـي قــلـبـي صــلاةٌ
دِمـشــــق بها لأشواقي إِمـــامُ !!
وكـم طـال السـهــادُ بـهـا فـطــالـت
ولـيـسَ لـهـا إذا بــدأتْ خِــتــامُ !!
وإنْ يــومـاً بـلا مــرآكِ يمضي
فذاك على شغافِ الـقــلـبِ عـــامُ !!
بـحـبـكِ يــا دِمـشــــق سُــكــرت دهري
فهل إِثـــمٌ نـبـيـذكِ أو حـــرامُ ؟!!
عـلـى نــورٍ مـحـبـتـنـا وصِـــدقٍ
إذا قــالـوا : مـحـبـتـهـم كـــلامُ !!
ونـحــفـظُ ودَّنــا قـســمـاً وعـهـداً
وفي أيامنا يُنسى الخِـصــامُ !!
وإِنْ فــكَّ الـصــحـابُ هـنـا عُــراهــم
تـعــالـىَ الحــب.. يسكننا اعتصـامُ !!
ســـنـبـقـى يـا دِمـشــــق يــداً ونـبـضـاً
عــرائـشـنـا الـمـحــبـةُ والـوئــامُ !!
دِمـشــــق الحــبُّ يــا مَـهــوىَ فـــؤادي
لـكـلِّ رُبــاكِ مـن قــلـبـي ســــلامُ !!
شـــعـر : ســـعيـد مصــبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:13 AM
يُـطـنِّـشُــني أنـا الأُنـثـىَ !!


https://3.bp.blogspot.com/-d6QiZl4kMgY/V1D5NBBBupI/AAAAAAAATuA/QXloI9kdLxQU6m4wflVPADaOjHVcrbmkwCLcB/s1600/love7.gif

يـمـر عـليَّ في صــمـتٍ
كـطـيـفٍ عـابـرٍ يـَـبـعـد !!
ولا يــومــاً رمـىَ هـمْـسـاً
ولــو ســهــواً ولـم يــقــصــد !!
يُـطـنِّـشُــني أنـا الأُنـثـىَ
كـأنـي لـم أكـن أُوجــد !!
ولا يَـعـنـيـهِ إن قـالـوا :
بـأن الـوردَ في ذا الـخـــد !!
وأن الـشــهــدَ في شــفـتـي
ومـيـس الـعــودِ في ذا الـقـــد !!
أنـا رســـمٌ إلــهــيٌّ
فـســبـحـانَ الـذي أوجـــد !!
أنـا في كـل حـســنـاءٍ
أنـا المـجـمـوع والـمـفــرد !!
يَـحـارُ الـفــن في وَصـفـي
أنـا الألـوانُ والأبـجــد !!
كـلامٌ كـنـتُ أســمـعـهُ

يُـطـنِّـشُــهُ لأقـصـىَ حــد !!
هـنـا بـالـمـقـهـى أرقــبُـهُ
على نـارٍ أبــت تـخـمـد !!
على أمــلٍ . على يــأسٍ
صِــراعٌ داخـلـي يـشـــتـد !!
ويـدخـلُ غـيـرَ مُـكـتـرثٍ
إلـى الحُـســنِ الـذي يُــعــبـد !!
أُخــالـسُ عـيـنـهُ فــأرىَ
عـلـيـهـا نـظــرةً تـشـــرد !!
أرى في وجـهــهِ حُــلُـمـاً
يـكـاد الـيـوم أن يُــولــد !!
وبـي شـــوقٌ يُـنـاديــهِ :
ـــ تـعـالَ . فـهـا هُـنـا مـقـعــد !!
يُــلـمـلــمُ وقــتــهُ . يـمـضـي
إلـى أيـن الـخُـطـا تـبـعــد ؟!
أيـتـركـنـي هـنـا وحــدي ؟!
بـركـنـي ذلـك الأوحـــد !!
بـمـقـهـىَ وحــدتـي . امــرأةٌ
بـلا دِفءٍ بـهـذا الـبــرد !!
* * *
http://www.m5zn.com/newuploads/2015/03/28/gif//30411073c98a659.gif

بُــعــيــدَ ثــمـانِ أيــامٍ
ريــاحُ الـحـــب لــم تــصــمــد !!
أتــىَ فـي ثـــوبِ عـــزلــتـهِ
وجــئـتُ بـمـعـطـفـي الأســــود
تــلاقــيـنـا . تــعــارفــنـا :
أنــا يـــارا وذا أحــمـد !!
رومـانـســيٌّ أجـــنُّ بـــهِ
كـبـحــرٍ قـد طـغــىَ بـالـمـــد !!
أذوبُ . أذوبُ فــي يـــدهِ
ومـا أشــهــىَ حــديـثُ الـيـــد !!
وفـي عـيـنـيـهِ هــمْــسُ هــــوَىَ
يُــدوِّخُــنــي . فـكـيـف أرد ؟!
( أُحــبـكِ ) . قــالـهـا ومـضــىَ

( أُحــبـكَ ) . قـلـتـهـا ( عـن جـــد ) !!

http://2.bp.blogspot.com/_b1pGcxYrlvc/SX7nW9fSIiI/AAAAAAAABWk/oGkfSy0bZNk/s320/622427.jpg


رجــعــتُ الـبـيـتَ . مـن فــرحــي
نـســـيـتُ الـبــابَ أن يُـــوصــــد !!
هــنـا روجٌ وفـســـتـانٌ
هــنـا عِــطــرٌ لــذاكَ الـغــــد !!
غــداً ألــقــاهُ فــي لَــهَــفٍ
بـنـفـسِ الـمـقـهـىَ والـمـوعـــد !!
عـلـى لـحــنٍ وأضـــواءٍ
ولــيــلٍ مـثمل مـمـتـد !!
صليب من هوى يغفو
بخد هلاله الامسد !!
جُــنــونـي فـي غــدٍ مـعــهُ
إلــى أقـصــىَ حـــدودِ الــوجــــد !!
شِــــعـر : ســـعـيـد مـصـبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:15 AM
رذاذٌ بـلـونِ الـبـحـــر !!

https://lh3.googleusercontent.com/-XhDZpAPE6nU/UlJt2PD65eI/AAAAAAAClFQ/KncDRkIlrTs/w506-h281/13652575231968.gif


حـجـز الصباحُ لـمُـوســيـقــاكِ مَـقــعــدهُ
مَــن عـــلَّــمَ الـنــورَ أنــكِ أنــتِ مـــوعِـــدهُ ؟!

@@@
لا تـلـمـهـا إن تـراها تـغــارُ
كل أنـثى إن أحــبـت تــغــارُ
فـيـهـا قــلـبٌ صـادقٌ وشــفـيـفٌ
وشــعـورٌ مُــرهـــفٌ مُـســتـثـارُ
فـاحـتـويـهـا بكـلِّ نـبـضـك كـيـلا
يـنـتـهـي الحـب خــيـبـةً و دمـــارُ
@@@
إلى شـــامـيـةٍ حـــلــوةْ
أصــوغ بأحـرفي غُــنـوةْ
صباحٌ يـا صــبـا بَــرَدىَ
هنا قـد ذُبـنا في جـــوَّهْ
لـئـن بـعـدت خـطـاويـنا
ســنـهـزم هذه الهُـــوَّةْ !!

@@@
لإطــراقـة الـرمـشِ تـعـريــشــةٌ
على فـيـئـهـا يـســتـظـلُّ الـبُـــواح
و بـالـثـغـرِ وردٌ بـه بـعـضُ هـمـسٍ
وبـعـضُ ابـتـسـامٍ نــديِّ الصـبـاح

@@@
تُـسـامرني الهـمـوم ولـو عـسـاني
أنـادي من أحــب لـمـا أتــاني !!
كأن الهــمَّ أقـســـم أن ســـيـبـقى
بـقـلـبي لا يَــرىَ بـدلا مكـاني !!

@@@
أرد الســلامَ على عِــطــرها
وقد بـادرتـني بـه بـالســلام
ويُــربـكـني عـطـرها إن أتــى
وما كل عِــطــرٍ يُــثــيـرُ اهــتـمـام !!
هل الطقس صـحـوٌ كما بـيَّـنـوا ؟!
فكيف صباحي بها من غُــمـام ؟!
أعــيـدوا الخــرائـط واســتـقـرأوا
فما كل يــومٍ هـنـا الصـحـوُ عـــام !!

@@@
يُــبـاع كــلامٌ . فمن يـشـــتــري ؟!
كــلاماً يُــروَّجُ في مـتـجـــرِ
هـنـا قـصـةٌ لـلهــوى من خــيـالٍ
وشِــعــر يُــقــالُ بــلا أبـحُـــرِ
هـنا نَــثــرُ بــوحٍ بـلا أيِّ طــعــمٍ
يُــزيـدك ضـغـطـاً مع الســـكـري
تــركـتُ بضاعـةَ ما يـمـتـرون
وجـئـتُ لـقـلـبـكِ كي أمــتــري
فــأجـمـل من كـل وهـــمٍ رخـــيـصٍ
عُــنـاقٌ حــمـيـمٌ بـه تـشــعـري !!

@@@
ويحــدثُ إن غِــبـتِ عــنـا طــويـلا
يـصـيـر لـنـا الصـبـر ذا مســتحـيـلا
تُـطـيـلي الغـيـابَ فـتـسـأل روحي :
متى من هناك يـعــود الرحــيـلا ؟!

@@@
كالعاصف المجنون . كالمطر الذي
يُهمي بـوابـلِ هطْلهِ المســكـوبِ
مالي لصدكِ قـــوةٌ أو حــيـلـةٌ
ضُـعـفي أمامكِ كـبـريـات عــيـوبـي !!

@@@
مُـدنٌ تـمـر على عـيـوني وتُـنـتـسـى
ودمشــقُ قـلـبٌ نـابـضٌ يحـويـني !!
ودمشـــقُ روحٌ . إن أمُــت لـفــراقـها
فـلـظى الحـنين بـداخــلي يُحــيـيـني !!

@@@
تـهــبُّ بعـطـرها وتـمـيـسُ خـصـراً
وتـسـكـبُ ضــوءها ســاقــاً وخــدا
كـأن الـريـحَ منها إذ تـهــبُّ
تُــراســلـنـا الهــوى جـمـعـاً وفـــردا
وسـهـمُ اللحـظِ من عـيـنـيـهـا رمــيٌ
لـه وَقْــعٌ يُـحــيـلُ الهَـــزْلَ جَـــدَّا !!

@@@
وســمـراءٌ إلى كــأسٍ دعــتـني
وكم ذا الكــأسَ من يـدها لــذيــذُ !!
ســكـرتُ بحـبـها حـتى ثــمِــلــتُ
ألـيـس الحــبَّ إن ذقــنـا نــبـيـذُ ؟!

@@@
لا تـقـربي يا طـيـف . إني شــاعـرٌ
يخـشى عليكِ رياحــهُ الهـــوجـــاءُ !!
أنا لا ضمانة في بحــاري فـاتـقي
فـالشـعـرُ عندي دائما أنـــواءُ !!

@@@
تـعـانـقـني وفي فـمها أجــيـجٌ
يـذوبُ على فـمي ويُـبـيـح تــوقــي
كـأني حــيـن ضـمـتـني لـظـاهـا
كأن النـار من حـــولي وفـــوقـي !!

@@@
نـطـق الرخـامُ بـلـوعةٍ وتـنهـد
لما رأى ســاق الحــريـر مُـمـدد
هذا ضـيـاءٌ أبـيـضٌ أبصــرتـهُ
نـهــرٌ وفـيـهِ قــلــوبـنـا ( تــتــعــمـد ) !!

@@@
إذا قام الصباح إلى الصلاةِ
جعلت الياسمين له إماما
صباحٌ مـشــرقٌ حُــلـوٌ ســعـيدٌ
تـعـطـر بـالشــذى عند الســلامـا !!

@@@
أســامـر طـيـفـكِ حتى الغـســق
ولـيـلي طــويـلٌ . كـثـيـرُ الأرق
هِــبِـيـني حــروفـاً تُـضيء سُـــهـادي
فـمـا قـد تـبـقى بشـمـعي احـــتـرق !!
شـــعـر : ســــعـيـد مـصـبـح الـغــافـري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:19 AM
لا مـــاءَ بهـذا الـبحــر !!


â™، من بعدك .. بعيدا حيث الدمع بلا أي نهاية وعميقا حيث النزف بلا أي قرار عرفت بأي نهورٍ من حزنٍ سيسافر قلبي وبأي بحارٍ حمراءٍ سـتغـرق فيها جميع جراحي ..
@@@

شـكَّـت ( بشدة مفتوحة على الكاف ) صديقة لي في حكاية أشعاري وأقسمت جهد أيمانها أن وراء هذا الشعر إمرأة ملهمة جميلة جدا ، وبدأتْ بفضول عجيب تبحث في شعري عن خيط ولو خيط بسيط في نصوصي عن هذه التي تلهمني بأجمل الكلمات .. بحثتْ في نصوصي المتواضعة ودار رأسها واحتارت .. نص كتب للشام فصرخت : هي شامية إذن .. ربما من الأردن لبنان سوريا فلسطين ومعظم الشعراء قد شغفتهم الشاميات حبا وشعرا .. وابتسمتُ .. وآبتْ تبحث من جديد وبنفس الصبر الواسع والعجيب ذاكه .. وجدتْ نصا للعراق فهتفتْ : هي عـراقية وما من شاعر إلا وجـن بالعراقيات و بجمال العراقيات .. وابتسمتُ صامتا .. وكـررتْ البحث .. عثرتْ على نص في مصر ولمصر فصاحت كمن اكتشف قانون الجاذبية العاطفي : مصرية !! مية مية مصرية والمصريات حوريات الدنيا ومحطمات للقلوب .. وعدتُ راسما بسمة غامضة موغلة في الغموض على شفتي من جديد .. زفرتْ هي في حنقٍ مني ومن ابتسامتي وغموضي وعادت بعناد تبحث .. عثرتْ على نص مكتوب لليمن فقالت : يمانية وما أدراك ما اليمانيات هؤلاء العربيات السمراوات والشعراء يموتون في السمراء وشعرهم فيها كثير منذ غابر الأزمنة والعصور .. وسكت مبتسما مرة أخرى .. بيد أنها لم تيأس .. فتشتْ من جديد .. وجدتْ نصا قلته في المغرب فصاحت بقوة : مغربية !! مؤكد مغربية ومحتمل من الجزائر تونس ليبيا المغرب .. لـزمتُ الصمت مجددا .. وتركتها تبحث .. وتبحث .. وتبحث وهي تشاكس اليأس بقوة وصبر .. أخيرا بعد عثورها على نص للخليج صرختْ : خـلاص وجدتها .. خليجية ومن جزيرة العرب واحتمال من مسقط رأسك .. ساكتا لم أرد إلا باتسامة مستفزة .. تنهدتْ من التعب وقد قـابـت قـوسـين او أدنى من اليأس والاستسلام .. نظرتني بعينين مرتابتين فاحصتين تبحثان عن هذه (المـرأة السـر) التي تعيش في حـروفي ومشاعري وسطوري ولها أكتب كل هذا الشعر .. واندهشتْ من شيء .. حين أبصرت في عيني رسماً حيا لخارطة ممتدة من الخليج إلى المحيط .. سـألتْ بذهول : هنا خارطة الوطن العربي فأين هي هذه المرأة العربية التي أبحث عنها في شعرك ولا أجدها هنا في هذا الوطن الكبير ؟؟! هل من تحديد لها ولمكانها على هذه الخارطة الشاسعة ؟؟! قلت ولم أزد حـرفـا : هي في كل هذا الوطن الذي أحبه وأعشقه رغم متاعبه وجراحه وشقائه وخيباته وانكساراته .
###

الساعة منتصف الليل ..
تستدعيني إليك رياح الشوق .. تطرق أطيافك أبوابي والأبواب مشرعة للفرح الغامر حين حضور رؤاك ..
تشدوك النايات معزوفة عطش ؛ كل النوتات بها أنت ..
وحدي والضوء الشاحب في صمت فراغ مفتوح على كل جهات الحزن وعلى كل الوقت المتصحر وأمكنة العدم حيث الأشياء خرائط صماء من دون ملامح .. وحدي هناك .. مجنون يبحث في تيه مداه المقفر عن عشتار هواه .. وأنت على مبعدة سنين وأصدائي عند صراخي لا تصل إليك .. أراك فتبتهل حروف الروح تسابيحا ظمأى في ملكوت الشوق الأبدي ..
في الغفوة المسترقة للحلم الوردي المأمول مجـيـئـه أمد يدي فتصير غصنا من زيتون أخضر وأنت تصيرين حمامة نقية البياض شرقية الهديل ، تجمع أعواد ضياء الشمس المتساقطة عودا عودا و تبني بها عشا من ضوءٍ على ذاك الغصن .. وفجأة .. تتغير أجواء الحلم .. يتحول ما كان هدوءا فيه الى صرخة .. صرخة طفل يوشك أن يقتله الرعب وظلام الأشياء :
- ماما .. ماما !!
وثمة بيت مسحوق يبحث عن وجهه في غيم دخان صامت ممزوج بغموض مقلق !!
في نصف طريق النشوة يخذلني الحلم فأقفز مرعـوبا من نومي المثقل بالكابوس في اللحظة التي تكوني أنت هناك تـوقـتـيـن منبه صحوك وتنامين ملء جفونك تحت شراشف نسيانك لي أو ما كنته يوما جزءا منك وفيك ..
الساعة منتصف الليل .. أتحسس كدمات الدمع على وجهي .. أزدرد بحلقي مرارة حزن طافح .. وأعود .. أعود إلى نفس الصفحة والتذكار !!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:20 AM
صــــرخـــة حـــنــيــن !!


http://up.omaniaa.co/do.php?img=8907 (http://up.omaniaa.co/)

تـنـسـكـب من غـيـم دمـعـه
وتـرتـجــع ف الصــمـت آهــه
ويـنـكـســر خـاطـر وخـاطـر
وانـت بـعـدك
م اسـتـراحـت فـيـك خـطـوة
ولا حـقــيـبـة ولا جـهـات
ولا نـســت دنـيـاك مـيـنـا
ولا مـطــارات وتـذاكــر !!
وكـلـما يـعـصــف حـنـيـنـي
ويـسـتـبـد الشــوق فـيـنـي
أرجــع أندهْ لـك وقـلـبـي
وعـيـن أشــواقـي ف بـابـك :
ويـنـك أنـت يـا حـبـيـبـي ؟!
ويـنـك انـتـه يـا مهـاجـر ؟!
تـكـفـىَ إِرجــع
تـكـفـىَ إرجــع يـا مُـنـايــا
الســنـيـن الـلـي خَــذَتـكْ
غــيَّــبــتـنـي فـي غــيـابـك
تـكـفـىَ إِرجــع يـا مـســافـر

http://up.omaniaa.co/do.php?img=8908 (http://up.omaniaa.co/)

فـصــول هذا الـعــام راحــت
والـســـنـة عــدَّت وطــافـت
ومـا بَـقـىَ
- لـو بـنـحـسـب وش بَـقـىَ -
غـيـر تـذكــار الأمـاكـن
لا مـشــت فـيـهـا خـطـانا
يـشــتـعـل فـيـنــا الحــنــيــن
وطـيـف من أحـلـىَ الســنـيـن
مـا مـجــرد بـس عــابـر !!
مـا بَـقـىَ غـيـر الشــحـوب
فـي مســاحــات الفــراغ
واخـتـنـاقـات المـشـاعـر
مـا بَـقـىَ
لـو تـجـي تـشــوف الـورق
غــيـر بـصـمـات الـدمـوع
وأبـجـديـات المـواجــع
يـا مـلامـحـنـا الحــزيـنـة
يـا تـنـاهـيـد الـلـيـالـي
يـرتســم فـيـهـا النـزيـف
آه فـي صــرخـة قـصــيـدة
ووجــه فـي صــورة خــواطـر
مـا بَـقـىَ
بـعـد مـا راح الـحــكــي
وضـحـك بشـــفــاه الـفــرح
وعـطـر في همس النـوافــذ
وحـضـن في ضمة يدين
مـا بَـقـىَ إلا وتــر
فـي دنـدنــة عــود (ن) حــزيـن
ونـاي فـي لـيـل الـبُـكـا
وقـلـب تــايـه بالدروب
إِن عــرف لـلـصــبـر أول
مـا عــرف لـلـصــبـر آخــر !!
مـا بَـقـىَ إلا الشـــتـا
وعـمـر يـبـحـث عـن دِفــا
ووحـشــة أيــام ( ن ) كـئـيـبـة
تـنـكــتـب فـي ذي الـدفــاتــر !!
وانـا فـي دنـيـا غــريـبـة
صــوت حــزنـي خـلـف صــمــتـي
وكـذبـة الـبـســمـة بـوجـهـي
وانـا فـي آهــي ودمـعـي
لا شـكـيـت ولا بـكـيـت
آه يـا حــزنـي المُـكـابـر !!
شعر / سعيد مصبح الغافري
______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:26 AM
كـلـنا في الحـب قصة مـوجـعـه !!



نص شعري متواضع ردا على قصيدة ((
أنت أغلى عشق )) للأديبة والكاتبة الكبيرة الأستاذة وداد روحــي
والمنشورة لها هنا بالسبلة العمانية بتاريخ 15 / 1 / 2017م
رابط القصيدة [ http://omaniaa.co/showthread.php?t=102807 (http://omaniaa.co/showthread.php?t=102807) ] مع التقدير ..

يا وداد الروح حـرَّكـتـي شــعـور
في فؤادي ظل مطرح مهجعه
كنت أظن الجرح نايم من دهور
والهوى ما عاد روحي تتبعه
ومن قصيدة شعر مكتوبه ف سطور
ألف نار ونار فيني مولَّـعـه !!
لو بغيت أنسى أو أهرب وأدور
ما ترك لي الشوق درب (ن) أو ســعـه !!
أمسنا اللي راح من عام وشهور
الحنين اليوم حـرفـك رجَّـعـه
منجرح ذا القلب وفي جرحه صبور
والورق إحساس ســطَّــر مـدمـعـه
والهوى واحد .. وفي كل العصور
كلنا في الحـب قصـه مـوجـعـه !!
يا وداد الروح يا بنت البحور
في عميق القلب إسمك أطبعه
لو أكون بعيد وديارك ف ( صــور )
ديرتي ف الـغــرب شــرقـك تـسـمعه
يا ضيا الدنيا . ويا أنفاس نــور
كان صبحي طـل شمسك مطلعه
البشاشة فيك عنوان وحضور
والكرم والطيب منك منبعه
لك ســلام القلب إن عــزَّم مــرور
لا أبد والله ما شي يـمـنـعـه
دامني وياك مـدّيـنـا جـســور
الـوفـا بـاقـي حــروف وأشـــرعــه
شـــعـر / ســـعـيد مـصـبـح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:27 AM
لــوحــات مـن مــرســـم الأبــجــديــة

http://s24.s-oman.net/i/00072/ejk90iskq26h_t.jpg (http://s24.s-oman.net/i/00072/ejk90iskq26h.jpg)

منذ تعثرت بحبك ، في صدفة ذات أذار بهيج ، وقدر من أحلى الأقدار ؛ من يومها ، كنتُ ومازلتُ أراكِ في سككِ ودروبِ دمشق ؛ دمشقيةً حرةً جميلةً ، لا أحدٌ يُشبهُ صورتها إلا وجه دمشق بكل ياسمينه وقبابه وكنائسه ومساجده وحاراته وناسه الطيبين .. كنتُ ومازلتُ أراكِ أجملُ قصيدة شعرٍ تنبضُ بالحياة وبالجمال وبالعناد المتحدي للموت .. في مراتٍ لا تُحصىَ أحاول أن أرسمكِ بالكلمات فأتفاجأ أنكِ ذاتكِ القصيدةُ والبحرُ والكلمات !!
قرميدُ دمشق يليق بطقاتِ خطاكِ . يا حبيبتي . يا شبيهةَ الياسمين يداً وخدًّا . كل شيءٍ عند حضور طيفكِ يمتلئ بك ؛ من فستانكِ الراقي الذي تخرج من تحاديدهِ قصائدي ، إلى شعركِ الغزير الذي أحب أن تختبىءُ في غابتهِ السوداء طفولة قلبي ، مروراً بعينيكِ الفستقيتين ، وشفتيكِ اللوزيتين المدهشتين ، ثم صوتكِ ، ذاك الشامي الحلو الذي لا أملُّ أبدأ من سماعهِ وحديثهِ والذي يُشعرني دوما بعذوبةِ أنوثتكِ ورقتك ، و ... وأشياءٌ كثيرة من تفاصيلِ جمالكِ الرباني واناقتك المبهرة ، تعرفها عينايَ وقلبي ورسومُ دفاتري !!
تقبليني أبجدية قلب رسمتك في بعض حروف وكل عام وانت دمشق .
*******
كانت عند البحر .. وكنتُ هنا أغرق كالطفل الحالم باللؤلؤ والمرجان والأصداف وبأعماقٍ نامت فيها تحت الزرقةِ سفينة حلمٍ تاهت ذات قدرٍ في عصفِ الريح ومطر ليلٍ أسود .. أغرقُ في نصٍّ مكتوبٍ بطشاشِ البحر وبخط نزقي يُرعشه الشوق .. كانت تكتبُ عند البحر وبعد نصفِ يومٍ هناك ، رأيتها هنا ، وصرخت من الفرحة : يا أنتِ .. يا من لا أعرف منكِ إلا نبضكِ عبر الحرف ، نصكِ بحرٌ من كلماتٍ وأنا من زمنٍ محتاجٌ لقيلولةِ ليلٍ ولوشوشةٍ من بحرٍ ولبعضِ حنينٍ مكتوب .
******
آخـرُ الليل .. أمشي معها .. نـلـوبُ في شوارعِ المدينةِ المتثائبة .. يشاكسني عطرها الغيمي بحفيفِّ وشاحاته فتنفتح لدي شهية الكلام .. نجلسُ بَـعـضَ وقتٍ من دقائقٍ تحت حديقةِ السماء حيثُ ربيع الكونِ منثور بأنجمهِ وكواكبهِ وقمرهِ السارح بضيائهِ الشاعري الخجول .. في هدأةِ هذا الليل يحضنني صوتها بدفئه ، فأنسى فيه الوقتُ والمكانُ وأعيشها ؛ قصيدةً نغميةً جديدة ، يقينا غداً ستطير عصفورة حب وتحط على شبابيك صباحات الدنيا بما يشبه القداس أو بعض مزامير من ضوء في أصبوحةِ يومٍ يغمره الدفء !!
******
http://s24.s-oman.net/i/00072/7nnarzz76vl9_t.jpg (http://s24.s-oman.net/i/00072/7nnarzz76vl9.jpg)

في داخلها قلبٌ نقي ما يزال محتفظا بطفولة المطر .. ما يزال ينبضُ بأناشيدِ الهطولِ الطفلة :
مطر . مطر . مطر !!
بالنعمةِ انهمر !!
تهللي يا أرضنا السمراء
واستقبلي هدية السماء
مطر . مطر . مطر !!
ما يزال قلبها معانقا المدىَ والسكك والريح وهي تغني تحت زخات الغيم المنهمرة وجدائلها السمر المبتلة ترقص نشوانة :
يا طِفلةً تحت المطر ..
تركضْ واتبعها بنظر
تركضْ تبي البابِ البعيد ..
تضحك على الثوبِ الجديد ..
وابـتـلْ ...
ابـتـل الشــعـر !!
شكرا لمن أهدتني في رسالتها كمشةً من ترابِ وطنها الغالي الممزوجِ بعطرِ المطر .. شكرا .. شكرا صديقتي .. شكرا لعطر الطين .
*****
http://s24.s-oman.net/i/00072/ub9hlc352980_t.jpg (http://s24.s-oman.net/i/00072/ub9hlc352980.jpg)

ثمة إمرأةٌ تُزلزلُ كل كيانك .. تُشعلك بعد انطفاء وتمنحك الدفء فلا تخشى من أي بردٍ أو ريح زعزعٍ أو صقيعٍ حين تكون بالقرب .. ثمة إمرأة ممكن أن تصير أجملَ ديوان شعر تحب أن تقرأهُ بكل عطشِ وشغفِ القراءة وأن يتعطر به وقتك دون أن تملَّ من ياسمينِ عطره أوتضجر من أبجديةِ وشوشته .. ثمة إمرأة يكفيكَ منها أن تضمك بحنان صادق فتشعر وأنت متدثر بعناقها الحميم بأمان الدنيا وبهجتها .. ما أروعها من لحظة تهدى في لحظة احتياج حين تشبك أصابعك بسنابل أصابعها وهي تقول بكل صدق الوفاء :
أنا لك قلبا وحياة وعمرا وسراجا منيرا ، فتعيش وأنت في بيدر هذه الأصابع كأنك في الجنة .. مثل هذه الاستثنائية تستحق أن نهديها أصدق حب وأن نعيشها كحياةٍ مليئة حتى آخر عمر !!
بـقـلـمـي / ســــعـيد مصــبـح الـغــافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:28 AM
دمــوع الـطــيـن !!

https://scontent.fath3-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/17155281_1936852219885222_5404723123605044748_n.jp g?oh=539ccdacc47c200c383494a64820aca6&oe=592FE5AC


أحـنُّ لـسـاقـيةٍ مـثـلُ شِــريـانِ قـلـبي
كانت تُـهـروِلُ بالمـاءِ دون اضـطـجـارٍ
وكانت حـنـيـنـاً
ومـوعِـدَ عِـشـقٍ يُـلاقي الحـقـولَ
بـشـالٍ حـريـرٍ بـلـونِ السـمـاء
في ألـفِ مُـنـعـطـفٍ ومَـصَـبْ !!
أحـنُّ إلـيـهـا ..
وأذكـرُ ؛ كانت على ضِـفَّـتـيـهـا
تـسـتـحـم الحـكـايـا والثـرثـرات
وفي عمقها المُـسـتـفـزُّ عُـيُـونـي
تَـغـطُـسُ دومـاً طُـفُـولـةُ روحـي
شَـقـاواتُ قـلـبـي الذي لـم يَـتُـبْ !!
أحـنُّ أحـنُّ
لـرقـصِ الصـبـايـا ..
لأرجـوحـةٍ عُـلِّـقـت بـالضـيـاء ..
لـتلك الضـفـائـرُ
عـاشـقـةُ الـريـح والأُغـنـيـات
والضـحـك المُـتـقـافِـزُ حــراًّ
في كـل وَثْـبٍ رشــيـقٍ يَـهُـــبْ !!
أحـنُّ أحـنُّ لـذاك الشــتـاء
وضـمَّـتـنـا حـول نـارِ الليالي
وأُنـس الحـديـث الـدفـيءِ العــذِبْ !!
أحـنُّ . أحـنُّ
لـشـجـرةِ تـيـنٍ
إلـى ظـلِّـهـا رافـقـتـني الحـروف و أشـهـىَ الكُـتُـبْ !!
أحـنُّ . أحـنُّ
لـتـوتٍ إِلـيـهِ
تَـصَّــاعــدُ النـارُ في شـهـقـةِ الإشـتـهـاءِ الكـبـيـر
كـمـا ثُـغـرِ أول حـبٍّ لـثـمـتُ
في ذاتِ يـومٍ بـطـعـمِ اللـهـبْ !!
أحـنُّ إلى فـيْءِ لـيـمـونـةٍ
تـحـتـويـني سُـبـاتـاً
ظُـهـيـرة قـيـلُـولـةٍ ذرذرتْ بـالأريـجِ
وفـيْـضِ الهُـدوء
الذي لـم يُدنِّـسـهُ بَـعـدُ الصُـراخُ . الضـجـيـجُ . الصَّـخَـبْ !!
أحـنُّ أحـنُّ لـعَــرِّيِـشَــةٍ
عـنـاقـيـدهـا
أسـكـرتْ بـالـنـبـيـذِ سِــلالَ القَـصَـبْ !!


https://scontent.fath3-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/17190731_1936852279885216_919675271498217028_n.jpg ?oh=16bbda7c4ecbab5f9ad1aaa5a0d4a0cd&oe=592F206E


أحـنُّ لأطـفـالِ حـارتـنـا يـقـنُـصُـون الفَـرَاشَ . الجــرادَ
. اليـعـاســبَ
والـورد من كل شـكـلٍ ولـون
وهُـم يضـحـكـون :
لـلـشـمـسِ ..
لـلـركـضِ ..
لـلـعـطـشِ المُـرتـمـي في الســواقـي ..
لكل الحـيـاةِ المـلـيـئـة صـفـواً . نـقـاءً . لُـعَـبْ !!
أحـنُّ أحـنُّ
لأُقـصُـوصَـةٍ قـبـلَ نـومـي المُـبـكـر
تـحـكـيـهـا أُمـي
أَبـي
جِـدتـي
لأحـمـلـهـا صَـوبَ مِـخـدعِ حُـلْـمٍ
أو مـرسـمٍ عـالـقٍ فـي خـيـال
أو أُلـقـهـا في أُتــون سُــؤال
يَـهـديـنـنـي لـصـراطِ يـقـيـنٍ أو نـورِ دربْ !!
أحـنُّ بـكـلِّ حـرارةِ شـوقـي
لـ ( سَـوْقَـمـةِ ) الســوق وقـتُ العُـصَـارىَ
حـيـث ( المُـنـاداةِ ) والـبـيـعِ
والنـاسِ من كل فَـجٍّ عَـمـيـقٍ وصَـوْبْ !!


https://scontent.fath3-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/17103819_1936852226551888_2584887007816059798_n.jp g?oh=d41cfaab0a4134b77f432e022455a6ee&oe=592BA28C


أحـنُّ لـذاكَ الجـمـيـل النـحـيـل
من كـان يُشــبـهُ وَجْــهَ بِـلادي
أحـنُّ لـذا المُتمـنـطـقُ إِشــراقـة الصـبـح
لـمـرآهُ بـ ( الصَّــوْعِ )
يصـعـدُ ..
يصـعـدُ ...
كـي يَـجـتـني مِن عُـذوقِ الســوامِـقِ حُـلـوَ الـرطـبْ !!
أحـنُّ إِلـيـهِ ..
أَثَـمَّـةَ ذاكِـرةٍ تَـعـرفـه ؟!
بـشـكـلِ مَـلامِـحـهِ يـومَ كـان
عـشـيـقـاً ، يُـقـدِّسُ طُـهْـرَ الـتُّـرابْ !!
وَفِيـاًّ ، يُـحـبـهُ كُـلُّ الشــجـر !!
أحـنُّ إِلـيـهِ كـثـيـراً . كـثـيـراً
واشـتـاقُ أَسـمـعُ
لـشـدوِ غُـنـاهُ الـمُـذَوِّبُ رُوُحـي
لـتلـك الذِّراعُ الحـنـونُ الرؤومُ
تـلـفُّ بِـعِـشـقٍ خُـصُـورُ النـخـيـل
وتُـهـديـهـا قـلـبـاً وَفِـيًّـا وحُــبْ !!
إِيـه يـا بـلاد !!
لـو بـعـضُ مِـمَّـا مَـضَـى يُـسـتـعـاد :
النـسـاءُ الجـمـيـلات
مُـفـتـرشـاتُ الضُّـحَـىَ بـ ( القَـهَـاوي ) !!
مَـنـاجـلُ عُـرسُ الحَـصـاد !!
مِـحـراثُ جَــدِّي !!
زاجِــرةُ الـثـور !!
صــوتُ ( المَـنـاجـيـرُ ) والمـاءُ والسَّـكـبْ !!
أوَّاهُ . أوَّاهُ لـو يُسـتـعـادُ
ذاكَ المُـغــرِّدُ
أيـامَ سِــدرةُ تـلـكَ اللحُـون
وصـوتُ البـواريـدُ عند البِـشـارةِ
أوَّاهُ . لـو تُـسـتـعـادُ الفـوارسُ
والعـاديـاتُ صُـبْـحـاً بـهـمْ
أوَّاهُ . أوَّاهُ
لـو يُسـتـعـادُ زمـانُ الصـهـيـلِ . الطـبُـولِ . و ( حــاربْ ) !!
الله . الله من صـوتِ ( حــاربْ )
إذا ما شَــدَىَ
شَــجَـىَ كـُلَّ قـلـبْ !!


https://scontent.fath3-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/17103391_1936852309885213_5467255880867778328_n.jp g?oh=a8a79b0f4383603635c69e9940893f62&oe=593B8782


أحـنُّ لـركـضـي هُـنـا حـافـيـاً
بـهـذا المَـدَىَ المُـتـشـاسِـعُ ضُــوءاً
والمُـتـشـبـعُ طِـيـنـاً وعُـشـبْ !!
أحـنُّ لـتلك المَـصَـايِـف
لـتلك الـوُجُـوهِ الجـديـدةِ
تـأتـيـنـنـا مِن أقـاصـي قُـراهـا
و( عِـرشـانـهـا ) قُـربَ تـلـك السـواقـي
مِن سَـعَــفٍ قد بـنـتـهُ البـسـاطـةُ
ولـم تـبـتـغـي غـيـر ذاك الحصاد
وسـجَّـادةٌ من تُـرابٍ ، ورَبْ !!
أحـنُّ كـثـيـراً
لِـجـوِّ ( الـرَّقـاطِ )
في الـريـحِ ، حـيـثُ انـفـراطُ المَـطَـر
وحـيـثُ البُـروقُ . الـرعـودُ . السُّـحُـبْ !!


https://scontent.fath3-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/16996038_1936852303218547_2450160248296898979_n.jp g?oh=98d66c95847276fe2235383ff8cce6b2&oe=5972CD4C


أحـنُّ إلى ( قَـرْطـةِ ) الـبـيـتِ دومـاً
لأغـصـانـهـا السُّـمُـرِ الصـاعِـدات
تُـهـدي نـهـاري لُـحُـونـاً عُـــذابــاً
وشـيـئـاً كـثـيـراً من قِـصـصِ العِـشـقِ والبـوحِ
أُصـغـي إلـيـهـا
ولـلـغـزلِ العـلـني الذي تـتـعـاطـىَ
بـعـيـنِ ومَـسـمـعِ ذاكَ النـهـارِ
السـعـيـد الـرحـبْ !!
هُـنـا كـنـت أسـمـعُ في الـزقـزقـاتِ
وفي مَـغـنى ذاك الهـديـل الشـجـيِّ
هُـنـا كـنـت أسـمـعُ
مـا كـان يَـغـسـلُ كل التـعـبْ !!
أحـنُّ إلى الطـيـن
لـبـيـتٍ بـسـيـطٍ لـجِــدِّي
لـنـارنـجـةٍ بجــوارِ السِّـفَـرجـلِ والياسـمـيـن
كانت خُـطـايَ تحـجُّ إلـيـهـا
وأرجـع للبيتِ بَـعـد الطــوافِ
سـعـيداً بـأنِّي قـطـفـتُ القـمـر !!
أحـنُّ إلى النـهـرِ
ذاك العـظـيـمُ المَـلـيءُ ازرقـاقـا وعُـمـقـاً ودهـشـة
وصـوتُ أبـي كلما إِقـتـربـتُ :
ـــ حَـذَاراكَ يـا وَلـدي تَـقـتـربْ !!


https://scontent.fath3-2.fna.fbcdn.net/v/t1.0-9/16684395_1936852243218553_7021376886813073968_n.jp g?oh=29c9d99f0f37e26082bca5cd8ec7038f&oe=5931DE08


أحـنُّ .. أحـنُّ
لـعِـشـريـنَ بـيـتٍ طـواهـا الـرحـيـلُ مـع الـذكـريـات
عِـشـريـن بـيـتٍ !!
كُـنـتُ أراهـا بحـجـمِ الحـيـاة
كانت من الطـيـنِ أذكـر
والطـيـنُ ..
كـأيِّ زمـانٍ مَـضَـىَ لـن يَـعـود ؛
الطـيـنُ مــات !!
الطـيـنُ مــات !!
مُنـذ غــزوِ الحــديـد
وزَحـفِ البـيـوتِ التي دون دِفءٍ
ولا أيِّ رُوحٍ ولا أيِّ قُــربْ !!
الطـيـن مــات !!
ومــاتـت وَرَاءَهُ أنـقـىَ الحُـقَـبْ !!
أحـنُّ إلى زمـنِ الطـيـبـيـن
إلى أصــدقـاءِ الطـفـولـةِ
الغــائـبـين بكـلِّ الجِـهـات
ومَـن لايـزالُ حـنـيـنـي إلـيـهـم
يـضــجُّ .. يـضــجُّ
ولـم .. لـم يَـغُــبْ !!
أحـنُّ إلى حــارةٍ مِـلـؤُهـا وَجْــهُ أُمِّــي
إذا أشــرقـتْ ضِـحـكـةً وابـتـسـامـاً
هَـدَتْ نُـوُرهـا كـلُّ بـيـتٍ ودربْ !!
أحـنُّ إلى ذكـريـات أبـي
أبـي مَـن فَـنَـىَ عُـمـرهُ كُـلَّـهُ
بـيـن الأمــانيَ والمُـسـتـحـيـل
أبـي مَـن تـشـظَّـى اغـتـرابـاً طــويـلاً
على ذاتِ لـوحٍ
طـفـىَ عِـيـشـةً في بِـحــارِ التـعــبْ !!
أبـي .. يـا أبـي !!
أيـا سُــورة الصـبـرِ والكــادحـيـن
يـا خـيـر أبْ !!
هُـنـا حــارتـي !!
أهـجُّ إلـيـهـا
بـوجـهِ غِـيـابـي / حـنـيـني/ الـتـيـاذي
أهـجُّ إلـيـهـا
أنـا ذلك المُـتـمـزقُ روحــاً
أنـا مَن يـعـيـشُ الحـيـاة إغـتـرابـاً وتِـيـهَ ضَــيـاعٍ
ما بين شرقٍ وما بين غـرب !!
أفـر إلى حـارتي اليـوم شـوقـاً وأبـكـي ..
أبـكـي ...
بحـضـنِ الجِـدارِ الـذي ضَــمَّ يـومـاً
شَـقـاواتُ أمـسـي
أبـكـي بكـلِّ الحـنـيـن الذي فيَّ شَــبْ !!
سـلامٌ عـلـيكـم يـا إِخـوتـي
سـلامٌ عـلـيكـم
شُـخْـنـا سَــريـعـاً !!
وشـابـت مَـلامِـحـنا يـا رفــاقي
واشـتـعـلَ العُـمـرُ ثِـلـجـاً . سُـعـالاً
وخَـطـواً يَـهِـشُّ بـمُـتـكـأِّ الحـزنِ والآهِ صَـمْـتـاً
عـلى بـعـضِ أمـسٍ مَـضَـىَ دونَ أَوْبْ !!
شـعـر / سـعـيد مصـبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ


# إشارات :
@ السوقمة : شجرة ضخمة معمرة كثيفة الأغصان وكثيرة الورق . تؤكل ثمارها عند نضوجها وتحولها إلى اللون البنفسجي أو العنابي .

@
المناداة : وقت بيع المواشي في السوق الشعبي وقديما كان هذا النشاط يمارس بعد الظهيرة وحتى قبيل المغرب . اما اليوم فصباحا فقط .

@
الصوع : الحبل او الحزام المستخدم لصعود النخيل وهو حبل تقليدي متين مصنوع أغلبه من الليف المبطن بالقماش .

@
القهاوي : وقت تجمع نساء الحارة(الجارات)في بيت احدهن لتبادل الحديث وشرب القهوة وملحقاتها من أطعمة وقت الصباح أو المساء لحين غروب الشمس ويحدث ذلك عادة عصرا ومن هنا جاءت تسميتهن (المعصرات ) أو ( حديث المعصرات ) .

