المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ أرشيف الشعر والخواطر والقصص ] نتاجات الكاتب والشاعر ( شموس الحــــــــــــــق )



اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:02 PM
جروح نازفة....(فصحى)


آهات الذكرى أحزاني
والشوق اليم أبكاني
وشفاه تشكو من ضمأ
نار في جوف عطشان
وجروح تنزف مهجتها
وقيود السجن وسجاني
ودموع رجال اسكبها
وقلوب تنبض نيراني
والروح يذوبها الالم
تشكو من غربة اركاني
انهكها الصبر وخطوب
تسأل عرافة فنجاني
تزهر من دمعي تذكار
ونجوم الليل وعنواني
وحروف تنزف من الم
ترجمها الشعر بديواني
أشواقي ريح وسيول
فيض في ساحة ودياني
رباه حياتي بلا شمس
يبريها الحب وايماني
وصلاة الفجر ودعوته
وقيام الليل وقرآني
يأسرني الشوق لميناء
وشراع طاف بأشجاني
و سروج تعدوا برجال
لعلاهم صوت ناداني
وابي والعصبة عزوته
وديار الأم وأخواني
ورفيق الروح وتوأمها
كانت في حلي سلواني
وسأدعوا الله وأساله
حب وسلام واماني
فحياتي وعد أنجزه
ميلادي حق انساني
ولعبد لله اخا عمر
ارويها قصة الواني
وشموس تشرق بديار
وغروب يكسوا شطآني
وستبقى ذكرى مؤلمة
ناقوس ذكر نسياني
أحزاني سفر ورحيل
لن انسى دفتر احزاني
فالذكرى تنسج حلتها
أشجان تكسو جدراني
فاليوم كتابي أرفعه
وسارفع كفي وبناني
لسمائي وطن و جناح
كسر اوثاني وهواني
وزمان اوصد خنجره
مالت في شوكة ميزاني
قد حانت صرخة ميلادي
اعلن ميثاقي وبياني
تاريخي موت ودموع
واليوم شروق بكياني


بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:04 PM
سدرة...(فصحى)
سدرة الحب وروحي.. أحلى مافي العمر ذكره
وردة حلت بقلبي طالع السعد وبدره
لونها ظل ونور .. مزهريات و زهرة
في ظلام العمر طلت نجمة الليل وقمره
بات قلبي في انكسار سال دمعي بين عبرة
نار شوق في ضلوعي اشعلت في الجوف جمرة
وانطفى نور الحياة حلوها قد صار مره
تلك اقدار القضاء راضيا خيره وشره
رب اكرمني سناها في عيوني كل نظرة
رب احفظها ملاكا في بحار العمر درة
واجمع الشمل بخير من شتات بعد هجره
ذاك ارجوا من الاهي واجب الحمد وشكره
قصتي محظ ابتلاء .. طال شوقي بعد صبره
اين مني هينماتي اين شيطاني وشعره
انها بستان عمري وردة الحب و عطره
شمسها ميلاد نور.. مهجة العمر وسره
طفلة ذابت في روحي اسمها يا صاح سدرة

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:05 PM
فياض ....

خنجر والراس عمــــــــه هامته فوق الهمــــــــم
منزله ان حاز قمـــــــــه حد اصحاب الشمـــــم
منهجه قـــول وحكمــــــه ما سمعها في صمـــم
ياسعد من قال اسمـــــــــه عد فيـــــاض اليــــمم
زاهر عالي ونجمــــــــــه لاح من بين القمــــــم
صاحبه لا ما يذمــــــــه طبع طلاب الذمـــــم
سر حبه ما يضمــــــه ما عرف حد النمـــم
العقل يا ناس نعمـــــــه والجهل نار الحمــــم
من مشى دربه يتمــــه زل من دون اللمــــم
بوح صدري لو انظمه قاصر دون التمــــم
سيدي روحي ودمــــه خص قولــي ما عمم
والله غالي يسوى أمه مفخـــــرة بين الامم

بقلمي/ ناصر الضامـــري

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:06 PM
خاب ظني...

مادرى من خاب ظني في عناده قاهرني
من غرامي صار تاجر باختصار(ن) ظالمني
في عيونه مية كذبه باعني ما خاف ربه
اعرفه حبه وحبه هذا طبعه تاعبني
واعتذر لي بعد زله واشتكى بالجوف عله
خل صابر عوق خله والخطأ ما صار مني
قال : -في لحظة- وربي!! يا حبيبي انت حبي
كلها نبضات قلبي ما لها غيرك تحني
قلت : كذبك ما يفيدك والخطا برهان كيدك
الهوى ما صار بيدك شوف قلبك جارحني
هاذي خدعه من حبيبي اعرفه زين وطبيبي
من بعيد ومن قريب اشعر انه ذابحني
صار عادي في حسابه حارمني في غيابه
كل وقتي في عذابه في مزاجه شاغلني
في وصاله مالي خاطر دام قلبه عني صابر
خلني بالليل ساهر والنجوم تسامرني
ذاب قلبي في غرامي ينسى ايامي وسلامي
هذا اخر من كلامي دام ظنه خادعني
ماني راجع في قراري لا يحاول في حواري
عزة النفس اعتباري واحلف انه خابرني


بقلمي /ناصر الضامري

http://im78.gulfup.com/7AsDzc.jpg

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:07 PM
بحر الهوى ...... (فصحى)

اليها الشوق من في القلب شاطيها
ومرسى الحب .. والذكرى تشاكيها
اليها البوح ما في الوجد من الم
وراح النفس نور الحب يغشيها
وفي الق هيام الوجد أشرعة
ليوم في سنا الايام نلقيها
اليها الصبر حين البين موعده
شراع الحب يرسى في مآقيها
اذا الايام والاحزان موحشة
نديم الصبر بالآمال يرويها
كنور الشمس قلب زان مبتهجا
ينوء الذل و الآهات والتيها
وان كتبت شقاء في صحائفنا
امان .. صفحة الايام تطويها
رياح الشوق قد لعبت باشرعتي
وموج في بحار لا اجاريها
ضياع الجاه في عتماته عدم
بلا افلاك وسط التيه نفتيها
اليها الحب يامن طال غربته
سفين الشوق حان اليوم نرسيها
وحانت ساعة مالت لموعدها
رياح الوصل هبت صوب عاليها
اليها العود يا من طال موعده
وأشجان من الاحداق أهديها
الى شطآن شمس الحب مشرقة
عجاج الامس قلبي اليوم ينسيها
اليها الحب والاشواق والأمل
اليها الروح قربانا لغاليها

بقلمي/ ناصر الضامري
http://im89.gulfup.com/NWxs3Q.jpg

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:09 PM
لغة الضاد تشتكي .. (مقال)


طلبت ابنتي مني – وهي طالبة بالصف السابع – شرح نصا أدبيا في مادة اللغة العربية , وحينما قرأت ذلك النص وهي قصيدة "رجعت لنفسي" لشاعر النيل حافظ ابراهيم, أسرني مدى الابداع في هذه القصيدة , ولم أكتف بقراءتها فقط , حيث بحثت في الشبكة الالكترونية شرحها بالتفصيل وبالتحديد في موقع " منتديات التعليم " , فهي قصيدة تستحق التأمل لأنها تناولت جانب مهم وحساس , وهو موضوع اللغة العربية التي نفخر بها ونعتز بها نحن العرب , كونها لغة القرآن الكريم , وقد لعبت دورا كبيرا في حفظ العلوم والآداب والمعارف .

وفي العصر الحديث, برزت في الاوساط الادبية أصوات تنادي بأن اللغة العربية غير مؤهلة لاستيعاب العلوم الحديثة , ورأى الشاعر حافظ ابراهيم ان يرد على هؤلاء وصور اللغة العربية كأنها امرأة تخاطب ابناءها الذين اتهموها بالعقم وتطالبهم بالعودة الى رشدهم واكتشاف مكامن الابداع والكنوز في هذه اللغة ومفرداتها وتركيباتها اللغوية ومحاسنها , متعجبة من اتهامها بالعجز وهي لغة القرآن الكريم التي وسعت كتاب الله (لفظا وغاية), فكيف لها ان تضيق عما هو دونه كوصف آلات ومخترعات حديثة, متهمة ابناءها بالجحود والنكران وانها لم تجد فيهم الرجال الاكفاء الجديرين بإبراز مكنوناتها , وبالتالي قررت وأد هذا الجمال وهو حي .

عموما , قد تلاحظون مدى الترابط في هذا النص الشعري الجميل ومدى الترابط في الافكار ووحدة الموضوع في هذه القصيدة لاستخدام الشاعر الاسلوب السهل الواضح بدون غموض , متمكنا من استخدام الخيال الذي جسد اللغة العربية وكأنها امرأة او انسان يتحدث عن نفسه , مستخدما استعارة مكنية في قوله "ولدت فلما.." مشبها بالمرأة التي تولد , وايضا استخدم الاستعارة التصريحية بقوله "لعرائسي .." , واستخدم التشبيه البليغ في قوله " ولدت , وأدت .. " .

على اية حال, هذه بمثابة دعوة الى الزملاء شعرائنا في الساحة الادبية للمزيد من الاهتمام بلغة الضاد وعدم اهمالها وابراز مكنوناتها الفريدة واستخدام تركيباتها الجميلة في قصائدنا الشعرية, وعدم الميل الى السطحية العقيمة والركون الى تقليد الاخر . وانا على يقين, ان مجتمعنا وبيئتنا بتنوعها الفريد بين بدو وحضر وساحل وريف ...الخ , غنية بكنوز من المعارف والمفردات , وعلينا ان ننهل من هذا المعين, ونبرز ابداع لغة الضاد.



قصيدة "رجعت لنفسي"

رجعت لنفسي فأتهمت حصاتي
وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
ولدت ولم أجد لعرائسي
رجالا وأكفاء وأدت بناتي
وسعت كتاب الله لفظا وغاية
وماضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي


شاعر النيل حافظ ابراهيم

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:10 PM
يا حبيبي ......

انت حب وسلام
قبلة بين الانام
نور مصباح الظلام ...... يا حبيبي يا محمد

انت نور وسناء
يملا الدنيا ضياء
هدي من رب السماء ....... كل ما في الكون يشهد

مهجة الروح فداك
ليس للقلب سواك
قدوة نور هداك .... للورى حق و موعد

لا ذكرتك فاض مدمع
في رضاك الخير اطمع
من هداك القلب يخشع ...... سيد الالباب أحمد


بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:11 PM
غـــروب ... (نبطي)


اكتوى قلبي على باب الغياب
في ظلامي زاد شوقي للحبيب
بين آلامي واحلام الشباب
ضاعت البسمة من شفاه الطبيب
وبين احزاني وآمال السراب
سارت الخطوات في درب المشيب
احمل بكف(ن) عناوين الكتاب
وانثر بكف(ن) دموعي والنحيب
من ديار(ن) اشتكى منها العذاب
يوم حالي صار في حكم الغريب
ليتها الايام احسبها حساب
وليتها الاحزان ادفنها وتغيب
هذا قدري يا ملا بين الخراب
كل يوم(ن) صار من عمري سليب
يرتجي المكسور من صبره ثواب
ويرتجي المأسور من فرجه قريب
الصبر يا ساكني عين الصواب
والامل ما فات من لب اللبيب
واختفى المدفون في سر التراب
وما عرفت الذيب من صوت القنيب
لا سألت الليل.. ما رد الجواب..
(وغاب قرص الشمس في حدود المغيب)


بقلمي /ناصرالضامري

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:12 PM
أبحثُ عنها ... (نزارية)


أبحث عنها كل مكانٍ ..
أبحث في أعماق بحاري
لا أعرف من أسأل عنها؟؟ ..
من صور .. من أهل ظفار؟
أم بغداد .. أم بيروت
هل ذابت بين الأمصار؟
غائبة لو أعرف عنها
من يعلم عني ..أخباري؟
تتركني موت و غياب ..
إطلال.. آثار دماري..
وتلاشت.. حلم وخيال
تغريد.. وحنين كناري..
أربع من عمر و سنين
طافت من عين الاعصار
أبحث عنها كل زمان ..
ذاكرتي من دون خيار..
...
مزقني الحب ولملمني..
بعثرني .. بين الأحجار
ساحرة ..سرقت أحلامي
فاتنة .. باحت أطهاري
أحزان تنسج من ألم
نيران تشعل من ناري
ألوان تخرج من عدم ..
وغياب أنهك أسواري
...
أسأل عنها سرب طيور
تعرف من سكنت أوكاري
حتى أصداف الشطآن ..
ونوارس تحت الأمطار
يا امرأة لو تسأل عني..
مسرفة .. بين الاعذار
تتركني أغرق في بحر..
تأسرني تحت الأخطار
موج.. وظلام.. وجنون
والحب.. شراع وصواري
ومساء أسأله شوقا
عن طيف من دون خمار
البين .. سماء ورياح
العشق .. جناحي و شعاري
أبحث عنها كل مكان ..
أبحث في سر وجهار

أسال عنها كل قصور
ما بين غلام وجواري
أبحث عن شمعة غرفتها
ومرايا تكشف أسراري
جدران تكتب ذكراها
كعروس هزت اوتاري
تسكن بروازا ذهبيا
منقوشا بين الاقمار
دفترها حب.. وحروف
ودموع.. تسقي ازهاري
ترسمني قلبا مجروحا
ما بين كؤوس وسوار
تجريد.. بحر فضي
وسماء تنثر أنواري
أبحث عنها كل مكان
أبحث في ليلي ونهاري
...
غائبة في ظل نخيل؟
نائمة بين الاشجار؟
وأفتش في عش يمام ..
وأطوف قفارا وبراري
ميلاد.. أمل.. وشروق
عزم .. جد ..في إصراري
أبحث من عدم .. ووجود ..
كل زمان .. في أسفاري
..
وسأسئل عن إسم (عجوز)
تعرفنا عند الإسحار
وقطيع .. في لون ظلام
أشباح .. تتبع آثاري
و زحام وصهيل جياد
و بريق يخطف أنظاري
بحر.. وسماء.. وجبال..
وسهول.. بيد.. وصحاري
ليل.. ونجوم.. ومساء..
وحبيب نام.. وسماري
قمر .. وظلال.. وضياء
وأنامل تمسك أزراري
شعر.. ورياح ..وعطور
نعدوا .. نمشي .. كالاحرار
وشفاه عطشى .. وعيون
ودموع تسكب أوزاري
أصداء .. وخيال سراب
احلام .. تغزو أفكاري
هل ذاك جنون أم مس
أم رقص جنان في زار
أبحث عنها بين رموشي..
بين دموعي.. بين صَغاري
تكمن في دمعة أحداقي
تسكن أشجاني وقراري

الساعة حانت موعدها
سأعود الى ليل دياري
أزهاري تحمل بلسمها..
وشراع يمخر أنهاري
وأهيم الى زيف امرأة
أحزان تعزف قيثاري
مسرفة.. موت و غياب
تهجرني من دون حوار
لا أدري.. شاءت خاتمتي
أم شاءت عني أقداري
أم حظ مالت كفته
ما بين يمين ويسار
يا امرأة كتبت تاريخي
هل ذاك ختام؟؟؟.. مشواري..
واعود اليها طاولتي..
والى بستاني وجداري
واعود الى ظل امرأة
تسكن في دفتر أشعاري!!!
وسأرسم قبلات وداع ..
لا أدري.. هل فات قطاري؟؟؟
لا أدري.. هل فات قطاري؟؟؟
لا أدري.. هل فات قطاري؟؟؟




بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:12 PM
عنوان القصيدة (مقال)

يقال أن (القصيدة تعرف من عنوانها ).. (والعنوان قد لايجمل سيئا ولكنه يسيء جميلا)

يسرني أن أتناول جانبا مهما قد يهم الأخوة الشعراء في الساحة بسبلة كتاب الشعر وهو موضوع أختيار عنوان القصيدة والقدرات الابداعية في كيفية كتابة العنوان، مستعينا بالاراء ووجهات النظر المتاحة في الشبكة، طلبا للفائدة والتطوير في المستوى ، كون العديد منا لا نزال مبتدئين في كتابة الشعر وبحاجة الى معرفة تقنيات وأسرار اختيار العنوان لقصائدنا. فالقصيدة بمثابة مولود للشاعر ، وينبغي ان يسميه بالاسم المناسب لانها في نهاية المطاف تقترن بأسم الشاعر.

ولعل موضوع إختيار "عنوان" القصيدة يعد أمرا مهما وتقنية لاتقل أهمية عن كتابة النص بالنسبة للشاعر قبل أن يعلن أو ينشر قصيدته، لأن العنوان يعد بمثابة المفتاح للقصيدة ينطلق منها القاريء والمتلقي , ويراعى في عملية أختيار العنوان أن يكون مشوقا، مثيرا، مميزا وملفتا للنظر وجاذبا للمتلقي لكسب المزيد من القراء والمتلقين ، سواء أن يكون كلمة جامعة لما يحمله مضمون القصيدة أو حتى إختيار شطر من القصيدة كعنوان ، شريطة ان يكون مرتبطا بمضمون القصيدة وبالتجربة، وليس من المناسب إختيار عنوانا جافا يخلو من الخيال الشعري والقوة التأثيرية، وبالتالي يسهم في إضعاف القصيدة دون أن تحقق أهدافها الإبداعية أو الإنسانية، حيث أن العنوان يعطي للقصيدة معنى وصورة قوية، ويعبر عن مضمون ومحتوى القصيدة ويعطيها قوة وإثارة وجمالا، بينما العنوان السيء يضعف القصيدة وبنية النص وبالتالي يؤدي إلى أن المتلقي يقرأ قصائد لا علاقة لها بالعنوان.
وفي الحقيقة هناك شعراء كبار في الساحة الشعرية، معروف عنهم قدراتهم الإبداعية في إختيار عناوين ملهبة لقصائدهم كما هو الحال لدى الشاعر الكبير خالد الفيصل والشاعر المرحوم محمود درويش ، وعلى سبيل المثال لو تناولنا المجموعة الشعرية (أنين الصواري) للشاعر البحريني علي عبدالله خليفه وهو عنوان لإحدى قصائد المجموعة ، ويتميز هذا العنوان بالدلالات والايحاءات والصور الذهنية والبلاغية والمعاناة الساحرة مع الظروف القاسية والصراع بين المتناقضات في البحر والبر والليل والنهار، فالأنين صرخة إنسانية مسموعة ، بينما الصواري جامدة لكن الشاعر منحها الحياة وحولها الى إنسان يفرح ويعاني . وفي سبلة كتاب الشعر نجد العديد من الاخوة بارعين في أختيار العنوان على سبيل المثال لا الحصر اخي الشاعر سعيد مصبح الغافري نجد إحدى قصائده أختار لها عنوانا جميلا " عندما يغفو القمر" التي حملت لنا صور جمالية رائعة وابداع ورومانسية، مرتبطة بما ورد في المتن.
في الختام , لا يسعني الا ان أتقدم بالشكر الجزيل للإخوة أعضاء السبلة الذين يبذلون قصارى جهدهم من خلال ملاحظاتهم وتعقيباتهم المفيدة ، ونأمل من الجميع الاستفادة و المشاركة بأرائهم ووجهات نظرهم حول الموضوع أعلاه من أجل عموم الفائدة. وتقبلوا شكري وتقديري (ناصر الضامري)

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:13 PM
تذكرين ...(نبطي)

تذكرين ليوم شفتك كم هويتك تذكرين
ولا أنا بس يوم سعدي كل وقتي أذكره
تذكرين في ليل سهدي تشتكيلي وتسهرين
واليوم صار الليل وحدي أشتكيله واسهره
حتى الحنين بنار قلبي تشعلي ما ترحمين
ما تذكرين بماي عيني في خدودك أنثره
مرت سنة لو تحسبين الوقت كانه من سنين
ليتك في لحظه تذكرين العمر مره وسكره
حلم العمر كم ضاع منا يا ترى ما تشعرين
حتى الحنان وطار عنا شوف صبرك مصغره
لاتظلمي حلم الليالي والعمر لاتظلمين
ما طال حبل الظلم إلا يوم حال قصره
واليوم جيتك من ظلامي ياترى ما تعذرين
لو تسمعين الروح تصرخ يا حياتي معذرة
وانت العمر لو ماهجيت لكل ذنبي تغفرين
وما تبقى بين حبي والفراق إلا شعرة
المغفرة رب البشر يرحم عباده التائبين
واليوم أطلبها ذليل وانت أهل المغفرة
هاذي حياتي كل سناها بين كفك والجبين
أما بدونك عمري كله أدفنه في المقبرة

بقلمي /ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:15 PM
لا للسيجارة.. (فصحى)

إنما التدخين سم
وانتحار وخراب
ضيق حال في الصدور
إكتئاب والتهاب
يجهد القلب هموما
ينهك العمر عذاب
إختفت منه جيوب
أصبحت دون السراب
ضاع فكر و نعيم
في دخان وضباب
كيف ذاك الشر خل
منه لاتخشى الصحاب
انه ياصاح فخ
ذاك للشيطان باب
ذاك ثعبان تسامى
غارس في الروح ناب
حال سوء للجليس
نال من حسن الثياب
كم سقيم في حماها
شاب في عز الشباب
بين أحزان وهم
ضاق ألوان العذاب
يا حياة كيف تهني؟
بعدما طار الغراب!
يانعيم بات حل
للكلاب والذئاب
إنه محض حرام
بين في ذا الكتاب
معشر الاحباب هيا
كسروا عود الثقاب
واتركوا السيجار عزما
إنه عين الصواب
إنما العمر ثوان
في ثوان كالسحاب
لست أصبو لمنال
إنما هذا عتاب
هذا نصحي للرفاق
أبتغي منه ثواب
طيبات في سؤالي
هل أرى منكم جواب؟


بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:17 PM
سايلو ...

على الرغم من ضآلة حجمه .. إلا أنه كان شعلة من النشاط .. كلما رأيته لاتخلو يديه من عمل ما .. يحترم عمله .. لأنه مقدس بالنسبة له .. يسعد بإمتداح عمله ... يحسده الآخرون أحيانا .. يثير فضولي غالبا .. خاصة لغته العربية المكسرة.... كان حريصا أن يتحدثها بتكلف واضح .. ينهره عبدالحميد كثيرا .. لأنه مسؤول عن فريقه .. لا يعبأ به في أكثر الأحيان .. لأن مهمته أسهل مما يتصور هو .. يعرف كيف يبرر ما يقوم به .. لايحتاج لمساعدة أحد.. أقترب مني كثيرا.. كنت سعيدا بذلك .. دون أن يعلم.. كنت متأكدا من رغبته في التعليم .. وشوقه إلى ذلك الكتاب .. وأمله بحمله بكلتا يديه .. شريطة أن تكونا طاهرتين .. يعلم أنه كتاب مقدس .. يحاول أن يرتله بصوت له صدى في القلوب.. كان محتاجا للسكينة والاطمئنان .. كان مستمعا فقط .. يجيد فن الانصات .. يبرع فيه .. أخفيت أعجابي المتنامي بشخصه الضئيل .. أقترب أكثر مني .. سألته : عن إسمه ؟ .. أخبرني دون تكلف ..بأدب وإحترام .. قال : أنه سايلو .. بلكنة أعجمية.. وبإبتسامة لم تخلوا من الإستفهام .. أستغل تلك الفرصة السانحة .. أخذ نفسا عميقا ..أسترسل في الحديث .. تحدث بهمة واضحة .. بصراحة لم أفهم ما يقول .. ردد كلامه.. بعد أن جزأه ووزعه على عدة جمل ..إستخدم لغة الإشارة كثيرا.. وكذلك الايماءات المملة .. كان يعتقد أن كلماته قد تكون مفهومة الى حد ما .. خاصة القصد منها .. أذهلني حينما سمعته .. بالفعل كان يقصد شيئا لم يكن في الحسبان .. عكس ما أتوقع .. أكدت له بقولي .. ما في مشكلة !!.. أومأ بهز رأسه كعادته ....إستأذن بأدب ..إبتسم .. مشى رويدا إلى أقرانه .. أستعادت ذاكرتي حديثه معي ..أرمقه من بعيد ..ينظر إلي بنصف عين .. لم يأسف على طلبه .. لم يتردد كثيرا كما كان يتوقع .. تظاهرت باللامبالاة .. ذات يوم .. قسى عليه عبدالحميد .. أمسك يدي لأمر في نفسه .. إستعجل الأمر .. لأنه يدرك شيئا ما في نفسه .. لم يفصح عنه.. أنصت له كثيرا .. بتركيز .. بعض العيون كانت تتبع خطواتنا .. ومناجاتنا .. خلوة في زاوية .. وعدته خيرا .. تنفس الصعداء .. أعرت أمر سايلو أهمية قصوى .. إنها أمانة .. خشية الوقوع في الخطيئة .. من حيث لا أدري .. يكفي .. حسب الموعد كان موجودا .. لانه حريصا ودقيقا .. يحترم المواعيد أكثر مما أتصور .. ذاكرته تسبق تفكيره وزمنه .. لم أستعجل عليه .. بدأت المشوار بخطوة قصيرة .. إستوعبها بسرعة قصوى .. اؤمن بالتدرج .. و التسلسل الزمني والمنطقي .. يدرك حرمة ذلك الشهر .. ويقدسه.. لشعور في داخله لا أعلم مغزاه .. أكد بقوله : ما في خوف !!.. جوابا كافيا .. يخاف من الله فقط .. طمأنني وأنا بحاجة للطمأنينة أيضا .. أستعجل سايلو في خطواته .. وكأن ظله يسبقه .. كبحت جماحه قليلا .. إستوعب بعض التعليمات.. إلتزم فيها .. وضعها في إطارها المحدد .. سبقني الى الموقع .. لحقته بحذر .. وبحذر .. حركات مفاصله تؤكد طهارة قلبه .. بعض أقرانه لايزالون ينظرون اليه بإستغراب .. ينتبهون الى إيماءاته وحركات أصابعه .. يهز رأسه كثيرا مثلهم .. حينما يلتزم الصمت .. ويفضل الإنصات.. يعودون الى أحاديثهم الصاخبة .. لم يلتفت اليهم .. مضى في طريقه .. أخبروني رفاقه .. أكدوا انه جاد .. ألتزم حدود الصبر .. ذات مرة .. سألني عن شيء اثار استغرابي وذهولي .. بدون حياء .. أخبرته عدم الاستعجال .. وهو طاهر في كل الأحوال .. طالما يضم بين أحشائه قلبا أبيضا .. فهم ما أقصد .. وضعه في رأسه ولم يغفله على الإطلاق .. أوشك الشهر أن يودع سريعا .. كعادته .. إطمأن قلبي .. رأيته كانه كاهن في صومعته .. أقتنعت أن الوقت أوشك .. لقد حان الموعد ..كما أقتنع هو إيضا .. إستبدل إسمه وهيئته وكيانه.. في صباح يوم العيد .. وقف أمامهم بفخر .. نطق الشهادتين .. رتل الفاتحة بلسان أعجمي .. صاح أحدهم .. تكبير .. تعالت الأصوات .. جرت دموع العيد قبل موعدها .. تسمى سايلو بإسم سعيد .. لأنه أدرك أن الوقت حان .. ليكون سعيدا.. بعد أكثر من عام .. أخبروني إنه هناك .. بعد نجاح العملية المحرجة .. أبتسمت .. سألني أحدهم .. وعدته سأجاوبه لاحقا .. لأنها خصوصية .. عدت إلى غرفتي .. دونت قصة سعيد في مذكراتي .. مزدحمه بالدموع .. والذكريات الأليمة .. وواقع حزين .

أنتهت ,,,
بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:18 PM
*نص رسالة الى شقيقي عبده المصاب بمتلازمة داون

اليك ايها المشغول في ذاتك.. في تأملاتك اللامتناهية .. قد تكون خطواتك محدودة .. في طريق غير ممهد ... تتوزع على جنباته صخور تعترض الطريق .. رسمها قدرك المتفرد ببراءتك.. تراودني احيانا قراءات سردية لبريق عينيك .. يخترق قلوبنا وارواحنا ..نحن فقط نعرف سر كلماتك ... ومقاصدها .. وتاويلاتها .. ليس من الحكمة في شيء تجاهل تلك الكلمات البريئة .. تخرج حبلى من بين شفاه وليدة .. حبلى بالحب .. تنطق الوانا من الطموح .. احزان تتوالد.. من تحت قميصك الفضفاض .... وتتناسخ .. تزرعها بين ضلوعك المتخمة بالحنين ... أمك هي اول واخر من يشعر فيك ..وفي آلام قلبك ..اراك تقترب كثيرا من حضن ابيك .. تنثر ابتسامات وصرخات الم وشوق .. مزعجة احيانا .. لست وحيدا .. جميعهم ينتظرونك .. على مشارف الطرقات ... يسمعونك كثيرا .. يضحكون في الغالب .. تفهمهم .. تقترب منهم .. لا تعرف الخجل والحياء .. ايماءاتك تختزل الامل والامان .. رغم كل شيء .. كنت تسمع اذان الفجر .. تهرول قبل ابيك .. ترتل .. تسبح .. تركع وتسجد .. تطوي السجادة في المحراب .. لم ندرك ما يوحى لك بعد .. ما ذا تعني صلاتك ؟ .. تسبيحك ؟.. تلاوتك ؟.. تمتماتك ؟.. انها الفطرة الانسانية التي جبلت عليها ... يتساؤلون حينما تتاخر عن الموعد ..تدرك مواقيتهم .. ومواقيت رحلة الصيف .. كنت هناك موضع حديثنا ..حينما ترافقهم تنثر البهجة .. ترسم الابتسامات في وجوه كالحة ..شقت الدموع طريقها في تعرجات تلك الوجوه.. يترقبون كلماتك ..ليس لسبب ما .. فقط لانك تحمل البشرى والامل ..كالمطر .. كشمس الصباح .. كالإبتسامة .. ساعود اليك لا ريب .. سنترافق معا الى الشاطيء الحزين .. سنتحدث بجراءة بفطرتك المعهودة .. نمشي معا .. نضحك معا .. كنوارس البحر المنهكة .. تستلقي على شواطيء دافئة .. امضي أخي لا تأباه .. لا تنظر الى ما وراءك ... وما تحت اقدامك .. امنحني قوة من ارادتك الصلبة .. علمني بما تختزله روحك من صبر .. فانت مثلي الاعلى في الارادة .. مصابيح الشارع خافته .. لم يتبق الا بصيص ضوء .. يتسلل من بين اعمدة بقايا نخيل .. ..صدى نعيق غربان جائعة .. ومواء قطط شاردة .. يتذكرها زمن غابر .. منحوت اسمك هناك .. تبقى خالدا .. كهذه الشمس .. وهذا البحر .. ونجوم المساء .. يعكس غدير الماء صفحة وجهك ...مرسوم على وجه قمر السماء.. تختفي .. تغوص في قلوبنا .. وارواحنا... حينها لا يتبقى للقصة بقية . بقلمي / ناصر الضامري 2011

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:19 PM
شعاع الشمس


أجاري من سوالفهم واداري
واحفظ كلمتي من هـ الضياعي
وصون إسم حملته فوق راسي
أبوي العز من زين طباعي
أنا شاعر واحساسي حروفي
ونزفي ما ألف لبس القناع
رصين فـ بنيته سحر ومعاني
أصيل وما عرف لون الصناعي
عذوبة من قصيد لا نظمته
ولو بعض الحكي بس ماله داعي
شعاع الشمس منثور بأسمي
وأنا .. هل كيف من يحجب شعاعي؟
أحاورهم وطبعي ما أجامل
ولا أرضى بدون الاقتناع
حصاة السيل ما حدت دروبي
وأنا ما خاف من يلوي ذراعي
حصوني كلمتي شدة ومهارة
حصانة من هجوم او دفاعي
عزوم رجال في الشريان تجري
و سهمي صاب من ينوي خداعي
ولي في البوح قلب لو أحده
بلي حدود شيطانه شراعي
ولي جمهور يسمع لي بود
ولي أخوان فيهم حس واع
يشــــــرفني كلام لا كتبتـــــــــه
تلون من دما*.. أرض القـــــــــلاع
يأست من الرجا .. وما عدت أنسى
أنين الحال من سم الأفاعــــــــــي


بقلمي/ ناصرالضامري


*دما : الأسم القديم لولاية السيب

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:20 PM
رسالة الى روح جدتي

كالعروس النائمة .. ترقدين طاهرة من درن الدنيا ... في مثواك الاخير .. مطمئنة في خلوتك .. بعيدة عن هذا الزمن الغادر .. وعن دموعي .. وحيدة في نعيمك السرمدي ..غياهب برزخ .. لا تدركه عقولنا .. المح طيف خيالك بين أكوام نجوم المساء .. سابحة في بحر من النور.. اسمع صوتك يناديني قبيل الفجر.. يتردد في أركان روحي .. يشبه صوت أوراق الشجر ..وشروق شمس الصباح .. اسمع وقع خطواتك في دهاليز قلبي .. اشعر بان جمال الحياة تجلى من منظور تلك الابتسامة الشامخة .. لا تفارق عيني ..وذاكرتي .. اسمع تلاوتك العطرة .. خالدة في قلبي .. و ذاكرة اولئك الأطفال .. كابجديات حروفهم الملونة .. واقلامهم الصغيرة .. تخفق حنايا القلب شوقا اليك .. تنادي اسمك .. تزورين احلامي .. بلا موعد .. توقظين سباتي .. تحملين بكلتا يديك تينا وزيتونا .. تحملين الحب ومذاق الأمل .. تغمريني بعطفك كالعادة .. تبتعدين حينما احاول اقترب منك .. لاني اتذكر باني لازلت صغيرا في عينيك .. حينما كنت تضميني .. يزداد شوقي اليك .. اكره لحظات الفقد والغياب .. الى حد الالم .. لا اقوى على ذلك .. امسح دموعي .. يتردد صدى صلواتك ودعواتك .. انام تحت جنح الظلام.. وتحت دفء انفاسك .. لا احبذ الابتعاد عنك كثيرا .. لا احب اللعب مع أطفال القرية .. لازلت احتاجك كثيرا ..ليس خوفا .. انه حبك .. حينما قررت الرحيل خلف السحاب .. انطبقت السماء والارض .. ثمة اشباح سكنتني .. انصهرت في احشائي .. خطفت صمتي الابدي .. اقتحمت عجاج هذا الزمن الاسود .. القرية دونك اصبحت مقفرة .. تشبه قرية الاشباح .. ما اصعب الموت والميلاد .. الوجود والعدم .. ما اصعب القرية بدونك .. تبعثرت قطعان الأشباح في القرية.. تتستر خلف الظلام .. تحمل قناديل صغيره.. سلبوا كل جميل بالقرية .. وثمة اشياء صغيرة ..تبدو لي كذلك .. نسوا اسمك .. وشالك الاخضر .. لايزال معلقا على حبل في احدى اركان تلك الغرفة .. المظلمة الا من نور طيفك .. بحثت عنك .. سقط شعر راسي .. نضب الكلام .. اذرع غرفتي ليل نهار .. يتسلل نسيم الشتاء .. وقمر المساء .. وكل الفصول .. سافرت مع الرياح الموسمية .. لاتزال ريحة خبز الصباح عالقة بانفاسي .. وبأناملي الطفولية.. ستعودين لاريب .. سانتظرك عند حلول المساء .. تحت الريح والمطر.. فوق الرصيف المكسور .. رغم الظلام .. وعواء كلاب الليل .. تكسر صمت الابواب والاسوار .. سينتظرك الأطفال هناك .. عطشى لحكاياتك .. أشرعة تاريخك تجوب بحار ذاكرتهم .. و أسمك المشع بالنور والحب .. تنثرين شعاع الأمل .. توزعين هدايا العيد.. تنثرين الحرية في سماء تلك المدينة الفاضلة .. المنسية تحت أقبية الزمان .. تتزين بازهار الربيع .. واوراق الغار ..على رأسها اكليل .. كالنخلة الباسقة .. تحمل عش صغار يمامه .. في وجه الريح .

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:21 PM
لوحة دموع شمس

أعشق ذلك الشاطيء .. أركض فيه وحيدا أغلب الاحيان .. حينما لايزال صبية القرية نائمون .. أتبع النوارس الجائعة .. أحب اصطيادها.. شقي ذلك الشاطيء.. رسمت على ضفافه ذكريات طفولتي .. كتبت قصصا وروايات على صفحات رماله .. لم أجد لها أثرا في اليوم التالي .... أبحث عنها خلف الكثبان .. خلف سرب طيور سوداء .. لم تخني الذاكرة.. أعود.. لم تعد تنتظرني .. كعادتها قبل غروب الشمس .. أتذكر عصاها الغليظة .. حكاياتها .. نساء القرية تثير فضولي .. احلامي لاتزال صغيرة .... أمقت تلك القطط الجائعة .. ظلالها معلقة على جدران بيت جدي العتيق .. لم تكبر تلك الاحلام في نظري .. كما لم تكبر تلك الطفلة .. حملت اسم شمس.. مضت تتثائب .. تقهقه .. ترسم خطوات صغيرة .. تمسح دموع شوق..تنادي ليل نهار .. تنتظر من يرسم البسمه على وجهها البريء.. تبحث عن أنامل تمسد شعرها .. عن حضن دافيء .. تعبث بالأحلام .. تسمع تلك القصة القصيرة .. تتأمل كثيرا .. تضحك كثيرا .. تزرع بذور الامل ..أبحث عن الرفاق ..أسمع تاويلاتهم.. حتى وقت متاخر .. فتاوي الأحلام .. جاثم على سرير علوي.. احزان تملأ صدري ليل نهار .. أرسم وجه تلك الطفلة ودموعها .. لوحة طفولية .. دموع شمس .. خلفها ينام البحر .. اقرب الى روحي وانفاسي .. تغمرني بذكريات بسيطة .. انتظرها عند الشاطيء .. أحيانا خلف الزجاج .. تسأل عن هديتها .. تحمل هديتها .. لوحة دموع شمس.. تقرا تذكارات خلف اللوحة.. أقرب للتجريد .. خبأتها تحت الفستان .. قرب دقات قلبها .. اشعر بالنبضات .. امل الحب..تتذكر همسات في اذنها .. تتذكر خصوصيتها بين اشقائها .. تمشي بحذر وتأني .. لا تلتفت كثيرا للوراء .. اختفت شمس عن أنظاري .. كما اختفت لوحة دموع شمس.. أشعر باناملها على كتفي و وجهي .. اشعر بنظرات الاعجاب والفخر والشوق .. ذهبت بعيدا .. عادت الى غرفتها الصغيرة .. تتامل بفخر تلك اللوحة .. تضم وجه شمس.. ودموع شمس .. تسائلت كثيرا عن سر الدموع .. لم يكن احدا يستطيع ان يلمس اللوحة ..أو يلمس الدموع .. لم تنم تلك الليلة .. لم يغمض لها جفن .. تخشى نسيان الحروف المرسومة على اللوحة .. تخشى تبخر الالوان الخشبية .. ومياه البحر.. شمس فخورة بما تشاهد.. فخورة بأسمها المنقوش على أعلى اللوحة .. يشبه كثيرا اسم جدتها.. لم يكن لديها شك انها كانت شمسا.. تنير طريق العمر .. أبتسمت جدران الغرفة .. اكدت صحة مشاعرها واحساسها .. ابتسمت شمس .. وغاصت في اعماق ذكرياتها .. أغمضت عينيها .. لم لا ؟.. كانت هي وحيدة دون اخوتها في تلك اللوحة .. لم تنم شمس في تلك الليلة .. وحيدة في غرفتها .. تترقب عقارب الساعة .. نجوم الليل .. موعد الالم والدموع.. ذكريات تشبه النجوم .. قريبة من امها .. تمسح أمها جبين طفلها الصغير.. أنهكته الحمى.. تخشى عودة الحمى مرة اخرى .. تتاكد من انفاسه المنهكة ..تترقب صوت الهاتف .. تحبس دموع عطشى .. ليست كالاخريات .. امرأة من زمن اخر .. على صهوة فرس جامح .. كتمت كل شيء ..لم تبح بالاسرار .. لم تكلم احدا .. لم تشتكي لاحد .. عاهدت الصبر والالم .. لا تعرف شيئا غيره .. شامخة بعزمها الاستثنائي .. كانت طفلة صغيرة .. في مدرسة جدتي .. لا تزال تنبش دفاتري واوراق قصائدي المبعثرة على رفوف الملابس .. واوراق الشجر ..وعلى ضفاف الحب والامل .. صمتت كثيرا .. تاملت زوايا الغرفة والاماكن واركان المنزل .. سمعت حركة بسيطة هزت سكون الليل .. تحرك مقبض باب الغرفة بهدوء .. انفرج الباب رويدا رويدا.. خيال صغير يدخل الغرفة وسط الظلام الحالك .. احدث صوتا وصريرا خافتا .. كانت شمس .. هل يعقل .. لم تنام حتى الان ؟؟؟ .. دخلت الغرفة .. في يدها اللوحة .. قفزت الى احضان أمها .. جلست تتامل اللوحة .. تسأل امها ؟.... أين أبي .. همست بصوت طفولي : شمس تبكي لانها تهوى البحر ... ابتسمت أمها .. رغم الحزن .. صمتت قليلا .. قبلتها.. لم تستطع حبس دموعها .. نامتا على السرير معا.. استيقظتا بسماع تمتمات مؤذن الفجر..

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:22 PM
كلاب سوداء
قبل أذان الفجر .. استيقظت مذعورا.. حلم أزعجني كثيرا .. لا أعلم رؤية أم حلما .. اتلمس وسادتي وغطائي الاسود .. وكذلك جسدي .. استذكر تفاصيل الحلم .. كل تفاصيله عدا أجزاء بسيطة ... مفقودة .. لم أجد لها تأويلا في ذاكرتي.. فتحت ستارة سريري.. لونها أبيض ..أسمع رفيقي.. يقرأ سورة يوسف ... تجري دموعه .. يقلب ذاكرته .. همست بصوت خافت .. بالكاد يسمع همسي .. في نهاية المطاف.. سمعته يقول صدق الله العظيم ..كسرت خلوة صومعته الضيقة.. تعود على ذلك .. خاصة عند صلاة الفجر.. وبعد الصلاة .. يستفتونه أحلامهم أحيانا ..أولئك البائسون.. لايكسر خواطرهم.. اطلقوا عليه معبر الاحلام .. انه كذلك .. قراءاته المتراكمه في كتاب بن سيرين .. أعوام تربو على الثلاثة مضت .. وهو يقرأ كتب مهترأة .. عديدة لا أتذكر عناوينها .. أصبحت بالية .. بسبب إزدحام الأنامل والكفوف .. وبصمات صدئة بفعل الدموع .. سألني : خير !! .. أكدت له أنه خير.. قلت: أن البرد قارس .. مسحت عيني بكلتا يدي .. اخبرته : انه حلم كئيب على غير العادة.. بصوت خافت .. تحمحم ونظر الى بعطف .. مسح شفتيه بابهامه وسبابته.. أبتسم .. قال : مساحة ضيقة من الحرية.. تجاوز للاسوار .. دون أن يعلم أحد بذلك .. والا حرمت سنة النوم.. حينما تتجاوز الحدود الدنيا المسموحة بها هناك.. حينها قهقه الرفيق بصوت مسموع .. ضحك بطعم البكاء ..ثم أنصت لي كما ينبغي .. سردت له تفاصيل الحلم ..أردفت قائلا .. شروق شمس الصباح .. دار يعم بها الفرح .. أطفال تلعب بالتراب والطين .. نساء منهمكة في أعمال نسوية بالقرب من غياهب بئر القرية .. رجال تستظل شجرة .. كان أباؤهم يستظلون تحتها ايضا ..لايتذكرون كم عمرها .. أقترب كلب أسود من باب الدار ..أطل برأسه من الباب .. أنيس ليس كأقرانه في القرية..كما يبدو.. لم يدخل .. لانه يعلم أنه غير مرغوب فيه .. نجس بطبيعة الحال .. أعطيته قطعة خبز تجاوزا مني .. شمها كثيرا .. لعقها بحذر .. نظر اليها بين قدميه الممدودتين .. ونظر الى الدار من فرجة الباب الضيقة .. لم يعره احد اهتماما .. الا أنا .. شعرت بمودته نحو الدار .. بسط يديه .. وكذلك لسانه .. أمعن النظر الى الدار كثيرا.. لم يكن ناكرا للمعروف .. حينما طرد قطة أقتربت من باب الدار .. نبحها ثم هربت .. فضوله يثير أطفال القرية.. كثيرا .. يتتبع حركاتهم وقفزاتهم .. ينزق لصرخاتهم .. اهتمامه مبالغ فيه .. يراقب كل شاردة وواردة .. أدركت انه الحارس الامين للدار .. مضى اليوم دون ان يتحرك من محله أو يبارح موقعه.. لم يؤذ احدا .. رغم اقتراب بعض صبية القرية منه ..عند غروب الشمس .. لفت الانتباه كلب آخر .. اقترب من قرينه .. كان أسودا..عيناه حمراوتان.. ذنب طويل ملتو .. يقطر لهاثه من التعب ..وقف بجانبه أمام باب الدار ..أراقبهما حثيثا .. أتتبع حركاتهما .. يتبادلان النظرات يخططان لشيء ما ..حذران في ايماءاتهما.. أشعر بتشابههما كثيرا .. كأنهما من رحم واحد .. يتبادلان شفرات سرية .. لم أتمكن من فك تلك الطلاسم .. دون مقدمات .. دون سابق انذار .. قفزا فجأة .. أطلقا العنان لاقدامهما .. سابقا الريح .. عدو ينبأ بكارثة .. ضد الريح .. كسرا حاجز الصوت ..أفواهما فارغة الا من لسان أحمر يتدلى بشفق .. هروب ينبأ بخطر ..من المحتمل أنهما سرقا شيء ما .. لم أتنبأ به على الاطلاق .. سلكا طريق القرية المعبد .. يشبه لونهما الاسود .. أمتزجا مع الوانه .. تركا وراءهما أسئلة عديدة .. عدوهما يثير فضولي.. كما يثير فضول صبية القرية .. يعدون خلفهما .. دون سبب واضح .. عاد الصبية بعد أعياء شديد ..عدت الى فناء الدار .. استنطق المشهد.. أسمع صدى عواء الكلبان.. تردد في الاتجاهات الاربعة .. في الفصول الاربعة.. يبدو ان الكلبان اختصرا الطريق .. التفت نحو الرفيق إعتلى سريره.. يمسح دموعه برداءه الاحمر .. نهض واخذ نفسا عميقا.. واستطرد قائلا .. انها مجرد أضغاث أحلام !!.. اسدل ستارته .. اكمل قراءة سورة يوسف ...
ناصر الضامري (بقلمي)

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:23 PM
نعي المرحوم الشاعر حمد الخروصي

لانملك غير الدعاء والترحم على روح المرحوم الشاعر حمد الخروصي ، وهو قامة شعرية غنية عن التعريف ورمز وقدوة للشباب النابض بالوطنية والحب والامل .. ألتقيته سريعا وغاب عن ناظري سريعا.. وترك في القلب ذكريات خالدة .. أقترح لادارة سبلة كتاب الشعر المبادرة في طرح مسابقة او فتح المجال للكتابة او الرثاء لروح المرحوم كمشاركة وتخليد لذكراه رحمة الله عليه .. واستميحكم عذرا أن أبادر في رثاء المرحوم بهذه الكلمات البسيطة "نام بسلام" أرجو القبول..


نام بسلام

كلي امل اني اشوفك لحظة بعد الغمام
ودي احضنك واشتكيليك سيدي شوق وامل
لحظة لمحت لصورتك انسان عاشق في هيام
والحب ف عيونك حويته يوم شفتك في عجل
انسان شاعر في الوطن الوان من عذب الكلام
نبض الحروف بكلمتك أشجان من سحر و مثل
لا ما اصدق نور اسمك غاب في كوم الظلام
لا ما اصدق موعدك لا حان ساعات الاجل
محتاج اسمع قصتك في الحب وصروف السلام
أقدار مرت ساعة واليوم دمعي قد همل
أيام نورك يا حمد في دنيتي بدر التمام
هل يا ترى بدر المشاعر من سما عمري افل
لا ما افل ... مادام اسمك حاز أوصاف الامام
منزلك عالي طلته ما بين كيوان و زحل
ما غاب شاعر كلمته لو طار من سرب الحمام
لا ما يموت الحرف .. من انسان أوطان وأهل
ذكراك تبقى سلوتي وسط الاماني والزحام
كلما أنادي يا حمد .. أقمار طلت في خجل
مثلك شهيد بمنزله نام بسلام في سلام
حرفك رسالة خالدة.. ,نبض العوالي للأزل

بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
13-12-2019, 09:24 PM
مغـــتـرب .. (فصيح)

أنا من ديار عانقت
ألق الحضارة والحقب
يمن السعيد إذا سألت
فموطني ولها أجب
داري وأرضى والردى
مآساتي إني مغترب
ألم الحنين يضمني
والقلب عندي مضطرب
همدان حمير فزعتي ..
قحطان يعرفني النسب
نبع الأصالة موطني ..
تاريخ علم وأدب
وعقيدتي الإسلام عند
الله إني محتسب
وعروبتي وعد وعهد
في مواثيق العرب
كرار يعرفني الوغى
وكذا الكريهة و اللهب
وإذا الحياة كريمة
في معدني أصل الذهب
والبحر أشرعتي السماء
ولا يخوفني الغضب
في البيد محراث وساعد
لا كلالة أو تعب
وخميلها جنات عدن
زان رمان وعنب
أكتافي تحمل بندق ..
عز الكرامة في الخطب
في كفي ترقص خنجري
فنان يطربني الطرب
الحب يسري في دمي
والشعر إحساس عذب
نور العروبة موعدي
ان غاب عني أو غرب
هيهات .. أني يعربي
حاز ألوان القصب
حتما أعود لموطني ..
وأنا إليها أنتحب
صنعاء اني قادم ..
طال الطريق وإن قرب

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:40 PM
رسالة الى ابي
رغم نواميس الظلام .. اثقال الزمن .. الحرمان .. سنوات الصبر .. مرارة الانتظار .. يعرفني منذ الصغر ..أقلده في كل صغيرة وكبيرة.. رافع الرأس .. بكل شموخ.. منذ أن غرس في روحي بذور الحب .. امل مشرق .. لغد مشرق .. مضى الليل والظلام.. مضى مهزوما مدحورا .. انه العزم يا ابي .. انها ميلاد حرية بيضاء .. انه صباح العيد .. أقبل رأسك .. اناملك الطاهرة .. وقار لحيتك .. كبريائك .. اتذكر لحظة الميلاد .. كنت بعيدا هناك .. روحك معنا .. تعلمني ابجديات العيش .. ابجد هوز الحياة.. ميثاق الشرف .. تاسرني سماك الصافية .. نفحات ايمانك .. افاق بلا حدود .. نجوم تملا السماء .. باب الصبر والايمان .. ربيع الالوان.. تسكن حنايا روحي .. تسمو بانسانيتك .. كلمات لم تنصفك بعد.. لسمو مقامك وقدرك .. لانك قدوة أبدية .. وطريق عمري .. وملاذ صبري .. ستبقى رمزا خالدا.. تشبه اسمك .. مباركة خطواتك .. لم يعرفوك بعد .. لم يقراوا تاريخك .. وجذورك .. اخترت طريقا آخر .. نهايته ذلك البريق.. كم انا محتاج لك هاهنا .. دعواتك .. سجدتك .. ترنيماتك ..اسمك محفور في روحي .. وكرامتك .. امسك عصاك .. تحرث الارض حبا .. تنزع نصل خنجرك .. طال الانتظار ..ذبلت هدايا العيد. .. نظرات محدودة .. بصيرة عمياء .. تتربع على عرش الكرامة .. طار حجاب الظلام .. اهترئت ستائر الليل.. يخترقها بريق جبينك .. و وهج نورك.. يملأ المكان والزمان .. تتعاظم ذاتك .. تسمو.. اتلذذ بمذاق الصبر .. ومفرداته .. ورحيق الايمان .. ترفرف راية حمراء .. على صدور ثملى .. وجرح ينزف.. يسقى التراب .. يطفيء النار .. دموع المآساة .. تناثرت بقايا كؤوس الصبر .. تمطي جوادا اشهب.. يسابق الزمن .. يغمرني بردا وسلاما .. تتراقص طيور الليل امام عيني .. تبحث عن ملجأ.. كانها مذبوحة بخنجر اثري صدء.. تتخبط في عتمة الظلام.. تتوارى بعيدا ... قبل شروق الشمس.. قبل بزوغ فجر ابلج .. لم أتمناه ابدا .. لقد طويت السماء والق الحرية .. تناثرت ورود.. سقط مطر الشتاء .. الطريق وحلا .. لن تتراجع قيد انملة .. كما عهدناك .. حينما اعود .. أعانقك ..أرافقك ..الى الأبد .. ساعود لا ريب .. سوف تزف البشرى عما قريب .. أعلم ان الانتظار صعب .. والزمان صعب ..والامل صعب .. لينبت الزهر من جديد .. لتشرق الشمس .. ويهدأ البحر .. وتتلألأ النجوم .. سنقهر المكان والزمان ..سنختصر الطريق .. لن أتأخر.. أعلم ان الانتظار منهك.. والصبر مسرف .. والدموع قاهرة .. الا ان لقاءك يختزل الدنيا .. يختصر الحروف .. يبعث الامل من جديد ..
بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:43 PM
قهر الرجال ...