@
المناجير : جمع والمفرد منجور وهو آلة تقليدية قديمة يستخدمها الفلاحون في مزارعهم من أجل جلب الماء من البئر بالدلو بمعاونة ثور أو ثورين ويصب الماء المجذوب من البئر في خابية كبيرة أو حوض كبير به ساقية أو عدة سواقي متجهة إلى المزارع والحقول لريها.

@
حارب : شخصية عمانية مشهورة بصوتها العذب في فن الميدان .

@
العرشان : جمع والمفرد عريش ؛ بيت بسيط من سعف وجذوع النخيل يكثر استخدامه في الصيف .

@
الرقاط : موسم البحث عن الرطب والتمر المتساقط على الأرض من عذوق النخيل في المزارع في فصل الصيف وعادة ما يقوم به الأولاد والبنات مجتمعين في مجموعات تأتي من حوائر القرية وفي يد كل واحد أو واحدة سلة صغيرة لجمع ما يجده حول النخلة على الأرض من رقاط ومن هنا جاء المثل العماني الذي يقول : ( كل ساقطة ولها راقطة ) .

@
القرطة : شجرة شوكية ضخمة معمرة ذات لون بني غامق واغصان كثيرة متينة وقوية . تستخدم عناقيدها في دبغ الجلود وفي علاجات طبية متنوعة كما أن خشبها مناسب لصناعة السفن وزهرتها صفراء ذات رائحة زكية .
_ المصدر : المؤلف .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:32 AM
إرتشافات من ديوان الشاعرة أصيلة السهيلي (( قهوتي صوتك ))



بقلم / ســـعيد مصـبح الغـافـري
( قهوتي صوتك ) هو أول ديوان شعري جميل المحيا صدر هذا العام 2017م للشاعرة العمانية المتألقة ( أصيلة السهيلي ) وذلك عن دار ( سما ) للنشر والتوزيع بدولة الكويت ، وهو من الشعر الشعبي أو النبطي . يحوي ديوان ( قهوتي صوتك ) بين دفتيه ( 27 ) سبعة وعشرين قصيدة شعرية ، خمس منها جاءت بنمط الشعر التفعيلي الحر والبقية شعر عمودي تقليدي مع مقاطع شعرية قصيرة تخللت هذه النصوص ، بالإضافة إلى نص أخير ملحق ختمت به الشاعرة أصيلة السهيلي ديوانها وهو عبارة عن مقاطع خواطرية نثرية قصيرة ، بعضها أقرب إلى الشعر منها إلى النثر .




http://www.alapn.com/ar/imagebign/a0f512467fe9dd900d2dc036734a7710.jpg https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSZEIhxKzZtNcUQXr5U_WOiZN__HaaoR LgUQuTU_lRUG5CDYDkabw


وتلاحظ ـــ عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة ـــ عند الدخول في عوالم نصوص هذا الديوان أن كل نص تقريبا يسبقه مقطع شعري قصير من بيت واحد أو بيتين أو ثلاثة أبيات ، وهي أشبه ما تكون بلوحات فنية مرسومة أو نوافذ جميلة مفتوحة تطل مباشرة على شرفة النص في الجهة المقابلة مانحة القارىء جوا من الانتباه أو التهيئة التي تحمسه وتدفع فيه حس الفضول لمتابعة النظر جهة تلك الشرفة الشعرية بتوق جمالي وفقت الشاعرة إلى حد كبير في تهيئته واستحضاره بشكل رائع ؛ لتجعل من قارئها يقبل على النص بل يعيش فيه بكل مشاعره وروحه ووجدانه وظمأ القراءة لديه . وكما قلت ؛ فإن كل نص شعري متكامل يسبقه مقطع شعري قصير أشبه بنافذة مفتوحة على نص مقابل يغمز للهفة العطشى ويغريها ويشجعها للقفز باتجاه شرفته ؛ هذه النوافذ الانبثاقية التي أوجدتها الشاعرة ضمن ثنايا نصوص ديوانها أفادت الأخير من جهة والقارىء من جهة ثانية ؛ حيث أضافت للديوان قوته وسحره وجماله وجاذبيته ورونقه شكلا ومضمونا وساهمت في نجاحه كتجربة جميلة خاضتها الشاعرة عن ثقة واقتدار وهي واعية وعارفة بأدواتها الشعرية و ماذا تكتب ولمن بالضبط تكتب .. هذا من جهة الديوان ، أما من جهة القارىء فإن هذه النوافذ الشعرية الصغيرة فبالاضافة إلى أنها قدرت أن تمنح المتلقي جمالياتها وصورها البديعة إلا أنها أيضا إستطاعت أن تمنع عنه ـــ أي المتلقي ـــ إحساس الملل والرتابة من القراءة الماضية على مسار واحد لا يتغير خطه ولا معالمه المحيطة به ؛ فكل مقطع له لون خاص وومضة شعرية ذات نغمة خاصة ونوتة معينة تميزها ، وستلاحظ أن كل هذه المقاطع القصيرة لم تمض في طريقها على لون واحد أو نغمية واحدة من بداية أول مقطع وحتى آخر مقطع ؛ فالشاعرة تنقلك بخفة ورشاقة وبجمالية اللقطة المبهرة ومن جو إلى جو ومن حالة إلى حالة أخرى ، رغم أن الجو النفسي الذي يكاد يكون ( عاما ) في غالبية قصائد الديوان خصوصا تلك المتعلقة بالحب وغزلياته وعواطفه وشجونه وأجوائه المتقلبة التي لا تثبت على حال ؛ فطورا يأتي ذلك المقطع شعرا عموديا خالصا من بيت واحد أو بيتين أو ثلاثة كأقصى حد ، وأحيانا يأتي المقطع شعرا تفعيليا حرا من عدة أشطار ..
وهاك نماذجا من هذه المقاطع التي ضمنتها الشاعرة في ديوانها :





إسهر معي .. تتعبني وحشة هالظلام
تحتاجلك روحي وأنا أحتاج لك
وأنا معك .. ماضي وحاضر وازدحام
لو تطلب عيوني تراها جات لك












عطني يدينك ودي أحكي لك كلام
ودي أسافر بك سما .. تالي سما
بعزف على اطراف الأصابع قبل أنام
يمكن تنسيني الأصابع هالظما












لو صار غيري في مكاني وحبيت
قله أمانه ... لا يبهدل مكاني
قله تعوّد صاحبي يملي البيت
ورد وعطور وريح مسك وأغاني
قلت يجن بغيبتي لا تباطيت
ما هو عشانك يا حبيبي .. عشاني !!











أبــاك !!
ماعاد في عيني نظر وانت هناك
أحتاجني منك أنا
سارقني أكثر من سنه
رجّع لعيني نورها
في شوفتك ليلة عمر
ما تبتدي إلا معك











إنتهينا .. خير !! وش يعني الجديد ؟!
ما كرهته .. بس ما نعشق بعض !!









ليه تبخل بالحكي وانت الكريم ؟!
كلما جيتك وَلََـه أسمع مــلام !!
كان ودك نفترق .. والله العظيم
أوعدك أرحل وأفارق في ســلام !!







... وغيرها الكثير من المقاطع الشعرية القصيرة التي حواها الديوان كنوافذ جميلة
صممتها الشاعرة مطلة على قصائدها الـ ( 27 ) .
إن هذه الحركة أو اللمسة السحرية الجديدة قد أخرجت الديوان في إطار ( شكله الداخلي العام ) من نمطية التقليد التي مازلنا نراها سائدة بنفس وجهها ذي الموضة القديمة في كثير من دواوين الشعراء الحديثين والذين يمضون في دواوينهم نصا تلو نص في خط مستقيم واحد لا يتغير مساره ولا تتبدل دروبه ولا ألوانه ولا أثاثاته الداخلية ــ إن جاز التعبير ــ والشاعرة أصيلة السهيلي خرجت عن هذا النهج أو الشكل الموباليا بطريقة إبتكارية جميلة جدا ، وبدلا من أن تجعل كل ديوانها من بدايته إلى نهايته شارعا أوتوستراديا أصمًّا وأجردا بمسار واحد واتجاه ممل واحد وخال من أي لمسات جمالية ؛ هاهي وبحس المرأة الراقية الذوق والمتذوقة للجمال العصري تضع بين كل مسافة وأخرى صورة أو مجسما أو باقة زهر شعرية بديعة ، خالقة في النفس ذلك الانشراح وتلك البهجة المتحمسة للمضي قدما في رحلة القراءة بشغف ومتعة وبتلهف لا يكاد ينقطع منذ الورقة الأولى للديوان !!
ومن بين أبرز ملامح نصوص ديوان ( قهوتي صوتك ) خلو هذه النصوص تماما من المفردات الغرائبية المعقدة المستعصية على فهم قارىء هذا العصر والتي أصبحت موضة قديمة عفا عنها الزمن و غير مستحبة في الشعر المعاصر ، والتي عادة ما نجدها في شعر التراث التقليدي سواء في الفصيح أو العامي .. تلك المفردات التي كثيرا ما ترهق كلماتها ذهن القارىء ويجدها غريبة عليه وعلى أذنه وعصره ويضطر حيالها ـــ إن كانت لديه سعة بال ـــ للبحث عن معانيها في القواميس والمعاجم اللغوية وعند أهل الصنعة من المتقدمين .. وقد كانت الشاعرة أصيلة السهيلي تعي هذه القضية وتفهم من خلالها ذوق قرائها وثقافتهم ونفسيتهم عن كثب ؛ ولذلك غالبية نصوص ( قهوتي صوتك ) جاءت عصرية جدا ومسايرة للعصر الذي نعيش فيه وندر جدا أن تجد فيها نصا شعريا غريبا وفيه ذلك التعقيد اللفظي المتزمت الكثير الالتصاق بـ ( البداوة ) مع أنها ـــ أي الشاعرة ـــ لم تبتعد مطلقا عن أجواء البيئة البدوية والصوت البدوي العذب في سياقها أو ثوبها اللفظي منطوقا كان أم مقروءا ولكنها مشت فيها بطريقة عصرية حديثة و ذات طابع شعري خاص وأسلوب خفيف على القلب والروح وأذن المتلقي الشديد الحساسية ، ومن هنا أسـتطيع القول وبثقة أن أسلوب الشاعرة المبدعة أصيلة السهيلي من اليسير جدا عليه أن يتجاوز حدود محليته الجغرافية من حيث الانتشار وهي تمتلك الأدوات الشعرية التي تجعلها تتخطى بشعرها هذا حدود الجغرافيا الضيقة من حيث وضوح الكلمات التي تكتب بها نصوصها والتي مزجت ( عاميتها ) بالفصحى مبتعدة قدر الامكان عن تلك الحواشي التي تعيق حركة النص في المكان والزمان والناس وبذلك كسرت ( حاجز اللا فهم ) للمفردة الشعرية المصاغة بالعامية فصار في إمكان القارىء العادي في الشام أو مصر أو بلدان المغرب العربي أن يقرأ نصوص هذا الديوان بارتياح واستمتاع كبيرين وأن يفهم كلماتها بسلاسة ووضوح تامين وأن يتذوق أبياتها دون الحاجة للبحث عن معاني مفرداتها في القاموس أو المعجم أو حتى جوجل . إن نصوص هذا الديوان لا تحتاج لقراءتها بمتعة كبيرة ولذة و ( تسلطن تام ) إلا لقارىء ذوِّيـق يعرف كيف يقرأ النص بإحساس مرهف عالٍ وبقلب واعٍ يفهم البيت أو الشطر فهما شعوريا وجدانيا عميقا يجعله يندمج ويمتزج مع كل ذرة من ذرات المشاعر التي رسمت فيه .
جاء نص ( رياح البعد ) في أول نصوص هذا الديوان ، وهو ترتيب مقصود وله دلالته العميقة من منظور ( الحركة والسكون ) ، مع أن الشاعرة كان بإمكانها أن تختار أي نص من النصوص كبداية للديوان كله .. إن عملية ترتيب الأفضلية في نصوص أي عمل أدبي وخصوصا الشعر عملية دقيقة جدا وحساسة ولا تأتي إعتباطا أوبطريقة ( كيفما اتفق ) وتعتمد بالدرجة الأولى على بصيرة وذكاء و ذوق الكاتب أو المؤلف وعلى حسه الجمالي الداخلي وثقافته وفهمه لذوق الجماهير التي يكتب لها ؛ لأن هذا الترتيب ما إن يتقرر بشكل نهائي لا رجعة فيه فسوف تكون له تبعاته اللاحقة على العمل الأدبي بالسلب أو الايجاب .. بالنجاح أو الإخفاق وبه كذلك يتحدد مصير ما تكتب بعد أن يصل إلى القارىء/ الحكم . وأعتقد أن أصيلة السهيلي قد وفقت إلى حد بعيد في إختيار ( رياح البعد ) مفتتحا وبداية لنصوص ديوانها :
يا رياح البعد هبي
واعلني الدنيا مطر
واتركيني في عباب الثلج أتوه
أنكسر وسط الصقيع
ما وَفَىَ فصل الربيع
إتركيني للرحيل .. اللا رجوع
مات هذا الحب جوع
ووين أسافر ؟!
إن ( الريح ) حركة ضد السكون .. ضد الهمود .. ضد الصمت .. وضد الأشياء الجامدة والدالة على الموات ، ولذلك جاءت نصوص هذا الديوان من بداية هذا النص ( رياح البعد ) وحتى آخر نص ( خواطري ) ـــ جاءت صاخبة متوهجة . مليئة بالنبض والحرارة والدفق والجريان والحركة ، رغم عاطفة الحزن والشجن المبرح ورغم غيوم الكآبة التي توشحت سموات كثير منها . وكما لمحت قبل قليل فإن القصيدة الأولى تعتبر هي أهم مفتاح في أي ديوان مقروء وقد تكون أهم مؤشر إنطباعي مبدئي لقوة أو ضعف الديوان ولنجاحه أو فشله بعد أن يصل إلى عالم جمهور ( إقرأ ) .. يتعزز هذا النجاح أكثر فأكثر في قدرة الشاعرة أصيلة السهيلي على صنع الدهشة والـرجة القوية في وجدان القارىء المتلقي من خلال مفارقات وختامات نصية قوية جدا إلى درجة أنك تظل تردد المقطع الأخير من القصيدة وتتوقف عنده مأخوذا بسحره ومغناطيسيته كما في نص ( رياح البعد) :
الهوى فيني يموت
والحزن فيني بيوت
ممتلي بعضي جراح
ودام ما باقي جناح
إنثريني يا الرياح
مثل ما عندك بدينا
إنتهينا !!
قال : أشوفك ؟!
واتفقنا
وسامحيني
سامحيني
سامحيني
ثم راح !!
المقطع بهذه الخاتمة الموجعة أشبه بمشهد سردي في قصة قصيرة جدا من نوع ( ق ق ج ) تبدأ بسؤال مشتاق راغب في لقاء ثم اتفاق على اللقاء ثم انتظار طويل للقاء/ موعد ، ينتهي باعتذار بارد من البطل للبطلة .. ( ثم راح !! ) وهي أقسى لحظات الشعور بالخيبة والمرارة والأسف مع أمل مخادع وسراب .. إن كل شيء في هذا المقطع/القصة بدأ سريعا وانتهى سريعا كلحظة إشتعال عود ثقاب المنطفىء بعد ثوان من اشتعاله .. لاحظ فجائية خاتمة النص وتحسس في أعماقك وقعها وشدتها التي زلزلت الوجدان حد الألم الحاد والتعاطف المشفق مع البطلة .. ولاحظ أيضا جمالية اللغة ووضوحها وبساطتها وذلك المزج البديع في المقطع الأخير من القصيدة وخصوصا في ( واتفقنا ... وسامحيني ... ثم راح ) هذا المزج اللغوي الذي لا تستطيع معه أن تخمن هل ما أمامك نص فصيح ؟! أم لهجة دارجة ؟! وشطر ( ثم راح ) وحده يكاد يعادل قصيدة ، بل يوجز كل الألم النازف من القلب وكل الصراخ المحتدم الذي تمتلىء به الروح المصفوعة بالخيبة والمصدومة بالخداع والأمل الزائف .. ويمكننا أن نعرض نماذجا أخرى مقتطفة من نصوص أخرى كثيرة حفل بها هذا الديوان كلها شاهدة على قدرة الشاعرة على إدهاش القارىء وإثارة مشاعره دون تعمد أو قصد .. من نص ( تلفونك ) تأمل هذا المقطع الفائق الرومانسية والعذوبة :
دقيت رقمك كنت أبي أسأل عليك
رغم البعاد وطول غيبة عيونك
لا شفت رقمي يا حبيبي يناديك
لا تشغل الخط وضمني بتيلفونك
ومن نص ( برد وجمر ) نقرأ هذا البيت الختامي المدوّخ للأحاسيس بما حمل من رقة المشاعر ودفء اللحظة :
بكره يجي وأصير أنا ما بين يديه
ما هي أنا .. هذي ضلوعي جايته !!
وفي قصيدة ( لا تنام ) ص 76 هنا أنت أمام نص يأخذك بكل كلك في أجوائه وعذوبة صوته ( بالإمكان سماعه بصوت الشاعرة نفسها والنص منشور في اليوتيوب أيضا ) :
لا تنام
ودي أهدي لك حنين
واتخطى هالمسافه
والزوايا والغمام
في كلمتين
بس كلمتين
ما بطوِّل ف الكلام
لا تنام
وفي قصيدة ( وين أسافر ) نقرأ :
وين أسافر بك يا همي ؟!
وين أبرمي ثقل جدرانك ؟!
وأعوووود
المدينة ما تبيني !!
وساكنه بينك وبيني
لا حدود
وين أساااافر ؟!
وفي ( شباك الوعد ) يأسرنا المقطع الأخير من النص و يأخذنا في عمقه وفي تلافيف إعترافاته المبطنة بالحسرة والحزن والأسف :
وكنت أشيلك كحل في عيني وازين
وكنت أحطك عطر وأمشي بك جسد
وكنت بي شريان في عرق اليدين
كل وريد (ن) فيه يحييني أمد
وكان حبك مووت في روحي سجين
لو أجي بحياه يقتلني عمد
وفي قصيدتها ( دمعة أمي ) نقرأ في هذا النص الرائع والكثير العمق والرهافة :
يأمي فضفضي همك ترى لك هالصدور كتاب
وإذا ما يوسعك صدري ترى في روحك كتابي
كثر دعواك يا يمه أقول الله يا وهاب
تخليني وهي حيه ولا تبكي على غيابي
في شعرها صوت رومانسي حالم يذيب القلب بشاعريته ودفئه ويجعل من الشعور الداخلي للتلقي متفاعلا مع كل بيت تقوله في النصوص الموسومة بالحب .. أنظرها وهي تفتح أجمل نافذة شعرية مبهرة على قصيدتها العذبة ( عطر الانسجام ) ص 9 هذه القصيدة الجميلة المتلبسة بثوب عصرها بكل ما فيه من جماليات راقية ومقتنيات مألوفة في حياتنا اليومية الحديثة .. هنا نافذة صغيرة مفتوحة على شرفة جمال آخر واسعة تنتظر النظر إليها .. وقد خربشت الشاعرة نافذتها الصغيرة تلك ببيتين نزقين رائعين تقول فيهما :
إسهر معي .. تتعبني وحشة هالظلام
تحتاجلك روحي وأنا أحتاج لك
وأنا معك .. ماضي وحاضر وازدحام
لو تطلب عيوني تراها جات لك
وكلا البيتين ـــ كما تلاحظ عزيزي القارىء/عزيزتي القارئة ـــ ينتهيان بضمير متصل شبه جملة في ( لك ) وكذلك في نص ( عطر الانسجام ) تكررت ( لك ) هذه تقريبا خمس مرات كتأكيد قوي آخر على صدق التعلق بالمحبوب والوفاء له منتهى الوفاء ، وهذا واضح في القصيدة نفسها :
أنت حكاية هالسهر ليل وغرام
كلما يقرب هالمسا أشتاق لك
توحشني الذكرى معك .. صوت الحمام
صوت الأغاني في فمك تنساب لك
يومك تغني لي وأردد : يا ســلاااااام !!
وتقول لي : هالأغنية .. إهداء لك
سوالفك . ضحكتك . عطر الانسجام
همسك كذا لا قلت لي : مشتاق لك
عذب ورومانسي .. طاير (ن) فوق الغمام
حتى الغمام إن سأل قال : أنساب لك
يا لهذه الديناميكية الشعرية المدهشة التي قدرت أن تجعل من القارىء ينسجم تماما مع النص دون أن يعتريه أي ملل أو ضجر أو سأم من نغمة ( لك ) والتي تكررت في غالبية القصيدة ..
والتكرار في الشعر مغامرة كبيرة لا يجازف بها إلا شاعر متمكن ، واثق من أدواته ومن قدرته على الخلق والابداع وتلوين المفردة الواحدة بأكثر من لون ورسمها بأكثر من شكل وطريقة ، وإذا كان ( التكرار في النص الشعري ) يقتل القصيدة كما هو معروف فإن أصيلة السهيلي برشاقة كلماتها قدرت أن تمنع موت قصيدتها هذه وتجنبها خطر السقوط في هوَّة الملل والرتابة أو الموت ضجرا من خلال رسمها البديع للنص ومن خلال الفنيات التقنية العالية التي وظفتها وأوجدتها لخدمة النص فعززت بذلك من قدرة هذا النص على جعل القارىء ينسجم مع كل الأبيات المرسومة لوحتها بألوان جمالية مبهرة ، وسواء أكانت مقاطعا قصيرة أو قصيدة كاملة ؛ يظهر التعلق الحُـبِّي جليا وحاضرا وبقوة في كثير من قصائد الديوان :
أحتاج لك . لو كنت مع أهلك أبيك
أشتاق لك . وأنا بدونك أو معك
ليه ترتجف لو دق محبوبك عليك ؟!
خلك طبيعي يا حياتي . ما اروعك
وإن جا اتصالي وصرت ما بين أيديك
بس قل : الـو .. واسكت .. تراني أسمعك !!
وهاك هذه القوة العاطفية بارزة وحية كذلك في قصيدتها ( كنت أنتظر ) ضمن الديوان :
كنت أنتظر صوته وذابحني السهر
لين أرقدت عيني على جوَّالها
يا ذكرياته . لى متى وانا أنتظر ؟!
ما في هموم إلا ودمعي سالها
تستشعر وأنت تقرأ نصوص الديوان العاطفية كل المفارقات الممكنة في عالم الحب والتي رسمت الشاعرة اصيلة السهيلي بعض لوحاتها فيها شعرا وبدقة بالغة ، كما أنك وأنت تقرأ هذه النصوص تسمع بأصوات تأتيك متباينة في أصدائها وتوازياتها الغريبة والمذهلة في آن ، وتكاد قصيدة ( نـام ) تـوازٍ آخر في ( مدلول فعل الأمر ) مع قصيدة ( لا تنام ) رغم تعارض ( الفعلين ) واختلاف جوهما في النصين وعلى نحو مستفز لوجدان القارىء ؛ ففي قصيدتها ( نـام ) المكتوبة بنمط الشعر الحر تقول أصيلة السهيلي في عتاب مبطن ممزوج بالحزن والألم وتجيده المرأة دائما في أجواء الحب والعشق :
عادي نام !!
أيش يعني لو نسيت ؟!
واللا في حبي قسيت
وضاع من قلبك كلام !!
♥♥♥
عادي نام !!
صرت أنا أتعـوَّد غيابك
دمعتي قدام بابك
ما لها أي احترام !!
♥♥♥
أيش يعني لو تنام ؟!
ألف أنثى لو تمرك
وقلبك أعياه الزحام
ما تعوّض لك حنيني
ما تعيشك في سنيني
لأني أنثاك وجنونك
في تفاصيلك .. أنام
تجد صوت هذه القصيدة موجود كذلك ولكن بصدى مختلف ونبرة ( فعلية ) مغايرة وذلك في قصيدة ( لا تنام ) ص 76 والتي هي الأخرى تكررَ صداها في نص آخر ص 25 يحمل نفس الجو ونفس العنوان ونفس إيقاعات ( لا تنام ) التي بصفحة 76 ولعل النص الموجود في الصفحة 25 هو تمهيد أو مدخل للنص الأكبر الأكثر شدا وحضورا وتاريخا أيضا على اعتبار أنها شاركت به في ملتقى شعري وسمعته الجماهير بشكل مباشر وبصوتها .. في نص ( لاتنام ) ص 76 تستفتح الشاعرة فعل المضارع بـ ( لا ) النهي قائلة :
لا تنام ..
لا تنام ..
أبيك لحظة تحضن بصدري غرام
أبيك تقرا في تفاصيلي ورق
ما قراه العشق من عشرين عام
لا تنام ..
أنثاي فيني صاخبه
والشوق متولع هيام
مو حرام إنك تنام ؟!
والبرد هاجم هالجسد
وانت مستلقي بسلام
لا تنام .....
قصيدة طويلة من الشعر الحر التفعيلي ، وبالمناسبة ؛ ومن وجهة نظري المتواضعة تعتبر قصيدة ( لا تنام ) الموجودة بالديوان ص 76 من أجمل وأقوى قصائد الشاعرة المبدعة أصيلة السهيلي ومن أرقها وأقربها إلى أذن المتلقي ، وتتميز بالبساطة والعفوية وبالعمق الحاد في النزف وبالتصاوير الشعرية البديعة ، وقد شاركت بها أصيلة في ملتقى عمان الشعري الثالث الذي إحتضنته ولاية السويق في أواخر سبتمبر من عام 2013م .
يظهر صدى هذا الصوت الشعري واضحا أيضا في قصيدة ( قـيـفـان ) ص 55 التي ليست بعيدة في أجوائها عن أجواء قصيدة ( الشعر ضايع ) ص 34 وكذلك قصيدة ( صرخة وتر ) ص 83 التي هي إمتداد طبيعي لقصيدة ( الشعر ضايع ) خصوصا وأنهما تلتقيان في نفس الفكرة والمضمون ..
تقول الشاعرة في ( الشعر ضايع ) راسمة صورة ساخرة عن هذا الشعر :
ألحان عـزَّت وابن الاعور وممدوح
وتاكسي الغرام وفيروسات ووبائي
وحده تلف الخاصره وعطر يفوح
ووحده تغني صاحبي كهربائي
وفي ( قيفان ) تواصل الشاعرة تعرية الواقع بما يشبه الرثاء والأسف والمرارة والسخرية الشعرية فتقول عن حال الشعر والمتشيعرين الذين أبتليت بهم الساحة :
يشيلونك على يمنى وعلى يسرى .. وطوك النار
يخونوا معطف إحساسك بسن (ن) ضاحك (ن) برده
على موال قيفانك بغـوك وأبحروك إبحار
وعقب ما عـنِّ مجدافك رموك بجزره ومـده !!
ما أصعب على الشاعر أن تستغل موهبته ويصبح زرا للأهواء وأشبه بمادة معدة جاهزة لبرنامج ما يطلبه المستمعون والأكثر إيلاما في الأمر أن ( يـؤخـذ لـحـمـاً ويـرمـى عـظـمـاً ) ..
في قصيدة ( قيفان ) هناك تركيز أكثر وضوحا وعمقا على واقع الشعر .. الشعر الذي إستغله البعض ــ مع الأسف الشديد ــ من أجل أغراض وأهداف قذرة ومؤقتة زجُّـوه فيها ومـرَّغـوه في وحولها بشكل أناني بغيض حـادَ عن رسالة الشعر الحقيقية السامية .. الشعر النائي بنفسه عن كل غرض واستغلال بشع .. والشاعرة أصيلة السهيلي مرهفة الأذن ، ذوّيقة راقية الذوق فيما تسمعه وتستطربه ويستهويها من طرب ، وهي إذ ترى الأغنية اليوم متردية في وحل المسخ و ( الماسخ ) من الأغاني الهابطة التي يمجها كل ذوق سليم ، لذلك جاءت قصيدتها ( الشعر ضايع ) بمثابة صرخة إحتجاج وغيرة وعزاء لا للأغنية ولملوك الأغنية العربية العظماء بكل قاماتهم الشامخة وتاريخهم الغني والمشرّف أمثال المرحوم عبدالحليم حافظ وفيروز بل للشعر أيضا ؛ على اعتبار أن الأخير هو أحد أهم وأبرز الأضلاع الثلاثة وأهمها على الإطلاق والتي يقوم عليها مثلث أي أغنية ( الشعر ـــ الألحان ـــ المغني/ المغنية ) وهو أساس كل عمل فني في العالم كله وبدونه لا جدوى من وجود الضلعين الأخيرين ويظلا ناقصين ( اللحن والمغني أو المغنية ) ولا يكتملا إلا به .. والحديث عن هموم ومشاكل واقع الأغنية العربية حديث يطول وذو شجون كثيرة ، ولا شك أن في صدر هذه الشاعرة كلام كثير كثير ودت لو قالته وعـرّت به واقع هذا الحال المتردي للفن ، سيما وأنها الأقرب دوما منه ومن أسرار كواليسه وأهله وما يدور في مجتمعهم وخلف مسارحهم من أمور ، بحكم مهنتها كمذيعة وكإعلامية على تماس مباشر مع كل ما يحدث في هذا العالم المليء بالأسرار ، ولذلك إكتفت بأن ختمت قصيدة ( الشعر ضايع ) باعتراف جميل ينم عن خلق عالٍ مترفع ، توجزه في أجمل بيت ختامي للنص فتقول :
صرنا نغني للي كاسب ومربوح
والشعر ضايع بين زاخر ونائي
باتت حناجر ربعنا ما بها دوح
متخبطة بين الغني والغنائي
فيروز وينك عن مهايف ومملوح ؟!
وينك حليم ؟! أبيك تحسن عزائي
ناديت . رد الصوت باكي ومبحوح
محد يرده دام هذا ندائي
المشكلة بعـد الوقاحة عن الروح
واللا رميته ما يسمى ( حيائي ) !!
والشاعرة وهي تغوص في بحور الحب والعشق والغزليات لم تنس أن تغوص كذلك في بحور حب وعشق الوطن ، وظهرت في ديوانها في هذا المجال أجمل وأعذب قصائدها ( عمان سيرة الانسان ـــ بنات عمان ـــ سعودية عمان ) .. في (عمان سيرة الانسان ) ما أجمل الترنم بهذا المقطع الشعري المليء بجمال وعشق الوطن في القلب والروح والوجدان :
عمان وكلما جيتك لقيت إن القصيد عمان
لأن الشعر هو منها وهو عنها وهو فيها
ولدنا وغنوة أنفاسك نشيد العز والأوطان
بلد تتصافح قلوبه قبل تتصافح ايديها
ولا يتوقف شعر أصيلة في الوطنيات عند الحدود المؤطرة للوطن بل يتخطاه ويتجاوزه إلى حدود أبعد تمس قضايانا القومية العربية وهموم وجراح أوطاننا وما فيها من دمار وخراب ومآس وفتن وضعف وتخاذل ؛ ففي قصيدة ( بنت الياسمين ) ص 45 والمقتبسة أجوائها من قصيدة ( التأشيرة ) للشاعر المصري هشام الجـخ والتي يقول هشام ضمنها :
أسبح باسمك الله
وليس سواك أخشاه
ملأتم فكرنا كذبا وتزويرا وتأليفا
أتجمعنا يد الله وتبعدنا يد الفيفا ؟!
سنبقى رغم فتنتكم .. فهذا الشعب موصول
حبائلكم ــ وإن ضعفت ــ فحبل الله مفتول
ويبقى صوت ألحاني :
بلاد العرب أوطاني وكل العرب إخواني
وفي ( بنت الياسمين ) التي بدت مقتضبة في مقاطعها بعض الشيء ومليئة بالاقتباس وأقرب إلى حد ما من الهجاء السياسي ـــ تقول أصيلة السهيلي في هذه القصيدة :
زعلان . إمسح دمعتك
طفشان . جهز شنطتك
لا تنتظر منة بخيل
وإن كان محتاج لبلد
يا سيدي دوّر لك بديل
هالأرض ما تبغي أحد
▪▪ ▪
هذي بصدري كلمتين
وانتوا اسمعوهم يا عرب
فيني من الغصة أنين
فيني من الغصة غضب
وشلون بنت الياسمين
باعوا جسدها في حلب ؟!
وانوا سموكم عرب
وين العرب يا نايمين ؟!
بعض نصوص الديوان تتلاقى في أنهر ومصبات واحدة ، تجمعها وحدة تناغمية عذبة وتلاقح شعري يكاد يكون ( متفقا عليه ) فيما بينها .. ومن أمثلة هذا التلاقي التي يمكن إلتقاطها من الديوان بسهولة المقطع الوارد في صفحة 14 والذي تقول فيه :
وإن جا اتصالي وصرت ما بين ايديك
بس قل ألو .. واسكت .. تراني أسمعك
ونظيره في القصيدة المقابلة له مباشرة والتي عنوانها ( كنت أنتظر ) ص 15 :
كنت أنتظر صوته وذابحني السهر
لين أرقدت عيني على جوالها
ولعل أبرز ما عزز خاصية ( الصوت ) في ديوان هذه الشاعرة الجميلة الحس هو عنوان الديوان نفسه ( قهوتي صوتك ) والذي ظهر على وجهي غلاف الديوان الأمامي والخلفي وهذا الأخير بالذات نقشته بهذا المقطع الرائع وكأنها تذكر هذا الغائب بأن صوته هو القهوة المنعشة التي تشتهي مذاقها وتفضلها على كل فناجين العالم الفاخرة فتقول :
قهوتي صوتك
وصوتك زعفران وبن
وأحس الصبح من دونك
فضا خالي من السكر
شبيه الورد في عطره
تخيل هو شبيهك من
غلاك أنت الغلا كله
ويمكن هالعمر وأكثر
ومن الأمثلة الأخرى على تلاقي ( جو الشعر ) في نصوص هذه الشاعرة ؛ نصان إثنان تلاقيا في مفردة ( البرد ) بكل جوّه القارس والحزين أيضا وهذان النصان هما ( كنت أنتظر ) ص 15 و ( برد وجمر ) ص 22 .. تقول الشاعرة في نص ( كنت أنتظر ) :
بردانه يمه .. حرارتي تحت الصفر
والشوق نار بهالضلوع وصالها
هاتوا لحافي باحترق برد وجمر
أنثى تموت ودمعها في شالها
بتلحف عيونه وادفيني صبر
وانا فدا هذي العيون وفالها
أما قصيدة ( برد وجمر ) فتكاد تكون تتمة شعرية لـ ( كنت أنتظر ) نظرا لتلاقيهما على نفس القافية ، وربما القصيدتان نصان لقصيدة واحدة ، بجو شعري واحد ، وما يميزهما عن بعضهما بعضا هو أن قصيدة ( برد وجمر ) أضيفت مع قافيتها التي تنتهي بهاء وألف ( لها ـــ شالها ـــ قالها ـــ .... إلخ ) قافية ثانية جديدة مغايرة تنتهي بتاء وهاء فقط ( سيارته ـــ حكايته ـــ دفايته ـــ ..... إلخ ) ، كما أنها ـــ أي ( برد وجمر ) ـــ أعطت تفاصيلا أخرى أدق عن ( الحالة المرضية ) لبطلة النصين ، وأدخلت في القصيدة صورا جديدة ما كانت موجودة في ( كنت أنتظر ) :
[ الحمى / دولاب العطر / قنينة العطر / مذكرات مكتوبة في صورة قصائد شعرية / ألبوم صور / سيارتها التي تشبه سيارته / العباءة المطرزة / الثوب أو الفستان الذي يحبه ]
حمى وهموم وحالة بي ما تسر
يمه ترى بنتك هنا يرثى لها
ما هو مرض عضوي ولا حمى الفقر
شخص نزع مني الحياة وشالها
يمه وعدني ما يفارقني عمر
لين ابتدت حمى الفراق وجالها
قالوا : توفى . ما ترك لجلك خبر
قلت : الله أكبر من حسود قالها
أدري بخير وعايش وسط البشر
ما غاب إلا من ظروف (ن) طالها
خبيت له وسط دولابي عطر
والغـرشـة فاحت في ثيابي لحالها
ـــ لاحظ إنتقال الشاعرة بين ( البرد ) و ( الحمى ) في القصيدتين :
بردانه يمه .. حرارتي تحت الصفر
والشوق نار بهالضلوع وصالها
هاتوا لحافي باحترق برد وجمر
أنثى تموت ودمعها في شالها
ــــــــــــــ ♥ ــــــــــــــــــ
حمى وهموم وحالة بي ما تسر
يمه ترى بنتك هنا يرثى لها
ما هو مرض عضوي ولا حمى الفقر
شخص نزع مني الحياة وشالها
وأخيرا .. القارىء على موعد وهو يختم رحلة قراءته في ( قهوتي صوتك ) مع مفاجأة غير متوقعة أعدتها وجهزتها له الشاعرة في الأوراق الأخيرة وتحديدا في النص الأخير من الديوان والمعنون بـ ( خواطري ) ص 87 . في هذا النص الجميل الأشبه بورود ملونة منثورة على الصفحات تدخل الشاعرة قارئها في جو قرائي آخر مغاير لكل أجواء رحلة القراءة التي أمضاها شعرا من بداية قصيدة ( رياح البعد ) ص 6 وحتى قصيدة ( نـام ) ص 85 لكأن الشاعرة قررت أن تغير جو ومزاج القراءة لدى القارىء لتجعل ختام نصوصها في ديوانها ( قهوتي صوتك ) بنص مختلف ، عبارة عن نثارات أو قصاصات لخواطر أو مقاطع قصيرة أشبه بالومضات السريعة ، رسمتها الشاعرة بلون الفصحى .. والحقيقة أن هذه القصاصات أو المقاطع ليست كلها بالفصحى ، كما أنها ليست جميعا مقاطعا ( نثرية ) ؛ فبينها سيعثر القارىء على ( مندسات شعرية ) ذات مقاطع قصيرة خفيفة .. الجميل في هذه النصوص المنثورة في ( خواطري ) أنك هنا أمام شاعرة إستطاعت أن تحافظ على وحدة تميز أسلوبها بغض النظر عن لون الكتابة الذي لونت به كل نص وطبيعته ومسافة أنفاس أبياته أو مقاطعه ، وفي النص الختامي الأخير ( خواطري ) وجدت وأنا أدخله وأقرأه بعمق شظايا من روح هذه الشاعرة الجميلة منثورة على الأوراق .
هل أرادت هذه الشاعرة المبدعة أن تقول لقرائها : أنا هذه الانسانة التي ارتحلتم في نصوص ديوانها .. أنا هذه المبعثرة كما هذه الكلمات في دروب الحياة وهذا الذي تقرأون هو بعض من لملمة من تمزقات الذات الشاعرة والانسانة ..
لا أجزم أن حد إنتهاء هذا الصراخ الانساني هو عند حدود هذه الصفحة الأخيرة من الديوان ؛ فالشعر لا يتوقف عند مجرد كومة صفحات أو ديوان واحد أو ديوانين أو عشرة أو مئة ؛ وإنما هو نزيف مستمر يظل يرافق الشاعر/ الشاعرة حتى آخر لحظة بالعمر ، وهنا أنت أمام أنوثة وجع يبرز نزيفها الداخلي منعكسا على مرايا النصوص والكلمات .. أنت هنا أمام عمق شعوري حاد يجذبك جذبا إلى قراراته السحيقة التي سرعان ما تجد فيها قلبك . روحك . صوتك . صراخ عذاباتك وكل شيء يمس أو يلمس معاناتك أنت في الحياة ، عامة كانت هذه المعاناة أم خاصة .
هذه بعض مقتطفات من نص ( خواطري ) :
مت من قلبي ولاموني البشر
قالوا إن الضرب في مثلك حرام !!
♥♥♥
يا من تسافر في وسط عيني
كمدائن من كحل ومرافىء أدمعة
غيابك منفى وغربة روح
♥♥♥
لا تتنهد !!
انصهار من عذابك يقتلني
أنت لا تموت وحدك
فهناك أنا حيث أنت !!
♥♥♥
أيها المارون على حزني
خذوا مني ما تشاؤون وأرجعوا لي صوته
فمازال لروحي معه
متسع لحياة
♥♥♥
أغبط صوري التي تحتفظ بها في ذاكرة هاتفك
فهي تشاغب ملامحك كل يوم وكل لحظة وكل دقيقة
بينما أنا تبعدني في جغرافيا المكان
من أن أقتحم أسوار عينيك وسحائب جنونها
♥♥♥
لا تروح !!
فيني لك من بعض بوح
شي من باقي غرامي
يختصر أعمق كلامي
إني ما أحيا بدونك
وانت روحي
وما بعد هالروح روح !!
▪ ▪ ▪
قبل ختام أقول :
مع إحترامي الشديد وتقديري العميق لكل كتابنا العمانيين من الجنسين أتأمل في عقلي وأنا أطالع على أرفف مكتبتي هذه الاصدارات العمانية التي صدرت وأسعفتني الظروف على اقتناء الكثير منها لكني أقول واعذروني في دهشتي : كم هي الاصدارات العمانية الشابة التي تصدر بالعشرات سنويا ولا تلقى ذلك الاهتمام الكافي حيالها من جانب المعنيين بالنقد ( في ظل غياب النقد أصلا وتفشي ظاهرة النشر لمن هب ودب من أشباه كتاب وشعراء ) كم من كتب أدبية صدرت وطواها النسيان في الأرفف مع أصحابها .. مؤلم ومحزن جدا هذا الوضع والأكثر ألما وحزنا فيه أن هناك إصدارات شابة تصدر وفيها ما فيها من الأخطاء النحوية وركاكة الأسلوب ( لا أريد أن أذكر أسماء لكن بحوزتي الآن أصدارات لعمانيين بينها كتاب لكاتبة عمانية (( مشهورة )) عدد متابعيها في تويتر فقط يفوق الـ 100000 متابع بينما في إصدارها الذي أصدرته وضجت به الدنيا وجدت أكثر من 70 خطأ نحويا فادحا ومخجلا ناهيك عن ضعف الأسلوب في النسيج الداخلي للنصوص والذي صدمني كقارىء متابع ، وكاتب آخر أصدر ديوانا فيه سرقات أدبية لشعراء كبار ظن المغفل أنه بطريقة تحويره للكلمات والعبارات لن يكتشفها أحد وسينجو بفعلته وفي الرواية كذلك وجدت نفس الشيء واستغربت من هذه الضمائر واستغربت أكثر من هذه الصور البراقة التي نراها ( كاشخة ) أمامنا وتلك الهالة ( النقية ) التي تحيط بها بينما حقيقة ما في نصوص أصحابها بل حقيقتهم هم (( ككتَّاب )) صادمة .. هنا أنا لا أقلل أبدا من شأن أدبنا العماني ولا من أحد لكن من حقي أن أقول أن الأوان قد آن لإزاحة هذا الغبار الكثيف الذي يغطي هذه المؤلفات وأن نسلط عليها الضوء ونقدمها للقارىء تقديما أدبيا خالصا يسبر أغوارها سبرا أمينا حياديا منصفا لها ولمن ألفها .. حتى لا تصبح مجرد زفة استعراضية مصحوبة بالتطبيل والتصفيق والنفاق أو حفلة تنكرية مؤقتة وعابرة تحدث فقط في موسم ( معرض مسقط الدولي للكتاب ) ثم سرعان ما تطوى في غياهب النسيان والأرفف الجامدة وحتى لا تصير عملية الاصدار هذه موضة إعتيادية ممكن حتى لأي أُمِّي جاهل أن يخوض فيها مع الخائضين . إن الكاتب العماني جدير حقا أن نهتم به وأن نرعاه وندعمه ونمنحه القدر الكافي الذي يستحقه فعلا من التقدير والثقة لأنه جزء من منظومة هذا الوطن ورافد من روافد ثروته ولن يصح إلا الصحيح ..
وختاما أقول :
شكرا لك الشاعرة والاعلامية القديرة أصيلة السهيلي .. شكرا من الأعماق على هذا الديوان الذي عشت معه وصحبته واستمتعت برحلة قراءتي له بتذوق قارىء متواضع سعد كثيرا وهو يقرأ لشاعرة من بلده تمتلك كل هذا الكم من الجمال والابداع الخلاق .. متمنيا لك حياة شعرية موفقة حافلة بالعطاء إن شاء الله .. مع التقدير ،،
بقلمي / ســـعيد مصـبح الغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:35 AM
محمد العمران .. شاعر يعزف على وتر الإحساس !!

بتاريخ 8 / 3 / 2017م نشر أخي وصديقي الاعز الشاعر القدير / محمد العمران ( حرف وشعر ) قصيدة بعنوان [ لولا الهوى يالغافري ما تمثل ]
رابط القصيدة :
http://omaniaa.co/showthread.php?t=106678&

نص القصيدة :
ياذا الحمام اللى بصوته
تزجل ..
هيجت قلبي ياحمااام
المزاجيل ..
ويالراعبي ياللي بشعره
ترجل ..
واشتدد حنجوره بعذب*
المواويل ..*
خلعت قلبي يالحمااام
المحجل ..
وذكرتني بأم الحلق*
والخلاخيل ..
ام الهدب والطرف يلي
توجل ..
كيف المهات اللي علا طارف
السيل ..
لاحدها القناص من كل
جدول ..
صارت تبااااري للعيون
المخاتيل ..
والجادل اللي فوق متنه*
تعشكل ..
كلكل ظلامه كيف ماكلل
الليل ..
ليلي قصير وليت هو
ماتعجل ..
مادام طيفه يحتريني علا*
ليل ..
سهران انا وسهيل والنجم
لول ..
نسمع حكااااوي للقمر
والقناديل ..
واكتب انا شعري وشعري
مجزل ..
مثل الركوم اللي سحبها
مجازيل ..
والشعرلا من صار جزلن
تسجل ..
بالذاكره يقراه جيلن ورا
جيل ..
حرف الحرف لاجاك عذبن
تبجل ..
وسارت حروفه في مدي*
نجمة سهيل
قلبي من اسباااب المحبه
تبهذل ..
ياسعيد والدنيااا ترااااها
بهاذيل ..
يالغافري ياصاحبي قم
تجمل ..
واسعف رفيقك يارفيق
المداخيل ..
خذلي بثااري من بدمي
تحلل ..
واصبحت في حبه شرات
المقاتيل ..
ولولا الهوى يالغااافري
ماتمثل ..
مثلي ومثلك في غرااام
الشهاليل .
محمد العمران
_________________

والحق أن الشاعر المبدع محمد العمران ؛ شاعر رقيق العاطفة جميل النبرة وفي شعرة أنس وطرب .. لم يكتف بالحروف والخيال القابع بين الحبروالورق في صوغ قصيدته بل ساعدته البيئة البدوية بصحرائها وباديتها وحيواناتها ونباتاتها وهوائها واجوائها النقية وليلها الصافي بنجومه وقمره وسماره .. ثم الطبيعة البدوية الجميلة بكل مفردات عاداتها لهجتها البدوية بكل خصوصية مفرداتها .. كل هذه الأشياء انعكست بصورة واضحة عليه كشاعر وعززت من قوة عاطفته الشعرية واصالته كشاعر مبدع لا يختلف على شاعريته وإبداعه إثنين
شكرا ألف ألف شكر لك أخي الغالي محمد
اسأل الله أن يسعد قلبك ويوفقك ويرزقك كل خير واتمنى يا رب أن تجمعنا الأيام والامسيات الشعرية إن شاء الله
تقبلني أخا وصديقا يحبك في الله ولله
دمت بوافر صحة وسعادة وخير يا رب
أرق التحية والتقدير
أخوك / سعيد

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:36 AM
فـائـضٌ هـذا الليلُ إلا مـنـك !!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=10400 (http://up.omaniaa.co/)


@ مع صديقتي ..

أصفرها منسكب بدلال في قلب الموعد
يغريني الشمع المتوقد بهدوء الرقص إلى السهر الحالم
والليل دفيء
في عينيها يصرخ جوع
في شـفـتـيَّ لهيب يزدرد ظماه
أدنو
تدنو
نتقابل
ينسل العطر المسكر من أسفل أذنيها
وأغيب أنا في هذي الغيمات السكرى
الدافئة الضوع
ما بين فمينا مسافة قبلة
نتذاوب عشقا
نتماهى في حضن اللهفة وأجيج النبض الجامح
تحرق أعصاب التوق . تدوخني
تتركني أندس بكلي في غابات ضفائرها السود
وأصفرها يتوهج ..
يتأود ..
يشهق بأنوثتها الكاملة الدسم ..
يومىء لي بسعير حارق
تنفتح النار على ليل جنون
ونذوب بإثنينا
نتحد هلالا وصليبا
وصلاة محبة
وختاما ..
أحزم كل حنيني وأرحل
أنسل وحيدا
وأضيع
وعلى باب وداعي بصمة قبلة
وبعيني وعد مربوط بسماء الله :
إن طال غياب الأوب حبيبة عمري
ذاكرتي عصفور يعرف كيف يعود إلى عشه !!
& & &
http://up.omaniaa.co/do.php?img=10401 (http://up.omaniaa.co/)

إلى سمراء من بغداد ..

مرت راشقة قلبي بالورد
نقشت في أعماقي كلمات
فانبجست أحلام ظماي
يا أنت ..
يا كل جروح بلادي وأمانيه
هبيني بعض أصابعك الحرة
كي أقطف من شجرة توت عربي بعض قصيدة
مدي لي بعض يديك
عساني أسند بهما حزني عند ذهابي في موكب دمع خلف شهيد
هبيني منك بعض ضياء من عينيك
عل ضيائك يهد خطاي حين أهيم بروحي المتعبة في سدم ضياعي
إهديني من عندك بعضا من قيثارة صوتك
كي يحرسني من زمن أزيز الرعب ونباح كلاب لصوص الليل
هبيني بعض جدائلك السمراء
كي أتفيأ ظلا بغداديا
في هاجرة القسوة ونهارات اللفح الآتي من ريح الأخبار السوداء
إهديني بعضا من طقات حذائك
كي أتوازن نبضا
وكي أعرف أني أمشي باطمئنان بجوار الموسيقى
لا قرب الموت الكاكي الإيقاع
يا أنت .. يا أجمل بغداد سمراء
هبيني منك بعضا من مفتقد ضاع
هبيني بعضا من بعضك ..
قلما
حبرا
ورقا
لعلعة بروق من غضب أحمر
أحلم دوما أن تصحبني
رفيقا جيفاريا مشتعل الروح
في رحلة ما سأكون عليه غدا!!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:37 AM
الجــرح بـيـتـكـلـم عـــربـي !!

فـي الـرد عـلى قـصـيـدة أخـي وصـديـقي الغــالـي الشـاعـر المـبـدع / نـاصـر الضـامـري ( شـمـوس الحـق ) والتي كـانـت بعـنـوان [ رسالة إلى سـعـيد ] والتي يقول في مطلعها :


الشعر يندب صاحبا وخليلا
والحب دونك واهناً وعليلا
وقد نشرها بالسبلة العمانية في 6 / 6 / 2017م .. مع خالص محبتي واحترامي له أخا وشعرا ورفيق حرف أعـتـز بصحبته القلمية ..

الجــرح بـيـتـكـلـم عـــربـي !!

... وأنـا العــائـد بـعـد غِـيـابْ
جُـرحـي لـو تـنـظـرُهُ عـيـونٌ
أعـمـقَ مـن ذي قـبـلٍ صـار !!
ولـيـس تَـسَـعـهُ جِـهـاتُ الأرضِ
ولا تـمـلأهُ لـغـاتُ الـدنـيـا
ولا تُـوجِـزهُ سُــطـورُ كـتـابْ !!
خَـجِـلٌ جـدا مـن تـاريـخـي
خَـجِـلٌ جـدا من أجـدادي
أُبـصـرهـم أرواحـاً غَـضْـبـىَ
تـرمـقـنـي بـعـيـونِ عِـتـابْ !!
أسـمـعـهـم مـن كـلِّ فُــؤادي ..
لـكـنـي فـي غَـمـرةِ حُـزنـي
وفـي غَـصَّـةِ قـهـري الـمـتـعـاظـم
صـوتٌ مُـخـتـنـقٌ . مَـبـحـوحٌ
لا يـمـلـكُ أوتـارَ جَــوابْ !!
عـربـيٌّ .. أمـشـي مـسـحـوقـاً
أتـنـفـسُ مـن رِئَـةِ الـغـربـةِ
مِـلـحـاً وغُـبـاراً وتُـرابْ !!
عــربـيٌّ بـعــروقٍ ظـمْـأىَ
أبـحـثُ عـن غـيـمٍ . عـن مَـطَــرٍ
وسـمـائـي كالأرضِ يَـبَـابْ !!
وتـسـألـنـي ..
عـن آخِــرَ أخـبـار الحُــبِّ
وعـن دَعْــدٍ ولُـمَـىَ ورِحــابْ
وعن آخِـرَ شِــعـرٍ مُـشـتـعـلٍ
بـفـراغـي المُـتـمـددِ عُــمْـراً
فـي ظِـلِّ غِـيـابِ الأحـبـابْ
فـي وجـهـي حُـزنٌ مُـبـتـســمٌ
سـيـقـولُ بـغـصْـبٍ عـن قـهـري
وعـن قـهـرِ الـواقـعِ : أطـيـابْ !!
أطـيـابٌ . أطـيـابٌ جــدا
مـا دامـت إيـفـانـكـا بـخـيـر
وبـنـيـامـيـن بـخـيـر
ومـا دامَ صـبـاحـي الـعـربـي
مُـنـشـرحـاً مـن وَجْـهِ تـرامـبْ !!
أطـيـابٌ . أطـيـابْ !!
وكـل الأخـبـارِ مُـطَـمْـئِـنَـةٌ
وتُـســرُّ جـمـيـع الأصـحـابْ !!
الـوطـنُ الـعـربـيُّ بـخـيـر
وزرائـبـنـا الشـائـكـةُ الأســلاكِ بـخـيـر
والبـتـرولُ بـخـيـر
والـقُــوتُ الـيـومـيُّ الـمـبـلـولُ بـعـرقِ الـفـقـراءِ بـخـيـر
ومجـازرنـا بـخـيـر
ودمـوع الـزهـراءِ بـخـيـر
وخـيـامُ الـيـرمـوك وصـبـرا وشــاتـيـلا بـخـيـر
والـجـامـعـةُ
بـكـلِّ الـقِـمَـمِ الـقــزْمـةِ فـيـهـا
مـا زالـت نـاطِـحـةَ سَــحَـابْ
ومـا نـطـحـتْ إلا أحــلامـي
ومـا أهْــدَتـنـي إلا شَــجْـبـاً
واســتـنـكـاراً
وإدانـاتٍ وبـيـانـاتٍ
وبـاقـةِ أضـغـاثِ سَــرَابْ !!
وعـن ضـادي ..
حــدِّثْ يـا صـاحـي عـن ضـادي
ــ مـلايـيـنُ الأقـلام تـنـاضـل في كـل الـجـبـهـات
وانـقـلـبـت في الجَــوِّ صُــقُـوراً
وفي الأرضِ أُسُـــوداً وذِئــابْ !!
ــ مـعـقـولٌ ؟! أيـنَ وصـلـتـم ؟!
ــ حــرَّرنـا الـقُـدسَ
و قِـبـنـا قـوســيـنِ وأدنـىَ مـن تـلَّ أبـيـب !!
.
.
.
.
.
ــ عـظـيـمٌ جـدا . بَـشِّــرْ . أيـنَ وصـلـتـم ؟!
ــ أيـن وصـلـنـا ؟!
عـلـى مـوقِـعِـنـا ..
مـا زلـنـا نـتـبـادلُ " قـصْــفَ الـجَـبـهـةِ "
شَــتْـمـاً وسَــبَـابْ !!
( أفـيـخـاي )( 1 ) عـلـى " الـنـتِّ " يُـتـابـعُ :
ــ مـا أجـمـلـكـمْ . خُـذُوا راحـتِـكُـمْ !!
يـرســمُ وَجْـهـاً مـن ضِـحـكٍ !!
يـصـفـعُـنـا بـأضـخـمِ " إعـجـاب " !!
أطـيـابٌ . أطـيـابْ !!
والـجُــرحُ بـخـيـرٍ
وحُـزيـرانٌ يـمـشـي مـبـسـوطـاً
فـي كـلِّ الـمُـدنِ الـعـربـيـةِ
ويُـقـابـلـنـا
بـنـفـسِ الـوجـهِ الـقـاسـي
ونـفـسِ ســوادِ الأثــوابْ !!
أطـيـابٌ . أطـيـابْ !!
ومـازلـنـا دنـدنـةَ بُـكـاءٍ :
" الأرض بـتـتـكـلـمْ عــربـي "
ومـازلـنـا نـحـلـمُ !!
و " الحـلـمُ الـعـربـيُّ " نـشــيـداً
يـرقـصُ مـذبـوحـاً كـالـديـكِ أمـامَ الأعـتـابْ !!
وفـيـروزٌ سـاطـعـةٌ غـضـبـاً
ولا غـضـبـاً أُبصـرتُ عـلـى الـدربِ ولا لـمْـعَ شِـهـابْ !!
لا تـقـلـق أبـداً
صـرنـا عـربـاً
لـكـن في " بِـشْــتٍ " مُــرتــدٍّ
نـعـتـدلُ صـفـوفـاً
ونـصـلـي بـإمـامٍ عِـلْـجٍ في محِــرابْ !!
عـدنـا عـصـراً من عُــربـانٍ بَـدْوٍ
عـدنـا ألـف قــرونٍ
نـمـشي ونـدور إلى الخـلـف
حُـفـاةً نـتـقـاتـلُ في بَـعْــرِ بـعـيـر !!
ولا يـعـنـيـنـا
أهـذا من عـدنـانٍ كـان
أم ذا من قـحـطـانٍ صـار
أم أجـلافـاً من أعــرابْ !!
أخـبـاري بـخـيـر
وأصـيـحُ مـن الـقـلـبِ : ( خـلـيـج ) !!
هـل عـنـدكَ خـبـرٌ يـا سَــيَّـابْ ؟!
فُـقِـدتْ حـنـجـرةُ الأخـوةِ فـي لـيـلِ شِــقـاق !!
وخـلـيـجـي مـا عـاد خـلـيـج !!
فـلا " يـامـالاً " تـسـمـعُ فـيـهِ
ولا صــوتَ " عِـتـابٍ " و " رَبَـابْ " !!
وثَـمَّـةَ ريـحُ سُــمُـومٍ تـعــوي
ثَـمَّـةَ غُــربـانٌ تـنـعـق
وخـفـافـيـشٌ مـا أكـثـرهـا
ونِـبـاحُ كِـلابْ !!
ثَـمَّـةَ بِـلـْـفُـورٌ مـشــئُـومٌ
ثَـمَّـةَ سـايـكـس ــ بـيـكـو جـديـدٌ
يـأتـي مـن خـلْـفِ ضَـبـابْ !!
ثَـمَّـةَ شــرٌّ أمـريـكـيٌّ . صُـهـيُـونـيٌّ . إِمـبـريـالـيٌّ أحـمـر
يـزرعُ فـي وَطَـنـي( 2 ) ألـفَ بـســوسٍ
و ألـفَ سَـــلُــوُلٍ
وألـفَ مُـسَـيـلـمَـةٍ كـذَّابْ !!
وأنـا عـصـفـورٌ مـذعــورٌ
مـبـلـولٌ بـالـدمـعِ أمــامَ الله :
يــا الله !!
إنـي بـبـابـكَ يــا الله !!
إِهْــدِ صِــراطـكَ مَـن قـد ضــلْ
خُــذنـا يـا ربِّـي إلـى دربـكْ
أغـمِـرنـا بـفـاتـحـةِ الـخـيـرِ
ونــورِ الأســبـابْ !!
وأخــيـراً مـا لـيـسَ بـآخــر :
أخــلـيـج ..
إنْ تـابـوا يـومـاً عـن حُـبِّـك
قـلـبـي عـن حُـبِّـكَ مـا تــابْ !!
أو أُوصِـدَ بـابٌ فـي وَجْـهِـك
وحـيـاتـك لـن أُغـلِــق بـابْ !!
شِــعـر/ سـعـيد مـصـبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

( 1 ) أفيخاي أدرعي : المتحدث الرسمي باسم جيش كيان العدو الإسرائيلي ، له حساب في تويتر ويحب تتبع أخبار العرب وما يدور بينهم من حوارات ساخنة على النت .. أنا حاولت في هذا المقطع القريب جدا من الكاريكاتير الساخر أن أبرز مهزلة العقل العربي الراهن وكيف يتعامل مع قضاياه المصيرية المطروحة .

(2 ) قصدت بـ ( وطني ) هنا عموم الوطن العربي من خليجه إلى محيطه وليس بلدا بعينه .

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:38 AM
شــارع بـنـت اليـاسـمـيـن !!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=11667 (http://up.omaniaa.co/)

أنا من البلاد التي لا تحمل شوارعها أية أسماء أو أرقام .. وحدنا - أيام كنا مراهقين نجري وراء الحسناوات - كنا نخترع من عندنا أسماء شوارعنا الرومانسية التي نهوى التسكع فيها . في القرى والبلدات الريفية الواسعة كانت غالبية أسماء الدروب والشوارع فيها مرتبطة بشيء معين لصيق بالمكان نفسه أو بما حدث أو يحدث فيه .. فمثلا نحن الشباب كنا فيما بيننا نطلق على شوارع معينة في حارات معينة نعرفها أسماء خاصة ، ذات صلة بعواطفنا أو قصصنا العاطفية فيها ؛ كشارع الحب .. شارع القمرات الثلاث .. شارع بنت الياسمين وغيرها .. كان كل عاشق يرسل سرا من يخبر حبيبته عندما يتفقان على لقاء بأن تلاقيه في شارع الحب عند آخر دكان مكتوب على جداره بخط مرتعش ( أمر على الديار ديار ليلى ) أو قبل اللفة التي تدخلك مباشرة في شارع القمرات الثلاث أو عند مدخل شارع بنت الياسمين .. وقتها كانت أشعار نزار وفاروق جويدة ودرويش وأغاني فيروز وحليم في طور الظهور على جدران العشاق كما يحلو لي أن أسميها .
وبالنظر الى واقع حال شوارع قريتنا ذات الفقر المدقع أصلا ما كان هناك فيها أي شارع بالمعنى العصري لكلمة ( شارع ) حيث أسفلت ورصيف وإنارة وكراسي استراحة ومحلات ومطاعم وسيارات ومارة بثياب راقية ونساء جميلات مشرقات نظيفات الأحذية وزهور ونوافير مياه بديعة ومسطحات عشبية خضراء ولافتة عليها اسم الشارع أو السكة مع الرقم كما هو الحال في المدن الراقية جدا .. ما كانت هذه الصورة المتمدنة موجودة وإنما الموجود سكة ترابية قديمة بائسة مغبرة مليئة بالحفر وبآثار الأقدام الحافية الآتية بوحلها من المزارع وروث الدواب العابرة وعلب الشراب الفارغة وخاصة علبة شراب سنتوب التي كنا نصادفها متمددة في وسط السكة وهي بكامل انتفاخها فنفرح بذلك وكأننا عثرنا على لعبة مدهشة نساها طفل من أطفال الحارة هناك فنهجم عليها رافعين قدما في الهواء ثم انقضاضة حماسية على ظهر العلبة فتنفجر محدثة فرقعة أشبه بطلقة سكتون .. تملأ الحارة بصوتها فتطل بعض الرؤوس المتفاجئة من النوافذ والأبواب المعدنية الصدئة التي تطاير صبغها وعلاها الغبار وأصبح لها عند فتحها أو غلقها صرير خاص يشبه أنين شخص يتألم .. هذا هو كل شارع الحب أو شارع القمرات الثلاث أو بنت الياسمين الذي كان يتواعد فيه العشاق مع عشيقاتهم و ( الموعد الغرامي ) هذا محدد مسبقا باليوم والساعة والدقيقة والمكان ولا يدوم في ذلك الشارع أكثر من دقائق قصيرة سريعة جدا تعاش بذهن مشوش ومشاعر مقتضبة خائفة قلقة يمضيها الطرفان وقوفا وعلى عجالة بل إن الحبيبة تطلب في توسل وإصرار وهي تتلفت مذعورة أن يذهب حبيبها فورا ويترك المكان حتى لا يشك فيه أو ينتبه إليه أحد الجيران فيمتثل المسكين مكرها ويمضي بسرعة حتى لا يفتضح اللقاء من قبل عذول مار أو واش حاقد مشاء بنميم وفي جو ؛ الاثنان فيه يترقبان خائفين وخاصة هي وقد غامرت بحياتها وسرقت من أجله نفسها والتقته عند النافذة أو خرجت من البيت للقائه تحت غطاء جلب كراس واجب المدرسة من عند جارتها وصديقتها سميحة وسميحة بريئة هي ودفترها ولكنه التواطؤ البريء في زمن الكبت والحصار ولاءات الممنوع .. ماذا تفعل ؟! الوضع البيتي صارم جدا وصعب و لابد من تغطية مناسبة ومحسوبة بألف حسبة وحساب وإلا سيكون يومها أغبرا ولن يرحمها أحد عندما يشد شعرها أو تصيح العصا في ظهرها إذا انكشفت المسألة ناهيك عن أن حبيبها نفسه لن يسلم من إخوة حبيبته ( الشريين ) ولا من أبناء عمومتها المتعصبين للشرف الرفيع ومفردات الدم والعرض وبقية القاموس البدوي المسيطر على عقلية الرجل الشرقي .

http://up.omaniaa.co/do.php?img=11668 (http://up.omaniaa.co/)

كل ذلك ؛ كان صرحا من زمان فهوى .. أما اليوم فقد أصبح الحب متاحا وأكثر حرية وانفساحا بفضل وسائل التواصل العصرية التي سهلت أمور العشاق في القرى التي ما تزال تؤمن بالبيت وبالجدران الأربعة المحصنة بالشوارب المنفوخة وبالأعين الحمراء وكتاب الممنوعات المقدس .. كل هذا إنتهى يا حبيبي .. فألف رحمة ونور على كل سكة حب ضمت يوما حبيبين وحكايات وأسرار . ألف رحمة ونور على زمن الحب البريء والعشق البريء والقلوب التي كانت مليئة بالنقاء وبالكثير من الطفولة والبراءة والصدق والوفاء .. سلامي عليك يا دروب الحنين .. سلامي على حب خربشته الأصابع بذاك الجدار .. سلامي لكل الوراء الجميل الذي عشت فيه .. سلامي لأول تأتأة من فمي سقطت سكرا أمام حبيبة .. سلامي لكل الدروب التي قد عشقت وعشت .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:40 AM
بـيـروت فـي لـيـلِ الحــنـيـن


هذا النص حصاد مساجلة شعرية جرت منذ أيام وتشرفت بها مع الصديقة الأعز الشاعرة اللبنانية القديرة/ جانيت عواد
أتمنى أن تنال رضا ذائقتكم واستمتاعكم مع خالص محبتي وتقديري لكم ..

هِـلالاً أتيتُ يُصافحُ فيكِ
صليبُ المحبةِ ودا وشوقْ
سعيد

يَداً من يَسوعٍ تُمدُّ إليكَ
بكلِّ المحبةِ صِـدقاً بصِدقْ
جانيت

لـثمتُ ضياءَ يديكِ وكلي
لليلِ لقائكِ قـلـباً يَـدقْ
سعيد

بلادكَ في خاطري تستمي
تُسميهِ حُباًّ . أسميه عِـشـقْ
جانيت

وبيروتُ قلبي وبغدادُ روحي
وأمي بكلِّ البلادِ دِمَشقْ (1)
سعيد

أأنتَ الذي ذات يومٍ أَتَىَ
فطابَ الهَـوَىَ بيننا واتسقْ ؟!
جانيت

لـئـن تسأليني الهُـويةَ . حسبي
جراحي ودمعكِ والهمُّ شَـرْقْ
سعيد

تـعـالَ فجـانيتُ مُشـتـاقـةٌ
وبيروتُ للفقدِ لا . لم تَـطُـقْ
جانيت

تـهـونُ لـعينيكِ كلُّ الدروب
يَـهـونُ للـقياكِ ما قد يَشـقْ
سعيد

لـكَ العطرُ والليلُ والأغنيات
فخُـذني بدربكَ في بعضِ طَـقْ
جانيت

كُـؤوسُ الهَـوَىَ مُـتـرعـاتٌ وما
أُحَـيْلىَ الفـواتـحَ عند الغـسـقْ
سعيد

نـبـيـذٌ من الشِّـعـر إنْ ذِقـتَـهُ
- وديني - إلى الصبحِ لـن .لـن تَـفِـقْ !!
جانيت

لـنـا لـيلـنا الحُـرُّ يـا مُهـجـتي
وكـأسُ الهَـوَىَ بيننا مُنهَـرِقْ
سعيد

أَذِبـني بحـرفـكَ يـا شـاعـري
فما جِـئـتُ إلا لكي أحـتـرقْ !!
جانيت

خُـذيني بكليَ في غـيمِ عِطرٍ
وفي عـذبِ ضِحـكٍ وهَـمْسٍ أرقْ
سعيد

دعـوني . هَـوايـا هنـا أســمـرٌ
دعـوني . ففيه اشتهيتُ الغـرقْ !!
جانيت
سعيد مصبح الغافري ♡ جانيت عواد
__________________________
(1) هذا البيت عده استاذي القدير الشاعر الكبير نظمي الكاشف أجمل بيت في السجال الذي دار بيني وبين صديقتي الاعز الشاعرة جانيت عواد وهو يعكس الروح العروبية الخالصة التي تمثلني برأيه أصدق تمثيل ) .

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:47 AM
بـائـع الآيـس كـريـم

http://up.omaniaa.co/do.php?img=12906 (http://up.omaniaa.co/)


تلك الحلوى ..
التي كانت فيها طفولتنا !!
براءة ما نستطعم من أيام حلوة !!
نقاء الذهن الصافي المتهيء ببياض صفحته لكل فروض الأبجدية المتنزلة عليه برفق وتأن كصبح في أولى تنفسات ضيائه !!
كنا عجينة الزمن الأول الذي كانت تتشكل فيه ملامح براءتنا وشقاوات أسعد عمر .
كنا براعما صغيرة خضراء وأصبحنا غابة بسيقان تجري في دروب الحياة بمساحة أحلام وأماني وبحار من عرق وكدح وكبد .
شهادتنا الكبيرة التي أخذناها وعشنا فرحتها ؛ منحتنا - نعم - المأكل والمشرب والبيت والزوجة والسيارة والستر وبعض رطانة ثقافة وواجهة براقة لتمظهر زائف وربما مسرحي على غالب الأحوال .. لكنها بالمقابل جعلتنا أسرى الروتين والأعباء والقلق والإجهاد والذهن الشارد والقيود وقائمة من أعمال يومية لا تنتهي إلا عندما نكدس عظامنا المنهكة والمستلبة الطاقة آخر الليل على سرير أشبه بنعش يحمل ميتا .
أطالعني في مرآة تأملي ؛ ثمة شعيرات بيض تنفرط مثل وميض إنذار مبكر من وسط المرج الأسود لشعري الذي يحيط برأسي والذي ما عاد الآن طليقا ولا منثورا في الريح كما كان زمان صباه وفتوته وجنون أيامه بل صار عشبا صغيرا خجولا بالكاد يرتفع قليلا عن جلدة الرأس لرجل كبح " الزمن العاقل " جماح ركض شعره وروضه وجعله أكثر هدوءا وإستسلاما لمقص الحلاق الذي أصبح يعرف تلقائيا عندما يأتيه بأية درجة سيحلق هذا الشعر .
كبرنا يا صديقتي وشاخ بائع الآيس كريم بسرعة !! فمن يمنحني الآن ساعتين من طفولتي تلك التي فقدت ؟! ساعتين فقط يا صديقتي أتوسل أن ترجعا لأقف فيهما أمام ذاك الرجل البسيط الطيب الذي كان يتجول في الحارات وهو يمزج حماس ( إقرأ ) بالآيس كريم فيجعلنا نتلمض حلاوة ما نشتهي ولذة الزمن الذي تتبارى به ذاكرة ( عن ظهر قلب ) .. من يمنحنيهما يا غاليتي ؟! ساعتين فقط لوراء من عمر كان .. ساعتين فقط لاستعيد فيهما دروس البساطة التي كانت تجوب الحارات بآيس كريم وتحد بسيط بدرس يحفظ في ساعتين فقط لمن يرغب فعلا أن يفوز بآيس كريم من عمو البائع !!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=12907 (http://up.omaniaa.co/)

كبرنا يا صديقتي وضاعت منا ملامحنا الأولى .. ضاعت ضحكتنا .. سقطت أيدينا الغضة مثل ورود عصفتها الريح . أين كفي التي كنت أزاحم بها أيادي الرفاق عندما يأتي إلى حارتنا ذاك البائع ومعه مخاريط الآيس كريم بألوان مغرية بين البني و الأبيض والوردي والأصفر والمخطط وقد ذر على قممها المدببة المثلجة بعض مكسرات مهروشة .. وأين ضاعت تلك الدروس ؟! وهل مازال أحدا منا يحفظ شيئا منها ولو بعض فتافيت سطور أو كلمات ؟!
صادفناه اليوم هناك شيخا هرما جالسا بوقار معلم عند إحدى الطاولات خارج ذاك المقهى يشرب بهدوء قهوة وحدته السوداء وهو يطالعنا بعين ذاكرة الماضي وكأنه يعرفنا تماما .. إمرأة ورجل بعمر متقارب تدنو خطواته من الخمسين ؛ هي بلباس الطب ذاهبة إلى عملها ، وهو في لباس رسمي ذاهب إلى عمله أيضا .. ينظرنا بعمق وفي تلك النظرة لمحت ألف عتاب صامت وألف حنين وشيء من فخر كثير .. هلمي معي إليه .. هلمي صديقتي لنطبع على كفيه وجبهته قبلات الشكر والذكر والعرفان والدعاء .. دعينا عنا وعن جميع رفاقنا الأحياء منهم والأموات نضع على صدره الأبوي وسام محبة ونقول له بكل عمق الصدق والاعتذار الحار :
♡ يا أول من أعطانا حلاوة ذاك الدرس .. سامحنا يا غالي .. سامحنا فقد أخذتنا عنك مشاغل تلك الشهادات الموضوعة بالدرج .. تلك التي غيبتنا في حياة بلا طعم سوى ملح العرق اليومي وبلادة شعور ضائع توقف فيه كل شيء .
سامحنا .سامحنا .. عدنا من بعدك أميين نبحث بحنين عن ساعتين وعن رجل كان يتجول في الحارات ويطلب منا أن نحفظ درسا في ساعتين ليهدي الفائز ألذ آيس كريم .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
_____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:53 AM
هل أتـاكِ حـديـثُ قـلـبي ؟!



أيردني عنك إهتداء زائف ؟!
لا . ما اهتديت !!
أيعود شوقي القهقرى ؟!
وخطاي نحوك لهفة
أنـَّى مشيت !!
( للضوء وجه لا يخون )
جدي يقول
وأنا أصدق برق كفيه الذي آنسته
وبه إحتميت !!
سأسير يحملني الصراط لمنتهاك
لن ألتفت . لن أرعوي
فلكم على هذا الوراء المر
دهرا قد بكيت
قدمي تخط أمامها وتقول لي :
ما فات مات
والآن لي
والكاف لي والنون لي
وغدي الذي أبنيه لي
فخذوا رماد وراءكم
خذوا موتكم
لي إخضرار مشيئتي
وبها سأمضي
وقد مضيت
â–*â–*â–*â–*â–*â–*
يداك المرايا
فشفي عن الضوء حلو الغنج
لكي يصحو بالصبح قلبي الذي
إذا ما رأى النور منك ابتهج
أراك أراك
فلا تبعثي لانتباهي خطابا
فمن ورد وجهك يأتي " المسج " !!
â–*â–*â–*â–*â–*â–*


هل من حَـلٍّ يخرجني
من هذا البحر الملتف على خصر الصبح ؟!
يا أزرقها ..
هذا القناص الواقف معتدا
ليمارس جهرا
فن " التشبيح " المتقن
وصنوف الذبح !!
أدفع كل العمر إذا أهدتني
نصف مسافة غَـرَقٍ في هذا البحر
ونصف مسافة عطرٍ منها له نكهة بوح !!
â–*â–*â–*â–*â–*â–*


قالت : أتيتك دونما مكياج
عجلى بشوق راكض وهاج
جاوبتها والثغر يلثم خدها :
أحلى أراك بدونما مكياج !!
â–*â–*â–*â–*â–*â–*
يقرر قلبي الفطام أخيرا
وينسى بثغرك هذا القرار
يظل كما كان طفلا صغيرا
يحب الشقاوة مثل الصغار
â–*â–*â–*â–*â–*â–*


تمردي . تمردي
وحطمي وعاندي
فالحب دون ثورة
كصخرة من جلمد
تمردي . ولتصنعي
جديد عمر من غد
وليصطفل هذا الذي
يود لو لم تولد
تمردي . لم تخلقي
لتطفئي أو توأدي
â–*â–*â–*â–*â–*â–*
دعي الوقت عنك فلا وقت عندي*
لأعرف كم فيك عمرا لبثت
أهيم بحبك إن ضمني
وبعدي _ وعينيك _ لا ما اكتفيت
â–*â–*â–*â–*â–*â–*


أدخل من باب السهو إليك فأشتعل بماضيك
أهرب منك إلى ما أعتقد هروبا
لـكـنَّ وجوها تشبهك كثيرا ترجعني إليك
أتفاجأ
أتعثر بالشوق الداهم
وبذكرى الأمكنة القابعة برأسي
وما عشناه من الأوقات
أنفض عن قدميَّ غبار اليأس وآتيك !!
كيف أحطم جسر عبورك في ذاكرتي ؟!
كيف أطنش ما يوقظ ماضيك بقلبي ؟!
وأنت بكل تفاصيل الأشياء
كيف أردك عني ؟!
كيف ؟! أجيبي
أنا دونك محـضُ رمـادٍ
بعثره العاصف
أنا قبض يديك
أنا قـلـبٌ ممتلء بك
أنا منك وفيك !!
شعر / سعيد مصبح الغافري _____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:55 AM
تحـتَ سَـقْـفٍ لـم يَكـن



من يدخل حجرتها / بالفعل المؤنث لا المذكر ، أنا من دخلت حجرته ، وأوصدت الباب ورائي ، على أمل أن أجد الجنة على الأرض ، بعد أن أضعتها في إفتراض سماوي أزرق . لكني ما إن تلفت بحثا عنه ، بكل زوايا التوق ، لم أجده . تبخر . ذاب . أو بأضعف تقدير فر من الشباك ، ودعاني وحدي أمضغ حسرة عمري .

من يطلب يدها / رجوت في سري أن يطلب يدي .. أن يسحبني إليه . أن يشبكني في أصابعه . أن يمنحني دفئه . لكنه لم يبادر ، وتركني يدا عارية ، تتدثر البرد القاتم والفراغ .

من يدنو من سور حديقتها / تمنيت ، وقلت وأنا على عتبات ليل يتوحم باللقيا : ياااا ريت .. وكانت حديقة أنوثتي من أجل تساهيل خطاه ، مفتوحة له ، و قريبة منه ، وبلا أسوار أو حراس . وقلت سيدنو . لكنه خذلني ، خذل عطري ، وورد شفاهي الأحمر ، وظل بمكانه ، ملصوقا بجبس جبنه وجموده .

من حاول فك ضفائرها/ ولم أصعب عليه الأمر ، وتحرقت لهفة أن يتجرأ . أن تمتد أصابعه إلى شعري ، الذي دخل مدينته ، متحديا التابو الرابع ، وكان ملموم الضفائر ، في عقص ممسود ، يعكس بالضبط من أي بلاد جئت أنا ، وأي شهادات من جامعة نقائي القروي حملت . لكنه وا أسفاه . لم يحاول فك شيء مني ؛ لا ضفائري ، ولا ضيقي .

لحظتها ، أدركت أني أنا لا هو من كنت هناك ، ذاك العمر المفقود المفقود المفقود .

أتذكر وقتها ، بنفس لحظة خروج خيبتي من حجرته ، ثغرا مكسور الوجدان- أتذكر كيف اجتاحتني " قارئة الفنجان " ، وكيف تمنيت سماعها كلها ، باشتهاء حاد .
كنت أمشي بعدما خرجت ، وحيدة ، مثل ميتة في موكب حزين .. تلبسني هذا المقطع ، فرحت أتنفسه ، وأعيده ، دندنات من ألم ، مرات ومرات ومرات ، دون أن أتذوق معه أي ملل ..

وسترجع يوما يا ولدي
مهزوما مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان

دندنتها ، ثم أعدت سماعها ، مع الأغنية كاملة ، وأنا أنزف في سري ، وأبكي بدموعٍ ، داخل قلبي ، لا أحد يراها .
لا تعتل همي صديقي . مجرد " فشة خلق " . تنفيس . فضفضة . تمرين للقلب . أو أي شيء يقيك من ذبحة صدرية ، أو أن تموت مختنقا بمشاعرك .. مازلنا على سهرتنا في هذا الليل . كأس أخرى من فضلك .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري ______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:56 AM
ذاتَ شِــتـاءٍ فـي مَـقـهـىَ




بالمقهى الذي إلتقينا فيه ، في إحدى حوائر دمشق . نفس مقهى العام الفائت ، الذي جمعني بها بنفس يوم عيد ميلادها ، الكانوني السعيد . ذاكرة القلب الوفي لا تنسى هذا اليوم أبدا ، فهو مطبوع فيها ، مثل وشم سحري ، صعب الزوال أو الامحاء ، فهو مع صاحبه حتى النفس الأخير . كان الجو في العراء باردا . الدنيا الآن شتاء . لمحت ندفا بيضاء صغيرة من الثلج ، غافية على بعض الأوراق . ثمة ريح شتوية تولول بالخارج . ثمة دفء كبير داخل المقهى . أكثره كان دفء اللقاء نفسه .


شيء ما أثار انتباهي في صديقتي . لم تتغير لطيفة أبدا . مازالت بنفس صورتها الدمشقية التي أحتفظ بها لها في ذاكرتي وأوراق ما أكتب من شعر . نفس ملامح إمرأة دمشق بكل جمالها وألقها وأناقتها وروعة طلتها . والأكثر ما شدني تلك الروح التي فيها . روح عنيدة مقاومة للظروف ولكل عواصف الإحباط واليأس، وقلما تجدها إلا في شخص عاشق حتى الثمالة لتراب وطنه . رغم الحرب تقابلني لطيفة بنفس وجهها الشامي الدمشقي المليء بالمحبة والطيبة والنقاء والجمال . نفس الوجه القاسيوني الشامخ الذي ألمح أنفته في جبهتها العالية. نفس العينين العميقتين ، الجامعتين للجمال والعناد معا . لا تستطيع أن تعرف وتتلمس حقيقة دمشق عن قرب إلا حين تلتقي بها . بقرميدها . بناسها . بأهلها . بحاراتها . بقبابها . بكنائسها . ومساجدها . وقبور أوليائها وحدائقها . وياسمينها الذي يمنحك عشقه ، منذ أول همسة يهمسها لك ضوعه الفواح. في لطيفة تحديدا رأيت كل دمشق . كل سوريا . لم أطلب منها أن تأخذني معها في جولة في حارات الشام وأسواقها وميادينها وحدائقها وأنهارها وآثار تاريخها الضارب في أعماق الدهور والحقب . إستغربت هي هذا الشيء يصدر من شاعر مفتون حتى النخاع بعشق بلادها .. إستغربت مني أني لم أطلب ذلك منها على لهفتي العارمة لرؤية كل الشام حارة تلو حارة ومعلما تلو معلم . بحسها الأدبي أدركت أن للشعراء طرائقهم في رؤية الأشياء ولقاء الجمال . قلت لها وأنا أضحك : كل الشام إلتقيته اليوم في هذا المقهى .. لا تسألوني كيف يرى الشاعر جمال بلاد بأسرها وشعب بأسره خص نص في إمرأة واحدة تجتمع فيها كل ملامح بلادها وصفات أهلها .. كيف يحدث ذلك في ومض الشعور ويتدفق سكبا من كلمات أو ألوانا بهيجة ترسمها المخيلة ؟! لا تسألوني . أنا بذاتي ما بعرف .
قبل أن نفترق ، هنأتها بعيد ميلادها ، وأهديتها كمشة من قصائد قلبي ، وقلت موصيا :
( هذا الذي كتبته هو لدمشق ، وأنت يا صديقتي كل دمشق الغالية ) .
شربت فنجان اللقاء ، ثم ودعتها ..
_ هل سنلتقي مجددا ؟
سألتني بعينين متعلقتين ونحن على وشك فراق . اجبتها مبتسما :
_ طبعا يا صديقتي . سنلتقي . أنسيت أن هنا قلبي ؟!
اشرقت الضحكة على وجهها . ثم توادعنا ، ورحلت عنها في الغياب .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:58 AM
دِمشــقٌ كـيـفَ أنـســاكِ ؟!



تـلـوُحُ دِمشــقَ في قـلـبي
كغـيـمٍ فـيـهِ بــرَّاقُ
كـإلـهـامٍ يُـبـاغـتـني
وفـيـهِ الشِّــعـرُ دفَّــاقُ
أحــنُّ إِلـيـهـا إِنْ عَـبَـرتْ
مـلامـحـهـا وأشــتـاقُ
هي الحـسـنـاءُ أعـشــقـهـا
لـهـا ذا القـلـبُ خـفَّــاقُ
ولــولا نُـجْـلِ أعـيُـنِـهـا
لـَمَـا قـتـلـتـني أحــداقُ
وكـم عـيـنٍ تَـرَىَ وتَـرَىَ
وإِنَّ النـاسَ أذواقُ
ولـســتُ كـمَـن يَـرَىَ وكـفَـىَ
دِمشــقُ بـعـيـني أعـمـاقُ
دِمشــقٌ كـيـفَ أنـســاكِ ؟!
ودمـعـي فـيـكِ رَقــراقُ
أنـا جُــرحٌ عُـــروبـيٌّ
وبـي هَــمٌّ وإِرهـــاقُ
وبـي أسَـــفٌ عـلى عَـــرَبٍ
فـبـيَّـاعٌ وبَــوَّاقُ
أنـا لَـهَــفٌ وبـي ظـمَـأٌ
إِلـى عـيـنـيـكِ تــوَّاقُ
وبـي شــوقٌ بـهِ جَـمَــرٌ
وجَـمْــرُ الشــوقِ حــرَّاقُ
وقـد سَــمَّ الهَــوَىَ بَـدَني
وأنـتِ دَواً وتِــريــاقُ
ومـا طِـقْــتُ النَّـوَىَ أبــداً
سَــلي العُـشــاقَ هـل طـاقــوا ؟!
وإِنْ مـا كـنـتُ مُـشـتـاقــاً
دِمشــقَ ؛ فـمَـن سـأشــتـاقُ ؟!