لا أعلم كنت نائما أم ماذا ؟.. ربما نائم بطعم الصحو .. أحلام يقظة مشتتة .. كل ما أذكره اني لا أرى شيئا أمامي ..معصمي يؤلمني ..لا أدري ما يدور في تلك الحافلة المقيتة .. تلك الرحلة الى مجهول .. برفقتي أشباح مجهولة.. أدرك انها حافلة متسعة .. خرجت من مكان يقع قريبا من البرج.. أستدارت الحافلة حول البرج ..شبه دورة كاملة .. سمعت دقات الساعة.. كأنها الحادية عشرة.. هي كذلك .. مضت في طريقها .. أتجهت نحو الغرب .. الشعور بالنعاس يغمرني .. أتلذذ بنعيم الصبر .. أقتربت تلك الحافلة من أودية سحيقة .. أسمع صداها يتردد في أذني .. جبال ضاربة في أعماق التاريخ ..سفوحها محفورة في الذاكرة .. أتذكر عجوز منهكة .. تتأمل الوادي ..أتذكرها حينما جلست القرفصاء.. تسقي القطيع من نبع.. لم يتبق منه الا النذر القليل..ترمق بعينيها بقايا ضلوع ذئب ضامره .. يتردد في مشيته.. تتذكر طفولتها .. وما تبقى من زينة تلك الليلة.. أبتسمت ..تعالت أصواتها .. تثير القطيع .. تستفز نبضات قلب الذئب.. عبرت الحافلة ذلك الجسر .. قريبا من واحة نخيل .. أخترقت حفيفها .. أشم حبوب طلع.. قديمة منذ سنين مضت.. بالقرب من الوادي .. بقايا اطلال مبنى طيني عتيق .. نحت تاريخه على ضفاف بالية.. لايزال ذلك الوادي يحمل بقايا مياه .. كانها ثعبان يتلوى وسط الوادي.. يتردد صدى البيادر .. ثمة جذوع يابسة .. عشش فيها اليمام .. بقربها بقايا ساقية .. تعصف الريح بصخب القيض .. لازلت نائما .. غارقا في احلام اليقظة السوداء .. في الطريق شعرت بقرب شخص ما .. أزعجني كثيرا بصخبه.. التزم الصمت فجأة .. أستفز أنصاتي له .. على الرغم انه احيانا يردد كلمات تبدو لي غير مفهومة.. لاأدري ما ذا تعني .. يرددها لمرات عديدة .. يلعق دموعه بلسانه ...وبقايا دماء جروح على معصم ضعيف .. كان ظلام ما يكتم الأنفاس.. ألتزمت الصمت .. اسمع قرقعة.. وحشرجة أحيانا .. وريحة دموع .. أسئلة لم أعرف أجوبتها بعد .. يلاحقني شبح.. حلقت بعيدا .. سافرت كثيرا .. تذكرت كثيرا .. لا أحتمل الغياب أكثر مما مضى .. عدت الى بقايا ذاكرتي .. عالقة في دفاتري .. عدت الى تلك اللحظات البطيئة.. ترددت عبارات بصمت مرعب .. أخيرا وقفت الحافلة.. بالكاد اسمع ثمة همس .. كلام يدورحول شيء ما ..يبدو بغيض.. بعد شعور بالملل والانتظار .. وقفت هناك .. خطوات غير واعية بالمصير والمجهول.. خطوات متثاقلة خرجت من الحافلة كالعجائز .. جلست بالقرب من اريكة ..تطايرت وجوه .. هرب مرعوبون خوفا .. وقفوا مصدومين .. في مكان مجهول .. مشهد مجهول .. مؤلم .. اسئلة تدور في الخلد .. ترددوا كثيرا ... أنه الخوف...لا ندري؟ ..... تراجعت الأنفاس .. في شهيق وزفير .. أبصار زائغة.. تتأمل بغير صدق .. أشباح ووجوه واجمة .. ألتفت الى الشمال .. صدمت .. أنه هو؟؟؟... صديق قديم .. ثمة تمتمات لكلمات ضائعة..لماذا ؟؟.. لا أعلم .... غمغمة يصحبها دموع .. البصر شاخص الى مجهول.. أرواح معلقة لم يتبق منها الا رائحة اشبه بعبق أزهار ذابلة .. لست وحدي كما يبدو لي.. وجوه عابسة .. تضمر كراهية لكل شيء .. لايزال ذاك البائس يردد كلمات غير مفهومة .. لايزال يلعن تلك اللحظة المجهولة .. إنها صدمة له كما يبدو.. الموقف غير مستوعبا..ثمة ذوبان داخلي غير مرئي .. أمنيات تشبه الكابوس .. ارتسمت على صفحات تلك الوجوه الخائفة .. قد تسمى احيانا بأسماء مقيتة .. سئمت من استنجاد اصوات بائسة .. بعد عناق دام طويلا .. استنهض الدموع .. اقسمت كثيرا .. الخطوة الاولى ..تسلل بعض النور مابين الرموش .. أخترقت الأعماق .. عالم اليقظة المقيت .. وجوه لا تزال نائمة .. غارقة في احلامها .. وكوابيسها .. أدركت حينها اني صحوت .. أتفرد بمشهد قهر الرجال .. والاطلال .. وزهور الربيع ..

ناصر الضامري .. (بقلمي)

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:44 PM
نذر يعقوب

أتذكره طفلا .. يلعب بالقرب منا .. يشاغب بلطف .. يضحكنا أحيانا .. حينما أزورهم في المساء .. له طلة فريدة .. تشبه نجمة لامعة .. ابتسامة لا تفارق الذاكرة .. عنيد أحيانا .. يحب التفرد بقراراته.. يمقت الاخرين .. لايتدخل في شؤون من حوله .. خاصة في العابة البسيطة .. يحترمها كثيرا .. يقدرها كثيرا .. يتشقلب أحيانا .. كبر يعقوب .. لم يعد طفلا كما كنا نتصور .. صبيا يافعا .. ظهرت على صفحات وجهه بعض علامات البلوغ .. لم يكن الا شخص يعتمد عليه .. أسمعه كثيرا .. فصاحة لسانه تسبق عمره .. ذو مواقف رجولية نادرة .. أختصر طفولته بسرعة .. جريء في كثير من الاحيان .. لايتردد حينما زارني هناك .. رغم بعد المكان .. وكذلك بعد الزمان .. ببساطة ليس كالاخرين .. عزمه ذو بأس شديد .. لانه أقسم .. ونذر .. ولن يتردد في نذره .. أثار استغرابنا .. وقلوبنا .. لم يفارق حديثنا ذلك اليوم .. لطالما مر طيفه في الرؤى هناك .. بدون تأويل .. وأنا في الشرنقة.. بين غابات الألم .. عبر الآفاق.. أستباح حرمة الجدران .. والاسوار .. كنت على يقين بأنه لايصدق كل ما يسمع .. وما لايسمع .. وما يبصر .. وما لا يبصر .. يعرفني كثيرا .. ويدرك خبايا الروح .. أشعر بقربه مني .. وهم يعرفونه ايضا .. فاجأني بهدايا العيد .. وحلوى العيد .. في احدى المرات.. اختفى يعقوب.. لم يكن بين الوجوه .. ليس كعادته .. دون مبرر .. سألتهم عنه؟!! .. عرفت لاحقا انه مسافر .. بعيدا عن ذاكرتي .. عذرته .. حدثني قلبي باشياء عديدة .. تكرر الامر في زيارة اخرى .. وأخرى .. شعرت بخوف ما .. سألتهم مرة اخرى عن سر اختفاءه من القوائم ؟ .. جاوبني أحدهم دون تردد.. وبكل صراحة .. انه انتقل الى جوار ابيه.. لم يعد له اثر .. خفت صوته وبريقه .. كان عذرا مقبولا الى حد ما .. طلبت منهم السلام عليه.. وعلى بقية قوائم الشرف .. يتصدرها يعقوب .. اختصرت الزيارة .. عدت سريعا.. تجمع أولئك حولي كالعادة .. سألوني كثيرا.. عن أشياء بسيطة ..تعالت الاصوات كالعادة .. واختلفت الاراء.. تعددت وجهات النظر .. كنت احترم وجهات النظر .. اقدر التاويلات .. تشابكت الكلمات والحروف .. خفت الكلام تدريجيا لدرجة الملل .. قال أحدهم بصوت جريح .. اختلافنا لايفسد للود قضية ... كان خاتمة الكلام .. بعد انصات دام طويلا .. تبادلوا النظرات الاخيرة .. ثم تفرقوا حتى موعد المساء .. كما فارق هو اطار ذاكرتي.. أختلقت لنفسي أعذارا مقبولة .. تشبه البحار والمحيطات .. أشرعة تصارع موج البحر .. والاعصار .. وسنوات القحط .. تشبه اسئلة الرفاق .. تعبت الاجنحة من تحليق السماء .. تكسرت الاشرعة ..ذات يوم .. في طريق العودة الطويل.. كان بعضهم معي .. ولكن صامتين .. طال الطريق لاسباب أجهلها .. تعددت الوجوه .. حينما اقتربت كثيرا .. لم تبدو لي تلك القرية غريبة.. عند قارعة الطريق .. دلفنا من باب القرية .. تجمع فتيان القرية عند قارعة الطريق .. كان بينهم.. أنه يعقوب.. رأيته يقف هناك .. شاهدته هناك.. كأنه مشغولا .. كان يذبح بقره .. رفع كلتا يديه .. أدركت انه أوفى بنذره .. واصلت المشوار .. حينها عرفت السبب .. شعرت انه ليس كغيره من رجال القرية .. في الحقيقة صورة اخرى . . غير تلك الماثلة امام عيني .. شيء لم أتوقعه .. بل لم يكن في الحسبان .. يبدو ان يعقوب عند وعده .. أوفى بنذره .. حينما عدت من السفر الحزين .. أتذكر حينما زارني لاول مرة .. أتذكر قسمه .. كان صادق الوعد.. كما كان بارا لوالديه .. وكل من سكن قلبه ..
ناصر الضامري (بقلمي)

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:45 PM
مرايا امرأة.. (فصحى)


في ليلة سافرت في عينيه
كم ذوبتني لمسة بيديه
يروي بهمس قصة من شوقه
أفراح دمع بللت شفتيه
ركب النجوم وفي السماء محلقا
يشكي الغرام .. كما أنا أشكيه
أهداني حبا ..لم يبارح مهجتي
يجريه في الروح ولا يطويه
كم كنت أرنو إلى حروف شفاهه
لا أقوى نار الشوق في كفيه
وبكى بقربي .. لا أصدق ما أرى
دمع الحبيب اذا الهوى يبكيه
ويقول: إني كالملاك مجنحا
أسمعني شعرا لايجامل فيه
يروي الغرام .. كأنما كلماته
قد لامست روحي بما يرويه
قد قال سرا.. كم أردد سره
أقسمت !! أن السر لن أفشيه
وهدية.. حملت أنامل حبه
وسط الشموع فوردت خديه
ألماسة .. في معصمي قد لفها
فتجملت كفي بما يهديه
وبكيت شوقا ، ثم قام وضمني
بل لمني حينا على كتفيه
ونسيت أني لا أصدق ما أرى
كعروسة.. وأنا أزف إليه
أزهوا بفستاني و طوق زهوره
إعجاب طفل .. قد لمست لديه
وبلا شعور.. كم رقصت كوردة
ويدي ممسكة على زنديه
ودفنت عشقي في جنون قميصه
من يفقد العشق فلا يعطيه !
ونثرت شعري في نسائم ليله
وتسللت روحي إلى مقليه
سكرى.. أقبل غرة بجبينه
ويديه ثم جثوت في قدميه
لا أدري.. كم هجعت اليه ضفائري
ولكم ضممت يدي في صدغيه
ومن المساء تمايلت نفحاته
حتى غفوت كطفلة بيديه
عكست مرايا الروح نور غرامه
كالشمس تشرق في سنا خديه
و صحوت بين وسادتي.. مذهولة!
أين الحبيب ؟.. فلا أصدق فيه!
هل ذاك حلم؟؟ والخيال ووحدتي..
والحلم آه .. ذاك من يفتيه؟؟؟
قد زارني حلم الحبيب وطيفه
فلعمري.. كم أرتاح لو ألقيه..
وأنا المتيم والهيام صبابتي
والعشق سري..والنوى يفنيه
هل أكتم الحب بقلبي نحوه؟؟
أم أنني أعلنه ؟؟..لا أخفيه
عطشان قلبي من هوى نزواته
ياصاح.. غير الحب لن يرويه


بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:46 PM
http://i.alalam.ir/news/Image/650x375/2015/09/02/alalam_635768217976018733_25f_4x3.jpg

طــفــل مــن حــلـب !!


يغفو في ظلمة وحدته
في صيف مساء .. كالمسجون
يسأل في صمت لعبته
عن قطعة خبز أو زيتون
وأزيز رصاص .. يرعبه
يهرب .. أو يبقى كالمجنون
نيران .. سرقت بسمته
لا يدري ..هل ذاك الملعون؟
يبكي ..بل يصرخ في ألم:
قد حرقت اغصان الزيتون!!
...
أبتاه .. حياتي في كمد
في صدري ويلات ..وحروب
وظلام دمار .. كالجوعى
خوف في عيني ..كالمرعوب
ودماء في كفي ..عطشى
ومصير في صدري مكتوب
أرهقني الحزن وأنهكني
وغياب في وطني وغروب
لا أدري .. هل ماتت أمي؟
أم تاهت بديار ودروب
..
في عيني ألم ودموع
وطفولتي نار وشرار
لم أعرف ابدا .. يا ابتي
الا اشلاء ودمار
الا امواتا ودماء
وجياعا خلف الاسوار
فدمائي في دجلة سر
تذكار بين الاحرار
فخياري موت أو غرق
أركب أمواجا وبحار
سأنام وحيدا يا أبتي
في شاطيء بعد الأسفار
فإذا لم أصحو .. فسلام
و وداع ..من دون حوار
سأطير الى دار خلود
كالنجمة بين الأقمار
لاتنسى ..أمي تسألها :
بل تسأل أغصان الاشجار
أعروبتي.. أفلت ام ماتت؟؟
ام سكنت روح الثوار؟؟

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:47 PM
للألم مذاقات مختلفة.. وللاحزان ألوان باهتة .. العيون غارقة في دموعها .. الوجوه تشبه ظلام الليل .. تسكن الاشباح تلك الجدران .. نزل ضيقة عتيقة .. تفوح منها روائح نتنة .. بعد منتصف الليل.. تتعالى صيحات أفواه منهكة.. خطوات مقلقة .. جلجلة مقيتة ..مخالب تذرع صحراء قاحلة .. تتناثر فيها أشلاء.. تنعق غربان الليل.. فوق رؤوس نصف مدفونة.. تترقب بقايا الالم والجراح .. اي عالم ؟ .. تلك أجناس اتعبتها الفصول الأربعة..والانتظار.. انكشفت سوءة معركة الظلام.. سقط الجنود أمام أول حصن .. لم تبق لهم الا شهادة الموت فقط ... جربوا كل شيء .. نسجوا الاكفان .. كتبت الوصية .. كانت هي شبه نائمة على وسادة عتيقة ..غارقة في مأساتها .. تغمرها أحزان موغلة في أعماقها ..تترقب أن يقرع باب البيت .. توقعت وصوله من السفر.. توجست خيفة من إستمرار غيابه.. يراود أفكارها .. أقض مضجعها.. لا تزال كفوفها تحمل أمل .. كل ما تبقى لديها.. لاسباب معلومة لديها ..فتشت بقايا ذاكرته.. لم تجد شيئا في اكوام ملابسه.. سوى قصاصات .. عنونها ذلك البائس اليها.. أخفى حروفها وكلماتها .. دفن وصيته بحبر سري .. الوقت مدرك .. كان الوداع الاخير .. تتذكر تلك البائسة الميلاد الاول .. والصرخة الاولى .. تعرف أسراره منذ المهد .. تدرك مدى قربه منها .. قصة حفظتها عن ظهر قلب ..سهرت كثيرا .. كل شيء يشهد.. لا تعرف سوى الليل والنهار .. الشروق والغروب ... مرسومة على صفحات القلب .. سطرتها دموع .. ازهرت ورودا .. مكتوب على حروفها.. الموت او الغياب .. عيون تنبض بالامل والالم .. لم يتبق شيء .. حتى هدايا العيد .. أختفت من كفوف الأطفال .. كم هي بعيدة تلك القبلة..قميص يقطر دما.. مكتوبة في العيون.. ساطعة كالشمس .. لم تبارح الروح .. كانت هناك حاضرة .. كنجوم الليل .. كتبتها من جديد بذات الدموع .. سمعوها مرات عديدة .. ذات مساء .. بكى احدهم .. تذكر أشياء منسية .. وفي النصف الاخير من الليل .. جاءت الريح .. طارت الكلمات من بين يديه .. حملتها الريح .. الى قدر آخر .. الى نافذة وقفت تلك الصابرة أمامها.. كانت واقفة منذ ليلة السفر.. تترقب الأمل والحياة .. عرفت الرسالة .. عرفت سطورها ونبضات كلماتها .. ومصدرتلك الكلمات.. ليست غريبة .. قرأتها بتأني .. أدركت ما بين السطور... كما شاءت .. نادت اطفالا نائمين .. غارقين في سباتهم .. وأحلامهم .. قرأتها لهم .. ضمتها .. رسمت ابتسامة.. وفرحة أخرى ... أكدت لهم أنه لم يسافر بعد .. لم يعد بعد .. تداولوها بينهم حتى الصباح.. مسحوا الدموع.. تذكروا أشياء جميلة وصغيرة .. حينما علموا بالقصة.. اختبأوا خلف الجدران .. خلف الابواب .. غطوا وجوههم .. وقلوبهم .. سألوها.. سافرت الاوراق مع الليل .. الى شاطيء عبث به أولئك الأطفال .. سكنوا ترابه .. سافروا مع الريح ..
(بقلمي) ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:48 PM
4594

عيون ذيب..(نبطي)


يمشي بليل دون برق المشاهيــــــــب يهديه ظل من عوالي نجومــــــــــه
في أرض قفرا نايفات عراقيــــــــب ولهان ساري ما خبرها علومــــــــــه
والعتم يخفى من عيونه لواهيـــــــب بين الظلام وبين ليـــــل وسهومـــــه
دلف.. وصوت بين فد و مقانيــــب عسال ذيب إن عوى من همومــــــــه
ياذيب مني كل أمان وتراحيــــــــــب والظامي شده في الهزيم وغيومــــه
دام أن وصله يا أديب على الطيـــب نار لضيف شعلت في قدومـــــــــــــه
وش علومــه من ملاذ المواجيــــــب عيت عيون الذيب تحكي كتـومـــــــه
لو أنه ضامر في ضلوعه بلا نيــــب ينصي في عينه من فتات اللزومــــه
خالي المفالي لا جناح ومخاليـــــــب يكشخ .. وداره في حياة معدومــــــه
لاصاب فيها ناب طلس ولا ذيـــــب لاهوب يسري في المخالب سمومــه
يشكي جروح في الطواري معاطيب من فزعة الذيب.. الضواري هجومــه
خمص ضلوعه من شحوم الاطاييب والذرابة في عيون مهزومــــــــــــــه
ياذيب نوك صوب أهل الرعابيـــــب هذا نصيبك من زواد مقسومــــــــــه
ناب عوى بين الطعوس المضاريب في عيون ذيب عاد كم من يلومــــــه
فزعة عساس لا يجار ولا بيثيـــــب نبح الكلاب تهاب ذيب وسدومــــــــــه
مأواه درب بين واد وغرابيــــــــب يبعد عن اللي مكنت في خصومــــــــه
يالله بلطفك انت من يعلم الغيـــــب والرزق .. رب ينقصه او يدومــــــه
ماضاع حق من وراه المطاليـــــب والذيب دمه في ثبات وعزومـــــــــــه
بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:49 PM
جوع الرجال

في غمرة الليل الطويل .. عيون شاحبة .. رياح قلقة .. برد مؤلم .. نجوم ساهرة .. تؤرق الوجدان .. في منتصف الطريق .. قرب غدير ماء آسن .. أناخوا الركاب هناك .. أفترشوا الرمضاء .. ترجلوا من سروج جياد هزيلة .. هوادج ابل ضامرة .. انها مشقة السفر .. مرهقين من وعثاءه.. وغبار الطريق .. تعالت أصوات .. رغاء وصهيل .. كانوا قريبين من طعوس مجهولة الهوية .. سمعوا أخبارا .. وقصص غريبة .. وضحكات مستهترة.. نفضوا عوالق من أجساد عتيقة .. ومن قلوب وجلة .. وعقول متعبة .. مسحوا غشاوة عن أعين أرهقها السهاد .. سمعوا بما لم يسمع من قبل .. اندهشوا كثيرا .. أخذتهم الصدمة بغتة .. علموا انها أمر عظيم .. أستغفروا الله من هول ما سمعوا .. تناجوا كثيرا .. تساءلوا .. تضاءلت الانسانية ؟.. الى هذا الحد ؟ .. أكدوا ذلك بما لا يدع مجالا للشك .. عادوا الى مضاجع أليمة .. خلفهم حقيقة مؤرقة .. بعضهم لم يستوعبها حتى ذلك الحين .. ناموا بقلق .. طارت كلماتهم بلا حدود ..تجاوزت.. وصلت الى حيث وصلت .. تهافتت الاقلام .. والمدونات .. والاحلام .. كموج البحر المسافر .. في عواصف المحيط .. بعثرت الحقيقة أوراقا وحقائبا.. أقدار ساقتهم الى هناك . . ما بوسع أيديهم شيئا يفعلونه .. الا مجرد كلمات .. لعلهم سيصلون الى حيث لم يصلوا من قبل.. قلوب صدئة .. مرسومة على وجوههم .. اسوار موحشة .. أبواب صامتة .. مرت الايام والسنين .. ذات يوم .. خبت نيرانهم .. جفت ينابيعهم.. حزموا البطون من الجوع.. مطوية خيامهم .. تركوا خلفهم بقايا فتات خبز ..وبقايا دخان نار .. وبئر معطلة سوى من قطرات ماء .. وزخات مطر اسود .. أختفى الظلام بعد أن أرخى سدوله .. طارت خفافيش هاربة من نور شمس حزينة.. أستيقظت أفواه جوعى.. من سباتها الشتوي .. اعلنوا قرارا بجراءة .. دون تردد .. هذه المرة ليس في تلك الساحة .. بعيدا عن الهرج والصفير .. والتصفيق.. عيونهم عرفت أسرارا.. سمعتها ام ثكلى .. واطفال يؤلمهم الفراق .. مضت أياما وليالي .. قلوب ورعة .. تنبض الما .. أعتداوا عليها.. في مناسبات كثيرة ..وعديدة .. مضوا سائرين الى خط الافق البعيد .. تساقطوا.. اثر الجوع والالم .. ثمن ما ينتظرون.. نحتوا تاريخهم على صخرة بالوادي .. قرب جبل قديم .. ذيلوها بامضات دون خوف او تردد .. بقايا اثار ابل وخيول .. خلفها عواء كلاب خائفة .. ذئاب شرسة توارت خلف الكثبان .... تركوا لهيب النار.. شدوا الرحال ومضوا بعيدا.. رحلوا حينما كانت الوجوه باسمة.. لم يتركوها خلفهم .. أخذوا كل شيء .. تركوا لنا بقايا ذاكرة.. تواروا خلف حدود النظر .. واشرقت شمس يوم آخر .. لم تشرق من قبل.. تحمل عهدا آخرا.. واملا آخرا .. على حين غفلة .. خبت جذوة النار .. اصبحت الديار مقفرة .. ونحن هنا نترقب وصول صحيفة الصباح .. تمضي عقارب الساعة.. وروزنامة الايام ..نسمع عن انسانية يتيمة .. ومعنا آخرين عقدوا العزم .. حددوا اهدافهم.. وخارطة الطريق .. اقسموا يمينا غليظة على مواصلة الصبر .. انكروا ذواتهم .. عشقوا التراب .. مضى الشتاء .. سرقت حكايات جدتي .. تعاقبت الفصول .. تناسخت أرواح الهزيمة والنكوص .. تهاوت رؤوس من قممها .. الى قعر هاوية سحيقة .. عرفت مصيرها .. عند آخر الطريق .. ونهاية المطاف .. ونهاية النفق المظلم .. عرفوا دموع الرجال .. جوع الرجال .. صبر النساء .. بطولات اطفال .. في انتظار شمس الصباح .. وهدايا العيد .. وخبز اولئك الجوعى .. بعد أن بزغ الشروق .. عقروا الناقة .. عقروا الجوع .. وبرد الشتاء ..

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:49 PM
رسالة الى جدي
أزف اليك سلام الله ..جدي العزيز.. ارسله عبر اثير الريح والسحاب.. من غياهب هذا الظلام الاسود .. الشؤوم يكسي العيون والقلوب.. أنهك هذا الدهر سنوات عمرك ... متعب انت من هذا البحر .. من شواطيء الاحزان .. تتأمل امواجه .. ترمق طواف اشرعة ملهوفة.. يحثها حنين الشطآن.. تصدح باناشيد الصباح .. تغزل خيوط شروق شمس .. فوق أمواج البحر .. تلاشت شجاعتك امامها .. شيئا فشيئا تكسرت ايام صبرك.. اتذكر الاعصار .. والأساطير المدفونة في تلك الاعماق .. كهياكل الصيادين .. يتلاعب بها التيار .. والطوفان..أعلم أن المرض أقلقك كثيرا .... تماهت قصص بطولاتك ما بين صفحات بحارك .. عرفتك كثيرا .. وعرفتها كثيرا .. نوخذة تعبر محيطات .. اجهدت بمغامراتك .. ومجاديف صبرك .. تحطمت الاعاصير امام صخور عزمك .. لا تعرف الكلل .. مثل اعلى بين اقرانك .. ها انت تقف كالصواري امام عين الريح .. تتقن فنون الصبر والملاحة .. واساليب التحدي .. عرفوك احفادك وذريتك قدوة حسنة .. سطرت اسمك على جبين هذا الزمن الغابر .. تذكارا لا يتكرر..حملوا لواءك خفاقا بسماء تاريخك .. حملوا عصاتك البالية .. جوانبها متآكلة بفعل اناملك البيضاء السخية .. اكتحلوا بنور جبينك .. لم تفارق ابراجا وصروحا .. لم تبرح عنا طرفة عين .. نحفظ ابجديات اسمك.. واسم تلك العظيمة الصابرة ..لازالت تدور في حلقة الذاكرة .. كاسمها الازلي .. تلك التي رحلت عنا وعنك بسرعة لم نتوقعها .. تغمرها السعادة والرحمة .. تركتك في شرنقة صبرك وعزمك .. تنخر الوحدة سنوات عمرك .. تركتني حفيدا صغيرا ..أبحث عنها .. أسأل عنها .. يتردد صداها في أذني كل صباح .. مرسومة ابتسامتها على صفحة وجهك .. كم كنت اعشقها مثلك .. تلك العفيفة .. كم كنت أعشق الجلوس بين يديها .. تسمعني كلمات الحب والامان .. ها انذا اليوم بعيد عنها .. وبعيد عنك .. على رغم قربكما من نبضات روحي .. لم اهنا بعد .. لم ترو ضمأي بعد .. سرقني الزمان والمكان .. اخذتني الاسوار العالية والقمم البعيدة .. تتلاطم امواج الليل على جدراني .. ورياح الصبر .. تعرفني نجوم السماء .. انها ثمن .. علموني اولئك.. صبر الرجال .. وعزم الاحرار .. لن ارضى بغير ذلك .. لن أقنع بالانفال ..لن اساوم أبدا.. هذا قدري المكتوب.. سابقى حفيدك.. لانك جذوري .. اعشق هذا التراب المقدس.. خالد في روحي واعماقي .. كهذه القمم الشامخة .. منذ الازل .. لن تبهرني بريق النجوم.. لن تغويني نرجسية مقيتة .. أندحر الظلام .. أنبلج نور في الافق البعيد.. اعلم ان دموعك غالية .. لانها دموع آخر رجال.. في هذا الزمن المتخاذل .. تشبه هذا البحر ..زاخر بالجود والعطاء ..اختزل الموج اسمك .. لا تابه كثيرا بمثالب قدري..رغم الصمت .. فانا جئت الى هنا.. وقد سبقني قدري .. جئت وسبقتني احزاني.. منذ الطفولة .. قبلت التحدي مثلك .. روحي تحملها حقيبة وطن .. بذرت في سنابل الحب والحرية.. سقيتها بدموع أم ثكلى .. انهكها طول الانتظار وسنوات الصبر.. ومواسم الاحزان .. اعدك سيدي باني ساقبل جبينك عما قريب.. ليس بقريب .. ليس ببعيد .. احتسي فنجان قهوتك قبل الغروب ..اسمع حكاياتك مع هذا البحر .. وبالقرب منا تلك الكبيرة بصبرها .. المكابرة على الالم .. شقية بزمنها وبزمني انا.. ضحية أقدار لم ترحم ..لك البشرى والمجد .. لك الحب والسلام .
بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:50 PM
فلسطين أمي ...... (أنشودة)*

فلسطين أمي
ونبض بدمي
ومجد البطولة
منذ الطفولة
ومهما كبرنا
ستبقى أملنا
بلادي سليبة
وعني غريبة
كحلم الصغار
وشمس النهار
..
شتات..يهود
حصار..حدود
وقدس السلام
دماء الحمام
فأين الأماني؟
وصوت الأذان
إلى دار جدي
وأشلاء مهدي
سأمضي ..سأمضي
فلسطين أرضي
..
خصام .. حروب
شروق.. غروب
وبغداد تبكي
وصنعاء تشكي
وفي الشام نار
خراب .. دمار
خليج حزين
وقلبي أنين
ودار الأمانة
أرض الكنانه
طواها الظلام
وطار السلام
..
فلسطين حبي
ودار في قلبي
إليك أعود
وعنك أذود
وأزرع غصنا
وحبا وأمنا
وتبقى نشيدي
وأرض الخلود
فلسطين أمي
ونبض بدمي


بقلمي/ ناصر الضامري





نهج أنشودة (فلسطين داري ودرب انتصاري)* وهي مطلع قصيدة للشاعر الراحل سليمان العيسى لم تبارح ذاكرتنا وقلوبنا وعقولنا منذ الطفولة والابتدائية ..

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:51 PM
شلة مطعم درويش
كم هو الشوق ضربا من الجنون .. اتجرعه ليل نهار.. يكاد ان يتحول الى سم قاتل.. تكاد الغربة ان تعصف بي .. يكاد الغياب ان يصبح سرمديا .. مدى ما له نهاية .. سفر بلا حدود .. غربة مظلمة .. تطويها اسوار عالية .. أبواب لا تعرف الريح ..نوافذ يحيطها الظلام.. وجوه واجمة..صبر يشبه الليل.. لم تحتمل ذاكرتي وجع الحنين لاولئك الرجال .. يطوفون افق خيالي .. ليل نهار .. حتى الاحلام .. كانوا طرفا فاعلا فيها .. اتذكر تفاصيل جلساتهم هناك بعد الغروب .. اكثر من ثلاثين عاما.. لايزالون معا .. لايزالون صغارا ..اتذكر ذلك الزمن الجميل.. أتامل المكان ... اتذكر الجوع .. لم احتمل الشوق .. اتجاهله في الغالب .. اسماء محفورة في سطور دفتري .. وكلماتي الحزينة .. ووحدتي .. لم أكن ادري .. أن الزمن يطوي صفحة .. ويفتح اخرى .. لم أتوقع .. نهاية القصة .. وبدايتها .. قد تكون حكمة الزمن .. واقدار هذا الدهر .. لم أتوقع عودتي من السفر .. اجلس بينهم .. اسمع حكاياتهم .. يستمعون لحكاية سفري .. وغربتي.. لم يستوعبوا قصة غربتي في الغالب .. تبدو غريبة الى حد ما .. لم يتوقعونها .. لكنهم على وعد .. ان الصبح قريب .. والموعد قريب ..والسفر الى هناك قريب .. الى كوخ العجوز .. التاريخ لن يرحم احد .. ولن تبارح الذاكرة حكايات شلة مطعم درويش .. لا يزال ذلك الاعمى يقود كرسي صديقه المشلول .. لم يبارح ذلك الصديق كرسيه طول اليوم هو الاخر.. لانه لم يعد يشعر برجليه .. يستخدم حاسة النظر .. كما يستخدم الاخر حاسة اللمس فقط ..تجمعهما الابتسامة .. اشجان الحديث.. يجمعهم السفر .. كراسي المطعم .. هموم الطريق .. يفرقهم شتات الزمن والتاريخ .. يتبادلون حكايات واحاديثا في طريق مسيرهم الى جلسة مطعم درويش .. احيانا لا يجدون احدا .. يجلسون في كل الاحوال .. يطلقون همومهم .. اسماء تظل عالقة في عمر السنين لن تكرر ..لايزال مطعم درويش كما هو .. لايزالون كما هم يتذكرون تفاصيله.. احدهم جلس في زاوية بعيدة.. يفكر في امر ما .. يمسح ذقنه .. يبدو قلقا لامر ما ..ابتعد عنهم قليلا.. سافر بعيدا .. في احدى الليالي .. قام درويش بالمرور عليهم .. يحمل أشياء جميلة .. واخبارا سعيدة .. اثار استغرابهم .. لم يكن كذلك .. كانت تفوح منه رائحة غير زكية..عاد الى مكان لايزال يحمل اسمه.. شلة مطعم درويش .. رمزا وفخرا للضيافة .. لم يكن يخجل من اسمه .. حتى لو كان قديما .... لا يزال يحتفظ بابتسامته .. لم تظهر على وجهه ملامح التغيير .. يبدوا انه الان اكثر قبولا بينهم .. رغم غضبه.. بسبب حرمانه من اللعب معهم.. حينما كان صغيرا .. يتذكر ألم العصا .. جلس بقربهم .. يحتسى فنجان شاي .. يتحدث سريعا .. قام سريعا .. اختفى سريعا .. لم يتغير درويش .. هذه طبيعته .. تركهم يتبادلون اطراف الحديث .. يحملون هموم الزمن ..يتذكرون ماضيهم العريق .. يسألون احيانا .. دون جواب .. يحللون .. يأولون ..يصلون الى درجة من عدم الاقتناع .. يقهقهون .. دون اسهاب .. اسماء تذهب واخرى تعود ..ولايزال ذلك المهموم يمسح اطراف ذقنه.. لم تنقطع به السبل .. انتفض حينما تذكر الامل الاخير .. يسمع احدهم يتذمر لدرجة الملل .. ينادونه .. الظلام سرمدي .. يسوده السكون والصمت احيانا .. يتآمرون للنيل من الآم الزمن .. للحد من تطاوله .. يهربون من جحيم الظلام .. وضيق المكان .. الى مكان آخر .. يحمل هدوء موج البحر .. بالقرب من تلك النوارس الشرسة .. المهموم لا يزال منزويا في كرسيه .. اخيرا اقترب منا .. أفصح عما يدور بخلده .. طبعا بعد تفكير ممل .. مسح ذقنه كعادته .. بكلتا يديه .. اقترب اكثر .. اكد لنا أنه قرر الزواج .. أخيرا .. تفاجأ صديقه الاعمى بذلك القرار .. يعتقد أنه لا ينقصه شيئا ليتزوج .. الاخرون ليس احسن عنه .. تبدو حياة الوحدة مملة في عينه .. شعر بتحرك كرسيه .. يدفعه صديقه الاعمى .. لم يعطه مجالا لان يكمل حديثه .. كان صمت الاعمى مثيرا للشفقة .. عكس ما توقعنا .. حزن بلا مبرر .. مشى الاعمى في ظلامه.. يدفع كرسي صديقه المشلول .. مضى دون تعليق .. انظارنا تلاحقه .. قرر أن يقطع الطريق .. دون أن يسمع توجيهات صديقه كالعادة .. في منتصف الطريق .. وقع ما لا يحمد عقباه .. صوت دوى في مسامعنا .. اعقبه صمت .. اعقبه تدافع .. تجمهر .. كلام غير مفهوم .. كانا ممدودين أمام الحافلة ... آثار دماء تغطي اجزاء من جسديهما .. يبدو انهما قررا السفر معا .. غياب ابدي .. وعقارب الساعة تدور ..

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:52 PM
قصيدتي عمان
أعمان أسم خطه الإنســــــــــــــان
أم ذاك مجد صاغه السلطــــــــــــــــــــان
فاليوم انظم في هواك قصائدي
فلك المحبة والعلا شوالشــــــــــــــــــأن
تاريخ مجد للأمان منـــــارة
يرنو لها الأنسان والأوطــــــــــــــــان
اصل الحضارة .. و العروبة نبعها
إن الزعامة قصة ولســـــــــــــــــان
الحب ينشد من حروف جمالها
وملاحم تصغي لهـــــــــــــــــــا الآذان
قابوس فخر والحضارة نهجه
بالعز مجدا قاده الربــــــــــــــــــــــان
كم عانقت هام السحاب صروحه
كم فاخرت من فكره الوجــــــــــــــــــدان
فالعيد عيدك ياعمان محبة
فليفخر الإنسان والجيــــــــــــــــــــران
والأرض تزهو والسماء توهجت
وتراقصت من سحرها الـــــــــــــــــــوان
إني عهدتك ياعمان سماحة
فلك الولاء يظله الأيمــــــــــــــــــــــان
ولك المحبة والسلام وفخرنا
فعمان انت الرمز والعنـــــــــــــــــوان
فاذا سألت عن السلام واهله
فقصيدتي .. ان السلام عمــــــــــــــان
بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:54 PM
دلمون* ..(فصحى)



ودلمون عانقت قلبي وذوقـــي وفي الروح لها حبي وشوقي
ديار اسمها قد زان فخــــــــرا الى العلياء تسمو نحو فــــــوق
سأذكرها رجال لست أنســــى لهم في القلب نبض بين خفــق
فهم ذكرى ينوء الجود منهـم وعز الدار من غرب وشـرق
فلم تحص مكارمهم بقـــــــــول ولن تجز محاسنهم بــــورق
وغرقـان بسترة مــــلء قلبـي فهل زان المنامة ذاك غرقـــي
جفير في مقامك نور عينـــي محرق تأسر الروح بصـــــدق
رفاع والبسيتين وكــــــــــــــل لعمري انها فخر بحــــــــــق
ديار عانقت مهد الحضـــارة تميم.. بكر..وائل من في عرق
فأمجاد هنا خطــــت لسومر وأنــــــدوس حضــــــارات بألق
فعذرا أخوتي طول المقـــــــام وعذرا ذاك من طيشات نـزق
فشكرا طال أعداد النجــــوم وما لا حـــت رعــود بين برق
سلام الله أرسله لدلمــــــــون سلام ذاك مختوم بعشــــــــــق

بقلمي/ ناصرالضامري
* إهداء بمناسبة إحتفاء مملكة البحرين بالعيد الوطني وذكرى تولي جلالة الملك مقاليد الحكم بتاريخ 16 ديسمبر

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:56 PM
قلوب منهكه

اعتاد على زيارة تلك الغرفة الكئيبة .. كل صباح .. يقلب كتاب تفسير الاحلام .. منهمك في جمع بقايا ذاكرته .. موحشة صفحاتها .. راى في المنام ما لايراه المستيقظ .. يتذكر كان هناك بارحة امس .. بالقرب منها .. خارج حدود المنطق .. لم يبرح شاطيء الجبيل .. اكل من يدها رمانا وتينا .. كلتاهما تلعبان بالقرب منه .. وتطيران بجناحيهما .. في اروقة المنزل .. مشغول بمحادثة ابيه .. في امر لايتذكره على الاطلاق .. اكد انه لم يصدق ما شاهد .. كان مجرد حلم او رؤية .. كان اقرب للواقع .. كالعادة تترقرق دمعة في مآقيه .. تغلغلت الاحزان في احشائه .. وازهرت اشواكا .. وشوقا .. انهكته تلك الاسوار .. كانها غربة اللاعودة .. جلس بجواري يتامل كتابه .. يسالني .. يستفتيني .. لا استطيع ان افتي رؤياه .. اجهد نفسه في سرد روايته مرة اخرى .. على الرغم من اني كنت سمعتها من قبل .. اصغيت له كما ينبغي .. غمغم بحسرة محزون .. اخبرني عن سحر شروق شمس.. وشواطئ فضية .. اخبرني عن ابجديات الموت .. والفقد والغياب ..اخبرني عن فتيات حالمه .. وليلة سقوط فاطمه .. افلت من سماءه .. ومن بين يديه .. لم يمض طويلا لحقتها غاليته .. رحلت الدانة ايضا .. دون رحمة .. لتوسلات قلوب منهكة .. رحلت الى فردوسها .. كالبراق طارت بجناحيها ..طارتا كالفراشتين .. كان سباتها عميقا .. لم تستيقظ في الصباح .. لم ترحم الاقدار ..في ليلة لم تكن مقمرة .. طارت الى سماء الخلود .. تركتهم وسط زوبعة شتوية .. جدران تصرخ من الفجيعة .. اي عزاء .. اي سرادق تبريء الدموع .. لم يعد للمساء طعما .. وللابتسامات صدى .. اطبق الصمت على الدار ..ذات يوم قرر السفر خارج الحدود .. هربا من الاحزان والالم .. هرب الى تلك الكثبان .. عند واحات النخيل .. ومرابط الخيل .. حينما وصل قبل الغروب .. استقبلوه بقلوب غمرتها السعادة والحب .. نسيم يهب من وراء تلك الكثبان .. وفي المساء .. شعر باشباحا تعدوا.. ووحوشا تنتظر .. لم يبارح مكانه .. تحسبا لعواقب وخيمة قد تعترض طريقه .. شعر بنصل خنجر ينغرس وسط خاصرته.. وضعوا القيود في معصمه .. اقتادوه الى حيث لا يدري .. خلف جدران بالية .. لم يستوعب الامر.. زلزلت عقله وكيانه .. لا يعلم ما يدور حوله .. امطرت السماء حجارة .. تتساقط على راسه .. تعصر قلبه .. بصر اربعة جدران تدور حوله .. اقتلعت الروح .. لحقهم نور عينيه ذات نهار .. وصل هناك .. يتوسل اليهم .. يرجوهم .. دون جدوى ..استعطفهم ..استرحمهم .. دون مجيب .. جمع كل قواه امام تلك العاصفة الهوجاء .. منهكة وعودهم .. لم تشفع له الانسانية والغربة .. خر صريعا امامهم .. سقط امام اعينهم .. سالت دماءه الطاهرة على ترابهم .. اغمضوا عينيه .. واروه التراب .. انتقل الى جوار ربه .. لحق بركب فاطمة والدانة .. لم يرحمه .. ولم يرحم تلك المسكينة .. الوحيدة .. سافر في غمضة عين .. وحينما علمت تلك المسكينة بالامر .. خارت قواها وشهقت .. هوت الى قعر من الظلام .. لم تعد من هول الصدمة كما كانت .. بلا حراك .. عدا انفس تزفر فقط .. سلسة احزان قاتلة .. لم تنته بعد .. خطفته الاقدار.. بين اسوار الالم .. وحكمة السماء .. اي قلب.. اي امل تبقى .. سكنت الاحزان رموش عينه .. واحشاء الروح .. سكنت زوايا جسد تلك الام المسكينة .. رمقته يحني راسه بين قدميه ..تتساقط دموعه .. تتناثر احزانه والامه .. لفت انتباه الاخرون .. للعذاب الوانا في عينيه .. يلهث الياس نحو قطرة ماء .. توقف الزمن .. لعن قطيع العميان .. ولد الامل في عيونهم ميتا..

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:56 PM
صمت فاطمة

عدت الى هناك .. بعد سنوات..نور الصباح لايزال يتناثر على أمواج البحر الهادئة .. زهور الربيع تحمل عبقا من ذكريات الغربة .. أنفاس لا تزال تلهث .. أحلام أنثى تتفجر حزنا.. لم يعد ذلك الطفل رضيعا .. يرافقني احيانا الى صلاة الفجر .. بدافع الفضول .. وصحبة الرجال .. يتذكر حديقة الديناصورات .. ابكته خوفا من انيابها البارزة .. هناك ضاع مشوار العمر .. وخارطة الطريق .. كان أول عشاء .. على مائدة المساء .. بعد غروب الشمس .. كانوا هناك جميعا .. اقتربت طفلتي فاطمة مني .. ذات صباح .. لايزال صمتها غريبا .. موحشا .. الى حد الجنون .. تعشق الالغاز والاسرار ..وغموض الالعاب السحرية .. اقتربت اكثر.. جلست بالقرب مني .. كما عودتها من قبل .. ترغب في همس كلام ما ... فقدت لغة الحوار كثيرا .. ربما نسيتها .. أبهرتني بلطفها .. كان حديثها ذو شجون .. شقيقها يستمع لنبرات صوتها .. كحمل وديع .. يستمع بانصات خلف الباب وهو يراقص لعبته المملة.. سبق ان حاول تحطيمها.. بعيد لكنه قريب .. واصلت فاطمة حديثها .. تخلله ابتسامات .. احيانا استغراب .. تساؤلات جدلية دون حدود .. بالغت في حديثها دون اسهاب .. ايماءاتها مبالغة ايضا .. من المحتمل اني ادركت مجمل مقصدها .. اشعر احيانا كاني لست معها.. ربما كان الزمن سببا مقنعا .. سنوات مضت .. قطعت حديثها .. توقفت مع شيء من الصمت .. كأنها تذكرت شيء ما .. يدور في مخيلتها .. عيون شقيقها تذرع جسد فاطمة باستغراب .. اختفت هاربة الى غرفتها .. لحقها هو بفضول .. خرجت سريعا .. في يدها دفتر المدرسة .. لم يكن جديدا .. وفي الاخرى حقيبة مدرسة .. تبدو انها استهلكت لاكثر من عامين.. قلبت الدفتر بشغف .. لم تجد الصفحة التي تأمل الوصول اليها .. اخيرا وجدتها .. كادت ان تتمزق .. صفحة محشورة بين اخواتها.. بعد ان فقدت الامل.. وضعتها على طاولة امامي .. اكدت انها تلك الصفحة بالفعل .. لازلت حائرا .. ارشدتني الى اهمية قراءتها.. لانه طلب معلمتها .. تعتقد انها راشدة .. منحتها الدرجة الكاملة .. عززت معنوياتها وعزمها .. انصفت قصارى جهدها في الواجب المنزلي .. كررت طلبها مني للقراءة .. اثارني بريق النجوم .. ملئت الصفحة .. الى جانب عبارات الاطراء .. لكن دون توقيع ولي الأمر.. لاسباب من المحتمل ان هي تدركها .. وربما معلمتها .. ولكن بشكل قاطع كنت انا اعرفها وكذلك امها .. ابتسمت .. ناولتني قلما .. على رغم فوات الاوان .. رسمت توقيعا في اسفل الصفحة .. بعد تأمل دام كثيرا .. قلبت الدفتر كثيرا بقصد .. وبدون قصد ..أعجبت بما أشاهد .. تذكرت طفولتي العابسة.. وحقيبة مدرستي المهترءة .. تذكرت باني لم احظ بذات الاهتمام .. والمتابعة .. لفت انتباهي عنوان الدرس .. قصة قصيرة .. كتبتها بنفسها .. عنوانها حلم فاطمة .. استاذنت بادب .. التزمت الهدوء.. أعطتني فسحة من الوقت .. شرعت في القراءة .. كانت تصحح لي بعض الكلمات .. لان حروفها مفقودة .. وحبرها اصبح شفافا .. لغة طفولية .. مفهومة الى حد ما .. سردت فاطمة قصتها قائلة :"ذات ليلة معتمة .. نامت فاطمة على سريرها .. استهلت منامها بدموع دافئة .. كالعادة .. لانها تتذكره.. وكذلك امها واخوتها .. تتذكر صباح العيد .. نامت دون ان تقبل جبين ابيها .. تاخر في مواعيد المساء .. راودها أمل صغير .. كطفولتها .. كحضن ابيها .. قبلات ابوية .. خصها كثيرا بالقبلات .. دون سائر اخوتها .. همس في اذنها .. وعدها باشياء عديدة .. تتذكرها.. مليئة بذكريات طفولية .. وتذكارات بطولية .. وحكايات واساطير .. مسرورة بذلك الوعد ..رحلة الى الوادي .. فرحة .. لدرجة انها قفزت .. اخبرت أشقائها .. جهزوا حقائبهم كالعادة .. انتظروه مبكرا عند الباب .. كانت فاطمة تراقب الساعة .. في انتظار وصوله مبكرا .. سألوها اخوتها كثيرا .. طمأنتهم .. تأخر كثيرا .. لاتدري ما السبب .. اعطته بعض المبررات .. دون اقناع .. فقد اخوتها الصبر.. لان الشمس على وشك الغروب .. لم يصل بعد .. أكدت انه لن يكذب عليهم .. أنه صادق الوعد .. سألت أمها .. لايزال الامل كبيرا .. تشبثت بالامل .. وبخيوطه في وجه الريح .. حينما غاب قرص الشمس .. كأن الخيوط تقطعت .. تبدد الامل .. هواجس غريبه .. تتأمل وجه امها الشاحب .. وسلوكيات اشقاءها المريبة .. شاهدت امها .. هرولت الى الهاتف .. لحقتها .. لعلها تجد جوابا مقنعا .. حديث غير طبيعي .. لحقته دموع .. وتساؤلات ليس لها حدود .. أكد ابوها انه لن يعود تلك الليلة .. توسلت أمها كثيرا .. دون جدوى .. كأنه قفل الخط دون انذار ..هربت أمها .. غطت وجهها لاسباب لم تعرفها.. رغم تساؤلاتها .. تأكدت اخيرا .. ان حلم الوادي قد سرق.. في ذات الوقت .. شاهدت شقيقها يركض نحو سطح المنزل .. لحقته بفضول .. لربما لديه اجوبة لتساؤلاتها .. هرب الى الظلام .. فوق سطح المنزل .. شاهدته ينادي القمر .. أقترب القمر منه كثيرا .. لدرجة انه لمس وجه القمر .. سأله : عن مكان ابيه .. انصت.. تمتم القمر حديثا في اذنه.. لم تفهمه.. هرب القمر .. ركض شقيقها الى سلم الدار .. تفاجأ حينما رأته وسط الظلام .. كما تفاجأت هي .. لدرجة انها نزقت من هول الموقف .. استيقظت مذعورة .. ادركت انه كان حلما" .. انتهت القصة .. وددت تكرار قراءة تلك القصة مرارا.. اكدت لي فاطمة انها كتبتها بنفسها.. دون مساعدة احد .. كانت فرحة .. لانها لمست اعجابي بالقصة .. مسرورة للغاية .. اخذت الروح .. طارت الى السماء .. رسمت احلامها هناك .. كانت ملاكا باجنحة من الحب والامل .. ملأت الكون ضياء .. والقت شعاعا من الامل .. دقت نواقيس النسيان .. عادت الى رموش العين .. تحمل البشرى وطالع السعد .. ترقص الروح فوق اناملها.. تسمع صدى اناشيد طفولتها واحلامها .. شعرت ان شقيقها كان واقفا بالقرب منها .. كان هو الاخر معجبا بما سمع .. تشبه قصته كثيرا .. قرر ان يكتب قصته ..تشبه شخوصها وزمانها.. باسلوب اخر .. لانه يحب الابداع والابتكار .. لا يؤمن بالتقليد .. كانا بقربي كثيرا .. اشعر بدفء ذراعيهما .. بالقرب من صفحة وجهي .. ليس الاثنين فقط ..

ناصر الضامري (بقلمي)

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:57 PM
سأرحل....(فصحى)


لاني أراك.. فلن أتــبسم
سأرحل عنك ولن أتوهم
سأمضي بعيدا .. لأني حر
سأمشي وحيدا.. ولا أتألم
إذا شفت عيني تبوح كلاما
فلا تسأليني.. فلن أتكلم
وإن غيبتنا صروف الزمان
فلا تشتكين ..لأنك أعلم
لأن الوصال في حبك نار
وقربك هم.. وليلك مظلم
وما عدت اهوى ربيع الحياة
وما عدت انسى .. وما عدت افهم
اذا كان قلبي وقربي عذابا
سأكتم حبي ولن أتندم
ولن أهوى غيرك طول الزمان
سأرسم قلبا وإسما وأحلم
ألملم حبا غواه الغرام
وأشلاء قلب هواه تسمم
فهل تعذريني .. لأني كتوم
وأني جريح ..و قلبي متيم


بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 08:58 PM
لمحة عن الرمزية في الشعر الحديث
في مستهل عصر النهضة ظهر شعراء جاؤا بمواضيع دون أي ابداع في القالب الشعري وسموا بالمجددين في التقليد، ثم ظهر جيل جعلوا للخيال والعواطف المكانه الاولى في انتاجهم الادبي فسموا بالرومانسيين وجاء آخرون لونوا اشعارهم بالواقعيه وسموا بالواقعيين ثم تابعهم آخرون عرفوا بالرمزيين. فالرمزية هي اتجاه فني يغلب عليه سيطرة الخيال على كل ما عداه ، وتجعل الرمزية لها دلالة على الوان المعاني العقلية والمشاعر العاطفية وطغيان عنصر الخيال، فمثلا الليل ليس بالضرورة ان يرمز الى الظلم والقهر . من جانب اخر ،هناك رمزية لا تخلوا من مضامين فكرية واجتماعية تدعوا الى التحلل من القيم الدينية والخلقية في بعض الاحيان بل تتمرد عليها مستترة بالرمز والاشارة.
الرمزية هي الايحاء ، أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسية التي لا تقوى اللغة على ادائها، وهو ما يتيج لنا ان نتامل شيئا اخر ، والرمزية تعني ايضا الخفاء ويجب علينا عدم الخلط بين الرمز والغموض، و هي الابتعاد عن عالم الواقع وما فيه من مشكلات اجتماعية ، وكذلك البحث عن عالم مثالي مجهول يسد الفراغ الروحي ويعوض عن غياب العقيده الدينية ، بحيث وجد الرمزيون ضالتهم في عالم اللاشعور والاشباح والارواح، كمثل المصطلحات التي تعبر عن اجواء روحانية مثل الغروب الذي يوحي بزوال امر ما .
اعتبر الرمز نوع من التجديد في الشعر مخالف للطريقة التقليدية ، ويمثل الرمز موقفا ابداعيا ، يرى ما لا يراه الاخرون في مدارس الشعر المختلفة ومذاهبه المستحدثة منها الرمزية، لذا فأن اللغة تحيد عن مسارها العادي لتصبح لغة هي بمثابة الاشارة بمعنى الدلالة، والغرض من الرمز في المقام الاول هو تكريس فلسفة الفن الشعري وتفرد لغته بعيدا عن الوضوح والمباشرة لخلق عالم مغاير وهذا يعود للشاعر ورغبته في غير المألوف. ومن الامثلة في الشعر الحديث بدر شاكر السياب وامل دنقل وادونيس وغيرهم، ولا شك ان السياب يعد ملهم القصيدة العربية الحديثة شكلا وبنية ومعنى، بما أنه عاصر فترات سياسية عاصفة الى جانب معاناته من تجارب شخصية عميقة اثرت في شعره اضافة الى المرض ، كل هذه العناصر كانت مدعاة لاستخدام الرمز في الشعر وبشكل اساسي.
أعاد الصياغة/ ناصر الضامري
من مقالات مختلفة من الشبكة

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:01 PM
عفوا سيدتي...

عفوا سيدتي ..
عندما تبكي الرجال مقهورة امام عتبة بابك..
فاعلمي انك غير عادلة في حبك..
واعلمي ان الدموع التي يذرفونها ..
ستسقي ضفائر شعرك ..
لتزهر تيجانا وورودا ..
وحينما تموت الدموع بين رموشك ..
فاعلمي ان المدينة الفاضلة اضحت محض اطلال وخراب..
تنعق على جدرانها الغربان ..وتاوي اليها كلاب القرية الشريدة ..
واعلمي ان الظلام ليس سرمديا ..ستشرق الشمس لامحالة ..
ستتسلل خيوط الصباح .. وستطير العصافير ..
وتختفي خفافيش الليل ..
وحينما تعلمين انك بطلة قصائدي ..
ذلك لا يعني شيئا سوى اني قد لففت حبلا على عنقي ..
من اجل ان اموت تحت ثرى اقدامك ..
واعلم اني اعلم انك لن تبكينني يوما ..
مهلا سيدتي .. لازلت اتنفس عطرك المسائي ..
تبحر اشرعتي برياح ذكرياتك ..
تغوص في اعماق بحارك ..
حيث قيعان تسكنها هياكل قراصنة المحيطات...
عفوا سيدتي .. امهليني قليلا لعل في العمر بقية ..
لافتش عن بقايا ذاكرة مزروعة بقضبان نخيل ..
وغابة من الاحزان .. امهليني قليلا..
لان نساء الدنيا اختفت من ذاكرتي .. ودفاتر اشعاري ..
لم يعد الليل قصيرا ..نديم الدموع السرمدية ..
فضاء الم وغياب لا متناهي ..لا املك مفاتيح تلك القصور ..
يرعبني نباح كلاب حراسة ..ونظرات حراس مرعبة ..
انزق من جلبة غلمان وجواري القصور..
متعبة خارطتك ..كأن خيوط الصباح تسللت جدرانك واسوارك ..
ترسم قصائدا وقلوبا واحلاما صغيرة ..
عفوا سيدتي .. أتعلمين انك تقتليني كل يوم عشرات المرات ..
وحينما ياتي المساء تبعثيني من قبري لاكتب قصيدة اخيرة ووصية اخيرة ..
صفحتها السماء وحروفها نجوم الليل ..
وانت كالقمر في صفحة الظلام ..
وحينما يافل قبل الصباح ..
أموت للمرة الاخيرة بين ذراعيك ...

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:01 PM
صبر أم


خيوط الحرية والامل.. مجرد حلم هناك.. نسجت قميصا .. لونه أحمر.. كدماء قلوبنا المنهكة .. كأعيننا الغاضبة .. ضم جسد طاهر .. من الصعوبة بمكان ان تجده هناك.. خرقا للمباديء .. مبالغة في الكرم.. كعادتهم .. كأهل البادية .. قرأنا الصحيفة البغيضة .. محفوظة في ادراجهم الصدئة..أوراق مهترئة.. تحسبا لهذا اليوم .. قراؤها بصمت .. أعقبه قهقهة كاذبة .. اتذكر دموعها.. والم خداع ..حرية محدودة .. حتى وقت متاخر.. نعود ادراجنا الى الجدران الاربعة..ومواعيد الطعام ..خارجه عن المالوف.. لا تشبه تلك الاروقة .. أيام بغيضة .. بدون لون الشمس.. ورحابة السماء.... خلوة الليل السرمدي .. ظلام مجهول.. قصص الرفاق واساطيرهم.. الصورة المفقودة في ذاكرتي .. طفلي الصغير ..ابتسامته..توقيعي على شهادة.. ثلاثة فصول كالحة... كانت الغفوة الاولى .. سريرا علويا .. اقرب الى النجوم والسماء .. فضاء رغم الضيق .. اقتربت من الروح.. ايقظني صوت احدهم .. وبعثر مساراتي .. وشتت افكاري .. قفزت مسرعا اليه .. ينتظرني خلف الباب .. كانه مرعوب .. هو اقرب للحذر .. همس لي .. اكدت له أنه الشخص المقصود .. سالني .. صدم كثيرا .. لم يفهمني .. لم يستوعبني .. انصت كثيرا.. ثم هرب من وجهي بعيدا .. اختفى خلف الظلام .. خلف الجدران .. تطارده اشباح الحقيقة .. كأن ما سمعه اقرب الى الخيال .. تحدث واخبرهم .. لم يستوعبوها ايضا .. صدمتهم بالم فظيع .. عرفوها جميعا .. جلس يفكر كثيرا .. يبحث عن الصواب .. يقارن كثيرا .. اتعبه طول الانتظار .. وقائمة الاسئلة المتوالدة كل دقيقة ..يسمع ابنه المفقود .. يخشى العواقب الوخيمة .. المشي خلف الجنائز.. رغم انه اعتاد على غسل جثامين الموتى.. تناقل الخبر كثيرا .. تداول كثيرا .. لا زالت صامتة تتامل السماء .. وهلال العيد.. حجب عنها .. خوفا من الصدمة .. لاشك انه خبر مؤلم.. وقفت الى جانب النافذة .. تطل على ظلام حالك .. وسحاب اسود .. يخفي خلفه قمرا.. وامالا مفقودة .. خلعت غطاء الراس .. يشبه الليل .. التحفت بالصبر .. تمتمت دعاء .. مسحت آخر دمعه جرت على صفحات وجهها العابس .. ليست مجرد أم .. في تلك اللحظة .. تشبه نور الشمس .. تعلم جيدا انه لم يعدها بشيء .. لم يكن مشغولا في اجتماعاته .. انه هناك لا ريب .. قلب ذو احساس صادق .. لم تكذب شعورها .. تعلم ان حديثهم مشبوه.. لاريب .. الا هو .. تعرف انفاسه .. وخطواته .. ذات يوم .. ركع أحدهم.. اخبرها بالحقيقة .. لم تتفاجا .. تعرف الحقيقة من قبل.. ذابت الشمس في كفها ... جفت المحيطات.. تناثرت الجبال.. لم يعد شيئا مستحيلا .. الا قصته .. ليست كالامهات .. تعرف القسوة منذ الطفولة .. لم تفهم القصة بعد .. لم استطع التحدث معها .. اعتاد على حضنها.. صمت كثيرا.. اغرورقت العين بالدمع الاسود .. اكدت انها منهكة .. بسبب الانتظار.. وطول الصبر ..انها طاهرة .. هدهداتها ..كلماتها ..يرقص في يدها .. يضحك كثيرا ... لحدود النوم .. قبل اكثر من اربعين عاما .. لا زال يتذكر .. دروس الصبر .. تسال عن شمس الصباح .. ارمقها احيانا من فرجات الباب الضيقة .. احسدها.. أتذكرها لحظة الوداع .. لحظة الميلاد والالم .. وغصة الشوق والحنين.. وحينما تختفي .. اعود الى الجدران الاربعة .. افتش اوراقي .. واوراق البرتقال .. لا اجد تذكارا.. يبعث املا ..

بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:02 PM
اسمع ندى الايمان وازري من سقط
حتى ولوج العير في سم الخياط
واذكر بليل قام في حب وزمط
وسأل ثبات الحال من هول السخاط
ياصاح ماسك دين لو عقدي فرط
جمرة بكفي لو تحديت السياط
سنة محمد خير والامة نبط
رحمة امان وحب و م الشر احتياط
اجر الصلاة وزاد في وقت القحط
صل وصل وزيد من اثرو وطاط *
حتى وضوء الليل لا عزمي حبط
مالي بشيطان يزيد الاحتباط
الوقت عدى وسار عمري في غمط
مالي بدنيا من سواد الانخراط
ما يكف الدين لو حج وفقط
صوم وصلاة الفرض دام الانضباط
هذا زمان سار في درب الزلط
ما بين زاني وبين انجاس اللواط
وتسلقت اغصان في عود السبط
وانتشى منا زمان الاختلاط
حرف وشعر والقوافي من خطط
من شاعر ما خاف من سحب البساط


*اثرو وطاط تعني اعداد باللغة المهرية

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:03 PM
انا آسفة ....(فصحى)

حبيبي وروحي أنا خائفه
فخذني اليك من الزائفه
تعال بقربي ..فكلي اليك
وقل لي بعقلك ما السالفه؟
شراعي .. تهادى ومال هواه
نشيج بقلبي الا تعرفه؟..
لأني كموج يطوف هواك
وشوق الرياح من العاصفة
فصمتك سر.. كبحر مداك
فيا ليت سرك من كاشفه؟
وقبل الظلام وليل الغياب
وقبل الدموع من العاطفة
رجوتك ..خذني فقلبي نار
وصبر العذاب وما أنزفه
فان لم تقل لي: أنا آسف
فاعلم..حبيبي ... أنا آسفه

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:04 PM
خرج من الظلام

أوشك أن يضع لمساته الاخيرة .. يخطو خطوات متثاقلة .. في نهاية الطريق .. بعد سنين في حب هذا التراب .. يتذكر مشوار العمر الصاخب .. وتضحياته الخالده .. وسنين الشغف .. ومواسم حصاد النخيل .. وأهازيج رجال عائدون من موسم القيظ .. بعد فرار غراب الحضر .. وخواء بطون قطط كسولة.. تتمدد على جدران متداعية.. وجذوع يابسة .. حمل ابنه عصاته .. واعتمر عمته ..تأكد من ملامحه في المرآة.. تمنحه الكبرياء.. مشى الى الجامع وحيدا .. يتذكره حينما كان يمسك يديه .. يلتفت يمين شمال ..ثم يعبر الشارع .. يهرول أحيانا .. يسترجع نظراته وابتسامته الحانية .. يستعيد لحظات قضاها مع شقيقه المسافر .. وقف صامتا يتذكر ويتأمل .. مسح دموعه .. واصل طريقه الطويل .. لا أحد برفقته.. كما لا احد يواسيه .. أما هو كعادته .. منهمك في تأمل أوراقه .. ونسيان ماضيه .. وتأمل أسوار عالية .. وأبواب موصدة ليل نهار .. ناداه أحدهم .. من فتحة وسط الباب .. مليئة بالعيون الحزينة .. والافواه الجائعة .. ناوله خبزا وتمرا .. عاد الى غرفته مكسورا ..اختفى وراء ستارة أحزانه.. وظلال دموعة المحبوسة .. قبل صلاة الفجر .. سمعته يزفر انفاسا .. يستغيث .. يستنجد .. ايقظني زفيره .. وايقظ البقية.. الا هو .. كان جاثما على صدره .. كتم انفاسه .. لا يرى شيئا .. صرخت .. استيقظ مذعورا .. استعاذ من الشيطان ثلاث مرات .. سمعته يتمتم اية الكرسي .. ثم استغفر .. أعتاد على ذلك مرارا .. لم يقتنع انه جاثوم .. أكد انه شيئا اخر .. عدت الى سريري .. أتامله يحدث نفسه .. يقلب كفه .. يحسب ما تبقى من السنين .. ألم الصدمة .. ثمن الاخلاص .. ضياع كل شيء .. دونها في مذكراته ورسائله .. أكد انه كان الاقل خسارة.. ثلاث سنوات عجاف.. ربما قد يكون الاسوأ .. ماذا يفعل .. سأل نفسه .. ألا يكفي ؟ .. قبل ان تطوى صفحة الظلام .. رفع رأسه عاليا .. يسمو شموخا .. خنجرا لفها على خاصرته .. بؤرة رعب في قلوب خائفة ..لا يأبه كثيرا لحكايات واساطير بالية.. لايزال ذلك الشبح يترقب خروجه.. ينتظره خلف الاشجار..يأمل في تأخيره قدر ما يستطيع.. طمست بصمات قدميه .. لم يكن لها اثرا.. الا عينيه.. حفظت عن ظهر قلب..تحامل على نفسه..عقد العزم ..أقسم انه لن يتراجع.. وبيده مصحفا مباركا.. خرج دون أن يلتفت خلفه .. دون أن يودع.. لانه على يقين .. الموعد قريب جدا .. خرج من الباب الاخير .. أخفوا دموعهم .. الا احدهم .. عانقنا أخيرا بعد تردد .. ثم أختفى.. خرج من رموش الظلام.. صلى ركعتين ..تأكدت من وصوله .. طار الى قمة .. الى ماهو أبعد من نظره .. ينتظره بشوق.. بألم واضح .. يسمع النعيق.. يشهد الفرار من امام عينيه .. يطصنع الحذر .. يدرك أنه مصدر رعب.. دون مبرر.. مخدوع بعقول صغيرة.. ابتسم كثيرا .. قابله احدهم.. في قارعة الطريق .. يرتجف من البرد والظلام .. ترتعش اطرافه بشكل واضح .. حينما سأله ؟.. ولى شاردا .. وراءه غبار .. اخفى سرابه.. أخيرا .. مشى الى الجامع.. رأوه أكثر من مرة .. يمشي وحيدا تحت سفح ذلك الجبل .. تطارده اشباح .. تختفي وسط الظلام .. وتحت صخور الوادي السحيق .. يستمعون بانصات الى حديثه.. لا يعلم لماذا ؟ .. زارنا ذات مره هناك .. لم يحمل اخبارا جديدة .. سوى الامل .. شعرنا بغبطته.. يكره أعمدة النخيل.. المغروسة في قلوبنا.. كالواحات.. سأل عنه؟.. دعا له كثيرا .. مسح جبينه بكفيه ..تساقطت بقايا عرق.. ودعنا بابتسامة تخفي دموعا.. كانت خلفه .. ومشى الى الكثبان .. رآه هناك.. اخبره عن موعد سفره .. أغمض عينيه .. نام .. لم يعد الجاثوم يزوره هناك.. معلقة في جدرانه .. احتفظت بها في مذكراتي .. ثم أختفت .. منذ اكثر من عشر سنوات .. قرأها كثيرا ... أخبروني اطفالي ذات يوم انهم شاهدوها معلقة هناك .. كان يعشق المكان .. سمع بكائيات حزينة .. عرفه شهما .. مذ كانا معا هناك ..زمن اقرب الى احفاده .. فقدنا خطواته .. خطبه في حضرة الجماعة .. لم يبق معنا الا سبحته ..وسجادته ..كانت بحوزة أحدهم .. وبقايا دموعه .. نحتفظ بها ليس مجرد تذكارات .. لاسباب اخرى اكثر واقعية .. لا تشبه الوعود .. كانوا جاثمين في مقاعد بالية .. لن يبرحوها حتى يأذن لهم .. يترقبون.. ينسجون اقدارهم .. يحيكون كلاما غير مفهوم .. يسترون عورات .. ببقايا اوراق الخريف .. لم يتبق الا نصف الطريق .. والفصل الاخير من الليل ..

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:06 PM
رسالة الى شقيقتي

رغم حدود المسافات ..
رغم فراغات الزمن.. رغم القيود ..
تبقين قريبة من الروح ..
كل الحب والشوق ..
يتماثل في كل ثانية.. جليا في قلبي ..
صبرا ايتها الغالية ..
صبرا ابناءك الاعزاء ..
اعلم مدى الالم .. ولهيب الشوق ..
وطول الليل .. ودموع الحنين ..
تمنحوني الحرية والحب كعادتكم ..
وابتسامة امل صامتة ..
وتفاؤل ليس له حدود ..
تسمو مشاعركم ..
احساس فريد يتسرب الى روحي ..
يشد من ازري ..
تغمرني قوة وعزم لامتناهي ..
لان وجوهكم مشرقة ..
كشمس الصباح .. انتظروا .. ترقبوا ..
اصبحت القضبان منحة بعد محنة ..
تذوب الجدران .. تتلاشى الاسوار ..
تنفرج الابواب الموصدة ليل نهار ..
امسى ظلام المساء قمرا .. يضيء سكوني ووحدتي ..
اعلم جيدا مدى حبكم .. تنتظروني لحفلة صاخبة ..
مليئة بالحب والسعادة .. يتالم سعيد ..
تذرف رموش عينيه شوقا ..
غاب احمد في شرنقة صمته ..
وفقاعات دموعه .. ها هي الالام تتراكم ..
تكوم العذاب بالوان مختلفة ..
ذابت القلوب ..
غارت العيون ..
اشمئزت النفوس من غدر الايام ..
ويبقى الصبر جميلا ..
تعقبه البشرى ..
خاتمته سعيدة لا ريب ..
ويبقى الظلام حالك كثعبان اسود ..
يتلوى حول الآم الوحدة والشوق ..
البرد قارس .. الانتظار منهك ..
متعبة تلك الاحلام .. تتراقص حولي ..
واشياء اخرى.. اجهل غدا ..
لان الاسوار عالية .. الليل طويل ..
اعود الى دفاتري .. انبش مذكرات بالية ..
طريق طويل .. خطوط متعرجة ..
تبقى الراية خفاقة .. تنبض بالحب ..
تحمل حقيبة امل .. تسافر الى عالم المنفى ..
يتمادى الامل والاحلام .. حد العذاب ..
روح مؤمنة .. باقدارها ..
كانت نطفة في رحم الغيب ..
انها ابدية الحب .. فحبي لكم ابدي ..
سرمدي .. تؤمنون بيوم العودة ..
وتعتقدون بحبي لكم ... دونما ريب ..
تنعمون بلهيب الشمس ..
ووهج شمس الصباح ..
ليل نهار .. كالق هذا التراب ..
والامل كبير .. لا للقلق غاليتي ..
ساعود قريبا .. منذ نعومة اظفاري ..
ادرك ان ذلك حق .. وعودتي حق ..
مدهوشة اشعاري .. واصول جذوري ..
تدركون تضحياتي .. وألم اطفالي .. وبراءتهم ..
يبحثون عن صدر دافيء ..
عن انامل ابوية تمسد فروة الراس ..
يبحثون عن الوان .. ودفاتر.. وهدايا العيد..
غريب في بحار بلا موانيء ..
يمضي وحيدا .. الى موعد الرحيل ..
الى صدى اناشيد البحارة .. الى افاق الحرية ..
نحو خيول تعدو بلا اسرجة ..
وسط البحر والامواج ..
حوافر تضرب ضفاف محيطات ..
وشواطيء غابرة ..
تكتب تاريخا محفورا على صفحات هذا اليم ..
اعلم انكم مغمورون بالوان الحب ..
تنثرون ورود الامل ..
تبعثرون عقارب الساعة ..
تزرعون زهور الصبر ..

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:06 PM
المطر والاطفال

ياديمــــة بلــــت علي ثيابــــي وحقيبتي ودفاتري وكتابي
لما همت كانت مزون سعادتي فشفعتها بمصبة المزراب
للشاعر يحيى الحسيني

فركضت كالاتراب الحق ظلهم فتسابقوا ربعا من الاصحاب
كبراءة الاطفال اعدوا نشـــــوة كحمامة طارت من الاسراب
والسحب تعدو خلفنا وغمامـــة والبرق يلمع في يدي وثيابي
والنخل يرقص والغصون تمايلت والمزن غنى والسيول روابي
نعدو كأن الريح تعدو مثلنـــــا حتى ولجنا فتحة من بــــاب
ياروعة الامطار حين تلمنــــا وتضمنا في نشوة الالبـــاب
ونهيم في صخب وطيش غوايـة والظل يتبعنا كطيف سراب
كتب الجمال من السواقي قصة فيحاء تلك اذا سألت جوابي

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:09 PM
بيروتية...

أطلق من الفيحاء تأوهات ..
عبرت اثير الحب والحرية ..
الى فيحاء لبنان .. تحمله ريح الصبا ..
يشبه ورود الجرد .. كأن قهقهاته تتناثر كالدخان في مقاهي الروشة ..
تتردد في مسامعه.. تتراءى أمام عينيه ..
عن كثب في عتمة هذا الليل الكئيب ..
كما تتماثل ابتسامات اطفال.. نسجت في سماء بيروت ..
مرايا عكست سمو قلوب مزهره ..
وملاك سيرين يرفرف فوق رأسه ..
ودخان فنجان الصباح يتصاعد رويدا رويدا ..
يفوح أريج زهر البرتقال مع نسمات الصباح ..
أختلط مع ريحة بارود معتق..
لا يزال عالق في جدران وشوراع طرابلس ..
يتردد صدى أناشيد فيروز وصلواتها ..
على ضريح الشهيد .. ومآذن الشوارع .. وكنائس الدير ..
لم تبق هناك الا تذكارات عالقة في أروقة تلك الكنائس العتيقة..
كلمات مقدسة خالدة على الأعمدة ..بألوان ملائكية..
وحروف قديمة على جدران مساجد ..
يطوقها الحب و السلام ..
لا يزال صدى ايقاع خطوات أولئك المسافرون عالقة في تلك الاسوار العتيقة ..
يتردد في جنبات ذلك الرواق الضيق ..
كما تتردد قهقات مجلجله هناك ..
حصان لعبة الشطرنج لايزال يعدو وحيدا ..
بقايا أنامل لا تزال مرسومة على كتاب الاحلام ..
ذات يوم سمع احدى الرفاق..
تلاوة عطرة في ساحة الفناء.. في مرايا الذاكرة ....
تأكد انها مجرد رؤية ..
لا تزال يتردد بالمسامع ذلك النشيد....
مضى كرواية قصيرة .. أنصت اليها بشوق ...
قرأتها اكثر من مرة .. أتلهف لسماعها مرارا وتكرارا..
تذكرت طابور الصباح.. أطفال على قدر براءتهم وفطرتهم ..
لا يزال ظلام الليل يخيم .. كما عهد من قبل ..
وحشة تطوي هذا المكان.. الريح باردة لدرجة الالم ..
الاسوار تترقب خيوط الصباح المعتم ..
كفوف حملت كتاب مقدس .. وبقايا الصبر والدموع ..
مخضبة بالانتظار الممل ..
العيون منهكة في تلك الاماني البائسة ..
زوايا الالم .. رهاب الزيارات.. مؤمنين باقدار ..
لا تأباه أيها الرفيق .. حمل النسيم املا اخيرا ..رغم الانوف ..
طار الغراب من خرابات اعشاشه .. التحق بسرب خائف ..
انهكه النعيق والجوع .. ستعود المياه الى ينابيع الوادي ..
ستعود النوارس الى شواطئها الآمنة ..
تذوب اشلاء الماضي في حدود الافق ..
سنلتقي هناك لا ريب.. عند تلك العجوز ..
نحتسي قهوتها.. نحمل غصن زيتون .. أزهارا من جبل الجنوب ..
وياسمين بيروت .. وربيع الحب ..
ازرع هذه الارض قلوبا بيضاء .. لطالما حملت أغصان سلام بكفوفها ..
عرفوها اولئك بنكران الذات ..
غارقون في مستنقع نرجسية وآناة ..
تتأرجح وتتساقط تلك الأوراق اليابسة ..
حبلى بسراب احلام بائسة .. تنخر الاوهام.. لن ننسى التاريخ ..
ودموع أطفال .. وعيون تلك العجوز ..

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:10 PM
سمراء ...

سمراء تأسرني.. كأن فؤادي
لها خادم .. قد سار للاسياد
لا ادري..هل ندب الهوان بناظري
بيضاء ام صفراء في الاوتاد
لها في الجفان تمايل في رقصها
أسر الآنامل ..كسرت أصفادي
لها في المحافل طلة ترنو بها
فتهافتوا في الدير كالعباد
لها في النوادي من عرفت وصيفة
دارت بزهو في يد الاجواد
حمراء تأسر في النظار بريقها
كالشهد من بوح الاريج ينادي
أعمان ذاك هوية بجمالها
ام سحر بابل تلك من بغداد
سبحان من سبك الجمال برسمها
ياصاح .. تلك عروسة الاعياد
حلواء مسقط ان عزمت بغيتي
اضحت منار هوية لبلادي
بالزعفران شهية في صحنها
والهيل والمغراف والماوردي
فانعم بجود من ديار كريمة
حلواتها من صنعة الاجداد
فعمان حلوى..كم لثمت مذاقها
ومقامها في موكب الاسياد



بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:10 PM
خليجي....

البحر بحري .. والجبال جبالي
والنخل نخلي والخليج عقالي
فاشدو فديتك يا غريد عروبتي
فهويتي في العازي واليامال
هتف الشراع فجاوبته صواري
والنخل غنى اللال من ليلال
وعروبة قالت بصوت رجالها
صنعاء شمسي والعراق هلالي
وعمان أمي والسلام جبينها
شمس الخليج مهابتي وجلالي
في موكب الافلاك ذاك مقامه
اقمار تنثر في الظلام جمالي
مهد العدالة والسلام وحكمة
بدو الحضارة منبعي ومآلي
العزم والاخلاص ذاك مطيتي
والحزم حدي ان عزمت سؤالي
والسيف يرقص بالكفوف مهابة
ومعزة في خنجري ونصالي
كتب الخليج من الحضارة قصة
فلتفخر الاجيال من اجيال


بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:11 PM
العشاء الاخير

في شارع متعرج .. اقود سيارة .. الوقت مساء ..اصطففن على جنبات الشارع .. نسوة متشحات بالسواد .. قلائد ذهبية .. تزين صدورهن ..جلسن بوضعية القرفصاء .. اطوف عليهن واحدة تلو الاخرى .. شارع مرسوم في ذاكرتي .. منذ الطفولة .. واصلت طريقي .. نحو سوق مزدحم .. اكاد اختنق.. لفت انتباهي عددا من باعة الحلوى .. الصحون عامرة بها .. تستفز الشهية ..هممت بشراءها .. لم اجد نقودا .. احيانا تخذلك المواقف ..والأحلام.. قفلت عائدا .. عدت ادراجي .. سمعت الرفيق.. ينادي بصوت جهور ..يتمتم بقوله .. " كفى ".. استيقظت من سبات عميق .. ومن احلام مشتتة.. تساءلت .. هل يعقل أنه حلم .. ام انه رؤية.. سلسلة احلام غريبة .. اتذكر حلم عصر العنب .. جلست بالقرب منه.. همس .. سمع اليوم اشياء غريبة .. وزيارات غريبة.. قد تحمل البشرى .. وربما الالم .. أعتاد على ذلك.. اذان الظهر.. حملت سجادتي .. احدهم ناداني بشؤم .. مطلوب.. مسك المعصم .. جرني بقوة .. همس .. ماذا تقصد ؟؟ .. أي ذنب .. تساؤل مريب .. ساخرج .. ماذا يعني .. انها الخطيئة .. لم تشرق الشمس بعد .. اختلطت الامور .. بين فرح وحزن .. بين الم وامل .. بين شروق وغروب .. سالوا ... ليتهم لم يسالوا .. ماذا.. قائمة حبلى .. تذكر شمس .. كما وعد.. هي اول من تعرف .. اختفى .. ومعه الخبر المشؤوم .. ضاع بين جنبات اكتافهم .. لم تكن موجودة ... ذهبت الى من هم قريبون على قلبي .. شعرت بسعادة الدنيا تختزل في كلماتهم .. دموعهم .. يقينهم بنهاية الصبر .. بشرى.... سالت دموع ..كما سالت دماء هناك.. على وعد معهم .. ساكون عند حسن الظن .. عانقتهم كثيرا ..على يقين بقرب العناق الاخير ..توالت التهاني.. ممزوجة .. بتفاؤل مؤلم.. يوم ليس ببعيد ..تذكرت ابتسامة بائسة .. وسعادة اغتربت كثيرا .. كنت على موعد مع عشاء اخير مع الرفاق ..وموعد مع شمس الصباح.. لاطوف ارجاء الحي .. احمل شهادة .. وسط فرح صاخب ..تظله زرقة السماء .. و احلام صغيرة .. فارقت المكان .. قبل أن تجف دموع نساء القرية بعد ......... بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:12 PM
مجنونة...

أيتها المجنونة .. لم تقتليني بعد..
تجرعت السم ولم أموت..
أتظنين مت قبل ساعتي ...
حينما أكلت خبزك المسموم ..لا .. لم أمت
أنت مجنونة ... أنت خائنة ..
نعم أتألم .. أصرخ .. أكتب وصيتي..أحتضر ..
لا تزال روحي تتشبث بهذا الجسد ..
بهذا التراب ..
ولكن لم تموت .. كما تتصورين..
يا امرأة عاقرة ..
تذوب في عتمة الليل ...
تتبعها كلاب الليل..
لن يدوم كذبك المقيت ..
وليلك البغيض ..سينتهي غدا..
ثمة مساء معتم ..
ستشرق الشمس لا ريب ذات صباح ..
ينقشع الظلام.. وستختفي طيور الليل..
وتصدح العصافير ..
كعادتي ..
أكتب آخر قصيدة...
تحكي قصة الخبز المسموم ..
والعاشق الشهيد ..
ثم أموت فوق حروفي ..
وبين سطور قصائدي الحزينة ..
وبقايا دموع ..




ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:40 PM
نصف القمر


نصف القمر عود.. وأنا أزفر الآه
ظلم سديم الليل .. والقلب ولهان
ليته بوسط العين يسكن سواداه
من غيبته ذوب شآبيب أحزاني
طول ظلام الليل والعين صوب الجاه
وضاعت من الأحلام وكفوف ميزاني
دار الزمن والمختفي بانت زواياه
وش حيلتي الا الرجا وحروف قيفاني
والغايب اللي بطا عذره مع اللي تاه
وأنا مالي عذر من كاتم أشجاني
ظنيت ..ليت الأمل لو كذب نواياه
لاني محب معذور من عتمة الواني
لا .. ما هني من ضيع حبيب وجاه
طول غياب الروح لو عانق أركاني
نصف القمر طول وأنا كيف بنساه
بس كيف أنا بنسى نصفي الثاني




ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:41 PM
ساحرتي
انها ساحرتي .. تحمل بعض حروف اسمي ..
وحروف اخرى .. ليس لها صلة بالابجدية ..
شاهدتها تطوف افق خيالي .. في مساء اظنه قمري ..
اطلقت شعور لامتناهي .. في حدود الروح ..
كاني محشور في شرنقتها .. وفي نسيج عنكبوت ..
في ردهات مظلمة .. تظهر ساحرتي بعد منتصف الليل ..
تقترب مني كثيرا .. اشعر بزفيرها .. ايقاع خطواتها ..
في ممر مترع بالدموع والالم .. وقفت بالقرب من الباب..
كأني اسمع وقع خطواتها .. وزفير انفاسها .. كانها بالقرب منهم ..
تتبعهم .. تراقب كل شاردة وواردة ..
عبثت الريح بالباب .. استرقيت النظر خلسة ..
شعرت بوجودها .. مرت كوميض وسط ظلام دامس ..
لا يخطيء احساس قلبي .. تراني دون ان اراها ..
تسمعني دون ان اسمعها .. كلمتني بصوت خافت ..
اكاد اسمع هينماته .. رغم الجدران المحصنة ..
متعبة هلوستي .. متعبة تلك الاروقة الضيقة ..
تسلل خيالها.. جلست بالقرب منهم ..
في غرفة ذات نور خافت ..
تتنصت لاحاديثهم .. وهلوساتهم .. سمعت مناقشاتهم ..
قلبت اكوام أوراقهم .. بعثرت كتبهم ..
لم تستوعب ما فوق السطور .. وما تحتها ..
تاكدت انها كذلك.. لم تنته بعد ..
اصول اللعبة لم تكن في الحسبان..
نار خافتة .. رغم كل شيء..أختفت فجأة..
تركت خلفها تساؤلات لا حصر لها .. اين ساحرتي ..
ربما يسكنها رعب ..خوف .. صفير رياح .. هدير طوفان ..
خلف جدر واهنة .. عقدوا العزم .. لغرض ما ..
لن يرحم التاريخ.. مشهد قبيح ..
اخبار لا تسر.. مشردون .. ضمائر خاوية ..
ثم عادت .. كالحلم .. جلست بالقرب مني..
كلمات غير مفهومة..تمتمة .. تقهقه احيانا .. دون مبرر ..
لا زلت حيران .. كسرت عزلتي .. وصمتي ..
اذابت صقيع يلف جسدي .. خمدت نيران ..
تسللت من بين رموش الليل .. فاجأتني ..
ضوضاء الم .. ونوبات من الشوق والحنين ..
وفي مساء آخر.. كان معها اخبارا واسرارا ..
تسللت من تحت الباب .. اقتربت مني ..
وددت بضمها ..قهقهة مرة اخرى..
بعد نوبة رعب وخوف .. كانت ابتسامة أخيرة ..
لم تأت حسب الموعد ..لانها تعلم الم الفقد.. والغربة والغياب ..
اصبحت عادة ..تكررت كل مساء ..
بعد منتصف اللليل .. طارت ساحرتي ..
لم تعد.. ومعها اسرار.. ذكريات ..قصص واساطير.. ..
لاسباب اجهلها .. أشعرتني بالوحدة..
أشعرتني ان اضع المشاعر في مكانها الصحيح ..
اعالج عواطفي...تماهت الروح بين ميلاد الالم ..
ونهاية الحب والتاريخ .. انسج شالا من الاحزان والدموع ..
مجرد حطام.. صرح من الامل المتناثر ..
طارت باجنحة نحو افق بعيد .. كالسحاب .. يكسوا القمم ..
تغمرني بذكريات متعبة.. علمتني ابجديات الحياة ..
علمتني اعشق الحياة ... والحرية ..
علمتني الصبر اشياء اخرى ..لم تكن في الحسبان..
اعود الى رايات بيضاء .. ترفرف ..
وحمام ابيض في سربه يطير .. واطلال قمر المساء ..
اعود الى قرص الشمس .. تغرب في افق عيني ..
سافرت ساحرتي .. لن انسى .. سالحقها .. سرقت الوان الحب ..
سرقت ذكريات .. واشياء اخرى ..أنه موسم الرحيل..

بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:42 PM
أغراب ....


أهينمات الشعر كالاغراب
وصروفه عادت مع الاسراب
للشعر بحر .. تنتهي امواجه
لشواطيء في القلب والالباب
والحرف نبض ..كالسفينة سابح
والشوق ريح والشراع كتابي
وأنا المسافر والقصيد موانيء
قد سار في الانواء والاسباب
والليل اقبل كالصديق غياهب
حمل الشجون فكسرت ابوابي
ذكرى من الاهات بين جوانحي
لها مؤلمات في نوى الاصحاب
والليل اسدل والظنون سديمه
(لا أدري) ..ذاك الاختصار جوابي
ياليل حسبك قد ندمت قصائدي
نزفت حروفي .. مزقته صوابي
والشوق بحر قد غرقت بيمه
وأنا الشهيد وقد طويت عذابي
والشعر عندي كالصلاة لكاهن
وحروفه سجدت على محرابي
أهينمات ...في القلوب جروحها
نزف القوافي سار كالمخلاب

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:42 PM
ارنولد..في الذاكرة

أين أنت الان يا ارنولد.. اسمعها تناديك بملء فمها.. وانت تتصنع ابتسامتك المريبة أحيانا.. كأنك تعدو بالقرب من نهر الراين ... بينما تجلس هي وحيدة..تمسك فنجان الشاي .. على شرفة صغيرة .. تتامل حقول ذاكرتها .. زاخرة بالشوق .. تلك العجوز.. طالما ملأت براويز جدرانك .. تمسك في يدها زهرتين .. سافر خيالك .. طارت بك الاحلام .. في اجواء باريسية .. ترنو الى قمة برج ايفل .. جاثم كطائر فينيق .. منذ عهود غابرة .. ينفض عنه غبارا ودخان بنادق جيوش الراين .. وفلول شارل ديجول .. وتعود بك الاحلام .. في الصباح .. تذرع شوارع الاليزية .. جنوب قوس النصر .. شمال هرم اللوفر .. تحاصرك الطبيعة .. وسحر فرنسا .. وجمال تلك الغجرية الساحرة..تعشش في ذاكرتك .. وروزنامة السنين .. تتبعك حيثما كنت .. تتلصص من بين جذلات شعرها الاسود ..ورموشها المجنحة .. تامل دعوة منك ..لاحتساء فنجان قهوة .. لتقرا بقايا الفنجان .. وخارطة عمرك .. وماضيك المظلم .. خلف هذه الجدران .. تجلس القرفصاء.. تراقب الساعة .. وقائمة الأسماء.. تمسك قطعة خبز .. وصحن بطاطس .. تتذكر سنوات من عمرك.. قضيتها في بيروت .. ممتلئة حقيبة ذاكرتك بالحب.. تمسك دفتر يومياتك .. تكتب اشياء كثيرة .. ومواقف صديقك احمد ..اعلم انك لا تحب مذاق الشرق ..وشاي الصباح ..وحكايات الجدران .. تتامل روزنامة التاريخ .. اعلم انك تحن اليهما .. بريجيت .. باردو .. لم تعدا طفلتين صغيرتين.. قرأتا رسائلك .. مرسلة مع الريح ..تكتب احلامك واشياء صغيرة .. وقراءاتك الصاخبة.. وتأملاتك في نواميس هذا الكون .. ضحكاتك الذابلة .. تتذكر كتاب البخيل لموليير ..لا يزال يتردد صدا ضحكاتك بمسامع الرفاق .. عامرة بنوبات الالم والدموع .. تكره برد الشتاء .. تحمل معطفك .. وصبرك .. تعلمت هنا كثيرا.. فنون الصبر.. والعزم .. وعدم الياس .. في زقاق باريس كان الأمل .. وكانت المحطة الأخيرة لقطارك.. كما تعلمت.. طارت بذاكرتك.. الحالمة .. خلف سراب طيور مهاجرة .. تنثر بقايا الفقد والغياب .. تسابق الريح والسحاب .. تفتحت ورود قرنفل .. وازهار توت بري .. وصدحت عصافير الريف.. غنت ألحانا حملها موج المانش .. نحو موانيء الحرية .. لا اعلم سابقى في ذاكرتك .. وذاكرة هاتفك الاخير..كلماتك حبلى بأشياء جميلة .... انعم بحريتك .. وانامل تلك العجوز.. تمسد شعرك .. وتتأمل ورود بيروت .. تطير حمامة السلام .. وتزهر ورود الربيع .. وتصدح فيروز .. اناشيد الحب و السلام والحرية .. ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:43 PM
حسبي الله ...

ودي احكيلك ظروفي.. من تصاريف القدر
والعين تبكي لا دموعي هلت الحسرة جروح
واهدي سطوري كلمتين بلا هموم ..وانتظر
حسبي الله منهجي.. هذا النصيب ولا ابوح
ومن الرضا درب مشيته طول عمري في صبر
حتى لو مالت سنيني والالم سوى صروح
بس لا نويت الشكوى لله..واشتكي رب البشر
هل كيف بروي قصتي ..والروح ما يتليها روح
ومن توكل ما يخيب وحتى لو ذاق القهر
والقناعة كنز غالي ..شيمة القلب السموح
وما يعيد الكسر جبره حتى لو كسره جبر
بختصرها ذي الحكاية وما يفيد الميت نوح
طال شرحي من كلام استميح وبعتذر
وانتهى وقت نعده حتى لو طال الشروح
يالله سالتك دعوة من ذل آهات وقهر
الطف بعبد شكوته من ليل أنات القروح
هاذي حكاية قصتي برويها للحرف وشعر
اسرارها ما بين سطري يا خليلي والسموح


بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:44 PM
آخر الربابنة

ركب البحر .. شد من عزم الرجال ... اثار همتهم ..بث في روحهم حب التحدي والمغامرة...نزغوا الشراع ..اصطدم بريح الشتاء ..
تحرك السفين ..تبدو اليابسة ضئيلة في عينيه .. لم يلتفت خلفه كثيرا ..رغم الشوق للديار.. رغم ظلام الليل ..عناية الله تظلك جدي العزيز..
سافرت مع الريح والسحاب.. في غياهب هذا المساء الاسود .. الألم يكسي القلوب.. أنهكت العيون ...
شمس لا تعرف غروب..و بحريسكنه موج صامت..وضجيج شاطيء حزين ..تناثرت حوله نوارس شبه نائمه..
أين أنت من هذا البحر..أتعبت هذا البحر .. كما أتعبك هو كثيرا ..لم يكسرعزمك وهمتك.. عرفتك شواطيء الزمن البعيد ..
أكتفيت في تأمل امواجه من نافذة المنزل .. ترمق طواف اشرعة ملهوفة.. يحثها حنين الشطآن.. ويحدها موج غاضب... تصدح باناشيد الصباح ..
تتذكر يوم الاعصار ..تلاشت شجاعتك.. شيئا فشيئا تكسرت..تتذكر ايام صبرك.. والأساطير المدفونة في تلك الاعماق .. مراكب غارقة .. يتلاعب بها التيار .. والطوفان..
أقلقك المرض كثيرا .... تماهت قصص بطولاتك بين صفحات بحارك .. ربان تعبر محيطات زمن غابر .. اجهدت مغامراتك .. ومجاديف صبرك ..
تحطمت الاعاصير امام صخور عزمك .. لا تعرف الكلل .. مثل اعلى بين اقرانك .. تقف كالصواري امام عين الريح والاعصار ..كشراع تتلاعب به عواصف المحيطات ..
تتقن فنون الصبر والملاحة .. واساليب التحدي .. عرفوك احفادك وذريتك قدوة حسنة .. سطرت اسمك على جبين هذا الزمن..
تذكارا لا يتكرر..حملوا لواءك خفاقا بسماء تاريخك .. حملوا عصاتك البالية .. جوانبها متآكلة بفعل اناملك البيضاء السخية .. اكتحلوا بنور جبينك ..
لم تفارق ابراجا وصروحا في قلوبنا .. لم تبرح عنا طرفة عين .. نحفظ ابجديات اسمك.. دموعك غالية .. فانت آخر ربابنة هذا الزمن المتخاذل .. آخر رجال هذا البحر الاسطوري..
تتساقط على صفحة وجهك الشامخ .. زاخر بالجود والعطاء.. احتسيت فنجان قهوتك وحيدا قبل الغروب ..اسمع صدى حكاياتك مع هذا البحر ..
وبالقرب مني.. جلست تلك الوحيدة بصبرها .. مكابرة على الم انهكها كثيرا.. شقية بزمنها وبزمني.. ضحية أقدار لم ترحم ..اختزل الموج اسمك ....
لانك لم تغب عن قلوبنا بعد.. لازلت تدور في حلقة ذاكرة ابدية .. كاسمك الازلي .. رغم مرضك السريع .. تغمرك السعادة والرحمة .. في شرنقة صبرك وعزمك ..
لم ترحم الوحدة سنوات عمرك..تتاملني بعيون مكلومة .. ترمقني بذاكرة مترعة بالحزن.. وصمت يحمل كلمات وحروف ليس لها حدود ..
تركتني حفيدا..أبحث.. أسأل.. يتردد صداك في أذني كل صباح .. مرسومة ابتسامتك على صفحة الشمس ..
كم كنت اعشق الجلوس بين يديك .. تسمعني كلمات الحب والامان ..ومغامراتك في لجة هذا البحر..وقصص لم يطرقها الخيال بعد..علقت في ذاكرتي ..وطفولتي..
ها انذا اليوم بعيد عنك.. رغم قربك من نبض روحي .. لم اهنا بعد .. لم ترو ضمأي بعد .. سرقني الزمان والمكان ..
اخذتني الاسوار العالية والقمم البعيدة .. تتلاطم امواج الليل على جدران وحدتي .. ورياح صبري .. تعرفني نجوم السماء ..
لانك علمتني صبر الرجال .. وعزم الاحرار .. لن ارضى بغير ذلك .. لن أقنع..لن اساوم أبدا.. هذا قدر مكتوب.. سابقى حفيدك الوفي لقدرك وشموخك ..
خالد أسمك في روحي واعماقي .. كهذه القمم الشامخة .. منذ الازل .. لن تبهرني بريق النجوم.. لن تغويني نرجسية مقيتة .. أندحر الظلام ..
أنبلج نور في الافق البعيد.. لا تابه كثيرا..رغم الصمت .. منذ عرفتك مقلة عيني ..
قبلت التحدي مثلك .. لانك حقيبة من الصبر والعزم .. بذرت في روحي سنابل الحب والحرية.. رغم طول الانتظار.. وسنوات الأمل.. ومواسم الاحزان ..
اقبل جبينك الطاهر..بنفس موجوعه.... ليس بقريب .. كما أنه ليس ببعيد ....لك البشرى والمجد .. لك الحب والسلام .. جدي العزيز.



بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:44 PM
بدوي من الربع الخالي

لمحته أكثر من مرة في الرواق شاردا مع نفسه ..يمشي بخطوات متئدة.. تحمل عينيه عناوين ليست غريبة عليه ..
ابتسم ذات مرة .. بادلته الابتسامة .. تكرر ذات المشهد ..
قد يعرفني من قبل ..اقتربت منه .. رويدا رويدا ..
تفوح منه رائحة النجد والبداوة .. ودخان نار الشتاء .. تأكدت منه ..
انه كان معهم يوما ما ..تذكرني كثيرا .. بالفعل كنت معهم كما يبدوا ...
اشاركهم دفء النار .. صافحني بحرارة .. لم أعتدها منذ زمن بعيد ..
ناداني بكنيتي .. رفعت راسي ..اومأت له بالايجاب ..
هم اول من ناداني وآخرهم .. كانت هي حاضرة .. معي هناك ..
في تخوم الربع الخالي .. كثبان تخفي خلفها ذئاب شرسة .. خنقها الجوع ..
عبور قوافل متعبة.. تقطع القفار .. يرمقهم ذلك الضبع الرمادي .. بدوي أشعث ..
شعرت بدفء حديثه .. يجيد المجاملة.. يعشق المطر .. كأني على موعد معه ..
يتأمل القمر والنجوم .. يتذكر اشياء صغيرة .. الابتسامة مرسومة على صفحات وجهه الطفولي .. يتذكر تلك البدوية .. على الربوة قرب الوادي ..
تماثلت امامي صورة رجل الصحراء .. يخفي هويته وتقاسيم وجهه ..
قطيع مجهول الهوية.. تتقصى أثره .. آثار جمال هاربه .. صوت الحادي ..
يذرع ذاكرتهم وعقولهم .. يسكن أوديتهم وصحاريهم .. وخيامهم البالية ..
يتردد صوت ذلك الحادي .. من فوق سنامه .. لايزال عالقا بترابه ..
يعتمر شهامته واصالته.. يتمايل أحيانا .. سنوات الصبر..
تضحيات منحوتة في صخور بلغة مسمارية .. لم تفك رموزها وشفرتها بعد ..
عرفتها أيادي اطفال عابثة.. اتذكر طعم القهوة....بقايا نار دافئة .. وموعد الوداع ..
ورياح الخريف .. عقروا الناقة تحت السفح .. في هدوء .. اخذت مكاني في صفوف الرجال..
انشد ملحمة تاريخية .. اردد كلمات حميرية .. طويت خيمتي قبل الغروب ..
اطفأت نار اذكتها جمرة الفراق .. امام تلك الخيمة .. لم يعرفني ذلك العجوز ..
يجمع حطبا لبرد الشتاء.. سافر الى جبل .. تخنقه رائحة النجد.. تسلل بين انفاسي ..
جاثم على سفح .. يطل على محيط ..منهك بالاساطير .. يتذكر اجداده ..
تتناثر هياكلهم في قاع المحيط .. وهياكل قراصنة ..
في قبضة أحدهم جوهرة احد السلاطين .. ذات يوم ودعني ذلك البدوي..
أستاذن بادب .. اختفى خلف الجدران .... سافر الى هناك .. أخبرهم عني ..
لم يصدقوه .. اوصموه بالعار.. حينما اخبرهم .. اقسموا باليمين انه ليس كذلك..
قرؤا تلك القصيدة.. وصلت الى يد شاعر القبيلة .. وعد بالرد..
كتبها قبل ان يقوم من مجلسه .. حفظها عن ظهر قلب .. أطربت العيس ..
ورجال القبيلة .. واطفالها .. وبنات الحي .. سمعها ذلك البدوي .. أرهق الذاكرة ..
و المشاعر .. وذاكرته العامرة.. رسم قافلة جمال عبرت قلوبا ..
وخط الافق نحو الشمال .. بحارعرفت مغامرات.. وأساطير ..
طافت أشرعة العمر .. وسط مساء .. و نجوم خافته.. وغياهب زمن مظلم ..
عرف موانيء الصبر والامل .. و رياح الشتاء .. الى ميناء..
عرف الغياب والضياع .. عرف حطاما من الالم....
كسرت صواري.. ومزقت أشرعة .. هدأت الريح وهدير الموج ..
حملت عزم بدوية سمراء .. عرفت صبر رجل .. قهر صحار و بحار ..
كتبه التاريخ في سفر الحب والحرية ..عنوانه بدوية وبحار..

بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:45 PM
ولَمحتُها تسعى....

فذكرتُها وأنا على الشرفاتِ
ما قبل ُ مكةَ او من الميقاتِ
فبحثتُ عنها حين قالوا بأنها
قد أحرَمتْ للحجِ والطاعاتِ
فوجدتُها بين الحطيمِ وزمزمٍ
طافتُ على عيني ..على نظراتي
تسعىَ ومروةَ والصفا ودموعَها
بسجودَها من خشعة ِالصلواتِ
ولمحتها ..بيضاءُ ترفعُ كفَّها
وقفت صعيداً في رُبى عرفاتِ
فاقتربتُ وكدتُ ألمسُ يدها
فتسارعتْ من صدفتي .. نبضاتي
فسالتُها ما الحالُ آلكِ ها هُنا
ام ذاك ضرب من هوى الغياتِ ؟
مالتْ وسال الدمع بين خدودها
وتساقطت شوقا من العبرات
قالت : معاذ الله ذاك محرم
(والعشق في شرعي من الحرمات)
ودعتُها وسألتُ ربي علَّها
حوريةٌ ألقاها في الجناتِ
و غدوتُ مابين الحجيجِ متيماً
اشكوا هوان الصب من علات
فارحمني ياللهَ ..عبدُكَ تائبٌ
بل نادم يا ساتر هفواتِ
ارجوا رضاك وخوف نفسي حاضرا
والدمع اسكبه من الآهات
رباه خذني من غواية عاشق
ماضاق صدري حيلتي وثباتي
رباه عبدك من ذنوبه نادم
وابدلني يالله بالحسنات
رباه فاقبل حجتي ومناسكي
واغسلني يااللهَ من زلاتي


بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:46 PM
حبيبتي شمس

دموعك غاليه.. احزانك لها نهاية لا ريب .. ابتساماتك بريئة.. كطفولتك..
تنطق بالحب والشوق .. ترسم هدوء الريح..وسكون المساء .. تكتسي حقول الامل
.. تغمر سنابل قمح عطشى .. تستيقظ زهور ذابلة .. وسط غابات الظلام ..
واكوام النسيان .. تنعش ذاكرة نائمة .. تبعثر حطام الجور والقهر ..
تذوب قضبان حمقى .. تحطم اسوارا وجدرانا .. تتامل عيون شرهة..
عقولها زائغة ..ظلت عن الطريق .. تكسر صمت الجنون ..
اين شموعك حبيبتي .. اين اناملك .. اين عينيك .. تختصرين عمري ..
تكتوي احلامي بذكرى طفولتك .. تشبه غربتي .. وسنوات صبري ..
تبث لواعج الشوق .. تطهر رواسب الماضي.. مضت الايام والسنين والمواسم ..
كالاعصار .. طافت سحب الغياب .. لم تمطر .. الارض مجدبة ..
الصحراء عارية .. ورود ذابلة.. لون واحد فقط يتكرر .. ابحث عن براءتك ..
ووجه طفولي يتاملني.. اسال عنك .. وسط اكوام الاحلام .. وسط احداق عيني ..
تتربعين كالخيال على اشلاء الماضي .. سرقت من يديك هدايا العيد ..
وحقيبتك الصغيرة ..هربت بعيدا .. نحو مدائن خاوية .. تشبه القبور .. مشغولة في هذيان ..
ترمق رقص ظلال متعبة .. اشباح عمياء.. خلف كثبان ..
قلوب يعصرها الالم .. ومرايا زائفة تتكسر .. اعلم انك لا تجيدين القراءة بعد ..
وحروف الهجاء .. عدا ابجديات الحب.. تحمل عينيك بذوره..
وبكائيات روحي .. تلمع شمعة.. تضيئين سماء الامل ..
حين تهرب طيور الظلام .. تلعبين وحيدة .. لاتكترثين بآلامك ..
تعبثين بشعر عروسة نائمة .. تلتحف فستانها الفضي .. تعبث بكلمات مبهمه ..
ذاكرة مشوشة .. تسالينها.. صمت مؤلم .. غربة عيون حزينة .. طول انتظار ..
مرارة مذاق الصبر .. تقاسميني الحزن والحنين .. وشوق موج البحر ..
الشاطيء الحزين .. وحيدة في غربتك .. ملل سرمدي .. يستفز احيانا ..
تكسرين صندوق الالعاب .. تتذكرين .. تترددين في قراراتك .. تعودين الى سكون غرفتك الصغيرة ..
وصمت المرايا المكسورة .. تتلمسين وسادتي وسريري ..
و قميصي.. قد يحمل بقايا حنان .. وبقايا من دموعك .. متعبة تذكارات الماضي ..
وخيوط النسيان.. سافرت خلف السحاب.. خلف طيور مهاجرة ..
بعضها يقف على اعمدة قضبان صامتة .. ترمق فتات خبز تلك القرية ..
وبقايا الماضي .. خلفها قمم شامخة .. ثمة صخور .. ترفرف راية الامل..
مكتوبة في سفر التاريخ .. منقوشة في صروح الحب ..
شمس غابت في حدود الافق .. لا ريب ستشرق اجلا او عاجلا ..
وصواري غاصت في لجة الاعماق .. مغروسة في قعر المحيط ..
تحيط بها مخلوقات مجهولة .. وبقايا عظام.. وتذكارات قرون بالية ..
ساعود لالثم هذا التراب .. احضن تلك النخلة الباسقة .. صامدة في وجه الريح ..
وجفاف الوادي .. انتظريني حبيبتي تحت تلك النخلة .. فانت اول من اشاهد ..
اول من اقبل واحضن .. ساعود اليك كاسمك في الصباح ..
اوقفي دقات الساعة قليلا .. لاني اعشق عصافير الصباح مثلك ..
والوان عينيك.. وظلال شعرك .. امسده براحة حبي و شوقي..
انتظريني حبيبتي لتبعثرين ظلامي .. و اوراق صبري الطويل..الصامد في وجه الاعصار..

ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:48 PM
ملهمتي ..




ويارا قبلة القلب
خذيني انني احمد
فصمتي محض اشعار
كليل سامر ينشد
ولن ارضى بفاتنة
تراني مدبر يرتد
صلاة الحرف اكتبها
وليل ..كاهن يعبد
من الانثى تلاواة
خفوق عندها يسجد
كان الدمع في مقلي
ونبضي صابر يشتد
وانت النور ان افلت
نجوم شمسها تعمد
وانت الكون احلاما
وآمالا بها اخلد
فصمتي بوح آيات
فنتلوها بلا موعد
وعطر الليل الثمه
ودفء الكف والمشهد
وفستان يبعثرني
وشعر سابح والقد
وخد ذاب في جسدي
كسيف سار في المغمد
بدونك صرت اشباحا
وبدر ليله اسود
انا بحر بلا ريح
شراعي عابر مجهد
فكيف اطنش الانثى
فتلك الروح والمقصد
فجئت اليك مشتاقا
فانت الشاطيء الاوحد
تعالي لملمي صمتي
اليك البوح والموعد
خذيني من سماوات
يديك النور والمولد
ساولد من ثناياك
ومن شفتيك اتنهد
فضميني الى عين
فلا احلى ولا اسعد
اعود اليك ضمآنا
فانت الحب والمورد


ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:49 PM
غياب..



كلما عديت شعري في السطور
خايلت زولك بين حرفي وكلمتي
وكلما حسيتك بوسط الحضور
شفتك خيال في زوايا قهوتي
في رمستي بين السهارى والسحور
في خلوتي ولا انت ليلي ونجمتي
ذاك الحبيب اللي رماني في البحور
غرقان اشكي الليل قلة حيلتي
حتى البراويز اللي شالتك بنور
صارت حطام وجرحتني خلوتي
حتى الحنين اللي نزفته بالصدور
والشوق فيني والغياب و ديرتي
ذكريات الليل والذكرى مرور
ياليتها مرت في لحظة سلوتي
مرت سنة بس في حسابي كالدهور
ياليل عجل في الخوالي خطوتي
عمري مضى بستان خالي م الزهور
كان الصبر عنوان قصة دمعتي
هذا نبضي ومنكم صرت معذور
والبوح سطر في المشاعر قصتي


بقلمي /ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:49 PM
الجسد المسجى

كاد الالم يفتك ارواحا .. كسر عزم الرجال .. لم يتبق الا النذر اليسير .. كادت المهجة تفارق جسدها .. والقلب ينفذ من الاحشاء .. نسج الرعب والرهاب خيوطه حول اعناق عطشى .. خنقها الظلام والليل .. أشباح تطوف المدينة الفاضلة .. بات الامل نجمة خافتة في سماء العمر الضيق .. تتآكل جدران .. ولكن ببطء .. تتناثر بقايا الروح .. اخترقت قيودا.. فتحت جرحا على مصراعيه .. ينزف ..صرخات طفل .. بعثر الظلام .. تضائل الامل .. ذبل ..فوقه ثمة بياض .. وزهور ذابلة .. تفتك احلاما .. لم يتبق الا الم .. تتقاذفه رياح الشؤم ..تسلل من صخرة سدت باب الكهف .. تحطمت الاشرعة والصواري على شاطيء الحزن والعذاب .. أي عذاب .. أي زمن غريب .. حلم أخير .. ميلاد موت جديد .. أبدية شقاء.. قدر مكتوب .. كرحم الغيب .. ذات ليلة مظلمة ..الألم منهك .. تعزز بالالم .. تمكن من كل حنايا الجسد الضئيل .. خيال طفل تماثل أمام العين .. تجسدت أحزان..تشبه أشباح.. تعدو على جسد مسجى.. تسللت منه الروح .. والحب.. ونور الدنيا .... تعالت كفوف واصوات .. وتمتمات كتاب مقدس ..اوشك طلوع فجر.. مؤلم.. فقد الروح والامل .. تناثرت خيوطا.. تبعثر الظلام .. تسارعت دقات القلوب .. اختلط الالم بنشوة الفجر .. كأن نورا أبلج في آخر النفق.. عاجزون.. أنفاسهم مخنوفة.. قلوب مظلمة .. عيون صدأه .. هربت بومة المساء .. خلفها نعيق غربان.. لمع بريق في العيون .. وجوه غمرها اليأس .. تضاءل الامل .. تماهت الاسوار .. تلاشت جدران ضيقة .. تشبه تلك القلوب .. لم تعد مساحة للصمت .. تنذربعواقب وخيمة .. فتحت نافذة.. تلاشت محنة .. انفاس تتوالى متسارعة .. أشياء كثيرة تتلاشى.. لايتسع الزمان والمكان لذكرها .. اثقال جاثمة على الجسد.. توارت المأساة بعيدا .. رغم كل شيء .. سبات شتوي ..حرك بحيرة راكدة.... أفرغت صبرا واملا .. وكربة .. ستشرق شمس لاريب .. تلاشى الظلام .. تعرت وجوه .. أجساد فارغة من احشائها .. تسقط ورقة.. تستر سوءة .. تتهاوى صروح.... شقت البحار مجاريها .. واشرعتها ..ومرساة ميناء تنذر بالطوفان ..... صوت اذان الفجر .. عبثية اطفال......خلوة أم ثكلى.. الثلث الاخير ..بقايا ذاكرة .. وبقايا جدران.. محتسبة في صومعتها .. قوله حق .. وعده حق ..حملت جثمانا ..حفل جنائزي ..معاطف سوداء ..برد و شتاء .. عواء كلاب .. تراتيل دعاء ..تلاواة ام ثكلى ..