​ (http://up.omaniaa.co/)

دِمشــقُ العِـطــرُ يـا فُـلاًّ
عـلى الشُّـبَّـاكِ مِهــراقُ
ويـا سِـكَـكاً مَـشَـيـنـاهـا
بهـا أُنْـسٌ وطُــرَّاقُ
هُـنـا مَـقـهـىً وفـيـروزٌ
وسُــمَّـارٌ وعُـشــاقُ
هُـنـا حُــوُرٌ كـأنَّ بِـهـا
نعــيـمُ الخُـلـدِ يَـنـســاقُ
هُـنـا حَــبَــقٌ وأعـنـابٌ
وزيـتـونٌ ودُرَّاقُ
هُـنـا بَــرَدَىَ ؛ فـوشــوشــةٌ
وأنـســامٌ وأشـــواقُ
هُـنـا عـاشــت " حـكـاويـنـا "
فـبَـسْـمـاتٌ وإِطــراقُ
هُـنـا عِــلــمٌ وتـاريـخٌ
وآدابٌ بهـا فــاقــوا
هُـنـا أهــلٌ وأحــبـابٌ
لهـم طِـيِـبٌ وأخــلاقُ
تَـطُـولُ (هُـنـا ) فـمَعــذرةً
أتـكـفـي الحُــبُّ أوراقُ ؟!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=14710 (http://up.omaniaa.co/)

يُـقـالُ الـدربُ يـا عُـمـري
بهـا مَـنْـعٌ وإِغــلاقُ
لـقـد كَـذَبُـوا . وهـا روحي
إِلـيـكِ . إِلـيـكِ تـنـســاقُ !!
زَرَعــتُ الـوردَ ، أجـمَـعَـهُ
لجِـيِـدكِ أنـتِ أطــواقُ
وقـلـتُ لـعـيـني : إِرتـقـبي
لِـصُـبْـحٍ فِـيـهِ إِشـــراقُ
سـيـأتي صُـبْـحُ فـرحـتِـنـا
بِـهِ مَغـنىَ وأبــواقُ
بِـهِ دِفْءٌ وتِحـنـانٌ
وأنــوارٌ وآفــاقُ
بِـهِ أَمَــلٌ . فـيـا بُـشــرىَ
لِـمَـن بالحـالِ قـد ضـاقـوا
لِـمَـن رحـلـوا . لِـمَـن تـاهُــوا
لِـمَـن صَـبَـروا بـمـا لاقــوا
لِـمَـن مِـن مُــرِّ غُـربَـتِهِـم
وذي الأيــام قـد ذاقــوا
غــداً بـالـنـورِ مَـوْعِـدَنـا
ونُــورُ الصُّـبـحِ مِصــداقُ
شعر : سعيد مصبح الغافري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 06:59 AM
وأنسى بـوجـهـكِ كل القمر !!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=15388 (http://up.omaniaa.co/)

عند كل نضج واكتمال ، ينتشي القمر مبتهجا بشبابه وهو في أبهى بزوغه المدور ..
يطرق نوافذ الغافين بأصابعه الفضية ، كي
ينالوا قسطا من مرأى وجهه الموسوم بحبة الخال على جانب خده الوضيء ، قبل أن يغرب في آخر غبش متثائب .
بينما العشاق الليليون معه .. يتعاطون بكل وفاء خمر ضيائه المصفى ، ويسهرون بمعيته ومعية حديثه ، والثالث بين الإثنين إما فرح أو حزن ، أو نار حنين ، أو فراغ يدس يديه في جيبي قميصه ، ويمشي بفم صامت ، أو متكلم مع أفكاره ، في ليل الطرقات المسكوبة بالنور الهادىء والغفوة .
http://up.omaniaa.co/do.php?img=15389 (http://up.omaniaa.co/)

وأنا في منتصف جنوني اليومي . أنسل بصفر هدوئي على أخماص أصابعي ، وأهرب دون ضجيج من أوراقي المشاكسة ، ومن كتبي التي لا تمل مني ولا من مرافقتي . أخرج من حجرتي ، فارغا من كل شيء ، الا من تدثيرة حماس الرغبة . أمتطي نعال التسكع الليلي ، وأهيم في الدروب . لا أحد معي إلاي . فالتي اعتدت مساهرتها نامت على غير العادة في ليلتنا القمراء هذه ، وقبل أذان الديكة بوقت ( لا عليكم من نومها ؛ فكثيرا ما تصحو بعد سويعة ، لأجدها قربي ثانية ، تهمس سائلة بنعاس يتفتفت بهدوء مع سكر صوتها : لساتك ساهر ؟! ) . وحتى لا يأخذني سلطان النوم إلى النوم ( وهذا نادر الحدوث ) ؛ تتعمد بأنانيتها التي جدا جدا أحبها أن تسكب لي فنجانا من قهوة ، مع تفجير موضوع جديد يصحصح الذهن للنقاش . أو تعرض لي نصا جديدا كتبته وأرجأت عامدة على تأخير مكاشفتي به . فقط لتحمي عيناي من أي هجمة نوم ، لنظل نرتشف الليل ثرثرة وضحكا .
أعترف .. هذه الشهرزاد ؛ معها لا ينتهي الحكي الشهي ولا السهر ، ولا أرغب أن ينتهيا أصلا ، رغم أن الليل ينهيهما قسرا في آخر بقية متبقية له ، لنتفاجأ بضياء النهار ، وزقزقة العصافير ، والشروق .
http://up.omaniaa.co/do.php?img=15390 (http://up.omaniaa.co/)

ودوما دوما عند حضور وجهها أنسى القمر ولا أنتبه لوجوده إلا حين تودعني وتتركني ببقايا ما كان منا .. وحين وداعها ؛ يشهق قلبي بالحنين وأزفر من رئة الضجر إن طولت البعد وزرعتني على عتبات القلق والزمن الذي يتمدد بي حنينا من دون نهاية !!
العشاق الشعراء ومن ينتمون إلى عوالم الفن والكتابة هم الأكثر إستهلاكا لليل ، ولفناجين القهوة ، والسجائر ، ولفيروز وعبدالحليم وناني أو من شئت من ملائكة الألحان . وأضف الحبر والورق ، والأعصاب المحترقة بجمر الأبجدية في قائمة ما يستهلكون ، أو بأصدق العبارة ما يستهلكهم من كل شيء ، ينتهي رغيفا ناضجا أو قالبا من حلوى يهدونه للقراء في صورة نص جديد خرج لتوه من فرن الأبجد او أي فرن معاناة أو مخاض .
و ....
القمر طلع
والخوف بعد
والهوا دفي
والليل سمع
وأمانة يا دنيا أمانة
تاخدينا للفرحة أمانة
وتخلي الحزن بعيد عنا
وتقولي للحب استنى ( موعود/عبدالحليم حافظ ) .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 07:00 AM
غـيـمـات



يداكِ من الضوءِ
مغمورتانِ بليلِ عيوني
يداكِ أنا فيهما في حـلـولي
فهل أَدركَ الضُـوُءُ معـنـاكِ فـيَّ ؟!
ومعناكِ في أحرفي عندما
أقولكِ في مَرسمي فتكوني
â™،â™،â™،â™،


عيناكِ الخضراوان
مَن فخـَّخَ هذا العـشب لنصبحَ قـتـلاهُ؟!
مَن حـرَّضَ هذا الموت الأخضر ؟!
لـيصـيرَ بعينكِ مـأواهُ
¤¤¤¤

ويُـوجِـعـني ..
السـلامُ المُـهَـرَّبُ في خطوتين
والحديثُ المغـامِـرُ في كلمتين
والإِيـابُ الذي بعده موتـتـيـن
â–ھâ–ھâ–ھâ–ھâ–ھâ–ھ


على خـدِّ النرجسةِ صباحاً
يَـتَحَـبْـحـَبُ دمع
كيف أُسامحُ هذا الليل ؟!
إذ يخمشَ وَجْـهَ العطرِ
ويمضي بَـدَمٍ بـارد !!
â—ڈâ—ڈâ—ڈâ—ڈ

أنا ضَـوأةُ عـطـشٍ
تنتظرُ أمام سماءٍ أحملها في كفي شوقاً
لكنْ ما أحملـه يَقصِفُ عيناي بألفِ فراغٍ
ولا ثمة غيمة !!
♧♧♧