بقلمي /ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
18-12-2019, 09:50 PM
قصيدتي عمان

أعمان أسم خطه الإنســــــــــــــان
أم ذاك مجد صاغه السلطــــــــــــــــــــان
فاليوم انظم في هواك قصائدي
فلك المحبة والعلا والشــــــــــــــــــأن
تاريخ مجد للأمان منـــــارة
يرنو لها الأنسان والأوطــــــــــــــــان
اصل الحضارة .. و العروبة نبعها
إن الزعامة قصة ولســـــــــــــــــان
الحب ينشد من حروف جمالها
وملاحم تصغي لهـــــــــــــــــــا الآذان
قابوس فخر والحضارة نهجه
بالعز مجدا قاده الربــــــــــــــــــــــان
كم عانقت هام السحاب صروحه
كم فاخرت من فكره الوجــــــــــــــــــدان
فالعيد عيدك ياعمان محبة
فليفخر الإنسان والجيــــــــــــــــــــران
والأرض تزهو والسماء توهجت
وتراقصت من سحرها الـــــــــــــــــــوان
إني عهدتك ياعمان سماحة
فلك الولاء يظله الأيمــــــــــــــــــــــان
ولك المحبة والسلام وفخرنا
فعمان انت الرمز والعنـــــــــــــــــوان
فاذا سألت عن السلام واهله
فقصيدتي .. ان السلام عمــــــــــــــان


ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 02:27 PM
قلوب صغيرة...

ضاقت به الجدران والأبواب مفرغة.. أعمدة تحللت من إنسانيتها .. ظلام يطوي عمره .. يثقل خطواته .. يبكي بحرقة .. دموع مؤلمة .. رموش ملتهبة بالحزن .. مفعمة احلامه بالفقد والغياب .. الاقدار تزخر بانواء الطريق .. صدمات لا ترحم قلوب صغيرة .. عيون غائرة .. خبر حينما سمعه .. لم يكن مصدوما فحسب .. بعثر اوراقه .. حطم ذاكرته .. واحلامه .. مزقت قلبه واحشائه .. سكنته قضبان اخرى .. لم يكن صديق طفوله .. توأم الروح .. كان يعني له شيئا كثيرا .. ابعد مما يتصور .. حتى المغامرات الطفولية .. لم تكد تعني له شيئا .. تلك الطفلة .. لم تكد تعني له شيء ايضا .. هو بعيد عنها .. لا يعرف عنها شيئا .. ولا تعرف عنه شيئا.. تجاهل ذاكرة الصباح .. ومطاردة الفراشات .. يبحثان عن عش يمامه في احراش .. ليست بعيدة عن شاطيء البحر ..يتذكر الوان الاصداف .. يتذكر انه كان معجبا بالوانها .. ومعجبا بحياته .. سريعة.. كظلام المساء .. وامواج البحر .. اين انت .. ايها الصغير الباكي .. والمضحك في اغلب الاحيان .. مزروع في ذاكرته .. وفي انفاسه .. لاتزال عالقة حروفه في جدران غرفته الصغيرة .. وبين حنايا تلك الالعاب المجنونة ..لا تزال ذاكرته تتامله صغيرا .. لم يكبر بعد .. يلقاه ضاحكا كل صباح .. وداعا ايها الصغير .. يتذكر تفاصيل انامله الباردة.. تمسح كتفه.. رغم الوداع .. كان مشاكسا عنيدا .. نافذته الصغيرة مفتوحة ..رفع كلتا يديه .. في اليوم الاخير..كانت هي تلعب معه احيانا .. لانها وحيدة .. حالمة بنجوم السماء .. باسمة في طلعتها الطفولية ..وبراءتها .. قلوب ثلاثة جمعتهم احلام صغيرة.. اين انت ..لما رحلت سريعا .. قبل صباح العيد ..انه على يقين سينتظرها هناك يوم ما .. لم يعد صغيرا .. انه صبيا يافعا .. يذهب الى المسجد .. وهي لم تعد طفلة كما يتذكرها.. لا يستطيع ان يلعب معها .. كما عهدها .. لانه سافر الى السماء .. لم تحتمل انتظاره .. لم ترحم قلبه وعينيه .. بعثرت العابها .. حطمت احلامها .. على اية حال .. سيعود ذات يوم .. سيتلوا الفاتحة .. سيدعوا .. وسيعود قبل الغروب .. الى غرفة صغيرة .. تكاد تحتمله .. سافر على سفينة صبره .. في بحر رسمه بانامله .. ذبلت واختفت .. كما يختفي القمر خلف السحاب ..طفلة تبكي على رصيف الليل.. تعثرت خطواتها على ذلك الرصيف .. نزفت جروحها .. وهو لا يزال في غرفته الصغيرة.. يفتح نافذة على مصراعيها .. يسمع تناثر حبات المطر .. غسل دموعه واحزانه .. طاهرة روحه من ادران امسه .. امتزجت افكاره مع نسيم الليل .. كتب قصيدة رثاء .. على ثرى الشهيد.. وجود من عدم ..تامل خيال تلك الطفلة .. ابتسامتها .. رسمها في دفتره .. رسم شروقا وغروبا .. وقلوبا وحجارة .. مسح دموعه .. غلق نوافذه .. تمدد على سريره .. اغمض عينيه .. لم يمض سريعا .. توالدت الاحلام بين رموشه.. يمشي في طريق قمري .. يركض بشوق .. مسك يدها .. تعالت ضحكاتهما .. كان معا قبل شروق شمس الصباح..

بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 02:28 PM
اهداء لحكومة وشعب دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة بمناسبة عيد الاتحاد ال45 من الاشقاء بسلطنة عمان



عيد الامارات

أن الرجالَ .. مهابةٌ و جلالٌ
فخرُ الشعوبِ و خنجرٌ وعقالُ
شيخُ الرجالِ محمدٌ هو حُبُنا
فالعذرُ مهما قلنا او ان قالوا
عزمٌ ..هُمامٌ ..والصِعابُ مقامهُ
حزمٌ ..سلامٌ..والثوابُ نوالُ
رَكَبَ العروبةَ والسلامَ مطيةً
إن الاصالة معدنٌ وكمالُ
أنتَ الفريدُ وقائدٌ له رؤية
أنتَ الزعيمُ إذا السِباقُ سِجالُ
وسليلُ مجدٍ للأصالةِ مِنْبَراً
أن الرجولة سيرةٌ وفِعَالُ
وأبوحُ شِعراً في السطورِ نَزيفَهُ
صغت حروفاً.. والقصيدُ جَمالُ
ياشيخَ إمْضي للمعالي قِبلةً
إقبلْ فَخلفكَ سائرونَ رِجالُ
حَلِقْ فاسْمِكَ في المعاليِ نجمةٌ
إن الزعامةَ شيمةٌ وخصالُ
فاليومَ نَحفِلُ والإمارةُ عيدُها
فلتفخرُ الأجيالُ والأجيالُ
ديسمبرٌ.. يروي الحِكايةَ سيرةً
تاريخُ مجدٍ ..زاهرٌ و جلالُ
فلكَ التحيةُ يا زعيمَ زمانَهِ
أنتَ المحبةُ .. والصفا.. والفالُ

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:42 PM
يا حبيبي يا محمد ....



العينُ تبكي والدموعُ تسيلُ
والقلبُ في وصل الحبيب يميلُ
هذا محمدُ والصلاةُ لذكرهِ
للعالمين سجيةٌ وسبيلُ
ياربُ صلِ على نبي محمدٍ
فالحبُ في ذكرِ الحبيبِ جميلُ
فالكونُ يلهجُ بالصلاةِ واسمهِ
ومحمدٌ في العالمين رسولُ

.........................

ذاكَ النبيُ الهاشميُ المصطفى
من عاشَ عمرهُ زاهداً ويتيما
ذاك الامينُ القُرَشيُ المُجتَبَى
من كان في لغةِ الكلامِ حكيما
والكونُ يهتِفُ بالصلاةِ محمداً
سادَ الانامَ قيادةً وزعيما
فاذا تلوتُ وذكر احمد عاطراً
صلوا عليهِ وسلموا تسليما



ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:43 PM
الشمس تشرق والظلام يغيب
والسعد اقبل..والحبيب عجيب
من(عبده) الأيام تبدو حلوة
والحب يسمو والخليل قريب
فهو الشقيق وفي الحياة كبلسم
وهو الصديق..وللجراح طبيب
وله ابتسام ...ان رأيته مقبلا
والفقد بعده ان تلاه مغيب
وله حضور في المحافل وحده
خل..بهي...مشرق ومهيب
ركب الحياة..وعاش فارس يومه
كالوحش اقبل والطريق صعيب
لاريب ذاك من الحياة مقدرا
إن القضاء مقسم ونصيب
ورضينا ما فعل القضاء مشيئة
فالخير ينضح...والاله منيب
لا خير في دنيا تصارع أهلها
فالحي فيها عابر وغريب
فإذا سألت عن الحبيب فإنه
(عبده) تألق في الزمان..حبيب
والقلب ينبض في المدائن حبه
والروح تسمو والزمان يطيب
والعمر يشرق من سناها تالقا
والسيب نور...سكر...وحليب

ناصر الضامري


#القصيدة اهداء لشقيقي عبدالرحمن المصاب بمتلازمة داون

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:44 PM
رسالة الى صغيري

أعلم انك لاتعرفني كثيرا بعد .. لاني سافرت قبل شروق الشمس .. لا تتذكر تقاسيم وجهي وتموجاته .. لم تختزل ذاكرتك اشارات نداء حنيني وشوقي .. غريبة أناملي على صفحةوجهك البريء .. تشبهني كثيرا .. يؤلمك الفراق ويؤلمني .. يوم ميلادك يتوافق قليلا مع يوم ميلادي.. لذلك اعذرني كثيرا .. شهادة ميلادك متعبة .. تختزن الالم في ذاكرتها .. وداعك الاخير.. حينما كنت نائما .. ايقظ دمعة من عينك.. واخرى من عيني.. وقبلة من قلبي.. انتزقت على اثرها .. لا يزال المشهد الاخير مرسوم في عيني .. كان وعدا بالحب .. اكثر منه فراق ولحظات وداع .. مؤلمة شظايا الغياب والفقد.. ها أنت اليوم شقيا بحفل عيد ميلادك .. بمأتم غربتي .. تبحث في نقطة فراغ .. في لعبة تعصف بها رياح مجنونة .. اخفاها ظلام اسود .. محروم انت من اشياء كثيرة .. لا تعوض مطلقا .. اتذكر بداياتك.. محروم منها بشكل ابدي .. ثلاثون يوما فقط .. ربما اكثر بقليل .. لم تعرف فيها احد .. سواء مهد موحش .. ودموع ام سئمت المكان والزمان .. خطوط تعرجت على صفحات وجهها البريء .. ندمت صوت العصافير .. حينما افقت ذات صباح مظلم.. لم تجدني هناك .. بالقرب من مهدك كالعادة .. عدا بصمات الروح مطبوعة على صفحات خدك الايمن.. بكيت برهة .. ثم ساد صمت ممل .. اوحى اليك بافكار جنونية .. لم يحن وقتها بعد..رمقت وجه امك بابتسامة ساحرة .. عيون زائغة .. وبريئة .. تنتظر شمس الصباح .. تترقب موعد هبوط الطائرة .. تراقب مرآة عكست زوايا مريبة .. وصلتني اخيرا رسالتك .. لكنهامبتورة .. من اشياء كثيرة .. ومن حبك الابدي.. كلماتك لم تخرج عن دائرة الشوق.. ذابت الحروف بين ألمي.. شقية بالوانها ..تشبه زخرفات شقيقتك ..مولعة بالالوان .. تشبه امها .. كما انت تشبهني في المك.. اعماق تصرخ بالشوق .. حاصرتني اسئلتك كثيرا .. لم تجد جوابا شافيا .. طوقتني رائحة بقايا اناملك.. اشعلت شموع الامل والحرية .. اضحكتني كثيرا لحد البكاء ..كاني وسط اطفال سذج .. سرق خشوع صلواتي .. قراتها كثيرا بتمتمة غير مسموعة .. كمؤذن الفجر .. هربت من نخيل .. متناثرة في صحراء قاحلة.. ورأيتك هناك ذات مرة .. بعد عام كامل .. ربما اقل بقليل .. لم اعرفك حينها .. ولم تعرفني ايضا .. تاكدت بانك تشبهني كثيرا .. وتشبه المي .. ازهرت الدموع ورودا على صفحات خدك .. اعذرني لقسوتي معك كثيرا .. لم يكن قصدي ..حينما رحلت عنك .. تركتك وحيدا مرة اخرى .. تشبثت في حنايا الروح .. مثخن بالجراح والالم .. اعذرني لم ادرك السر بعد .. شروق صباحك البريء.. شمس طفولتك .. نور مهدك .. ستبقى ملاكا تغشى الظلام .. تنثر النور.. تبث رسائل حبك.. تنتظرني كالعادة .. خلف الباب .. تحمل شمعة املي .. وشمعة عيد ميلاك .. سأحمل لك هدية لا شك .. بالوان ورود الربيع .. ستعرفني حينذاك.. أقبلك مرة اخرى .. ومرات عديدة.. ستعود الى مهدك قرير العين .. الى ابتسامةامك الحانية .. تسمع قهقهات اشقائك .. يبحثون عنك .. ينادونك .. بعد عناء.. ستخرج لهممن بين رموش عيني .. تشبه اسمك.. ثم تعود مرة اخرى.. وتنام بسلام في احضان روحي .. في احشاء عمري .. .بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:45 PM
نهج قصيدة( يا أمي ما شكل السماء – لطه حسين)




الطفلُ الضَريرْ ...

أماهُ.. ما لونَ السماءُ وما النجومُ وما البدرْ؟!
في بحرها متخيلا ما طال في ليلي سهرْ

وما النجومُ السابحاتِ وما الجواري في البحرْ؟!
أمي فديتكِ لا أرى غير السواد من البصرِ
لا أدري هل نورُ السماء له جمال ٌكالدُررْ

أم أنني صرتُ الضرير بما رضيتُ من القدرْ
ضاع الطريقَ بخطوتي حالي وحيداً في حذرْ
ضحكَ الجميعُ وخاطري ابكي لأني في قهرْ
رباه ُانت بصيرتي لن ارضى غيرك انتظرْ
أمضي بليلٍ مضجرٍ لا شمس فيه ولا قمرْ
وأنا الوحيدُ بدنيتي ضاعَ الطريقَ ولا مفرْ
فخليلتي تلك العصاةُ ..بصيرتي بين البشرْ
بها يهتدي نورُ الحياةِ... وأقتفي كل أثرْ
أماه ُضميني بصدرِكِ..إن حالي يحتضرْ

أنتِ ملاذي ..جنتي .. أنت حياتي والعُمرْ





بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:46 PM
أحلام أعمى...
حلم راوده .. كانه رؤيا ..وعد..سيبصرذلك الاعمى لاريب مثل اقرانه ..سيعرف الالوان ..والشمس ..والقمر..والليل ..والنهار ..نعم انه سيبصر ..ولكن ليوم واحد فقط ...ليوم واحد فقط .. ماذا عساه ان يبصر؟.. شريطة عدم تعمده النظر لاي خطيئة ..وان اقدم سيختفي بصره ..على الفور..وسيعود كاعمى .. كسابق عهده..استيقظ مذعورا من حلمه ..اقض مضجعه .. ومنامه ..تذكر تفاصيل الوعد والشرط ..تسلل نور الى مقلتيه.. مسح عينيه بظهر يديه..لايزال النور يتسلل ..يبدو أن الحلم تحقق..بل انه تحقق.. انها شمس الصباح ..ونور النهار ..وجمال الكون في عيني ذلك الاعمى..ارتد بصيرا.. عيناه زائغتان ... انفرجت اسارير وجهه .. تساءل كثيرا ..قرر كثيرا ..كيف سيقضي هذا اليوم المبصر .. فقده في ريعان شبابه.. سيخرج لا ريب من قوقعته ومكانه..سيطوف المدائن .. تسكع في الطرقات ..تسلل عبر سكك ضيقة .. يذرع المكان ..مضى وحيدا في مشيته المتانية كالعادة .. لم يلحظ احد انه مبصر ..اعتادوا على وقع عصاته على الطرقات ..مسك احدهم يديه ليعبر به الشارع ...مليء بسيارات وعربات تجرها خيول ..تمنى ان يطول هذا اليوم المبصر .. تتوقف الساعة ..وتقف الشمس عن مواصلة مسيرها للغروب ..ويقف موج البحر المسافر.. تمنى كما لم يتمنى من قبل ...الا ان الوقت يمضي بلا رحمة ..لا يعلم احدا سر بصره وبصيرته..طأطأ رأسه برهة ..ثم رفعه ..لمح خيالا ...طاف أمام عينيه ..لم يكن غريبا ذلك الوجه ..وجه يحمل خلفه آية من الجمال .. والحب ..تبعه بفضول .. توقف امام تلك الفاتنة ..بائعة ورود ..يوما ما كانت ثمة حبيبه ..اقترب منها .. لأنه يعرف هذا الوجه من قبل..راوده احساس غريب ..لم يشعر به من قبل ..تسارعت دقات قلبه ..ونبضات روحه .. رمقته بنظرة سريعة .. ثم عاودت الكرة مرة اخرى ...اتسعت عينيها حينما شاهدته يحملق فيها .. بلا شعور اقتربت منه ..للتاكد .. لم تصدق ما ترى ..كثيرا ..عاودت الكرة بالنظر اليه ..عميقا ..بادلها النظرات .. بشكل غريب .. سمعته يناديها..باسمها ..نزقت بسماع الاسم ..كما نزق هو الاخر حينما رددت اسمه باستغراب ..اندفعت كمثل اي انثى نحوه ..ولمست يديه..شعر بالدفء ..وبرغبة جامحة في الحديث معها .. لولا الدموع .. صمت يفرض جبروته في المشهد ..وهذا اللقاء ..بادلها الاحساس ودفء المشاعر ..ضغط كثيرا على صفحات كفيها .. توالدت اسئلة عديدة ... سألها عن سر غيابها .. بعدما عرفت اصابته بالعمي في ريعان شبابه..لم تنبس ببنت شفة..سألها ..ثم ..سألها ..ثم ..سألها ..لم يدرك انه وقع في خطيئة .. بملامسة كفيها ..تلاشى بصره شيئا فشيئا ..فقد بصره مرة اخرى.. بسبب الخطيئة ..لم يف بوعده .. امام سطوة اللقاء ..وبوح الالم ..تلاشى الفرح شيئا فشيئا .. كأن الفرح لا يدوم طويلا ..هكذا هي الحياة ..لقاء ثم فراق ..تسلل شعور الوحده مرة اخرى .. ونشوة اللمس .. لم تعد كفه ..سوى وحيدة ..تضغط على باطن يده ..فقد الاحساس ..لم يشعربوجودها..نعمة لا يدرك قيمتها الا بالفقدان ..تراجع لوراءه ..مشى يتلمس جدرانا .. فقدت نعومتها ..تذكر لحظة هروبها من امامه..لم يعد مهتما ..مشى ..ثم مشى .. ثم مشى ..يبدو ان الطريق ما لا نهايه له ..والظلام في عينيه ما لا نهاية له ..والالم ما لا نهاية له...
بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:47 PM
بئر معطلة ....

عجوز في نهاية العمر ومراحله الاخيرة ..منحني الظهر .. يمسك بيده اليمني عصاته الغليظة.. يتكأ عليها .. يمسك بيده الاخرى قنديلا ..يمشي رويدا رويدا ..في ظلام دامس ..يقترب من جماعة.. يبدو انهم من اعيان القرية .. جالسون بالقرب من بئر معطلة ..يمسكون قناديلا.. اقترب العجوز اخيرا منهم .. بالكاد يسمع حديثهم .. يدور حول الجدب .. والمحل .. وانقطاع الامطار .. وجفاف البئر .. يتساءلون فيما بينهم: ما السبب ؟.. ماذا حل بالقرية؟! ليجف البئر ..مورد شربهم ..وظمأهم.. معين مزارعهم ... وقف العجوز .. برهة ..انصت لحديثهم .. احسوا بقربه منهم ..لم يتفاجأوا بوجوده ..لانه كان في طريق العودة المعتاد ..يسلكه حينما يعود من المسجد..سالهم: لماذا الصمت؟ ..طلب منهم .. ان يكملوا حديثهم .. ردوا عليه: .. ما عسانا نقول؟ انت اعلم بالحال .. رد عليهم متسائلا: ...كيف تتعجبون من جفاف البئر .. وانتم من قطعتم اموال الزكاة .. المساجد مهجورة .. الا من كبار السن .. قلة من الشباب ... منهكون في دنياكم ..واعمالكم .. الابناء هجر أبائهم ..سرقتهم المدينة ..نسوا القرية واحبابهم فيها ..يتذكرونهم احيانا ايام المناسبات والاعياد ... وعدا ذلك فهم بعيدون ..بعيدون .. بعيدون ..عن آبائهم وأمهاتهم .. مسح الرجل العجوز عينيه بظهر يده الماسكة للعصا .. هم بمواصلة طريقه.. يغمغم بالالم.. كانه تذكر شيئا ما .. طلب منهم: ان يتقوا الله في انفسهم .. مرددا : اتقوا الله .. اتقوا الله .. اتقوا الله.. ستمطر السماء لا محالة ...سيعود ماء البئر ..سنشرب ..سنروي عطشنا يوم ما .. عودوا الى حبل الله المتين .. ستمطر السماء ... كان الجماعة يرددون كلام العجوز .. في تقوى الله ..يتهامسون فيما بينهم ..واصل العجوز طريقه.. يعبر الوادي السحيق .. تسارعت خطوات العجوز .. يغمغم بالالم ... نور السراج يخفت ..رويدا رويدا .. لدرجة من الصعوبة رؤية الطريق ..برق ..و رعد.. زمجر في السماء ...لمعان ..تساقطت حبات من المطر ..كانت بردا وسلاما على قلب العجوز .. برهة .. تسللت مياه الوادي بين الصخور ..تزايدت .. لا يزال العجوز في بطن الوادي .. تزايدت المياه ..لدرجة انها بدات تحمل جسده ..يصرخ ..يستغيث : لا يرى شيئا !.. ينادي جماعة البئر .. لا مجيب .. ينادي باعلى صوته .. لا احد يسمعه .. يستغيث بصوت مكسور..حزين .. ينادي ابنائه .... يتردد صدى صوته دون مجيب ...يجثوا على ركبتيه ..تغمره المياه.. ينادي بصوت خافت ..كقنديله الخافت في المياه .. يردد ذلك ثلاثا ... خفت القنديل تماما.. .. سجد العجوز في الماء .... سجدة اخيرة... ردد الشهادة .. ايقن انه سيرقد في سلام...صفحة مياه الوادي .. تحرك الجسد .. حمل الوادي جثة العجوز ....يرمقون تلك الجثة ..وقفوا على ضفة الوادي .. يتهامسون .. تضاءلت الجثة في اعينهم .. اختفت رويدا رويدا ...سافرت بعيدا ولن تعود..رجعوا .. البئر.. في طريق عودتهم .. لم تعد معطلة .. تفيض بالماء والحياة ..

بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:48 PM
في المنفى....

.......
(ص84, الكاتب والمنفى , عبدالرحمن منيف)


تأمل كتاب ..المنفى .. في نهاية المطاف أستوعب رسالته .. ورسالة الصديق.. أستوعب سر اهداءه.. في ليلة سافر فيها بعيدا ..كسر صمت تلك الجدران العالية .. أمتزجت ألوان الظلام وخيوط الشمس .. كلمات جمعت سحبا مبعثرة في الروح .. تناثرت معها اوراق الخريف .. وسكبت مزن الحب بردا ... اطفأ ظمأ عطش سنين .. أشرقت شمس.. حملت وهج ساطع .. وهياج امواج عاتية .. اختصرت الالم .. لملم ذلك الكتاب شظايا شوق والم .. تناثر في احشاء الجسد والروح .. بين شتات ومنفى وروح غمرها حب وظلام .. بين قهر الغياب و امل العودة.. سفر خارج الحدود .. رهين قمع احزان جسدية.. حرية مقيدة .. محدودة باشياء قد تكون زائفة .. جلابيب فضفاضه .. جسد ضامر.. تتوارى خلفه ستائر وهمية .. كلمات هلامية .. خيار بلا رحمة .. يتنفس بقايا جسد .. لعبة معقدة .. اطراف غير متكافئة .. بؤر ساخنة .. تموج في مواسم الصبر والحرمان .. ومواسم هجرة الطيور ..ومواعيد الحصاد .. وطول المسافات والزمن .. البناء على انقاض ماضي .. اصبح زائفا .. مجرد عبثا ..دائرة بلا نقطة بداية ونهاية .. غناء يشبه العواء ..رقد في (عالم بلا خرائط) .. لطالما سرق المنفى حروف اسمه .. انهكه (سباق المسافات الطويلة ) .. لم تشفع له محطات الرحلة في بغداد .. في بيروت.. ودمشق .. تحت ظلال برج باريس.. وقوس النصر.. يحتسي قهوته في جادة الشانزليزيه .. قبل الغروب .. تقترب منه فاتنة باريسية.. تبحث عن كلأ وماء .. يتذكر مدن الملح .. يترقب طوفان وامواج .. ورياح عاتية.. تصهر تلك المدن العبثية .. يتصاعد لهيب نار من خيمة ذلك البدوي .. يتناثر عبق قهوته .. تعود المياه الى مجرى وادي العيون .. تقف النخيل .. وانا لا ازال ابحث بين امواج المنفى .. وشاطيء هذا الأمل ..اتامل .. اتالم ..بين قهر الرجال .. ودموع الرجال .. وبريق أشياء صغيرة.. تلعب بروحي وجسدي اصداء الامس .. تكسر صمت الجدران .. لا تزال النار خامدة تحت رماد الصبر .. اعود الى اوراق مذكراتي احيانا .. واحيانا اتامل ذلك الكتاب.. هدية الصديق ..الكاتب والمنفى...
بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:52 PM
رسالة من فاطمة..



اليك ابي ..استحضر خيالك ..ارسل اليك حبي وشوقي ..حنيني وابتسامتي ..
مشتاقة لاحضانك كثيرا ..لاناملك تمسح دموع الليل ..ليمينك تلف معصمي ..
تمسك عصاتي البيضاء ..لم اعد ضريرة بقربك .. لهمسك .. لدفء حديثك ..
لسماع تلاواتك آخر السحر ..تنبش ذاكرتي ..تقلب اوراق دفاتري ..وحقيبتي ..
تقرا لي آية قرآنية ..تنصت لي ..تبعث في نفسي ..طمأنينة .. تملأ كل زوايا قلبي ..
كل كياني ..لا اجيد فن البوح بمكنونات صدري ..ولكني على يقين ..
انك خير من يشعربخواطري واحاسيسي ..خير من يقرا حروفي الحبلى بالشوق ..
خير من يترجم لغتي ولساني ..خير من يقرا لي ما تحت السطور ..لم ارحل ابي عنكم...
حتى لو سافر جسدي ورحل بعيدا ..فانا لا ازال اعيش في قلوبكم ..في انفاسكم ..
اطير في زوايا غرفتي بكارديف ..امشي بقربك على ضفاف النهر ..بالقرب من اشجار الزيزفون ..
امتزج بروائح زهر الاقحوان كل صباح ..نشرب معا قهوة المساء..
بطعم الريف الانجليزي ..تخبرني عن اصدقاءك .. اكاد تذكرهم .. كانوا يحملونني صغيرة في احضانهم ..
لم يتوقعوا تلك الابتسامة ..افلت قبل اوانها ..قبل غروب الشمس..
تقاطعني احيانا بابتسامتها الحانية..تناديني كثيرا ..تسال عني كثيرا ..رغم اني لم اعد صغيرة ..
انها امي ..قدوتي..صديقتي ..وميناء اسراري .. تخبرني باني اشبه جدتي كثيرا..
تزورني في الجامعة احيانا ..تبحث عني كلما تاخرت ..قلقة ..لسبب لا يدعو للقلق ..
لاني ضريرة..ربما .. انه احساس الام ..خوف الام ..اعذرها كثيرا..اعلم انها حزينة الآن..
وحيدة ..فقدت اقرب صديقاتها .. رحلت مبكرا ..سافرت دون وداع ..دون قبلة اخيرة..
ربما تركت غرفتي.. لم تعد الا مملة ..كئيبة ..شارع حزين.. يسال عني كثيرا ..
انهكه دموع الرحيل ..الم الفقد والغياب .. اعذر اخوتي عبدالله و و و ..
لا يزالون صغارا في عيني الضريرة..لا اتذكر تقاسيم وجوههم ..
قد يكون السبب..ذاكرتي صاخبة باصواتهم .. بكفوفهم ..واجسادهم الصغيرة ..
والعابهم الغريبة .. هدايا عيد الميلاد ..واصدقاء المدرسة ..المشاكسون ..المنصتون ..
كلما تحدثت معهم عن بعض المواقف ..يضحكون كثيرا ..اضحك معهم كثيرا ..
لدرجة الملل احيانا..استمع الى مغامراتهم العجيبة .. انزق لسماع تفاصيلها ..
تبقى في مخيلتي لوقت متاخر من الليل ..لم تحضرني اجابة لسؤالهم ..
حول بلدتي في عمان ..تسمى السيب .. اعشق بلدي وبلدتي كثيرا ..اشتاق لاحضان جدتي ..
وجدي رحمه الله ..رحل قبل عودتي ....يتكررذكرهما في احاديثي كثيرا ..
اسهب في الحديث عنهما ..اشتاق للعودة ..كشوقي لمصحفي .. تركت لكم فيه تذكارا ..
بصمات اناملي ..بقايا انفاسي ..قبلاتي ..انه قدري ان ابقى بعيدة ...
يبدو اني لن اعود الي بلدتي ..لم تعد حلما .. حان موعد الرحيل..
قبل أوانه..مؤمنون بالقضاء والقدر ..راضون..لحظة اخيرة ..لم تكن اخيرة ..
احمل ذلك الجسد بين يدي ..قد تكون لحظة وداع اخيرة ..لقاء اخير ..
انها رحمة الله بخلقه ..مشيئته في عباده ..فانا الان في ملكوته ..في عالم البرزخ والغيب ..
لنا موعد بلقاء في جنان الخلد برحمة الله.. ساطير بين طيور الجنة ..شفيعة لابي وامي ولكم جميعا ...
امسح دموعكم الثكلى .. والم اخير.. سابقى سعيدة...بهذا الحب العارم .
.بتلك القلوب التي حملت ذكرى فاطمة الضريرة ..لا ريب سابقى سعيدة.. بدعواتكم ..في صلوات آخر الليل ..
رحمك الله يافاطمة الزهراء.


بقلمي / ناصر الضامري

رحلت فاطمة الفتاة العمانية الضريرة في عمر الزهور في غمرة فرحتها وفرحة اسرتها بكفاحها واصرارها بحفظ اجزاء من المصحف الكريم وبدخول الجامعة في كارديف ببريطانيا، وهي ابنة الصديق د.خالد بن عبدالله المحرمي . ان لله وانا اليه راجعون. لا املك في ذاكرتي من فاطمة سوى طفلة صغيرة مبصرة حملتها يوما وكانت تداعبني بابتسامتها النظرة ..الجميلة ..رحمها الله واسكنها فسيح جناته..آمين.

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:53 PM
مرايا رجل ....
فعذرتها لما تأسف دمعها
لا أدري كيف رضيت حين عذرتها
وكتمت شوقي لا أبوح بسره
والعين تفضح و المآقي سرها
ونسيت صبري والأنين وأدمعي
وسألت نفسي لو تبارح ذكرها
فرأيتها خلف المراية آية
جلست وسال الدمع بين خدودها
تذكار حبي في العيون كتبته
ورسمته قلبا على مرآتها
والبدر اسدل طلة بسمائه
والنور يخفت والنسيم وظلها
والليل هيج في السكون مشاعري
فاقتربت وكدت المس شعرها
فكتمتها بين الخفوق وأضلعي
واذوب عشقا لا اطيق جمالها
والقلب يهتف خافقا بخليله
والنبض حبا كم يردد اسمها
والعين تروي قصة وحكاية
والدمع يسكب لؤلؤا برموشها
والعطر ينفح في البنان عبيره
سكرى غدونا من غواية عطرها
حتى مشينا والخيال وبوحنا
فنسيت كفا عالقا بكفوفها
ونسيت أمسي والهوان ومأتمي
ونفيت صبري والمآسي جلها
لا ادري حقا هل زعلت بخاطري
من قال إني قد هجرت خيالها
لا أدري كيف عذرتها من همسة
أنواء حزني فارقتني كلها
ميلاد حبي قد كتبت بيانه
فاليوم أعلن في المدائن حبها
بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:54 PM
مسافر..

حلق بعيد ف دنيتي بين البشر
لك وسط عيني مدرج وقلبي مطار
سافر بعين الريح في حدود النظر
وارجع لان بغيبتك طول انتظار
عدت بسلام جناح عاد من السفر
حالة هبوطك صار في حال اضطرار
شفت برجوعك فرحتي بلون الفجر
والحال سر الحال من نور الديار
حتى الشواطيء عانقت موج البحر
والليل بان ف ظلمته شمس النهار
بس يا حسافه فرحتي دون الشهر
والعين هلت دمعها بليل السهار
يوم (ن) نويت البين ياعمر العمر

معذور لو ماني أريد الاعتذار
ما بين ذكرى..وبين اشجان الصدر
احضن خيال و صورته وسط الاطار
أرحل .. بعيد هناك واتركني صبر
اطلال حل بديرتي وسط الدمار
ارحل لاني في المواني أنتظر
وانت الشراع يطوف أمواج البحار
ارحل لو ان الروح بعدك تحتضر
والنور في عيني تغشى في خمار
لو شفت اسمي في حكايات البشر
لو قالوا اني كنت ذكرى باختصار
لاني متيم صرت في حكم القدر
شوق المسافر بين اسوار و جدار
بقلمي /ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:54 PM
مغلغل على الطريق.....



دقت الساعة الحادية عشرة قبيل الظهيرة.. في المذياع الصغير ..قفز من مكانه ..جمع بقايا كتبه واوراقه والوانه ..لبس ثوب ابيض قصير..واعتمر كمة (منخلة) على راسه .. ركض صوب فناء المنزل ..ورائحة الطعام تلاحقه.. حمل حقيبته الجلدية .. رسم قبلة على راس جدته وكفها .. ناولته قطعة نقدية صغيرة ..اطلق العنان يعدو..يجر جسمه الضئيل .. يسابق الريح نحو موقف حافلة .. مرت سريعا .. غادرت اليوم سريعا ..وقف ..يكلم نفسه .. ادرك ان الوقت من ذهب .. الكسل قبيح ..والحلم ليس صعبا .. والهمة تتوالد..انه طريق العلم ..طويل على حد علمه..نهايته ليست ببعيدة ..لمحه شخص قادم من بعيد ..يكن له كل احترام ..يكبر شيئا فشيئا في مآقيه.. انه هو ..يترنح في دراجته الهوائية.. كأن قدميه ترقص بايقاع بطيء..ابتسم كعادته ..هز رأسه .. الوقت ضيق .. ركب الصغير في المقعد الخلفي ..عاتبه كثيرا ..نصحه كثيرا ..قاد دراجته الهوائية .. اسرع مما كان .. يشق حاجز الصوت ..يطوي الطريق ..توقف ..فوضى أمام فناء المدرسة.. ارتجل من مقعد الدراجة.. ذهب الى صفه..قبل ولوجه من الباب.. توقف..سمع اصواتا .. تشبه البكاء ..وقف برهة..تردد في الدخول ..يكره البكاء والدموع ..رفع غطاء الرأس ..نفض ثوبه ..لمحه الاستاذ فريد .. ابتسم .. حمله بين ذراعيه .. رفعه فوق سطح طاولة الصف ..يشبه الصعود الى القمة ..شعر بشيء من الاستعلاء.. علو كعبه.. ينظر اليهم..صغارا في عينيه..شعربانهم كذلك..قرا ابجديات حروف ...هي من علمته تلك الابجديات .. تشبه ابجديات الحياة ..منذ نعومة اظافره ..حفظها عن ظهر قلب ..ساد هرج وتصفيق .. وصفير ..شعر بشيء من الفخر ..ربما اكثر بقليل..عاد الى كرسيه ..طالما حافظ عليه ..مسك الكرسي بكلتا يديه يخشى سقوط الكرسي..او ربما سقوطه من الكرسي..لن يدوم طويلا ..سيغادره يوما ما ..كما يخشى السقوط من الاماكن العالية ..انها (فوبيا) الاماكن العالية ..توالت الدروس ..والوجوه ..والكلمات ..كانت الحصة الاخيرة..سرح في خياله ..اسهب كثيرا في الخيال والتخيل ..لما ؟؟.. والتخيل في نظره اقرب الى معرفة..قد تفوق المعرفة.. سرح لدرجة الملل..يتردد في ذهنه نشيد ..طالما اطرب ذائقته .."جات مريم من لبنان " ..تذكر لبنان .. ما يدور في شوارعها ..ودخان البنادق ..تذكر والده كان هناك قبل بضع سنين ..ضمن الجيوش العربية ..وكتيبة الهاون ..قلقت جدته كثيرا حينذاك..تتمنى عودته في اقرب فرصة .. خشية اندلاع الحرب .. نام الصغير على طاولته ..توسد حقيبته..راودته احلاما صغيرة ..تشبه احلام النهار واليقظة ..مضى وقتا طويلا في سباته.. واحلامه ..نزق..صحى من غفوته ..واحلامه ..نظر حوله ..غادر الجميع .. تركوه وحيدا ..الظلام يكسو جدران المدرسة ..تسلل من الصف ..خرج .. ظلام؟ .. كيف يعود الى المنزل؟..تذكر وحش السلاسل خلف غابات النخيل والغاف ..يسميه البعض بالمغلغل..يسكن بالقرب من احراش الطريق ..يخشى ان يقع في قبضته .. لا خيار..الا العودة ..آجلا او عاجلا .. مشى بحذر ..تسارعت دقات قلبه ..مشي يشبه الهرولة في هذا الظلام الحالك.. اقترب قليلا من الاحراش ..يعتقد ان المغلل يعيش بالقرب منها ..يحيط بها غاف واشجار راك كثيفة..يسمع عواء كلاب الليل..كانها تقترب منه..قرر ان يحبو على الارض ..حتى لا يراه المغلغل..الوقت بطيء .. سحب حقيبته ..يبدو ان الحبو منهك .. الطريق طويل وممل ..خطوات ما تقترب منه ..فجأة ..قفز المغلغل أمامه ..رفع رأسه..أردف قائلا في نفسه: انه المغلغل!! ..لاول مرة يشاهد المغلغل .. كان يعيش في مخيلته فقط ..يتقلد سلاسلا على جسده الضخم ..اشعث الرأس ..تبدو حدبة بارزة في ظهره ..يرتدي قميصا رث ..ممزق ..تأكد انه المغلغل.. يحملق فيه ..عينان حمراوتان ..تبعث الخوف والرعب ..اقترب المغلغل منه ..كان الصغير يرتجف من الخوف ..حمله بين يديه الضخمتان ..نظر اليه ..ساله.. خائف بلا شك ..ضحك المغلغل .. ابتسامته تخفي امرا ما ..رفع الصغير ..وضعه على كتفه .. أكد للصغير توصيله الى منزله ..شريطة ان لا يعيد الكرة.. استدار المغلغل ..مضى في الطريق ..نحو منزل الصغير ..جلس الصغير على كتف المغلغل ..تدور في خلده اسئلة عديدة ..لا يصدق ما يشاهد ..سمع عن المغلغل الكثير ..عكس ما كان يتوقع ..انه لطيف..لايعذب الاطفال كما يتشدق عنه ذلك الاشرم..دارت اسئلة صغيرة في راسه....قبل ان يصل المنزل ..حاول الصغير أن يتحدث مع المغلل. الا ان شفتاه تترجف كثيرا..طبعا من الخوف ..نزل الصغير ..غادر المغلغل ..دلف لباب منزله ..كانت جدته تنتظره بشيء من القلق....عكس ما يتوقع ..حظنته كعادتها ....لا يزال متشبث بذراعيها الدافئتان ..نزق من غفوته ..لسماعه دقات الساعة الحادية عشرة.. نهض من مكانه ..أنه حلم ..لم يصدق ..انها كانت زيف احلام ..مجرد احلام ..خيال المغلغل ..لايزال مرتسما بعينيه الصغيرتان ..لايزال الحلم و التخيل في نظره احلى مما يشاهده في واقعه الممل ..
بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:55 PM
ذاكرة منهكة
طال انتظارها ... تخيل ..حلم ..خطوة أولى في طريق الامل .. قد تكون مرحلة فاصلة .. طموح.. لم تكن غاية .. أو مجرد احدى معلقات الجدران.. تأخرت تلك كثيرا.. ربما لانشغالات ما.. للغياب الطويل .. أطفال كبرت في غربة كئيبة .. لم تعرف تلك الطفلة أبيها كثيرا .. لم يكن لها كما كانت تتمنى.. أفكارشاردة .. عيون تترقب ..مواعيد مجهولة .. وأذان أدمنت أصوات الطائرات .. ونعيق مركبات..وازعاج عربات..وسكة قطار الليل.. تنتظر دقات الساعة.. بطيئة جدا .. في عيون سئمت الوقت والانتظار.. تتبع خطوات متئدة .. تترقب صبح مساء .. أشباح الليل ساكنة صدور وانامل.. بعيدون جدا رغم القرب من المسار.. يسكنون اركان الجسد .. التراب عالق في الروح ..خالد في الأحشاء.. صباح ذا لون آخر .. شهادة بلون الشمس .. وبحجم السماء.. في طريق العودة .. بدأ الامر بطيئا.. صعبا .. تنحدر السيارة بحذر .. ليست كعادتها.. كلمات تلملم بعضها .. أوراق تترتب .. ومواعيد حزينة .. الوقت مقدس.. المكان مقدس .. كل شيء.. لم يلتفت الى تلك الوصية.. ظل سبق الى هناك منذ سنين .. مصير وقدر محتوم .. لا يحبذ الخروج مبكرا كالاخرين .. تأخر كالعادة .. انها تلك الطفلة .. تمقت الانتظار.. وتخيل الحلم .. وموعد الرحلة الى الوادي العتيق .. وآخر مع أحلامها الصغيرة .. مقتنعة بالعودة قبل الغروب ..وهي لا تعلم .. قبل فوات الاوان .. شقيقها ينتظر ايضا .. توسد حقيبته.. ينظرالصغير من ثقب الباب ..خفت مصباح الغرفة في هدوء ممل.. خروج من هناك..لم يكن مبكرا..الشمس في كبد السماء .. تحمل تذكارا اشيء ما .. الروح معلقة..في برواز اطفال ..على طاولة بالية.. وصمت الجدران.. كان الوداع الاخير .. والنظرة الاخيرة .. الى نافذة المستقبل.. عودة الى السلم الضيق.. كان الانتظار .. واقف كالشبح .. اتشح بسواد بغيض .. ترمقه العيون .. والقلوب .. ظلال سوداء مبعثرة على رواق الممر.. ضمه تحت رداء أسود.. نتنة رائحته.. مشؤوم.. سافر الى هناك .. مدينة اشباح .. اختصر الزمن .. الى عالم مجنون .. واغصان ذابلة .. وعواء يتردد صداه من الاتجاهات الاربعة.. حل الظلام قبل موعده .. وطارت خفافيش الظلام القبيحة ..حملت الجنازة على أكتاف بغيضة .. وصلت الى مدفنها .. تعالى الهرج والعواء وصفير الريح .. انقطع آخر خيط .. عيون زرقاء .. تألم الذاكرة .. قصة بشعة ... روائح مزعجة .. الظلام يملأ المكان .. وألم الصبر .. مزعجة الالوان والاصوات الصاخبة .. نسيج العنكبوت يتناثر في كل مكان .. مل ودفاتر الذاكرة ... لا فرق بين الليل والنهار .. لم تطلع الشمس ..عتمة سرمدية.. قد تكون غائبة عن المشهد.. المآذن صامتة.. عواصف الشتاء .. وموجة الصقيع تغمر الجسد المسجى على نعش القدر ... رياح صفيرها يصم الاذان .. رياح مجنونة .. وزخات مطر وبرد يطوق أذان الليل .. اخيرا ..... لم تفقه تلك الطفلة المبررات والاعذار .. مصرة على مطالبها .. شعرت بنبرة صوت مكسور... أسئلة حائرة .. ووجوه شاحبة.. تتذكر أحلامها .. صباح العيد .. وجبين أم ثكلى .. وخنجرمكسور المقبض.. حفل الميلاد .. والفصول الاربعة .. ورحلة الخريف .. والشاطيء الحزين .. وآذان الفجر .. لا تزال صامتة لحد الالم .. سئمت طفولتها وحيدة .. كانت هناك تبكي كثيرا .. لا يعرف له سببا.. سنوات عديدة .. غامضة .. ضربت موعدا اخيرا .. خشيت ان تتأخر..خشيت جفاف الوادي .. مخططات المدينة .. سقوط فنجان الشاي.. السفر خلف السحاب .. أوراق مبعثرة لدرجة الفوضى .. ذاكرة محطمة تتناثر تحت أقدام مكبولة بالانتظار والصمت ..أشلاء أموات تتراقص.. اصوات مجهدة.. ابواب صامتة .. فتات خبز جاف .. جدران عفنة.. مزهرة من الدموع .. تذكارات منحوتة.. تشققات .. بصمات الم .. ورهاب اسود .. ذات المكان .. ذات الزمان .. ذات الوجوه الكئيبة .. مرهقة تلك الذاكرة .. مشتاقة دعاء ام ثكلى.. وتمتمات طفل رضيع.. غارق في النوم ..ودموع غياب .. وصدى استغاثات.. . ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:57 PM
لعبة نرد....*
) أتحسبني...كمثل النرد لعبه؟(
وانا كالطفل يهوى من يحبه
فلستِ لعبةً أهوى سواها
فأنت قبلة الحب ودربه
وأنت الشمس طلت بعد فقد
فاضحى العمر نورا بعد غربه
أتحسبني ..حماما في سماء؟
يغرد لحنه من دون سربه
انا حب تجلى في الخفايا
انا اهواه من يهواني قربه
وتاج الحب انت فوق روحي
منارا في المدائن مثل قبُّه
فعشقي اليوم أسرده بصمت
فلا شعري ينوء ولاينبه
وخل سار في احشاء عمري
خطاويه بدرب الحب صعبه
فلا انت كرقم النرد حظا
فهل أرميه ؟ من أغواني حبه
سأربح او سأخسره خليلا ؟!
وقلبي ذاب من خشيات ربه!
فهل سكنت سماك ظلال شك؟
وهل سأل الحبيب رعاش قلبه؟
فلست اليوم من احجار لعب
ولست دمية او محض لعبة
بقلمي/ ناصر الضامري
*ردي على قصيدة اتحسبني؟؟؟,, للشاعرة حسناء,, مجاراة لفكرة تلك القصيدة

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:58 PM
مرايا مكسورة
لم تنصفها الكلمات .. والاوراق .. لم ينصفها الزمن .. فتاة من عالم آخر ..كأنها استثنائية.. تجاوزت حدود الصبر ..حدود الالم.. ابتسامة احيانا تخفي خلفها أعماقا مظلمة.. وهج صبر .. كتمان..ضياع ..غياب .. مأساة غير واضحة.. في هذا العالم المجنون .. سحب سوداء عابرة للافق اللامتناهي.. غمرت المدى بظلالها .. حجبت نور الشمس .. تجاوزت الحدود المعقولة ..لدرجة الألم .. وعالم ضيق.. على مشارف الموت .. تصطنع الابتسامة والامل .. نظرة غارقة في ظلام الصمت .. رغم كل شيء .. تبدو مدهشة ..من زمن آخر ..اين ريشة دافنشي ..... لغز كانه صمت .. مسافر في اركان قصر من الزمن الغابر .. في مدائن مملكة غارقة في بحر من الالم و الاحزان .. في حديقة تكسوها ازهار سوداوية اللون.. كاوسمة بغيضة تتشبث في صدر كهل .. تختال بقبح مع نسيم الربيع.. رغم ريح من بقايا شتاء .. ومعاطف عتمة الليل .. على يقين بعواقب الصبر.... غفران خطايا جامحة .. ادرك قداسة ملكوت هذا التراب .. يغمر قلب ارعن .. يتلاشى الالم كالسراب .. يطير خيال طافح بالجنون .. تائه في سكة الضياع .. ليس بعيد.. كلمات تتلمس شآبيب دموع .. تفككت رموز شفرات تلك الابتسامة الحائرة .. والالم المخنوق في رحم الالم .. أحزان تعصر كاهل العمر .. راهب جاثم في الظلام .. الابواب موصدة باحكام .. تركل احيانا بالاقدام .. بلا سبب يذكر .. اصوات تتعالى .. صراخ ..مواء قطط .. اسوار عالية .. تترقب قمم موغلة في القدم .. يلفها البؤس .. خليط من عواء كلاب .. وجوه كالحة .. خيال ضاع في غياهب نسيان .. يشبه احلام طفوله .. وصباح يوم عيد .. يوم زفاف .. ظلام مسافر في احداق عين .. ظمأ عطش سنين مقفرة .. مدفون فيها الالم .. أسرار روح .. ترنيمة حياة.. اختزلت تاريخ اسود .. تنهيدة عشق ابدي .. عودة مع الريح .. قبل حلول الظلام.. تجمعت كومة سحاب في ليلة شبه مقمرة .. نداء شجون حطم كومة قضبان.. أغتال نشوة الظلام والالم .. خيوط مقطعة .. تنسج حلتها .. كشال اخضر .. تحمله ريح السماء .. الى ربيع روح تحتضر.. امواج بحر متعبة في سفرها .. منذ صدمة لم يحسب لها .. عبثية زمن غادر .. سيعود عما قريب .. او لا عودة.. سينتظر صلواة الحب .. ليلة استثنائية.. حفل عشاء .. عيد ميلاد.. موعد لقاء اخير.. هروب مباغت.. كلمات حبلى.. تجريد.. امل اخير.. ينبض بالحب .. والحرية .. تلثم افواه خرسى .. تتعرى وجوه ملثمة .. خائفة.. مرعوبة من شمس.. تقشع ظلام الليل .. مستورة في اجنحة مساء .. قائمة طويلة.. مليئة بالمواعيد .. وحكاية تشبه خطوات حصان شطرنج.. امنية أطفال وفتيات بائسات .. مجردات من احلام بسيطة .. فطرة يائسة .. وبين خيول جامحة..متوحشة.. وسط اعصار الظلام .. وقلب مزدحم بالخفقان .. يذوب حسرة والم .. جاء من بعيد .. تجرد من معطفه الاسود .. تجرع الصبر.. مرارة شقاء.. طريق شاق وطويل .. تسلل من نفق مظلم .. اقترب نحو مائدة مساء قمري .. ..جلست وحيدة .. تتأمل فنجان قهوة .. بقايا اوراق قصيدة ..نزقت لرؤيته ..تقدم رويدا .. يطلب يدها من جديد .. يلبسها خاتما فيروزيا .. اقسم يمينا غليظة.. بان يحبها للابد .. ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 09:59 PM
رحل ليعود ..
وحملت حقيبتي.. مرغما .. وحيدا في المطار..ارمق خيالا يودعني خلف الزجاج ..تجرعت سم الفراق .. امسح دمعتي الثكلى.. كطفل يتيم ..خنقتني لحظة فراق اخيرة .. ألعن الفقد ..والغياب ..مؤلمةهي الغربة ..فراق هذا المكان .. قرار مؤلم بحق .. ذلك الوجه المجهر بالحب..يحمل عينان زائغتان ..تبدو لي الحياة كذبة قصيرة .. وألم فراق .. لم يبقى لي شيئا سواه.. , وذكرى تبوح بالنسيان...زيف المأساة...مرهقة مشاوير العمر...وضجة المطارات..حلقت بعيدا ..ثمة طيف يلاحقني .. كلمات منقوشة في جدار الذاكرة .. يتردد صداها ليل نهار .. تناثرت في جسدي تشققات من زمان الصبر ..خلف سياج الغربة.. يبدو ان الفقد لم يعتقني من قضبان الالم ..كما كنت اتصور .. أنهكني الحنين سريعا ..محاط باكوام من الذكريات ..لم ترق لي مطارات العالم .. وشرفات البحر .. ومقاهي المهجر .. لم تعد الجريدة رفيقة غربتي..تشبه فنجان قهوة مكسور..الوحدة تلاحقني ..كاشباح ليل في سديم ظلام .. ها أنذا افكرللعودة اليها من جديد ..رياح الشوق حطمت عزمي .. أعلنت قرار العودة سريعا .. وتناثرت بقايا حطام قرار رحيل الامس البعيد .. يناديني سياج حديقتها..ذابلة الا من بقايا اغصان متشابكة ومكسورة ..واكوام من بقايا زهور يابسة .. ورائحة الظلام والسكون ..ها أنذا اعود من جديد.. الى ذات المطار.. اعلم انها لن تستقبلني ...كما لم تودعني في المطار .. لا أعلم عنها شيئا .. عالمها لم يبدو كما كان ..لم اتخيل الموقف بعد.. رغم كل شي ..لم ولن اصدق قدري ..سأعود ..فهي نهاية هذا العمر..والمشوار.. في مدرج الهبوط ..راودني القلق من جديد..تهافت الحنين سريعا ..تضاعف الالم في طريق العودة ..تسارعت نبضات القلب..كاني مرغما ان اشقى .. بهذا القدر المكتوب ..واصلت مسيري اليها ..مسرعا .. اترقب باب السور .. ووحشة الحديقة .. وبقايا امطار..في ارض يسكنها الوحل .. رائحة معتقة تملأ اركان المكان.. ولجت من الباب..جسدي ينتفض بسبب برودة الامطار..لمحت خيالها..صوتها ..أنينها ..كانها تترقب عودتي .. الشوق ينازعني..لمحتها تمد كفيها ..لطفل عاد من مدرسته .. لكهل عاد من غربته .. تسارعت الخطى اليها ..وللدمع قصة اخرى .. جثوت على ترابها..اقبل ثراها ..اناجيها..بكيت كثيرا ..حتى ازهر التراب .. اصرخ ملء فمي ..اني مشتاق اليك .. جدتي.. رحمك الله..
بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:19 PM
ساعة بلا ميعاد..
كلما ضواني القمر..ذكرني بالميعاد
نمشي خطاوي الليل..نحكي سوالفنا
أثنين كنا سوى ..حب وسنا واسعاد
كف على كف ..طالت خطاوينا
نهمس بصوت الفرح ..ياليل ما تنعاد؟
حتى نجوم المساء نزلت تصافحنا!
نرسم بلون الشعر ..بسمه بلا حساد
في زحمة الاحساس.. ذابت قصايدنا

و بين البحر والموج..من بهجة الاعياد

هبت رياح الامل ..مرت مراكبنا
نحلم جزيرة وقمر وبليلة الميلاد
مثل الطفل صرنا ..تضحك مواقفنا
ومات الحكي فينا..ولون الدمع ما فاد

وضاعت من الاحلام.. طارت أمانينا

وبين الرجا والياس وبين اللقا وبعاد
احزان موج البحر .. ملت شواطينا
ياليل تكفى سهر ..شوق وأسى وسهاد
ياليل وين القمر..ذكرى عواطفنا
بين الامل و الآه..غاب الحكي ما عاد
أغراب وسط الحزن .. ضاعت أمانينا
مر الوقت لحظة..ساعة بلا ميعاد
ويوم الصفا والنور .. فجأة تفارقنا
بقلمي /ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:20 PM
قهر الرجال ..
جلست وحيدة .. في وضعية القرفصاء..تحملق في التلفاز ..كالعادة...سافرت في تفاصيل ما تشاهده من خيال واسع .. بحجم السماء.. براءة طفولة ..لم تفارق ابتسامتها .. وحزنها .. التفتت صوبه..كطفلة نزقت بمرور فكرة عابرة .. لم يبادر باللعب معها.. بحوارها ...تركيز في كومة كلمات حملتها صفحة جريدة ..تبدو مملة ..نادته بنبرة حزينة ..تسأله .. خلع نظارته السميكة ..مسح عينيه باصبعيه ..كسر حاجز صمته .. عاد من سفر خارج الحدود.. ومسافات الجريدة ..باختصار سألته: ما معنى قهر الرجال؟؟..حملق في سؤالها .. طافت حوله كلمات ..ذكريات .. دموع ..دوائر لا متناهيه ..تنهد قليلا.. لم يشأ كسر خاطرها .. اعتاد ان يكون مستمعا جيدا .. منصتا فطنا .. اجتر احزانا .. وذاكرة سوداء .. وليالي مظلمة ..واصلت الانصات .. توقعت ان تسمع .. اشياء جديدة ..حديثة العهد ..سؤال في اطار كومة اسئلة صعبة .. تشبه احيانا اسئلة امتحان نهاية العام ..ابتسم ..على غير عادته ..واصل الابتسام ..تذكر اشياء جميلة ..استعاد ذاكرته .. حاول ان يرسمها بكلماته .. كانه شاعر جاهلي ..تناول اطراف القصة .... مطلعها سعادة لا توصف ..اخبرها عن اشياء كثيرة ..لا زالت مختزنة في ذاكرته.. منذ قبل اكثر من عشر سنوات.. ذكرها بلحظة ميلادها ..ابتسامتها ..منقوشة في الذاكرة ..كانت جائعة لحظة الميلاد .. وحفل عيد ميلادها الاول .. واول الحروف.. كلمات صعبة .. تتقاطع في ذاكرة الزمن..اول خطوة الى المدرسة ..صباح العيد ..اول سفر .. لحظات الوداع و اللقاء في المطار ..هدايا تشبه الاحلام ..ضحكات وقهقهات تتوالى ..وعود برحلة الوادي ..سعادة لا متناهية .. فرحة غير محدودة ..احلام تتوالد ..اسرة سعيدة ..انتظار عودته من السفر ..انتظار احضانه الدافئة ..مليئة بالحب والحنان والشوق ..واشياء اخرى ..توارت عن الانظار ..تخشى نزقة رؤيته ..كاي انثى ..تتمنع وهي مشتاقة لرؤية أبيها .. تاخر .. تاخر كثيرا عن موعد وصوله ..لا تعلم السبب .. على غير عادته..ربما لسبب ما ..لم تشأ الاستعجال ..لا يزال الوقت مبكرا ..تسال امها ؟؟..لا تعرف شيئا عنه ؟؟..اوهمت نفسها باجابات غير شافية ..نبشت في ذاكرتها ..لم تجد آثارا ..لم تجد اجابة .. ذهب ولم يعد ..سافر بعيدا كما يبدو ..اوشك الليل ان يلقى سدولا من ظلامه .. الشمس في طريقها للغروب..ادركت بقلبها انه سافر بعيدا ....عكس بريق عينيها ..دمعة فراق حزينة ..انصتت ..تكلمت ....تاكد غيابه كما يبدوا....فقدته في وقت كانت بامس الحاجة اليه...لم يبق امامها الى شيئا وحيدا ..تمسكت به .. الصبر.. أفاقت من غفوتها المؤلمة ..من نوبة سرحان.. نظرت الى ابيها .. كان صامتا ..اكدت..انها ادركت اخيرا معنى الألم..والحزن ..وقهر الرجال !!!



بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:21 PM
وصية لأبنتي..

يا بنتي يا كل الغلا ..يابنتْ وما مثلك اَحدْ
اوصيك في شعري سطر وحروف أرسمها بنورْ

واليوم اكتب كلمتي ..برواز من حبْ وسندْ
يابنتي.. ياشمس الامل .. أوصيك بالنهج الصبور
والحال ميزان القدر .. والحمد لله الصمد
اقدار حلّت قسمةٍ .. والعبد من طبعَه شكور
الله حسيبْ ورحمته لو ضاق صدرٍ(ن) في كمد
دمع العيون ودعوةٍ.. نسأله في وسط السحور
وذِكر النبي الهاشمي ..صلوا عليه بلا عدد
قرآن نتلوه بأجر محفوظ ما بين الصدور
واوصيك امك ديرتك.. آيات من حب ومدد
ع الراس ..في عين البصر..منها فرحنا والحُبور

عزوة سلامٍ (ن) جِلهُم ..اخوان من قولْ ووعد
سندان من ظهرْ وسندْ.. عند النوايب كالصقور
بالعلم نرقى أمةٍ مثل السما وبلا عمد
نكتب أسمنا في العلا بين المحافل والحضور
تاريخ ماضينا فخر ..أمجاد من سيف وغمد
ودهور في عمر الزمن مكتوب من عهد و دهور
وأوصيك في حب الارض والخير ما يحصى أبد
نمسك وطنا وروحنا ..ونعيش في حبْ وسرور
والدين للمسلم أمنْ ..لو كان جمراتٍ في يد
سنة محمد منهجٍ (ن)..في ظلها نورٍ في نورْ
ونعيش أمه مسلمة.. لا جور واضغان وحقد
تبقى عروبتنا وطنْ ..نفخر بانساب وجذور
يابنتي اوصيك بعقلْ كلما رخا فيها نشد
مادام فذٍ للابد..دنيا كراسيها تدور
ايام مرت في أسى .. وايام نمشيها بسعد
لاخير في دنيا الفنا.. ما دامها جسر العبور
والله يجمل سيرتك ..والله يحفظك من حسد
دعوات قلبي كلها ..يا بنت في عمر الزهور
والروح أقدار وقضاء.. ما بين جزر وبين مدْ

واليوم اكتبها شرفْ.. مني وصيه في السطور
بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:22 PM
رسالة الى سعيد....




الشعر يندب صاحبا وخليلا
والحب دونك واهنا و عليلا
نسج الجمال عباية بحروفه
ذاك السعيد وفي الزمان جميلا
فجواد حرفك صافنا برباطه
فاطلق عنانا للخيال صهيلا
فالشمس تشرق والصباح نديمها
أما الغروب فللظلام دليلا
حلق جناحا سابحا بسمائه
احساس نبض كالنسيم عليلا
لك منبر يسمو بحرف شجونه
ابداع نبض للكمال سبيلا
سأل الكريم وقد دعاك لمجلس
فالشعر دونك حائرا و ذليلا
فأقبل الينا اذا دعاك من الهوى
ام أتخذت من الغياب خليلا؟




ناصر الضامري

*أتمنى أن تصل الرسالة في اقرب فرصة الى استاذي سعيد بن مصبح الغافري ..الف تحية شكر وتقدير

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:25 PM
بمناسبة أيام يوليو المجيدة يسرني المشاركة بهذه القصيدة




سلام من عمان

ما جانُ يا أرضٌ في قبلةِ الأممِ

قد زانك ألقٌ يرقى إلى النُجمِ

تاريخُها سَفَرٌ من غابرِ الزمنِ
في القلبِ مَرْسمُها والروحِ والشيمِ
أفدي منازِلَها والأرضَ والشجرَ
والبحرَ والبيدَ في الحربِ والسلمِ
يا قبلةٌ شَرَفَت أحنوا لها رأسي
قَد عانقت شفتي يا قبلةٌ بفمي
فعمانُ يا نورٌ في تِبرِها كَفَني
عزاً وأمجاداً في الخيرِ والسقمِ
نتلوها آياتً من حُبِّها سورٌ
أمجادُها قيمٌ في منبرِ القيمِ

من يَأتِها سَلِمَ.. لعمانَ قَدْ قَصَدَ
ما صَابَهُ سَبٌ او نالَ من ضيمِ
لَنْ تبقى أضغاناً..من كائدِ الحسدِ
فعمانُ رايتها تَعلو إلى القممِ

مابَالَ أخوانٌ قد أَضرَمُوا الفِتنَ
مَن اشعلَ النارَ قد خاب في الندمِ
فالسِلمُ إن عَقَدوا قَد آنَ موعَدَهُ
والخيرُ في أملٍ قَد سارَ في عزمِ
صنعاءُ تضطرِمُ..بغدادُ تحتضرُ
والويلُ في حلبٍ والنارُ في الهشمِ
يا أمةَ العُربِ قد نالَها غَضَبٌ
أوضَاعُها تعبتْ من شدةِ الألمِ
وعمانُ قُدوتُها والحبُ منهاجٌ
والسلمُ نبراسٌ كالنارِ في العلمِ
في الخيرِ ملهمةٌ كالشمسِ عاليةٌ
والارضُ مَنبَتُها من سابغِ النِعَمِ
فالعربُ يجمعُنا والدينُ وحًدنَا
من أيَنَ فُرقَتَنا لا خيرَ في الشتمِ
فأباضُ مرشِدُنا او حتى سِنيٍّ
بل ذاك شيعيٌ من عُربِ او عَجمِ
فرسالتي حبٌ بالشعرِ أكتُبُها
نبضٌ من القلبِ .. نزفٌ من القلمِ
وسأُخبرُ العربَ عن ورقةٍ ذَبَلتْ
والغصنُ في ميلٍ والعمرُ في هَرمِ
يا قبلةً جمعتْ قحطانُ قاطبةً
يا نسلُ عدنانٍ من عاد من إرمِ
قد جئتُ في كدرٍ من منبت الخيرِ

والكفُ اُبسطُها من موطنِ الكرمِ
يا أمةٌ كتبتْ أَمجَادهُا زيفٌ
من سِفر تاريخٍ في موكبِ الأُممِ
ما بال احزاني رهن باركاني
فعُرُوبتي أفلتْ من هيبة القمم
هل شمسُها غَربتْ؟ في عتمةِ القدرِ
أمْ حانَ مَشْرِقُها من نشوةِ الحلمِ
يا أمةً سَقَطتْ في سَلةِ العدمِ
لا خيرَ صَحوتَها بَلَ اِرقدي ونمِ
بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:25 PM
ليس مجرد غياب..
حينما غابت شمسي خلف رموش ناعسة .. افل النهار.. وغدا الكون في عتمة..أنهكهني الظلام كثيرا كما انهكني سكون الليل .. ألم ذكريات متوالدة..مزقت عشرات الاوراق في ذاكرتي .. تكسرت اقلام بين أناملي .. توالدت حروفا تتلمس موضع الالم..تمخضت عن قصائد يتيمة تنزف احزانا وجراحا.. امضي وحيدا في طريق مغمور بليل شتاء دافيء..افل بدر المساء خلف حدود الافق ..كما افلت احاسيس الظلام ..خفقان يحمل بين جنباته شوقا وحنينا ..تراقصت طيوف في سديم الليل ..يراودني الم وحدة سرمدية.. بحاجة لمعطف دافيء.. توالدت احلام يقظة وتراقصت طيوف .. تشققت مرايا الأمل وانكسرت..تحطمت مزهريات ..سقطت اطارات تحمل رموزا ..أحلام توالدت في اركان جسدي نوبات غضب وأحزان ..تناثرت دموع بين اتجاهات مختلفة في زوايا طريق طويل.. يتردد صدى صرخات مجنونة في اروقة المكان .. تتراقص أشباح من الخيال ..أوهام تعصف بالواقع والحقيقة.. من غير دراية ... قرارات صعبة ..غير مضطرة.. في وقت عصيب من المساء ..يبدو الليل معتما بلا قمر ..بصيص امل ..لازلت امشي وحيدا ..اترقب شروق شمس الصباح ..كالاعمى ..تطاير دخان قهوته ..ثمة عصافير تزقزق مبكرا .. وقع اقدام ..اشرعة تشق الموج..تتناثر اوراق خريف ..وجوه كئيبة .. تبحث عن أنامل دافئة ..وقلوب زائفة.. تتسلل ذكريات وحروف من بين حنايا روح ..تزحف رويدا رويدا ..تبحث عن حرية لا محدودة ..تتحرر من قضبان صدئة..تفرد اجنحة...تطير للافق اللامحدود..كفراشات حالمة..تلامس سحاب ممطر ....بانتظار حلم ما .. دفء روح .. تغوص في اعماق الوجدان...يتكرر حلم الامس..خيال اليقظة .. أبحث عنه كل مكان ..كل زاوية في هذا الجسد ..سكن اغواره .. يملأ الانفاس ..تسلل في آخر الليل ..تشبث في قافية شعر .. لم يبارح سطور قصيدة ..عاش وحيدا .. دون غيره في ذلك النزف ..صاخب بالفقد والغياب .. بألم الحب والحرية .. الحقيقة الصدئة .. قد تصرع الوقت..لن تموت .. ستولد ثمة يوم ..ستشرق شمس الصباح ..سينقشع الظلام من جديد ..سيتحرر الزمن من قيوده ..ستصرخ الشمس ..سيذوب جليد ..بين احلام الليل ..وخيال يقظة ..عاد مشرقا .. صاخبا بالامل ..لا يعرف الياس .. كيوم جديد ..يحمل بشرى .. يكتب قصة صباح ..حبلى بالامل..بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:27 PM
المفردات في الكتابة الشعرية...


فيما يلي وجهة نظري بشان الكتابة الشعرية وما تحتويه من مفردات قد تعكس هوية الشاعر وبيئته اما ان تطرب أذن المتلقي ويستسيغ الفكرة وتلاقي قبوله او انها تؤدي الى نفوره لعدم استساغة المفردات وعدم تلائمها مع الفكرة الشعرية التي طرحها الشاعر في نص معين، وعدم دعمها للرسالة التي يرغب الشاعر ايصالها للطرف الآخر او المتلقي او الجمهور عامة بحيث انها لا تخدم فكرة القصيدة وتخفت بريقها ورونقها. ومن الملاحظ ان الشاعر البارع ينتقي المفردات الشعرية في نصوصه بحيث تلقي جمالا وعذوبة على النص وتعزز الفكرة الشعرية بينما آخرون يسعون الى حشو النص بمفردات قد تكون غريبة ولا تناسب فكرة النص تحت وطأة واجبار الوزن والقافية عن جهل وعدم فهم بمعناها وتوقيت ومجال استخدامها وتظهر بمثابة حشو ليس الا ، يشبه النعيق، وقد يلجأ البعض الى حشو النص بمفردات قد تؤدي به الدخول في متاهات واتهامات في غنى عنها وربما لكون المفردة تحتمل اكثر من معنى وتفسير ويصر على ادراجها دونما مراعاة لذائقة المتلقي ونفسيته وظروفه .ومرحلة الاشتغال على النص مهمة جدا من اجل الكشف عن الخلل والضعف في النص ونلاحظ استعجال العديد من الشعراء خاصة المبتدئين في نشر النص دونما مراجعته وتمحيصه سواء كمفردات او تسلسل الفكرة ومنطقيتها الى جانب أهمية مراجعة الوزن والقافية، ولا ريب من عرضها على آخرين لابداء ملاحظاتهم و حبذا الشعراء المتمكنين الذين يجيدون النقد البناء والتحفيز .أما موضوع استيراد مفردات من بيئة اخرى وثقافة بعيدة عن واقع الشاعر كاتب القصيدة فذلك يسبب ضعف النص احيانا وبالتالي يفضل ان يستخدم الشاعر مفردات تعكس هويته وواقعه وبيئته . وشعراء الفصحى مطالبون بشدة بمراعاة سلامة نصوصهم من الناحية اللغوية والنحوية وكذلك من الناحية البلاغية واستخدام المحسنات البديعية .وفي الختام من وجهة نظري ارى ان الشاعر لا يأطر نفسه في اسلوب معين او غرض شعري محدد وفكرة مكررة خاصة ركون العديد من الشعراء في الساحة الى أغراض الغزل والحب والرومانسية بينما هناك اغراض شعرية عديدة يمكن طرقها والاهم على الشاعر ان يتفاعل مع البيئة المحيطة والاحداث ويسهم في ايصال رسالته التي تحمل الطابع الانساني الى مجتمعه وبيئته ، ويجعل من الشعر مطية وسرجا يسمو ويصل به نحو درجة ومقام افضل واحلى . فيما يلي بعض المصطلحات والمفردات الرمزية من الممكن الاستفادة منها في النصوص الشعرية على سبيل المثال :
بنت الشفة : الكلمة
بنت العين : الدمعة
بنت العقل :الفكرة
بنت اليمن: القهوة
بنت اليم :السفينة
بنات الفكر:الرأي والشعر
بنات الليل : الاحلام
بنات النفس : الوساوس
بنات الخدور: العذارى
بنات الصدور:الهموم
بنات اللهو :الاوتار
ابن الليل : اللص
ابن الغبراء :الفقير
ابن الحرب : الشجاع
ابن سمير : الليل
ابن الليالي :القمر
ابن الغمد : السيف
ابو مرة : أبليس
أم قشعم : الموت

بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:28 PM
بكائيات...

العين تبكي من بياض سواديه

والجرح ينزف من هموم فؤاديه
حتى سألت العين مال خطوبها؟
قالت وسال دموعها متوالية
العين تبكي من فراق خليلها
والليل أقبل والمنازل خالية

فقد الحبيب من الليالي مؤلما
واليوم افقد من حياتي غالية
والبين أنهك من بليله عاكفا

حتى ظننت بأنها كالقاضية

أقدارنا بالغيب تنسج حلة

بها مؤمنون وكل نفس راضية
فدع الجفون سهيرة لخليلها
ودع العيون من الحوادث باكية
صبر جميل..كالغدير معينه
يشفي قلوبا في النوائب شاكية
وقد علمت اذا المنية اقبلت
وتساءلت ما للنوازل ماليه؟
فارحمني يالله ..عبدك سائلا
منك الاجابة ان رفعت سؤاليه
رباه اني قد دعوتك راجيا
حسن الختام اذا النهاية آنية

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:33 PM
احلام اعمى
اعتاد المشلول في كرسيه المتحرك على المرور على صديقه الاعمى ..الوقت عصرا.. ، ترافقا معا كالعادة الى شارع..يسمونه بشارع الحب.. الاعمى يدفع كرسي متحرك يجلس عليه صديقه المشلول.. المشلول يوجه الاعمى للمشي في اتجاهات مختلفة ..يمشيان معا على شاطيء .. متناغمان ..متآلفان ..رغم فقدان حواس ذات اهمية .. توقفا في جلسة بمنتصف الشارع ..تصادف وجود امرأة .. تنظر اليهما بشي من الاشفاق والعطف ..اقترب منها الاعمى .. نزق لسماع صوتها الطفولي ..تبادله التحية.. الهبت عاطفته وميله الفطري للانثى ..بادلها الحديث بفضول مفضح .. اكتفى المشلول بالصمت المطلق .. ينظر اليهما.. أكتفى برؤية المرأة ترمق صديقه الاعمى بابتسامة ساحرة.. تنذر بوجه بريء ... تبوح بالانسانية والصدق..تبدي إعجابا منقطع النظير .. تآلف وتناغم.. تجمعهما انسانية مطلقة .. يبدو ان الاعمى سرح في تفاصيل خيال تلك المرأة .. هام في إعجاب متنامي ..لم يفصح عنه.. حركت ساكن اعماقه ..انعكس في تسارع دقات قلبه .. يعتقد ربما انها هي من تسكن احلامه منذ الطفولة .. حان الوقت ان يكسر جدار صمته.. هل تعي ما سيقول .. ما يشعربه من احساس .. الأعمى آذان صاغية لحديثها .,.عن جمال الحياة.. زرقة السماء ..صمت البحر ..هدوء النسيم ..نزهة الشاطيء .. يتجاذب معها اطراف الحديث ..بكل اريحية .. التزم معها بالادب دون تجاوز للخطوط الحمراء .. تمنى ان تقف عقارب الساعة ..كما تقف أمواج البحر من الهدير قليلا .. تمنى ان لا يراود المرأة شيئا من الملل في حديثها ..عذب المذاق.. ارتسمت في ناظريه احلام وردية .. راوده احساس جميل ..كانه يسمع قصيدة لبشار بن برد يقول:.. ان الاذن تعشق قبل العين احيانا .. طلب منها بكل ادب -اذا تسمح له- بالمشي معها لوحده .. شعر بقليل من التعب لوقوفه فترة طويلة..لم تمانع .. اعتادت على ممارسة رياضة المشي ..امتثالا لتعليمات طبيبها الخاص .. لكونه السبيل الوحيد لمكافحة مرض السكر..مشى بالقرب منها ..بابتسامه مكتنزة بالشوق ..تاركا صديقه المشلول على كرسيه وحيدا...انتظر برهة من الوقت .. حتى عاد صديقه الاعمى بدون المرأة..يبوح بابتسامة خجلى.. قفلا عائدين ..شعر المشلول بسخونة يدي صديقه الاعمى..يبدي سعادة لم يعهدها من قبل .. كأنه استعاد شيئا من بصره وبصيرته .. انه الاحساس والشعور الملتهب بالحب .. يدق بابه .. يغمغم المشلول بداخله سؤالا محيرا ..هل يدري الاعمى انها إمرأة ستينية.. في اليوم التالي ..عاد الاعمى يدفع كرسي المشلول ..بسرعة غير معتادة ..كانت تنتظره في الموعد المحدد ..استأذن الاعمى صديقه ..ومشى بالقرب من المرأة ..حديث ذو شجون ..لا يدرك المشلول تفاصيله .. اكتفى بالنظر الى هدوء البحر ..وانتظار عودة صديقه الاعمى ..اوشكت الشمس على الغروب .. لم يعد الاعمى ..حينما غابت الشمس خلف حدود الافق ..اسدل الظلام ستائره ..عاد المشلول الى دياره ..هذه المرة وحيدا .. لان صديقه الاعمى ..ذهب عنه .. ولم يعد .. بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:33 PM
رجال لا تموت ...



اليك رسالتي ايها المتفرد في صبرك .. الشقي في احساسك ومشاعرك .. تحطمت احلامك مبكرا .. لك مني كل الحب والشوق .. ابثه كل مساء .. عبر قمر يطوف آفاقك .. عبر نجوم وأفلاك سابحة في سماء أحزانك .. لست مقعدا في كرسيك كما يزعمون .. اعلم إنك تتوهج بعاطفة ليس لها حدود .. تسمو روحك الى قمم الحب .. تجاوزت المحنة بعزمك وإرادتك المثالية .. لانك قدوة مذ عرفتك صغيرا .. تحررت من قيود ..انطلقت كالموج السابح .. تسابق الريح والنوارس .. حطمت ركام الماضي .. أعلم انك تسأل كثيرا .. تتأمل ذاكرتك .. أشعر بموقفك الرجولي.. تأكدت إن بعض الرجال لا تموت .. خالدة بتاريخها .. الحرية لن تخفت للابد .. قد عرف الصبر طريقه.. لم يعد للظلام هنا حدودا .. حملت راية الحب.. أعلنت مباديء الحرية .. تسلحت بقوة الايمان .. أيقنت بالتوكل على الله .. ركبت صهوة جواد لا يعرف غير الصبر .. والعزم والهمة ..تشققت الاسوار .. أنهارت الجدران .. تناثرت القضبان .. عقدت العزم.. مشيت في الطريق .. تؤمن بابدية حب .. وانقشاع الظلام ..وشروق شمس الصباح .. تعلم أن النهاية قد بدأت.. لا ريب .. .تحلم بعودة أبدية.. ليست ببعيدة .. وليست بقريبة ..لن تبرح سجادة الصلاة.. وحيد في جنح الظلام .. دعوات لن تخيب سهامها .. على يقين .. بذلك اليوم السعيد .. ماثلا أمام الأعين .. نترقبه كهلال العيد .. كشمس الصباح .. كفراشات الربيع .. كنت تعشقها صغيرا .. تهوى جمع الفراشات .. تهوى مشاكسة النوارس .. ساعود اليك قريبا ..ساعود الى حديثك بعد الغروب .. وفنجان الشاي .. اتامل نور وجهك البريء .. ودفء أناملك .. ستراني في مجلس مسجد القرية .. انتظرك هناك .. قبل صلاة العشاء .. اتذكر آخر ليلة تركتك فيها هناك .. تحتسي فنجان قهوتك .. تتامل خطواتي الاخيرة .. تتامل ظلام الليل .. لا تكترث ...لست منهم .. لفظ الموج بقايا تناثرت في سكة الضياع .. والضلال .. و قاع المجاري الاسنة .. حان موعد الرحيل .. فعذرا أيها العزيز .. يتهادى شراع الامل .. وسط امواج الشتاء ..هروب مسافر .. الى جحيم منفى .. يحزم حقيبة فارغة .. يشد الرحال .. قبل موسم الهجرة .. حل الظلام .. طارت الخفافيش .. تناثر السحاب .. حجب السحاب ضوء القمر والنجوم .. وتوارت الوجوه خلف ظلام دامس .. فاغمض عينيك ايها العزيز .. فغدي ليس ببعيد .. وانا في الطريق اليك .. الى دفء مشاعرك .. وحنان ابتسامتك ..
بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:34 PM
سأرحل .. (فصحى)
لا تودعني سأرحل.. من هنا دون رجــــــــــــوع
لو ترى صمت بعيني .. أو ترى نار الضلـــــوع
إنها نزوات قلبي صــارلايرضى الخضـــــــــــوع
إنني في الحب أصل.. لست من يهوى الفــــــروع

عش كما تهوى .. ظلاما .. أو خيالا من شموع
أيها المغرور مهلا .. أنتهى عهد الدمـــــــــــــوع

........
بعثرت ريح الهموم كل أوراق الخريــــــــــــــف
حطمت صرح الأماني ..بعدما زاد النزيـــــــــــف
أنني في الحب أسمو ..لست أرضى بالوصيــــــف
لن أعيش اليوم ظلا .. إنما عيش الشريـــــــــــف
في ظلام وسط كوخ.. خير من قصر منيــــــــف
كم مضى عمري سرابا .. أي ظل.. أي زيــــــف
.....
أين ذاك الحب أضحى.. أين أحلام الشبــــــــاب
أين زهرا كالربيع .. أين أمسى كالســــــــــراب
كم ديار وسط روحي ..في دمار و خـــــــــــراب
صرت أرثي ما بقلبي .. محض إطلال ..غيــاب
قد أرى هفوات روحي جانبت نحو الصـــــــواب
ليس عندي غير صبر.. في مواسم كالعـــــــذاب


..........
لا تساءلني .. سأرحل .. طالما حان الرحيـــــــل
نعمة النسيان تبقى ..عن قراري لن أميـــــــــــل
انت أهواء وزيف ..لا أرى فيك الخليـــــــــــــل
انت صحراء وحر .. لا ربيع أو ظليـــــــــل
اشرقت شمس وغابت .. واكتست لون الاصيـل
إنها اطلال ذكرى.. قصة في المستحيــــــــــــل

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:36 PM
هدهدة ...

اليك حبي .. ايها الامل الكبير .. منذ سنة ..أحملك بين يدي وحيدة..تسأل دموع العين..وتمسحها ..تسمع هدهدتي.. اسمع مناغاتك.. أيها الصغير تحزنني تلك الاسئلة الصامتة في عينيك.. أكلمك ..تكلمني.. أفهم ما يدور في خلدك كما تفهمني..تفتقد الى وجه آخر ..سافر بعيدا عنك ..طالما داعبك .. كأنه سرق تلك الابتسامة الساحرة ..من نور وجهك.. أشعر أنك تدرك أسرار حروفي وكلماتي .. جبينك يشرق صباح سعيد..أمل جديد .. زهوة روح .. اطلالة حياة .. معنى حب واشياء جميلة... سعادة عمري .. تبتهج كلماتي على سطور ابتسامتك البريئة .. عاجزة عن البوح بكل تفاصيل طفولتك .. تطير اجنحة فراشتي الى زهور ربيعك .. يغمرني شوق أعمى.. تطويني سماواتك .. تاسرني عزتك وشموخك .. وانتظارك ... واستعلاءك على آلامك.. أدرك انك منهك جدا..انفاسك مجهدة.. عينيك متعبة.. صامتة في وجه ظلام اسود .. ودهاليز غياب معتم .. تلعب بحروف الكبرياء .. والوان العزة ونخوة الرجال .. يؤلمني الغياب مثلك .. وخطوات الطريق .. اظنها لن تطول كثيرا .. تتناثر دفاتري في حقائب الامل والحلم .. تجثم على صدري تساؤلات لا متناهية .. تتوالد .. تموت .. وتحيا من جديد .. امام صفحة وجهك البريء .. واسرار ابتساماتك .. اليك حبي ايها الصغير .. املي .. يا قبلة قلبي .. وقرة عيني .. اليك انت الساكن وسط ضلوعي .. طفل استثنائي .. تحمل عشقا سرمديا .. املا دون حدود .. تنتظر.. تسال القمر والنجوم .. تسال لعبتك الصغيرة .. تتربع في عرش اعماقي .. اشعر بدفء حبك وسط الظلام .. احساس متلهف بعواطفك الحزينة .. تحمل نور ملائكي .. تحمل ورودا .. اريجها يغمر المكان .. لصوتك صدى في سكة الضياع .. كلي حب لوجهك الطفولي .. ومساءك القمري .. أشعر أن حروفك وكلماتك مقدسة .. تنهك ذاكرتي الصاخبة بضحكاتك .. ورجع صداها.. لا يزال عطر انفاسك يغمر ضلوعي.. ينفح في روحي عبق تفاؤل.. تعلمني ابجديات الحب.. بين رياض احلامك ... تعلمني مبادي الانسانية من عينيك الصافيتين .. مرآة تعكس مفردات الحب والبراءة .. ذات مساء.. اخبرني انه قرأ رسائلك..صاخبة بالحب.. وألوان الامل .. اعلم ان المساء طويل وممل .. الا ان صبرك جميل .. ومشرق في سماء هذا الكون .. يحمل البشرى .. بريق الغد.. امل الحب .. نهاية هذا العالم البغيض .. نهاية لعبة حقيرة.. مفرغة من المعاني والاخلاق .. اعلم حينما تخبو الانسانية .. لن يسرك هذا الوضع ....وسط هذا الظلام الحالك ..مخدوع بسراب وعود يشبه امواجا متلاطمة ..وزمن يمقت العواء والاضطهاد .. والنعيق .. عيون زائغة .. شاردة في سكك الاحزان ..عواء الخطيئة يصم الاذان.. ورغم كل شيء ..وحيدا.. تتأمل نجوم الليل ..وقمر المساء ..تراقب كواكب مسافرة.. املا في عودة من غربته المملة.. لتطفأ شمعة عيد الميلاد ..وتتقاسم حبا عذريا..والم السنين .. سيعود اليك ايها الصغيرلا ريب.. كالريح بعد غياب مؤلم .. كفراشات الصيف .. لأنه اقرب اليك من نبض قلبك .. كالشمس .. كالبحر .... سيلعب معك .. كصديقك الشقي .. كثيرا لدرجة الانهاك والملل .. ستنزق لقهقهته .. ستهرب من دفاتر احزانك والوان الامك .. وسهرك.... لا تابه كثيرا بالغياب.. لن يطول .. سيعود كصباح العيد .... وحديث المساء.. وربيع الحب .. تجاهل الصمت والظلام .. وسكك الحرمان .. والانتظار الممل على قارعة الطريق..وجلبة اطفال القرية ..يتلاشى السراب شيئا فشيئا .... انا و انت على موعد معه .... ستسمع قصته مرة اخرى .. لا ريب ستدركها .. ستفهمها دون كلل .. وتدرك اسرارها .... يبدو أن انك تتثائب .. يبدو مللت من حديثي اليومي ..فنام يا صغيري ..قرير العين.. بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:36 PM
عود أحمد
كتب التاريخ بطولاته.. وسطر الزمان اسمه .. نحت عزمه وصبره .. على صفحات هذا التراب المقدس .. حاول ان يرمم ما طواه الدهر .. حاول ان يستعيد احلامه وامانيه .. تسلل صخب الليل الى مسامعه .. رسم خارطة عمره .. ذات يوم بعدما حل الظلام .. نامت الفراشات على وسادته .. كما نامت دموعه .. غرست آخر خنجر في خاصرته .. جروحه نازفة .. خارت قواه .. تألم بصبر واضح .. تأوهاته غير مسموعة على الملأ .. إصابته قاتلة .. للاسف .. لايزال جرح قلبه مفتوحا .. طافت به الرياح .. كان يشعر بألم واضح .. اقدام الالم تركله ليل نهار .. وكفوف السهرتعبث بصفحة وجهه البريء .. دموعه تعصر قلبه .. لايعلم ما الامر ؟ .. كما لا تعلم طفلته ..تأخر في ذلك اليوم المشؤوم .. ليس كعادته .. كانت تتأمل منه الاعتذار .. كالعادة .. لم تسمع صوته .. بالفعل تأخر عن الموعد .. أخبرت شقيقتها .. لم يكن الأمر سرا.. حتى شقيقتها تعرف السر .. التزم الهدوء .. فهو ليس كالاخرين ..كان هنا يصارع الالم ..والجوع .. ودموع ساخنة تعبر صفحة ومتاهات وجهه.. تائه بين رغبات الامس وقدر اليوم .. مواعيد اخرى.. تسكن ضلوعه وانفاسه .. سنوات اخرى من الضياع .. تناسخت الاحزان في عينيه .. لايدري عنه احد..تجسدت آلام العالم في عينيه.. اختزلت في اسمه .. نخرت قلوبنا وعقولنا .. صدمتنا النهاية .. وهول الموقف .. استغاثاته غير مسموعه .. لايرغب أحد في سماعها .. لا احد يقترب منه .. لان قلبه اصبح ضعيفا .. خارت قواه .. لا احد يصدق نوبات المه ..خوفا من المجهول.. ذات يوم .. اختفى.. طار الى هناك .. حملته اجنحة ملائكية .. فوق قمة ذلك الجبل .. كالنسر الجريح .. يستريح على هامات القمم .. طار ولم يعد بعد .. سافر وحيدا .. حمل حقيبة احزانه .. ودع ظلامه .. مفضوحا بنوبات المه.. بصراخه .. واشباح آلامه .. أشفقت على تلك المسكينة.. البائسة.. لم يتذكرها أحد على الاطلاق .. لم نتذكر دموعها وحسرتها .. تكلمت ذات يوم .. اوصت كثيرا .. لسبب بسيط..أنه فلذة كبدها .. لا تعلم انه اقرب الى القلوب .. يسكن الروح.. أختصر عمره.. كزهرة سقطت قبل اوانها .. تحمل اكليلا من ورق الغار .. نجمة سقطت في عمق المحيط .. أشرعة تهوي ما بين أفواه الامواج العاتية .. أختفت في غبار الكون .. تلاشت عيون.. مضى الليل بانتظار عودته .. نترقبه كحبة قمح .. تخرج من بين كومة قش.. حملتها الريح الهائجة.. حملت أخبارا لم نستوعبها بعد .. لا نملك الا الدعاء والصلاة .. انهكتنا احاديث المساء وتأويلات الليل .. كما انهكت اجسادنا من انتظار عودته .. نلملم بقايا ذكرياته .. اوراق مذكراته .. كلماته المبعثرة .. دموعه .. صدى ضحكاته .. لا تزال مواقفه مرسومة بعقولنا .. مضى فصل الشتاء.. كذلك الربيع .. لايزال بعيدا .. رغم قربه منا .. وجوه تسأل عنه .. اخرى رحلت .. هذه الليلة تشبه تلك الليلة .. عقارب الساعة لا تزال تدور .. تمضي الى زمن وقدر آخر .. انحسرت أوراق الخريف .. تساقطت قطرات المطر .. زهور الربيع تأخرت قليلا ...طارت الكلمات مع اسراب النوارس .. تلاشت الوعود .. سقطت أقنعة سوداء .. تناثرت على اطراف الوادي .. جفت الينابيع الرقراقة .. ذاب الجليد .. اطفال تعبث باشياء صغيرة..يجمعون حبات مطر .. يطاردون اجنحة فراشات مهاجرة .. استيقظت قلوب .. ابواب موصدة.. في انتظار العودة ..اخبارا اخرى.. حملت الريح غبارا .. وسحاب صيف ابيض .. ذات ليلة .. بعد الغروب .. انفرجت الابواب والاسوار .. عاد أحمد .. ومعه الم وحسرة .. قلبه ينبض باشياء جميلة .. مشرق بابتسامة ساخرة .. ودموع بائسة ..عادت عصافير الربيع .. تبني اعشاشا .. أضمر أملا موشوما بقلق .. لاجدوى .. بلا حدود.. لا بديل غير ذلك .. هروب من جحيم .. أمل جديد .. روح تعتصر .. غابات بغيضة .. صراع ضد الذات .. أرهقنا الانتظار .. ذهول في عيوننا .. سحب صيف متراكمة .. نعيق في ظلمة مساء .. نجوم تنتظر ثمة صباح.. حكمة.. تسللت خيوط.. تناثرت دوائر شمس الصباح.. عانق النسيم خصلات شعره .. كتم احزانه .. هجعت في منام تلك الطفلة.. لا تزال تنتظره يعود اليها .. تسللت الى شفاه ام ثكلى .. ليلة ماطرة .. شروق شمس صباح ابلج .. اجنحة الظلام والقدر .. اخبار استفزت دموعه.. ودموع الرفاق .. ينزف الما .. ينبض احزانا .. دونته ذاكرة روزنامة الجدران ..عاد أحمد أخيرا .. والعود أحمد..
ناصر الضامري (بقلمي)

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:38 PM
ذاكرة غراب
فرد غراب جناحيه نحوجهة الشمال ..طار من قمة شاهقة .. وسط جبال تناثرت في صحراء قاحلة تترقب الحياة والكلأ ..تذكر عشه القديم على الساحل الشمالي من الديار..منذ سنوات غابره ..سبق ان بناه في قمة غافة كثيفة ..على اطراف قرية لاتزال تسكن ذاكرته ..يقترب منها البحر احيانا .. لاتزال ذاكرة الغراب حاضرة .. كم تمنى ان يلقى اصدقاء له ..كانوا هناك..يكن لهم كل مودة واحترام .. بعضهم من بني البشر .. يتذكر سيف القماط ..واتهامه للغراب بالشؤم ..وانه يحمل اخبارا سيئة ..يتذكر وجوه أطفال يعبثون ببقايا غرف القيض ..يتسلقون نخيلا اغلبها يسمى مسلا..ذات طعم .. تتناثر على مشارف مجرى الوادي ..كما تتناثر عرشان القيض .. لا ريب ان اولئك الاطفال اصبحوا رجالا .. نعق الغراب فرحا بما تذكر من مشاهد في تلك القرية ..السعيدة ..رغم طول الطريق ووعورة جبال شاهقة ..واصل طيرانه نحو الشمال ..يعتقد ان عشه لا يزال يحتفظ بهويته ومنعته..في تلك الغافة المسكونة ..يتذكر انه يحتفظ بخاتم فيروزي ..وضعه في وسط العش ..يعود لسيف القماط ..ألتقطه من الارض حينما نساه سيف في احدى الايام .. رغم طول الغياب والبعد ..ربما ثلاثون عاما ونيف ..يتذكر الغراب انه غادر ذلك المكان في ريعان شبابه ..هاهو يعود اليوم كهلا .. يقترب شيئا فشيئا ..السماء صافية .. والرياح هادئة .. الشمس تقترب الى حدود المغيب ..يبدو من بعيد كأن الغراب ضل طريقه ...لكنه على يقين بان وجهته صحيحة ..لا يعي بما يشاهد من دور شاهقه ..لم يشاهدها من قبل .. ولا يعرف عنها من قبل ..اقترب اكثر باتجاه القرية ..حتى الان لا علامات توحي بانه باتجاه القرية .. عدا ظهور حدود البحر دون اطلال القرية ..اين القرية .. كانها اختفت عن عين الغراب .. يشاهد مجرى وادي ضيق ..يتذكره جيدا ..كان المجرى على مشارف تلك القرية ..حواليه بقايا نخيل بالية .. أين بئر القرية .. نساء القرية يتجمعن حوله .. جلبة الصيادين حول قواربهم الخشبية ...لم يعد يشاهدها ..نعق الغراب بصوت غير مسموع ..تعلوه نبرة حزن ..لم تعد الغربان تملأ الشاطيء نعيقا ..ما يراه الغراب ثمة منازل مدمرة ..خالية من البشر..ساحل يعج بالصمت المؤلم ..شوارع مهجورة ..كانت يوم ما ..يذرعها الاطفال ...وشيوخ كهلة ..ونسوة ترفع على راسها اغطية قماشية ..كانت تتجمع وقت العصر ..غالبا ما تترك خلفها بقايا طعام ..وصحونا خالية ...ورجال يعلوا اصواتها بالهرج احيانا .. احيانا بشيء من الغناء والحماس .. يتذكر ان الظلام يعم المكان بمجرد غياب الشمس .. الان اصبحت قرية مهجورة ..كأنها قرية اشباح ..يبدو ان شبح اسود حل بالقرية الساحلية الجميلة ..جثم على صدرها ..بعد ان دمر جدران القرية ..وبئر القرية ..ودمر عشه في شجرة الغاف ..واخذ معه تذكار الخاتم الفيروزي ..تأمل القرية للمرة الاخيرة .. يخشى ان يداهمه ذلك الشبح الاسود ..وياذيه ..ويسرق منه ما تبقى من ذاكرة القرية ..نعق للمرة الاخيرة ..طار الغرا ب نحو الجنوب .. نحو القمم الشاهقة .. وترك خلفه قرية سكنت ذاكرته .. وسحقها شبح أسود ....

بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:40 PM
بمناسبة يوم المرأة العمانية 17 أكتوبر يسرنا ان نتقدم بأجمل التهاني الى رفيقة الرجل في بناء الحاضر المجيد والمستقبل السعيد
وكل عام والمرأة العمانية بخير..ويسرني اهداءها هذه الكلمات البسيطة المحدثة للعلم سبق ان نشرت في سبلة كتاب الشعر.تحياتي




عُمانيةٌ انا ...

عُمانيةٌ انا ..سأقسُم العهدَ ..وانجزُ الوعدَ
حاضرة ..تاريخُ من عَزم ِ
عُمانيةٌانا .. وسأبنيَ الوَطَنَ ,,وسأركبُ المِحَنَ
فارسةٌ ..مجدٌ من الهِمَمِ
عمانيةٌ انا .. أهديكُمُ الوردَ .. والحُبَ و السُعدَ
باسقةٌ.. كالريحِ في القِمَمِ
عمانيةٌ انا ..وسابني أجيالا ..للسعد آمالا ..
شامخة ..كالنورِ في الظُلمِ
عمانيةٌ انا .. في البرِ والبحرِ ..والشمسِ والقمرِ
حاضرة .. ارنوا إلى السِلْمِ
عمانيةٌ انا .. تاريخُ من ألقِ..عُنوانُ في الخُلُقِ

واعيةٌ.. عهد من القسم

عمانيةٌ انا.. وساكتُبُ المَجدَ ..وسأرفعُ العَمَدَ

عاليةٌ .. أرقى الى النُجُمِ
عمانيةٌ أنا ... فخر مطاراتي .. حب شعاراتي

عامرة .. في رؤيتي حلمي


بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:42 PM
موت وميلاد...

في مكتبي الصغير ..في ليلة شعرت انها تختلف عن سائرالليالي .. ساعات قليلة عن صلاة الفجر .. اصوات نساء تتألم ..أعتاد السمع على صدى أنينها .. نزقت لصوت ممرضة تناديني ..دكتورة عائشة ..دكتورة عائشة .. قالت بصوت مرعوب .. فتاة عشرينية ..ولادة اولى .. أدركت ان الامر غير يسير .. غرفة التعقيم جاهزة .. لم يرافقها سوى زوجها فقط ..ليس كالعادة ..شاحبا ..مذهولا .. طلبت منه مغادرة القاعة ..بعد طمأنته .. لم أنسى ان أطلب منه الدعاء لها.. الامر ليس بهين.. تتلوى من الألم .. تتوسل .. تطلب (البنج) ..خضعت لكافة اجراءات مراقبة العلامات الحيوية للام ..جهاز مراقبة الجنين ..لم يبدو الامر طبيعيا .. يضيق تنفس الفتاة ..بالكاد التنفس الصناعي يقوم بدوره .. يراودها فقدان للوعي في بعض الاحيان .. لم تفلح معها توسلات الممرضات بالهدوء والصبر .. آلام الخلاص تبدو متسارعة .. على غير العادة .. الألم يتصاعد لحدود الرعب .. للمرة الاولى أجدني عاجزة .. تضاءلت أمامي كل الحلول .. لم تنفع إستعانتي بنصائح الاستشارية .. بالقربة مني .. الوقت يتسارع .. صرخات الفتاة تعلوا .. ترعب جناح الطواريء ..يتردد صدى طلبها الرحمة والرأفة..تتوالى زفرات أوجاع الولادة..أمل الخلاص.. دموع الممرضات تتناثر في غرفة الطواريء ..سكين تقطع قلبي إربا .. انتزعت دموعي .. للمرة الاولى اشعر ان المسؤولية تتضاءل أمام عيني..لم يتبق سوى توسلات الدعاء والصلوات .. نزقت لدوي صرخة مرعبة من الفتاة .. اعقبتها لحظة هدوء وترقب من الجميع .. صوت فتاة صغيرة .. صوت ملائكي ..يملأ الفضاء ..اعاد البسمة في تلك الوجوه العابسة .. لحظة ميلاد تمازجت بدموع فرح .. اقتربت الطفلة لحضن أمها.. بالكاد تفتح عينها ..ضمتها بحنان .. اتصال بصري ضئيل بينهما .. لغة الجسد تحكي قصة للالم ..ابتسامات غامضة .. فجأة .. تراخت ذراعي الفتاة بشكل بطيء .. سقطت الطفلة بين يدي امها ..اسرعت الممرضات .. جهاز نبض القلب ينبأ بأمر مرعب .. توقف نبض الفتاة بشكل مفاجيء.. ربما سكتة قلبية مفاجئة (sca) .. هرعت الممرضات لبعض اجراءات انعاش القلب الرئوي (cpr) .. تسارعت قبلات الحياة .. وصدمات سريعة لجهاز (aed) لانعاش القلب ..تكررت لمرات عديدة .. شعرت برعب لم اشعر به من قبل .. تصرفات لا ارادية .. بكاء هستيري يملاء المكان .. ممرضة تضمني بصوت يشبه النحيب .. شعور غير مألوف أنتابني .. لا أدري كيف تجرأت تلك الممرضة لترفع الغطاء على وجه الفتاة .. أعقب ذلك سماع صوت اذان الفجر .. وصوت طفلة .. تحمل رسالة اختلطت في نبرات صوتها الملائكي أشياء غامضة.. كنت امضي في طريقي الى مكتبي الصغير برفقة ممرضة.. تلف ذراعيها على كتفي بحنان .. على باب الطواريء..صدمت بصرخة مدوية ..هذه المرة اطلقها زوج الفتاة العشريني..ضاعت في تلك اللحظة احلاما رسمها ذلك الشاب مع فتاة أحلامه ..همدت كجسد الفتاة الهامد ..لم تعد تلك الاحلام جميلة .. في لحظة الميلاد..أيمان بقدر مكتوب .. حكمة الاهية .. سنة هذه الحياة..مكتوبة ألواح الموت والميلاد.. جلست في مكتبي الضيق بهموم وآلام تلك الليلة الكئيبة ..كتبت تقريري اليومي .. كتبت اجازة مفتوحة ..في دفتر مذكراتي ..دونت صفحة سوداء ..لم ولن تمحى من ذاكرتي للابد .. في صفحة اخرى نثرت بعض الكلمات ..اختلطت بدمع عيني.. منبعها القلب ...ارحموا الانثى ..تهب الحياة والميلاد لتموت في زفرات الالم ..ارحموا الانثى .. فلحظة الميلاد لن ننصف حقها بكل نعيم الدنيا .. ارحموا الانثى ..لان الجنة تحت اقدامها .


بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-01-2020, 10:45 PM
احتراق
مخلوق صغير ..تجاوز عقله سنين عمره .. يحتفظ باسرار غير قابله للبوح .. يكتم شيئا مبرحا في صدره .. نشعر باحترامه وادبه .. نظراته لا تخلو من بوح مؤلم ..تقرا في عينيه ثمة احتراق داخلي يتصاعد.. كتصاعد موسيقى جنائزية ..في ليلة ماطرة ..شتوية.. يبدو ان الجدران لا ترحم .. صغيرا او كبيرا .. يتذكر حديث امه قبل النوم .. لا يأبه بالعواقب الوخيمة .. لايكترث بذنوب اقترفها .. دفعته للخطيئة .. كأن الذنوب لا تغتفر.. لا تعرف الرحمة .. والحكمة .. في زمن يشبه لعبة الكراسي .. وطرقات هذا المكان .. وظلامه .... انحسر ربيع عمره خلف هذه الجدران .. ذبلت زهرة شبابه .. يدرك ان يوم ما ستشرق شمس الصباح لامحالة .. لا جديد حتى الان ..لا شك ان مكانا اخر ينتظره هناك يشبه هذا المكان.. نظرات مرعبة تترقبه .. وجوه سوف تزدريه لا ريب .. القاب ومسميات مزعجة .. لايزال مغروسا في بستان احلامها .. كالوردة الحالمة .. كحلم يوم العرس .. منقوش في ذاكرتها .. مرسوم على صفحة قلبها ..لم يتبق من امنياتها الا القليل .. هكذا الدنيا .. مضت سنوات العمر .. تغربت في موانيء الحياة .. كئيبة مراسيها .. مثقلة اشرعتها .. لم تتحمل رياح الزمن .. تمزقت كخيط عنكبوت .. في ظلام الصبر .. ومفاجات الطريق .. هذا قدرك ايها الصغير .. لم يرحمك هذا الزمن .. افتح عينيك.. اكسر هدوءك الازلي .. انفض الغبار .. وعجاج الزمن .. ذات ليلة قمرية .. رايته يذرع الفناء .. وجسده النحيل يسبق خطواته القصيرة .. والبطيئة .. اقترب مني.. كانت الساحة خالية .. الا من اولئك المنهكين بالم السهد .. والشوق .. في انتظار عقارب ساعة الصباح .. جلس بقربي بعد استئذان .. احتسى فنجان شاي بارد .. اشعل سيجارة في مخيلته.. غمغم هامسا .. ابحرت اشرعته في محيط السكون .. تحدث عن تاريخه المظلم .... واحلامه .. فقد امان الابوة باكرا .. ضاع في متاهات الظلام.. هرب من قسوة دهره .. تذكر أشياء كثيرة .. لم تخطر في باله .. وجوه نبشت اعماقه .. ومشاعره .. بعثر اوراق الماضي في ساحة الفناء .. تطايرت مع الريح .. كل شيء فيها مظلم .. اشعل نارا في صدره .. ورسم خطوطا على صفحة وجهه .. حاول الهروب .. كلماته مرعبة .. مستفزة آهاته.. تصنع الابتسامه والامل .. وعبارات التفاؤل .. يرددها ليل نهار .. لم يابه كثيرا بما سمع.. ومن ردة الفعل .... شبك ذراعيه اسفل ساقه .. وجلس القرفصاء .. واتكا على معصمه ودموعه .. فكر كثيرا .. اسهب في تفكيره .. كيف يعتذر.. كيف يبوح عن حبه الابدي .. لن يكرر سقطته .. حينما غاب قمر تلك الليلة .. غاب هو في ظلام احزانه .. عاد الى سرير الصبر .... دفتر مذكرات.. قصائد حزينة بمقام الصبا.. سرقها ذلك المساء .. ربما طارت الكلمات مع الريح .. سرقته ساحرة الاحلام .. اعتاد كل صباح .. يقلب كتاب تفسير الاحلام .. منهمك في جمع بقايا ذاكرته .. موحشة صفحاتها .. راى في المنام ما لايراه المستيقظ .. يتذكر.. كان هناك بارحة امس .. بالقرب منها .. خارج حدود المنطق .. لم يبرح شاطئها.. اكل من يدها رمانا وتينا .... توقف فجأة ..أسهب يفكر في امر ما .. اكد انه لم يصدق ما شاهده في نومه .. مجرد حلم.. اقرب للرؤية .. ترقرقت دمعة في مآقيه .. تأبى ان تخرج .. تكابر الالم والشوق .. تغلغلت احزان في احشائه .. وازهرت اشواكا .. كانها غربة اللاعودة .. جلس يتامل كتابه .. يسال .. يستفتي .. لا أحدا يفتي رؤياه .... غمغم بحسرة محزون .. تذكر اشياء غريبة.. شواطئ فضية .. ابجديات موت .. غياب.. ليلة سقوط حزينة .... لم يمض طويلا .... رحلت كفراشة .... في ليلة ظلماء لم تكن مقمرة .... وسط زوبعة شتوية .. جدران تصرخ من الفجيعة .. اي عزاء .. اي سرادق تتوالد فيها الدموع .. لم يعد للمساء طعما .. اطبق الصمت على الدار ..ذات يوم قرر السفر خارج الحدود .. هربا من الاحزان والالم .. هرب الى كثبان .. واحات نخيل .... وصل قبل الغروب .. استقبلوه بقلوب غمرها الحب .... في المساء .. شعر باشباحا تعدوا.. وحوشا تنتظر .. لم يبارح مكانه .. تحسبا لعواقب وخيمة قد تعترض طريقه .. شعر بنصل خنجر ينغرس وسط خاصرته...... زلزلت عقله وكيانه.. امطرت السماء حجارة .. تتساقط على راسه .. تعصر قلبه.. جمع كل قواه امام تلك العاصفة الهوجاء .. لم تشفع له الانسانية ..الغربة .. حكمة السماء .. اي قلب.. اي امل تبقى .. سكنت الاحزان رموش عينه .. واحشاء الروح .. عششت في زوايا جسده.... لفت انتباه الاخرون .. للعذاب الوانا.. يلهث الياس نحو قطرة ماء .. توقف الزمن .. لعن قطيع العميان .. ولد الامل في عيونهم ميتا..تذكر شاطي حزين .. كانت تمشي بقربه .. تضع يدها على كتفه .. اتكات على عصاها الغليظة .. اخبرته عن موعد قريب .. اوشك ان يكون حقيقة ..قبل الغروب .. بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 10:51 PM
تعالي لنحلم ..
تعالي نسافر نحو الأماني
تعالي ندندن احلى الاغاني

ونبحر بين الثريا شراعاً
ونحو النجوم وزيف المكانِ
تعالي فاني سئمت الجنونَ
واني كرهت ظلام الزمانِ
تعالي فحلمي يعود ليشقى
فيكفي الهوان فكم ما نعاني؟
وقدسي ينادي حمام السلامِ
وحلم الصلاة وصوت الاذانِ
تعالي نسافر ارض الورودِ
فبيروت قلبي هوى في كياني
وبغداد روحٌ العروبة صرحاً

فارض الكرامة ..عِزُ المعاني
وصنعاءُ قلبُ الحضارات مجداً

وتاريخُ عزٍ وسيفُ اليماني
ومصرُ الكنانة لحنُ الخلود
بطولاتُ مجدٍ ..منارُ العيانِ
تعالي نسافر نحو الخليجِ
لدفءِ الصباحِ ونورِ الجُمانِ
الى حيثُ ينشج صوتُ النخيل
ولحن الصواري وشوق المواني
فهل ما سنحلم يبقى خيالاً
كطفل يغني بصوت الكمانِ
فصرح العروبة قد بات حلماً
فمالي ادندن فوت الأوان؟!