نشربُ هذا الضوء الأبيض
حتى آخِرَ قطرةِ شحنٍ
ومازلنا بقلوب لم تـفـرغ بعد !!
///////
اليوم ..
كان البحـرُ أمامي بمزاجٍ رائق !!
لا مِثلي ..
في أعماقي يستوطن ألفُ ضجيج هموم
لكنْ لا يسمعه أحد !!
~~~~

سيعرفني المستحيل أخيرا
أنا مَن رسمت العصافير يوما
وأطعمتها من بيادر حبي
وأسقيتها من ينابيع قلبي
غدا ستطيرا
غدا ستطيرا
<><><>


بلا موعـدٍ
حين تغفو الشوارع
بذاك الهدوء الشديد النعومة
أحب التكسدر ليلا معك
لكي تحتويني بريش الأصابع
وكي أطمئن بأن يدي
لن تعيش إفتقادا ولا أي برد
وفيها يدك
وكي دائما من شذى العطر فيك
أظل أظل
إذا ما مشيت معي أسمعك
â—‹â—‹â—‹â—‹

تنامين أنت
وتهرب كل المنامات مني
متى مرة للمدى تفتحين
شبابيك عينيك بالليل مثلي
متى مرة تخطفين يدي
واسمع خطوك بالفجر نادى :
تعال حبيبي
تعال نغني
||||؛؛؛؛||||||

لا تنظريني هكذا
انا في سطوري مدامع ومنافض من أحرف
أنا كنتها عند احتراقي
وصرتها ذاك الرماد
وانا العباب ولا شواطىء ارتجي
كي ينتهي بحثي المغامر
ويستقيل بداخلي جمر الطموح
وطوف ذاك السندباد
متى تستريح حقائبي ؟!
لا تسأليني صديقتي ..
مازلت في ريش النوارس باحثا
عما يسمى في الحنين هنا( بلاد )
ولا بلاد .
صدقيني لا بلاد .
@@@


قـلـتُ للفنجانِ : تـبـدو مرتبكْ !!
قـالَ : أخشىَ الفُـقـدَ من سَـحْـبِ يَدِكْ
بعد حِـينٍ ينتهي الوصـلُ ومـا
تـرتـوي بـي الـروحُ من لَـثْـمِ فَـمِـكْ
¥¥¥


كالزوبعة أنهمر حول نفسي
وأشعل سيجارة قلمي وأبدأ في رسم الغيمات
سعيد مصبح الغافري
________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 07:02 AM
هل أتـاكِ حـديـثُ قـلـبي ؟!



أيردني عنك إهتداء زائف ؟!
لا . ما اهتديت !!
أيعود شوقي القهقرى ؟!
وخطاي نحوك لهفة
أنـَّى مشيت !!
( للضوء وجه لا يخون )
جدي يقول
وأنا أصدق برق كفيه الذي آنسته
وبه إحتميت !!
سأسير يحملني الصراط لمنتهاك
لن ألتفت . لن أرعوي
فلكم على هذا الوراء المر
دهرا قد بكيت
قدمي تخط أمامها وتقول لي :
ما فات مات
والآن لي
والكاف لي والنون لي
وغدي الذي أبنيه لي
فخذوا رماد وراءكم
خذوا موتكم
لي إخضرار مشيئتي
وبها سأمضي
وقد مضيت
â–*â–*â–*â–*â–*â–*
يداك المرايا
فشفي عن الضوء حلو الغنج
لكي يصحو بالصبح قلبي الذي
إذا ما رأى النور منك ابتهج
أراك أراك
فلا تبعثي لانتباهي خطابا
فمن ورد وجهك يأتي " المسج " !!
â–*â–*â–*â–*â–*â–*


هل من حَـلٍّ يخرجني
من هذا البحر الملتف على خصر الصبح ؟!
يا أزرقها ..
هذا القناص الواقف معتدا
ليمارس جهرا
فن " التشبيح " المتقن
وصنوف الذبح !!
أدفع كل العمر إذا أهدتني
نصف مسافة غَـرَقٍ في هذا البحر
ونصف مسافة عطرٍ منها له نكهة بوح !!
â–*â–*â–*â–*â–*â–*
http://up.omaniaa.co/do.php?img=16059 (http://up.omaniaa.co/)

قالت : أتيتك دونما مكياج
عجلى بشوق راكض وهاج
جاوبتها والثغر يلثم خدها :
أحلى أراك بدونما مكياج !!
â–*â–*â–*â–*â–*â–*
يقرر قلبي الفطام أخيرا
وينسى بثغرك هذا القرار
يظل كما كان طفلا صغيرا
يحب الشقاوة مثل الصغار
â–*â–*â–*â–*â–*â–*


تمردي . تمردي
وحطمي وعاندي
فالحب دون ثورة
كصخرة من جلمد
تمردي . ولتصنعي
جديد عمر من غد
وليصطفل هذا الذي
يود لو لم تولد
تمردي . لم تخلقي
لتطفئي أو توأدي
â–*â–*â–*â–*â–*â–*
دعي الوقت عنك فلا وقت عندي*
لأعرف كم فيك عمرا لبثت
أهيم بحبك إن ضمني
وبعدي _ وعينيك _ لا ما اكتفيت
â–*â–*â–*â–*â–*â–*


أدخل من باب السهو إليك فأشتعل بماضيك
أهرب منك إلى ما أعتقد هروبا
لـكـنَّ وجوها تشبهك كثيرا ترجعني إليك
أتفاجأ
أتعثر بالشوق الداهم
وبذكرى الأمكنة القابعة برأسي
وما عشناه من الأوقات
أنفض عن قدميَّ غبار اليأس وآتيك !!
كيف أحطم جسر عبورك في ذاكرتي ؟!
كيف أطنش ما يوقظ ماضيك بقلبي ؟!
وأنت بكل تفاصيل الأشياء
كيف أردك عني ؟!
كيف ؟! أجيبي
أنا دونك محـضُ رمـادٍ
بعثره العاصف
أنا قبض يديك
أنا قـلـبٌ ممتلء بك
أنا منك وفيك !!
شعر / سعيد مصبح الغافري _____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 07:05 AM
الزبيدي .. رحل ورصاصة الحكاية في يده !!



في يوم الأربعاء 2018/03/07م غيب الموت القاص والروائي العماني أحمد الزبيدي عن عمر ناهز 72 عاما .
ولد الزبيدي عام 1945 في ظفار بجنوب السلطنة، وتنقل في فترة شبابه بين بعض البلدان العربية العريقة الثقافة والأدب مثل العراق*ومصر*وسوريا بقصد*الدراسة والتعلم وهو ما أصقل موهبته وفكره وساعد في تطوير أسلوبه القصصي المميز وفي إبداعه كروائي . يذكرني قلمه دائما بالكاتب العماني الكبير أبو الرواية العمانية المعاصرة المرحوم عبدالله الطائي . رغم أني آخذ على المرحوم الزبيدي ضيق الجغرافيا المكانية في رواياته واقتصار أحداثها تقريبا على الجنوب الظفاري وإن كنت في جانب ما أعذر توجهه هذا كون ما يتعلق بالتأريخ عن ظفار في راهنه المعاصر الممتد حتى حقبة بداية السبعينات من القرن العشرين الماضي يكاد يكون منسيا أو مغفولا عنه عن عمد في الأدبيات العمانية عامة وسردياتها بوجه خاص نظرا لحساسية التاريخ المعاصر والإشكاليات المتشابكة التي فيه في هذه المنطقة وبالأخص ما يتعلق بفترة حروب ظفار والمد الشيوعي هناك في فترة ما قبل السبعين .
كان أول اصدار أدبي لأحمد الزبيدي مجموعته القصصية التي بعنوان " إنتحار عبيد العماني "سنة 1985.



http://up.omaniaa.co/do.php?img=15768 (http://up.omaniaa.co/)

ومن أبرز وأروع مؤلفاته "إعدام الفراشة" عام 2008، و"أحوال القبائل عشية الانقلاب الإنجليزي في صلالة" عام 2008، و"سنوات النار" عام 2012، و"امرأة من ظفار" عام 2013. والإصدارات الأربعة الاخيرة هذه بالذات كثيرا ما قوبلت بالرفض الرسمي وتم منعها رغم المصداقية التي فيها .



آخر أعمال المرحوم أحمد الزبيدي كانت رواية "الانتماء.. النبي العماني يونس" وصدرت عن دار سؤال للنشر والتوزيع والترجمة في*بيروت بلبنان .
وشأنه شأن الكثيرين من الكتاب _ لم يحظ الزبيدي مع الأسف الشديد بذلك الاهتمام أو التقدير الأدبي الكافي له كأديب مبدع إلا بالنزر القليل والعابر رغم مسيرة عطائه .
ألف رحمة ونور عليه . اسأل الله له الجنة .
سعيد مصبح الغافري

الزبيدي ودع الدنيا وراح
ما ترك إلا معاطير الحبر
وأوراق من عمق النزيف
ونايات من آه وجراح
الزبيدي ظل مع قلمه وفي
ما لبس ثوب المجامل
ولا تمرغ بالوحل
مثل الوصولي والردي
قصد التمظهر والرباح
عاش شامخ ومات شامخ
بس يخساره كغيره
ما لقى التقدير حتى
يوم غامر بالكتابه
مثل جندي ف الكفاح
منقبض قلبي عليه
ليت فينا ظل عايش
ولا تركنا
ننتظر بعده صباح
إبكي يا غيم الجنوب
وللفقد إرسم قصيدة
واطلق رعودك صياح
ويا جهات الريح هبي
في عتم حزنك عليه
إرثي أوراقه وحبره
إرثي موته . والرحيل اللي صدمنا
في أنينك . في نواحك يا رياح
الزبيدي إن رحل
الرواية اللي كتبها
عالقه في ذهن ( إقرأ )
من بداية ( إنتحار )
لين آخر ( انتماء )
الزبيدي في بخور البان روحه
ما تهادى ف المكان
إلا من ذكراه فاح
شعر / سعيد مصبح الغافري
_____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:17 PM
نِـزارُ . عُـدتـني ذِكـرىَ

https://modo3.com/thumbs/fit630x300/88203/1477071469/%D8%A3%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%84_%D9%86%D8%B2%D8%A7% D8%B1_%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A_%D9%81%D9%8A_ %D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9.jpg



اليوم 30 / 04 / 2018م أكمل الشاعر العربي العظيم نزار قباني عشرون عاما على رحيله عنا والذي كان في 1998/04/30م . أهدي بعضا من ياسمين وفائي لذكرى هذا الفقد ..


وبـي من نَـزْفِ قـافـيـتي
جِـراحـاتٌ لـهـا لَـهَــبُ
وذا نـيـسـانُ رَجْـعُ صَـدَىَ
على إِثـنـيـنِ يَـنـتـحِـبُ ( 1 )
دِمـشـقٌ لـيـسَ يُحـزنـني
سِـوىَ مَـن عـنـكِ قد ذهـبـوا
سِـوىَ عـيـنـيـكِ غـالـيـتي
تـوسَّــدَ فـيـهـما الـتـعــبُ
سِـوىَ ذي الشـامُ أُبـصِـرُهـا
فـتـبـكي داخـلي حـلـبُ
أتـيـتُ ( الشَّـحْـمَ ) أسـألُـهـا ( 2 )
بـشـوقٍ : أيـنـهُ الطــربُ ؟!
وأيـنَ الـفُـلَّ ؟! يـا لـغـةً
بِـهـا العُـشَّـاقُ قـد كَـتـبـوا !!
وما ذا الصـمـتُ ؟! تُـوجِـعُـني
بـهِ الطُّـرُقـاتُ والعَـتَـبُ ( 3 )
وما بـالُ السـمـا انـكـدرتْ ؟! ( 4 )
وأمْـسـاً لـيـلُـهـا شُـهُـبُ
وأيـنَ نِـزارَ ؟! ما لـلـبـا
بِ مُنـغَـلِـقٌ ومُكْـتَـئِـبُ ؟!
أُفـتِّـشُ عـنـهُ . عـن شِـعـرٍ
لـه في ضـادِنـا نَـسَـبُ
http://www.alef-yaa.com/media/pics/3293-4.jpg
نِـزارُ . عُـدتـني ذِكـرىَ
عـلـيـهـا الدمـعُ يَـنـسَـكِـبُ
بَكَـيـتُـكَ يـا أبـا عُـمَـرٍ
كَـمَـا أبـكـي بـكَ العَــربُ
كـما أبـكي لأحــوالٍ
لـهـا مِن هَـوْلِـهـا عَـجَـبُ
نِـزارُ . عُـدنـا " عـربـانـاً "
على الأنـواقِ تحـتـرِبُ !!
هُـنا ــ وآ خَـجْـلـتي ــ بَـدْوٌ
إِلىَ صـِهْـيـونَ إِنـتـسَـبُـوا !!
تـبُـوسُ حِـمِـيـرَهـمْ كـلـبـاً
لأمـريـكـا وقـد نـُهِـبُـوا !!
وفي الأوطـانِ . في أهـلي
جـمـيعُ الشَّــرِ إِرتـكـبُـوا !!
فـمَـهِّـلْ كـيْـدُهُـمْ ، فـغَـداً
سَـيَـظـهَـرُ كُـلُّ ما حَـجَـبُـوا
فـلا حِـيَـلاً سَـتَـنْـفَـعُـهُـمْ
وهُـمْ في كُـلِّـهـا كَـذَبُـوا
فـذاك اللهَ يُـمـْهِـلُـهُـمْ
لـيـومٍ فـيهِ يَـنـقـلِـبُـوا
فصـبـراً أيُّهـا الصَّـبـرُ
فـوَعْـدُ اللهِ يَـقـتـرِبُ
غـداً في أُمَّـتي حَـتْـمـاً
سَـيَـسْـطُـعُ مِن هُـنـا غَـضَـبُ
شعر : سعيد مصبح الغافري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


( 1 ) أقصد بـ ( الإثنين ) هنا : أختي " علياء " التي توفيت في بداية أول هذا الشهر نيسان ، بينما نزار قباني توفي في نهاية هذا الشهر . رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته .
( 2 ) مئذنة الشحم : حارة المرحوم نزار قباني وتقع في قلب دمشق القديمة .
( 3 ) العَتَب وأعتاب وعتوب : جمع ومفردها عَتَبَة ، وهي العارضة السفلى للباب التي يوطأ عليها ( عتبة الباب ) وتكون إما من خشب أو رخام . ويمكن إستخدام كلمة ( عتبة ) في التصاوير الأدبية والشعرية المختلفة : وصلت إلى عتبة الأربعين . أي أوشك عمري أن يصل إلى سن الأربعين . قاب قوسين وأدنى من عتبة الحلم : أي أصبح قريبا من تحقيق حلمه . ليتني أصل إلى أعتاب بيوتكم : يتمنى المجيء إلى بيوتهم وزيارتهم . وضعت قدمي على عتبة الباب : أي شرعت في دخول البيت أو الغرفة .
( 4 ) إنكدرت : أظلمت وذهب نورها .

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:18 PM
تَـكَـلـَّمَ يا وَطَــن !!



كتبت هذا النص الشعري على خلفية الندوة الدولية عن العالم العماني الأزدي المهلب بن أبي صفرة والتي أقيمت بمسقط تحت رعاية معالي عبدالعزيز محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشئون الثقافية وذلك في أوائل مايو من هذا العام 2018م وكذلك هذا النص هو رد على كل من يحاول بادعاءاته الإعتداء على تاريخنا وموروثنا الحضاري كأمة عريقة موصولة بالتاريخ منذ آلاف السنين .

تَـكَـلـَّمَ يا وَطَــن !!

ولـقـد ثَـمِـلـتُ بكـلِّ حُـبـِّـكَ مَـوْطِـني
مـا ذَنـْبُ كـأسٍ إِذ بِحـُبـِّكَ مُـتـرَعَـةْ ؟!

في عُـنـفُـوانِ الكِـبـريـاءِ أنـَا هُـنـا
مِثـلُ الجـبـالِ الشُّـمِّ أوْ كالأشْــرِعَـةْ !!

إِنْ جِـئـتَ تـبـحـث عـن عُـمَـانَ وَجـَدَتـَهـا
شَـمـسُ الشُّـمـُوسِ عـلى الجِـهـَاتِ الأربـَـعـةْ !!

مِن مـَـغـرِبِ الضـُّوءِ القـَصـِّي حـُدُودُنـَا
فـإلى المَـشـارِقِ نحـنُ شَـمْـسٌ ساطِـعـَـةْ !!

وَطـَنٌ بِحـَجـْمِ الكـونِ . قـلـبٌ نــابِـضٌ
بِـهِ للمَـحـبَّـةِ ألـْفُ بــابٍ مُشْـرَعـَـةْ

هـذي بُـيـُوتـُكِ يـا بـِلادي . حـَدِّثـي
إِنـَّا إِذا جــاءَ الضـُّـيـُوفُ لـَـفـي سَـعـَـةْ

ولـَـنـا المَـكـَارِمُ مِن صَـمِـيِـمِ خِـصَـالـِنـا
والحـُبُّ نحن ، وغيرنا قد ضيعـَـهْ

قـالـت لـَـكـُمْ أخـلاقـُنـا وأُعِـيـدُهـا :
تـَأبـىَ الـرُّجُـوُلـَـةُ أنْ تَـعـيـشَ بـأقـنـِعـَـةْ

نحـنُ الـوُضـُوحُ إِذا النـَّهـارِ مَـشـَـىَ بِـنـَـا
لـَسْـنـا الجـَبـَانَ . المُـخـتَـفـي . الرَّعـرَعـَـةْ

قـُـدتـُـمْ عـلى يَـمـَنـي الحـبـيـبِ حـُـرُوُبـِكُـمْ
وعـلى العِـراقِ . الشـامِ كنتم زَوْبـَعـَـةْ

والشَّـرُّ كَـفٌّ ، لـيْـسَ أَوْسَـخَ مِـثـلـُـهُ
حـاشـا العُـمَـانِـي أنْ يُـلامِـسَ إِصـبـَـعـَـهْ

واهـاً وواهـاً . صـاحـَهـَـا لـَـهَـبُ الحـَـشَـا
مِن عُـمْـقِ جُـرحٍ صُـعِّـدَتْ مُـسْـتَـوِجِـعـَـةْ

جُـرْحٌ بِـقـلـبِ القـُـدْسِ يَـصـرَخ : أُمَّـتـي !!
فـيُـجِـيـبُ صَـوْتٌ للخِـيَـانـَةِ أنْ : دَعَــهْ !!

مـاتَ الـرِّجـالُ فـلا يـَـغُـرُّكَ مـا تَـرَىَ
شَـنـَـبٌ غَـلِـيـظٌ أوْ لِـحـىً مُـتـَـرَبـِّـعـَـةْ !!

سَـيـَـظـلُّ دَمٌّ للعُـرُوُبـَـةِ فـائِـراً
وعـلى الثُّـغُـورِ مُـرابِـطُـونَ هُـنـا مَـعـَـهْ

يـا أحـمْـقَ الحـمْـقـىَ . أَغَـرَّكَ أَنـَّـنـا
إِمـا سَـكَـتـنـا خِـلْـتَ ذلِـكَ ضَـعـضَـعـَـةْ ؟!

نحـنُ الكِـبـارُ وإِنْ صَـمَـتـنـا رِفْـعـَـةً

إِنَّ الحَـديثَ مَـعَ الصِّـغـارِ لـَمَـضْـيَـعـَـةْ

والصَّـمْـتُ أَغْـمـادُ السُّـيُـوفِ ، فحـاذِرِوا
مـا بـَـعـدَ سَـلِّ سُـيـُوفِـنـا بـالمَـعـمَـعـَـةْ

مـا رَوَّعَ التـاريخُ ذِكْـرُ مُـهـَـلـَّبٍ
لـكـنَّ خَـلـْطـاً بـالحـَـقـائِـقِ رَوَّعـَـهْ

نَـمْ يـا مُـهـَـلـَّبَ في ضَـرِيـحِـكَ آمِـنـاً
مـا أنـتَ مَـن تَـخـشـىَ نـَـقِـيـقَ الضُّـفْـدَعَـةْ

نحـنُ الـذيـنَ هُـمُ هُـمُ . مـا هَـمَّـنـا
نَـبـْحُ الكِـلابِ ومَـن نَـراهُـمُ إِمَّـعـَـةْ

" رَوَّاسُـنـا " حَـسَـمَ القَـضِـيَّـةَ . فـاسْـكُـتُـوا.
لـنـا ذا المُـهَـلـَّبُ والأَدِلـَّـةُ مُـقْـنِـعـَـةْ

يـا مَـن أتَـيـتَ لِـنَـهْـبِ جـارِكَ عُـنـوَةً
إِقْـنـعْ بِـبَـعـرِكَ . ذاكَ ما إنْ تَـجْـمَـعـَـهْ

مَنْ أَنـتَ ؟! يـا أشْـقـىَ الـرُّعـاةِ لِـتَـدَّعـي
مـا لـيسَ مُـلـكَـكَ والحقائق مُـوجـعـَـهْ !!

كُـفـوا ادَّعـاءً واخـتِـلاقـاً أجـوَفـاً
مَـشَـىَ بـالـوَقـاحَـةِ والـدَّنـاءَةِ والضَّـعـَـةْ

" نـَـقْـصُ الهُـوِيَّـةِ " داؤُكُـمْ . شَـخَّـصـتُـهُ
مَـرَضٌ عُـضـالٌ لـيـسَ يُـشْـفـىَ مَـوْضِـعـَـهْ

كُـنْ عِـندَ قَـدْرِكَ . مـا يَـراكَ مُـهَـلـَّـبٌ
إِلاَّ كَـقَـزْمٍ مـا تَـجـاوزَ إِصـبـَـعـَـهْ

كُـنْ عِـندَ قَـدْرِكَ . يـا وَلِـيِـداً لـَمْ تَـزَلْ
مِن فُـرْطِ جُـوعِـكَ تَـسـتَـحِـثُّ المـرضـعـَـةْ

طـاولـْتَ مَجـداً قد تَـعـاظَـمَ رَقْـمُـهُ
فـاقـنـعْ بـصِـفْـرِكَ يـا عَـدِيِـمَ المَـنْـفـَـعـَـةْ

هـيـْـهـاتَ يـَرقـىَ مَـن مَـضَىَ في مَـكْـرِهِ
دَهْـراً يُحـاوِلُ أنْ يُحَـقِّـقَ مَـطـمَـعـَـهْ

الأربـعـونَ مِنَ ( القُـرونِ ) جُـذُوُرِنـا
وهُـبـابُـكُـمْ أَنـتـمْ ( عُـقُـودٌ ) أَربَـعـَـةْ

لا شـيءَ أَنـتُـم في حِـسـابِ حَـضـارَةٍ
مُـدت بأقصىَ عـزمها مُـسْـتوْسِعـَـةْ

آثـارُكُـمْ مِن أين ؟! قُـولـوا . صـارِحُـوا .
مـالـي أراهـا كَـمـا السِّـمـالِ مُـرَقَّـعـَـةْ

صِـفْـرٌ أراكُـمُ عِـندَ ذِكْـرِ بِـلادِنـا
والصِّـفْـرُ دوْمـاً لـيسَ مِـثـل الأربـعـَـةْ

لا شَـعـبَ فِـيكُـمُ كيْ أقـولُ هُـوِيَّـةٌ .
لا إِرْثَ أُبْـصِـرُ هـاهُـنـا كي أسْـمَـعـَـهْ !!

أخـلاطُ أقــوامٍ . فـأيـنَ نَـقـاءَكُـمْ ؟!
هـاتُـوا لِـعَـقـلـِـيَ حُـجَّـةً كـيْ أُقـنِـعـَـهْ !!

لا تَـسْـرُقُـوا التـاريخَ . هذا حَـدُّكُـمْ .
وَطَـني وأعـرِفُ وَجْـهَـهُ وأَنـا مَـعـَـهْ

سَـأَزِيدُكُـمْ بَـيـتـاً بِـشِـعـرِيَ عَـلَّـهُ
يَـهْـوي عـلى رَأْسِ الظَّـلـُـوُمِ ويصـرَعـَـهْ :

مَنْ لـيسَ يَمْـلِـكُ أَيَّ أصـلٍ ؛ طَـبْـعُـهُ
نَـهْــبُ الشُّـعُـوبِ ، وواجِـبٌ أنْ نَـردَعـَـهْ !!
شِـعـر : سـعيد مصبح الغافري
2018 / 05 / 10م
على بحر الكامل
____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:19 PM
إيـفـيـن

​ (http://up.omaniaa.co/)

حـرفُـكِ هـذي المـرة
نـايٌ مُـكـتـئـبٌ وحـزيـن !!
كَـدَمـاتُ الـدمـعِ عـلـى خَـدِّكِ
تـرتـدُّ غـيـومـاً فـي عـيـنـي
وفـجـيـعـةَ سُــــؤلٍ مًُـنـهَـطِـلٍ :
ــ مـا لـكِ تَـبْـكـيـن ؟!
قـولـي يـا عُـمْـري ..
مَـن طـيَّـرَ عـصـفـورَ الضِّـحـكـةِ
مِـن زَهْـرِ الشـفـتـيـن ؟!
مَـن جَـرَّحَ بـالـدمـعِ القـاسـي
وَرْدَ الخـديـن ؟!
مَـن أفـزَعَ نَـجْـمـاتً نَـشْـوىَ ؟!
إِعـتـادتْ تـرقُـصُ بـأمـانٍ
فـي أجـمـلِ عـيـنـيـن !!
وهـذي الـرِّيـحُ الثـمْـلـىَ
الصـارت نَـوْحـاً مِـن آه
مَـن أعـطـاهـا ــ بِـربِّـكِ ــ إِذْنـاً
لـدخُـوُلِ القـلـبِ ؟!
وكـيـفَ ؟! ومِـن أيـن ؟!
مَـن سَـرَقَ صَـلاةَ الصُّـبْـحِ مِنَ الأجـراسِ ؟!
وغَـيَّـرَ نُـوتـاتَ الـوقـتَ المُـبـتَـهِـجَ
إلى لـحـنٍ مِن حُـزنٍ بـاكٍ وأنـيـن
تـعـالي رفـيـقـةُ عُـمـري
تـعـالي إيـفـيـن
هذا العـالـمُ قَـطْـعـاً لا يُـشـبِـهُـنـا !!
لـنـهـربَ مِـنـهُ
ومِن قَـرَفِ الأخـبـارِ الســوداء
ومَـرأىَ البُـؤْسِ المُـفـتـرِشِ عـلى الطُّـرُقـاتِ
ويـومـيـاتِ ضـيـاعِ الأحــلام
وصُـوَرِ المَـسَـخِ الســادي
لأصـنـامِ العـصـرِ وتُـجَّـارِ الـدِّيـن !!



تـعـالي إيـفـيـن
هـاتـي يـداكِ
ودَعـيـنـا نـلـوذُ إِلـىَ أقـرب نـهْـرٍ أو بَـحـرٍ
أو شـجْـرَةِ تـيـن !!
دَعـيـنـا هُـنـاكَ بـكـلِّ بَـراءَتِـنـا الأولـىَ
نُـسـابِـقُ رَكْـضَ المـوجِ الحـافـي
وعلى وَجْـهِ الضِّـحـكِ نَـطُـشُّ المـاءَ
وحـيـنـاً نَـغـرَقُ
في أعـمَـقِ لُـجَّـةِ بَـوْحٍ تجـمـعُ قـلـبـيـن !!
تـعـالي نَـتَـفَـيّـأُ ظِـلاًّ مِن حُـبٍّ
نحـضـنُ ألحـانـاً
نـمـضـي دَنـدنـةً في مَـغـنـىَ
نـكـتُـبُ أشـعـاراً
نـسـرحُ في ذِكـرىَ
نُـكـمِـلُ آخِـرَ رَسْــمٍ لـطـفُـولـتِـنـا
كـان عـلى طِـيـن !!



تـعـالي إيـفـيـن
تـعـالي ..
لأضـامِـيـمِ حَـنـاني
لأمـانِ يَـدَيَّ
تـعـالي ..
ودعـيـنـا نَـتَـمـازجُ . نَـتَـمـاهـىَ
روحـاً
نـبـضـاً
إِحـسـاسـاً
تَـوْقــاً
لُـغَـةً مِن ضُـوءِ الـرُّوح
لا أحـداً يَـفـهـمُ أحـرُفِـهـا
إِلاَّنـا نحـنُ الإِثـنـيـن !!
شِـعـر / سـعـيد مصـبح الغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:20 PM
إنـَّـا للشِّـعـرِ !!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=16555 (http://up.omaniaa.co/)

هجمت عـلـيَّ قصيدة من القصائد فجأة وبدون سابق إنذار . لم يتم أمر هذا الهجوم الضاري في البيت كما هي عادة بعض القصائد أحيانا معي عندما أكون في عز نومي أو مضطجعا على سريري . ولا كان عند طاولة حرائقي وجنون ما أكتب . ولا وأنا جالس على كرسي الإسترخاء الهزاز بجوار النافذة أتكلم مع الورود والعصافير واليمام البري و أتأمل شفق الأفق البرتقالي المشخبط ببعض أهداب الغيوم الرقيقة . أو وأنا أنصت مستمتعا للأغاني العذبة الشجية المنسابة مثل شلال ناعم من نافذة بيت جارتنا التي لا تحب سلطنة مزاجها إلا على أغاني الزمن الجميل والفن الذي يلامس أدق أدق مشاعرك . يعني من حسن حظي أنها طلعت من نفس ذوقي تقريبا . ولا كذلك حين أكون عند البحر أو في أحضان الطبيعة أو فوق جبل أو في مكتبي بالعمل .
حصل الهجوم في مكان آخر ، لا جدران ولا نوافذ فيه ولا كراس ولا استرخاء ولا يحزنون .
ورغم معرفتي ويقيني بأن لا وقت ولا مكان محدد لمجيء القصيدة ، وأنها ابنة مزاجها ؛ إلا أنها هذه المرة تملعنت عـلـيَّ واختارت أحرج وقت وألعن مكان للهجوم . الشارع العام السريع . يا للهول !! كيف أرد عني الآن هجمة هذا الشيطان وأنا وسط هذا الأوتوستراد المميت ؟!
الشِّعر يهاجمني ويلاحقني بلا تراجع مثل دبابير مجنونة خرجت من عشها هائجة شرسة ولديها تعطش مسعور للسع واللدغ والعض وكل ما يمكن أن تتصوروه في عالم الإفتراس .
بدأ عقلي يتشوش . لثوان أقع فيما يشبه الدوار أو فقدان الوعي . وهي الحالة التي أحسها دائما مع كل هبطة إلهام تنزل على أم رأسي وقلبي . الكلمات تنسكب بروائحها وألوانها و أصواتها وجنونها . هكذا من غير إحم ولا دستور . أدخل في عوالم غريبة . أبصر أشياء . صور . ألوان . أنوار وأسمع أصواتا تحادثني وتهمس لي بكلام غرائبي لأول مرة أسمعه .
السيارة بدأت تترنح كالمسطول ذات اليمين وذات الشمال . أوشك أن أفقد سيطرتي عليها وأنا واقع في ارتباكي وحيرتي وفي غمرة الانخطاف الكلي . أيهما يجب أن أسيطر عليه الآن : الشِّعر ؟! أم السيارة ؟! الروح ؟! أم الجماد ؟! الحي ؟! أم الميت ؟! الباقي ؟! أم الزائل ؟!
حياتي بالنسبة لي وحتى آخر لحظة بعمري هي وقف للشِّعر ، أما موتي أو ما أظن أنه كذلك فهو لا أكثر من عبور للصراط الأول الموضوع بين ضفة الدنيا وضفة الأبدية المقابلة . وهو - أي الموت - لا شيء مقارنة بالشِّعر الذي أحس أنه امتداد أزلي لي في الزمن والوجود مثل مدادة ياسمين بيتنا التي تحبها وترعاها والدتي بحنو حتى إنها تتمنى لو أنها تتخطى الجدار والشبابيك والسطوح وتصل بمعراجها إلى السماء وتكهرب بعطرها كل الملائكة وكل من يسكن هناك من أحباب الله !!
حرائق الشِّعر تشتعل بي وتتزنر بنيرانها الملونة حول خصر مشاعري ولا مفر من هذه النار التي ليس فيها بردا ولا سلاما منذ اكتويت بجمرها والتسعت بألسنتها ذات ميلاد لا ينسى . أين أهرب ؟! هل أقفز من نافذة السيارة وأصرخ وسط الشارع مثل مجانين نيويورك و سكارى لندن : أنقذوني. إني أتنفس تحت النار . إني أغرق . أغرق . أغرق ...
والسيارات تعبر من جانبي بأعين مستغربة مندهشة ، والتي ورائي تزعق بي وتلكزني بأصواتها وتطلب مني أن أتحرك . وبسبب بطء سرعتي ، ازدحم الشارع فجأة ، وبدأت الناس تتذمر ، وهاهي على وشك أن تفقد صبرها وتنفجر في وجه هذا السائق الغريب الأطوار الذي يمشي بدون عقل ولا ( سعاية ) كما يقولون في لهجتنا . ألتفت خلفي مذعورا . فعلا الشارع بسببي بالكاد يتحرك . أبيات القصيدة تتراقص أمامي مثل حسناوات الهند على مروج كشمير . وفمي يغرق بالشعر . انعطفت مع أول فرصة إنفساح واتتني ودخلت في الحارة الأولى التي يمين الشارع . تعجبني الحوائر اليمنى للشوارع وخاصة الشوارع السريعة . حارة اليمين هادئة ومسالمة وفي حالها . لا يهمها من ينطلق بسرعة 200 ولا من يزحف كالسلحفاة ويسوق على راحته مستمتعا بسماع علي بحر أو ناني .

http://up.omaniaa.co/do.php?img=16557 (http://up.omaniaa.co/)

وفجأة بعد دخولي في الحارة اليمنى للشارع تنفست سيارات الحارة اليسرى الصعداء وانطلقت وراحت تصرخ في وجهي ببوقاتها وسائقيها الملوحين لي بأيديهم المستنكرة وأصواتهم التي لم تخل من العبارات والملافظ القاسية والغاضبة التي " تمردغت " بسياط ألسنتها اللاهبة آخر " مردغة " :
â–* يلعن هذا الشباب اللي بذا الزمن !!
â–* جيل ضايع بلا عقل !!
â–* سكران مية مية !!
â–* اااااييييييه إنتبه ف الشارع !!
â–* يلعن شكلك !!
الشتيمة الأخيرة جعلتني أتشكك في شكلي . فنظرت للمرآة . " كِـشـَّـة الشَّـعـر " الجيفارية كما هي . الوجه الحليق كما هو . الشنب الخفيف لم يسقط . وخيل إلي كأني سمعت صوت صديقة مقربة أعرفها تهمس مشجعة :
â™، سيبك منهم . أنت وسيم !!
وضحكت . من حسن حظي بذاك الوقت لم تكن تتواجد أي دورية شرطة وإلا رحت فيها ولن تنفعني ساعتها لا قصيدة ولا عصيدة ولا إلهام ولا شاهين .
خرجت من الشارع متلبسا بحرائق قصيدتي . بحثت كالمصاب بحالة إدمان ويبحث عن أي " بودرة شم " ليسكن بها هذا الألم الفظيع الذي ينهش ويهرش جسده . القصيدة لا تتوقف . تشاكسني بحضورها وتصر مثل الضرة العنيدة الراكبة رأسها :
â™، يا أنا. يا هذي السيارة .
وجدت الدفتر الصغير . " دفتر الطوارئ " كما أسميه ورحت أكتب بسرعة وبلهاث كل ما أقدر على المساك به من جمر الكلمات المتطايرة . الأبيات تنهال عـلـيَّ وتلسعني بنارها من كل جهات الوحي . الوحي الشعري الذي يجعلني أتصفد عرقا وقلبي يخفق بشدة فرحا وسعيدا بمطر النار ..
أختي المستعجلة عاودت تتصل بي ومؤكد أنها ملت من وقفة الإنتظار أمام المبنى الحكومي والناس رايحة جاية . تكره أختي كره العمى هذا الإستئناء وسط الزحام والعيون " المبققة " التي لا تدع خلق الله لحالها .
_ حاضر . جاي . مسافة السكة .
_ شو مسافة السكة و هلأ الساعة عدت النص ؟!
سلمتها حاجتها ورجعت فورا .. حتى إنني نسيت في غمرة الحالة التي أنا فيها أن أطلب منها أن تسلم على أولادها وعمتها . السيارة مولية بمقدمتها شطر الشرق . لكن أنى لي أن أعود إلى البيت ومازلت أحترق بقصيدتي ومازال جوع نارها يصرخ من قعره المشتعل : هل من مزيد ؟! والله وحده العالم متى ستكتفي ؟!
في مكان بعيد ومنعزل وهادىء إرتميت مثل كاهن هندي في قلب نار الكلمات . كان كل بيت شِـعـري أكتبه على الورق هو في الحقيقة صرخة تخرج من أعماقي حارة ساخنة متوهجة فأضعها كما أضع الورود على السطور صرخة تلو صرخة غير مبال أنني أكتب وارسم بحبر وألوان النار ، وأنني أكتوي وأحترق بكل ما في قاع الجمر الملتهب بعقلي أو بقلبي أو أوراقي، لا ثمة فرق .
أندهش وأنا أتأمل أبيات القصيدة التي مازالت تزفر بدخان حرائقها أنني اشتعلت بكل هذا الأجيج وأنني خرجت من هذه الحرائق وأنا غير مصدق أنني مازلت بينكم حيا أرزق رغم شياطين الشِّعر التي ما فتأت تهددنني وتتوعدني بحرائق شِـعـرية جديدة وعذاب شِـعـري جديد . ولا أمل في أي نجاة أو خلاص طالما أنني من أهل نار الشِّعر . والحمدلله أن لا أمل في أي نجاة أو خلاص من هذه النار ، مادام كل شيء يأتي باسم الشِّعر وروح الشِّعر ونار الشِّعر . وإنا للشِّعر .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري ______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:22 PM
شـيءٌ مـن المـَـطـَـر !!

​ (http://up.omaniaa.co/)

دَوْزَنـْتُ لـحـنَ المُـفـرداتِ وكُـنْـتـَـنـي
في كُـلِّ بَـيـتٍ صـادِحٍ مـا أمْـتـَـعـَهْ !!
عـفـوًا فـلـولا مَـن أُحِـبُّ وسِـحـرَهـا
مـا صِـغـتُ مِن وَهَـجِ المـشـاعِـرِ أروَعـَـهْ
فالشِّـعـرُ في أصـلِ الأُصُـولِ حـبـيـبـتي
هي مُـبـتـداهُ ومُـنـتـهـاهُ ومَـرجَـعـَـهْ
سعيد


وفي كل بتلة ورد أراك
وفي كل همس خفيف شذاك
فوا عجبي إذ تمر النساء
ولا تبصر العين وجها سواك
سعيد


وظلك يا نخلتي السامقة
ما زال سجادة للصلاة
ودربا رؤوما لكل الحفاة
وسقفا به يحتمي العابرون
إذا انسكبت شمس تموز جهرا
بوابل أمطارها الحارقة
سعيد


سَيعودُ يَطرُقُ بالحنينِ على النوافذِ كالمَطَرْ
لا تـرفضي هذا الإِياب صديقتي
لا تـرفضي دَمْعَ الرجاءِ بناظريهِ إذا انحدرْ
ولتقبليهِ بكلِّ عـفـوكِ إن أتىَ كي يعتذِرْ
مهما تصاعَدَ بالغُـرور ..
ما ذا سوى مَحْـضُ غُـبـارٍ من بَـشَـرْ !!
سعيد
http://up.omaniaa.co/do.php?img=16819 (http://up.omaniaa.co/)

الحنين يهز أطراف الستاير
والنوافذ طالعت يم الطريق
نايمة بالليل إعيون الشوارع
ليت لو قلبي ينام ولا يفيق
سعيد


نزحتُ إليكَ شظايا بلادٍ
ووجهاً مُدَمىَّ من الياسمين
نزحتُ إليكَ ضياعاً وتيهاً
على متنِ ريحٍ وتسآلِ أين
نزحتُ إليكَ جوازَ اغترابٍ
بما قد تبقىَ هنا من سنين
أنا وطنٌ ضيَّعتهُ الحروبُ
وأهلي بكل جهاتِ الحنين
فخُذني إليكَ سُـنُـونُوَّةً
رجـتكَ ملاذاً إلى بعضِ حين
سعيد


صَـبْـرُكَ بـاللهِ أيَـا قـلـبـًا
قد عـانىَ كَـثـيـرَ الحِـرمـانِ
لـَمْ تَـبْـقَ سَـمَـاءٌ لـَمْ يَـعـبُـرْ
تَـعـرِفُـهُ جَـمِـيـعُ الأوطـانِ
مُغـتَـرِبـًا أرضـًا ووُجُـوُهـًا
لا قـلـبـًا يَـلـقىَ لإِنـسـانِ
لا وَصْـلاً يَـرجـو . لا أَمَـلاً
بـالتِّـيـهِ أضَـاعَ العـنـوانِ
يـا حِـبْـراً يـكـتُـبُ أوجـاعي
يـا نَـزْفـًا مِن ذا الشِّـريـانِ
حَـسْـبـي أشـعـارٌ أنـثُـرُهـا
كـوُرودٍ في كُـلِّ مَـكَـانِ
حَـسْـبـي اوراقٌ أكـتُـبُـهـا
إِنْ مُـتُّ سَـيَـبـقىَ دَيْـواني
سـعيد


.... وحديثها الشامي
أشهى ما أحب من النبيذ
إذا التقينا وامتزجنا في شراب
ولفلها بالوجنتين
هو ذا بياضك يا دمشق
على خدود حبيبتي
يهب العيون بسحره
كالضوء في ألق الصباح
إذا تغانج واستذاب
سعيد


يا عيون الليل خليني انام
غطني بالرمش يا أحلى عيون
يا شعر . يا بوح . يا شوق وهيام
إن رحل ذا الليل بعيونك أكون
سعيد


قُـلْ للمـلـيحـةِ مَـن قـامـت تُـسـابِـقُـهُـمْ
إِنِّـي أراكِ بـهـذا العِــزِّ أوطــانـا !!
فـوقَ الصـوافِـنِ مِـثلِ الشُّــهْــبِ مــارِقــةٌ
والـرِّيحُ خَـلـفَـكِ والـرُّكـبـانُ حَـيـرانـا
للعــاديـاتِ بـنَـبْـضِ العَـزْمِ مُـصـبِـحَـةً
الله أكـبـرْ . كـمْ للخـيـلِ فُـرسـانـا !!
سـعيد


نَـضِـجَـتْ كُـرُوُمُ العُـنْـبِ في عَـنَّـابِـهـا
فَحَـلاَ نَـبِـيذُ المُـلـتـقىَ بالكـاسِ
ذا ثَـوْبـُهـا ؟! أمْ أنَّ مـا أبـصَــرتُــهُ
أبـيـاتُ شِــعـرٍ زُيِّـنـتْ بِـجِـنَـاسِ ؟!
سـعيد


وَجْــهٌ عِـراقـيُّ الصَّــبَـاح
لا بَـعـدَ حُـسْــنُـكِ يـا ( هُـدَىَ ) حُـسْـنٌ
إِذا ذَكَـروا مِــلاَح !!
سعيد


موج من الشوق يرفعني ويخفضني
حي وتحتي أبصر هول منزلقي
الحب بحر عميق . لا تمازحه
فالموج يطوي إلى الأعماق بالغرق
سعيد


هذا الذي أعـطـاني وَعْـدًا بالمَـجـيء
ليـَصـطَـفِـلْ
لـي ألـفُ من ألـقـىَ سُــواهُ إذا خَـذَلْ
لـن أســتَـئِـنَّ سَــرابَـهُ
وَرْدٌ أنـا
ما زالَ في وَهَـجِ الشـبـابِ المُـقـتَـبِـلْ
قَـلـبٌ أنـا
مازالَ يَخْـتَـزِنُ المُـنـىَ
وبَـيَـادِرٌ مِن ألـفِ حُـلْـمٍ شــاسِــعٍ
ونُـبُـوَءَةٌ قـالـتْ : سَـتَـلـقِـيـنَ الذي
بـهِ كُـلُّ حُـبُّـكِ يَـكـتـَمِـلْ
هِـيَ كِـلْـمَـةٌ .
إِسـتـيـقـظـتْ بَـرقـاً بـلـيـلِ مَـشـاعِـري
كـي تُـهْـدِني وَهَـجَ الصِّـراطَ إلـىَ القــرار
هِـيَ كِـلـْمَـةٌ . لا لـَفَّ فِـيـهـا ولا دَوَار :
غُـرْ مِـن حـيـاتـيَ . لـم تَـكُـن
للـعُـمِـرِ حُـلـمـًا أو بَـطَـلْ .
سـعيد
http://up.omaniaa.co/do.php?img=16827 (http://up.omaniaa.co/)

لـنـا الحُـبُّ ذا كَـعـبَـةٌ فـتَـعـالي
نَـحُـجُّ إلىَ البـيـتِ أو نَـعـتَـمِـرْ
ولا تَـوْبَـةٌ لـو نَـقـولُ نَـتُـوبُ
وفـوقَ الذُّنـوبِ إِلـهٌ غَـفَــرْ
سـعيد


أجيك بشوق واقف لك على بابك
أبحضن فيك أيامي
ونبضي من الوله يدوي
@@@
أشمك يا عطر ذكراي
أضمك بكل أثوابك
وأعيشك غيم من فرحه
بتهطل والمسا شتوي
@@@
مسكت إيدي تبي تودع
بكيت بلحظة اوداعك
حقيقي الفراق أصعب
من الجمره إذا تكوي !!
بقلمي ونبضي / سعيد مصبح الغافري
____________________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:24 PM
نـزيــف حـــاد جــدًّا !!
كل في هذا العصر الفاجر يزني على طريقته . رجل الدين ( المتأسلم ) يزني بفتاوي خوفه وجبنه وتخريجات هواه وهوى الضالين المفسدين في الأرض ممن يملون عليه أمزجتهم وبأشياء ما نزل الله ولا رسوله بها من سلطان ، ليكون دعما وسندا لهم وخلفية دينية يعتمدون عليها لمواصلة وتبرير الظلم والقهر والطغيان والسادية على كل مسكين وشريف ومستضعف في الأرض وكل عرض وأرض ومال . ومع ذلك رجل الدين " المسيس " هذا لا يتعرض للمساءلة ولا يقام عليه لا حد ولا شد ولا أي عقاب ويظل ذلك النبي التقي اللصيق بكل جمعة ومنبر ومناسبة وحتى غير مناسبة والذي لا ينطق عن الهوى ولا يأتيه الباطل لا من خلفه المليء بالضراط ولا من أمامه المنتصب بالجنس والشهوة !!
البندقية تزني جهارا عيانا هي الأخرى ولا أحد يحاسبها على كل زنية خاطفة ترتكبها في الشوارع أو خلف المتاريس والجدران المهشمة وزحفات العتمة المريبة مع أصحاب القمصان الكاكية البغيضي السحن والنوايا . ومع ذلك لا تحاكم وتنساها (( لاهاي )) كملف أسود بأوراق من دون كتابة تماما مثل التماثيل المنصوبة في الساحات للجندي المجهول الذي لا تعلم أحارب معك أم ضدك . أكان عدوك أم حليفك !!
الحاكم يزني ببلده وبأمته ويظل حتى بعد وفاته الفرعون الأكبر الذي يسبح بحمده بكرة وأصيلا وعند أدبار السجود وهو أنجس من ولغة كلب وأقذر من خنزير !!
الشاعر يزني بشعره ويصبح ذلك المهرج السخيف الذي متى ما طلب منه أن ( يشعر ) ركض متهافتا وصبحنا ومسانا بنفاقه وهو لأجل إذعانه هذا وتمرغه في وحل الذل والاستكانة يقدم على كل حر أبي وتجعل له طنة ورنة وهو مجرد نافخ زمر وطبال جاهز عند الطلب وبأي وضعية تختار له ليرقص رقصة القرود في السيرك . ومع ذلك لا ينتفض غيور حقيقي على الشعر وعلى رسالة الشعر الحقيقية في الحياة ويظل هذا ( الشويعر المأجور ) يعامل كسيد للساحة وصوت الزمان والمكان وهو مجرد ممثل ومهرج وضفدع صغير على برك النفاق والتزلف .
الفنان هو أيضا أكبر خائن لأمانة صوته وأكبر حمار يستطيع بكل بساطة أن ينفذ فورا جريمة قتل ضد الجمال والذوق وشرف الأغنية بل ومستعد أن ينسف كل ماضيه الفني وتاريخه وشهرته فقط لمجرد أن معتوها سياسيا أمره أن يوجه صوته جهة المعركة بهدف الدعم المعنوي ل ( المعركة المقدسة ) . ومع ذلك لا أحد يرمي بالبيض الفاسد والأحذية على وجه هذا الحمار الناهق الواقف على المسرح يغني غصبا عنه ما طلب منه أسياده أن يغنيه .
الكاتب يزني بضميره وبقلمه ولا أحد يفضحه ويكشف حقيقته ولا أحد يعري كل خياناته وهو بحق صفر خائن تافه يعلم يقينا أنه سيذهب بكل أوساخ حبره وهراء أوراقه مثل الزبد جفاء ومثل أي غبار دخيل مر على الزمن فداسه الزمن بلا رحمة بأقدام النسيان وأصبح كأن لم يكن !!
الشباب المودرن المتهافتون على كل جديد من تقاليع الموضة وجنون التصرفات والذين يفترض أن يكونوا بناة أوطانهم وحارسا أمينا على الأخلاق هاهم أمامك . طالع الجيل الذي تتوسم فيه خير أمة أخرجت للناس والذين بهم وبهم وحدهم سنحرر القدس وفلسطين من الصهاينة . طالعهم بناتا واولادا وخذ من رقصة ( كيكي ) آخر تقليعة لتقليد الغرب نموذجا لشبابنا العربي . كيكي التي يتبجحون بها في الشوارع وفي مجالسهم والتي تعني المعنى الجنسي الصريح ذاته الموجه إلى ما بين الفخذين للذكر كان أم الأنثى . فأين العصا لتؤدب هؤلاء ( الصيع ) وتوقفهم عند حدهم ؟! ألا تبا لها من حرية شخصية حين تنزل الشابة في الشارع العام وتنادي على نفسها : انا مزة . انا مرغوبة . أين الفحول ؟! أين الرجال ؟! حد له رغبة ؟! هذا هو جزء بسيط من معنى رقصة كيكي التي حلت بسعارها على شباب وشابات الأمة ومع ذلك يأتيك ديوثا قوادا ويصرخ بوجهك : أنت شخص معقد ومن زمن ديناصوري منقرض . إتفو عليكم من جيل لا خير فيه .
وكل الشعب بأي بلاد وزمان هو زان بالجهل وبالاتكالية وبالخنوع وبالخوف وبتصديق كل ما يلمع ويزركش وينتفخ أمام عينيه كالطاووس المنتفش الريش . ومع ذلك لا مصلح من دعاة الإصلاح والتنوير فكر كيف يعيد الوعي إلى المجموع ولا أحد شحذ الهمم وجلخ العزائم من أجل بناء الإنسان أولا الذي هو أساس بناء كل وطن يطمح أن يصعد ويكون له كباقي الأوطان مكان تحت الشمس .
وبعد ..
فكيف بعد هذا وذاك يستطيع أن يمنعني أحد من التبول على كل هذا العهر المتفشي بكل زناته وقواديه وتافهيه من أمساخ هذا الزمن العفن ؟!
عن أوطاني العربية أتحدث وعن زمن عربي رديء أتكلم !!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
_______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:25 PM
لـنـلـتـقي في قُـرطُـبـَة !!


لـنـلـتـقي مُجَـدَّداًّ
صـديـقـتي المُـقـرَّبـةْ

بـأيِّ مَـقـْـهـىً رائـعٍ
يَـضُـمُّـنـا بـقُـرطُـبـَـةْ

أو شِـئـتِ في غِـرنـاطـةٍ
جـنـَّتـُنـا المُـسـتـَلـَبـَـةْ

هـُنـاكَ يحـلـو جـوُّنـا
وكـأسُـنـا المُـحـبَّـبـَةْ

ونـادِلٌ يـأتي لـنـا
يسـألـنـا مـا نـطـلـُبـَهْ

وضِـحـكَـةٌ خـافِـتـَـةٌ
بِـوقـتِـنـا مُـؤَوَّبـَـةْ (1)

وبـَينـنـا قـصـائِـدٌ
رشِـيـقـةٌ ومُـطـرِبـَـةْ

وأَعـيُـنٌ بـَرَّاقـَـةٌ
تـحـكي الذي لـمْ نـكـتـُبـَـهْ

ووَشـوشـاتٌ حـُـلـوَةٌ
حـديـثـُهـا مـا أعـذَبـَـهْ !!

وبـَينـنـا أصـابـِـعٌ
تـشـابـَكـتْ مُـذَوَّبـَـةْ

بـِصَـمـتـِـهـا الحـمـيـمُ ذا
مَشـاعِـرٌ مُـكَـهْـرَبـَـةْ

تخـيـَّري صـديـقـتي :
غِـرنـاطـةً أو قُـرطُـبـَـةْ

صَـدَىً لأمـسٍ عــربـي
كـانَ هُـنـا . ما أطـيـبـَـهْ !!
شِـعـر / سـعـيد مصـبح الغـافـري


(1)
مُـؤَوَّبـَـةْ :
آب الشخص إلى بيته .. رجع وعاد إليه بعد غياب وانقطاع
إياب الشيء : رجوعه . عودته
ضحكة مُـؤَوَّبـَـةْ : ضحكة تعاد وترجع بين حين وآخر أثناء الحديث والمرح .
________________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:26 PM
في رمضان فقط !!
http://up.omaniaa.co/do.php?img=16475 (http://up.omaniaa.co/)


في رمضان ، وكما الأفاعي التي تغير جلدها في الربيع بعد رحيل الشتاء ، تتغير بعض النفوس . تخلع عنها ثوبها الذي كانت فيه على طبيعتها وبساطتها وروحها المرحة . تصير أكثر تجهمية وعبوسا. أراها شخوصا أخرى بأرواح غريبة غير التي ألفتها وآنستها وارتحت لها . في رمضان تتغير هذه النفوس . تصير أكثر تزمتا بالدين وأكثر من على الظاهر في العبادات والأدعية. ورسائلها الوعظية وحدها صداع يومي أعيش جحيمه ليل نهار . أكلم أحدهم عن الرواية التي صادف انتهائي من قراءتها أواخر شهر رمضان فيحوقل ويهز رأسه ويقطب جبينه ويرد بصوت أشبه بالمتحسف على مفقود فقده :
@ أستغفر الله . الله يهديك .
الله يهديني ؟! هل قراءة رواية دليل ضلالة واقتراف معصية و إثم يوجب غضب الله ويوجب علي التوبة . لكأني ضال من الضالين وهو ومن على شاكلته منزه من كل عيب و على هدى وتقوى وصلاح وعصمة. في رمضان فقط تقصر الثياب وتطلق اللحى حتى الصرة وتحمل مسابيح التهجد والتعبد . في رمضان فقط تنتشر رسائل الوعظ والأدعية و ( أرسل إلى 100 شخص لتنال بركة الله ورضاه وجنته ) وإذا لم ترسلها حلت عليك اللعنة والأمراض والفقر ويلاحقك سوء الحظ . في رمضان فقط يتذكر البعض من الميسورين جيوبهم المنتفخة ويبدأون في إرسال شيء من فتات ما يخزنونه إلى الفقراء والجوعى والمحتاجين مع كلمة أو ملاحظة أو تنبيه مرفق ( لا تنسوننا من دعائكم // واذكرونا بالخير بأسامينا والقابنا وألقاب عوائلنا وانجازاتنا ) كمن يعطي شيئا ويطمع في مقابل له . في رمضان فقط تنزل الرحمة وباقي الأشهر بيات شتوي لكل صور الخير والتآلف والإحسان . في رمضان فقط نعرف المسجد والقرآن والدعاء والاستغفار والصدقات الرمزية المتمظهرة على الناس . في رمضان فقط البعض يلبس مسوح الإيمان والورع والتقوى . وها. حاذر أن تمزح معه أو تناقشه في أمر إلا ما يخص فقط هذا الافيون المسمى الدين . في رمضان فقط نتذكر الله . وتترطب ألسنتنا بالأذكار آناء الليل وأطراف النهار . في رمضان فقط تستيقظ الروح التي رقدت لعام كامل تحت أغطية وشراشف المادة والحياة والغفلة والنوم الطويل . في رمضان فقط تنتعش الروحانيات والتدين وتصير بيوت الله عامرة وحية بذكره وقراءة كتابه والصلاة . في رمضان فقط نتذكر الجوع جوع بطوننا التي لا تتذكر جوع المحرومين ولا يهمها إلا جوعها هي وشبعها هي . في رمضان فقط تظهر مهارات ربات البيوت في الطبيخ ويبدأ موسم جرح مشاعر الناس بإستعراض صور عضلات المطابخ وماذا طبخت فلانة وماذا أعدت علانة من وجبات شهية للإفطار في تصرف مؤذ لكل فقير وبائس ومحروم .
عجيب . عجيب فعلا حال هذه الأمة التي تنام أحد عشر شهرا وتصحو في شهر واحد . وليتها تصحو لشيء يزيدها فعلا قربا من الله وقوة بالله. فالله حسب معرفتي ليس بقالة تفتح في وقت وتغلق في وقت . الله ليس حالة إيمانية مؤقتة تقتضيها مناسبة دينية أو شهر ديني معين بل هو رحلتك التي ينبض بها قلبك وروحك وجوارحك وسائر كيانك من لحظة أن كنت جنينا في بطن أمك فإلى لحظة ميلادك ثم حياتك ثم مماتك ثم بعثك ثم حسابك . هذا هو الله حين تستشعر بوجوده في كل لحظة وحين تفر إليه في كل خلوة. هل جربتم خلوة الليل مع الله ؟ هل جربتم لذة الإحساس بطعم الدمع المتأوه وهو يستغفر ويقر بذنوبه في ليل الصمت والتفكر العميق الذي يكون فيه المرء وحده بكل ضعفه وندمه وألمه وخجله مع ربه ؟ فيعترف له بأدق أدق أسرار معاصيه . هل جربتم ( يا رب . أذنبت وعصيت وعملت كذا وكذا وكذا .. يا رب مالي غيرك . نجني من ظلمة روحي وعذابات قلبي ومتاهة عقلي ) هل جربتم أن تنصتوا لوحدكم فقط لسماع القرآن وللآيات التي فيها كل تندم الروح وتحسف القلب ؟ هل أبكاكم القرآن في الخلوة الفارة إلى الله ؟
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:28 PM
شُـكـراً لـشــوقٍ أرجَـعَــكْ !!


شـظـَّيـتَ قـلـبـكَ في المَـدَىَ
أرأيـتَ غـيـري جَـمَّـعَـكْ ؟!

ومَـضَـيـتَ آهــاً يـائِـســاً
لـولايَ حُـزنُـكَ ضَـيَّـعَـكْ !!

أنـا ذا الوفــاءُ ونَـبْـضُــهُ
مَـن بـالمحَـبـةِ أوْسَــعَـكْ

لـكَ كُـلُّ حُُـضـنيَ إِنْ قـَـسـَىَ
هَـمٌّ عـلـيـكَ وأوْجَـعَـكْ

فـابـْكِ إذا شِـئـتَ البـُـكـا
كَـفـِّي سـيـمـسـحُ أدمُـعـَـكْ

ولـئـِن أتـيـتـني مُـتـعَـبـاً
خُـذنِـي بـكُـلـيَّ مَخـدَعـَـكْ

ولـئِـنْ نـَـأَىَ عـنـكَ الصـِّحـا
بُ وخَـذَّلـوكَ ، أنـا مَـعـَــكْ

وأنـا بِحــارُكَ في الهـَـوَىَ
فـامْــدُدْ عـلـيـهـا أشـْرِعـَــكْ

يـا أحـلـىَ شَـهْـدٍ فـي فـَـمِـي
يـا عِـطـرَ بـَــوْحٍ ضَـوَّعَــكْ

نـاديـتـني . يـا حـُـلــْوَهُ
ذاكَ الصـَّدَىَ إِذْ رَجـَّـعـَــكْ

خُـذْنـي وذَوِّبْ خـافِـقـاً
بالأمْـسِ ضَــمَّــكَ . وَدَّعَـكْ

خُـذْنـي . أنـا مُـشــتـاقَــةٌ
أنْ تحـتـويـنـي أضْـلُـعَــكْ

أنـتَ الهـَـنـاءَةُ كُـلُّـهـا
شُــكْـراً لـشَــوْقٍ أرجَـعَـكْ !!
شعر / سعيد مصبح الغافري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:29 PM
لا تـقـل شــيـئـاً حـبـيـبـي

http://up.omaniaa.co/do.php?img=16867 (http://up.omaniaa.co/)

وتواعدت أشواقنا أن نلتقي

وتعطرت أوراق شعري بألف ألف قصيدة

كان العبير بها بحبك من يجول

ثم انطلقت

وأنا أرتب للكلام مقاعدي

كالطفل يرسم حالما وجه الفصول

أنا حائر !!

ماذا بربك قد أقول ؟!

وفي فمي

هذا السعيد المشتهي

ما ليس يحصى من الكلام

وفي سماء مشاعري

ما لا يحد من الهطول

ماذا أقول ؟!

وبالأصابع في يدي

منذ الوداع حبيبتي

عطش السنابل والحقول

ماذا أقول إذا التقينا حبيبتي ؟!

وبيننا منذ افترقنا

سَـبـعٌ عُـجـافٌ مِن سِـنـين

وألـفُ شـمـسٍ مِن أُفُـوُلْ

ماذا أقول ؟!

( لا تقل شيئا حبيبي

هذي تذاكر حبنا

فارحل معي

سفرا جديدا بالهوى

عرضا وطول )

قالت بلهفة وجهها

لما التقتني وعانقت كف الحنين

وأوجزت في قبلة مشتاقة

كل الذي أنا كنت أنوي أن أقول !!
شعر / سعيد مصبح الغافري
_____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:31 PM
قـُـلْ لـلـمـلـيحـة

http://up.omaniaa.co/do.php?img=16899 (http://up.omaniaa.co/)

من عجيب قصيدة (( قل للمليحة )) الجميلة جدا جدا في معانيها واشراقاتها الصوفية العميقة والقصيرة جدا جدا في أبياتها وهي للشاعر الأموي مسكين الدارمي _ من عجيب أمر هذه القصيدة أن تعيش وتظل إلى الآن ترددها الألسن والأسماع ويغنيها المطربون رغم إنه مضى عليها حتى الآن 1300 سنة .

وأشهر الفنانين الذين غنوها صباح فخري وهيام يونس وناظم الغزالي واميمة الخليل والفنانة الموريتانية ديما أبا وغيرهم كثير .

وستلاحظ وأنت تسمعها بأصواتهم ذلك الإحساس الصوفي المنبث في ثنايا الكلمات وتلك الرهبة اللطيفة الملامسة للروح بصورة تصعب مقاومة أو إزاحة حضورها الطاغي في النفس وبالأخص مع صوت ديما أبا وناظم الغزالي.

مع التنبيه لكل القراء والمهتمين بتتبع سير الأدباء والشعراء بأن الشاعر مسكين الدارمي لم يكن قد قال في قصيدته الشهيرة ( قل للمليحة ) إلا ثلاثة أبيات فقط لم تزد ولم تنقص . وهي بهذا العدد الضئيل جدا لا ترقى بالطبع من الناحية الكمية إلى مستوى ( قصيدة ) التي يجب أن يكون عدد أبياتها في حدها الادنى سبعة أو ثمانية أبيات ، وما دون هذين العددين تسمى ( مقطعا شعريا ) .

لذلك يضطر بعض الشعراء المعاصرين في أي عمل فني يتعاونون فيه مع الفنانين أن يضيفوا من عندهم للأبيات الثلاثة الأصلية التي قالها الدارمي أبياتا أخرى تصل إلى ثلاثة وأربعة وأحيانا خمسة أبيات للضرورة الفنية التي تتطلب أكثر من بيت شعري في النص حتى يقدر أن يغنيه المطرب أو المطربة بنفس أطول بدلا من الدوران الممل بالغناء حول ثلاثة أبيات فقط .
وبعضهم - اي الشعراء - يقوم بعمل بعض الاضافات والتعديلات على النص الأصلي نفسه وخصوصا في شطر البيت الاخير منه [ لا تقتليهِ بحـقِّ دينِ محمدِ ] حيث يُحـَـوِّرُوُنـَـهُ بحسب توجهاتهم الفكرية أو ما يراه معتقدهم الديني ربما ، كذاك الشاعر الذي جعله بهذه الصيغة :
لا تقتليه بحق عيسى وأحمد

وهذه الاقحامات الشعرية المزيدة على النص الأصل من شأنها أن تحدث تشويشا وحيرة لدى الباحث وقد تختلط عليه المعلومات ويتوه ولا يعد يعرف أين شعر الدارمي في كل هذه الفوضى .

ومن حسن الحظ أن الأبيات الشعرية الثلاثة التي قالها مسكين الدارمي في مليحته جعلها كتاب الأغاني والملحنون عند شروعهم في عمل غنائي مع فنان او فنانة _ جعلوها تأتي دائما في أول الاغنية وليس في آخرها أو وسطها مما قلل كثيرا من التشويش السماعي لدى المتلقي الذي يسمع أغنية ( قل للمليحة ) فيعرف فورا أن الأبيات الثلاثة الأولى التي بالاغنية هي للدارمي وما بعدها من أبيات هي زيادات شعرية من قبل شعراء معاصرين اقحموها للضرورة التي تقتضيها الأغنية .

وبعد .. فما قصة هذه القصيدة ؟! وما سر اشتهارها وبقائها وصمودها طوال هذه العصور والحقب المديدة من السنين ؟! رغم إن قائلها ليس بتلك الشهرة الأدبية الواسعة التي كانت لاقرانه ممن عاش معهم بنفس العصر الذي كانوا فيه وأعني بهم جرير والفرزدق والاخطل وبشار بن برد وسواهم من عتاة الشعراء العرب في العصر الأموي الذين ملأوا الدنيا صخبا وضجيجا بشعرهم ومواقفهم . كيف تستطيع ثلاثة أبيات فقط أن تعيش ويذكرها ويرددها الناس إلى اليوم منذ 1300 سنة ؟!

إنها قوة الشعر وسحره ونفاذه الباهر في القلوب والأرواح وقدرته على تجاوز زمنه الذي قيل فيه إلى أزمنة تالية لاحقة أبعد تمتد في الأبدية بنفس ألقها ووهجها وقابليتها على الحياة والعيش والبقاء .

يعد مسكين الدارمي من بين أشهر شعراء العصر الأموي رغم قلة من يعرفه أو يسمع عنه وبخاصة في عصرنا هذا ( القرن 21 الميلادي ) . وقد عاش بالكوفة في فترة الخلافة الأموية وعصرها الذهبي المزدهر ، وكان شاعرا ظريفا معروفا وسط كبار شعراء عصره ، حتى إن الفرزدق كان يخشى مواجهته ، كما كان من المقربين إلى الخليفة ، الشيء الذي فتح عليه أبواب النعم والعيش الرغيد . وانعكف في أواخر حياته إلى العبادة والصلاة والزهد ، حتى وقع له هذا الحادث الطريف مع ذات الخمار الأسود . فكيف كان ذلك ؟
قدم أحد التجار إلى المدينة المنورة وبيده سلة فيها خُمر سود .
والخِـمـار مفرد وجمعه : خُمُرٌ ، خُمْرٌ ، أَخْمِرَةٌ . وهو عبارة عن قماش معين يغطي ويستر كل أو جزء من وجه المرأة . ويأتي على نوعين : نوع رقيق شفاف ممكن أن يشف من خلفه بعض ملامح وجه المرأة وشفتيها وعنقها . ونوع آخر يأتي غليظا ومعتما جدا في نسيجه ولا يمكن أن يشف من خلفه أي شيء من وجه المرأة لشدة كثافته . ولا يقتصر لون خمار المرأة على الأسود فقط وإنما له ألوان عدة أخرى أشهرها الأسود والأبيض والأحمر والأزرق والأصفر والمشمشي ..... إلخ تلبسه المرأة بحسب لون لباس جسدها أو كما يقتضيه الذوق الجمالي العام والظروف . وما يزال هذا الخمار متداولا وشائعا بين النساء الشرقيات المحافظات ( الدول الإسلامية والمجتمع العربي بشكل خاص ) .

http://up.omaniaa.co/do.php?img=16900 (http://up.omaniaa.co/)

نعود الى صاحبنا التاجر الذي قدم الى سوق المدينة ليبيع الخمر السود للنساء . فلم يجد لها طالبا ولا شاريا ، وظل طوال نهاره يجتهد بكل حيلة لبيع سلعته فلم يبع شيئا ، فجلس مغتما مهموما وضاق صدره لذلك ضيقا شديدا وقد جاء من بلاد بعيدة لبيع بضاعته ويخشى أن يعود بها إلى بلاده خاسرا ، فأشار عليه أحدهم وقال : إذا أردت أن تبيع خُمرك وتربح فيها فاقصد مسكين الدارمي فهو خلاصك .

وكان الشاعر الأموي مسكين الدارمي مشهورا عنه حتى سن متأخرة من عمره بظرافته وغزله ومجونه وولعه بالنساء الجميلات ، وكان سريع الجواب والبديهة بين أقرانه .
فقصده التاجر ، فوجده قد تزهد وانقطع في المسجد ، فأتاه وقص عليه القصة ، فامتنع مسكين الدارمي عن مساعدته بحجة أنه انقطع عن هذه الأمور وزهدها منذ زمن طويل ، فقال له التاجر والحزن يعصر قلبه :
- أنا رجل غريب ، وليس لي بضاعة سوى هذا الحمل .
ورجاه وتوسله حتى أقنعه على مساعدته بطريقته في جلب النساء لشراء بضاعته ، فخرج مسكين الدارمي من المسجد وعمل هذه الأبيات وشَـهـَّـرَهـا بين الناس ، وهي :

قل للمليحةِ في الخمارِ الأسودِ
ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبدِ

قد كان شَـمَّـرَ للصلاةِ ثيابهُ
حتى قعدتِ له ببابِ المسجدِ

ردي عليه صلاتهُ وصيامهُ
لا تقتليهِ بحـقِّ دينِ محمدِ

http://up.omaniaa.co/do.php?img=16901 (http://up.omaniaa.co/)

فكانت هذه الأبيات الثلاثة بمثابة أول إعلان تجاري يظهر في التاريخ ؛ إذ شاع وانتشر بين الناس خبر أن مسكين الدارمي قد ترك الزهد وأمور التعبد وعاد إلى مجونه وعشق فتاة ذات خمار أسود ، فانكبت النساء يتنافسن على شراء الخُمر السود من التاجر ، فباعها الأخير بأضعاف أضعاف قيمتها ، وعاد إلى دياره غانما مبتهجا ، وعاد الشاعر مسكين الدارمي بدوره إلى تعبده ونسكه .

والحق ولانصاف هذا الشاعر الزاهد ولدفع تهمة عشق صاحبة الخمار الأسود عنه أقول :
كل قصة ذات الخمار الأسود ( فبركة شعرية ) إن جاز لنا هذا التعبير . وقد اخترع الدارمي هذه القصة من رأسه . حيث في الحقيقة لم تمر أصلا عليه وقت اتفاقه مع التاجر أي امرأة لا ذات خمار أسود ولا أبيض ولا يحزنون وإنما هي أبيات شعرية قالها ارتجالا وتعمد إشاعتها في السوق وبين الناس من أجل الدعاية فقط لبضاعة هذا التاجر الكاسدة والتي ما كادت النساء بالمدينة يسمعن بالقصة و بشعر الدارمي الغاية في الرقة والجمال والجاذبية والغزل المرهف حتى انطلت عليهن هذه الحيلة فأقبلن مسرعات إلى التاجر وتهافتن يشترين خمره السود حتى نفدت كلها بوقت قصير .

وقد عارض قصيدة ( قل للمليحة ) شعراء عديدون . وهناك شعراء من عصرنا الحالي عارضوها أيضا . ولعل أشهر هذه المعارضات الشعرية التي ردت على هذه القصيدة معارضة الشاعر الحامدي وقصيدته في صاحبة الخمار المشمشي وفيها يقول :

قل للمليحة في الخمار المشمشي
كم ذا الدلال عدمت كل محرّش

يا من غدا قلبي كنرجس طرفها
في الحب لا صـاحٍ ولا هو منتشي

هذا الربيع بصحن خدك قد بدا
لـمُـقـبـِّـلٍ ومُـعـضِّـضٍ ومُخـمّـشِ

رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصيامَه
ُلا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ محمد

وهناك كذلك معارضة الشاعر التنوخي التي قالها في صاحبة الخمار المذهب :

قل للمليحة في الخمار المذهب
أفسدت نسك أخي التقي المترهب

نور الخمار ونور خدك تحته
عجبا لوجهك كيف لم يتلهب

وجمعت بين المذهبين فلم يكن
للحسن عن نهجيهما من مذهب

وعني كتبت أيضا معارضة بسيطة وإن كانت مرتبطة أساسا بقصة حصلت معي لكن لا بأس من ايرادها هنا بسبيل زيادة امتاعكم وفيها أقول :
قـل للمليحةِ في الخِـمـارِ الأزرقِ
فيمَـن أصبتِ بلحظِ عينكِ إِتـقي

بالسـوقِ صادفَ موتـُهُ لـمـا رَأَىَ
من كُـلِّ سَـهْـمٍ مِن رموشكِ تـرشُـقي

رُدِّي سـِهـامِكِ عن فُـؤادٍ مُـرهَـفٍ
لا تـقـتـلـيني . بحـقِّ دِيِـنِـكِ إِرفِـقي
سعيد
وهناك معارضات شعرية أخرى جريئة جدا انتشرت في العصر الأموي والعصر العباسي بشكل خاص والعصور اللاحقة عامة وكلها تدور حول قصيدة الدارمي ( قل للمليحة ) بيد أنني لم أشأ عامدا إدراجها ضمن هذه الأمثلة نظرا لكون الكثير منها رغم جماليته وسحره وقوة ألفاظه والتصاوير الشعرية المبهرة التي فيه إلا أنه يعد بحسب تقديري من الشعر الفاحش . لذلك آثرت مجانبته والاكتفاء بهذين المثالين بقصد الإمتاع والتذوق الشعريين . والله من وراء القصد .
بقلمي مع تصرف بسيط / سعيد مصبح الغافري
___________________________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:32 PM
أيـلـول الحـنـيـن !!


بينما خريف أيلول يساقط بمطر الورق فارشا على الدروب للأقدام العابرة سجاد موسيقى اليباس الحلو بين البني والكستنائي والأصفر والوردي ؛ هو ذا الحنين يركض إليك على درب قاب قوسين أو أدنى منك . يركض يركض سعيدا وفي يده ذات الوردة التي أهداكها ذات صدفة بيوم كان يشبهك كثيرا بملامح ربيعه الفاتن .
ألهث وأنا أهزم آخر مسافة شوق نحوك . ألاقيك بنفس الوردة التي أرى صورتك الحلوة في كل بتلة من بتلاتها . لا أدري لحظتئذ أينا بادر بتحيتك : أأنا ؟! أم الوردة المتنفسة بعطر اللهفة ؟! أم أصابعي التي ضمت بياض ياسمين يدك ؟! أم نحن الاثنان إستبقا معا إلى ذات الوقفة التي تلاقت فيها كل مشاعرنا المخزونة في قلبينا منذ سنين ؟!
ما زلت كما أنت بكل ما كنت عليه قبل تلاويح مناديلنا بذاك الوداع المر الذي سح من غيمه الكثير من الدمع والكثير الكثير من الحزن ولوعة الفراق . جميلة وفيك مازالت ترقص طفولة قلبك الذي لا يشيب أبدا .
هل سنظل على وقفتنا هذه بعرض هذا النهار المرتاب ؟!
أدعوك لفنجان من شوق ورحيل في غيمة قهوة بوح وثرثرة وسيجارة . هلم بنا إلى ذاك المقهى .
أريد أن أكمل قراءتك من جديد . فإحك عما صار بعمرك في ظل غيابي . إحك يا حبيبتي دون توقف . فلن أمل أبدا من حديثك الشهي ولا من فصولك التي اشتقتها . فأنت الرواية الأجمل التي أحب ان أقرأها بعيون قلبي ولهفة ظمئي إلى أخبارك . وأنت أكثر من تتمغنط بها روحي عند حضورك البهي . وللوقت وأنت فيه معي دائما طعم الفرح وتبسامة الحضور وكل همس الياسمين ...... و ... اشتقتلك كتير ...
#####


لم يبق على السرير أي شيء منك.. لا رائحة عطرك الممزوج بدخان سجائري ، ولا لعاب قبلاتك الذي رسم حدود جسدي .. حتى قطرات الندى التي فاضت بها مساماتي كان جسمي قد شربها في الصباح .
لم يبق اي أثر منك إلا أنا . وأنا فقط بكل وحدتي وفراغي وغربتي التي تتوشحني منذ لحظة مغادرتك لي . جمر التوق سرعان ما استحال رمادا على بياض غيابك عني . البرد يقرص من جديد جسدي . أنام . بل الصحيح أحاول أن أنام . الفجر يسعل في سكك الحارات . أفتح النافذة . نافورة باحة البيت مازالت ساهرة وتعطي الليل رقصتها الشرقية الحالمة وحديثها الشهرزادي والكثير من الشعر . النوافير كالعشاق الليليين ؛ قلما تنام .
#####
أريحيني يا سيدتي من قلقي عليك
ومن حالة هذا الفقد اليومي
وبرد الوقت المتواصل
حين أجدني أهوي في قاع فراغي وأنا دون يديك
ماذا سأكتب هذا اليوم ؟!
لا أدري ..
وفيم أفكر وأنا أمام فضائي الأزرق ؟!
سؤال لعين محتال يستفزني ..
وأنا صامت ..
يتململ في عيني فراغ الصفحة ..
تتوقف فيَّ شرايين الأسطر وأوردة الحبر
تتوارى الصور . الألوان . وتطير عصافير اللغة. وتهرب مني خيول الشعر . وفي أعماقي يسكت كل صهيل للروح .
أهطل أوْ لا أهطل ..
ما أنا من يمسك بمصير الغيم وبرق الكلمات ومزاج الريح .
يتوقف نصف الأمر عليك !!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
_____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:33 PM
رســائِـل مِـن تِـشـْــرِيــن

http://up.omaniaa.co/do.php?img=16937 (http://up.omaniaa.co/)


1/ تَـمُـرُّ عـلى الفُصُـوُلِ سِـنينُ عُـمْـري
وبـيني والهـَـوَىَ وَعـْـدٌ وعـَـهْـدُ

أنـا العُـصـفُـورُ مَـنْ بالحُـبِّ يشـدُو
لأَجـنِـحـَـتي سَـمـاءٌ لا تُـحـَـدُّ

مَـتَىَ يَـمَّـمـتَ شـوقـكَ شَـطـْـرَ شِـعـري
تـَـلـقَّـاكَ النـَّدَىَ وَرْداً وشَـهْـدُ

وحـسْـبـُـكَ أَنْ تُـلامِـسَ نـبـْضَ حـرفي
لـتـعـرفَ وَجْـهَ قـلـبي كـيـفَ يـبـدو

وللعُـشـاقِ مِنِّي وَصْـلَ حُـبٍّ
مَتَىَ مَـدُّوا أيـادِيِـهِـمْ أَمُـدُّ
@@@

2/ والصـبـحُ يـبـدأُ مِن فُـلـوراَ بـيـاضُـهُ
وعـلى الجـنوبِ المُصـطـفىَ تِـبْـسـامُـهـا
حـسـبي أراهـا فتـسـتـريح جـوانحي
والهَـمُّ يـرحـلُ إِنْ شَـدَتْ أنـغـامُـهـا
إِنـِّي سَـمَـعـتُ هـنـا المـسـيحُ مُـبـارِكـاً
مَـطـَـرَ النـُّبـُوءَة في خُـطـا أقـدامُـهـا
@@@

3/ .... وكيفَ سأفهَمُ دَرسَ الحُـب ؟!
بدونِ حُضورِ كلامُ يديكِ وتلكَ القُـبـْـلـةْ
وكيف سـأتـلـو سُـوَرَ الحُـب ؟!
وكيف سأكتبُ عند غِـيابُـكِ ؟!
في كُـرَّاسِـيَ أعذبَ شِـعـرٍ
أَروَعَ جُـمـلـةْ
للمـرةِ بـَـعـدَ العِـشـرين
جـَـهْـلـي يُخـذِلـُـني سيدتي
وأنتِ بكُـلـُّـكِ أجـمـلُ طـلـَّـةْ !!
@@@

4/ سَــهَّـرتُ قـلـبي بانتظارِكِ مـرتـينْ
وأَضَـأتُ مَوعِدَنـا الهـنـيَّ بشـمـعـتينْ
ورجـعـتُ وحدي . ما معي إلا الأسـَىَ
وأنـينُ خَـطْـوٍ يَـسْـتـَـجِـرُّ الخـيبتينْ !!
@@@

5/ ضـاعَ الفُـؤادُ بِـبـابِـكِ . إِنْ وَجَـدتِـيِـهِ
بـاللهِ عِندِكِ طُـوُلَ العُـمْـرِ خَـبـِّـيِـهِ
@@@

6/ بين ذِكـرىَ فيها عـِشْـنـا
ببن أمسٍ كـان مِـنـَّا
هل سنمضي من جـديدٍ
في عذاباتِ الدروبْ ؟!
يا رِيـاحـاً بعـثـرتـنـا إرتحـالاً واغـتـرابـاً وشَـظـايـا ..
يا جِـهـاتً أخـبِـرِيِـنـا عن صَـدانـا ..
صَـوْتُـنـا في أَيِّ صَـوْبْ ؟!
@@@

7/ محـرومةٌ مِنكَ أنـا ..
مِن أشْـهُـرٍ لـمْ أطـعـمـَـكْ
يـا قُـبـلـةً عـلى فَـمِي
يـا لـيتَ يذكُـرُهـا فَـمُـكْ
@@@

8/ لولا الظروفُ - صديقتي - والوقتُ
مِن يَـوْمِ كُـنـتِ دَعَـوْتِـني لـبـَّيتُ
روحي بقربـُـكِ . رغمَ كل مسافةٍ
وحياةُ عينكِ - حُـلـوتي - ما غِـبـْـتُ
@@@

9/ إذا نـاداكِ شـوقٌ فـيهِ نـبـضي
تـنـحيِّ إلى الشـمـالِ ، هناكَ قـلـبي
لـبـعـضِ دقـائِـقٍ إِنْ شِـئـتِ نـمـضي
حـديـثَ أصـابـعٍ في أيِّ دَرْبِِ
@@@

10/ عـيناكِ غَـمْـزٌ أخـضـرُ
لِـمـوعِـدٍ لا يُـقـهـَـرُ
هـاتِ النـبـيذَ وصُـبـِّـهِ
مِن حـقـنـا أنْ نـسْـهـَـرُ
كـأسانِ نحـنُ التـقـيـا
خَـمْـرِيَّـةٌ وأسْـمَـرُ
@@@

11/ لا قُـوَّةً للقـلـبِ . لا حـوْلاَ
عـيناكِ قـالتْ : قـتـْـلــُـهُمْ أَوْلـىَ !!
@@@

12/ غُـيومٌ من الحُـبِّ تُـمـطِـرُ تُـمـطِـرْ
غُـيومٌ تَـسِـحُّ مَـعَ الوقـتِ أكـثرْ
تـهـاديـتِ في إِسْـمِـرارِكِ شِـعـراً
وحُـلـوٌ هو الشِّـعـرُ إِنْ كانَ أَسْـمـرْ
@@@

13/ لـيـتَ القـيـامةَ كُـنـتِ أنـتِ جـمـيـعـهـا
فـأراني فـيـهـا ضـاحـِكـاً مُسـتـبشِـرا
أو إنني إنْ مُـتُّ دمـعـكِ شــافِــعٌ
فـَيـقـولُ لـلـمــوتِ الأكــيدِ : تــأخــرا
@@@

14/ ومِن عِـشْـقٍ لـعِـشْـقٍ سَـوْفَ أمضي
فدنيا الحُـبِّ جـنـَّاتي الهـنـيـَّـةْ
إلى أَنْ في غدي أُطـوىَ تُـرابـاً
وتـبـقىَ بـعـدَ موتي الأبجـدِيِّـةْ
بِـهـا مـا بـُـثَّ مِن رُوُحي ونـَـزْفِـي
نُصُـوصٌ سُـطِّـرتْ كي تـبـقى حـَيـَّـةْ
أشعار / سعيد مصبح الغافري
_______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:34 PM
لـوِّحْ بِـقـلـبـكَ . لا تَـخـَـفْ !!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=17008 (http://up.omaniaa.co/)



يـا أيـُّـهـا القـمـرُ الذي صـادفْـتـُـهُ
يـمـشي وفي يـَدِهِ الـوَطَـنْ
أوَّاهُ يـا قـمـري الصـغـير
وَجـَـعٌ بـنـبضي أنـتَ إِذْ قـلـبي يـراكَ
وفي عُـيـونِـكَ نجـمـتـان
لـكـنْ بصـمْـتٍ عـاتِـبٍ هُـمـا تُـبـْرُقـان
وفي شِـفـاهِـكَ ألـفُ بـَـوْحٍ
شَـفـَّـهُ سُـكْـتُ الأسَـىَ ولـَـظَـىَ الأَسَـفْ
إِيْ حـبيبي .. لا عليكْ .
فبِـرغـمِ نـَـزْفِ الجُـرحِ فـيكْ
وبِـرغـم مَن خـانُـوا ومَن خَـذَلـوا يَدَيـكْ
مازِلـتَ تحـمِـلَ بين جَـنـبـيـكَ الـوَطَـنْ
وتـصـرّ أنْ يـَـبـقـىَ ويجـتـازَ المِـحـَـنْ
وهُـتـافُ عَـزْمِـكَ صـارِخٌ :
- حـَطـِّمْ بـقـَبضَةِ مُسـتحـيلـكَ كُـلِّ " قِـفْ "
أيـا غـَــدِي .. ..
يـا وَجـْـهَ بـغـدادَ الحـبـيـبـةَ
يـا دِمَـشـقَ
ويـا تـَـعـِـزَّ وخـانَ يُـوُنـَـسَ والنـَّـجـَـفْ
" سـنكُـونُ يـومـاً ما نـُـريـد "
درويـشَ قـالَ
ولـم يـَـزَلْ رَجـْـعَ الصـَّـدَىَ
في كُـلِّ رُوُحٍ حـيـَّـةٍ
ودَمٍ شـَـهـِـيدٍ لـم يَجـِـفْْ
أحـبيب قـلـبي ..
أيـُّهـا البرقُ الذي يَمشي وفي يَدِهِ الوَطـَنْ
رَفْـرِفْ بـِـهِ ..
رَفْـرِفْ بـِـهِ ..
لـَـوِّحْ بِـقـلـبـِـكَ . لا تَـخـَـفْ !!
شِـعـر / سعيد مصبح الغافري


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:35 PM
لـن أبكي عليك !!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=17033 (http://up.omaniaa.co/)


ثق إنني لن أعيش بعد اليوم تلك المرأة الضعيفة المتجاهلة والمطنشة لكل أذى تؤذي به بلا اكتراث قلبها وروحها وكرامتها .. ثق لن أعيش بعد اليوم في جلباب الصبر والصمت المتواصل على هذه المهازل والحماقات التي ترتكبها في حقي . أنا التي حفظت شرفك وقت كنت تخونني . أنا التي كان بإمكاني أن أخونك في هذا الشرف الرفيع الذي تتبجح به شعرا أمام أقرانك .أنا الماسكة بجمر الوفاء كل هذه السنين . أنا هذه العصية والمتأبية على السقوط والبعيدة المنال عن يد كل خسيس وطامع . أنا التي كان بمقدوري مع أي ذئب أجرب مثلك أراه بالشارع أن ألوث قسم العهد الذي عاهدت به رباطنا المقدس ونحن بليل عرسنا . هل تذكر هذا القسم ؟! هل تذكر المصحف الذي وضعت عليه يدك وحلفت أنك لن تخون ؟! وخنتني . أنا التي كان بمستطاعي أن أؤلف لي جيشا من العشاق تماما مثلما أنت لديك الآن جيشا لا يحصى من العاشقات . فماذا ينقصني ؟! وكلي أضج أنوثة وشبابا وأناقة وجمالا !! الجمال الذي أنت دائما تحجبه وتخفيه تحت عباءة ما تسميه بالستر والعفة والدين وبقية مفردات قاموس موانعك ومحظوراتك ولاءات قمعك اليومية وأنانيتك المقيتة . ومع ذلك لم أخنك رغم الفرص التي كانت تواتيني . وفضلت أن أعيش حتى آخر عمري بنفس طهر التربية القديمة التي تربيت عليها ولأجلها جريت أنت راكضا ورائي مثل كلب ذليل ، وحاشا الكلب عنك ، واخترتني بكل اعتزاز وأنت مصمم إلا أن أكون زوجتك . أهذا جزائي يا أقبح من عرفت ؟!
أيها الحقير الخائن . لا تحسبن عيني كانت غافلة عنك وأنت تخونني في أعز ما أملك . كنت أراقب أفعالك الشائنة . كنت أعرف وقت خروجك من البيت ومع من تذهب ومتى ترجع آخر الليل على أخمص أصابع الهدوء التام وأنت ثمل دائخ بموعدك الهني . كنت أرى على ثيابك بقايا إثم تلك الليلة الحمراء .. وكانت ربطة عنقك الأنيقة كلما رجعت من سهراتك آخر الليل تصرخ مذعورة بمن كانت معك ومن كانت لديك . كان قميصك يريني بشكل فاضح ودون أن تدري قبلتها المطبوعة على صدرك بنفس الروج الأحمر الذي سهرت به شفاهها معك على جمر ذاك السرير القذر كقذارتكما . ويا كثر ما رأيت من شعرات أنثى من شتى الألوان والأطوال والأنواع تتمدد نائمة ببرهانها الساطع على قميصك. كنت أرى عشيقتك هذه عبر تلك الشعرات الغافية بكل وضاعتها ورخصها فوقك . أراها معك وهي في فستانها الأحمر الشفاف . ذاك اللون المحبب لديك على الدوام في كل مغامرة ليلية جديدة تقوم بها . كنت أسمعها . أشم عطرها الماجن الذي تنتظرك به بكل لهفة وتوق .
كل لقطة من جرائمك هذه كانت تمر علي فتزيدني إصرارا يوما بعد يوم على شحذ سكين الانتقام التي قررت أن أقتلك بها . سأنتقم لنفسي ولكل السنين العشر التي راحت هباء من عمري والتي عشتها معك محتملة فيها حماقاتك ونذالتك . أنا التي وقفت دمي عليك . وذللتني وأهنتني وعلى جسر الدموع تركتني . سأقتلك . سأقتل كل عشيقاتك اللائي لدي قوائم أسمائهن وعناوينهن وهواتفهن وصورهن ، سأقتلهن جميعا واحدة واحدة . بلا ندم وبلا أسف ولا رحمة . ثم أجعلك أنت ختام كل هذا الإنتقام . سأقتلك بقلب ميت ودم بارد كبرودة هذه السكين . ولـن ... لـن أبكي عليك .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري ______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:36 PM
كَـأَنـَّـكِ أنـتِ !!

http://up.omaniaa.co/do.php?img=17486 (http://up.omaniaa.co/)


كَـأَنـيِّ التقيتكِ في غَـيـرِ عُـمْـرٍ
وفي غَـيـرِ دربٍ وغَـيـمٍ وظِـلْ !!

كَـأَنـيِّ سَـمَـعـتُـكِ تحـكي معي
وكانَ حـديـثُـكِ وَرداً وفُـلْ !!

كَـأَنـيِّ رأيـتـكِ في صُـدْفَـةٍ
فصِرتِ بعينيَ بـعـضـاً وكُـلْ !!

كَـأَنـيِّ حَـضَـنـْـتُـكْ . مَتَىَ كانَ ذا ؟!
بِـأَيِّ فُـصُـوُلِ السِّـنِـينِ إِِشْـتَـعـَـلْ ؟!

وأيـْنَ الـتـقـيتُ بعينيكِ قُـوُلي ؟!
لـيـهْـمُـسَ لي كُلَّ هذا العَـسَـلْ !!

وأيـْنَ ؟! بِـأَيِّ المواعيدِ كُـنـَّـا ؟!
لأَلـقـىَ بِـثُـغـركِ أشْـهـىَ القُـبَـلْ ؟!

كأنـَّـكِ أنـتِ التي عِشْتُها !!
وفيها بِـنَـبْـضٍ أنـا لـمْ أَزَلْ !!

وفيها بـأسـرابِ تلك الأمـاني
ظللتُ أقولُ : عَسَىَ أو لـعـلْ

كَـأَنـيِّ .. كأنـَّـكِ . يـا للـرُّؤَىَ
ويـا للـرُسُـومِ التي لا تُـمَـلْ !!

سَـتَـبـقِـينَ أنـتِ البُـواحُ الشَّـهِـيُّ
وأعـذبُ ما صِـغْـتُـهُ مِن غَـزَلْ !!

مَتَىَ ألـتـقـيكِ جَـوابـاً يقـولُ :
أنـا عَـيـنـُـهـا كُـلُّ ذاكَ الأمَـلْ !!
شعر / سعيد مصبح الغافري
______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:38 PM
.... وَبَـكَـتْ مِن غَـــمٍّ فِـنـجـاني !!

https://up.omaniaa.co/do.php?img=259 (https://up.omaniaa.co/)

".... قـَـدَرٌٌ بِجَـبِـيِـنـِـكَ مكْـتـُـوُبٌ "
... وَبَـكَـتْ مِن غَـــمٍّ فِـنـجـاني !!

لا تَـبـْـكي صـاحِـبَـتي أَبَـداً
إِنـِّي وجِـراحي رفِـيـقـانِ !!

أنـوائِي رُوُحٌ لا تـهـدأْ
كخـريـفٍ مـَـرَّ بـنـيسـانِ

آهٍ . لـوْ أمْـلـِكُ تَـذْكِـرَةً
تُـنـْفِـيـني خـارِجَ أزْمـاني

آهٍ . لـوْ أمْـلـِكُ أجـنِـحـَـةً
لـرَحِـيـلٍ نحـوَ النـِسـيـانِ

لـوْ أمْـلـِكُ كَـوْنـاً مِن فَـرَحٍ
آهٍ . لـوْ كـانَ بِـإِمْكـاني

https://up.omaniaa.co/do.php?img=260 (https://up.omaniaa.co/)

عُـمْـراً ضَـيـَّـعـتُ وهـا سُـفـُـني
أَبَـداً لـمْ تـلـمـسْ شُــطـآني !!

والمَـوْجُ العـاتي يصـفَـعُـني
والمَـطَـرُ الأسـودُ يَـغْـشـاني

والبـحـرُ بِـعِـتـمَـةِ لـُـجَّـتِـهِ
ما زالَ يُـطـرِّزَ أكْـفـاني !!

إِنـِّي والمـوْتُ يُحـاصِـرُني
كَـغـَـرِيِـقٍ وُسْـطَ الخِـلـْجـانِ

مـا خِـفْـتُ البـحـرَ وفِـيِـكِ أَنـا
يَـوْمـاً لـمْ أفْـقُـد إِِيـمـاني !!

قد جِـئْـتُـكِ قـلـبـاً مَـهْـمُـوماً
مَـنْ غـيرُكِ يَـسْـمَـعُ أحـزاني ؟!

لـُـمِّـيـني دَمْـعـاً . آهــاتٍ
كُـوني لـي دِفّءَ التِـحـنـانِ

وخُـذِيِـني . لا غـيرُكِ وَطَـنٌ !!
تـكْـفِـيني غُـربَـةَ أوْطـاني !!
شِعر / ســعـيد مصبح الغافري ______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:39 PM
قَـفْــزٌ حُــرٌّ جِـهَـةَ حُــلـْمٍ مـا !!


ï؟½ï؟½ عصفور جميل الشكل ، حط على غصن مبتل محبحب بالندى وكأنه درب مجرة تلتمع فيها عشرات النجوم المرئية . أطلق تغريدة فرح عذبة ، وهو ينفض ريشه نشوانا بقدوم الربيع ، ودفء الشمس فيه ، بعد فصل رمادي بارد وطويل ، مر على المكان .

http://up.omaniaa.co/do.php?img=17522 (http://up.omaniaa.co/)

أطفال يركضون ببراءة وجوههم المشرقة ، وأنغام ضحكهم ، وقمصانهم الملونة ، وراء قوس قزح لفراشات جميلة ، رائعة الالوان ، تطير فوق زهور المرج المتمايسة مع النسيم ، والمرشوشة بالندى النقي ، وجو الرياحين السكرى .
السماء زرقاء صافية ، إلا من بعض غيمات بيض متفرقة تزينها، أو بقايا مما كان حتى وقت قريب سحابا ، يغطي قبتها بكثافة ، طيلة فصل شتوي موجع ، كان يرقص بجنون هستيري ، على إيقاع الريح والمطر ، وعواصف الثلوج ، ورجفات البرد ، ثم رحل بصمت ، بعد أن أخذ كفايته من كل شيء ، وودع من ثم الآفاق مع رفاق فوضاه الذين جلبهم معه كجوقة موسيقية ، لا يصلح تجليه القاسي إلا وهي معه ، بكل جنونها وطيشها وعبثها . وهي معه حقا ، لا تتخلف عنه ، ولا تفارقه ، منذ أزل الأبدية ، ومنذ خيارات الكينونة الأولى لمرسم الفصول ، ومواقيت المواسم ، وألوانها ، وأمكنتها المختارة .
بحركة بطيئة ، تسقط ندف من بقايا ثلج عالق على غصن بهلواني ، يطل مثل راقص باليه رشيق ، ماداً يده السمراء فوق صفحة النهر ، ليصافح كل طفو عابر . ومثل زهور النرجس ، تسقط تلك الندف الثلجية الصغيرة ببياضها المشع من على ذلك الغصن الكانت ملتصقة به . تترنح للحظات فوق أديم النهر ، وتتابع سيرها ، من دون أن تغرق ، ثم لا تلبث أن تذوب وتختفي كنجم أبيض يغطس مرهقا في المغيب .
لا يحظى أحيانا بفرصة سبر هذه الندف وتتبعها بعين باسمة إلا شخص رومانسي متأمل ، يعرف ماذا تعني لروحه ولعين قلبه العاشقة للجمال هذه اللقطة الحية ؛ حيث بضع كسيرات من ثلج تهوي للتو من غصن ، وتروح بطفوها فوق النهر ، ثم تذوب بعد دقائق ، وتصبح بتماهيها ذاك جزءا من ماء صاف رقراق ، يمضي دون التفات أو رجوع ، فكل شيء هنا يكمل دورة صيرورته ، ويعود كما كان إلى الأصل . تلك هي القصة في رقصة الحياة !!
الشمس بهيجة ، وأكثر دفئا وحنانا ، وخرير ماء النهر يمر نشيطا ، عنفواني الروح والشباب . إنها صورة الطبيعة الولود ، وهي في أروع أثوابها الأنيقة الجديدة ، وأوج جمالها وفتنتها ، وفوران روحها ، وخصبها الغني . فأهلا بأنوثة الحياة . أهلا بالربيع !!
ï؟½ï؟½ على جدار صامت ؛ تدلت أيام وشهور ، بعضها انقضى ومات ، وصار مجرد ذكرى ، لشيء من ماض ، أو نسيان متساقط . وبعضها لا يزال على بقية من حياة ، وأخرى تتشكل في رحم الآتي ، وتنتظر ميلادها .
تلك هي رزنامة التقويم بأرقامها ونهاراتها ولياليها وشهورها الإثني عشر . أيام بمجموع كلي ، مرتبط تماما بهذا الكوكب ، وفصوله الأربعة ، بكل أطوار وجوهها المختلفة ، وما سيحدث ، أو لا يحدث فيها من أقدار .

http://up.omaniaa.co/do.php?img=17521 (http://up.omaniaa.co/)

هناك دوائر نفسية ، كل دائرة مرسومة بشكل استباقي ، وبلون مميز ذي دلالة معينة حول رقم معين ، ليوم من شهر آت في الطريق ، أو بعيد الوصول ، حمراء . خضراء . زرقاء . بيضاء . سوداء .. تذكير وقتي ، ربما بنبش قبر ما ، لماض ما ، أو فتح نافذة على جرح كان ، أو استحضار لذكرى حلوة وعزيزة ، نصارع مجاهدين حتى لا تغيب عن البال ، أو تطوى في النسيان .
قد تكون هذه الدائرة ذات اللون المتفائل ، والمحيطة بسوارها حول معصم يوم ما هي بلا شك لشيء نريد أن نوجده ، أو نصنعه من عدم اللحظة الآنية . أملا . حلما وردي الطلة . أو قل بأجمل تعبير بداية خطوة جديدة ، نخطوها بثقة من عتبة باب حاضرنا ، جهة مستقبل ما ، نرجو أن يكون رائعا ومفرحا للقلب ، نثب إليه بطموح حي ، وصبر مكافح ، سعيد جدا بما تفعل يد عزمه وتصميمه وعرق جبينه .
الرزنامة مستندة بكل عامها على الجدار ، والقلب أمامها بوصلة ذات سهمين متعاكسين ؛ سهم يتجه نحو توابيت الماضي ، وسهم آخر يشير هاديا باغراء غامز إلى الحاضر ؛ حيث مرسم الأمل ، وما نريد أن نكون ، أو يكون عليه شكل المستقبل ، القريب من عين القلب ، ووعي الحدس .
وما بين ماض وحاضر ؛ يتجول الحنين ، وبين يوم وغد ؛ يتبرزخ الأمل مبتسما ، وعينه على الشروق .