تعالي فأنت سماوات حلمي
اذا مات حرفي وجف بياني
بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 10:52 PM
الشكوى لله...



ياغلا قدره وغالي
مستواه الزين عالي
ومن حسبته ذاك مالي
زاد في صده وغلاه
شوف هالصاحب تغلا

غايته.. كلا وكلا

وحتى من بعد المذله
حيلتي اركض وراه
هذا من طبع العنيد
ان نصحته ما يفيد
حتى لو شاف الوعيد
حسبي الله ..ما كفاه ؟
شفت اشكال و فنون
وكله من طبع الجنون
لو يبا مني العيون
ماي عيني بس فداه
يا بو سالم أشكي منه

هذا خل ؟ ما اظنه
ليت لو تاخذني عنه
هذا مستاهل كماه؟؟؟
لا سمعته زاد خوفي
علتي في ذي الظروفي
شوف يستاهل حروفي؟
وش بلى قلبي شراه
ناكر في الخير نعمه
ناقص قول و حكمه
هذا طبعه ما افهمه
يا جماعة وش دواه ؟؟
الشكوى لله واشتكيله
حيلتي صعبه وهزيله
لاني ما اذكر جميله
مالي خاطر في هواه


ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 10:54 PM
سَئِمَ الفؤادُ...

سَئِمَ الفؤادُ كبائري وذنوبي
يانفسُ..عودي إلى الرشادِ وتوبي

فلما الهوانَ وحبلَ عُمري قاصراً
واليومُ أوشكَ في الزمانِ غروبي
والدمعُ يسكبُ في الخوالي نادماً
ومرارةٌ في حسرتي و كُروبي
يا نفسُ حَسبُكِ في النوائب صابراً
ما حيلتي بُداً من المكتوبِ
فالعمرُ أوشكَ حاسراً من غصنهِ
سكنَ الهوان جوانحي وقلوبي
نَسَجَ الظلامُ وطالَ عِتمةَ ليلهِ
والليلُ أقبلَ والظلامُ دروبي
واليومُ إني قد دعوتك راجياً
مستغفراً ارجوا خَلاصَ ذنوبي
تُنجيني مِنْ شرِ العذابَ وويلهِ
وتغُمْ عني في الظلامِ كروبي
اني سالتُكَ ياإلاهي تائباً
فرِضاكَ ربي مُنتهى مطلوبي
إني سألتك فاستجبها دعوةً
فإليك ربي مقصدي و هروبي
بقلمي/ ناصر الضامري

فيما يلي رابط انشاد المبدع عبدالله المحاربي لهذا النص
https://www.youtube.com/watch?v=l31OZO259eE

https://www.youtube.com/watch?v=l31OZO259eE

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 10:56 PM
وعاد قلبي..
يا حروف (ن) عانقت حد السحابة
وأمطرت هتان من عذب الزلال
وشاعر القيفان من فن الخطابة
يكرم الضيفان فنجان ودلال
ذاب قلبي لين ما صكيت بابه
وأكتوى بالشوق وطيوف الخيال
من سؤال (ن) ما عرفنا له استجابه
لو جوابه لامس حدود السؤال
والحبيب اللي تغلا في عتابه
غربته والليل واشباه الظلال
يشتكي المجروح من سهم (ن) وصابه
ما عرفها يمين لا جيته شمال
يا سهاد الليل ان عوت ذيابه
تسهر الولهان بقيود وغلال
وحيلة السهران في جملة صحابه
صابر (ن) مشتاق وغيابه محال
والغياب اليوم لو طول غيابه
سيرة الهجران من سوء الخصال
من تغلى ..علة البعد أكتوى به
وعاد قلبي عقب هجران الوصال
ويا هلا بالشوق في زفرة شبابه
ويا هلا بالعيد من شوف الهلال



بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 10:56 PM
الشاطيء الحزين

لا يزال المشهد لم يبارح مخيليتي ، ترجف اطرافي حينما شاهدته .. اتذكر جسده المسجى على سطح القارب ، لايزال اسمه يتردد صداه في مسامعي ، ولا تزال صرخة ابنه احمد تذوب قلبي .. اتذكر جلبة نسوة تجمعن على ضفاف شاطيء حزين ..أبصارهن شاخصة نحو أمواج البحر ..ينتظرن اخبارا جديدة يحملها رجال .. يذرعون البحر ..بحثا عن أبو احمد .. اختفى منذ اكثر من يوم في رحلة بحرية بمفرده .. في اليوم الثاني رجع قارب صيد يجر خلفه قارب ابو احمد ..فرحن النسوة ..انها بشارة خير .. القارب بدون ابو احمد ..كانه لغز ..كيف اختفى من قاربه ؟..توالت التفاسير والتأويلات ..كل يدلوا بدلوه ..الصواب ان ابو احمد لا يزال مصيره مجهولا .. فعل الرجال المستحيل .. يبحثون عنه .. يسالون عنه ..حتى ما يسمونهم بالمعالمة لجأوا اليهم ..سألوهم ..الجواب حتما بعد ثلاث أيام ..لم يكل الرجال .. يبحثون ليل نهار ..لا تزال امه في الشاطيء الحزين ..تتكأ على معصم ام أحمد ..أنهكها الدموع .. الصبر .. الامل .. واسئلة النساء وتاويلاتهن .. يعود الرجال من البحر ..رؤوسهم منكوسة ..يطويها الصمت .. والدمع الحزين .. غربت شمس اليوم الثاني ..اسدل الظلام وارخى سدوله ..يعم الشاطي الحزين ..صامت بسكونه .. الا من عجوز وزوجة.. لا تبارحان ذلك الشاطيء ..في صباح اليوم الثالث .. كالعادة تجمع الاطفال وبعض النسوة بالشاطيء..ترقب الجميع عودة الرجال .. موعدهم قبل صلاة الفجر .. يبدو ان طلوع شمس ذلك اليوم بطيئة ..حتى امواج البحر سكنت بعدما كانت عاتية في الفترة الماضية .. يلوح من بعيد احد القوارب ..يقترب رويدا رويدا ..لم يفارق عيني منذ ان رأيته .. وصل القارب..رفع الرجال ايديهم ..كأن أمر ما يضمرون .. كنت اركض نحو القارب كغيري من الاطفال .. حينما وصلت بالقرب من الرجال .. كان ذلك الجسد مسجى على سطح القارب .. يلتحف بثوب شفاف .. لا استطيع وصف ما اشاهد ..الرجال ينتحبون ..الدموع اختلطت بماء البحر ..علمت ان ابو احمد فارق الحياة .. اطلق احمد صرخة ..سمعتها النسوة ..علمن بمصير ابو احمد ..الشاطي الحزين يعج بالنحيب والعويل ..تداخلت اصوات الرجال باصوات النساء .. لم يكن الامر يخص اسرته فقط .. الخبر فجع جميع اهل القرية ..آه يابحر ..آه يا بحر ..تعطي الكثير ..تأخذ الغالي ..انها الاقدار ..مؤمنين بمشيئتها ...لا نملك ..الا ان نقول ..انا لله وانا اليه راجعون ..رحمك الله ابا احمد ..أليس هذا أحمد ؟..سألت أبني ذات مرة ..أجاب نعم انه هو ..انه رجل ..ونعم الرجال ..يشبه في طلعته أبيه .. حتى ابتسامته .. يحتفظ بشيء من ابتسامة ابيه واخلاقه.. كنت أراقبه ..لمحته يتأمل البحر .. لا أعلم فيما يفكر ... سألني أبني بقوله من أبو أحمد؟ .. نظرت اليه برهة.. تنهدت .. آثرت ان لا أجيبه .. اختصرت الاجابة .. انه رجل من رجال الزمن الجميل .... بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 10:57 PM
مأتم
وألتقينا في عزاءِ مُحرّمِ
فعرفتها رغم الظلامِ المعتمِ
وسط السواد بهيةً في حُسنها
قمراءُ فاتِنةً بليلٍ مُظلِمِ
لا أدري ذاك الدمعُ حين سكبتهُ
أدمعُ شوقٍ؟ أم دموعُ تألُمي؟
فنظرتُ حتى بادلتني طرفةً
فتبسمتْ حيناً فكان تبَسُمي
فاقتربتُ ونبضُ قلبي خافقاً
والعشقُ ينضحُ من فؤادي ومن فمي
قالت - بهمسٍ لا يُبارِحُ مَسمعي
وحُسامُها البتار أوغل في دمي-:

دعني فديتُكَ في سُرادِقُ سادتي
رزءُ الحسينِ مناحتي وتجشمي
فمحرم ٌشهرٌ نُقدِسُ عشرهُ
والنوحُ أنهكني وجرّح مِعصَمي
فكتمتُ حُبا ً..لا أبوحُ بسِرهِ
فسجيتي من عاشقٍ ومُتيّمِ
فرَجَوتَها أن لاتُفارقُ ناظري
فهي الدواءُ من الجروحِ وبلسمي
ورجعتُ حيناً كم أُكفكِفُ مَدمعي
أخفي شجوناً في فؤادي ومغرمي
ياعشقُ دعني قد فضحتُ مشاعري
فالبوحُ هيّجَ نائحاتُ المأتمِ
بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:00 PM
رسالة من تحت الظلام

اعلم انك لست كغيرك من الرفاق .. وحيدا في غربتك .. في خلوتك .. تركب صهوة صبرك ..تمضي في طريق متعرج .. نحو افق لا متناهي .. نحو حدود مجهولة .. نحو مستقبل معتم .. وماض اسود .. حرية حد العذاب .. تعشقها .. ملهوفة اناملك.. تمسك زمام الحب .. جواد جامح .. قلب ثائر .. دموع طاهرة .. ام ثكلى .. تمنحك صبرها .. غفوة مطمئنة .. طال سباتها .. لاتملك سوى شال حريري .. مليء بالحب.. يطير مع الريح والسحاب .. رحلت هي قبل وصولك.. لم تهدأ هدهداتها بعد .. هربت من أنواء الزمن .. وأنياب الظلام .. إنسانية غائبة في المنفى .. راضية مرضية .. تبعث رسالتها .. ودعواتها .. وصبرها .. ترقد وقلب لا يزال يخفق بالحب .. بين أضلعها.. والشوق والحنين .. بانتظارك هناك خلف سور تناثرت بعض اجزاءه .. عرفوه منذ الازل منذ تهاوت اطرافه.. ومعها اخرون .. كتبهم التاريخ .. ونساهم الدهر.. اتذكر انك لست وحيدا.. فعزمك مرعب .. زلزل الاقدام .. جبال مذعورة .. عيون زائغة وقلقة .. تفرقت اوراق الخريف .. سمعت رياحك مزمجرة .. أفقت أخيرا من غفوة الظلام.. انها رؤوس .. تهوى الشموخ ..ترقى نحو الريح .. نسجت الخيوط .. وسط اشلاء من الجوعى .. سائرون نحو الأمل .. نحو القبور .. افواه فاغرة .. صفحات ممزقة .. شظايا كؤوس مكسورة .. تناثرت طول الطريق .. ترانيم قصائد .. يتردد صداها بين جدران بالية .. غمغمات افواه .. ابواب ملطخة بدموع الصابرين .. ودماء اليائسين .. واحلام التائهين .. انتهت ايام الصبر... تناثرت صدى مسافات الدهر .. وساعة الزمن .. لن ترضخ لتلك الوعود اليتيمة .. ولدت من رحم العدم .. تنتظر شمس الصباح .. وصرير ابواب موصدة .. وبريق عيون حالمة .. واحضان دافئة .. ودموع مزهرة .. وأعمدة تذوب بين الايدي .. سكنت الصدور.. واحزان غاصت في الاعماق .. اصطفوا على جنبات الطريق .. مبتهجون بالاحلام .. والآمال.. رفعت عريضة من ملحمة الحب .. مزقت مطويات من الصبر والنسيان .. يوم قد يطول .. انامل تكتب الامل ..انهم ينتظرونك.. لا تأباه .... اطوي صفحات كتابك .. اوصد الابواب خلفك .. لاتنسى اولئك الصابرون .. يحتفلون بوداعك.. سترفع يديك عما قريب.. وارسم قبلة.. مثابة تذكار.. بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:01 PM
رسالة من رتاج ...إليك أبي عمار رحمك الله

اليك ابي عمار..رحمك الله ..اكتب اليك رسالتي حروفها دموعي الحزينة ..أنثرها في سماوات ذكراك الخالدة .. في صفحات مذكرات قلبي..المكلوم بفقدك .. وغيابك .. اكتبها بأنامل روحي .. رغم ان البوح عصي .. والمشهد مؤلم .. لا ادري كيف اعشق الخلوة بعدك..لاعيش في بقايا كلماتك ..وصمتك الجميل .. واتصفح دفاترك ..أوراقك المتناثرة في كل مكان ..تذكاراتك المعلقة في جدران الألم والأمل ..حتى بقايا ذاكرتك في العالم الافتراضي .. لازلت اتصفحها واقراها بشوق ولهفة ..لا ادري ماذا كان يراودك من احساس وشعور بقولك في آخر مشاركاتك في الفيسبوك: (سأوكل أمري لرب الفلق ، لكي أرتاح من شر ما خلق ) ..عبارة شدتني كثيرا ..استوقفتني كثيرا ..لا أجد لها تفسيرا سوى .. انك تحمل قلبا لا يعرف الا الرحمة والانسانية والحب .. والايمان بالقضاء والقدر .. اتذكر هواياتك صغيرة ..اهتماماتك بسيطة .. إلا انها كبيرة في عيني .. كم هي جميلة ..رائعة .. كروعة شخصك الفريد .. كلي شوق الى احضانك الدافئة .. الى غرفتك الصغيرة .. وسريرك الناعم .. نمت عني نومة العروس ..وسافرت روحك الى بارئها .. ولحقت باخوتي الصغار وعمي من قبل..سافروا قبلك .. كحمامات الدوح يتراقصن بين اروقة قصور الجنة .. تركوني قبلك سريعا ..لما أهنا بطفولتي الصغيرة بدونهم..لم استوعب بعد هدهدات امي الحزينة .. آهات الحنين ..نشيج منتصف ظلام الليل .. تركتني وحيدة .. برفقة اخي الوحيد .. رحلت عني سريعا .. لم اهنأ بأمان عينيك الصافيتين ..يداك الدافئتين ..لا يزال دفتر مدرستي ..يحتفظ بشيء من بصماتك .. من انفاسك .. كيف ساقرأ النشيد بدون انصاتك ؟ .. كيف سأحفظ قصار السور بدون اهتمامك ؟ .. وعدا مني .. ابي الغالي .. سأكون رتاج كما تحب أن اكون .. وكما تمنيت ليلة ميلادي .. لن انساك .. عهدا ابديا .. رحمك الله ابي عمار ..


بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:01 PM
القطة والعجوز




في وقت الظهيرة ..عاد من رحلة صيد ..منهكا كالعادة ..دخل منزل والده الكبير ..تتناثر وسطه اشجار نخيل ..شجرة أخرى تتوسط الدار ..تسمى (شريشة)..بئر صغيريتدلى في قعره دلو حديدي ..مطبخ خشبي يسمونه (كرجين)..نسوة واطفال يملؤن الدار صخبا في بعض الاحيان .. جلس تحت الشريشة .. يتناول غداءه ..اقتربت منه قطة سوداء ..اعتاد ان يطعمها شيئا من مائدة الغداء .. لا يبخل عليها ..يناولها قطعة سمك كبيرة ..تمد القطة يديها الاثنتين للامام .. تاكل بشراهة مفرطة..يصاحبها في الاكل احيانا قططا صغيرة ..تبدو ابناءها..احدى عيناها شهلاء أما الأخرى تميل للزرقة.. تراقب اي حركة من صاحبها .. تكن له كل ود واحترام واضح ..تبادله الحنان ..تحك راسها بباطن قدميه .. يبادلها نفس الشعور ..يمسح راسها ..يراوده شعورا استثنائيا تجاهها..حميمية..امر روتيني هذا المشهد..علاقة غير واضحة المعالم..بعد المغرب ..جلس بالقرب من اخوته ووالديه ..احتسا كوب حليب ساخن ..بالقرب من تلفاز .. بالاسود والابيض ..موصول بسلك لبطارية سيارات صغيرة .. في وسط فناء المنزل الكبير..رائحة الخبز تملأ المكان .. سكون يعم المنزل .. عدا صوت سميرة توفيق يصدح باغنية وطنية ..تجمعت حولها بعض النسوة أغلبهن لم يعرفن شيئا عن المدارس الحكومية .. عدا مدارس القرآن الكريم في سن مبكر ..نظرات الاعجاب بالاغنية واضحة على وجوههن.. اصوات بايقاع مزعج لمولدات الكهرباء في بعض منازل القرية .. اتكأ قليلا على مسندة خلف ظهره .. فاجأ الجميع برغبته في الرحيل من منزل والده ..الى منزل غير بعيد .. يقع في مشارف القرية ..بالقرب من خور البحر .. برر انتقاله لاسباب كثيرة ..تدعوه للانتقال ..يعتقد ان الوقت حان لمثل هذا القرار ..لم يمانع والده ..بل شجعه .. راقت له فكرة الاعتماد على نفسه ..والاحساس بالمسؤولية ..خاصة بعد الزواج وانجاب الذرية ..رغم ان والدته واخوته كان لهم راي مغاير .. يفضلون بقائه معهم .. بالفعل انتقل بعد فترة الى منزله الجديد .. بيت متواضع يدور حوله سور من سعف النخيل .. احدى الغرف مبنية من الطين ..تحميه وابنائه من الامطار وبرد الشتاء ..تأقلمت أسرته الصغيرة مع البيت الجديد .. في احدى الليالي ..الجميع خلد الى النوم .. الا هو ظل ساهدا في فراشه..وسط ظلام دامس ..لم يستسلم للنوم سريعا ..يعتقد ان تناول القهوة قبل النوم مضرا ..ربما سببا للسهد ..بدأ النعاس يداعب عينيه ..تجاوز الوقت منتصف الليل ...تنزقه احيانا اصوات تنبعث من خارج المنزل ..عواء كلاب الليل .. مواء قطط تبحث عن مأوى دافيء ..بسبب برد الشتاء القارس ..فجأة يشعر بحركة غير طبيعية خارج الغرفة .. أقدام تطأ الرواق ببطأ ..تقترب من باب الغرفة ..مقبض الباب يتحرك للاسفل ببطء ..يعتقد ربما احد اطفاله ..ينفرج الباب قليلا ..يترقب .. ينزق حينما رأى كف امرأة عجوز يغطيها رداء أسود .. تأكد ان القادم ليس طفلا ..نادى بصوت خافت ..من؟؟ ..من؟؟ ..فجأة يغلق الباب بقوة .. قفز من فراشه ..ليتبع ما شاهد ..فتح الباب ..رأى جسد امرأة عجوز متشح بالسواد .. في يدها سكينا ..خرجت مسرعة من باب الحوش ..تبعها غير خائف ..هرول بسرعه ..ابتعدت العجوز عن المنزل .. يكسوها الظلام .. في ليلة غير مقمرة..أصر ان يتبعها ..دون تردد..لحقها بالقرب من خور البحر ..دخلت وسط الخور ..لم يظهر منها سوى منتصف جسدها من الاعلى ..بينما وقف هو على حافة الخور ..يسألها من أنت ؟؟..من أنت؟؟.. تكلمت ..بنبرة مرعبة .. و غضب واضح .. متسائلة: عن سبب انتقاله من منزل ابيه ؟؟ ..مشيرة بقولها ..(( ما تعرف من انتقلت عنا..محد يعطينا حزة (أي قطعة) سمك.. انا وأولادي جوعانين .. احسن لك رجع بيت ابوك))..ثم غطست في عمق الخور.. ولم يظهر لها اثر ..سكتت الجدة من سرد قصة مثيرة قبل النوم.. بينما اغمضت البنت الصغيرة عينيها خائفة ..تتخيل المشهد .. غادرت الجدة المكان ..بابتسامة واضحة ..صاحبها قهقهة بسيطة..
بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:02 PM
كلما زرت البريمي...
كلما زرت البريمي صوتها نادى الغرام
وهيج الذكرى هواها والقوافي والغزل
وكلما عديت شعري زاد في سطري كلام
وزان في بوح القوافي ما بها عل وخلل
ليت اوصلها حماسه كانها بدر التمام
وليتني اسهر واسامر كان بدري مكتمل
يا دار من جود وشهامة دارهم عز وكرام
نيران هلت ضيفها اهلا هلا باللي نزل
فنجان من بيت النشامى .. دار حب واحترام
هاذي سمات رجالها من هز فنجان ودلل
يا ارض حب (ن) من زهور في روابيها خزام
من ارض جو يا البريمي بين كيوان وزحل
شمه بعيني طفلة (ن) من نور في عين الظلام
طلة ربيع وبسمته .. بستان من ورد (ن) وفل
مثل الصباح في حلته يا وجه حب وابتسام
يا فال سعد (ن) من أماني في حكايات الامل
يا مهرة الميدان حرة مالها شد وخطام
اخوانها عز وغلا فرسان من قول وفعل
وكلما زرت البريمي زاد شوقي والهيام
وكلما قفيت عنها صار في قلبي وجل
وزاد شوق سيوحها للخندق وصعرا وتوام
حتى حنين هبوبها مابين وديان وسهل
يا دار شمه صوبها مليون في رد السلام
هاذي القوافي نبضها وأرجوا السموحه م الزلل
من ذا سألني عن هواها ؟ما بقى عندي كلام
حب البريمي سرها يشفي جواب اللي سأل


بقلمي/ ناصرالضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:03 PM
حينما قرأ بن سالمين كتاب الغزالي...

رحم الله بن سالمين ..لا تزال ذكراه معششة في مخيلتي.. ترك اسئلة خضعت لتأويلات وتفسيرات عامة الناس في القرية .. لم يكن مجرد رجل مسن .. يعيش بمفرده في منزل السعف .. بالقرب من مسجد صغير .. كان عالما زاهدا في الدين .. ينصت ويصغي كثيرا .. تعد دور العبادة من أولوياته .. وكذلك مجالس العلم .. لم يسلم من إتهامات أصحاب القلوب المريضة في القرية.. أسمع بعضها .. كإتهامه بانه ساحر .. رغم ما قيل عنه .. الا إني اجد نفسي معجبا ومتأملا في تلك الشخصية .. الاستثنائية .. كون بن سالمين يقرأ .. يكتب .. مرجعا في العلم والمعرفة .. ليس جاهلا كالبقية من هم في عمره .. تسبب زهده في تجاهل قدره .. عمق من هالة الغموض حوله .. انصت احيانا لسماع حديثه الجانبي المقتضب في مجلس الشايب عبدالله .. نلقيه غالبا بعد صلاة العشاء من كل ليلة مع ابناء الشايب عبدالله .. نتذاكر بعض الدروس وحل الواجبات المدرسية اليومية .. احيانا .. نشعر باهتمامه بحوارنا ومناقشاتنا .. في احدى المرات تدخل بشكل ملفت للانتباه .. حينما طرح علينا سؤالا ليختبر معرفتنا في النحو .. سأل بنبرة صوت بالكاد نسمعها .. بقوله : ( من يعرب لي قوله تعالى : خلق الانسان ضعيفا ) .. ادخل في نفوسنا ربكة .... كانت اجابتنا غير مقنعة .... اعقبها بابتسامة يعلوها شيء من السخرية ..ثم اردف قائلا : (خلق : فعل ماض مبنى على المجهول، الانسان : نائب فاعل مرفوع ، ضعيفا : صفة منصوبة ) ..كنت مذهولا من سماع تلك الاجابة ..ادركت حينها ان معرفته اكثر مما نتصور .. اعتلى شأن بن سالمين وقدره في نفسي ..مرت الايام .. لم يتحدث معنا مرة اخرى .. اكتفى بالحديث الجانبي مع قرينه الشايب عبدالله ..يتناولان تمرا (سح فرض) من صحن صغير امامهما ..وقهوة نشم رائحتها في الغالب .. مرة اخرى تدخل في مناقشتنا الجانبية حول كتاب (الغزالي ) الذي تدور حوله اساطير .. تحدث وكلنا آذان صاغية ..بانصات .. اوضح بقوله : ( ان كتاب الغزالي ليس بالكتاب العادي ..وعلى من يرغب بقراءته ان يحتاط كثيرا ) ..ثم استطرد بقوله :( انا قرات كتاب الغزالي آملا في امتلاك الجن- على حد قوله) ، صدمنا بمعرفة ذلك .. وتصريح بن سالمين بهذه الحقيقة .. احدنا ساله : كيف ؟ .. صمت بن سالمين .. يبدو انه كان يضمر شيء في نفسه .. لم يتردد حينما قرر اخبارنا بقصة قراءة الغزالي.. تمنيت ان يسرع في حديثه .. ذكر بن سالمين انه استعد لذلك الامر وتوجه الى منطقة نائية عن القرية .. تسمى الحويمي .. حيث اشجار الراك الكثيفة ..تعرف بانها مأوى للكلاب الضآلة لبعدها عن القرية ..كان الوقت ليلا .. وقام بتحويط نفسه بقراءة بعض الآيات القرآنية ..كما قام برسم دائرة جلس في وسطها .. بعدها بدأ بقراءة كتاب الغزالي .. دون ان يلتفت لاي ما يدور حوله خارج الدائرة .. لان الجن لم يدعوه في حاله .. اثناء القراءة كانت حيوانات متوحشة تهاجمه وتتوقف خارج الدائرة ..واشياء اخرى مخيفة .. الا ان بن سالمين كان محافظا على رباطة جأشة . .حتى قبيل الفجر ..تفاجأ بأمراءة عجوز .. تقول له : ( كفاية قراية (أي قراءة) .. بس عاد الشمس طلعت ..شوفها) ..حينها رفع ابن سالمين راسه للاعلى لرؤية الشمس .. فبطل عمل قراءة كتاب الغزالي-على حد وصفه ..وتبدد حلم ابن سالمين في تملك الجن .. وقفل راجعا الى منزله ..يجر خلفه ذيول الندم والاستعجال ...

بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:03 PM
رثاء الفقيد / خلفان الجابري - رحمه الله



دموع الصبر والاشواق نجريها
ونار البعد صبري لا يطفيها

لما خلفان؟ فالعبرات تخنقني
وتعصرني ..جروحي من يداويها
فطارت امنيات لا تفارقني
وذابت ذكريات في مآسيها
هضاب العامرات اليوم قد فقدت
حبيب غاب عن امواه واديها
ظلام البين يكسو ليلها ألما

غياب طال قاصيها ودانيها
وانواء من الاحزان قد عبرت
وآهات.. فمن ذا اليوم يخفيها؟

حنين الفقد والاشواق تنهكنا
وحتى السيب قد حنت موانيها
فصبرا في مدى الاحزان ..أختاه
فلولا الصبر ما جفت مآقيها
سألت الله رحمات ومغفرة
جنان الخلد للغالي روابيها
سلام الله يا خلفان نكتبه
وفاطمة عيون الله ترعيها



بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:04 PM
خلف الأقنعة..
يشبه الظلام في المقابر .. وصوت الريح .. انه كذلك .. ليس مجرد ضحكات صاخبة يطلقها احيانا .. يضمر شرا خفيا .. لا يترك خلفه اثارا حميدة .. خصال الشر ترتسم في صفحات وجهه .. لم اعرفه الا عن جهل وحسن ظن .. صدفة ..مكان وزمان مجهول.. يتلون كالطيف.. كالحرباء.. متقلب في كل شيء .. يتصنع الابتسامة والقهقهات الصاخبة .. يتذاكي على اقرانه .. يقوم باشياء مقيتة .. يعاني من ثمة حرمان .. وعقدة نقص ..يلاحقه الشؤم اينما ذهب .. كظله .. يلازمه الرعب والخوف .. كانفاسه .. يخشى ظله.. لايتورع ان يبكى كالاطفال الصغار.. ينتزق كلما سمع عواء كلاب .. يجر خلفه أشلاء هزيمة .. ضائعا في سكك الحرمان .. يتستر خلف ظلام اقنعته .. ذئب ضامر ..هزيل.. جائع .. بارزة عظام صدره الاجوف .. يجلس على قارعة الطريق والاسواق .. يتسكع في نزواته .. يتلصص بعيون نمرية .. يبدو انه اخيرا وجد مرتعا خصبا .. وجد ضالته ... خرج من بحيرته الفاسدة .. رائحته لا تزال نتنه .. لاتزال الطحالب عالقة على جسده .. يمشي بقلب مزيف .. ينبض بالكذب والخديعة .. الجميع عرفه بالمكر .. عاث في الارض فسادا .. مع اقرانه .. صال بعقليته الرجعية .. دون حياء .. صاخبة طبوله المتخمة بالضياع .. لأنه رجعي بطبعه .. اغتال كل جميل .. في بستان الروح .. زرع بذور الم .. تلذذ بصنوف القهر .. قطع خيطا اخيرا للامل .. مزق حبل سارية.. مقدس في القلب .. سرق احلام صغيرة.. دون ضمير .. انتهك حرمات.. ذات ليلة كان هناك .. بين الجدران الاربعة .. ينتظر .. يقطر لهاثة بالمكر والخديعة .. كشف عن وجه دميم .. اظهر شيئا من العطف الكاذب .. تصنع ابتسامة .. تعكس زيف شخصيته وذاته ..جمع اوراقا وصحفا من الخطيئة .. تشبه زيفه.. كتب أشياء.. لغرض في نفسه .. كان يحمل اشياء قبيحة .. واوراق قبيحة.. شعور بالخيبة والالم .. تنكر عن كل شيء .. كشف عن جذور زائفة .. ومراوغة جلية .. شعرت الجدران بذات الاحساس .. .. اختفى.. خرج ولم يعد .. يجر خلفه ذيول الكذب والخداع والنفاق ..عاد صباح ذات يوم .. انكر كل شي كعادته .. حمل اكاذيبه مرة اخرى .. واساليبه الرخيصة .. واشياء زائفة .. فقيرة من الحب.. لم يرحم تلك الانسانية .. لم يتذكر ما كان. .. لم يتذكرشهادة الطريق .. ركل برجله تلك الورود الجميلة .. قتل تلك الفراشات الحالمة .. طارت الى ذلك الحائط ..لم يأبه بعواقب غد .. لم يحسب ما تخباه الايام .. لم يتوقع نهاية دعوات.. لم توقظه صرخات الم اطفال .. انتزع كل ما يريد .. وما خطط له .. في لحظة ضعف .. في لحظة ياس من الحياة .. آخر قشة وسط الطوفان .. بريق نجوم.. كراسي زائفة.. هرب سريعا .. تافه.. حقير .. هرب خوفا من القادم .. ليلة صاخبة .. تصفيقا وصفيرا .. وعواء كلاب ضالة .. تلعق اثار نتنه ..تعري سوءة .. انجاز زائف .. حفلة عشاء اخير .. نال مالم يناله الاخرون .. حمل على رقبته اوزارا ..و جسد مسجى في صليبه .. اختفت احد الكؤوس من المائدة .. قضبان صدئة تتحلل شيئا فشيئا .. يلفها ظلام وصمت طويل .. غضب طبيعة وتتابع هزات زلزال .. نتامل شروق شمس ربيع زائف .. ووهج رمال ملتهبة.. وصقيع مساء .. وصديق الامس يتخبط في الظلام .. ضائع في مستنقع الجور والحرمان ..فتح ابواب السعير على مصراعيها .. يطارده لهب وحميم .. لا شك ان الخوف والرعب قادم .. يدرك زيف المستقبل .. وتسارع الايام نحو قدر محتوم.. يطلب الرحمة بين الخوف والرجاء .. سأل ذات مرة عنه.. وكانوا يعلمون ما السبب .. يعلمون سر اختفاؤه .. وكآبته .. والمه .. انها عواقب الظلام .. الزمن يدور .. والكراسي تتساقط .. والنجوم تغرب .. وهو يعرف مكانته.. شاهده احدهم ذات يوم .. يتوسل.. تصرخ السماء في وجهه .. حتى انت ؟؟؟
ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:06 PM
بين النور والظلام ....

هكذا هي الايام .. ابتسمت لي يوما .. كمرور حلم ..شروق ..غروب .. الم ..قيود .. احزان تتوالد امام عيني .. مرسومة الامال ..كخارطة العمر..حدود بعيدة المدى .. أي حياة .. أي مصير .. سباق مسافات قصيرة .. ومسافات طويلة ..لعبة كراسي .. صافرات بداية ونهاية .. صخب محموم .. انتقلت قصبة السبق بين الايادي والكفوف .. اشتعلت المنافسات .. نالوا علامة كاملة .. غير منقوصة .. لم نعرف حقيقة ما نرى .. لم نعرف حكمة الاقدار .. والواح قضاء.. متاع الحياة .. زمان ومكان قبل الميلاد .. لا ندري .. هل خالف فطرة ونواميس الكون .. يحكمها خالق جلت قدرته .. خلق الانسان .. وضع الميزان .. الاراضين والسماوات وما بينهما .. يبقى الانسان ضعيفا .. عاجزا .. لان الارادة سماوية .. وللاقدار كلمتها .. ويبقى التوكل.. واليقين.. بلا شك هو قوة ..عزم .. صبر .. مقرون بالبشرى .. ينفى الام القهر والمعاناة .. الى حدود دنيئة .. منذ البدء .. الظلم والالم ملازمان الحياة .. الخليقة مالا نهاية .. لن يسموا الكون دون ظلام ونور .. مطبات حظ عاثرة ..مشؤومة ... تشبه كل شيء.. لن يتغير مسار الحياة ..وطعم الحياة .... (دع المقادير تجري في اعنتها).. بعيدا عن التفكير السلبي .. وجنون الانتحار .. ابتعاد عن الحكمة .. والانسانية .. والانشغال بلا جدوى .. انه طريق النجاة والفطرة .. قرار واعي لا ريب ..الحقوق مقدرة في الحياة الدنيا .. حرية مطلقة دون قنوط .. وياس وتمرد .. مصيرحياة قد تحددت من قبل .. محطات الم تتوالد .. معاناة تبدو ابدية .. خارطة عمر مرسومة.. انه نصيب ومتاع الدنيا .. الاموال والبنون زينة .. اتذكر وصايا خالدة.. روح تتغمدها رحمة .. سياتي اليوم .. وستشرق الشمس .. اكتب ذاكرتي وتوصياتي .. اجمع اوراقي المبعثرة على السرير .. اتاهب ليوم ليس ببعيد .. لانهم ينتظرون هناك .. اكدوا ذلك.... اشرق املا .. وازهر ورودا .. لم يحتملونها .. لانها نور وحب .. يغمرنا صباح مساء .... نسجت قميصا تكسو الكون جمالا والقا .. وتنبا بقرب الاجل والكتاب .. تنبا بنهاية الطريق والمشوار ..وتلوح افق مواني..تنعم بالحياة..بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:07 PM
مجاراه للموضوع الذي طرحه صدى صوت حول قصة قصيدة (أنا وليلي) وددت فيما يلي محاولة مجاراة هذه القصيدة الجميلة وارجوا القبول ......

على ذكراك قد ضاعت صلاواتي
وفي الاحزان قد تاهت حكاياتي
كأن العمر قد طارت جوانحــــــــه
وقد حانت -ايا ليلى- نهاياتي
ولم يهنى بعيدي اليوم لي فـــــرح
ولا طابت بليل الانس كاساتي
فذاب الشوق بين الروح بلسمـــــه
وبات القلب يشكو من معاناتي
كأن الدهر مزقني وبعثرنــــــــــي
وسارت بي الى الانواء ساعاتي
مزون العمر بالصحراء قد هطلـت
وقد نزفت دموع البين آهاتي
فذنبي اليوم فقرا لا اعاتبــــــــــــه
الا ليت الزمان يعود لي ذاتي
فسر الحال بالكتمان اختمــــــــه
وعين البوح تخفي عنك أناتي
انا حسن وانت الليل سندســـــــــه
و قد كانت بلا وجل بداياتي
فلا اصحاب من امري ستذكرني
ولن اسلى عزاء في مصيباتي
مواني الصبر و الحرمان في صدري
بلا امل وقد سارت شراعاتي
فحلم الامس مدفونا واعذرهـــــا
وقد نكأت جراحا من جراحاتي
وقد غرقت بعرض البحر اشرعتي
وفي عينيك قد ارخيت مرساتي
وكم غنيت بالآمال مبتهجـــــا
وارسمها كاحلام بلوحاتي
وجئت اليوم سكينا بأوردتـــــــي
وقد سارت الى اعماق داناتي
فصار الحال في انواء غربتـــــه واغراب اباحوا اليوم ساحاتي
وجئت اليك عصفورا باجنحتــي
وقد كسرت بلا رفق جناحاتي
رياح الغدر قد طافت مراكبنــــا
وقد عصفت رياح في سماواتي
وأنت الموت من كفيك لي كفن
عسى قتلي ينسيك حماقاتي
فيا ليلاه ...كيف الليل اسهــــــره
وانت الليل قد طالت مسافاتي


بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:07 PM
مُهلَبـــــنا..
.انا الازديُ في ماجانِ انتصبُ
ولي مجدٌ ولي سيفٌ ولي كتبُ
وفي الهيجاءِ عينُ الريحِ تعرفني
ولن يسنى لنا طرفٌ ويضطربُ
سلْ التاريخَ والامجادَ والخطبَ
ولي أسمٌ .. ولكن طالهُ الكذبُ
ولي شرفٌ.. جيادُ العزِ أسرجُها
سيوفُ الحقِ لا يغفوا لها طلبُ
بنو قحطان شمسي اليوم مشرقةٌ
وزيفُ الجورِ للظلماتِ يغتربُ
بنو همدان لا تحصى سجيتهم
هم الرأسُ ولسنا الذيلُ والذنبُ
ولي مجدٌ بعينِ الشمس محفوراً
اذا الافلاكُ خلف الشمس تحتجبُ
معاذ الله لست السر أكتمهُ
ولكني من الأخوان لي عتبُ
مهلبنا ومن بدوٍ ومن حضرٍ
فحقٌ ذاك لا يفنى ويغتصبُ
عمانيٌ وهاذي الأرضُ منبته
لغير عمان كيف اليوم ينتسبُ؟

بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:08 PM
سأمحوا الشعر....
سأمحوا الشعرَ من سطري وأخفيهِ

وحتى الشوقَ من قلبي سأنفيهِ

وصوتُ الحب في حرفي ساكتمهُ

وموقُ العين والاحداقُ تبكيهِ

اذا الاحساس في اركانه شجناً

فلا نزفي ولا بالبوح أبديهِ

ولا ارجوا من الايام تجمعنا
فكأس الوصل مكسوراً من التيهِ

كأن الهجر غلاباً يحرّقني

ونار البين قلبي اليوم تكويه
بلا املٍ اعيش العمر سواحاً

ولا ألمٍ شغاف الروح تشكيهِ

رياح الصمت مجدافاً وأشرعةً

وقلبي موج للكتمان يأويهِ

ونزف الروح في نبضاتها محناً

ودمعاً في نوى الايام أجريهِ

ويبقى الحال في الغربات مهجره
ولا شيئاً من الفقدان يعطيهِ

فكيف العود من في قلبه ألماً؟

اذا الأيام تأبى أن تناديهِ

سأمحوا الشعرَ والقيفان من كتبي

سأطوي العمرَ ..لا أ قوى مآسيهِ

قلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:09 PM
أنا عماني ...
ويسألني أنا من وين ؟ويسألني وباستغراب!! وانا الانسان في طبعي .. بلادي والفخر عنوان أنا عماني ود عماني ..انا الازدي انا قحطان بلاد العرب أوطاني ..مجد في سيرة الاوطانعروبة تجري بدمي .. وف الشريان والالباب من المغرب من البحرين .. اماراتي ومن لبنانومصري وتونس وقطري .. واهلي بالكويت احباب يماني سعودي وليبي.. عراقي ومصر والسودانفلسطيني وصومالي ..عروبة راسها ما هاب بلادي منبت الاحرار .. بحر ينضح من الاحسانسل التاريخ ورجاله .. لنا مجد حواه كتاب وعز في الجبال سطور ..بحرنا وقصة الشطآنودين الله مرجعنا..منابر للعلم طلاب وشرع منبعه الاسلام.. وسنة ومنهج القرآن لنا سيرة من التاريخ.. نبذنا الفرقة و الاحزاب اباضي وسني وشيعة.. ترانا كلنا اخوانعرف من عزمنا سيرة.. وحسبنا للسلام حساب عرفنا منهج الحكمة.. وعدل في كفة الميزان سترنا خافي الاسرار.. لبسناها ستر وحجاب لنا في صمتنا حكمه .. وزعامة بقوة الايمانلواء الحب رايتنا .. فتحنا للسلام ابواب دعاة الخير منبرنا ..نهجنا صاغه السلطانوسعينا من سعاة الخير .. ونحن للسلم أسباب نبذنا فرقة الاخوة ..نبدد ديمة الاحزانوفي الهيجا لنا صولات.. كواسر كلنا و ذياب وخنجرنا شعار وسيف.. غرسنا الموت في الشيطانلنا مخلاب في الاوغاد.. ولنا في العايبه انياب رجال عزومها قدرة .. تراهم خيرة الاعوان ولنا عزوة بسوقطرة .. ولا نرهب من الارهاب يا بن مالك حميت الدار.. ولاد العم والجيرانعجب ..يا كيف يسألني !! ..وانا عهد من الاحقاب وانا قصة من التاريخ .. حضاره اسمها ماجان انا الازدي ومن مأرب ..انا فخرمن الانساب انا من سلطنة قابوس .... انا عماني وبلادي عمانبقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:09 PM
المغصوب

قراءة سورة مريم من مذياع صغير..يتوسط جلستنا العائلية .. بصوت ملائكي ..للمرحوم/سعيد محمد نور .اسمعها باعجاب ..جميعنا منصتين باستمتاع ظاهر ...تتساقط دموعا من عيناها الغائرتان .. تعلق احيانا على بعض الآيات ..تردد بعضها ..تحفظ السورة عن ظهر قلب .. نكرر سماع السورة في اليوم التالي ..في ذات السهرة العائلية ..يسودها الهدوء .. في ليلة شتوية دافئة ..في ظلام معتم .. غير مقمر .. عدا ضوء قنديل بدء في الخفوت .. بقوله صدق الله العظيم ..تقفل المذياع .. مؤكدة لنا...أنه لسماع نشرة الاخبار فقط .. و سماع تلاوة القرآن الكريم..ثم يسود صمتا في الغالب .. اقسمت بالله العظيم في ذلك المجلس .. مؤكدة ان ارملته زهرة شاهدت زوجها سليمان المتوفي قبيل الفجر .. لمحته يتسلق جدار البيت .. وفي الصباح كان اناء الطعام خاليا من بقايا طعام العشاء ..ليس لديها شك ان زوجها مغصوب ..(أي مسحور لم يمت) .. مشيرة الى ان عمه قام بسحره .. تمنيت انا –بلهفه – ان تكمل حديثها عن الموقف.. كنت منصتا لدرجة الذهول .. لم اصدق ما سمعت .. هل يعقل ان يموت الرجل ..ويدفن في التراب .. ثم يبعث ويعود الى الحياة مرة اخرى ..هل درجة الجهل وصلت بنا الى مثل هذه المعتقدات الغريبة .. على رغم ذلك .. المشهد اقرب الى الصدق بالنسبة لي ... اما بالنسبة لرجال القرية .. فهم غير متأكدين أيضا مما يشاع.. الا أنهم تمسكوا بضرورة رؤية سليمان بأم أعينهم ...ويتعرفون عليه .. الامر يحتمل اكثر من تاويل .. حديث الساعة في القرية ..جذب اهتمام العامة .. لا يمكن باي حال تجاهل الامر .. اجمع الناس على اهمية ايجاد حل .. امساك سليمان هو اليقين القاطع ..الارملة متحمسه لامر امساكه .. والتعرف عليه ..وافقت ان يصعد الرجال الى اعلى سطح بيت السعف .. والانتظار حتى منتصف الليل ..لانتظار سليمان يدخل البيت لتناول الطعام كالعادة ...جهزت الارملة طعاما وضعته على آنية في وسط المنزل ...استقر الرجال كل في مكانه في سطح المنزل..ينتظرون سليمان ...والامر اليقين .. خلدت الارملة وابناءها الثلاثة للنوم .. بانتظار لحظة الحقيقة .. ومهمة الرجال الصعبة .. لم يغمض لها طرف .. والوقت يمضي بطيئا ..الرجال يتهامسون في سطح المنزل ..صوت الديكة بدات تتعالى بعد منتصف الليل .. كانها هدأت الا واحدا من الديكة ..استمر في صياحه لاسباب مجهولة .. ويتردد بين الفينة والاخرى عواء كلاب في نواحي متفرقة من القرية .. وفي لحظة صمت .. كسر السكون سقوط صوت صحن ..هنا نزق الرجال ..يتبادلون اشارات صامته ..تدل على اهمية الحذر في تلك اللحظة.. كما نزقت الارملة .. تخيلت ان الرجال نائمون .. الا ان حركة بسطح المنزل تدل على انهم ليسوا كذلك ..احد الرجال اطل على جهة سقوط صحن الاكل .. لم يشاهد احدا وسط الظلام ..اومأ برأسه للرجال نافيا رؤية احد ..تبعه رجل آخر ..لم يشاهد شيئا الى جانب الطعام ..اقترب اكثر ..تاكد ..نزق مرة اخرى لصوت مواء قطة سوداء .. هربت لرؤيته .. بعد ان اكلت طعام الاناء .. كرر الرجل الاستعاذة وقراءة المعوذات وسورة الكرسي. بقلمي : ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:10 PM
ياللعجب يوم (ن) قصدت الضامري
لانه جريح (ن) وش يفيد اللي جريح //
والصحاري ما تجود بماطري
حتى مطرها صوبها برق (ن) وريح//
والليالي ما تبوح لسامري
الا ظلام ليتني ابكي واصيح //
وانت يالعمران جنة ناظري
وانت خليلي ان بدا مني مديح //
لانك كريم (ن) للخواطر جابرِ
بيت القصيد وفي منابرها فصيح //
والشوق لا عدا حدود الصابرِ
معذور في صمته بسره ما يبيح //
ولا بديل بالمحبة عامرِ
والباب سده من هواهم واستريح //
هذا كلامي لا تخيب خاطري
لاني صديق واني في حبك نصيح.


تحياتي ناصر الضامري*

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:11 PM
تحت ظلال الرصاص
هرب من شفاهنا وفاء للحب.. القلوب تنبض باسمه .. تتدفق ابتسامته الى ارواحنا .. كالنهر الرقراق .. مليئة ذاكرتنا بحكاياته وفكاهاته .. تحمل الاوردة والشرايين رائحة ابتسامته .. تحمل الريح نسمات من عبق اشعاره البطولية .. وكلماته الاستنهاضية .. نحو قدسية عروبة غربت في حدود الافق .. مخيلتنا مزدحمه بحنين القدس .. والبيت العتيق .. ذاكرتنا مليئة بحكايات حزينة وجريئة .. هروب جماعي.. كالموت الاسود .. حجر مرعب يعبث به.. طفل مشغول في احلامه الكبيرة .. فدائي صغير.. خلف الجدران المحصنة .. يحتفل بعيد ميلاده وحيدا .. في قارعة الطريق.. في شوارع تشبه الموت .. كل صباح .. ضحكات ..قهقهات .. تتردد في الرواق .. لا تفتأ الدموع تسيل احيانا .. لم نستوعب لحظة الوداع بعد .. وكذلك الرفاق .. نسال الليل .. غريب في وطن يكتض بالاغراب .. حرية محدودة تشبه الحصار .. هرب في غمضة عين .. سافر الى هناك على عجل .. دونما التفات.. هرولة في موكب جنائزي .. بقايا من دماء .. في قميص بال .. كوكبة من قوافل الشهداء .. في طقوس حزينة .. وابل رصاص يتساقط .. قطعان الشر.. تتربص بالقرب منه .. القدس ينادي .. الحرية تملأ فضاء سماوات .. تسلل الصبي في الظلام الى ثكناتهم ... حمل كفنا .. وكوفية ..وحبات رصاص ..وحمامة سلام .. زرع مفخخة .. غرس وردا وحبا .. واغصان زيتون .. غرس علم فلسطين على قمة السلام..منهكة عيون ذئب رمادي جائع .. ترصد مكره وخداعه .. تستنكر الارهاب وقتل المدنيين والاطفال .. لا تابه بدموع المتباكيين وارباب التنديد والعويل .. ترفض هدنة ماكرة .. واعلانات صاخبة .. تكتب قصيدة .. ترقص دبكة فلسطين.. تحرك فلول الشوارع النائمة .. اطفال ترضع الحرية والسلام .. ونحن هنا لا نملك الا الدعاء .. ونبض قلوب متخمة بالالم .. وصلاة الليل .. وتامل شمس الصباح .. وكتابة مواعيد الزيارات الخاصة .. وتصفح جريدة اليوم .. انتظرني هناك .. انا على وعد بلقاءك .. فاقدارنا تتشابه .. احلم باحتساء قهوتك الصباحية .. نصلي في الاقصى .. نذرع شوارع رام الله .. نجمع بقايا أشلاء محمد الدرة .. وصدى بكاءه على الجدران .. وبقع اثار دماءه البريئة.. شهادة معلقة.. ارتقت في سلم الانسانية .. والتضحية .. تسمع قصائد الشهيد .. ونشيد تلك الام الثاكلة .. نافذة الى الافق .. حلت الازفة .. دقت الساعة .. لحظة الشهادة .. صدرت البيانات .. تارجحت الكراسي .. تحطمت الابراج .. والتماثيل .. وعاد الربيع .. يحمل هدايا واشياء اخرى .. امل في وداع بساتين الصبر .. وصمت الظلام .. ولقاء صديقي في غزة .. .

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:11 PM
حكاية اخيرة قبل النوم......

فتاة صغيرة .. تستمع الى حكاية اخيرة قبل النوم ...بشغف وانصات رهيب .... برهة من الوقت صمتت الجدة ..تتامل السقف واركان تلك الغرفة الصغيرة... وتمسد شعر حفيدتها .. تعلم انها تنتظر منها قصة مثيرة .. تشبه قصة الذئب والعجوز ..لا تعلم ان العجوز سبحت في بحر افكارها .. ذاكرتها البعيدة ..كبعد السماء والنجوم .. سرعة الزمن والعمر .. بالامس القريب كانت صبية صغيرة لم تتجاوز الخامسة عشر .. حينما زفت عروسة مشيا على الاقدام .. الى حيث مصيرها الجميل .. في خيمة من سعف النخيل .. تتذكر ان الوقت حينها كان شتاء.. خجولة لدرجة انها كانت تتمنى ان تتوارى عن انظار بنات القرية في صباح يوم العرس .. اشبعت من عبارات الاطراء ..بعثت في نفسها حماس ولهفة .. منذ اليوم الاول .. صنعت طعاما لزوجها رحمة الله عليه .. جلست بقربه وهو يتناول الطعام .. يبادلها اخبار وسوالف القرية .. اعجبت فيه كثيرا .. خاصة انه كان مهتما بمظهره ..الخنجر لا تفارق خصره .. وكذلك عمته ..عصاه.. مر العمر سريعا .. رزقت بابناء وبنات .. هدية الحياة وزينتها .. رغم الامية .. وفقدان نصيبها من التعليم ...رأت في ابناءها العوض .. لذا لم تتهاون في تشجيع ابناءها لاهمية العلم .. كانت حريصة على حضور مجلس العصر مع نساء القرية .. فرصة لتبادل الاخبار ... ونوبات الضحك .. تنزعج حينما تتشابك اصوات النسوة ..ويرتفع رتم الهرج بينهن.. يزعجها احيانا شرب القهوة لاكثر من فنجان .. كما كانت حريصة على النهوض باكرا في الفجر .. تجهز الخبز والافطار .. تتطعم حيوانات الدار .. تمشي الى البستان الصغير لتقطف شيئا من ثمار الليمون ..وتتامل طلع النخيل ..واشجار المانجو المزهرة .. تحضر الماء من بئر القرية في آنيه معدنية .. بكت كثيرا حينما قرر الزوج السفر .. شعرت بالوحدانية .. المرارة ..سلمت بالامر .. تحلت بشيء من القوة .. سافر لبلاد العالي .. اعتزلت غرفتها ..بعد ان ودعته .. وداعا اخيرا ... رحل عنها .. للتتحمل بنفسها مسؤولية المنزل والابناء .. رافقه اثنان من بني جنسه.. لاتعلم انه ودعا اخيرا .. وسفرا بلا عودة الى الوطن ..لم يمض وقت طويل .. ترددت اخبارا وشائعات عن غرق السفينة ..تواترت الانباء .. بسبب اعصار .. لم تصدق الامر .. لم تستوعب ما حدث .. كانه ضرب من الخيال .. يراودها املا بعودته في اي لحظة .. اكثر من عشرين عاما ..لم تفقد الامل .. فهو لا يزال يعيش في خيالها .... لا تزال تحتفظ بخنجره وعمته وعصاته ..صورته تتوسط جدار غرفتها .. تتامل عباراته الخالده في مسامعها ..تتردد في اركان ذاكرتها .. تنزق كلما طرق طارق لباب الدار .. لا يعمل بحالها الا حالها .. كما نزقت بانامل حفيدتها تمسح شيئا من دموعها .. تسالها عما يبكيها ؟..لم تشأ جوابها .. اكتفت بمسك كف الصغيرة الدافيء .. طلبت من الصغيرة ان تنام .. فالليل طويل ..احلاما جميلة تنتظرها..في مكان لم تراه من قبل ..