بقلمي / سعيد مصبح الغافري ______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 01:40 PM
سَـأَظَـلُّ أَكـتُـبُ لـلـوَطَــنْ

http://up.omaniaa.co/do.php?img=17424 (http://up.omaniaa.co/)


وتِـشـرِيـنُ سَـيـِّدُ كُـلِّ الشُّـهُـورْ
إِذا مَـرَّ بـالـقـلـبِ طـابَ العـُـبـُـوُرْ
تـَـجـَـلــَّى مِنَ الطُّــوُرِ صـوتـاً لـربـِّي
يَـشِـعُّ على الأرضِ عـزْمـاً ونـُـوُرْ
___________________________

ولـو قِـسْـتَ عِـشْـقَ بِـلادي بقـلـبي
فـلا بـحــرَ فـي مَـدِّهِ أو سَــمـاءْ
تَـجَـلـىَّ بِـهـا الـوحـيُ في خـاطِـري
كجِـبـرِيـلَ في حـضْـرَةِ الأنـبـياءْ
فذُبْـنـا لأقـصىَ التـَّـمـاهِـي مَـعــاً
كَـمَـا المـاءُ إِذْ ذابَ فـيـهِ الضِّـيـاءْ
___________________________

أنا من بـلادٍ لـوْ أُغَـرِّدُ بِـاسْـمِـهـا
كُـلُّ اللحُــوُنِ عـلى فَـمي تَـتَـزَيَّـنُ
كَـمْ قد مَـشَـتْ عَـيْـنٌ تُـغـازِلُ حُـسْـنِـهـا
ولِـحُـبِّـهـا كَـمْ فُـرصَـةٍ تَـتَـحَـيَّـنُ
___________________________

أَوَيَـكْـفي الأقْـصـَـىَ هُـنـا صَــوْتٌ ؟!
يُـهْـدَىَ مِـن طَـبْـلٍ أوْ مِـن نَــصْ !!
هُــبُّـوُا مِـلـْـيـاراً مِـن " فِـعْـلٍ "
تَـقـتَـحِـمُ المَــوْتَ بِـكُـلِّ الـحِـرْصْ !!
___________________________

" يا تُـونـُـسُ الخـضـراءُ جـئـتـكِ عـاشِـقـاً "
والعِـشْـقُ في عَـيـنـيكِ دَوْمـاً مُـعـلـَنُ
هذا شَـذاكِ . فكَـيـفَ يَـخْـفىَ هَـمْـسُـهُ ؟!
إِنْ مِنـكِ ضَـوَّعَ عِـطـرُ ذاكَ ( السـوسَـنُ ) !!
___________________________

سألاقي وجـهـكِ يـا طـرطـوسْ (1)
وسـأغـمـرُ روحي في عـيـنـيك
وأقـول : وداعـاً يـا زمـنـاً
وسـنـيـنـاً مـرَّتْ كـالكـابـوسْ
& & &
إِذ يـومـكَ يـمـضي مِـلء عـُبـُوسْ
إِذ حُـزنـكَ ما انـفـكَ يـعـودُ
لا تـأسَ صـديقي على زَمَـنٍ
عِـشـنـاهُ ولـكـنْ بالمـعـكـوسْ !!
___________________________

ولليـمـنِ الحـبـيـبـةِ فـي فــؤادي
لـَظـىَ شــوقٍ تـصـاعَـدَ بـازديـادِ
أُحُـبـُّـكِ جـارتي السـمـراءَ . صِـدْقـاً
أراكِ بـعـينِ قـلـبي إذ تـنـادي
يـَـمـانيُّ الهـَوَىَ بالـرغـمِ أنـيِّ
إلى كُـلِّ العـُروبـةِ إِمـتـدادي !!
___________________________

يا فاطمة ..
أنا في بلادك كل روحي مغرمة
ما حيلتي ؟! والحب إذ يجتاحني
لا شيء يوقف مده
إن المشاعر عارمة !!
ومن المحيط إلى الخليج
أنا للعروبة قد نذرت مشاعري
وعلى الثغور . على المصير مرابطا
ولها ستكتب كل روحي ما حييت
إلى وصول الخاتمة
ومن المحيط إلى الخليج
وطني الكبير ، وليس لي
بلدا سواه وعاصمة !!
___________________________

وتهـتـفُ كل العـروبـةِ فـيَّ :
جـزائِـرْ .. جـزائِـرْ !!
واقـرأُ فـاتحـة الحـُبِّ والنـور
على كـل قـطـرةِ دَمٍّ وروح
لمـلـيـونِ ثـائـِرْ
جـزائِـرْ .. جـزائِـرْ !!
عـاشـت ومـاتَ طُـغـاةُ فـرنـسـا
وظـلـتْ بكـلِّ عِـنـادِ البـقـاء
وَشْـمـاً مِن الشـمـسِ بـاسْـمِ الجـزائِـرْ !!
وظـلَّ بـهـا الشـعـبُ حُـرًّا أبـيـًّـا
والـرَّكـبُ بالحـُبِّ والعـزمِ ســائـِـرْ
جـزائِـرْ .. جـزائِـرْ !!
جـزائِـرْ .. جـزائِـرْ !!
___________________________

مِن أزمُنٍ يا فاطمة
أوطاننا منخـورةٌ بالعسكـرْ
من أزمُنٍ حياتها
ما بينَ كـلـبٍ أجـربٍ ومُخْـبِـرْ !!
يا أمَّـةً من ذُلـِّهـا
في كُـلِّ يومٍ تصـغـرْ
مَن نحـنُ يـا مِـلـيارنـا ؟!
يا كـثـرةً مِنَ العـَـمـَىَ . لا تُـبْـصِـرْ !!
يا إِمَّـعـاتً ، إِنْ هَـوَىَ
أمـرٌ عليها : أُكـفُـروا . ستكـفُـرْ !!
مَن نحـنُ يا صديقتي ؟!
في ذا الزمانِ الملتحي والأغـبَـرْ !!
___________________________

بجـنبِ حجارتها منذ سـتينَ عاما
أبـابـيـلـُنـا نـائـمـاتٌ هناك !!
إلى أيِّ حـدٍّ تـُرى سـيطـولُ
بتلك المـرابِـض نـومُ الغـضـبْ ؟!
إلى أيِّ حـدٍّ سـنـبـقى هنا
على مضـجـعِ المـوتِ مِـثـلُ الخـشـبْ ؟!
يا للمـغـاويـرَ مـنـا ..
والقـاهـريـن صِـعـابَ المـنـايـا
والـزاحـفـين بـ ( الله أكـبـر )
من كُـلِّ حـدبٍ وفـجٍّ وصـوْبْ
ما مِن حـيـاةٍ لـنـا أو حُـراك !!
ولا ذي ولا ذا ولا أي ذاك !!
فحـتـَّامَ نـعـشـقُ وَهـْـمَ البـطـولـة ؟!
ونَـشْـتـمُّ مِن إِبـَطِ الأغـنـياتِ الـرجـولـة
وإِنـَّـا .... وإِنـَّـا ....
وكُـلُّ الذي تـَدَّعـيهِ الشــوارِبُ كِـذْبـاً بـكـِذْبْ !!
___________________________

في فُـرصَـةٍ هـيـَّـأتـهـا الريـاح
وفـوقَ مُـدَرَّجِ حـُـلـمي التـرابي
أَعـدو بطـائـرتي الـورقـية
فـتـقـلـع بي نحـو عـالي السـمـاء
وأصبح نـسـراً
وعـيـني عـلى سِـدرَةٍ
قـيلَ لي إِنـهـا المُـنـتـهىَ !!
ولكـنني دائـمـاً . دائـمـاً ..
أهـوِي بفِـرنـاسِ حُـلـمي الجـمـيل
من شـاهِـقِ الأَمـَـلِ المـسـتـحـيل
أصـيـرُ الشـظـايـا ...
الغـبـار ....
الدخــان ...
السُّـعـال ...
الزكـام ....
وعـشـرين ذبـحـةَ قـلـبٍ وضَـغـط ....
ودومـاً أمـوت !!
عـفـوًا .. نـمـوت !!
وهـل مـوتـُنـا العــربـيُّ قَـضـيـَّـةْ ؟!
أشعار / سعيد مصبح الغافري

(1) طرطوس : مدينة سورية عريقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وقديما كان اسمها الفينيقي إنـتـرادوسْ .
___________________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 09:58 PM
آخِــرُ أنـدَلُـسٍ رَأَيْـت !!



" إلى صديقتي أسمهان .. الإنسانة والشاعرة والتاريخ "


كَـفٌّ مِنَ التِّـبـْـرِ المُضَـمِّـخِ بـالوَطَـنْ
كَـفٌّ يُعَـطِّـرُهَـا التُّـرابْ
وأنـا أصِـيخُ السَّـمْـعَ مَـشْـدُوُداً
لِـعَـزْفِ حِـنـَّـاءِ الأَصـابِـعِ في يَـدَيـكْ
لِـذلـكَ الوَرْدِ الضَّـحُـوُكِ بِـوَجْـنـتـيـكْ
وللأَسـاوِرِ إِذْ يُسـافِـرُ نَـغْـمُـهـا
طَـرَبـاً بِـمِـعـصَـمِـكِ الوَضِـيء
فينتشي في داخلي صَـوْتُ الصَّـهِـيـلِ
وعُـوُدُ زِريـابَ المُـذَوَّبِ في الليالي
بـالتـلاحِـيِـنِ العُـذابْ
يـا جَـنـةً كانتْ لأجـدادٍ هُـنـاكْ
كـيفَ ارتجـعـنـا بَـعـدَهـا
شـوقـاً لِـذَيَّـاكَ الغِـيـابْ ؟!
سُــؤْلٌ ، ويُوُجِـعُـنـي الجَـوَابْ !!
يـا أسْـمَـهـانْ ..
مـا بـيـنَ حُـزْنـي ولـمْـسُ كَـفُّـكِ دَمْـعَـتـانْ
مـا بـيـنَ رُوُحي ومـا غَـرَسْـتِ عـلىَ الـثَّـرَىَ تـسْـبِـيـحَـتـانْ
مـا بَـيـنَ نَـبْـضِ مَـشـاعِـرِي
وحَـدِيِثُ عِـطـركِ قِـصـةٌ
أشْـتـاقُ أقـرَأُهـا ويُؤْنِـسُـنـي الكِـتـابْ
أنـتِ أنْـدَلُـسِـي الأخـيـرة أسْـمَـهـانْ !!
وأنـا حـنـينٌ جـامِـحٌ
مازالَ يَـبْـحَـثُ في تَـقـاسِـيِـمِ المَـلاَمِـحِ عن " زِيـاد "
عن وَشْــمِ أمْـسٍ للجُـدُوُد
عن ألـفِ مِـئْـذَنَـةٍ وأقـواسٍ وبـابْ !!
فـابْـقِ ارتحـالاتـي التي أشـتـاقُـهـا
مِن ذا الجَـنُـوبِ إِلـىَ الشِّـمـالْ
كُـوُني النَّـوارِسَ ..
والسَّـفـائِـنَ ....
والعُـبـابْ ..........
كُـوُني القَـصِـيدَةَ .....
والمُـوَشَّـحَ ...
والمَـواوِيِـلَ الشَّـجِـيَّـةَ .......
والـرَّبـابْ ...
ظِـلِّـي التَّـجَـدُّدَ بـالـرُّؤَىَ
بـالمُسْـتـحِـيـلِ المُـشْـتَـهَـىَ
كَـيْـلا يَـقُـولـوا : زَمـانُـهُـمْ وَلَّـىَ وغــابْ !!
لا . لـن يَـغِـيـبَ . وحَـقُّ عَـيـْنـُـكِ لـن يَـغِـيـبَ
وفِـيهِ أنـتِ صَـدِيـقَـتي
رَجْـعُ الصَّـدَىَ !!
وفِـيهِ أنـتِ زمـانُ وَصْــلٍ
فَـوْقَ مـا ظـنُّـوا سَــرابْ !!
فَـوْقَ مـا ظـنُّـوا سَــرابْ !!
شِـعـر / سعيد مصبح الغافري
______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 09:59 PM
نحـنُ عُـشَّـاقٌ وهذا حـالُـنـا

​ (http://up.omaniaa.co/)


كُـلـمـا قـالـت : سَـآتي . لا تَـجِـيء
لـيتَ وَعداً مَرةً مِنها صَدَقْ

فيها مِن " عُـرقُـوبِ " طَـبْـعٌ مُوْرَثٌ (1)
مَوْعِـدٌ وَهْـمٌ وعُـذْرٌ مُخْـتَـلَـقْ

مُؤْرِقٌ لـيلي وبي ما لا بِـهـا
لـيتها ذاقتْ عذاباتَ الأَرَقْ

مِلءُ عينيها سُباتٌ هـانِئٌ
وأنـا بالليلِ شَمْعٌ يحـترِقْ

دائماً شِعري إليها مُوْصَلٌ
إِنَّـهُ قلبي ورُوُحِي . لا وَرَقْ !!

كيفَ لا تَـلـمـسُ أوجاعِي بِـهِ ؟!
وَيْحَـهـا . ذا القلبُ فيها لا يَرِقْ !!

مُدْنَف . صَبٌّ . فهلْ يَعني لـهـا ؟!
إِنْ أَكُـنْ قد صِرتُ ظِـلاًّ مِن رَمَـقْ

تصعدُ الأنـَّـاتُ مِن صَدري وكَـمْ
آهَـةٍ نَـدَّتْ وكَـمْ نَـبْضٍ شَـهَـقْ

حَـسْـبيَ الصـبرُ على ما سامَني
مِن صـُنـُوُفِ الهَـجْـرِ ما لا قد أَطُـقْ

لا تَـلُـمْ مِثـلي ، فـلـو ذُقْـتَ الهَـوَىَ
كُـنتَ قد اقررتَ أَنِّي عِندي حَـقْ

سَـمُّ هذا العِـشْـقُ لـو نـدري بِـهِ
قَسَماً باللهِ ما قـلـبٌ عَشَقْ !!ْ

أوْ عـلـِمـنا الحُـبَّ بحـرٌ مُغـرِقٌ
ما دَنَتْ رُوُحٌ لِـتـلـقىَ ذا الغـَرَقْ !!

نحـنُ عُـشَّـاقٌ وهذا حـالُـنـا
قِصَّـةٌ تمضي وأُخرىَ في الأُفُـقْ

هي ذي الجَـنَّـةُ ؛ خَـمْـرٌ ونِـسـاَ (2)
لَـمْ يَـعُـشْ دُنـيـاهُ مَنْ لا لـمْ يَذُقْ
شِـعر / سعيد مصبح الغافري
_____________________

@ النص على بحر الرمل
فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلا

(1) " عرقوب " رجل من العماليق . وعد رجلا فقيرا بأن يعطيه من ثمار نخله ، وظل يماطله ويمنيه الأماني ، حتى لم ينل هذا المسكين منه أي شيء . ولذلك ضرب بعرقوب المثل فيمن لا يفي ولا يلتزم بوعوده ويكذب ويماطل ويختلق الأعذار ، ولذلك نقول عن هذا الشخص : ( مواعيده مواعيد عرقوب ) .

(2) نِـسـاَ : مرخم نساء كمثل قولك فاطم مرخم فاطمة . أو بثين مرخم بثينة ..... وهكذا . وقد كتبت ( نِـسـاَ ) هنا بهذه الصورة للضرورة الشعرية .

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 10:02 PM
اِحــمِــلْ إِيْمـانَـكَ واتْـبَـعـني



.... وبَـدَاَ في قِـمَّـةِ مُـؤْتَـمَـرٍ
وَجْـهٌ مِن نَـسْـلِ أَبِـي لَـهَـبِ

بـالمِـنـْـبَـرِ يَصـعَـدُ ، في يَـدِهِ
سَـيـْـفٌ بَـتـَّـارٌ مِن قَـصَـبِ

ويَـعُـوُدُ بُـعَـيـدَ جَـعاجِـعِـهِ
دِيِـكـاً مَـنـفُـوُخـاً بـالـعَـجَـبِ

" فـي البـحـرِ سَـنَـرمِي المُـحـتَـلُّ "
كَـذِّبْ مـا تَـسْـمَـعُ مِن صَـخَـبِ !!

مـا ضَـيَّـعَ شَـعـبٌ أوْ وَطَــنٌ
إِلاَّ الـرنـَّـانَ مِنَ الخُـطَـبِ

فـابْـصِـرْ بـالبَـحـرِ فَضِـيـحَـتِـنـا
صُـبْـحـاً عَـرَّاهـا وَجْـهُ صَـبِـيْ (1)



لا نَـصـرٌ يُـرجـىَ مِن بَـغْــلٍ
مِـثْـلُ الحَـمَّـالَـةِ بـالحَـطَـبِ

أَهْـدُوُنـا سَــلامـاً مِن وَهْــمٍ
كالطِّـفْـلِ يُـهَـدَّأُ بـاللُـعَــبِ

فَصَـحَـوْنـا شَـعـبـاً مَـنْـفِـيـًّـا
يَـبـحَـثُ عـن بَـيْـتٍ مُسْـتَـلـَـبِ

ومَضَـيْـنـا خِــيـَـمـاً لاجِـئـَـةً
تُـصـفَـعُ بـالـبَـرْدِ وبـالـتَّـعَـبِ

تَـسْـتَـجـدِي رَغِـيِـفـاً مِن أُمَـمٍ
وا ذُلَّ النَّـفْـسُ بِـذا الطَـلـَـبِ

مَنْ يُـرجِــعُ أرضـاً لا تُـنـسـىَ ؟!
مِنْ أَقْـصـىَ عَـكَّـا إِلىَ الـنَّـقَـبِ

مَنْ يُـرجِــعُ .... ؟! آهٍ . يـا يـافـا
عن بـالـِـي يَـوْمـاً لـَـمْ تَـغِــبِ !!

والأَقـصـىَ الغـالِـي . مَنْ ذا لَـهُ ؟!
وا حَــرُّ الشَّــوْقُ بِـقـلـبِ أبِـي !!

قُـلـنـا سَـنَـعـودُ . ومـا عُـدنـا
مُـتْـنـا بـالمَـنْـفـىَ والحُـقَــبِ

دَعْ سِـلـْمَ الذُّلِّ ومـا رَسَـمُوا
مِن دَرْبٍ . مِن حُـلـُـمٍ كَـذِبِ

لـَنْ يَـرجَـعَ حَــقٌّ مُـنْـتَـهَـبٌ
إِلاَّ بِـسِــلاحٍ مِن غَـضَــبِ

إِلاَّ بِـيَـقِـيِـنٍ شَــعَّ لـَـظَـىَ
يَـرجُـمُ ذا البـاطِـلُ بـالشُّــهُـبِ

لـلـقُـدسِ طَـرِيِـقٌ أَعـرِفُـهـا
مَـسْـرىً قد سـارَ بـألـْـفِ نَـبِـي

فاحــمِــلْ إِيْمـانَـكَ واتْـبَـعـني
راهِــنْ بِـرَصَـاصَـكَ يـا عَـرَبـي !!
شِـعـر / سعيد مصبح الغافري

بحر المتدارك / الخبب
فعلن / فعلن / فعلن / فعلن

(1) في إشارة إلى الطفل السوري الغريق إيلان .
_____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 10:03 PM
بِـلادي ..




بِـلادي ..
عـلى شـاطِـىءٍ كُـلُّ ما فِـيهِ أنتِ
عـلى شاطِـئٍ مَسْـقَـطِـيِّ البُـواح
والمـوْجِ والغـيـمِ والنـوْرَسـات
نَـقَـشْـتُـكِ وَجْـهـاً بَـهِـيـًّـا . نَـدِيـًّـا
كَـوَجْـهِ الصـبـاح
فَمَـرَّ عـلـيكِ هُـنـا العـابِـرون
وكُـلٌّ بِـقـلـبٍ مُحِـبٍّ رآكْ !!
وكُـلٌّ هَـواكْ !!
وكل بقربك
يا أجمل الفاتنات استراح !!
وكُـلٌّ تَـمَـنـاكِ عُـمْراً
وكُـلٌّ رَجَـا لو بأرض يَـكُـوُنَـكْ !!
ومِن بَـعْـدِ .. مِن بَـعْـدِ ..
مَنْ ذا - بِـرَبِّـكِ - يَـمْـنَـعُ حَـرْفـي ؟!
إِنْ هـامَ عِـشْـقـاً
مـا بـينَ مـا لـيسَ يُحـصىَ وأنتِ
مـا بـينَ هذي الأنـاقَـةُ فِـيكِ و ( مَسْـقَـط )
مـا بـينَ هذا الشُّـرُوُقُ الشَّـفـيفُ ( بـعِـبْـرِي ) وخَـدُّكْ
مـا بـينَ تِـبْـسـامِ وَرْدِ الجَـنُـوبِ وثُـغْـرُكْ
ما بـينَ مـيَّـاسِ هذي النـخِـيلُ ( بِنَـزْوَىَ ) وقَـدُّكْ
ما بـينَ ذاكَ الشُّـمُـوخُ المَـهِـيِـبُ
بجبهة سمحان
أو ( عَـينِ شَـمْـس )
وبـينَ الجَـبـيـنِ الذي فـوْقَ جَـفْـنِـكْ
ما بـينَ بحـر العَـرب
وعَـيْـنُـكْ هذي العـمِـيـقَـةُ جِـدًّا
ما بـينَ مَـدِّ الصَّـحـاريِ ( بِـهَـيْـمـا ) وعَـزْمِـكْ
ما بـينَ .........
ما بـينَ ......
ما بـينَ ...
ويَمْـتـدُّ .....
يَمْـتـدُّ ...........
ما بـينَ ما لـيسَ يُحـصـىَ وحُـسْـنُـكْ !!
ومِن بَـعْـدِ .. مِن بَـعْـدِ ..
مَن ذا - بِـرَبِّـكِ - يَـمْـنَـعُ رُوُحـي ؟!
بـأنْ لا تعانق أحلى التفاصيل فيك
وأنْ لا تُحِـبُّـكْ !!
وأَنْ لا تَـظَـلَّ مَـدَىَ الـعُـمْـرِ قُـربُـكْ !!
عُـمـانَ .. عُـمـانَ ..
لِـمَـنْ يَـعـشـقُـونَـكْ ..
عـلى عَـلـَنٍ أشـتـهِـيِـكِ صَـدَىَ
يُـرَدِّدُ اسْـمُـكْ
لـكي دُونَ سِـرٍّ هُـنـا يسْـمَـعُـونَـكْ
وهُـمْ دُونَ رَيْـبٍ ..
مِن أَزَلٍ يـا حَـبـيـبـةَ قـلـبي
هُـمْ يسْـمَـعُـونَـكْ !!
ومِن أَمَـدٍ ضـارِبٍ في اليقين
هُـمْ يُـبْـصِـرُونَـكْ !!
وهُـمْ عَـبْـرَ ما يـكـتـبُ الدهـرُ عـنـكِ
هُـمْ يعرفونَـك !!
كما الشمس أنت !!
فأنى لهم يا ضياء الحقيقة
أن يُـنـكرونَـكْ ؟!
عُـمـانَ ..
مِن أينَ أبدأ ؟!
إذا عنكِ حَـدَّثْـتُ مَن لـيسَ يَـعـلـمْ !!
بـأنـكِ حـتى نِـهـايـاتِ ذاكَ الجَـنُـوبِ امـتدادي !!
وأنني أنـتِ ولـيسَ سُـواكِ
أنني أنـتِ لأقـصىَ ( مُسَـنْـدَمْ ) !!
لِـمَـن لـيسَ يَـعـلـمْ !!
لِـمَـن - رُبَّـمـا - يَجْـهـلـُونَـكْ !!
بِـلادي ..
هُـنـا يـا بِـلادي . هُـنـا ..
عـلىَ دفْـتـرٍ أَزْرَقٍ عـاشِـقٍ
تَـنـامينَ أنـتِ يَـمـامَ سَــلامٍ
وأبـقـىَ أنـَـا
ما بَـينَ " عـينٍ " و " نُـوُنٍ "
قَـلـبَ الـوَفـاء الذي يحـرُسُـكْ
ويحـمي عُـيُـونَـكْ !!
بِـلادي ..
عـنِ الحُـبِّ لا تـسـألـيني
فكُـلُّ الفَـوَاتِحُ أنـتِ
ومِـسْـكُ الخَـوَاتِـمُ أنـتِ
وكُـلُّ الكَـلامُ البديع المُـوَشـىَّ
لـيسَ يُحَـلــِّـيِـهِ إِلا حُـضُـورِكْ
ولا يَـزْهـىَ حـقـًّـا إِلا بِـلـَـوْنَـكْ
بِـلادي . بِـلادي ..
إِذا ما الـرِّفـاقُ رَأَوْنـي مَـعـَـكْ
وكـانت يَـدِي في ضَـمِـيمِ يَـدِكْ
وكُـنـتُ أَذُوُبُ مِنَ الـوَجْـدِ فِـيـكْ
فقُـوُلـي لـهُـمْ : إِنَّ هذا حَـبـيـبي !!
إِذا عـنـِّي يـومـاً أَتَـوا يَسْـألـُوُنَـكْ !!
شِـعـر / سعيد مصبح الغافري


_______________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 10:04 PM
لـوْ بـقـيـنـا !!




.... وغبتي عني
يا قريبه من عيوني ونبض قلبي
ما توادعنا أبد !!
رغم إنا بالبلد !!
وبيننا حاره وطريق !!
شفت طيفك بس مر
شفت موتي
وانت بتقصي التذاكر
/////
بعدما روَّحتي عني
وش يفيد هذي الصحاري ؟!
لو عليها مر مني
بعض من غيم ومطر
وبعض روح
وبعض من نبض (ن) جديد ؟!
وش يفيد هذا المسا ؟!
لو أضـوِّيـه بشموع
واسكبه عطر ولحون
واكتبه شعر وخواطر
كل هذا وش يفيد ؟!
وش تفيد حتى الحسافه
بعدما شفت بخطاك
هاربه كل المسافه
وشفت في صمتك نهايه
وشفت بعيونك رحيل
يستحث الوقت يمضي
ما بوده يظل ناطر
في شتا ليل الرحيل
بين برد وبين ريح
وبين برق وبين رعد وجو ماطر
& & &
..... وغبتي عني
وآه يا ذبح المشاعر
وانت بتقصي التذاكر
آه من لحظة عذابي
يوم غبتي
كنت أبي احضن يديك
واتوادع مع عيونك
مع شفاتك
لو بكلمة
لو ببسمه
لو بورده أو بصمت
في لقا كله دقيقه
أو ثواني
من عمر عمري وحياتي
قبل لا عني تهاجر
بس يخساره رحلتي
ومن يردك ؟!
يا طيور المستحيل !!
من يردك ؟!
يا وطن قلبي المسافر !!
آه يا حلمي اللي راح
ما بقى غير الألم
وجرح ينزف ف الدفاتر
# s #



صدقيني ..
لو بقينا ..
لو عطينا القلب فرصه ..
كان ممكن بيننا يولد غرام
وشوق وأحلام وهيام
وكان ممكن يحكي عنا
ألف راوي وألف شاعر
لو بقينا !!
و ( لو ) بتنعي موت حلم
( لو ) بتبكي حظ عاثر
( لو ) تحاول جبر شي
وصعب والله جبر شي
لا انكسر خاطر وخاطر !!
شعر / سعيد مصبح الغافري _____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 10:05 PM
عـشــتُ مُـنـاضِـلاً

كان البطل الشهيد والقائد العربي العظيم صدام حسين آخر سيف عربي صقيل ومهيب تـفـيـأت تحت ظله عروبتنا ، واحتمت ببرقه كرامتنا ، وتطلعت مشرئبة عبر شعاع مداه أحلامنا وتطلعاتنا ، وما نريد أن نحقق أو نكون !!
صدام حسين .. يا أجمل ما أنجب رحم العراق للعراق وللعرب !!
صدام حسين .. هذا الرمح العربي الأصيل الذي ظل يطعن العدو مرارا وتكرارا في خاصرته وصدره !!
صدام حسين .. هذا الواقف بشموخ ثابت على أرض المعركة والمصير !!
هذا الصقر العربي المجنح الذي حلق عاليا غير هـيًّـاب من أحد !!
كيف لي أن لا أحبه كل هذا الحب ؟! وأن لا أهرق فيه محبرة محبتي واعتزازي وفخري ؟! وأنا الذي بحياتي لم أمدح حاكما ولم أتـزلـف أو أركـع أمام أي جـزمة أو أي نظام ، وما فعلتها ولـن أفعلها ما عشت إن شاء الله لا في نثري ولا شعري ولا فيما أكتب أو أتخيل أو أنطق .
كان صدام حسين ظاهرة قومية جاد بها الزمان في ظرف دقيق عاصف كنا فيه ومازلنا نبحث عن قائد . عن مهدي منتظر . عن رجل حقيقي بحجم معجزة أو أسطورة .. يأتي ليلم شمل قطيعنا المبعثر ، ويقودنا تحت رايته ولوائه ونحن مرفوعي الرؤوس ، وواثقين من الخطوة والطريق وما بعدهما .
وقد استغرب أحدهم من موقفي الصارم والثابت ثبات الصخر والجبال من مسألة التحامي والتصاقي بلحم المجموع لا الفرد . بالقضية لا بالعروش . بالعروبة في كليتها الجغرافية الشاملة ، لا بالمزاريب والحظائر المقسمة التي أقامها وأوجدها الاستعمار في شكل دويلات بمسميات عدة ، وأعلام بألوان وأشكال مختلفة وبأناشيد ( وطنية ) تختلف أنغامها وكلماتها وطولها وقصرها من بلد إلى آخر بحسب " ما يطلبه المستمعون " ومزاجهم في هذا البلد . ناهيك عن الأنظمة والعملات والتيارات الحزبية والأفكار الأيديولوجية المتنافرة ... إلى آخر أشكال التجزيء وصور التفتيت والانقسام التي صنعها وأوجدها الإستعمار لنبقى هكذا أمة مهيضة الجنحان . لا شيء يجمعها ويوحدها ويؤطر من نسيجها الوحدوي ويجعلها ذات قوة وهيبة ومكانة بين الأمم ..
ومع ذلك لم أزدد رغم هذه الحالة القاتمة إلا التصاقا بالوطن الشمولي الواحد الممتد من الخليج إلى المحيط .. أعرف .. كلامي هذا سيضحك الكثيرين ، وسيقول قائل : ما زلت على نغمة الوحدوية القديمة التي أطلقها القوميون العرب وتوسعت أكثر في درجتها الصوتية مع بزوغ نجم جمال عبدالناصر والمد القومي العروبي الذي تم بقيادته . ما زلت أيها العروبي البائس تحلم بما ليس بالإمكان .
وما الضير أن لا أحلم ؟! وأنا العربي البسيط الذي سرقوا ونهبوا منه كل شيء حتى أبسط أحلامه كإنسان قبل أن يكون عربيا أو مسلما أو مسيحيا أو ما شئت له من النعوت ..
الحلم هو آخر طيف يمكن أن اتمسك به كعربي نهبت كل حقوقه ، وما يمت له بصلة من أمس وحاضر وغد ، وسلبت كل آماله ، وأجهصت غالب أحلامه حتى لم يعد ما يمسك به إلا خيط دخان وغبار .
وفي صدام حسين رأيت أجمل أحلامي العروبية . أنا التشريني الميلاد .. في صدام حسين رأيت الطريق واضحا إلى القدس .. إلى فلسطين .. إلى كل شبر عربي مغتصب .. بعدما ضربت عصا الإرادة بحر اليأس وفتحت فيه طريقا لعبور الفجر والغضب الساطع الزاحف بملايين الأحرار .
كان صدام حسين التجسيد الأروع لكل ما أتمناه وأتطلع إليه كعربي قومي بعروبة نقية وخالصة ومتعصبة لكل مفردات وجودها حتى النخاع .
وإن كانت من بداية لهذا النضال ففي جمال عبدالناصر رأيت بداية الطريق ، وفي صدام من بعده أبصرت التكملة .. التكملة التي لولا الخيانات وغـدر المقربين لكانت وصلت بنا وأوصلتنا كأمة إلى أقصى حدود آمالنا الكبرى . لكن .. وآ أسفاه . ضاع كل شيء !!
أذكر يوم صـرّح رحمه الله وطلب من دمشق وبيروت فتح الحدود لعبور جنوده : أعطوني حدودكم لأسبوع واحد وسأحرر كل فلسطين . يومها كنت أسعد مخلوق تمنى هذه اللحظة الغالية . أخيرا سنحارب . أخيرا سنذهب إلى القدس وسنصلي مع الرفاق في الأقصى الشريف . أخيرا ستخفق راية النصر في يافا وحيفا والخليل ورام الله وبقية الأرض المقدسة . فالطريق إلى فلسطين والنضال مع إخوة الدم والسلاح والمصير شرف ما بعده شرف والاستشهاد في سبيل قضية واضحة وهدف واضح ومحدد ، غاية كبرى يتمناها كل مسلم ، عربي كان أم أعجمي .
ولكن التخاذل الذي حصل بكل أسف من الأشقاء بدد الحلم ، فانكسرت الروح ، وانكفأت إلى أحزانها وهمومها وجراحها النازفة وهزائمها المتلاحقة ، التي ما فتأت تتكرر بسيناريوهات عدة ، ومخرجين جدد ، وجدوا الظروف مهيأة والأجواء مفتوحة والأرضية شاغرة لصنع لعبة جديدة وطبخة جديدة بالمنطقة وللمنطقة خصوصا وأن الكومبارس الغبي من الأنظمة الحالية الضعيفة المسخرة والخاضعة مثل حجر شطرنج لهوى ترامب ورفاقه ــ كل هذا يفي بالغرض المأمول منه ويمكن للقوى العالمية أن تقود به وتنفذ من خلال كبشانه وحميره العمياء مخططاتها لخلق شرق أوسط جديد يرضي العاهرة إسرائيل محظية أمريكا بالدرجة الأولى .
كان لموت صدام أكبر الأثر والتأثير فينا كأمة . يوم أعدم بيد الخونة والأمة على صبيحة عيد أضحى ، كنت أبكي بصمت ، وأنشج بروح موجوعة لهذا المصاب والمصيبة . كنت أختنق بأنفاسه الطاهرة الزكية والحبل يلتف حول عنقه الكريمة . كنت أنا الذي يموت خنقا لا صدام . ويوم أعلنوا وفاته ؛ كنت أنا المتوفي لا هو . أنا بكل عروبتي وقضيتي وأحلامي وجيوشي وأوطاني وملايين الملايين من أمتي ــ نحن من متنا جميعا دفعة واحدة .. ومن يومها ذهب كل شيء مع الريح . وما زالت ريح السموم تسفي وتذري بكل شيء يمكن أن تطاله يدها . وها نحن على مشارف سايكس بيكو جديدة ، وبلفور مشؤوم جديد ، ونكبة جديدة ، وحزيران جديد ، أشد من حزيران النكسة الذي صفعنا به عام 1967 .
فكيف تريدني أن لا أكتئب وأن لا ألبس أثواب الحداد السود كعربي مطعون في الظهر والقلب بخناجر الشقيق والعدو والداخل والخارج ؟! كيف تريد مني أن أعيش حياتي كما البهيمة ، لا مباليا بشيء ولا مهتما بشيء ؟! وأنا الذي عشت جـل عمري مناضلا بقلمي دون أن أتنازل عن قضيتي وثوابتي ، ودون أن أرضخ أو أقبل أن أبوس حذاء أحد أو أتقبل واقعا يفرض عليًّ فرضا ، شئت أم أبيت . إن الموت لـدي حينئذ لأعـز من هذا الذل ، وما بالسهولة يموت الأحرار الذين يمشي في عروقهم دم تشي جيفارا وجمال وصدام ولوثر كنج ودلال سعيد المغربي وجميلة بو حريد وعمر المختار وسواهم من الشرفاء الأحرار في العالم . وإن مت فأفضل وأكرم ميتة أتمناها حقا هي أن أموت بشرف وقلمي المناضل في يدي مرابطا على ثغور القضية حتى آخر لحظة للصمود .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
2019/02/25م
_____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 10:06 PM
خُـلاصَـةُ الحَـضـارَة !!

https://up.omaniaa.co/do.php?img=484 (https://up.omaniaa.co/)

مِن أيـنَ جـاءتْ فجـأةً ؟!
ودُوُنَـمـا إِشــارَةْ !!

وكَـيْـفَ هَـبَّـتْ عـاصِـفـاً ؟!
بِـهـذِهِ الجَـسـارَةْ !!

يـا طـلـَّـةً عَـصـريـةً
أَتَـتْ كَـمَـا البِـشـارَةْ !!

وكُـلُّـهـا طَــراوَةٌ
أُنُـوثَــةٌ . حَــرارَةْ !!

وكُـلُّـهـا مِـعـطِــيـرَةٌ
وكُـلُّـهـا نَـضـارَةْ !!

مِن عَـيـنِـهـا . مِن ثُـغْـرِهـا
مِن تِـلـكُـمُ السَّـمـارَةْ

مِن فِـكـرِهـا الـراقـي الـذي
تَـشُـفُّـهُ العِــبـارَةْ

إِذا مَـشَــتْ فـي حــارَةٍ
تَــغــارُ كُـلُّ جــارَةْ !!

أو قُـلـتُ : ( هـذي الأجـمَـلُ !! )
فـذاكَ عـن جَــدارَةْ !!

إِنِّـي أَرَىَ فـي حُـسْـنِـهـا
خُــلاصَــةُ الحَــضـارَةْ !!
شعر / سعيد مصبح الغافري
_____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 10:07 PM
يَـحـدث في غَــزَّةَ !!



ألقي هذا النص في ذكرى الشهيدة العظيمة / دلال سعيد المغربي ..

في غَــزَّةَ تُـخْـطَـفُ أقــمـارٌ
بـالمَــوْتِ ولا أَحَــدٌ يَـقْـتـص !!

فـالعـَـرَبُ بِـسَــكـْـرةِ حـاضِـرِهـا
تـبـحـثُ عن لـَـهْـوٍ . عن مَــرقَـص !!

عن لـيـلٍ دَسْــمٍ فـي قَـحـبـا
لا أحــقَــرَ مِـنـهـا ولا أرخَــص !!

في غَــزَّةَ يــرتـفِـعُ الشُّــهـَـدَاَ
ووَضِــيِـعٌ نَــذْلٌ يَـحـضُــنُ لِــص !!

في غَــزَّةَ يَـحـتَـجُّ الغَـضَــبُ
وعَـمِـيِـلٌ جَـهْــراً يَـصــرَخُ : " أُص " !! #

وجُـمُـوُعٌ فـي " حُــلـُـمٍ عَــرَبِـي "
بـطَـنِـيِـنٍ زادَ ولـمْ يَـنـْـقُـص !!

أَوَيَـكْـفي الأقْـصـَـىَ هُـنـا صَــوْتٌ ؟!
يُـهْـدَىَ مِـن طَـبْـلٍ أوْ مِـن نَــص !!

هُــبُّـوُا مِـلـْـيـاراً مِـن " فِـعْـلٍ "
تَـقـتَـحِـمُ المَــوْتَ بِـكُـلِّ الـحِـرص !!
شعر / سعيد مصبح الغافري

# أُص : كلمة عامية شائعة بمعنى : إخرس .
_______________________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 10:08 PM
على بـابِ مِصـر ..

https://up.omaniaa.co/do.php?img=349 (https://up.omaniaa.co/)


نـادتـكِ روحـيَ والقـرطـاسُ والقـلـمُ
يـا مِصـرُ أيْـنَـكِ ؟! ما للصـوتِ مُنْـكَـتِـمُ ؟!

يـا مِصـرُ أيْـنَـكِ ؟! وَقْـتَ الجُـرحِ نَــزَّ دَمـاً
أوْ وَقْـتَ نحـنُ بـ " وا إِســلامَ " نحـتَـدِمُ

أوْ وَقْـتَ نحـنُ ولـيـلُ المـوتِ يَـغـمُـرُنـا
والناسُ تصـرخُ والأوطـانُ تَـنـهَـدِمُ

يـا مِصـرُ أيْـنَـكِ ؟! سُـؤْلٌ عـاتِـبٌ بِـفَـمـي
إِنْ قُـلـتُ أيْـنَـكِ . " أيْـنَـكِ " وَحـدَهـا أَلَـمُ !!

يـا مِصـرُ كُـنـتِ لـنـا أُمًّـا فَـمـا لـي أَرَىَ
أُمُّ العُـروبَـةِ كـادتْ تُـنـكِـرُ الـرِّحَـمُ ؟!

كُـنَّـا بِـمِصـرَ ومِصـرَ لأُمَّـتي سَـنَـداً
غـابَ المُـعـيـنُ وخـارتْ بَـعـدهُ الهِـمَـمُ

هل نحـنُ نحـنُ إذا قـالـوا هُـنـا عَـرَبٌ ؟!
" يا أُمَّةً ضَحَكَتْ مِن جَـهْـلِـهـا الأُمَمُ " !!(1)

هـاكَ البِـلادُ زعـامـاتٌ مُـسَـيَّـرَةٌ
مِـثْـلُ القَـطِـيـعِ وقد أبـصـرتُـهمْ غَـنَـمُ !!

للـرومِ تـركـعُ - وا ذُلاَّهِ - في عَـلَـنٍ .
تَـبَّ الـركُـوعُ وتَـبَّ الأصـلُ والصَّـنَـمُ !!

هـاهُـمْ أُولاءِ بِـتِـيـهِ الفِـتـنـةِ انـقـسَـمـوا
هذا يَخُـونُ وذا بـالشـرِّ يَـعـتَـزِمُ !!

أوْ ذا ؛ يُـغـازِلُ بِـنـيـامِـيـنَ مُـبْـتـسـمـاً
والـوجْـهُ أقـبـحَ في الإثنينِ لـو عَـلِـمِـوا !!

يـا مِصـرُ قُـومي شُـدِّي عَـزْمَ مَن وَهَـنـوا
لُـمِّـي بَـنُـوكِ فدونِ الأُمِّ مَن لَـهُـمُ ؟!

مَن للجِـراحِ وقد جَـدَّتْ بحـاضِـرِنـا ؟!
مَن غـيـرُ كَـفُّـكِ داواهـا لِـتَـلـتَـئِـمُ ؟!

خَـيـرَ الجُـنُـودِ بـأرضٍ أنـتِ مَـوْطِـنُـهُـمْ
قـالَ الرسـولُ وقـال الفِـعـلُ والشِّــيَـمُ

بالأمـسِ سَـطَّـرَ ذا التـاريخُ مـا فَـعَـلـوا
مِن كُـلِّ مَجْـدٍ لَـهُـمْ في رأسِـهِ عَـلَـمُ

في عَـينِ جالوتَ . وسْطَ الموْتِ كـانوا هُـمُ
سَــدَّ العُـروبـةِ . ما فـرُّوا ولا انـهَـزَموا

يـومَ الـوقـيـعـةِ كـانـت نـارُهُـمْ غَـضَـبـاً
صَـبُّـوا لَـظـاهـا على أعـدائِـنـا حِـمَـمُ

كانـوا الأسُـوُدَ بـسـاحِ الحـربِ سَـطْـوَتُـهُـمْ
مِنْـهُمْ تَـهـابُ إذا ما زَمْـجـروا العَـجَـمُ

واليـومُ مِصـرَ وقد فـتَّـشـتُ في زَمَـني
لا مِصـرُ مِصـرَ . ولا نِـيِـلٌ ولا هَــرَمُ !!

يـا مِصـرُ صِـرنـا بـهـذا الذُّلِّ في حُـفَـرٍ
عُـودي لِـنَـصـعـدَ . مـا أبْـهـىَ بِـكِ القِـمَـمُ

عُـودي إلـيـنـا. فقد مـاتـتْ عَـزائِـمُـنـا
عُـودي بـرُوُحِـكِ كي تُـحـيـي هُـنـا الـرِّمَـمُ

لا تُخـذِلـيـني وقد نـاديـتُ مُـلـتَـمِـسـاً
فجْـراً بـوَجْـهِـك أرجـو أنْ سـيـبـتـسِـمُ

لا تُـرجِـعـيـني أيـا حِـصـنـاً أَلُـوذُ بِـهِ
إِنِّـي بـبـابِـكِ بَـعـدَ اللهِ أعـتَـصِـمُ

شعر / سعيد مصبح الغافري
(1) الشطر للمتنبي
_____________________

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 10:09 PM
غِــيـاب

https://up.omaniaa.co/do.php?img=413 (https://up.omaniaa.co/)

غِـيابُـكِ ..
مَـلَـلٌ في دَوَرانِ الوقـتِ
واليومُ بَـلا أنـتِ يَـبـابْ !!
غِـيابُـكِ ..
رِيِـحُ شِـمـالٍ تَـركـضُ حـافـيـةً بـسـمـائي
ولا ثَـمَّ سَـحـابْ !!
ألـمِـسُ في مِـرآةِ الغَـبَـشِ الدامِـعِ
مـا أتَـوَهـمُ وَجْـهـي
شُـحُـوبٌ مِثْـلُ دُلُـبٍّ ( 1 )
في وَهْــنٍ مُـتَّكئٍ بِـعَـصـاهِ
عـلى زَمَـنٍ شــابْ
ثَـقـيـلٌ ورَتـيـبٌ جِـدًّا هذا الوقـت بـدونـك
أَلُـوُكُ جَـفـافُ مَـداه المالح
أرشـفُ مِن لُـجَّـتِـهِ بـظَـمَـئـي
لكنَّ النَّـهْـرَ الخاذِلَ محض سَــرابْ !!
وعلىَ أمـلٍ أنْ يـأتـي مـا لـيـسَ بِــآتٍ ،
لا ثَـمَّـةَ قَـوْسٍ مُـشـتـعِـلٍ
يَـسـقـط لـو سَــهْــواًُ مِن غَـيـمِ اللا مُـعـتـادِ
فيحـرقَ هذا الكَـفَـنُ الثِّـلـجـيُّ المُـتَـشـاهِـقُ بِـبـيـاضِ المـوت ..
هذا المفـرودُ ضَـبـابـاً
ولا ثُـقْـبـاً أُبْـصِـرُ في الأُفُـقِ المُـتَـكـاثِـفِ ضَـجَـراًِ .
لا ألـمَـحُ بـابْ !!
أَتَـلـفَّـتُ حـولـي
في هذا الباهِـتِ من صُـوَرِ الأشــيـاء
كُـلُّ جِـهـاتِ الأرضِ بِـدونِـكِ
سُـكْـتٌ وخَــواءْ
فَــراغٌ عــارٍ
يَـرتَـجِـفُ مِن البَـرْدِ المُـتَـفَـشِّي
والبَـرْدُ سِـيـاطٌ تجلدني
البَـرْدُ عَـذابْ !!
يُـنـاديـكِ حَـنـيـني أنْ عُـودي
عُـودي
لكي مِن هذا الصـمْـتِ الحَـجَـريِّ تـنْـبَـجِـسُ قصيدة
لكي مِن هذا الوقـتِ المُـتَـصَحِّـرِ يَخْـضَـرُّ سُــدَىَ
لكي يَـتحـولُ هذا المُـرُّ مِنَ الأيَّــامِ
" غَـزَلَ بَـنـاتٍ " حُـلْـوٍ
وَرديِّ الثُّـغْـر
يَـعـبـر في خِـفَّـةِ رُوُحٍ أرصِـفَـةُ الصـيـف
ويُـعـانِـقُ بـنَـهـارِ الجُـرْأَةِ فـرحـاً مُشـتـاقـاً
يَـتَـفَـجَّـرُ عِـشـقـاً ..
تَـوقـاً ...
وضَـجـيـجَ شَـبـابْ !!
عُـودي
كي ألبـسَ أبـهىَ أثـوابَ يـقـيني
كي أعـرفُ أني من هذا المَـوتِ المُـتَـراكـمِ
حَـيًّـا قد عُـدت !!
كي تـأتي قِـيـامَـةَ هذا القـلـب
فـيَـزْلُـفُ حُـضـنُـكِ جَـنَّـةُ مـأوَىَ
تَـتَـنَـفـْـنَـفُ بالـدِفْء
إِذْ لا دِفْءَ سُـوىَ دِفـْـئـك
هُوَ أحـلـىَ آخِــرةٍ عِـنـدي
وأَلَـذُّ مَــآبْ !!
شعر / سعيد مصبح الغافري
( 1 ) الدُّلُـب : شجرة ضخمة معمرة . من النوعية المتساقطة الأوراق . تنبت في شمال الكرة الأرضية وبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط .

اسطورة لن تتكرر
28-09-2019, 10:10 PM
وصَـلَّـىَ فـي دَمِـي اليـاسَـمـين

https://up.omaniaa.co/do.php?img=1395 (https://up.omaniaa.co/)

كل يوم أقفز من نومي متفاجئا بصوت صافرة لا أدري ؛ أصافرة إنذار أم إسعاف أم نجدة شرطة . أهرع إلى نافذة غرفتي بالطابق الرابع . أنظر بعين قلقي للأسفل . للعمارات المصطفة مقابل يمين الفندق ويساره . للشارع . لساحة المحافظة حيث جبل قاسيون يحييني من بعيد من جهتها الشمالية . أسمع أصوات ناس وسيارات . رجل يلقي التحية بصوته الشامي على صاحب محل . خناقة من الطابق الذي تحت غرفتي مباشرة بين امرأة ورجل على " المصاري " و .. بأي ليل سكبتها يا مجنون .
في بلكونة العمارة المقابلة ، مجموعة فتيات " دلع " مثل الأقمار ، تطلق سربا ورديا من ضحكات عذبة . فينكسر ذلك الجو المشحون .
أطلق ضحكة . دمشق في أمان يا سعيد ، والحياة بهذا القوس قزح من الأجواء المتباينة جميلة ورائعة .
أتمدد على سريري الوحيد دون شريك . أبتسم وأنا أعود للصفحة التي كنت أقرأ فيها ديوان محمود درويش . ومرة أخرى ينقطع خيط قراءتي . لكن هذه المرة بصورة أحلى مع رنين هاتفي المشتاق ..
# أنزل . أنا في مقهى فينيسيا . أنتظرك .
أخيرا جاء صوتها الذي اشتقته . تشهق الفرحة في قلبي . أترك محمود درويش وديوانه . ألبس ملابس الخروج وأنا أحاول أن أبدو أنيقا كما تحب أن تراني دائما وأنزل بالمصعد بكل ضجيج شوقي لملاقاة الياسمين .
@@@
https://up.omaniaa.co/do.php?img=1396 (https://up.omaniaa.co/)


بالأمس ونحن نرسم حلما جديدا مجنحا كنت تعترضين على شكل عشنا في الرحيل
ستبنين عشك وحدك .
سأبني عشي وحدي .
في الختام ، توحدنا روحا !!
هل تذكرين ؟!
توت ليلتنا الفائتة .
العشاء الذي أردنا بإصرار أن لا يكون الأخير .
وسهرتنا للصباح دون صوت الجسد .
أذكر قلت بضحك يمازح وقتك :
_ عند انتهاء السهر سأطردك من كل ما تبقى من ليل وقتي .
تشاكس قلبك . قال لي بنبوءة من لا يصدق ما تدعيه النوايا :
_ بل أنا من سيطرد هزيعك عني .
ورنت على شفتيك ضحكة تشبه رنين خلخال قدمك اليمنى . ثم رشقتني بغمزة وأنت تغادرين :
_ تصبح على خير حياتي .
_ الله معك حبيبتي .
وحين تلاقينا في اليوم الذي سبق مغادرتي لبلادك أقسمنا أن نبقى حتى آخر خيط لليل .
كلانا في خفاء الشعور الحقيقي كان يدس يدا تتشبث بجنة صاحبه .
كلانا كان يتوق لوقت من الليل أطول مما ينبغي أن يكون حتى نستمر في تهجد قلبينا وفي صلاة الياسمين .
كلانا كان يرفض أن يتثاءب هذا الليل أو يلمس شفق المنتهى .
كلانا كان يكره في سره انقضاء يوم ونقصان ما قد تبقى لنا من صفحات الجنون .
سنقول لتطمين قلب يتدفق منه شؤبوب القلق :
_ ما زال للرحلة خيوط بقية . لنواصل حتى آخر قطرة للفرح ما قد بدأناه من رقص ..
أمامنا وقت طويل لنلتحف الوحدة ووحشة ما بعد الدمع والوداع في صحاري الضجر والافتقاد .
&&&&&
https://up.omaniaa.co/do.php?img=1397 (https://up.omaniaa.co/)


بالليل أتوضأ بضياء وجهك
أتعطر بعبيرك
وأبدأ طقوس صلاتي في محراب عينيك
لست صوفيا ولا زاهدا ولا متدينا كما تعرفين .
لكنني حين أذوب من الوجد أصير قلبا "حلاجا " لا يرى إلاك ولا يهتف إلا باسمك يا معبودة روحي .
كل هذا الليل العابق بنراجس النقاء هو أنت !!
â–*â–*â–*
https://up.omaniaa.co/do.php?img=1404 (https://up.omaniaa.co/)
مرات أكتب عن هذا الحب بلون أظافرك الحمراء .. كرسالة قلب متوهج .. ومرات أكتبه بلون شعرك الذهبي كشوق ينتظرك عند شرفة أصيل ما قبل الغروب .. ومرات أحول شكل الأحرف نوتات موسيقية شبيهة ببيانو الصالة في منزلكم .. أفعل ذلك دائما بحروفي عندما أشتاق لضحكتك الرنانة الحلوة التي لم أسمعها منذ يوم أو بعض يوم .. ومرات لا أكتب شيئا وأكتفي فقط بقراءتك وأنا مبتسم الوجه عندما نلتقي ذات موعد مضروب في مقهانا الذي نحب أن نلتقي فيه شبه كل يوم .. أحبك .....
#####
https://up.omaniaa.co/do.php?img=1393 (https://up.omaniaa.co/)

وكنت على درب عمري مرة واحدة
وها إنك بامتداد المدى غابة من حنين
تنمو
تتمدد
تتكاثر
تتناسل في ذاكرتي مليون مرة
وتحرضني للسفر إليك من جديد.
وسأفعلها . سأفعلها !!
ولن تردني عنك أرض ولا سماء .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
سوريا _ دمشق
2019/07/23م
______________________

اسطورة لن تتكرر
12-07-2020, 10:13 PM
في المطار .. أوقفوا الوطن !!

https://up.omaniaa.co/do.php?img=2480 (https://up.omaniaa.co/)


بالطبع لم يكن السبب مخدرات أو قنبلة أو شيء من هذه الممنوعات الخطرة ، التي نسمع كثيرا عنها وعن قصصها الغريبة في المطارات . ومع ذلك فتشوه قطعة قطعة وزاوية زاوية ، من أقصى ذرة تراب بجنوبه إلى أقصى قطرة ماء بشماله . إستجوبوه بألسنتهم وأعينهم وأيديهم التي تمرست بحكم الخبرة والتجارب على الشك والارتياب والملاحظة وبكلابهم المدربة فائقة الشم والذكاء ، وفحصوه بأجهزتهم وأشعاتهم المتطورة الشديدة الحساسية والتي يستحيل أن يفوتها أو يفلت منها شيء مهما دق أو خفى . استغرق ذلك بعض الوقت ، ثم لما لم يعثروا على شيء ممنوع قالوا للوطن والخجل يلطخ وجوههم بالإحمرار والسواد : متأسفون . توكل على الله . الله معك .
وخرج الوطن من غرفة التفتيش حزينا مكسور الخاطر !!
ويبدو أن الضابط استغربني واندهش ؛ إذ يراني أمامه غير مرتبك أو مرعوب لأنهم اكتشفوا شيئا ما مشبوها أحمله مضموما في سترة ملابسي وأدخل به المطار بكل اعتداد وثقة وأنا على وشك السفر . وأكثر ما زادهم إستغرابا وفضولا تلك الإبتسامة الهادئة والواثقة التي كانت منطبعة على شفتي ، ثم ذلك السؤال الموبخ الذي تلاها والذي صفعت به وجه الضابط : ـــ ألا تعرف حقا هذا الشيء الذي داخل هذه القارورة ؟! أردت أن أرد بعضا من اعتبار للوطن ، ودون أن يلتفت إلى القارورة ، أجابني بحنق مكبوت تخالطه نبرة سخرية وعيناه ذاتا اللمعة المتحدية مثبتتان في وجهي : ـــ لا والله يا طيب . وسيسعدني جدا أن أعرف وحالا . وبهدوء وضحت له وأنا أشير بيدي إلى القارورة :
ـــ هذا الذي في هذه القارورة هو تراب الوطن يا أخي . أنا مسافر في رحلة طويلة ، ولا أعلم متى سأعود منها ، وقد حملته معي لأظل أتذكر به رائحة بلادي . هل فهمت المغزى الآن ؟!
اتسعت الدهشة في حدقتي عينيه . شعرت أنه أمام حالة خاصة كسرت كل معتاد اعتاده في روتين التفتيش الذي يمارسه كضابط ، لكن نظرته المتشككة تلك والتي لم يزحها عن وجهي أنبأتني أن ما بالسهولة أن تمر عليه قارورة عادية صغيرة مرور الكرام ويطوِّفها بسلام ، بل قد لن يقتنع بصراحتي هذه ولن يكتفي بها إلا بعد أن يطمئن عمليا وبنفسه وبما لديه من أجهزة وأدوات وصلاحيات بأن ما أحمله بنظره ليس أكثر من تراب عادي لا يدخل ضمن قائمة الممنوعات .
الأمر يبدو غريبا ؛ فالناس تسافر ولا تحمل معها إلا أشيائها العادية الخاصة ؛ حقائب . هدايا . كتب . ملابس . وجواز سفر بلدها الذي عليه صورتها وبياناتها وجنسيتها . هذا عادة ما يكون في السفر . لكن عندما تكون عاشقا لبلادك بطريقتك الخاصة التي تحس أنها الأكثر قربا منك والأكثر صدقا في تعبيرك . كيف ستقنع ضابطا عسكريا بطريقة عشقك هذه والتي قد ينظرها بسخرية وبأنها شكل من أشكال السذاجة أو السخف ؟! كيف ستقنعه بأن ما تحمله في تلك القارورة يمثل شيئا عزيزا لديك وأغلى من كل هذه الأشياء التي اعتاد هو أن يراها ويفتشها في المطارات وعند الحدود ؟! العسكريون واقعيون ، وعمليو التفكير ، وقلما يأبهون لأمور تتعاطى بهذا الشكل الشاعري الحالم ، بل غالبا لا تنطلي عليهم هذه العاطفة الغريبة ، ولا يخدعون بها بسهولة وخصوصا في النقاط الحدودية والمطارات الشديدة الحساسية . ولذلك رأيته يمسك بالقارورة ويقوم بعد فتحها بسكب التراب الذي بداخلها على ورقة بيضاء ثم أخذ يفتش ذراته بجهاز صغير وَمَّاضٍ ..
في ذاك التراب المسكوب على الورقة رأيت وطني .. كل وطني من شماله الأزرق إلى جنوبه الأخضر . في ذرات ذلك التراب رأيت بعين قلبي بحار الوطن وخلجانه ومضائقه وجزره ونوارسه وشطآنه وأطفال حاراته وهم يركضون بطفولتهم الحافية وراء كرة مهترئة نصف ممتلئة بالهواء أو يرسمون أحلامهم بطين البراءة على رمل واد أو شاطيء بحر .. رأيت جباله الشاهقة بجميع ألوانها . رأيت هضابه وتلاله . رأيت صحاريه الذهبية . سهوله المنبسطة . أوديته . أفلاجه . عيونه . قراه . بيوته . أسواقه . نخيله وغاباته وقلاعه وحصونه وكل تاريخه المتجذر في أعماق الحقب والدهور . رأيت وجوه أهله البسطاء . سمعت ضحكهم . كلامهم . قصص أساطيرهم . أشعارهم . مواويلهم . ولحظتها . لحظتها فقط ، وقد انبسطت أمام عيني كل هذه الصور الغالية تعمق حزني وازداد ألم قلبي كوني على شفا أن أرحل عن كل هذا الذي رأيت وسمعت وشممت ولمست وعشت !! لم يُظهر جهاز كشف الممنوعات أي شيء مخالف . في عين الضابط كانت مجرد حفنة عادية من التراب . أعادها إلى جوف القارورة ثم أغلق الأخيرة . هذه المرة بدت ملامحه غير متجهمة وهو يناولني القارورة مبتسما ويعتذر بخجل على الإزعاج الذي سببته لي إجراءاته وطلب مني أن أعذره . لم أحتج أو أرتج . فالمهم أنه أفرج عن الوطن !!
عذرته وقدرت باحترام بالغ واجبه . هو الآخر حتما يحب مثلي الوطن . يعشقه . يقدس ذراته . يراه أغلى شيء بالدنيا يحبه ويخاف عليه . تختلف الطرائق فقط !! كان صديقي أحمد ناصر ينتظرني بقلق بالغ في قاعة المغادرين وعند نفس الطاولة التي طلبته أن لا يبرحها حتى أعود ..
ـــ سلامات . شو صاير ؟! وليش أخذوك معهم لغرفة الضابط ؟!
أخـرجت القارورة الصغيرة من جيب قميصي . وضعتها على الطاولة التي بيننا وقلت وأنا أضحك :
ـــ هذه التي أخذتني إلى هناك !!
ـــ قارورة ؟!
ـــ وأغلى قارورة بالدنيا !!
ـــ أنت غريب الأطوار يا عيسى !! تحمل ترابا داخل قارورة يعرضك للشبهة والمشاكل ؟!
ـــ وما يضير أن أحمل ترابا داخل قارورة ؟! أتعرف أنت ما يكون هذا التراب ؟!
ـــ .......... ؟!
ـــ إنه تراب الوطن !!
ـــ تراب الوطن ؟!
ـــ أجل . تراب الوطن !!
ـــ آااه . الآن فهمت !! أنت لم تتغير أبدا في طرائق عشقك الغريبة هذه !!
ـــ جميل أنك وصفتها بطرائق عشق !!
أعدت القارورة في جيبي وأنا ألمح صديقي أحمد مطرقا يفكر بصمت .
ـــ أحمد . ما بك يا صديقي ؟!
سألته ، فرفع رأسه ناظرا إليَّ . شيء من الحنان الكبير الممزوج بالخوف شف من تلك النظرة العميقة بعينيه وانعكس فورا على نبرة صوته عندما تكلم :
ـــ عيسى أخي . أنا خايف عليك !!
إرتفع حاجباي بدهشة :
ـــ خايف علي ؟! من شو ؟!

وكأنه يصارحني بسر خطير أجابني وهو يخنق نبرة صوته ويتلفت بعينيه في حذر :
ـــ من أفكارك الغريبة هذه . من آرائك ، ومن كل شيء له لون سياسي . أنت تفهم ما أقصد .
وكنت قد فهمت فعلا ما يقصد . وكان ما يقوله أو ينبهني إليه بداية لنقاش حامٍ ، اعتدنا عليه وعلى رياح عواصفه في مقاهي ثرثراتنا . لكني بتلك الساعة التي كنا فيها بالمطار لم أكن مهيأ نفسيا ولا ذهنيا لأي نقاش أو لأخذ ورد في أي حوار ساخن . الوقت ضيق ، كما إننا في آخر لقاء نلتقيه ولا أريد أن أختمه بشيء مزعج ، لذلك قلت له بابتسامة ملطفة للجو :
ـــ لا تقلق يا صديقي . سأحتفظ بهدوئي .
قاطعني بصوت بدا مبحوحا وهو يجاهد أن يجعله أكثر انخفاضا :
ـــ أنا لا أريدك أن تحتفظ بهدوئك فحسب . بل وبصمتك أيضا .
الكلمة الأخـيرة الآمرة التي سمعتها منه كانت أشـبه بـلاصـق قـوي مضغوط وضعه على فمي . " الصمت " تلك الكمَّامة الكريهة التي مضى عليها ملصوقة بفمي حتى الآن عامين ، منذ حادثة إعتقالي واستجوابي ومنعي عن الكتابة ، ومنذ رجعت ظهرا من ذلك المكان الغريب وأنا دون فم . قلت وأنا أتجاوز صور هذه الذكرى المؤلمة :
ـــ حاضر يا صديقي . سأحاول .
خرجت هذه الكلمة من حلقي مغتصبة ولها طعمٍ مُـر . في ثانية الصمت التي تلت ، انطلق بغتة صوت ميكروفون المغادرة الأنثوي مناديا جميع المسافرين بالتوجه فورا إلى بوابة المغادرة رقم ( 7 ) . ما زلت أحفظ جيدا هذا الرقم والصوت الذي نطقه .
يا الله !!
لم أتصور أن الثلاثين دقيقة التي كانت متبقية لي هنا بالمطار قد اقتربت من نهايتها وأنه لم يتبق منها إلا عشر دقائق . عشر دقائق فقط وأغادر مودعا صديقي ووطني بكل أرضه وسمائه وهوائه ووجوهه وأصوات أهله . عشر دقائق وأصعد بعدها الطائرة لتطير بي بعيدا جهة المجهول . خلال هذه الدقائق العشر ، وقفت وصديقي قبالة بعضنا بعضا . هزمتني الدموع في تلك الوقفة فأجهشت بالبكاء وأنا أحضنه مودعا ، حتى تركت صدره مبقعاً بدموعي التي بللته . أحسست بكفيه الحانيتين تربتان على عضدي وهو يقول وشعاع عينيه ينفذ إلى روحي بكل قوته ويستقر فيها مثل نور الله :
ـــ خلي بالك من نفسك يا صديقي .
ـــ إن شاء الله أخي . وأنت أيضا .. لا أوصيك على صحتك ..
يهمني أن تكون بعافية وخير دوما .
ـــ لا تقطعني .
ـــ أعدك .
تلاقى وجهانا .. شد على راحة يدي مبتسما ..
ـــ كن كما عهدتك رجلا وقت الجد .
ـــ ونذلا وقت الهزل .
ضحكنا .. لم أنصرف مباشرة عنه . انتهزت تلك الدقائق القليلة التي تبقت لي بالمطار لأظل فيها معه . قلت له وأنا أضبط كاميرا التصوير بهاتفي :
ـــ دعنا نصور معا آخر صورة سيلفي لنا قبل أن أسافر عنك .
وقفنا متلاصقين ويد كل واحد منا مشبوكة في يد صاحبه وعلى وجهينا إبتسامة مرحة واستعددنا للتصوير . " تشك " . سابقت الزمن الذي يلتهم ما تبقى لي من وقت هنا ، وأرسلت الصورة الملتقطة بسرعة إلى هاتفه . آخر صورة للذكرى تجمعنا معا قبل رحيلي . انكفأنا في الصمت .. كانت دمعة صامتة تجري بجانب أنفه منحدرة من عينه . أسرع يمسحها بأصابعه .. آلمني بريقها الحاد الأشبه بلمعة مدية .. كتمت ألم وخز شعاعها وأنا أفتعل إبتسامة باهتة أقاوم بها أنا الآخر موجة جديدة من الدموع على وشك أن تنحدر من عيني .
ـــ هو أنا رايح جبهة حرب عشان نقلب وداعنا ميلودراما ؟! هي أربع سنوات وأعود إليك وربما بجنون أشد !!
أشرق وجهه ضاحكا وقد إنقشعت سحابة الكآبة التي كانت تغشاه وقال بتفاؤل كبير وكأنه يقرأ كف طالعي :
ـــ بل حتما لا محالة ستعود عاقلا .
ضحكت مستخفا بنبوءته :
ـــ حتما لا محالة ؟! وما الذي يجعلك واثقا وبشدة من إحساسك هذا ؟!
ـــ أظن أن القدر يرسم حظك هناك بشكل أجمل . حدسي لا يخيب .
ـــ سنرى .
وكمن يسحبني بقوة من يدي ، عاد نداء الميكروفون بقاعة المغادرة ينبه بضرورة توجه المسافرين فورا إلى البوابة رقم ( 7 ) . وأنا أسمع هذا النداء ، شعوران شداني بتلك اللحظة إلى اتجاهين مختلفين : بلدي التي سأرحل عنها الآن وبلاد بعيدة تناديني أن أسرع أنا بانتظارك .. بين قطبي بلدين إحتدم عذابان في قلبي : وداع وطن سأرحل عنه ولهفة حلم إلى وطن آخر أهم بالسفر إليه . تنهدت في ضيق وألم . خمس دقائق تبقت . كنت فيها أشعر كاني أموت ببطء .

ــ عيسى ..
همس صديقي وقد انقلب وجهه كئيبا جدا وكثير التجاعيد والانكماش هذه المرة . أنصتُّ وأنا أتشبث بيديه وعينيه :
ـــ نعم أخي أحمد ..
أحاطني بذراعيه .. ضممته بكل حرارة الوداع . كنا ندرك أن فراقنا بات وشيكا الآن ..
ـــ لا إله إلا الله .

قال فأكملت :
ـــ محمد رسول الله . مع السلامة أخي أحمد .
ـــ الله يحميك ويوفقك أخي . مع ألف سلامة . إنتبه لنفسك .
ـــ الله خير حافظا .
تفالتت أيادينا المتوادعة ، وانصرفت عنه مهرولا باتجاه بوابة المغادرة التي تفضي مباشرة إلى ساحة المطار ، حيث هناك تنتظرني طائرتي . كان رقم ( 7 ) المثبت أعلى البوابة يضيء مع سهم الإتجاه بلون أبيض ، وكأنه يرشدني إلى إتجاه القدر الذي ينتظرني . ألم الوداع والفراق أثقلا كاهل روحي وقلبي وجعلاني أشعر ببطء واضح في خطاي وكأني أجر ورائي كرة ضخمة من حديد .
كانت تلك الوقفة الوفية التي تبقت من آخر صور وداع صديقي لي توجع قلبي . كنت أتابع سيري متلفتا خلفي وناظرا إلى صديقي ويدي تلوح له مودعة . إلى أن وجدتني أمام عتبة البوابة الإلكترونية التي إنفتحت لي فجأة وأمامها رأيت نفقا طويلا مسقوفا بعرض مترين . حتى هذه البوابة المتواطئة مع القدر ، شعرت بها تدفعني دفعا هي الأخرى جهة الرحيل . دلفت أنا والمسافرون في جوف ذلك النفق الذي أوصلتنا نهايته إلى باب الطائرة الذي عنده كان ينتظرنا أحد طاقمها . إذ ذاك ، وبمجرد ما دخلت هذا النفق ومشيت ، كانت صورة صديقي أحمد قد اختفت ، ولم أعد أراه .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
ملحوظة مهمة :*
@ هذا الفصل يتبع الرواية التي عاكف حاليا على تأليفها.
@ العنوان الذي في هذا الفصل ليس هو العنوان الأصلي للرواية .
_________________________

اسطورة لن تتكرر
12-07-2020, 10:14 PM
صَـبـاحي أنـت !!
صَـبـاحي أنـتِ !!
https://up.omaniaa.co/do.php?img=1892 (https://up.omaniaa.co/)

تُـهـاتِـفُـني بِـوَشْـوَشَــةٍ
كـلحـنٍ هـادِئٍ مُسْـكـِرْ

بعـذْبِ الشِّـعـرِ . مـا أحـلىَ
صَـبـاحُ الشِّـعـرِ إِذْ يُمْـطِـرْ !!

صَـبـاحُ الخيرِ _ قـالـتْ لي
بِـبـالي أنْـتَ يـا أسْـمَـرْ

وليسَ سِـواكَ إِذْ أصـحُـو
بشـوقٍ كُـنتُ مَنْ " أَنْـطُـرْ "

هُنا ( وَجْـدٌ ) بـروعـتِـها
بكُلِّ جـمـالـها المُـبْـهِـرْ !!

تُـذَرذِرُ شِـعـرهـا عِـطـراً
عـلى " التَّـهْـزِيجِ " إِذْ تُـبْـحِـرْ

هُنا ( وَجْـدٌ ) تُـصـافحُـني
بكُلِّ فُـؤادِهـا الأخضـرْ

بِـمـا حَـولي - إِذا مَـعـهـا -
أكـادُ أكـادُ لا أشْـعُـرْ

تُـغَـيِّـبُـني عنِ الدنـيـا
تَـصـيـرُ العـالَـمَ الأكـبـرْ !!

بكُـلِّ الدِّفْءِ يَـغـمُـرُني
كذاكَ المِـعْـطَـفِ الأصـفـرْ

هَـلاَ بالشـامِ يـا قـلـبي
ويـا عـيـني التي أُبْـصِـرْ

هَـلاَ بِدِمَشْـقَ يـا وَجْـهـاً
بَـهَـىَ بالنُّـورِ إِذْ يُسْـفِـرْ

صَـبـاحُ القـهـوةِ الأشْـهـىَ
بجـنـبِ الفُـلِّ والزَّعـتـرْ

وفـيروزٌ على المَـغْـنىَ
كأنسـامِ الضُّـحـى تَـعـبُـرْ

صَـبـاحي اليومَ مُخـتـلـفٌ
فسَـجِّـلْ أيُّهـا الدفـتـرْ !!

صَـبـاحي أنـتِ غـالـيَـتي
يَـذُوُبُ على فَـمِـي سُـكَّـرْ !!
شِـعـر / سعيد مصبح الغافري
على بحر الهَـزَج
مفاعيلن مفاعيلن
2019/07/17م _ دمشق
__________________________

اسطورة لن تتكرر
12-07-2020, 10:14 PM
�� ... وفي النَّـزْفِ وَطَــن
... وفي النَّـزْفِ وَطَــن

https://up.omaniaa.co/do.php?img=2950 (https://up.omaniaa.co/)

أدمـنـتُ فـيـكَ محـبـةً يـا مَـوْطِـني
ومِنَ الهَـوَىَ ما لـونُـهُ الإدمـانُ

عُـذراً أتـيـتـكَ في دمـوعِ قـصـيـدتي
والحُـزن فـيهـا كـمـا تَـرَىَ ألـوانُ

عَـمَّ الفـسـادُ . فهـل هُـنـا من مُصـلِـحٍ ؟!
رَبِّ اهْـدِ قـومي . إِنَّهُـمْ عِـمـيـانُ

فالسـارقـونَ بَـلا حـسـيـبٍ نَـهْـبُـهُـمْ
وبَـلا رقـيـبٍ يَـكـثـرُ الجِـرذانُ

هُـمْ في النـعـيـمِ تَـمَـرَّغـوا . ما هَـمُّـهُـم
شَـقـيـتْ بِـلادٌ أو بَـكَـىَ إِنـسـانُ

هُـمْ كالذئـابِ تَـسَـتَّـروا بـظـلامِـهِـم
وبِـذا النـهـارِ كـأنـهـم حِـمْـلانُ

والخـائـنـونَ وقـد تـعـاظَـمَ جُـرمُـهُـم
مـا مَـسَّـهـم فَـقــرٌ ولا حِــرمانُ !!

يـمـشـونَ في طـولِ البـلاد وعَـرضِـهـا .
أيـن المـشـانِـقَ ؟! أيـنَـهُ السَّـجـانُ ؟!

في كُـلِّ عُـمري ما رأيـتُ وَقــاحَـةً
مِـثْـلُ التي يـبـدو بها الخــوَّانُ !!

لا يَـسـتـحي مِن بَـعـدِ كُـلِّ فِـعــالـهِ
يَـمـشي وتحـسـبُ أنَّـهُ " الـرَّيــانُ " !!

سَـيَـظـلُّ عــاراً مسـتحـيـلاً مَـحْــوَهُ
مهما يُـزَيِّـنُ وَجـهـهُ الـلـمَـعـانُ

في مَـردَمِ التـاريـخ ، ذاكَ مكـانُـهُ
سَـيَـغـورُ فـيـهِ ويَـطْــوِهِ النـســيـانُ !!

فـخـيـانـةُ الأوطــانِ أقــبـحُ فِـعــلــةٍ
ما بـعـدهـا صَـفْـحٌ ولا غُـفـرانُ

بـلـدي وإني في دروبِ صـبـاحـهِ
لـتـكـادُ تـقـتـلـني بـهِ الأحــزانُ

فـالـوافـدونَ عـمـالـةٌ مُـحـتـلَّـةٌ
الله يـرحــمُ هذه الأوطــانُ !!

https://up.omaniaa.co/do.php?img=2940 (https://up.omaniaa.co/)

لا أفـتـري فـيـمـا أقــولُ . أمـامَـكُـمْ :
السـوقُ يـحـكي وذلك البـســتـانُ !!

فالهـنـدُ والبـنـجـالُ فــاضَ وجــودَهـم
وكـذا تـمـددَ هـاهـنـا البَـتَّــانُ !!

مَنْ فَــتَّـحَ الأبــوابَ ؟! حـتى أنـهـم
عَـمُّـوا الـربــوعَ كـأنهم طــوفـانُ !!

مُـتَـحَـكِّـمـونَ بـقُــوُتِـنـا وعِــيـالِـنـا
ولهـم يَــدٌ في أرضـنـا ولـسـانُ

مِن مَـنـزلٍ أو مَـلـبـسٍ ، إِرجَــع لـهـمْ .
أرأيـتَ ذُلاًّ مِـثْـلَ ذا وهَــوانُ ؟!

بـلـدي وأمشي في زِحـامِ وجـوهـهـم
أَعُـمانَ ذي ؟! والـرَّطــنُ " هـنـدسـتـانُ " !!

https://up.omaniaa.co/do.php?img=2941 (https://up.omaniaa.co/)

لـن تـرتــقي هذي البـلادُ إلى العُــلا
ما لـمْ يَـكُـنْ في قـلـبـهـا إِيـمانُ

فـانـقِـذْ بـلادكَ يـا أخي . كُـن أنـتَ مَـن
روحـاً وقـلـبـاً ذلـك المـيـدانُ

وابـنِ الصـروحَ بـهـمـةٍ جـبـارةٍ
واجـعـلْ بعـزمـكَ يَـسـطـع البُـرهـانُ !!

والـهـبْ رفــاقـكَ إذ يـرونـكَ قــدوةً
والخـيـرُ فـيـكُــمُ أيـهـا الشــبَّـانُ

https://up.omaniaa.co/do.php?img=2942 (https://up.omaniaa.co/)

فـإذا بَـنَىَ هـذي البـلادُ شَــبـابـهـا
حـتـماً سـتـرحـلُ تِـلـكُـمُ الغــربـانُ

لا مسـتـحـيـلَ أمـامَ شَـعـبٍ نـبْـضُـهُ :
إِنَّـا جـمـيـعـاً مخـلـصـيـنَ ( عُــمـانُ )

شِعر : سعيد مصبح الغافري

البحر الكامل
___________________

اسطورة لن تتكرر
12-07-2020, 10:16 PM
â‌¤ معها ذات همس â‌¤
معها ذات همس


https://up.omaniaa.co/do.php?img=3304 (https://up.omaniaa.co/)

في ثغرها
قبلة تناديني تعال
وبصدرها ضمة دفا
وليل وجنون
ما للصبر عنده مجال
ويلح في صوت الظما :
- خذني بكل الشوق فيك
خذني أبيك
عيشني فيك
في بعض مشوار وزمن
إن ما لمسنا واقعه
نقضيه في مرسم خيال
______________
https://up.omaniaa.co/do.php?img=3306 (https://up.omaniaa.co/)

تجي بالبال
وأحس إنك قريبه مني بانفاسك
أضمك في حضن شوقي
وأعيش بنبض إحساسك
______________
https://up.omaniaa.co/do.php?img=3302 (https://up.omaniaa.co/)

ياخذ شبه من اللي أحبه وأهواه
نفس الملامح : وجه مع طول مع قد
ونفس الطبع ماخذن من سجاياه
ونفس الأناقة ف ذوق الاثنين ما حد !!
______________

يسعد مسا هالليل لي فيه إنت
مثل القمر وابهى من النور لي فيه
مستفرده بالحسن من وين سرتي
إنت جمالك فوق محدن يوازيه
______________
https://up.omaniaa.co/do.php?img=3303 (https://up.omaniaa.co/)

في عطر هذي الأنوثة اللي فيك
يحتويني غيم ليله ماطرة
يا ملامح نادره
كل حسن ( ن ) يوصفوا لي
شفته فيك !!
______________
https://up.omaniaa.co/do.php?img=3305 (https://up.omaniaa.co/)

فيني أبكي لو معي قلتي : تعال
وهاك صدري فيك تفرح فيه وتبكي
وما لقيتك لا حقيقه ولا خيال
واختنقت بكل دمعي قبل محكي

بقلمي ونبضي / سعيد مصبح الغافري _____________

اسطورة لن تتكرر
12-07-2020, 10:16 PM
مدارات الممكن ..
مدارات الممكن ..

https://up.omaniaa.co/do.php?img=1838 (https://up.omaniaa.co/)

كان ممكنا أن ندخل تجربة البحر وأن نخوض في أعماقه رهان الحياة أو الموت . كان بوسعنا أن نغامر بأرواحنا في الطريق الواقع في قلب مدار العواصف والمسمى الحب . كان سهلا أن نجرب لسعة النار بالتوق وصفعة البرد بالفقد. كان غير صعب أن نعيش جوع الجسد وأن نرى في الحسي منه عذاب الرغبة الناهشة بتوحش في أشد مواضعنا سرية وتكتما وغموضا . كان ممكنا أن نستظل باللهفة وقت اشتداد حر الحنين وأن نتخذ من الحضن معطفا لشتاء الحرمان . كان سهلا علينا أن نحرض شموع المواعيد ومخمل أبجدية الياسمين وأن نغمز لعين الوقت كي يتوقف بنا عند ركن قصي بمقهى يفيض بدفء عشاقه الساهرين .
كان بالإمكان أن نعيش القبلة عارية وكما خلقتها لحظة الإحساس قرب شجرة كينا أو فوق جدار صغير شاغر لاثنين من دنيا الحب أو في رصيف ليلي ، نحن فيه آخر من بقي متسكعا ، يضيء فراغ السكون ، ويعزف على قرميد الصمت نوتة لحن الهدوء المثرثر في الهزيع الأخير من البوح . كان من غير المتعذر لو سلكنا سكة الغرام أن نذوب في اللهب من دون أي ضمانات لما بعد كل انصهار يكون .

https://up.omaniaa.co/do.php?img=1846 (https://up.omaniaa.co/)

كان بمقدورنا لو ملأنا تلك المسافة القصيرة بيننا بضميم الأصابع أن نتعانق بجرأة ونصير الورود التي تمشي بعطر أحاسيسها علنا ودونما ارتباك . كان ممكنا أن نصير مطرا ناعما من قصيدة في الدروب التي ليس لها منتهى تنتهيه . كان يسيرا بـ ( أحبك ) أن تتناسخ أرواحنا على المسرح العبثي في اليوم مليون مرة .

https://up.omaniaa.co/do.php?img=1840 (https://up.omaniaa.co/)

كان باستطاعتنا أن نرسم حلما ما بألوان الحب في صورة بيت صغير من غيم يصلح لإقامة إثنين يعشقان المبيت على متن غيمة شاهقة . كان من البساطة بمكان أن نقنع الريح بأنا فرسين طليقين ، من جنون مجنح ، وجامح ، وصعب الترويض . كانت ممكنة جدا كل مدارات الممكن هذه المتلبس بعضها بالمستحيل .
لكن . لماذا نبحث في كينونة الممكن وفي احتمالات ما قد / وما قد لا يكون ؟! ومانحن عليه الآن في الواقع أجمل بكثير من أي ممكن كان أو سيكون !!
بقلمي / سعيد مصبح الغافري

اسطورة لن تتكرر
12-07-2020, 10:17 PM
âڑ« وداعـاً وموعـدنـا الآخـرة
وداعـاً وموعـدنـا الآخـرة

ــ شاعر يـرثي نفسه ..
حَـسْـبـي أشـعـارٌ أنـثُـرُهـا
كـوُرودٍ في كُـلِّ مَـكَـانِ
حَـسْـبـي اوراقٌ أكـتُـبُـهـا
إِنْ مُـتُّ سَـيَـبـقىَ دَيْـواني
سـعيد
أن يـرثي شاعراً نفسه وهو ما يزال حيا يرزق ، فـلا غرابة ؛ ففي الشعر العربي قديمه وحديثه شعراء عديدون رثوا أنفسهم قبل موتهم ؛ مالك بن الريب الهذلي نموذجا وكذلك بدر شاكر السياب وأمل دنقل وهاشم الرفاعي وسميح القاسم وغيرهم كثير . فالموت بتعبير سارتر " قلق وجودي " ، ورثاء الذات هو في الحقيقة ــ كما يقول الكاتب شـوقي بـزيـع ــ محاولة يائسة لـرتـق ثـوب الوجـود الممـزق . فسامحوني .


https://up.omaniaa.co/do.php?img=3220 (https://up.omaniaa.co/)

وداعـاً وموعـدنـا الآخـرة

كَـمـا لـحـظََـةٍ .لـمْــحَـةٍ . نـبـضَـةٍ .
كَـمـا وَمْـضَـةٍ مِن سَـنـاً عـابِـرَة

أخـيـراً يـودع هذي الحـيـاة
وفي يَـدهِ الحـلـم والتـذكِـرَة

وفي فـمـهِ مِن بـقـايـا صـراخٍ
على معـبـرِ المـوتِ اسـتـحـضـرَه

تَـرَجَّـلَ مِن فَــرَسِ الشِّـعـرِ مَـيْـتـاً
بآخــر مـا كـانَ قد سَــطــرَه

مَضَىَ في غـروبٍ حـزيـنٍ . تـلاشـىَ
ولـم يَـبْـقَ منـهُ سُـوىَ دفـتَـرَه

وما الفـرق إِنْ مُـتُّ أو كُنتُ حـيـاِّ ؟!
أنـا غَـمْـرُ حـرفٍ . فـمَـنْ يَـذكُــرَه ؟!

رحـلـتُ بـصـمـتٍ كـما يـوم جـئـتُ
بـلا أيِّ ضَـجٍّ ولا شَـوْشَــرَة

وداعـاً لأرضٍ زرعـتُ بـقـلـبـي
وكانت من البـدءِ في الـذاكِــرَة

سأرحـلُ عنكِ فـلـسـطـيـن عُـمـري
وتـبـقـيـن في الشِّـعـرِ والخـاطــرَة

تـأوَّبَ وجهُـكِ في منـتـهـايَ
ويـا لـيـت أبـقىَ لكي أنـظــرَه

ويـا لـيـتـني قـبـل هذا الـرحـيـل
لـمـسـتُ تـرابـكِ . ما أطـهــرَه !!

ويـا لـيـتـني في دماءِ شـهـيـدٍ
فـذاكَ هو الحـظُّ والمـفـخــرَة !!

ولكنني قد طـواني الـرَّدَىَ
بهذا الفُـراشِ ، وما أحـقــرَه !!

سَــلامٌ لـقُـدسٍ . لـيـافــا . لـعـكـا
لأخـتٍ عـرفـتُ من النـاصــرَة

لكُـلِّ السـنين التي عـشـتـهـا
مع النـبْـضِ والنـزْفِ والمحـبــرَة

سَــلامٌ عـلـيـكِ دِمشـقُ الحـنـيـن
لـبـغـداد . بـيـروت ، والـقـاهِــرَة

لكُـلِّ بـلادِ العــروبـةِ ، مني
سَـــلامٌ وحُــبٌّ ... مع المعـذرَة

هو المَـوتُ . لابُـدَّ مِن دربـهِ .
هو المَـوتُ حَـقٌّ . فمَـنْ يُـنـكِــرَه ؟!

فـلا كُنتُ أول مَنْ سـار فـيـهِ
ولا كُنتُ آخـر مَنْ يـعـبــرَه

وإني تُـرابٌ على الأرضِ يَمـشـي
وإنَّ المَـرَدَّ إلى الحـافِـرَة

وداعـاً لـكـم يـا رفـاقي وداعـاً
وداعـاً ، وموعـدنـا الآخــرَة.
شعر / سعيد مصبح الغافري
على بحر المتقارب
فعولن / فعولن / فعولن / فعولن
أكتوبر 2019م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسطورة لن تتكرر
12-07-2020, 10:17 PM
صَـــلاة
صَـــلاة
https://up.omaniaa.co/do.php?img=3786 (https://up.omaniaa.co/)

عصراً بحديقةِ تشرين (1)
لاقتني أجملُ شاميةْ
بعيونٍ خُضْرٍ أُبصرها
في فَخرٍ تهتفُ : سُوريةْ !!
تُهديني آخِرَ ما كَتَبَتْ
أُهديها نُصوصاً شِعريةْ
ما أحلىَ الجَوُّ إذا معها
أمضيهِ بوقتِ العصريةْ !!

@ @ @

" سناء " إسمها وهي الضياء
إذا مرت فما أحلى المساء
يغار البدر منها إن تجلت
وتحسدها على الحسن النساء !!

@ @ @
https://up.omaniaa.co/do.php?img=3785 (https://up.omaniaa.co/)

بين حائك. بين بائك
عشت عمرا في وفائك

ما أحيلاه زماني
تحت ظل من سمائك

إن تكن دنياي سعدا
كل هذا من عطائك

ألف أهواك وقلبي
كل ما فيه دمائك

فتعالي يا حياتي
وارم ذي الدنيا ورائك

أنا قلب لو تغيبي
ظل مشتاقا لقائك

@ @ @

هذا حطامي أتاك بوجهه العربي
مدي يديك لأنسى فيهما تعبي

@ @ @

ومن عينيك هذا الليل يبدا
ومن خديك لاح الصبح وردا
ومعذرة إذا اختصرت حروفي
فلن أحصي لحسنك أي عدا

@ @ @
https://up.omaniaa.co/do.php?img=3781 (https://up.omaniaa.co/)

لو يوما أبصرتك فيه
لعذرت الأصفر إن خجلا
ببنفسج ثوب أنت به
للجو الفاتن ألف هلا

@ @ @
https://up.omaniaa.co/do.php?img=3783 (https://up.omaniaa.co/)

أنا ما عرفتُ الخمرَ إلا بعدما
قادتني نحو نبيذهِ شفتاكِ
أدمنتُ فيكِ إذا التقينا قُبلةً
لا كأسَ بعد مَذاقِها إلاَّكِ !!

@ @ @

هذي جيوشك فاجتاحي بها مدني
إني فتحت لك الأبواب فانطلقي
ثغري وثغرك يلتقيان فاشتعلي
ذوبي بكلك في شفتيّ واشتهقي
خلف القميص فؤاد بابه لهف
قدي القميص ونحو الباب استبقي

@ @ @

أسلي فؤادي إن تـزايدَ هَـمُّـهُ
بـبَـرٍّ وصـيدٍ أو نـبـيذٍ ومُطـربِ
ولا صـيدُ هذا البـرُّ أنـسـىَ خـيـالـها
ولا عُــودَ زريـابٍ وكـأسٍ ومَشـربِ
أشعار / سعيد مصبح الغافري

(1) أكبر وأجمل الحدائق العامة بالعاصمة السورية دمشق وهي قريبة من جبل قاسيون.

اسطورة لن تتكرر
28-08-2020, 10:07 PM
�� مـاذا لـو عـدنـا ؟

ï؟½ï؟½ مـاذا لـو عـدنـا ؟

https://up.omaniaa.co/do.php?img=8734 (https://up.omaniaa.co/)

ماذا لو ينفرط شعور القلب بذي اللحظة ويقول :
اشتقتك ؟
ماذا لو أفتح شباك عصافير حنيني المحبوسة في صدري من يوم غيابك عني ؟
ماذا لو حملتها النسمات إليك وحطت برفيف الأجنحة المشتاقة قربك ؟
ماذا لو عدت إلى السطر الأول للحب وصرخت كطفل مولود للتو : أحبك ؟
ماذا لو أن الله يعيد إلينا أول درب سرنا وأول فل ممزوج بالدفء ضم يدينا ؟
وأول ذرذرة من سكر شفتيك على سمعي :
- كلمني عنك ..
ماذا لو أنَّـا عند البحر الآن وبحماس يدي هاتين أزنر خصرك ثم إلى الأعلى أرفعك وأتركك سابحة كالنورس في الجو ؟
ماذا لو تـنـفـلُّ ضفائر شعرك ويستيقظ فيها جنون الرقص مع الريح وأنت بسكرة ضحكتك النشوى ؟
ماذا لو ما كان وكان يعود هنا فأرى " كلودا " (1) تعبر بالصدفة شاطئ هذا العشق العلني وتصيح برفيق معها :
(( شو بدك أكتر من هيك ؟! ))
ماذا لو أنَّـا اليوم بنفس العاشرة مساء ؟ وغيوم العطر الهامس تهطل من فستانك ناعمة ولها ألوان الليلك .
ماذا لو أبصر قامتك الولهى أمامي وذاك التوق الظامئ في عينيك يومئ باللهفة :
خذني بحضنك ....
ماذا لو حقا يرجع ذاك الوقت الحلو ونحن بمقهانا نرتشف نبيذ مشاعرنا وكلام الأعين المتزاحم ببريق النظرات السكرى ؟
ماذا .... ماذا .... ماذا .....
تتجاذبني أمواج شتى لصور الممكن واللا ممكن ..
هل من أمل في رجعتنا حقا ؟!
هل من قطرة ضوء تسقط في ظلمة حاضرنا المطفأ هذا ؟!
هل من شيء منا يعود ؟
هل من بعث ؟
هل من يوم قيامة بصراط نمشيه إلى الفردوس المفقود ؟
قولي يا محياي وموتي
قولي بربك ...
بقلمي / سعيد مصبح الغافري ______________________

(1) كلودا الشمالي ، فنانة لبنانية معروفة

اسطورة لن تتكرر
04-02-2021, 11:54 PM
الدفـتـر يَـهـوي من يدها ...


https://up.omaniaa.co/do.php?img=8862

الدفـتـر يَـهـوي من يدها ...

الدفـتـر يَـهـوي من يدها ...
وركضتُ بقلبٍ يَـتَـعـثـرْ

أفؤادي كنتُ أنـاولـهـا ؟!
أم كنتُ أسلمها الدفـتـرْ ؟!

أخذتهُ بـرِفْـقٍ وابتسـمتْ
في خـجـلٍ قـائـلـةً : تُـشْـكَـرْ .

ومَضَتْ والمـوجُ بعينيها
للأعمقِ يسـحـبُ . للأخـطـرْ

كانت بأنوثـةِ إمرأةٍ
لا أحـلىَ منها . ولا أنضـرْ

شـقـراءٌ . يـالي إِنْ وُصِـفَـتْ
لا فَـنٌّ يكـفي إذا صَـوَّرْ !!

كانت في أبـهىَ طلتها
بأنـاقـةِ فسـتانٍ أحـمـرْ !!

وقـوامٍ ريَّـانٍ حُـلـوٍ
يَـتَـثـنىَ في خَـطـوٍ أشـقـرْ

ولـهـا نـهدانِ وبينهما
نـهـرٌ بضـيـاءٍ لا يُقـهـرْ

وضـفـائـر شَـعـرٍ ذَهَـبـيٍّ
كمَـدَى مِن قمحٍ في بَـيْدرْ !!

وخـدود ناعِـمـة ، تبدو
كبياضِ النرجسِ إِذْ أزهـرْ

وعـيـون من بحـرٍ صـافٍ
كم فيها بشـوقٍ مَنْ أبحـرْ

وفَـم مِن شَـهْـدٍ . مِن كَـرَزٍ
والشـامةُ في طَـرَفٍ عـنـبـرْ

ووَميض الدرِّ وقد بَسَـمَـتْ
كبـروقٍ . كصباحٍ أنـوَرْ

وهـمـيس يتمـوسـقُ عـذبـاً
فأذوبُ بكلي في السـكر

ورذاذ من عِـطـرٍ عَـبِـقٍ
كـربـيـعٍ بسـحـابٍ أمـطـرْ

وشـباب يضـحـكُ منطـلـقـاً
بفـؤادٍ من وَهَـجٍ ، أخـضـرْ

آهٍ لـو كُـنـتُ بـرفـقـتِـهـا
في حـظٍّ مُـبـتـسِـمٍ أوفـرْ

إني لا أطـمـحُ في شـيءٍ
إلا لـقـياهـا ، لا أكـثـرْ .

وحـديثٌ حـلـوٌ يجـمـعـنـا
لطـلـوعِ الفـجـرِ مَعـاً نـسـهـرْ

ذابـتْ في الزحـمةِ . لـم أَرَهـا
ورجـعـتُ فـؤاداً يتحـسـرْ

لا يمـلـكُ إلا دهْـشـتُـه
وحـروف تـرسـمُ ما أبصـرْ

يا أجـمـلَ صُـبـحٍ في نـظـري
مثلي إِنْ داخَ بـهـا يُـعـذرْ

أنـا روحٌ إِنْ مَـرَّ جَـمـالٌ
مِن أبـسـطِ شـيءٍ تُـسـتـنفـرْ !!

كَـبَـروا مَنْ كانوا في عـمـري
وبـقـيتُ بقـلـبٍ لا يكـبَـرْ !!
شعر : سعيد مصبح الغافري
بحر الخبب

اسطورة لن تتكرر
04-02-2021, 11:54 PM
وطني عيناكِ â*•


https://up.omaniaa.co/do.php?img=9746 (https://up.omaniaa.co/)


وطني عيناك

عيناكِ مرافئُ من عِشـقٍ
وجـنونُ ريـاحٍ شـرقـية

عيناكِ نجـومٌ من أَلَـقٍ
عيناكِ لـيالٍ سِحـريـة

عيناكِ صـلاةٌ . تسـبيحٌ
سُـوَرٌ بعـيونٍ كُحـلـية

يـا أحـلـىَ امراةٍ إذ تبدو
كقصيدةِ شِـعرٍ مَـرئية

مِن غـربٍ كانت أو شَـرقٍ
أو أيِّ بِـلادٍ عَجْـمية

إني بمـزاجٍ عـربيٍّ
لا تلكَ بعيني ولا ذِيَّـه

أَوَ تحـلـو الدنيا ؟! ولا فيها
هِـنـدٌ أو سـلـمىَ أو رَيَّـة

يـا مَنْ مَـرآهـا يجـعـلـني
أبدو في حـالٍ عِشـقِـيـة

وأطـيرُ أطـيرُ بأبجِـدَتـي
عصفوراً يرسـمُ حُـوريـة

هي نـورُ العـينِ ، إذا طـلَّـتْ
فالأرضُ فصـولٌ ورديـة

هي كُـلُّ الكُـلُّ . هي الدنيا
وَطَـنـاً مِن شَـمسٍ ذهـبية

وَطَـنـاً ممتداً في قـلـبي
بجـذورِ جـدودٍ وهُـوِيَّـة

مِن مِصـرَ الخـيرِ ، إلى يَـمَـنٍ ،
لـعِـراقَ الحُـبِّ ، لـسُـورِيَّـة ،

فلأرضِ الأقـصىَ ، لخـلـيجٍ ،
للمغـربَ أنـدلُـسـاً حــيَّـة

هِيَ سِـتُّ الدنيا بـيـروتٌ
هِيَ مَسْقـَطَ . طَـنْجَـةَ . سَـلْـمِـيَّـة

ما غير سِـواهـا تُـسـحِـرني
أُنْـثىَ بعـيونٍ عَـرَبـيَّـة
شِعر / سعيد مصبح الغافري
_____________________

اسطورة لن تتكرر
04-02-2021, 11:55 PM
أكـثـر مِن زاويــةٍ أنـتِ ..


https://up.omaniaa.co/do.php?img=10304

أكـثـر مِن زاويــةٍ أنـتِ ..

كُـلُّ الزوايـا في حــديثــكِ روعـةٌ
أحــتــار فيها : أيُّـكُـمْ يتكـلـمُ ؟!

هل ذي الشِّـفـاهُ الناعـماتُ وما حَـوَتْ
مِن كلِّ وردٍ مُشـرقٍ يتبـسـمُ ؟

أم بَحّـةُ الصـوتِ المُحَـلــىَّ طَـعـمُـها
بمـزيجِ ضِـحـكٍ سُـكَّـرٍ يَـتَـرنَّـمُ ؟

أم ذي الجدائـلُ ؟ يا بـيـادِرَ كَـسْـتَـنـا !!
نامـت حـريـراً فـوق صـدركِ تَـنْـعَـمُ

أم غـيمُ عِـطركِ حـينَ ذرذرَ بالشَّـذَىَ ؟
وشَـذاكِ هَـمْـسٌ مِـثـلُ وحـيٍ يُـلـهِـمُ

أم ذي النـعـومةُ باليدينِ كمَخْـمَـلٍ
لأرقّ أُنـثْـىَ صـافحـتني تُـسَـلِّـمُ ؟

أمْ ذِيِـكُـمُ العــيـنُ الكحـيلــةُ ، لـيلـها
بـبـريـقـهِ الأخَّـاذ تـرقـصُ أَنْـجُـمُ ؟

أم روعـةُ الفـسـتـانِ ؟ طـلَّ أنـاقَـةً
فـوق الأريـكَـةِ حَـيَّـرتْ مَن يَـرسُـمُ !!

أمْ نَـهْـدُكِ الوضَّـاءُ فـوقَ سُـفُـوحِـهِ
القـلـبُ مِن درسِ الهَـوَىَ يَـتَـعـلَّـمُ ؟

أم ذلك القـدُّ المُـرَبـرَبُ عــودُهُ
والريحُ مِن فَـرطِ المَـيـاسَـةِ تُـضْــرَمُ ؟

تـأتي جـمالا عاصِـفـاً. ما حـيـلـتي ؟!
وأمـامَ حُـسـنـكِ كُـلُّ روحي تُـهْــزَمُ

أنـتِ الحـلاوةُ كُـلـها . مَنْ ذا الذي
- بـاللهِ قولي - مِن جـمالـكِ يَسْـأمُ ؟!

ظِـلِّـي بـنـبـضي نَـشْـوةً لا تـنـتـهي
ظِـلِّـي كأحـلىَ ما أرىَ أو أحـلـمُ
شعر / سعيد مصبح الغافري
على بحر الكامل .
_____________

اسطورة لن تتكرر
04-02-2021, 11:55 PM
وَرَا الصـوره â‌¤


https://up.omaniaa.co/do.php?img=10677 (https://up.omaniaa.co/)

وَرَا الصـوره

.... ومِن بَـسْـمَـهْ على الطـايـر
أصـادفـهـا ولـهـا أنْـشَـدْْ

ومِن هَـمْـسـة " صَـبـاح الخـيـر ".
تـقـولـيـهـا بِـشِـفـاهِ الـوردْ

ومِن لـمَّـا ابـتـدا المـشـوار
وجَـمْـعـتـنـا جُـسُـور الـود

ومِن نَـظْـرةْ وَلَــهْ بِـعـيـونْ
ومِن ضَـمِّـة دفـا بـالـيّد

ومِن هـاتـفْ نِسـافِـرْ بَـهْ
حَـكـي وأشـعـار مـا تـنـعَـد

ومِن أحـلامْ . مِن أفـكـار
نـرسـمـهـا بـعـيـونِ الغَـد

ومِن أشــواقْ تِـدفـعـنـا
لمَـقْـهـىَ ، وطـاولـهْ ، ومَـوْعِـد

ومِن لـيـلْ ، وشِـفـاهِ تـذوبْ
في قُـبْـلـهْ بـنـارِ الـوْجـد

ومِن حـزنـي ، واصـراركْ :
" أبـي تـفـرحْ . غَـصـبْ . لابِـد ".

ومِن دَمْـعِـك إذا سـافَـرتْ :
" أَمـانَـهْ لا تـطـيـل البـعـد ".

ومِن صَـرخـةْ ظَـمَـا : " ويـنَـكْ ؟ "
ومِن عـاصِـفْ حـنـينْ اشــتـد

ومِن صِـدْقِ الـوَفـا اللي
لـمَـسْـتُـهْ فـيـك بـأولْ وَعـد

قَـدَرتْ أعـرفْ مِـنُـو إِنْـتي
وَرَا الصـورهْ . وَرَا المَـشـهَــد

كِـفـايَـهْ شِـفْـت كَـمْ مَـوْقِـفْ
بـيـعـطـي عـنْـك أجـمـلْ رَد

وأذكـر في مسـا لُـقْـيـا
واحـنـا بـشَـطِّ ذاكِ المَـد

وحـنـانَـكْ وأنـتِ كِـلِّـكْ عُـمْـقْ
رَسَـمْ لـي مِـيـن أنـتِ بِـجَـد

عَـرفـتْ بـداخـلـكْ إِنـسـانْ
جَـمـالـه يـفـوق كـلّ الحَـد
شِـعر / سعيد مصبح الغافري
_____________________

اسطورة لن تتكرر
04-02-2021, 11:56 PM
ميـســون


https://up.omaniaa.co/do.php?img=10837 (https://up.omaniaa.co/)

ميـســون
... وإنْ غـابَ صـوتكِ . ضحككِ عني
يُطلُّ كما المـوتِ وَجْـه السـكـونْ

يضـيقُ الزمـانُ . المكـانُ . الفضـاءُ
تصـير الجهات كهذي السجونْ

فما اليـومُ ؟! ما الوقـتُ إنْ مـرَّ بي ؟!
بدونكِ - ميسـون - صِـفـراً يكـونْ !!

وماذا النهـارُ ولا أنـتِ فـيـهِ ؟!
بـلا أيِّ طـعـمٍ ولا أيِّ لـونْ !!

وما اللـيلُ إنْ فـاضَ دون ضـياكِ ؟!
بدونكِ أعمى كـثـيرَ الشـجونْ !!

أراكِ كبُـشـرىَ . كـعـيدٍ . كشِـعـرٍ .
كـرسـمٍ . كمـغـنىً بعـذبِ اللحـونْ

كظِـلٍّ رؤومٍ . كدربٍ تضـاءتْ
لخـطـوٍ أكـيدٍ وفـوق الظـنونْ

فإنْ عـدتِ بعد غـيابٍ طـويلٍ
ولاقـاني منكِ شَـذَىَ ميسـلـونْ

حضـنـتُـكِ بالشَّـوقِ أوْبَ إنتظار
وبسْـتُ بحُـبٍّ عَـمـيقَ العـيونْ

وقلـتُ بكلِّ جُـموحِ الصَّـدَىَ :
أحـبـكِ جِـدًّا لأقـصىَ جُـنونْ

هنا اليوم أنـتِ على قـاب قـوسٍ
" تـيـافـا " صـداكِ : غداً عـائدونْ

هنا اليوم أنـتِ ؛ عـبـيرٌ يطـوفُ
وهَـمْـسٌ يُـرىَ بـين كـافٍ ونـونْ

فـأنتِ الحـياة ونـبـضُ الوجـودِ
وجـنةُ ذي الأرضِ لـو يعـلـمونْ

ورغـمَ الصـعـابِ ورغـمَ العِـدا
وما يُـبـطـنـونَ وما يُعـلـنـونْ

مَـعـاً يـا حـيـاتي سَـنَـبـقىَ هُـنا
لـنا الأرضُ والنخـلُ والزيـزفـونْ

سَـنـبـقىَ نُعـاندُ طَـيـش الرصـاص
سَـنـبـقىَ وإِنَّـا هُـنـا صـامِـدونْ

نُجـدِّدُ بالـروحِ عـزمَ الفِـداء
ولا يـأسَ فـيـنـا ولا يحـزنـونْ

فـلا تـقـلـقي إِنْ تـأخـرَ فجـرٌ
سـيـرحـلُ ذا اللـيـل إذ يرحـلـونْ
شِــعـر /سعيدمصبح الغافري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