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:13 PM
جناح 13
تسللت اليهم ..خلف الظلام .. تحت ستائر الليل المعتم..تعبر اليهم اشرعتي ..تدفعني ريح اشواق .. نسيم حب .. بارقة امل في جناح 13.. لا يزالون في سبات غياهب الحزن .. يلتحفون بنعيم الصبر .. مغلوقة ابوابهم منذ سنين مضت .. بقايا اعمدة بغيضة .. مسافات طويلة للغاية ..طريق يشبه احلام بائسة .. مؤلمة ..عتيقة .. لم يبق الا خيار الموت .. مخدوعون باكوام النجوم .. وبريق الاحلام .. ترهقهم الوعود .. سنمضي .. رغم سراب الطريق ..لن تخذلنا لحظة الموت.. تنبض القلوب أسى وكراهية مقيتة .. انكرها المنبوذون .. سعوا في خرابها .. نحن اقرب اليهم .. من نبض قلوبهم .. تفائلوا خيرا .. لانملك شيئا الا.. قلبا واحدا .. نغسل ادران هذا الزمن .. طاهرة ايادينا .. من عوالق الظلام .. تتاملنا وجوه كالحة .. يودعنا ماض نجس .. ها انتم تقفون خلف الجدران مصدومون .. رافعين الرؤوس كالعادة .. في وضعية شموخ.. مؤرقة تلك الانفاس .. تقض المضاجع ..دفاتر تلهب جمرة في القلوب .. مرعوبون من ابتسامات الاطفال .. ودموع الامهات .. تحطمت ذوات مريضة .. وضمائر خاوية .. عقول ممسوخة .. تشبه الاصنام المحطمة .. مضى نصف الطريق .. ينتظرون .. اقدام تذرع الامل .. ليل نهار .. تتقصى طرق الحب والسلام .. والجرح ينزف الما ..تذوب القلوب شوقا .. والنساء كالنخيل الباسقات .. سحب مثقلة بالحب .. وامطار خير .. ديمة وحيدة .. مرسومة في جدران هذا المكان .. ميلاد حرية .. دموع الم تسقي ورود الحب .. يتناثر فتات الخبز .. يتامله الجوعى .. مضربون عن الطعام .. يتاففون .. يتساقطون .. مسافرون الى عالم غريب .. يحملون حقائب.. الى ارض مجهولة .. مليئة بعناوين المذكرات .. والقصائد .. على موعد ليس ببعيد .. وليس بقريب .. هرب الاطفال والفرح .. انطفت شموع واحلام .. غابت شمس.. خيم الظلام .. تعالت اصوات منكرة .. مغمورة بالامل .. متوهجة القلوب بالحب .. ونجوم السماء .. ضربت موعدا مع قمر الليل .. وامواج صغيرة تتكسر على شاطيء العزم .. لا يعرف الحزن والالم طريقا .. طال صبر المسافات .. وظلام الطريق .. وبحر الذكريات .. تسهر على ضفاته قلوب عاشقة .. حالمة .. وعيون مسحورة .. ارتفعت اجنحة وتساقطت اخرى .. هاجرت الى المنفى البعيد .. وسط هياج المحيط .. وظلام الطريق .. لم تعد بعد .. يبدوا ان الارواح لم تأبه بهذا الصخب .. وجلبة المسيرات .. وطوابير النساء .. لن تخضع الاقلام .. والقلوب .. لن تطوي تلك الصواري .. حينما تمزقت الاشرعة .. وسط هيجان المحيط .. يسطع في اعماقها وهج .. مرسوم في عيون الاطفال .. وبريق دموع دافئة .. اختفت تلك الطفلة الصغيرة .. في اعماق الاحزان ..يتردد صدى انينها .. اجزم انها تنازع زفراتها الاخيرة .. كلماتها الاخيرة..بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:15 PM
*اعجبتني كلمات للشاعرة شذا المسك .. وحبيت اجاري الفكرة
(ابدي سروري واخفي الهم والضيق
والناس ما تفهم خفايا جروحي
انا قوي قدام كل المخاليق
واضعف بشر لا صرت قدام روحي)

كلما اشوفه.....

كلما اشوفه أبتسم واخفي جروح (ن) دامية
واخفي دموع (ن) في عيوني والحكاوي والشجن
صمتي وبوحي والنوى بين الرياح العاتية
في صرح قلبي موطنه وقصور وديار وسكن
وكلما اشوفه تشتكي مني رموش (ن) باكية
واشكي هواه وغربته بين البوادي والمدن
وان زاد شوقي ولوعته بين الحنايا الشاكية
هذا لجروحي ..بلسمي.. وهذا لاحزاني وطن
مرسى فؤادي ومهجتي ومسرى عيون (ن) ساهية
و اللي سكنها منزله في وسط روحي له سكن
كاني أمامه طفلة تهوى يدين حانية
وان غاب عنها تبتدي قصة حكايات الحزن
كاني عروسة في خجلها وسط حفل(ن) ماشية
اهوى عيوني في عيونه ..بين رمشه والجفن
كلما اشوفه تبتدي احلام ماهي خالية
ودي اغمضها عيوني وينتهي عمر الزمن
انا وحبيبي قصة من الف ليلة راوية
عنوانها شوق وغرام وحب في سر وعلن

ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:15 PM
شوكة الميزان
(مشاكاة للشاعر ابو قيس)

العمر شجرة من أمل وورود
بالحب نسقيها بلا مردود
ولا بو قيس بنقطف العنقود
وش فايدة عود(ن) بلا أغصان

الحب ورده .. عطرها مرشوش
أما الخيانة عارها منقوش
هاذي بضاعة وزنها مغشوش
وش فايدة من شوكة الميزان

خذها نصيحة واتبع المعروف
اللي تنفعك ف الرجا والخوف
أما الخيانة أمرها مكشوف
وش فايدة ما نعرف الخوان

ناس تحب و ما تعرف الحب
مره شروق ومره صوب الغرب
اما الحقيقة واضحه في القلب
وش فايده حب (ن) بلا عنوان

وناس أصيلة ما لها في الغش
كلما سألت بفزعته بيطش
ودي وحبي لصوبهم أفرش
منهم كثير البر والاحسان

هذا كلام (ن) يفهمه بو قيس
لانه خبير(ن) في سواد الحيس
لو ما وصلنا في سباق الريس
حيلة الانسان عزوة الخلان


يا صاحبي هذا شعور الحال
من شاعر ماله في قيل وقال
هذا قصيدي من حكي الانفال
وش فايده من زحمة القيفان




بقلمي /ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:16 PM
مواسم القهر

موسم حصاد يبدو انه خصب بالألم .. تسبقه ابتسامات عريضة..ورياح عاتية .. ترك خلفه وجوها كالحة في غربتها .. يترقب رجال القرية هذا اليوم.. ونسائه .. ينتظرونه رغم ان الوقت يمضي بطيئا ... كانهم يريدون ذلك.. يطلقون عليه مصطلحات ومسميات عديدة .. في نهاية المطاف يبقى يوما ليس كسائر الايام .. قد يختص بفرحته البعض..وآخرون كالحون باحزانهم المميتة ..يكتبونه على صفحات الجدران .. يراقبونها صبح مساء .. تعرفه وجوه وعيون.. و اقلام .. يدور الموعد في احاديث موسمية .. تكثر حوله تاويلات واساطير.. لايعرف صدقها من كذبها .. على كل حال ينتظرونه مهما كان الامر.. كما ينتظرهم هو كذلك عند قارعة الطريق ..كلما اقترب الموعد .. تنزق قلوب صغيرة .. تنبض بشكل استثنائي.. أما خوفا أو طربا .. مقلقة لدرجة الخوف من الغد .. يراقبون قرقعة الابواب احيانا .. مستفزة تلك الخطوات احيانا... يتكرر السؤال عن الموعد .. سؤال يتزاحم على شفاه جافة.. يتكرر لدرجة الملل .. شهور.. اسابيع .. أيام ..حتى ساعة الحائط الوحيدة.. تبدو عقاربها أكثر بطئا وسماجة .. شمس النهار .. مؤلمة ..مواقيت قبل النوم .. وجوه غريبة تبعث الملل والسرحان.. ألوان متشابهة كثيرا .. ثمة أشياء تتدلى من على تلك الحبال البالية.. تترقب ايضا موعد الصباح .. تسمع هذيان..تنتظر ساعة الهروب من الجحيم .. بدء العد التنازلي .. والشائعات تتراكم .. يتجمع تحتها اولئك البائسون.. وجميعهم آذان صاغية .. الا واحدا تزعم الجلسة.. يمسك اطراف الحديث ..أستحوذ عليه.. تأخروا كثيرا ..عن موعد نومهم وأحلامهم.. أعتادوا على ذلك ..منصتون بعيون زائغة .. خاصة حينما أقسم ذلك الاشرم على صدق حديثة .. لدرجة ان أحدهم سأل نفسه : "هل يعقل ذلك ؟" .. ثم هرب..ينأى بنفسه بعيدا كعادته.. يحدث نفسه تحت غطاء سريره .. تراوده اسئلة عديدة لم يجد لها أجوبة مقنعة .. يتركها لحديث الصباح مع الرفاق .. نام بعد أن تأكد أن الثقة غالية لا تمنح لأي أحد.. متعبة الايام الاخيرة التي تسبق الموعد... ترتفع الكفوف والالسن.. يتعالى الخوف .. وفي الموعد .. بموجب التاريخ المحدد .. تشخص الابصار نحو الابواب المغلقة ليل نهار.. تتزايد طلبات تاويل الاحلام .. وفتاوي الاحلام .. تضطرم نار الترقب والانتظار .. وبعد عناء ومشقة .. يدخل احدهم .. معدته مملؤه.. كما يبدو .. لا يخلوا من اخبار جديدة .. ربما عن الموعد .. يصمت كثيرا .. وكانه يقصد ذلك.. صمت متعب .. يخرج من معطفه الاسود قائمة .. اقترب كثيرا .. ليس كعادته .. تأخر ليحرق القلوب والعقول .. اكثر من قبل .. بدأ يوزع نظراته على تلك العيون البائسة .. ثم أبتسم .. ابتسامة شؤم بغيضة.. تأمل كثيرا .. تحمحم كثيرا .. ثم زمجر دون سبب واضح .. ضحك بتصنع .. اطال محنة العذاب والشقاء .. صمت غير مبرر .. تذكر دخان سجارته .. فنجان قهوته .. قبل ان يغادر.. نادى بصوت عال .. خلفان حمود .. مقبول أحمد ... موسى شامس .. ثم سكت برهة .. عكس ما يتوقع .. ثم هرب للخارج .. تركهم في صدمة كادت تفتك بهم .. ثلاثة فقط؟ .. حائرة وجوههم .. ثائرة دموع الرجال .. هزيمة ثقيلة عصفت بالامل.. أسئلة بلا أجوبة .. الى متى ؟..آلام منهكة.. العودة الى تلك الاماكن الضيقة .. النوم مبكرا .. الاستيقاظ مبكرا .. يولدون من رحم العذاب.. هي ذات الاسئلة .. مملة .. سنوات اخرى... احلام قاتمة..مرسومة على الحائط .. مواعيد جديدة... مملة هي الاخرى.. عبارات الصبر .. صور نساء بائسات .. قصائد حزينة ..مليئة بالحب والاقمار والنجوم ..شهر هجري .. مضى أكثر من اسبوع .. عادت الابتسامة رويدا رويدا .. قراءة مملة لجريدة ..مرات عديدة.... تأمل ..سراب .. تجاوز الخطوط ..البحث عن اخبار جديدة.. دفاتر مقلوبة .. مواعيد اخرى .. جلسات الليل المرهقة.. احلام وخيال عقيم .. ذلك العجوز البائس .. استرسل في حديثه حتى منتصف الليل .. اذان صاغية.. لا يعرف لماذا ؟.. البعض متشائم.. يؤكد مخططاته وطموحه القديم .. نوبات ضحك أحيانا ..بلا سبب..تشعر بالنعاس .. موسم بلا ألوان .. توقعات تخذل احيانا.. يعود موسى شامس الى ذات الجدران من جديد .. أستقبل بقهقهة مسموعة .. يمسح دموعه .. يخفى تقاسيم وجهه الحزين.. يستعيد سريره الذي اهداه الى ذلك العجوز المشؤوم ..عاد لانهم اخبروه بشيء ما.. .. اخبارا جديدة .. مغامرات.. أي زمن هذا .. اي عبث .. تسكع بعد قليل في سكة الاشباح .. غسل ملابسه بالماء والدموع .. كانت رثة.. أرهقته الوعود .. صدئة الأقلام .. مواعيد هجرة موسمية .. ومواعيد جديدة .. قدر جاثم على الصدور.. أي موسم هذا .. أي غربة .. برد ..الم .. ينبش مخابيء هذا الزمن .. كلمات .. رسائل مكتوبة لاكثر من الف مرة.. عزيمة تستنهض الصبر ....تنتظر موعد اخر.. مواسم الصبر.. مواسم الحصاد الحزينة. ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:18 PM
رحيل من المحرق..
ترك خلفه كلمات بسيطة على سطح الجدران .. حملت شيئا من ذاكرته .. لا أعلم ماذا كان يقصد ..ماذا يدور في نفسه .. كتبها بأنامله الحانية .. اذا المرء لا يرعاك الا تكلفا ...دعه ولا تكثر عليه التأسفا .. وكلمات اخرى تحمل معاني واشياء مجهولة .. قرر ان يرحل عن المحرق ..غياب دون عودة .. لم يبارحها باختياره.. كان قرارا فوق احتمالنا .. ضاق الطريق .. وحل الظلام .. ايام مجحفة .. زمن لا يرحم .. وحيدا لسنوات هناك ... لا يزال صداه يتردد في أروقة المحرق.. ما أفظع رباط الأخوة.. حينما يتحول الى جحيم فراق .. غياب يشبه الجحيم .. الحزن بمثابة غمامة .. لازمت طريقه ليل نهار .. الغربة ماثلة بعنف في تفاصيل صفحات وجهه .. عصف الزمان بزهرة شبابه .. لم يرحم الخريف ما تبقى من اوراقه .. ممزقة في اغصانها .. أكلت الغربة أحشاء سعادته ... أحترق بلهيب صيف البعد .. الم .. دموع .. لوعة .. جفاء .. سنوات عجاف .. غمغمات مشؤومة تحت ستار الغربة .. تدثر بمعطف الألم كعادته كل صباح .. محشورة أنامله في صقيع برد الشتاء .. سمعته كثيرا يردد شوقه وحنينه قبيل الغروب .. لم اصدق الامر .. خيال اشقائه لا يزال ماثل أمام عينيه .. يبكي تارة .. يضحك تارة .. بملء فيه .. تشبه كلماته عشوائيات فقيرة .. يتماهى في اللاوعي .. لاسباب هو نفسه يعرفها .. وكذلك هو .. تشابكت رموز حياته دون تفكيك .. ما اسهل الفراق .. ما أصعب اللقاء .. شعور مرتبك .. دمية في يد طفلة تبكي .. ضاعت اوراق الدهر في اروقة زمن مؤرق.. يرتادها اشباح الليل .. تشابكت الأصابع .. انقبض قلبه .. تغشاه الرحمه .. تسللت الى اعماقه خيالات احلام .. امطرت بردا وسلاما .. تحطمت اوثان ماضيه العتيق .. امطرت بلسما .. ازهرت جدرانه .. طارت اسراب منهكة من طيور الظلام .. شاهدت ابتسامته لاول مرة .. مسح دموعه ... ثم قهقه بدون سبب واضح.. تعانقت ارواح.. اخيرا .. عادت عصافير لاعشاشها .. اقسم انه يحبهم .. وعد قاطع منه .. ابتسم مرة اخرى .... ازهرت الارض القاحلة .. عاد الينا.. ابتسامة ارتسمت على محياه .. كلمات خجوله لم تفارق شفاهه ..تحمل عينيه بارقة امل .. غارق في امواج المحيطات .. رسم وردة اخرى بمقربة سريره .. ومزهرية مكسورة .. كتب قصة اخرى في دفتره الممزق..لم تكف اوراق دفترة .. جف قلمه الوحيد .. لبس قميصه .. خرج من الباب .. لم يعد .. انتظروه الرفاق .. تأكد عدم عودته.. ليس كالعادة .... كان صباح العيد .. سألوا عنه كثيرا .. دون جواب يذكر .. يتردد صوته في الرواق .. مرسومة بصماته ..خطواته في الفناء .. كالشمس..أفل في غروب سرمدي .. بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:18 PM
عيد ميلاد يتيم ...

هل الدمع والدار محزون
غاب الفرح في عيد ميلادي

قدري يتيم..وقلب مطعون
وغابت شموعي في كل اعيادي

وينك يا بوي يا نور العيون
طول غيابك ما صار عادي

ليت بحضورك يزهر الكون
يابعد روحي ومهجة فؤادي

و ليت الملا بالحال يدرون
بين الخلايق رايح وغادي

كلما ذكرتك سود اللون
ذكراك يابوي بليل السهاد

آمنت يا رب بالكاف والنون
مكتوب قدره بين العباد

لاني يتيم واسال العون
اسالك ربي لطف البعاد

في عيد ميلادي ظلم الكون
وغاب الفرح من غير ميعاد




بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:19 PM
بن قرشوب ....

على ضفاف الوادي ..تتمايل نخيلها في وجه الريح..تعزف سمفونية القيظ .. يطرب هبوبها اذن بن قرشوب البيدار..يناديه أحدهم-من بعيد- بصوت ذو نبرة عالية بقوله :..(اووووو سالم .. قهوة ..قهوة)..يرد عليه بثقة من قمة نخله (عوانه) بقوله: (جاي .. جاي) .. كانت وسيلة الاتصال بينهم بالاصوات فعالة جدا .. تصل بين الطرفين رغم بعد المسافة بينهما..ربما لان المجال مفتوحا .. خلي من الحواجز الا من نخيل باسقات .. رغم انه كان شخصا اعمى ..الا انه يجيد تسلق النخيل ..والعناية بها .. مسمياتها .. مالكيها .. على دراية تامة بتقسيمات سقي الفلج .. ليل نهار .. محترفا في استخدام حاسة السمع واللمس..لايهمه كثيرا انه فقد حاسة البصر ..لايخشى عوارض الطريق ..وتحديات المكان.. يتذكر جيدا ..لدغة ثعبان احمق في منتصف الليل ..رغم حدة الالم ..لم تثنيه عن مواصلة عمله ..وعشقه للنخلة .. مجيدا في التعامل معها .. يمشي رويدا .. يدرك ان عصاته هي بصيرته..الدروب مرسومة في مخيلته ..ذاكرته ليس لها مثيل ..يحسده بعض اصحابه ..يعرف الاشخاص من اصواتهم .. اوحتى ملامسة ايديهم من خلال المصافحة.. اقترب منهم بن قرشوب.. منصتا لاصوات اقرانه ..وجلبتهم ..اخيرا وصل اليهم .. ينتظرونه تحت سبلة السعف ..قلائد الحبال وبقايا جريد النخيل متناثرة في المكان .. يبدو ان الامر مختلفا لديه في موسم القيظ ..طعم مختلف كطعم رطب التبشره ..كطعم قهوة جاره حمد او حمدون رحمه الله كما كان يناديه ..يظهر بن قرشوب نشاطا وحماسا منقطع النظير ..يتفاخر بقوته وتحمله المشاق ..يشبه نفسه بالحمري ..ذلك الجبل الصلب الجاثم جهة الشمال .. كانه سد يحمي تلك النخيل من انواء الزمن ..ينهر اطفالا صغارا تقترب منه كثيرا ..يلوح بعصاته ليبث بعض الرعب في اطفال مشاكسين..الا انهم يواصلون الضحك والصراخ المزعج .. اصوات افتقدها كثيرا ..جاء بها موسم القيظ الجميل ... يحمل معه حكايات واسرارا واصواتا اشتاق لسماعها كثيرا .. كصوت صديقه الحميم المرحوم سالم بن حمد .. وحكايات اسفاره لبلاد العالي كما يسمونها.. اطلق عليها اسم بيروت ..انها كذلك كما سماها سالم بن حمد رحمه الله .. كان موفقا بالتشبيه ووجه الشبه بينهما ..مصيف القياظ ..ومياه واديها الرقراقة ..وخصوبة نخيلها .. ونقاء نسيمها ..بالفعل انها بيروت .. يكفي سمر المساء ..حكايات المساء تختلط في الغالب باصوات نقيق ضفادع الوادي ..وخرير المياه .. ووجبة عشاء سمك المالح..ذكريات لا متناهية ..تلهب ذاكرته .. خاصة حينما ينزق باصوات بنادق القياظ .. معلنة قدوم الوادي ..حينها تتعالى اصوات النسوة والرجال وصياح الاطفال .. يهربون من مبيتهم في عراء وسط الوادي ..باتجاه النخيل .. تصل مياه الوادي ..تحمل الخير ..تغمر المكان بامل جديد للخصب ..تنتشر روائح الليمون والسفرجل في المكان ... رنين هاتفه المحمول .. ايقظ بن قرشوب من غفوته .. وذكريات اليقظة.. رأى ما لا يراه النائم .. لم يعر الهاتف اهتماما .. لانه اعمى لا يقرأ مصدر الاتصال .. ومعذور ..كان مجرد حلما .. انها سنين مضت على تلك الذكريات ..تتلاشى شيئا فشيئا .. استمر هاتفه بالرنين .. سئم ذلك الصوت .. وسئم هذا الحاضر الممل .. لايزال بن قرشوب متشائما من ذلك الجسر .. الذي قسم بيروت الى نصفين .. كما سئم هدير اصوات السيارات العابرة ذلك الجسر ليل نهار .. بمثابة وحش كاسراجتاح النخيل..سرق عش حمامة من شجرة الغاف ..غرس حوافره ببطن الوادي .... الوضع مقلق كثيرا .. كما يقلقه جحيم الحضارة .. واعصارها المدمر لكل جميل .. انها ضريبة الحضارة .. وثمن المدنية المقيتة .. يشعر بكآبة الجدران الاربعة ..وسور البيت العالي .. وازدحام السيارات بالقرب من منزله .. وفقدان قهوة الظهريه .. وسبلة قلد الحبال من الجريد .. قرر ان يرد على هاتفه المحمول الذي لم يهدأ منذ برهة من الوقت .. ردت عليه بصوت رقيق انها ربما غلطانه ... اغلق هاتفه بغضب واضح .. مشى متكأ على عصاته ليشرب الماء من ثلاجة صغيرة بقربه.. غضب لشدة برودة الماء ..لم يكمله وطرحه ارضا .. ثم عاد لسريره .. اغمض عينيه بعد ان تمدد..هرب من جحيم واقعه الافتراضي.. استعاد مرة اخرى شريط الذاكرة .. وقياظ بيروت .. بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:20 PM
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعة ..الى مكة بفضل الله


شوقُ طيبّة ....

حنينُ الروحِ ذوبني من الألمِ
وأرسمهُ بقافيتي وفي الكلمِ
فكيف اليومَ هذا الشوقُ أكتمهُ؟
وكيف العينَ من أشواقِها تنمِ
متيمةٌ وروحي كم أُعلِلَها
ونورُ اللهِ يكسوها من العَدمِ
رأيتُ النفسَ بالأحرامِ ساجدةً
ونادمةً ..فكانت رؤيةُ الحلمِ
لأرضِ الوحيِ والقرآنِ أنشدها
فسارتْ خطوتي من لُجةِ الظلمِ
الى عرفاتَ حيث القلبُ منفطرٌ
ودمعُ العينِ يسكبُ حسرة َالندمِ
معظمةٌ ومكةَ في مشاعِرِها
وعمتْ نورُها في حضرةِ الأُممِ
فأنعامٌ ولا تحصى فضائِلُها
ولا عينٌ ترى من سابغِ النعمِ
دعاء النفس هديُ اللهِ مقصدها
لدربِ النورِ اني جاهلٌ وعمي
ولي أملٌ بعفوِ اللهِ أرقُبَهُ
وأدعوهُ بحقِ النونِ والقلمِ
وجئت اليوم طلاباً لمغفرةٍ
كبيرُ الذنبِ والشُبهاتِ والَلممِ
سألتُ اللهَ يغمِرُنا برحمتهِ
عبادُ اللهِ من عربٍ ومن عجمِ
كتبت ُالشِعرَ لا أرجوا منابِرَهُ
حروفٌ خالطتْ في مُقلتي بدمي
يزيدُ الشوقَ في نفسي لطيبةٍ
أنا المِشتاقُ لا أقوى على الألمِ

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:23 PM
دع البعد...

دع البعد ..إذا ما الفقد يقلقني
دع الهجر فنار الشوق تحرقني
نوى الايام أحسبها كثانية
كأن الوقت والأحزان تسرقني
وصار الحال تاج الحب سيده
فليت الصبر بعد اليوم يعتقني
وبات العمر أنواء يصارعها
ونار الهجر والاشواق تخنقني
رياح الذل والآهات أزفرها
كأن الدمع والأنواء تسحقني
وأشرعتي سيجري موجها سفرا
حبال الصبر والاحزان تشنقني
فهل من عودة والعود أحمده
فانت السر.. أعشقه ويعشقني
دع البعد ...فآن الوصل موعده
لماذا اليوم في الاعماق تغرقني؟

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:27 PM
رجل من قرية...

رغم نواميس الظلام .. اثقال الزمن .. الحرمان .. سنوات الصبر .. مرارة الانتظار .. كأنه رجل من قرية .. جاء يمشي حافيا.. اعتاد على الصبر .. منذ صغره .. رافع رأسه .. بكل شموخ وعزة .. منذ أن غرست في روحه بذور الحب .. امل مشرق .. لغد مشرق .. مضى الليل والظلام .. مضى النور ..مهزوما مدحورا .. انه بأس العزم ..يجري في دمه .. منذ الطفولة .. منذ شاهد صفحة وجه ابيه .. انها ميلاد حرية بيضاء .. انه صباح العيد .. ولحظات حظن دافيء بالامل.. انامل طاهرة .. وقار لحية .. كبرياء اعتاد عليه .. يتذكر لحظة الميلاد .. كان بعيدا هناك .. رغم قرب الروح .. تعلم ابجديات الحياة .. كحروف ابجد هوز.. ميثاق شرف .... نفحات ايمان .. افاق بلا حدود .. نجوم تملا السماء .. باب الصبر والايمان .. ربيع الالوان .. نظرات محدودة .. بصيرة عمياء .. يتربعون على عرش الخطيئة .. صدئة .. طارت حجب الظلام .. اهترئت ستائر الخديعة .. بريق وهج.. يملأ المكان والزمان .. يتعاظم سمو ذاته .. ترفرف راية حمراء .. على صدور ثملى .. والجرح ينزف اريجا .. يسقى التراب .. يطفيء النار .. دموع الماساة .. تناثرت في كؤوس الصبر .. تمطي جوادا اشهب.. سعادة ترعب خفافيش الظلام .. وطيور الليل .. تتراقص امام عينيه .. كانها مذبوحة .. بخنجر صدء .. تتخبط في عتمة الظلام الاسود .. تتراقص خوفا .. بزوغ فجر ابلج.. انه النور.. تخبطت.. تبحث عن ملجأ .. وجحور .. تتوارى عن ناظريه .. كم هو محتاج له .. دعواته .. سجداته .. ترنيماته .. واشياء كثيرة .. يتلذذ بمذاق الصبر .. ومفرداته .. ورحيق الايمان ..اسم منسوج في روحه .. وكرامته .. امسك عصاه .. تحرث الارض حبا .. تطرق الابواب .. تعتليها خنجر وسط خصره النحيل .. في صباح.. ينتظر هناك عند الابواب .. ينتظر الرفاق .. ينتظرون هدايا العيد .. ومذاق العيد .. لقد طويت السماء .. وسكنت روحه .. تسمو بانسانيته .. مجرد كلمات .. لم تنصفه بعد.. لسمو مقامه وقدره .. لانه قدوة أبدية .. وطريق عمر .. وملاذ صبر .. سيبقى رمزا خالدا للعطاء والتضحية .... مباركة خطواته .. لم يعرفوه بعد .. لم يقراوا تاريخه.. اختار طريقا شرسا .. نهايته ذلك البريق .. الق الحرية .. تناثرت ورود الربيع .. وسقط مطر الشتاء .. الطريق وحلا .. لن يتراجع قيد انملة .. كما عهدناه .. سنتاكد حينما اعود .. يقبل جبينه وكفيه ..ويعود كما كان يعرفونه ..رجل من قرية .
بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:28 PM
· مرثية في خالي المرحوم عبيد الخربوشي رحمه الله


جرحي الدامي....

خفت نور القمر عني وأنا أمشي دروب الليل
واشوف بقصتي بعدك أعاني بين أقلامي
توالد بالألم غصة على روحي تهد الحيل
سرقها من الوقت مرة وذابت كل أحلامي
من عيونك عطش عيني وفاضت من هطول السيل
على كفوفي دموع الليل وتاهت بين ايامي
ياخالي ما قدر نفسي توارت في جحيم الويل
جرحني الموت غيبها واداوي جرحي الدامي
واجمع ذكريات الوقت عواها الذيب وناب الليل
تناست بالالم لحظه واشوف الامس خيامي
كأني في غياب الصبح أعد نجومها وسهيل
وغاب النور من شمس ضحاها خيم ظلامي
وانا سري يثير البوح ويكتمني صهيل الخيل
وأشوف الوقت مابين كأن السر كتامي
على راسي عذاب الليل وقدره لو أشيله شيل
وفي صدري دفنت الآه وتزيد اليوم آلامي
كلام الهرج خليته واداري دمعة المنديل
نسى في غيبته كلمة ..رضيت الموت و اعدامي
يا خالي مابقى فيني كلام القال بعد القيل
واشوفك و السماء شمس .. علا في قدرك السامي
يا راس في دروب النور وغيرك في حدود الذيل
كأنه في صدى صوتك ينادي سيف سطامي
رضينا من القدر حكمه قضا من عالم التنزيل
سألته في النوى لطفه يارب الكون يالحامي
وضاعت كفة الميزان بدا فيها عيوب الكيل
ومالت شوكة الاحزان واشوفك صدري الضامي
تنادي السيب غاليها يجاوبها صحم والديل
شراع في مهب الريح يجاري بحرها الطامي


بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:30 PM
الكمان المكسور,,,,,,,,,لم نعلم ماذا كان يريد منا معلم الموسيقى!!!.. حينما دخل الصف فجأة في منتصف الحصة .. كعادته نظر مليا في العيون الصغيرة ..واختار ثلاثة منا..كنت احدهم .. اقتادنا الى غرفة الموسيقى ..طلب منا اختيار الآلة المناسبة .. طبعا آلة الكمان بألوانها وسحر أوتارها جذبتني لاخذها..واختيارها .. كطفل صغير ضممت الكمان الى حضني .. صوته تسلل الى كياني ..عرفت عن كثب اوتاره الاربعة .. ومواضع الاصابع الاربعة .. استوعبت الكمان سريعا .. بهرني شعر الخيل في العصا ..كيف ذاك اللحن الحزين ياتي من تناغم بين الاوتار وشعر الخيل .. لم يشأ ان يفارقني ذلك اليوم ..وفي اليوم التالي كان اللقاء حميميا .. شعرت كأن الكمان .يتحدث ... يتكلم ... يحلق بي الى دنيا من الاحلام والخيال ..يلهب نار الذكرى ..يستفز الدموع بلا رحمة .. استئذنت الاستاذ بحمل الكمان الى المنزل ..لم اتحمل الانتظار حتى لقائه لليوم التالي .. لم يتردد بالموافقة على طلبي .. لم تسعني الفرحة ..حملته بكلتا يدي في صندوقه الجلدي الاسود ... كأن الحافلة بطيئة ذلك اليوم ..وصلت للمنزل بعد عناء طويل ..فتحت الصندوق سريعا ..وضعت الكمان على كتفي الايسر ..وشرعت باللعب على الكمان وعزفها ..تمازج واضح.. لم أكلم احدا ذلك اليوم .. صوت الكمان يملأ غرفتي .. تتراقص الانغام ممزوجة بحماس واضح ..كنت بحاجة الى خلوة مع نفسي.. مع الكمان ..أناجيه ..أحلق مع أنغامه ..كي تصغر المآسي في عيني ..كي تذوب أحزان الطفولة .. وتتوالد الفرحة .. أفتقدتها كثيرا ..كم كنت افتقد اشياء صغيرة وجميلة .. منذ زمن ..كأن الكمان على موعد مع صباح سعيد .. ها أنذا أشعر بالحرية المطلقة .. بالحيوية المفعمة .. بالرغبة في الجنوح الى عالم مكتظ الحب ..والعبث بمتاهات زمن غريب .. رغبة جامحة .. وصرخة مفجعة ..انادي اعطني الكمان وغني .. عطلة نهاية الاسبوع ..الكمان حاضرا في المشهد .. بقوة.. أسرعت باتجاه غرفتي المظلمة ..الكئيبة .. ..صاخبة بالوحدة.. أوقدت مصباحا خافتا .. انفرجت نافذتي الموصدة ..تسلل نور فضي ..تناولت الصندوق الاسود للكمان .. فتحته بتأني مريب ..وضعت الكمان على كتفي ...مسكت العصا..سقط شيء ما.. معقولة؟ ما أرى؟ .الكمان مكسورا ؟....ذهلت ..كسر واضح في العصا ..تمعنت قليلا .. يبدو ان احد ما ..عبث بالكمان وكسر عصاته .. هرعت اسأل .. إجابة غير واضحة المعالم ..أنه الطفل الشقي ...سلطان.. في النهاية كمان مكسور .. ذاب قلبي ألما .. من المشهد المذهل ..الحلم تبدد ..ضاع بلا عودة .. رغبة في الانتقام ..بتكسير كل شيء بالقرب مني .. صراخ بدون صوت ..ألم بلا هوادة .. يأس ..حرمان من الحياة والحرية .. هل يعني نهاية المطاف ...باعتقادي كل شي انتهى؟ ..غربت الشمس بسرعة ملفته .. فتحت النافذة .. تسللت ريح باردة الى غرفة مظلمة .. تملكني شيء من الحزن والكأبة المفرطة ..اتمتم كلمات في نفسي ..اتسائل ... ماذا فعلت ؟ .. هكذا هي قدسية الاخوة؟.. أنهيت مصير الكمان ..بددت حلمي ..بعثرت أمنياتي .. ماذا صنعت ؟ ..حتى أنت يا سلطان ؟؟........بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:31 PM
دماء الشهيد ..


أخي.. إن سمعت نداء الآذان
وصوت الكنائس عم المكان
الى القدس فامضي.. فآن الأوان
وصلي صلاة لـــــرب رحــــــــيم
...
فأنت الشجاع..اللدود..الأبي
وأنت الوفي .. الحزام ..العصي
سترقى لعهد ومجد علي
وتبقى منارا كنار الجحيم
...
ستنهض يوما ورغم الطعون
ستكسر حتما قيود السجون
وصوت الغلال وريب المنون
لأنك حر .. أبيت النعيم
...
شهيد سترقى شموخ الجبال
لنحيا فداء بعزم الرجال
ولن تبقى دوما قيود الغلال
كنجم السماء وصـــوت الهــــــزيم
...
دماء الشهيد بأرض الخلود
كنور السماء ..لكل عهود
منار.. وعز.. ورمز الصمود
الى دار خــــلد ..مقام النــــــــعيم
...
ستشرق يوما شموس السلام
وتدحر حتما علوج الظلام
ونور الشهيد كبدر التمام
سيرحل عنا ظـــــلام الســـــــديم
...
اخي لا تهل دموع الوداع
ستبقى عصيا برغم الضياع
ولن نستكين لهذا الخداع
لأني وعدت بيـــــوم عــــــــــظيم
...
توكلت ربي وكلي رجاء
إليك رفعت كفوف الدعاء
فلا خوف دونك رغم العواء
رجائي وخوفي لـــــرب كريم
...

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:32 PM
لو أظلمت شمسي ...


لو أيقظت نار الفراق شجوني
أتراك تجبر دمعتي وجنوني

لو سافرت بين السحاب طيوري
سيظل بحرك والشراع سجوني

أيهون بعدك في غروب مشاعري
وتلونت غيم الفراق بلوني

والليل بعدك موحشا بظلامه
وبدون طيفك لا أراه بدوني

كالبيد عمري قاحل بستانه
انت السماء ونورها ومزوني

ما طاب غيرك في المجالس مؤنسا
ذبلت حياتي جلها وغصوني

حتى عذابك منتهاه بمهجتي
أهوى غلاك لتستبيح ظنوني

ما بال صمتك لا ينوء بسره
أم ذاك خطب لا يبوح شؤوني

ما عاد لونك مزهرا في خاطري
حتى عيوني سلهمت وجفوني

دعني فديتك في جحيم حماقتي
فأنا كتبت وثيقتي وطعوني

وختمت صمتي قد علنت بيانه
واليوم أطوي صفحة بشجوني

لو أظلمت شمسي وحل سديمها
أتراك تشرق في نهار عيوني




ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:33 PM
خيال....(الخيال افضل من المعرفة) .... حكمة لانشتاين ..تتردد في راسي منذ كنت صغيرا لم اتجاوز العاشرة من عمري .. اتمعن في العبارة حينها ...قرأتها في مقال بمجلة احرص على اقتنائها..تصدر من لندن في نهاية الاسبوع.. أشتريها من مكتبة قريبة من منزلي ..اهرب بعيدا الى حديقة الجامع ..وحيدا اقرأها بشغف ..رسخت تلك الحكمة في نفسي .. لم تغمض لي عين .. كل ليلة..الا ان خيالي يبحر في محياطات من احلام اليقظة ... تخيلت شهادة اكثر من جامعية .. مكان اعمل فيه لم يخطر في بالي .. أقترن بامرأة استثنائية من عالم استثنائي ..أعيش معها قصة حب رومانسية .. واشياء اخرى .. رسمها خيال صاخب بالامنيات والاحلام .. تتكرر كل يوم وليلة ..اعيش تلك اللحظة بكل تفاصيلها .. ادخل في عالم جميل ..رائع .. تعزز باجتهاد واضح ..مثابرة ..عزم ... اروقة المدرسة وكتبي تشهد بذلك .. رسمت امام خيالي طريقا ومسارا ..أوصلني الى تلك الأحلام والامنيات .. رغم العقبات والحدود..رغم عوارض الطريق ..رغم غروب الشمس ..وحلول الظلام..الا ان قافلة تلك الاحلام مضت.. ها هي شمس الصباح تشرق ..واحلام الليل تتحقق تباعا ..لم يخذلني هذا الزمن ..من يسير في الطريق الصحيح يصل لا محالة .. اصحابي يسموني بالمحظوظ ..واحيانا بالمستثنى .. لا يعلمون سهر الليالي .. عبرت قوافلي المجهدة رمضاء الصحراء المقفرة .. ها أنذا .. أصرخ ملء فمي ..تغمرني السعادة أكثر مما أتصور.. مما تخيلت يوما ما ..أدركت ان العزم والهمة تؤتي ثمارها .. أفخر بنفسي ..بصبري .. الا ان الفخر اصطدم بجبل صخري ..في لحظة صفو الليالي ..حدث مالم يكن في الحسبان .. وفي الخيال .. اصطدمت قافلتي بقدر المرض .. اسميه احيانا ابتلاء ..فيروس ينخرجسدي في وقت مبكر جدا ..كيف شاء لي ذلك ..ما بال خيالي لم يدرك هذا الأمر ..أيعقل؟ ..نعم يعقل !!!!..لأن الانسان لم يكن ملك نفسه .. فهو مخير في أمر ما ..وأحيانا مسير.. تبقى العقول محدودة ...الخيال محدود .. وتبقى الكلمة الاخيرة ..للقضاء والقدر ..رحمتك يارب ...ألطف بنا .. أقصى ما يمكن ان نطلبه في دعواتنا وصلواتنا ...يااااااه لم يكن في الحسبان هذا القضاء ..لا أزال أتخيل نهاية الفيروس.. كم تخيلت تلك اللحظة..كيف يهاجمه المضاد الحيوي ..ويقضي عليه .. كيف استعيد صحتي ..عافيتي ..أعود مجددا لنعيم الصحة ..هناك احلاما اخرى لم تتحقق بعد..أمنيات عديدة اسعى ان تكون واقعا في حياتي ..أشرعتي لم تطوف بحار خيالي بعد .. ام يعني ذلك نهاية المطاف؟ ..لا أعلم..هذه سنة الحياة .. لاتدوم السعادة ..من يظن ذلك ؟ ..لكل جميل نهاية ..لا نفرح كثيرا .. وأنا مؤمن بخارطة حياتي وطرقها وتعرجاتها ..في لحظة ..بين غمضة عين .. تحقق ما لم يتحقق..أدركت معنى الآية الكريمة .. قوله تعالى: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى {الضحى:5}.بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:33 PM
سيرة الليل...

ينادي الليل قيفاني واجمل صورة الأحساس
على طرفي يطوف الوقت وتسهر ديرتي وناسي
كتبت في قصتي سيرة .. وأنادي مالها من ساس
سئمت في يومها صمتي ..وذلي وحيلتي وخرسي
أسافر في مداينها .. من حروفي رفعت الراس
ياسيرة صرت أمشيها على صهواتها فرسي
يواسيني من حروفي على صفحة من الهوجاس
صدى في خاطري مكتوب..وانا المسكون في الدرسِ
يا ليله ما نساها الليل.. حزن في زينة الأعراس
نسى في إنسها فرحي .. كأني في لظى نحسي
إذا طلت بنات الليل..حسافه تصفج الأخماس
يعود لصوت طاريها.. يخاوي ذكرها رمسي
وانا طفل (ن) من الأحزان..مشى في زحمة الجلاس
ياديرة نور أمشيها..تموج بصبحها شمسي
خطاويها دروب الصمت .. مسافة مالها مقياس
تذكرني ..تناديني ..تناجيني على همسي
وأكلمها وجوه الليل...سوالف تحبس الأنفاس
يجر الصوت من بوحي .. وبكتبها على طرسي
وأشوف الدار غاليها.. كأن ترابها ألماس
كأن حروفها رعاد ..صدى من صوتي وحسي
وأنا مرساتي المينا .. ظلام الليل والأغلاس
تعود الروح للديرة .. واجملها على نفسي
يراودني شعور الآه..بقايا من جروح الفاس
على صدري يذوب الليل..وانا في خلوتي وأنسِ
سرى في حيلتي ضعفي ..لأني بالألم نوماس
أنا المخدوع في دربي...ظروفي لو مشت عكسي
وانا ما حدني صوت (ن) ..سراة الليل والحراس
لأن الدار أفديها .. عزيت بسيفها وترسي
مآسي و الزمن يشكي.. يراودني من الوسواس
تناديني موانيها .. وانا مجداف بالخمسِ
وأشوف الناس والديرة .. هواها في سباق الكاس
يزين في قدرها الليل ..نجوم و ظلها وكرسي
خفت صوتي ونسياني.. واجامل يازمن لا باس
أداري دمع قيفاني .. وتروي قصة الأمسِ




ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:34 PM
مرايا مكسورة
كالغيمة الماطرة في أرض قاحلة..كالنجمة الساطعة في جوف الليل .. كنسمات صيفية وقت الظهيرة .. تسللت إلى القلوب .. بردا وسلاما ... أملا وألما.. هكذا تبدو تلك الاحلام في الذاكرة منذ البدء .. في روزنامة التاريخ .. رسمها ذلك البدوي .. نعلم أنه منهك من وعثاء السفر .. كاولئك البائسون ..خلف جدران مؤلمة لحد الموت .. أرتحلوا في صخب .. كانوا قريبين جدا.. كاحلام صغار تداعب خيال طفل .. جذوة لها بريق في الأحداق .. مؤلم أحيانا بعض الانصات.. تسفتز دموع رجال .. تلهب جلبة تصفيق .. و طول الانتظار .. في مواسم الصبر .. سائرون نحو ظلام الغياب .... قبيل بزوغ نور الفجر ..وخيوط الامل.. يذكرون لحظة الموت ...كم هي مؤلمة.. تشبه لحظة الميلاد .. مغلقة الابواب ليل نهار .. اصوات تكاد ان تكون مسموعة .. تجر أذنابها في ذلك الرواق الضيق .. يعج احيانا بأصوات مؤذنين .. واصوات اخرى .. وقرقعة بطون خاوية .. لم تكن كذلك ؟.. ارواح متناسخة.. اشباح وهم وخيال .. وسراب ارادة وعزم .. خاوية الذوات من الفضيلة.. فارغة العقول .. عاصفة من الحزن .,. تبث الرعب والهلع .. حملت سحبا سوداء .. يتساقط منها مطرا اسودا .. تزلزل الصدور .. بطون رفاق خاوية .. رفضوا فتات الخبز .. تتناثر على قارعة الطريق .. يبقى وهج الحرية .. بريق ..امل حب وسلام .. وآخرون بطونهم نهمه حد التخمة .. يلتحفون بعباءة دافئة .. وسط برد شتاء .. يترقبون ... تتعالى انفاس مخنوقة .. وصرير قلم مبتور.. وجلبة دفاتر مشبعة بالقلق الحذر.. ودموع صابرة ..مؤرقة تلك الاحداث ..صاخبة بمشاهد قاتمة .. تتساقط الصروح والتماثيل ..تتمايل سنابل مثقلة .. وصوت نساء تداعب ابتسامات رضع.. في حقول قمح .. أطفال جائعة تترقب ... دخان خبز يتصاعد.. حصاد سنوات عجاف .. تتعاقب الفصول .. ليل نهار .. وعقارب الساعة تدور .. الانتظار ممل .. خلف الابواب .. والاسوار .. مزعجة اصوات تصفح الجرائد .. وتتبع الامل .. ومراقبة أشياء بالية.. مزدحمة تلك القاعة في تمام العاشرة .. لم يرحم المساء احلام مقيتة .. مرايا مكسورة .. تعكس واقع مرير .. زمن لا يرحم .. جروح تنزف .. دموع قهر تذرف .. أمل يولد من جديد .. بالفعل متعب الانتظار .. في طابور صباح .. نتذكر عودة المساء .. بين بساتين النخيل الوارفة .. مزهوة بالوانها .. واصوات الطيور الصغيرة .. رجوع بطيء الى قرية .. شوق وحنين .. الى بحر يطوي اشرعة مهترئة .. وصواري منهكة .. الى صفحات ياسمين الغياب ..اجتر القلم ..افترش الارض عشقا..اكتسى بدفء الشتاء ..ليلة مقمرة .. وهج ضياء .. ينفح ذكريات مع ريح الشمال .. احساس الالم .. ملتهب بالشوق .. رسالة قصيرة ..كتبها بأنامله متعبة .. تنمو وحيدة في غابة النسيان .. بعيدة عن نبض الروح .. لا يزال يتردد صدى تلك الاناشيد الصوفية .. تزهر ورودا ..تتلوى على قضبان صدئة..وأسيجة متشابكة .. تتوالد آهات متراكمة.. ترانيم ممزوجة بدموع الشوق .. وجوه بائسة .. بصمات ماثلة على صفحات تلك الجدران .. تختزل هذيان الغياب .. وهذيان يوم اللقاء .. عيون تحترق..غرس هذا الزمن الاحمق مخالبه في جسد مزقه الالم والضياع.. تطير اجنحة مبلولة الى ديار بعيدة.. متوهجة بابتسامتها .. كسكين صبر..و مخالب النسيان في صدر الحنين .. حملت حقيبة.. مليئة بالعذاب .. ذكريات اليمة .. يتذكرها زمان الفقد .. ترحل بعيدا .. تسافر بعيدا .. وحيدة ابجديات الحب .. حزن بفراق عيون صغيرة .. بقايا دموع.... غربتها مسكونة بألم وحدة .. كميلاد وجود من العدم .. كوطن غريب .. كأجنحة تطير الى افق بعيد .. ترسم دائرة .. تملا الكون سلاما .. يبقى الاخرون هناك .. في انتظار الليل والنهار .. الصيف والشتاء.. في انتظار عصافير الصباح .. و طيور الربيع .. تداعب نسيم يعانق القمم .. وتخترق الاسوار.. تقف على جدران بالية ..موغلة في القدم .. مترعة بهوى ينضح الم .. ونزوات الظلام ....تشبه اشباح الليل .. وحوش سوداء تترقب .. جاثمة في بطن هذا الوادي .. تتبع ايقاع خطواتها في سفوح مخيفة.. تسترق ضحكات ملعونة.. تحمل ضلوع بارزة .. انياب نتنة.. تنفث دماء .. تتامل بقايا جثمان واشلاء فريسة بشرية .. عيون بشعة .. مغمورة باحساس ألم و ياس .. شعور زائف بالسيادة والاستعلاء .. تبدد امام نظرات استكبار مهزومة .. وظلال مسافات طويلة .. مر الربيع من ها هنا .. وريح شتاء لم يكن دافئا.... لا يفارق حرية موعودة .. وبريق أمل زائف.. وتبقى ذكريات احتواها خيال واسع .. محفورة في القلوب .. ذات يوم .. على موعد مع ذكرى الزمن .. ستمر الايام .. وستعود لعبة الكراسي .. وتتساقط النجوم والشهب .. وستعود ذات يوم .. سماء الحب.. و اناشيد طفولة .. ويبقى الموعد .. بقلمي ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:35 PM
الفخر من أهم اغراض الشعر، اذ يعتز الشاعر بصفاته الحسنة ومنها شرف النسب. وسأحاول طرق هذا الباب الجميل ، ولي الحق ان أفخر بنسبي ، أرجوا المعذرة والقبول .



بنو ضُمّرْ..

غابتْ وقلبي يضْطَرِبْ.. كالبدرِ عنا يَحتَجِبْ
سَكنَ السويداء إسمُها لكن قولي في عَتَبْ
لاتَسألوني عنها فهي الغوايةُ والعجبْ
نسبٌ و عزٌ صابها.شَرَفَتْ بأسمي واللقبْ
فسلوا كتابي والقَنا فهمُ كشمسٍ لاتَغِبْ
عجباً ضُميرة إنهم ..كالنارِتمضي كاللَهبْ
أصلٌ تعودُ جُذورَهم ..شِبه الجزيرةِ والعَربْ
فبنوا هناءَةَ عِزوتي .. منذُ الحضارةِ والحُقَبْ
ودِمَا ستبقى ديارُنا.. فلها نَعِدُ ونَستجِبْ
سكنوا الحجازَ ودارُهم جازانُ يا فخرَ الحَسبْ
ومِنَ الحُديدةِ نسلهُم ..عدنانُ قد حازوا القصبْ
عمروٌ فأنهُ جِدَهُمْ ..ابنُ الاميةِ والنُجُبْ
سادَ البسيطةَ غازياً من عهدِ أحمدَ والصُحُبْ
وإلى النجاشي بأسهُ حلَّ بسِلمٍ يُنتدَبْ
فاعلمْ بأني حاضرٌ في بيتِ ضُمّر انتَصِبْ
فانا شَرِفتُ إليهمُ.. وبِكُلِ فِخْرٍانتَسِبْ
ماذا اقولُ وإِسْمَهُم سَكنوا العَوالي كالسُحُبْ
كالشمسِ نورٌ ساطعٌ بين الكواكِبِ والشُهُبْ
لِسنا فروعٌ نهتدي .. او تابعين من الحُدُبْ
يا صاحِ تلكَ قوافيٌ ..لاابتغي مِنها صَخَبْ
والشِعْرُ ينثرُ حِكمةً والهذر ليسَ من الأدبْ
لاعيبَ أني مفاخرٌ ..تاريخُ تَحكيهِ الكُتُبْ
هذا محمدُ قولهُ:- فالفخرُ حقاً في النَسبْ-
(فأنا النبيُ ..لا كَذِبْ ..وأنا ابنُ عبدَالمُطَلِبْ)


ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:36 PM
عيون طفلة....اين هو الان .. لم تعد تتصور تلك الطفلة المكان بدون خيال أبيها الغالي في عينيها .. لم تعد تسمع قهقهاته .. كما تتخيلها كل صباح .. لم تعد النجوم تبحر في سمائها .. تتامل انامله على جدران تلك الغرفة .... تسال عن طيف لا يزال يسبح في افق خيالها للأبد .... يسكن انفاسها..تشعل قلبها نار فراق.. يشبه جحيم ألم الحمى في منتصف الليل.. يتردد صوته أحيانا بين جدران البيت وسكك الاحزان .. أعمدة من دخان ألم الغياب تتصاعد.. يعيش في ذاكرتها وحيدا.. تكفيه سنوات الغربة .. كل شيء هنا يسأل عنه .. وعيون تنعم في سباتها الشتوي .. واحلامها .. .. كل مساء .. شفاه عطشى .. حبلى بالشوق .. وجوه صدئة .. واشياء بغيضة .. ما ابشع الالم والفراق .. حينما نكره .. وحينما نحب .. زمن معكوس .. ايام مقيتة .. عقول منهكة .. لا مجال للحكمة والمنطق .. غرفة مشمئزة .... تنظر اليها بازدراء غريب .. تنتظر الغد بخوف .. ريثما تعلم انها كذلك .. صابرة.. لاضير فيما تترقب .. لم تعد كما نعرفها.. طفلة مرحة ..تملأ البيت جمالا وروعة.. لا تزال تتذكر تلك المواعيد .... والرسائل المرهفة .. تتزاحم في ذاكرة الالم .. وذاكرة الحب .. تتذكر هينمات وهدهدة امها.. أصبحت اليوم طفلة وحيدة تحمل حقيبة مدرستها .. تسال عنه ؟ .. وعن مساء حزين .. شواطيء.. ذكريات.. طيور نائمة .. قلوب منهكة .. دفاتر مبعثرة .. ايادي وقحة .. عليها غبره .. ستبقى على صفحات ذاكرتها .. وحروف قصائده .. في شيء من صمت ليس سرمديا .. صبر ابدي .. تاملات طويلة المدى .. حد السماء .. ظلام مرعب .. خطوط متعرجة .. رغبة متوحشة في ذلك العالم.. واقع بغيض .. اقنعة مارقة .. مساء اسود .. رهبة مقيتة .. انياب بارزة .. تنفث سما .. ينزع الحد الفاصل بين الموت والميلاد .. خطوط الياس والرجاء تبرز في عينيها....تتذكر انه شرب فنجان قهوته الاخير بصحبتها ..تعلم انهم قادمون لا محالة يوم ما .. تبدو في عينيها نور آخر الظلام ..استراح قلبها ..لم يعد للالم مكان في اركان جسدها....عالم آخر .. نفضت أدرانه وآلام أحزانه ..وربما أشياء آخرى ...لن تبوح بها..حتى آخر نفس.. حينها يتجلى الأمل والحب ..في أبهى صوره ..ذهبت وحيدة الى غرفتها دون ان تقبل جبينه كعادتها..سافرت الى غربة ما لم تدرك نهايتها ..رغم قربها منه .. رحل عنها ولم يعلم أحد انه لم يعد .. في صباح معتم .. ليس كسائر الايام .. شهد احداثا .. مؤامرة .. دموع رجال .. رؤوس فقدت شموخها .. اعمدة ذابلة .. اسوار كئيبة.. وجوه مقيتة .. عيون عابسة .. نور له بريق ..عبور ممل .. مسير مروع.. جبال .. اودية .. احساس.. ومشاعر ..ومذاق خاص للكؤوس الصبر .. هواجس مختلطة .. الوان فرح وحزن .. طريق طويل .. لن يطول..يوم اسود ..كانوا هناك.. قريبون.. يتشابهون في التاريخ.. و في المفاجاة .. أحلام لم تعد الا مجرد ذكرى.. لم تعد كما يتصور .. ليست نهاية المطاف .. اقتربت من مشارف الحي .. رويدا رويدا ..يقتربون هم اكثر الى القلب.. في الموعد .. شهد عناقا .. دموع فرح.. وجوه متشائمة شفافة بالالم .. لم تخف دموعا .. اسدلت جزء من الستار.. شعرت بوهج شمس ذلك الصباح .. يوم تاريخي .. في قصة من حياة مجهولة.. كانت بالقرب منه .. تخفي آمالا عريضة .. واحلام واسعة .. ودمعة ترقرقت على وجنتيها .. مسكت كفا دافئا .. لم تخف تعب السنين .. ماذا تقول .. وبماذا تتحدث .. الحديث طويل .. ذو شجون .. اقتربت منه رغم مسافة الزمان والمكان.. كانت في موعد الانتظار .. لحظة تساوي الدنيا .. وسعادتها .. وجوه عامرة بالشوق والحنين.. ضحكات مكلومة صاخبة بالحزن والدموع .. لم يفارقها ثانية واحدة ..استعادت كل احلامها الصغيرة .. هربت ذات يوم .. لا يزال الوجه غريبا بالنسبة لها .. تتامل كثيرا .. ساورت بعض الشكوك .. ادرك حينها معنى الصبر .. سمعت قصة قميص يوسف .. لا يبوح بكل تفاصيل شجونها .. لا تزال تبحث عن الحقيقة .. وعما تشاهده امام عينيها .. تردد كلمة أنها لا تصدق ..علمت ان للحزن دائرة لها نقطة بداية ونقطة نهاية .... كان الانتظار بردا وسلاما....اختلطت الدموع .. كانت وجوه خائفة ومقهورة .. متفائلة في زمن أختفت فيه شمس الصباح.. وتعاظمت فيه مشاعرالأمل ...بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:36 PM
مريم
جلست مريم أمامي ..بوضعية القرفصاء..ترمقني تلك الطفلة بعينيها الصغيرتين ...وجه دائري كالبدر .. وجنتين متوردتين .. تخفي خلف شفتيها ابتسامة شوق وحنان ..ينعكس من وجهها نور..يملأ المكان ..وحديث ذو شجون ..لم تنوء به بعد ..توميء بيديها لشيء ما....رغم صغر سنها ..لم تتجاوز خمسة اشهر ..ليست كبقية الاطفال..احيانا اشعر ان نظراتها تتبع حركات شقيقها الصغير(محمد) ..يكبر عنها بثلاث سنوات .. وكذلك شقيقتها الكبرى (فاطمة) ذات السبعة اعوام ... تسمعهم ينادونها مريم ..مريومة.. يتردد اسمها في كل اركان المكان..معظم الجالسين تشعر بحميميتهم الدافئة ... تبادلهم ابتسامة غامضة تخفي خلفها كلمات مجهولة ..يتسابقون في نيل أجر اليتيم ..أنهم أطفال من الجنة يعيشون في الأرض .. نبع خير وسلام لا ينبض .. لا ريب ان أمها مصدر سعادتها...و تسعد برؤيتها .. أما أبيها فلا تعلم عنه شيء على الاطلاق حتى الآن ..لم تسمع عنه شيئا من قبل.. عدا ان شقيقها يردد انه عند الله ..ماذا يعني ؟ لا تعلم ..كما انها لم تكتحل عينيها بمشاهدته بعد..كما لم يشاهدها هو ايضا ..ذهب عنها قبل ان ترى الدنيا..قبل موعد ميلادها.. تشعرك احيانا انها تفتقد لحنان الابوة..تبحث عن ذراع يلمها ..يلعب معها .. كما تشعرك ببراءتها ..وانها ليست مجرد طفلة يتيمة ..تختزل في عينيها اشياء لا نتوقعها ..تقرأ في تقسيمات وجهها كلمات ضائعة ..اقتربت منها .. حملتها بين كلتا يدي ..اسندت رأسها على صدري..أعلم أن ذلك لن يعوضها .. رفعت رأسها تنظر الى عيني....أطرقت رأسها .. تحاول ان تستنطق لسانها بكلام غريب ..تجر اصوات غير مفهومة ..ولكن بالأحرى ان لها معنى ما لديها .. تساؤلات واستفسارات تضمرها ...دون بوح .. انصت لأصوات تصدرها أحيانا دون ان افهم شيئا منها .. تسترق السمع احيانا من اقرانها الصغار.... لا تزال مريم تلتزم الصمت بابتسامة طفولية ..سرحت عنها قليلا ..سافرت الى عالم آخر ..يتردد في ذاكرتي تلك اللحظة المشؤومة .. قبيل منتصف الليل قليلا ...حينما علمت بحادث الدراجة البغيض ..لم يمهلنا الألم قليلا..داهم الخبر الصاعق الجميع ..تناقل بسرعة البرق عبر وسائل التواصل ..تمنيت ساعتها أحد ما نفيه .. أو الزعم أنه مجرد اشاعة .. اخيرا استسلمت لصحة الخبر ..بعد تناقل التعازي والدعاء بالرحمة له .. تضاءل الأمل في عيون أنهكها وقع الخبر المفجع ..صرخات طوت معها جراحا لم تبرأ بعد .. يتردد صداها في جبال العامرات العتيقة .. نعرفه عزيزا شاء قدره أن يفارقنا سريعا .. اطفال لم تعرف معنى الغياب والفقد .. لم تشعر حينها بنوبات الألم .. نؤمن بالقدر المكتوب ..ذهب الى عالم لا ندركه ...لحكمة ما اقتضاها رب العباد ..الى دار خير من داره .. في تلك اللحظة لاتزال مريم في احشاء الغيب .. استعادت ذاكرتي ابتسامته الاخيرة ..كلماته الاخيرة ..زيارته الاخيرة ... لن ننساها حتما .. ولن تنسى مريم سيرته وماضيه الجميل ..نظرت اليها مرة اخرى بشوق وحنان.. يبدو ان مريم أغمضت عينيها قليلا.. نامت مطمئنة ..لا أعلم ان كانت سعيدة بتلك اللحظة كما يبدو لي ..مؤمنة بالقدر ..ويبدو انها خلدت للنوم على صدري ..فجأة.. نزقت مريم لسقوط دمعة على خدها تدحرجت لاسفل الوجه.. فتحت عينيها قليلا ..أبتسمت لي..ثم عاودت لتغمضها بامان وسلام ... راضية مرضية .. والألم لم يبارح صدري وذاكرتي ..

بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:37 PM
كلمات تسللت من قلبي وروحي وولدت من رحم العذاب وشرنقة الصبر ، فكتبتها بأنامل الشوق ، في يوم عدت الى احضان وطني الصغير (أمي) والى دفء وطني الكبير ( الوطن) من غربة ثلاث سنوات مظلمة باليأس..حالكة بالاحزان .. موشومة بالألم.. و بلوعة المشتاق و لهفة العطشان من ظمأ صحراء الغياب، فكان موعد شروق شموس عمري وفرحة الميلاد بعد ظلام دامس.

اليكِ أعودُ يا أمي....

اليكِ أعودُ يا أُمي
مِنَ العَتماتِ والظُلُمِ
فضميني إلى حُضنٍ
ينسيني مِنَ الأَلمِ
وداويني بتنهيدٍ
كطفلٍ عينَهُ تَنَمِ
رِضاكِ اليومَ أنشُدهُ
لأني مغرمٌ وظمي
أعودُ وقلبي في شوقٍ
كأني عُدتُ من سَدَمِ
الى كفٍ يُلملمني
ومنه قبلةً بفمٍ
وأخرى بين عينيكِ
جبينا شاخ بالهَرَمِ
كأن الشوقَ يَجْلِدُني
كطفلٍ يبكي من فِطَمِ
لأني ظاميءٌ عطِشاً
لترويني من الديمِ
لأن الجرحُ يؤلُمني
ويذكي مُهجَتي ودمي
وأني خائفٌ فَزِعاً
فدونَكِ روعَةُ العَدَمِ
فقلبي زادَ موجِعَهُ
غدا كالنارِ مُضطَرَمِ
كبيدٍ تشتهي مطراً
فعاد الغيمُ كالوسمِ
فأنت الشمسُ والقمرُ
وأنت النورُ في العَتمِ
لأنك قبلةُ الأملِ
وأنتِ مصنعُ الأُمَمِ
وأدعوا.. الكفَ أرفعَهُ
في بيتِ اللهِ والحَرمِ
سألت الله يحفَظُكِ
من الآهاتَ والضيَمِ
وطولُ العمرِ أسألهُ
وعافيةٌ من السَقمِ
فأنت الخيرُ موطِنهُ
وأنت منتهى حُلُمي
سأركَعُ بين كفيكِ
وأتلوا سورةَ القلمِ
سأُكتِبُ إسمَكِ فخراً
ونقشٌ سارَ كالوشْمِ
أقبل عطر يمناك
لها فيض من الكرم
لأنك في الدجى نوراً
على الهاماتِ والقممِ
فبعدَ اللهُ طاعَتُكِ
ولن أوفيكِ من نِعَمِ
ولن أوفي بغاليةٍ
أيكفي زفرةُ الرّحْمِ؟!!
وكم عيناك مجهدة
وساهرة مع النجم
رجائي جنةَ المأوى
وتحتُ الأمِ و القدمِ
تعود اليوم أشرعتي
مواني الحبِ والقيمِ
اليكِ أعودُ في ألقٍ
وفي فرحٍ ومبتسم
أليكِ مُسافرٌ عُمري
ملاذُ الخيرِ والشيمِ
فشمسُ البينِ قد غَربتْ
فكنت النور في الظُلمِ
فلا دمعاً لأذرِفهُ
وحُزناً غير منصرمِ
ولا شوقاً يُنازعني
وجرحاً غير ملتأمِ
فعدتُ اليومَ مبتهجاً
إليكِ أعودُ يا أمي

ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:38 PM
في 20 مارس 2018م ، ليس مجرد إنجازا فحسب ..كان افتتاح هذا المطار مجرد حلما ..فخيالا ..فحقيقة كان هذا الوحش الجاثم بالقرب من شاطيء بحر عمان .. يمثل بالأمس اسطورة من اساطير السندباد..أستعادة ذاكرتي ذلك المشهد حينما اقترب موعد الافتتاح والاحساس والشعور السعيد بنفس كل مواطن في مطلع عام 2019م حينها لم يكن الحال خاليا من بعض القلق ..شيئا فشيئا ..كشراع العودة يتهادى بين أمواج الغياب ..كمزن الخير تقترب من صحراء عطشى .. انها قصة موت وميلاد .. وأجنحة ستحلق في سماء الابداع والجمال والفرص ... وآمال جبارة يحسبها الضعيف محالة .. كتبوها اولئك الرجال على جبين الكفاح والمثابرة والأمل....الجميع يقترب من مارس الحلم ...وآخرون أنهكهم شبح الوقت المتسارع .. أقسموا يمينا مغلظة على تحقيق الحلم ..في الموعد.. مهما كلفهم الأمر .. انكروا ملذات ذواتهم ..هجروا الدور والمنازل ..لن تأخذهم سنة من النوم .. جميعهم كانوا قدوة بعض .. لم تغفل نفوسهم ما يتوقع وما لا يتوقع .. كل أمر جائز وممكن .. بالهمة والعزم تضائل الخوف .. تماسكت الأيدي معا .. لم ينفرد أحد ليغرد بعيدا عن السرب ..بدأ العد العكسي ..بتسارع نبضات القلب ..ودموع وداع تترقرق في مآقي الأمس .. أشرقت شمس العشرين من مارس .. معلنة ميلاد الحلم ..ووداع عزيز لاتزال ذاكرته لم تفارق قلوبنا .. تأهبت أجنحة لتحلق في ألق وحبور حسب الموعد ..كما تأهب ذلك العزيز ليودع آخر جناح يهبط بسلام ..بعد منتصف النهار ..كل العيون ساهرة تترقب ساعة نهاية ذلك اليوم.. لأن التحدي كان عظيما .. ليس بالأمر الهين كما يتصور البعض..لم تشفع نتائج التجارب التشغيلية لتطمئن النفوس التواقة للنجاح والتفوق..رغم الجهد العظيم ..لاشك كانت الدقائق بطيئة في أعينهم ..لم يمض اليوم كما أعتادوا..وجوه مترعة بالتعب تصارع أنواء أعصار زمان ومكان .. أقتربت الشمس نحو حدود الافق بطيئة ..حل سديم الظلام ....رغم كل شي .. تأبى العيون أن تستلم للنوم ..قبل تحقيق ما تصبوا له النفوس ... أقبل الحلم والحقيقة .. مضى اليوم بسلام..تشابكت الأيدي مرة أخرى ..لتعلن الفرحة الكبرى ..دقت الساعة الثانية عشر في منتصف الليل ..أطلقت فتاة صغيرة صرخة فرح بنجاح الافتتاح..تردد صداها في أركان المطار ..لتلامس حدود روح ذاك العجوز الأجنبي الذي كسى اسارير وجهه بابتسامة أعقبتها قهقهة فرح ... فتلالات سماء عمان بقمر ملأ الفضاء والكون جمالا وروعة ..واستبشرت قلوب بأمل كان قد تضاءل ثم بزغ من جديد .. في حين وقف ذلك الشاب بفخر ليرحب بقدوم اول مسافر ..ليخبره ..ابتسم انت في مطار مسقط الدولي ...درة مطارات عمان.بقلمي / ناصر بالضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:39 PM
جدار .. اردد السؤال في غمرة السهر... وأرسم الخيال في دمعة السفر......أهيم في انتظار.....وأسأل الربيع......أكلم السماء وطلة المساء....وقبلة الفراش تعانق الزهور..... تعطر السحر....تغني للمساء....و شالها يطير....تعود للسباق تعود للنجوم....وترقص الحروف وتنثر الزهور.....وتنبت الورود..... في موكب الطيور.....يعشش الحمام......في كومة الظلام......نسير في الطريق.... ونكتب الحروف..... جنازة الشهيد..... الى السماء تطوف..خطر .. خطر .. خطر.....نعيش في ظلام بقية العمر....نكسر القيود....نكلم الجدار....ابوابها سبات.... وليلها طويل... سكونها عذاب..... وشمسها تغيب....وبحرها كئيب....سهر .. سهر .. سهر ....ونطرح السؤال.....جوابه محال.....تطير كالغيوم .....تسابق الرياح....تعانق الجراح....تشابك القيود بمعصمي كتاب...كثافة الضباب... تبدد السراب..ألم ..ألم ..ألم...وتذرع الهضاب...وتحمل التراب...سادية العذاب ...ونشوة الالم....ورعشة القهر...حدودنا ظلام ... وضحكة الغياب...قلوبنا تموت ...وساعة الاجل...وتشرق الخيوط.....وتنثر الامل....كقطرة المطر كفوحة الزهر....اشلاء من قلوبنا ....تسير في سباق...اطفالنا بريق...احلامهم طريق....ويشرق الصباح وتصدح البلابل... يبدد الظلام وتخفت النجوم...ويضحك الصغار...ويطلع النهار..أمل .. أمل ..أمل.....كأنه سراب قد انهك العيون....كثورة الربيع ونزهة الجنون....كنومة الخريف...كالنور ...كالأطفال ...كضحكة الرضيع...كدمعة ترقرقت ...كقبلة تناثرت...غياب كالسحاب..في حضرة النجوم...والموت والميلاد... والبرد والظلام...تلاحق السديم ...في ليلها العتيم..قهر .. قهر ..قهر....أعود للطريق ونشوة السباق...اعود للبريق ولعبة الكراسي...اعود للسؤال .. جوابه محال..فبيننا جدار .. جدار ..جدار . بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:40 PM
حدث في يوم واحد ...


كان ذلك الحلم الوحيد الذي لم ينفك يبارح ذاكرته منذ كان صغيرا لا يتجاوز عشر سنوات .. العديد من الذكريات اقتلعت من جذور تاريخه الا هذا الحلم الجميل .. كبر معه منذ نعومة أظفاره حتى بلغ حدود المشيب ..يذكر تلك اللحظة حينما كان يستمعلمحاضرة دينية للداعية الكويتي الشيخ احمد القطان..في شريط سمعي..تطرق–خلالها- الى فضائل تلاوة القرآن الكريم.. هذا الدستور العظيم ..كلام الله وكتاب الاسلام الخالد ..يهدي الى طريق الخير ..ويخرج الناس من الظلمات الى النور ..أختتمالشيخ محاضرته بالتطرق الى لطيفة حدثت معه ، مشيرا الى انه في احدى الايام تمكن من ختم القرآن في يوم واحد .. أنه لأمر عجيب .. تمنى ذلك الفتى الصغير ساعتها لو فعل ذلك..لم لا؟..راوده خيال ختمالقرآن الكريم في يوم واحد في كل حين ... تخيل يوم ما سيفعل لا محالة بأذن الله .. سأل نفسه عن المانع؟..خطط كثيرا ..فكر كثيرا .. ها هو الحلم يكبر معه ..حتى تجاوز سن العشرين دون أن يتحقق بعد .. فالثلاثين .. لا يزال الحلم يراوده .. سأل الله تعالى أن يسخر له أسباب ذلك ..وما ذلك على الله بعزيز .. تجاوز سن الاربعين ...وفي احدى السنوات ..شاء القدر أن يعيشويبتعد عن الوطن في غربة بعيدا عن الداروالأهل.. فكان بعيدا ليس على قرب..وحيدا في عزلة وخلوة .. لعل وجود مصحف بحوزته في تلك الغربة هو السلوان الوحيد الذي يلوذ اليه في ساعات العسرة.. يوم ما فقد هذا المصحف لأمر لا يدركه .. فقد الصاحب في الغربة والسفر .. تألم كثيرا لدرجة البكاء على فراقه ...سأل الله أن يرزقه مصحفا ..لم يعد يحتمل ظلام الغربة ..وألم الغربة .. ولوعة الغربة .. فالقرآن نور وشعاع من رحمات الله ونفحاته.. على يقين أن القرآن نور جاء من الله .. وكتاب مبين .. للذين يرجون تجارة لن تبور ..ويزيدهم من فضله ...وشاءت الاقدار أن يلتقي بصديق عزيز في غياهب تلك الغربة المقيتة ..باح له بعشقه وتمسكه بهذا الكتاب العظيم ...و طلبمن صاحبه أن يغيثه بمصحف ..فوعده خيرا ..في قرارة نفسه نوى اذا وصلهالمصحف سيشرع في تحقيق حلم الطفولة بأذن الله ..سيقرأ القرآن الكريم كاملا في يوم واحد في أول يوم جمعه يصادفه .. لم يمض اسبوع الا وصل المصحف من الصديق حسب الوعد .. استبشر خيرا فهذا الكتاب يرفع اقواما ويضع آخرين.. دموع الفرح تسابقت وهو يحضن المصحف بكلتا يديه.. سيوفي بالوعد لا ريب ....حفظ سورة يوسف ..لسبب في نفسه .. بعثت في نفسه الطمأنينة والسرور ..كانت تلك السورة عزائه في الغربة.. قربته من فرج العودة للوطن..وأقبلت يوم الجمعة في ذلك الاسبوع ..تهيأ نفسيا..وخطط لإدارة الوقت ..وتوقع أنكل جزء سيأخذ منه مدة أربعين دقيقة..وتوقع الانتهاءمن قراءة المصحف كاملا بعد منتصف الليل .. في صباح يوم جمعة ..بعد صلاة الفجر .. في حدود الساعة السادسة فجرا شرع في قراءة الكتاب ..واصلدون كلل ..عدا غفوة بسيطة في تمام الساعة التاسعة صباحا لأقل من نصف الساعة ..الى جانب الصلوات الخمس ..ووجبة الغذاء ..شعربلذة في مواصلة القراءة ..بل شعر بعظمة هذا الكتاب وقدسيته ..شعر بالنور يكسىما حوله و دنياه.. كلما أنتهى من قراءة جزء من القرآن الكريم .. كانت الرغبة تتوالد لديه بشدة في مواصلة القراءة ..قبيل صلاة العصر أوشك من تجاوز الجزء الخامس عشر .. وحل الظلام ..كأن المكان وكل ما حوله يتساءل .. عن سر مواصلة التلاوة منذ الفجر .. بعد صلاة العشاء ..أقتربت لحظة النهاية..بعد الوصول لجزء عم ..تمنى استمرار القراءة حتى الفجر ..في تمام الساعة العاشرة ليلا ختمتلاوةسورة الناس.. ثم شرع في الدعاء بما تيسر وأن يعجل في فرجه من كربة الغربة .. كان الدعاء بمثابة ثمرة التلاوة ..حمداللهعلى تحقيق حلم الطفولة ..رغم ان العمر تجاوز الاربعين حينها .. وسألهأن يرزقه ويؤجره فضل التلاوة ..حدث في حياة ذلك الرجل.. لن ينساه ..أدركحقيقة عظمة هذا القرآن وكراماته .. وما به من أسرار لايدركها أحد .. كما أدرك سر قوله تعالى ( إقرأ بأسم ربك الأعلى ...).ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:41 PM
نور تلألأ




نور تلألأ والظلام سديما
والصبح أشرق بهجة ونعيما
جاء الأمين معلما في خلقه
قد ساد مكة صادقا وكريما
والكون يهتف بالصلاة باسمه
قاد العباد بحكمة وزعيما
بسماء يثرب مزهرا بكماله
ومقامه بين الأنام عظيما
ذاك النبي الهاشمي المصطفى
من عاش عمره زاهدا ويتيما
ذاك الحبيب القرشي المجتبى
من كان في لغة الكلام حكيما
ندم اللسان باسم احمد ذاكرا
وبعطره كان الفؤاد نديما
فإذا ذكرت محمدا وبآله
(صلوا عليه وسلموا تسليما)


ناصر الضامري



https://app.box.com/s/fdpic5798n2ju6daxcavayp0yxqncw3c


نشيد نور تلألأ
للمنشد سليمان السيابي
وفكرة اللحن الاستاذ خالد العريمي
كلمات ناصر الضامري
تسجيلات استوديو ادريس المحرمي

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:45 PM
ترى الدنيا ولا تسوى...
على خديطويتالحب..واقلب صفحة ايامي
من الذكرى جروح الوقت عواها الذيب طاريها
هجاويالأمس تفضحني..وتسرق فرحة أحلامي
وأنا المحروم في سهدي ..حياتي وكل مافيها
بكيت الليل واللي صار ..مضت ايام وأعوامي
ورزق الطير والمكتوب ويحلى ماي صافيها
رضيت الزاد والمقسوم ..خصيم النفس لوامي
ولي الله وبابوصوت.. ونفسي تنسى ماضيها
رفعت كفوف والحسرات.. وأنا بالليل قوام
سألت وقلبي الاحزان تماهت بين ساليها
وأشوف اليوم صالحني ..تلاشت كل آلامي
وصبري والرضا مطلوب.. دروب الصمت ماشيها
ودنيا تجذب العطشان وتروي جوفي الظامي
اذا مرت صروف الامس واذا الاحزان اطويها
على راسي عزيز الناس وبعض الناس ظلامي
اكيد في يوم يذكرني وفيهم من تناسيها
وأصفي النفس والسيرة وثغري دوم بسامي
وأداري دمعة الاحزان بوسط الجوف اخفيها
وأطوي سري المدفون وأنا للسركتامي
مريح النفس في بوحي.. تشرفني معانيها
وأعيش اليوم والباكر ألاقي موعد ختامي
واسلم عهدي المكتوب وأكيد النفس يشقيها
وأنا بالليل لي الله ..أداوي جرحي الدامي
لان اللي خلقها الروح .. اكيد في يوم يبريها
واذا غابت شموس النور وحسبت الليل خيامي
تموت في ظلمة الاحزان و أكيد الصبح تاليها
سلام الله على ما فات وانا خصيته سلامي
تحياتي وتقديري.. هدية ما أخبيها
ترى الدنيا ولا تسوى تعيش اليوم بخصامي
اذا هاليوم جرحني .. ترى باكريداويها


بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:46 PM
التعويبة الاخيرة ....
وحيدة جلست تحت شجرة سمر صغيرة في آخر الوادي.. وارفة الظل ..تمسك بعود تلوح به..في حين تناثرت أغنامها على سفح الوادي.. في حين اقتربت الشمس لحدود المغيب.. وتناثر اصفرارها على صفحة ماء الوادي الذي ينساب بهدوء على نقيق ضفادع صغيرة تتقافز على جنباته .. ملابسهاقاتمة الالوان..رثة بفعل عرق الصيف ..وجحيم الريح (الغربي) القادمة من هامات جبل (الحمري) ..الجاثم خلف بلدتها الصغيرة التي تلفها واحة نخيل ...نظرت الى قمتهالشاهقةمتفحصة ..تمنت ان تقف يوما على قمة الحمري ..لتعرف ما يخفى خلفه في الجانب الاخرمن عالم تعتقد انه سري ..قد يعلم تفاصيله اولئك العابرون للوادي بمركباتهم ودوابهم صباح كل يوم.. لا يراودها ادنى شك انه عالم جميل...لا يقل جمالا عن بلدتها الرائعة .. وواديها الرقراق .. وغابة نخيل تعانق الأفق..وشجر الليمون والسفرجل.. راودتها فكرة جميلة .. ان تصعد يوما ما الى قمة جبل الحمري ..لتستكشف ما يخبيء هذا الجبل خلفه ..كالعادة بعثت الفكرة في نفسها احساسا جميلا لتتغنى بتعويبتها المعتادة..تعلمتها من جدتها رحمها الله في رحلات الرعي وجمع الحطب ..، في حين تقافزت الشياه فرحة بتعويبة صاحبتها الصغيرة ...(يا عوب ..ياعوب ..ياعوب..علوه ونحش ونهول.. نحن صغيرين ماه ونذكر دهر اول...يمي يو موزه ..معنا تعويب..ومخابر مكنوزه)..بينما مالتالشمس نحو حدود المغيب ..لتهشعائشة اغنامها نحو طريق العودة الى بلدتها الصغيرة ..تستقبلها امها باحضان دافئة ..تسرد الفتاة تفاصيل رحلتها في الوادي ..اسرعت لتنام باكرا ..تحسبا لرحلة الغد..أستيقظت باكرا.. أقتربت من أمهاالجالسة على موقد الخبز .. لتأكل شيئا من الخبز الشهي برائحته الزكية ..وتحتسي كوبا من حليب الاغنام الساخن .. ثم استأذنت امها الذهاب للمرعى قبل شروق شمس الصباح..أبتعدت عن المنزل خلف الاغنام..ترمقها الام بنظرات وداع ..بدت في عيني أمها صغيرة في بطن الوادي ..توارت عن الانظار ..سلكت الفتاة واغنامها طريقا وعرا باتجاه قمة جبل الحمري..يدفعها الفضول والرغبة الجامحة.. الاغنام تتقافز بين الصخور... بينما تسعى الفتاة - جاهدة - لتجاوز الصخور الكبيرة والمرتفعات الخطرة .. مرهقة ومتعبة .. واصلت التسلق دون كلل.. وصلت القمة بسلام.. صدمت في الوهلة الاولى لما شاهدته خلف الجبل ..انها المدينة وبريقها ودورها ..أبهرت مما تشاهد .. وما زادها ابهارا شيئا ازرق يمتد خلف المدينة على مد البصر ..اعتقدت انه وادي كبير .. لم تسمع من قبل بأنه يسمى (بحرا) ..جذبتها المدينة بشغف..تمنت ان تصل لما تعتقد أنه وادي كبير .. لتستمتع بالغطس في مياههالواسعة..لما لا؟ ...دفعها المنظرلتهبط من قمة الجبل لتواصل مسيرها نحو المدينة والبحر ..انها الرغبة الجامحة وغواية المدينة...بينما امها موزة وقفت تنظر في بطن الوادي قدوم ابنتها (عواش) –كما تسميها- في الموعد قبل غروب الشمس ..دون ان تصل ..فقدت زمام الصبر بحلول الغروب وغياب الشمس ..تجمع رجال البلدة الصغيرة ..قرروا البحث عن عواشفي بطن الوادي ..راودهم شعور بتعرضها لهجوم غادرمن ذئاب السيح او ربما لدغة افعى –لا قدر الله... أنطلقوا معتمرين اسلحتهم التقليدية..رافقتهم الأم.. في آخر الوادي ..أكدت انها تسمع صدى تعويبة ابنتها ..تتردد في اذنها ..بحلول منتصف الليل عزم الرجال العودة الى بلدتهم..مع شروق شمس الصباح تجدد الأمل بعودة عواش..واصل الرجال مهمة البحث مرة اخرى..تسلل اليأس الى نفوسهم..هاهم يعودون في منتصف النهار دون جدوىمرة اخرى..وبعد صلاة الظهر ..شاهدوا مركبة تاجر الأسماك تقترب من بلدتهم قادمة من رحاب المدينة ..لدى وصولها .. كالعادة ذهبت بعض النسوة والرجال لشراء ما لديه من اسماك..ليتفاجأوا بأن المركبة لم تكن محملة بالأسماك ..بل جثمان فتاة صغيرة ممد في حوض المركبة ..أخبرهم –بنبرة حزن – ان الفتاة كانت غارقة في البحر-على حد قوله...فتحت إحدى النسوةالغطاء عن وجه الفتاة ..تأكدت أنها عواش.. أطلقت صرخة مدوية ..تردد صداها في بطن الوادي وقمة جبل الحمري ...بقلمي /ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:47 PM
من انت؟
أنت الحلم الاجمل في ذاكرتي..أنت الريح الاسود في عاصفتي ..أنت أعمق بحر في خارطتي ..رسم تجريدي..حصن تاريخي..انت اعذب لحنا في قاموسي..يا أمرأة من ماذا تخشى؟ ماذا تهوى؟ أنت الاغلى ..أنت الاحلى..كل نساء العالم تبلى ..كل نساء العالم تدعى انثى ..الا انت ..قمر الدنيامن يعرفك..ياسيدتي؟أحد غيري؟ انت طفل .. بين حقول يعدوا فرحا..يلهو عبثا ..انت عبير ..ينفح عطراي..نثر القا ..يزهر املا..فلماذا انسى معك الماضي..ولماذا اسرق منك الليلا..نت الاحلى ياسيدتي..لا يشغلني في ذاكرتي..الا أنت الا أنت..أنت شمس ..أنت صبح..أنت نور..ينثر فرحا..أنت بحر من أسرار..وأنا شراع..بين الموج..اهوى معك جنون الغرق..تكسر صمتي ..رغم الغربة رغم الفقد..انت بستان من ورد..انت وطن في مملكتي انت عالم دون حدود..كالمحتل يبيح القتل..يبيد الارض انت المهجر ..انت شتات..رغم السم ..ورغم الموت..لن يبعثني ..إلا أنت أكتب شعرا ..أرسم سطرا..أنت حدودي .. أبحث عنك بين حروفي..بين رموشي.. بين حنايا الروح وقلبي..بين جنونيي.. انت غائبة خلف القمر..خلف دموعي تحت المطر..أنت الحزن ..لماذا الالم..أأنت حلم؟ .. ماذا أنت ؟..أنت سفر .. فوق القمم..دون شراع..بين المدن بحر غيابي ..ينزف جرحا...ينبض ألما ..ينثر حرفا..فوق رمالي .. أنت أنت..فلماذا أنت ..ولمن أنت؟بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:49 PM
ألا تُعنيكَ أحزاني؟


أيا من يزعمُ العِشقَ.. أتهجرني و تنساني؟

وتهوى في الورى زيفاً.. وكان الظنُ تهواني

ألا يكفيك تاريخي ؟ ..ألا تُعنيكَ أحزاني؟

اتنسى الليلَ والقمرَ؟.. أتنسى دِفء وجداني؟

وقلبٌي نثرُالحبَ..وينبض بين جدراني

أتذكر كنا أطفالاً ..ونعدوا ليل شطآني

وتسمعني حكاياتٌ..عن العشاقِ والجانِ

وتضحكني وتربكني وفي كفيكِ تلقاني

بليل مقمرٍ نمشي..ونجماتي وميزاني

وتلهمني وتسمعني.. وفي عينيكِ ترعاني

بأني حُبكَ الاول .. وتعشقني و تهواني

وتغويني بأسرارٍ..وأشعارٍ وقيفانِ

جلست إليك فاتنةَ..(اذا ما الليلُ اضواني)

وعطري كنت انثرهُ على جدران حيطاني

وإعجابٌ يلاحقني وتهوى لون فستاني

أتذكر عيد ميلادي وأفراحي وألواني؟
؟
وأغنية أرددها على أنغامِ ألحانِ

أتنسى وردةٌ ذبلت ..على أغصانِ بستاني؟

وتغريدي واجنحتي وعصفوري وأغصاني

أتنساني؟ ..وتسأمني ؟ كأني عاشقا ثاني

ونبض القلب يحتضر..على أحزان أركاني

وحتى ثورتي خمدت .. وماتت نار بركاني

كأن الصمتُ يرهقني ..وطول الصبر أعياني

لماذا اليوم تنسفني؟ ..وتنسف مجد بنياني

فلن أرضى بخاتمةٍ..شموخي اليوم عنواني

و مسرفة اذا غضبت..وأمقت كل كتماني

لأني اليوم ثائرة .. لذا اضرمت نيراني

سأمحوا التاريخٍ..اذا ما رُمتَ نسياني

وقد أعلنتُ خاتمتي ..وإضرابي وعصياني

ستعرف انني امرأةٌ ..وإني كيدُ شيطان



بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:50 PM
مذاق الفقد
جلس منزويا في احدى اركان ذلك المكان المزحوم بالالم .. بعيدا عن تجمعات الرفاق .. محشورا في زاوية احزانه .. تكوم على نفسه كأنه زاهدا في محرابه .. يتأمل ساعة الحائط البغيضة .. دام صمته طويلا .. آلام الدهر تماهت في جبينه المكفهر .. لم يرحم شفاهه العابسة .. طوقه التفكير .. خنق انفاسه بعزلة حصينه .. واسوار عاليه .. لم نتجرأ على اقتحامها .. مثله كثيرون هنا .. لكنه مختلف عنهم .. تجاوز الحدود المعقولة .. طاف المسموح به وغير المسموح .. طوقته قضبان الصمت.. عصرت قلبه .. يرثي ما مضى من عمره وسنين الجفاف .. ضاع الحرث والنسل .. يرثي ما تبقى من احلام شبابه .. اطبقت على انفاسه سنوات الحزن .. تكسرت امام موانئه البعيدة أمواج حبلى بالامنيات والاحلام .. باءت محاولاته بالفشل.. ولكن دون يأس.. حينما حاول اختراق حصون وأسوار واقعه المرير .. عيون تراقبه .. قلوب تتأمله .. اخرى تزدريه .. وتسخر منه .. ذات يوم تكسرت أشرعته و دفعته الرياح ليجنح الى شاطيء حزين .... دفعني الفضول نحوه .. اقتربت منه كثيرا .. كتم الامس انفاسه .. سألته كما ينبغي ان يسأل الغرباء .. سبرت اغواره .. هيجت اعماقه باسئلة شتت رغبات مكبوتة في صدره .. سمعت منه همسا يطغى عليه الالم .. ربما اقل من المعتاد .. اجوبة قصيرة ومختصرة .. التزمت الصبر كالعادة .. لم تطفأ نار الفضول لدي ..أجوبته تشبه قطرات ماء .. في صيفالعطش .. اصبحت مطرا.. اتسعت الدائرة قليلا .. بادرني بسؤال غير متوقع .. خصني بابتسامة متحفظة .. دعوة خجوله .. لم اتردد في قبولها..شعرت بالبرد .. وذوبان الجليد .. تدافعت تلك القطرات المتساقطة .. اظلمت السماء .. كانها تمطر .. زخات.. هربت الى خلف الابواب .. ازهرت الارض ورودا .. تلعثم الرفيق كثيرا .. بكى كثيرا .. شعرت برغبة جامحة .. بوح لم يروق له .. كشف اللثام .. آذان صاغية تنتظر في انصات .. دموع غياب والم .. لثمتها شفاه متصحرة.. غمغمت بالآه ..و قهر الرجال .. تجلى كشمس الصباح .. كدموع اطفال مريضة.. مستوحشة.. ظلام الوحدة القاتل .. سنوات الغربة والحرمان .. سراب الاحلام .. قاطعته قليلا .. استعاد انفاسه المبعثرة .. فوضى مفرطه في احشائه ..رسم لوحة بالوان صاخبة .. اختزل عذاب الدنيا .. تناقضات مبعثرة .. لوحة في جدران الروح .. تشبه اعماق بحاره .. احزان تتوالد من احزان اخرى .. استاذنته .. لم يسمعني .. لانه غارق في بحر ظلامه .. زلزال ضرب معاقل جراحه .... جلس وحيدا ذات مساء .. أمسك بقربه رواية مذاق الصبر .. ذاب بين سطورها .. وصفحاتها .. كانه ماسور في بريق فكرتها .. تشابكت الخيوط في خياله الواسع .. تقاسمت معه انين الصبر .. استفزتني ارادته وعزمه .. نحو مستقبل غد .. احكم قبضته على زمام الامور .. وعلى حطام الماضي .. تحرر من قبضة قضبان الغياب .. رحل بعيدا .. سافر باجنحة خيال الى هناك .. مشى خلف ظلال قمرية .. في شاطيء قمري ..تخيل كثيرا.. كأنها تمسك تلك الفاتنة انامله وقلبه .. تمسد راسه .. همست في اذنه .. كلام لم يستوعبه بعد .. احلاما كبيرة بلا حدود .. طريق طويل .. خارطة طريق العمر .. رسم الحب والسعادة .. وبساتين الورود .. طار الى نجوم المساء .. تذكر شهادة السنة الاخيرة من دراسته.. مساء حفل التخرج .. تذكر عالمه الافتراضي ... واروقة ذلك المكان البائس ..وتلك الوجوه المشؤومة .. والاسماء القبيحة .. تذكر اليوم الاخير .. لقاء الظهيرة .. قبل العودة .. قبل ان يلعن تلك الأقنعة السوداء .. وجلبة الحضور.. وتلك الغرفة اللعينة .. لا يزال يتامل جروح معصمه .. وقلبه .. يتذكر استغاثات آخر الليل .. وآخر الأحزان .. انه يوم الرحيل .. نقطة اللاعودة..زمن فقد الرحمة والانسانية .. وأفلت شمس الحب.. ساد الظلام .. تعالت أصوات .. تأمل تلك الاسوار العالية .. وأشياء اخرى ..تلتوي كانها ثعابين الليل .. تعكس بريق النجوم .. ووجوه العابسين .. تاملني بالقرب منه ..رفع راسه ... سألني .. اختصرت له الاجابة .. لم ترقني نظراته.. ووجهه العابس .. شعرت بخيبة امله .. اقسم يمينا غليظة .. انكر كل شي.. انه يعلم اصول اللعبة .. اربكت مشاعره الساكنة بين ضلوعه .. حطمت اركان قلبه .. انه على يقين انها ستعود يوما ما ..ذات يوم تشرق فيه الشمس .. تمطر السماء بردا ... تنثر الارض ورودا .. تنفح الحياة اريج حب .. ثم استاذن الى خلوته .. فهو على موعد مهم .. ومائدة عشاء دسمة.. ووجوه غريبة في الاحلام .. مشتاق اليها ..على موعد.. يشبه هدايا الميلاد .. واشياء اخرى .. تحمل فصول انتظاربين ضلوعه.. يمسح دموع..مشى يجر خلفه الم الخطيئة الزائفة .. لم يلتفت خلفه .. راقبته حتى ذاب في الظلام .. رمقت اسراب طيور مهاجرة تحلق في الظلام .. تعالت اصواتها .. هممت بالعودة بعد ان عرفت مذاق الفقد.. عدت الى غرفتي .. ودفتر مذكراتي .. اكتب قصة شقية .. غواية حب مؤلم .. في عالم آخر .. في زمن آخر.... تذكرت تلك اللحظة السوداء .. والغرفة المظلمة .. و دموع بالية .. بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:51 PM
وحلمي لم يزل طفلا

....
وحلم قد سكن قلبي ..
أنا عربي في النسب
وطفل عاش في صدري..وحلمي لم يزل طفلا
نشيد القدس ردده ...
وفي الطابور أنشده
ليوم كان ميعادي.... واحفظه كميلادي
..وكان الوعد في بصري
شعار في مخيلتي.. أصلى في ربى القدس
واقطف شجرة الزيتون,,
والتفاح والعنب..
وصوت الرعد يربكني... هدير الموج أسمعه
ركوب البحر ياسرني
.. ولا أخشى مدى البحر
ويمضي مركب الصياد .. واشرعة بلا مجداف
ومسرعة
ومجهدة
وتجريها كفوف الريح والاعصار

رمال الصيف تحرقني .. وفي الاعماق تغرقني
وفي البيت ارى جدى ..يناديني وينزقني..
يحدثني عن القدس
واقرا سورة الفلق .. ويسمعني اساطيرا
يقاسمني من الحلوى ..
ويضحكني ويبكيني
على الاكتاف يحملني .. ولي شرف ولي عز ..
انا المشتاق يا جدي
.. وقنديلا سأحمله على كفي..وأقلامي سأنثرها على رفي
ونقرأ واجب الدرس ..
واكتبها مراسيلا اشخبطها
بلا عنوان اجمعها و ارسلها .. وتحملها سماء الريح
وامي كنت ارسمها على كتبي ..
على قلبي .. على صدري
ارى في خبزها عطري..وفي احشائها صبري
تغني يوم ميلادي..
وأحزان بأعيادي
عرفت الحب والأمل..واني فارس عربي .. لا اخشى من الاحزان والموت
سيبقى الحلم ان امضي الى القدس .
.اصلي الفرض والخمس
من الماضي يناديني...وتاريخي وعنواني
ارى جدي يصلي الليل ..
وقد هرمت زواياه
وأسأله عنالحلم ..تجاوبني حناياه
أرى جاري يصارعني..
أرى الدنيا تنازعني
وصوت الحرب يرتفع ... لهيب النار يرتفع
وتنخفض وترتفع
..وسوق النفط تنتعش
وأرملة واطفال ...واوطان واحزان
واخبار تزلزلنا وترهقنا وتصعقنا
..
فحلم القدس قد ضاع .. وقد غربت بقاياه
أنا أحلم ..وحلمي لم يزل يكبر ..تضاءل في مخيلتي
وكنت أراه في حلمي ..
وحلمي لم يزل طفلا
ومدرستي وفي كتبي .. نشيد القدس محذوف ..
ولم يبقى له علم
وفي الاخبار لم اسمع له اثرا .. وتاريخ بلا قدرا
وفي غزة مصابيح ..
نداء الريح والرعد
وصار الحلم كابوسا يحطمني ويخرسني .. وحلمي في خبر كان
حقيبتي كم افتشها ..
دفاترها مبعثرة ..واحلامي مبعثرة ..
مضى عمري ودربي اليوم معكوسا .. الى قبر سيفنيني ..
أو الميلاد يحييني
وصرت اليوم ستينا بلا حلم .. بلا امل يقربني الى القدس
وتبقى سورة الاسراء لم تحذف .. ولن تحذف ..
كان الوعد يعرفني ويعرفها
أنا جيل بمدرستي ....طوابير من الاطفال في صدري .. صباحا رددوا الحلم
نشيد في صدى الصبح ..
سنابله من القمح
وجدي اليوم مقبورا .. وحلمي كان مسطورا
ولم يبقى سوى نجما..
شهيد مات مغدورا
بلا أثر كأن الدرب مهجورا ..بقايا من فتات الخبز والاشلاء
وأغصان من الزيتون أحملها..
كتذكار على صدري
وطفلي عاد مقهورا لمدرستي ...وقد نزعت خرائطه..
بلا امل ينبش صورة الحلم ..
ويسكت صرخة الألم
وقد هجعت بعقلي ثورة العلم ..وحب القدس في قلبي.. ولم يبقى سوى الحب


بقلمي / ناصر الضامري

وحلمي لم يزل طفلا....
وحلم قد سكن قلبي ..
أنا عربي في النسب
وطفل عاش في صدري..وحلمي لم يزل طفلا
نشيد القدس ردده ...
وفي الطابور أنشده
ليوم كان ميعادي.... واحفظه كميلادي
..وكان الوعد في بصري
شعار في مخيلتي.. أصلى في ربى القدس
واقطف شجرة الزيتون,,
والتفاح والعنب..
وصوت الرعد يربكني... هدير الموج أسمعه
ركوب البحر ياسرني
.. ولا أخشى مدى البحر
ويمضي مركب الصياد .. واشرعة بلا مجداف
ومسرعة
ومجهدة
وتجريها كفوف الريح والاعصار

رمال الصيف تحرقني .. وفي الاعماق تغرقني
وفي البيت ارى جدى ..يناديني وينزقني..
يحدثني عن القدس
واقرا سورة الفلق .. ويسمعني اساطيرا
يقاسمني من الحلوى ..
ويضحكني ويبكيني
على الاكتاف يحملني .. ولي شرف ولي عز ..
انا المشتاق يا جدي
.. وقنديلا سأحمله على كفي..وأقلامي سأنثرها على رفي
ونقرأ واجب الدرس ..
واكتبها مراسيلا اشخبطها
بلا عنوان اجمعها و ارسلها .. وتحملها سماء الريح
وامي كنت ارسمها على كتبي ..
على قلبي .. على صدري
ارى في خبزها عطري..وفي احشائها صبري
تغني يوم ميلادي..
وأحزان بأعيادي
عرفت الحب والأمل..واني فارس عربي .. لا اخشى من الاحزان والموت
سيبقى الحلم ان امضي الى القدس .
.اصلي الفرض والخمس
من الماضي يناديني...وتاريخي وعنواني
ارى جدي يصلي الليل ..
وقد هرمت زواياه
وأسأله عنالحلم ..تجاوبني حناياه
أرى جاري يصارعني..
أرى الدنيا تنازعني
وصوت الحرب يرتفع ... لهيب النار يرتفع
وتنخفض وترتفع
..وسوق النفط تنتعش
وأرملة واطفال ...واوطان واحزان
واخبار تزلزلنا وترهقنا وتصعقنا
..
فحلم القدس قد ضاع .. وقد غربت بقاياه
أنا أحلم ..وحلمي لم يزل يكبر ..تضاءل في مخيلتي
وكنت أراه في حلمي ..
وحلمي لم يزل طفلا
ومدرستي وفي كتبي .. نشيد القدس محذوف ..
ولم يبقى له علم
وفي الاخبار لم اسمع له اثرا .. وتاريخ بلا قدرا
وفي غزة مصابيح ..
نداء الريح والرعد
وصار الحلم كابوسا يحطمني ويخرسني .. وحلمي في خبر كان
حقيبتي كم افتشها ..
دفاترها مبعثرة ..واحلامي مبعثرة ..
مضى عمري ودربي اليوم معكوسا .. الى قبر سيفنيني ..
أو الميلاد يحييني
وصرت اليوم ستينا بلا حلم .. بلا امل يقربني الى القدس
وتبقى سورة الاسراء لم تحذف .. ولن تحذف ..
كان الوعد يعرفني ويعرفها
أنا جيل بمدرستي ....طوابير من الاطفال في صدري .. صباحا رددوا الحلم
نشيد في صدى الصبح ..
سنابله من القمح
وجدي اليوم مقبورا .. وحلمي كان مسطورا
ولم يبقى سوى نجما..
شهيد مات مغدورا
بلا أثر كأن الدرب مهجورا ..بقايا من فتات الخبز والاشلاء
وأغصان من الزيتون أحملها..
كتذكار على صدري
وطفلي عاد مقهورا لمدرستي ...وقد نزعت خرائطه..
بلا امل ينبش صورة الحلم ..
ويسكت صرخة الألم
وقد هجعت بعقلي ثورة العلم ..وحب القدس في قلبي.. ولم يبقى سوى الحب


بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:52 PM
العاصفة ....

هدأت وقالتها : بأني آسفة
والعين تحكي من دموع العاطفة
سكنت تلملم حزنها في حيرة
في ليلة خلف النوافذ واقفة
والريح تمسد شعرها وخيالها
والليل يمطر ذكريات طائفة
قد سافرت .. شيء يراود حلمها
لنجوم ليل في بروج نائفة
فدنوت منها فاستمالت معصمي
قالت مشاعر كالسيول الجارفة
لا أدري عاشقة أم أني واهم
أم ما سمعت من الشجون الزائفة
عقلي يحدثني بشيء عابر
والقلب ينبض يحتويني هاتفه
سرقت ظنوني..تستبيح عواطفي
وكأنها اوتار قلبي عازفة
قالت : ( كأنك ما قرأت مدامعي
مشتاقة عيني لعينك ذارفة،
والخوف يكتمني وينزع مهجتي
وأنا وحظي في ديارك عاكفة
ماذا أقول فقد ملكت مدينتي
وجراح قلبي في جدارك نازفة
ماذا تريد؟ ولم تقل لي آسف!
يكفيك اني قد رجوتك خائفة
فاذا هدأت و رغم بوح مشاعري
فأعلم باني يا حبيبي آسفة
ولان بعدت من الغياب فضمني
تفنى حياتي وهذا حبك عارفة
خذني اليك فقد سئمت حماقتي
فالحب يمطر في هبوب العاصفة
خذني لاني في يديك نهايتي
ماذا تريد؟؟ اذا عرفت السالفة!!)


بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:53 PM
سكة سكـــــــــــــــــــــارى
على غيرالعادة.. لم يفرط في تناول المشروبات الكحولية العتيقة.. في تلك الليلة تناول قليلا منها .. مسكين في تفكيره الضئيل ..وقع في شرك الكحوليات ..فتح باب يعتقد انه المهرب من جحيم التفكير في مشاق الحياة .. والتزامات المعيشة في هذا الزمن الضيق ..لجأ للكحوليات ظنا انها الصديق الوفي ..تستنزف امواله ..صحته .. هدر للوقت ...بعيد عن اسرته وابنائه .. لا يعلم انها مصدر الهلاك والتعاسة ..ومستنقع لمنغصات الحياة .. خرج من تلك الحانة الكئيبة ..المحشورة في سحابة من الدخان الخانق ..والهرج الصاخب .. سلك سكة الى بيته اقريبة من تلك الحانة الصغيرة في ذلك الفندق..لقد سئم من النوم على قارعة الطريق أحيانا..وازعاج السكارى والمارة وابواق السيارات .. كما سئم من ازعاج الموسيقى الصاخبة في تلك الحانة.. مشى معتقدا انه في حكم العقلاء .. ليس بالسكران .. رغم صعوبة المشي في خط مستقيم,, يتخيل اليه احيانا ان السكة بها شيء من الاعوجاج والميلان..يراوده شعور التقيء لولا ان معدته خالية من الطعام .. طلب من عامل مقهى قريب لا يزال مفتوحارغم تجاوز منتصف الليل تزويده باثنتين من الشاورما ...مضى في طريقه يأكل أحداها وماسكا بيمناه الاخرى .. مرورا باحد اصحابه السكارى في سكة الطريق.. رآه قبل قليل في الحانة ..كان مسرفافي شرب الكحوليات ... نام الصاحب السكران على جانب الطريق ..لان قدماه لم تحملانه للمشي .. لم يشفق عليه سعدون حينما أمتنع من اعطائه الساندويشة الثانية بناء على طلبه..وواصل طريقه ..فناداه الصاحب-بغضب- باسمه : (سعدون) ..التفت الاخير لصوت المنادى خلفه ..اخبره الصاحبواصفا نفسه بانه ملك الموت ..وسوف يقوم بمسكروح سعدون في آخر هذه الليلة قبل آذان الفجر ..تمتم سعدون مطلقا لعناته على الصاحب السكران.. كما أطلق كلمات بذيئة شملت والديه..وقرر سعدون مواصلة الطريق الى بيته ..وكان يحدث نفسه بكلام غير مفهوم.. وترددت في أذنه كلمة ذلك الصاحب حينما زعم انه ملك الموت..لدرجة ان سعدون أوشك أن يصدق ما سمع.. معتقدا ان كلام ذلك السكران فيه شيء من الصحة و يكاد لا يخلوا من المنطق ..فالملائكة تتشبه أحيانا على هيئة أشخاص .. حتى لو سكارى..-أستغفر الله - .. وصل سعدون بيته .. سمع من زوجته كلام بذيء اعتاد على سماعه لدى رجوعه من الحانة كل ليلة..سعدون لم يهدأ له بال في تلك الليلة .. جفاه النوم ..اخذ الامر مأخذ الجد في نفسيته ..لربما ذلك الشخص هو بالفعل ملك الموت ..وأنه سيقبض روحه في نهاية تلك الليلة..شعر كأن السكر بدأ يتلاشى من عقله وجسده..كما ان عينيه اغرورقت بالدموع من الخوف والرعب المسيطر على تفكيره.. بدأ اللوم والندم يتسلل الى جسده ..فكيف سيلاقي ربه وهو بهذا الحال .. اسئلة متشعبة تدور في خاطره ...الوقت يمضي ..ويقترب رويدا من موعد آذان الفجر ..قرر سعدونالعودة الى صاحبه الذي يزعم انه ملك الموت..يعطيه الساندويشة الثانية ..وسيتوضح منه هذا الامر المريب .. طالما ان روحه لا زالت متشبثة في جسده.. كأن باب التوبة لايزال مفتوحا على مصراعيه غير مغلق ..لعل ماسيفعله من ذرة خير في ذلك الصاحب السكران تشفع له قليلا ...خرج ومشى فيذات سكة الطريق حيث يتواجد الصاحب...شاهده منبطحا على قارعة الطريق..أقترب منه رويدا ..ثم جثا على ركبتيه بالقرب من راسه .. أضطر لايقاظهليناوله الساندويشة ..كأنه نام ..حاول ايقاظه دون جدوى ..لم تفتر محاولاته ..بدأ اليأس يتسلل الى نفسه .. في نهاية المطاف .. لم يراوده شك ان ذلك السكران فارق الحياة..وضع باطن كفه على صدر النائم ..لم يرصد اي نبضات ..كان جثة هامدة ..ألم يزعم انه ملك الموت؟..أسئلة تردد صداها في عقل سعدون السكران ..كما تردد صدى باب التوبة في عقله ..ثم قالها بنبرة غضب.."اللعنة على الخمر"... بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:53 PM
الشبــــــــــــــــــح
يمشي وحيدا في جادة الطريق الضيقة ..في جنباته تتناثر مقاهي ومطاعم صغيرة .. ازعجته اصوات المركبات المارة.. تختلط باصوات بعض الباعة الذين يفترشون الطريق .. شعر بقليل من الجوع ..وقف أماممطعم معروف بوجباته الساخنه الشهية ..رغم انه مزدحما بالزبائن ..الا انه ارتأى الدخول .. رأى طاولة خالية فجلس وحيدا .. مطلة على الشارع ..تعلوها مراياعريضة...تأملتلك المرايا بفضول .. عكست وجوه جائعة ..مبتسمة ..كأنه لمح وجه ليس بغريب عليه ..لعله احد الرفاق...ولكن يبدو على وجهه الشحوب ..بسبب كبر السن .. وربما مريض .. يشبهه قليلا ..لتقارب السن بينهما .. كسر تأملاته صوت النادل .. اختار بثقة وجبة من على صفحة قائمة الطعام .. أستعادالنادل القائمة ثم غادر..مسك هاتفه كغيرة من زبائن المطعم ..تصفح رسائل اعتاد قراءتها .. حتى وصول النادل وبيده الطعام .. طلب منه ايضا فنجان قهوة .. عاد لتأمل صاحبه في تلك المرايا .. كأنه يبادله النظر ايضا في المرايا .. وقليل من الابتسام ..ثم تناول طعامه..احتسى فنجان قهوته .. هم بالخروج من المطعم ...بعد ان دفع قيمة فاتورة الطعام..استدار نحو الباب ..هم بالخروج ..الا انه لم يشاهد صاحبه في الواقع..أين أختفى؟ .. وعاد الكرة للمرايا ..شاهده في المرايا موجودا..راوده شك ان من كان يشاهده في المرايا هو شبح ما .. حينها غادر المطعم ..لمح ذات الرجل يقف خلف زجاج المطعم من الداخل ...واصل السير في طريقه .. يحدث نفسه فيما يشاهده ..هل يعقل انه يتخيل .. ركب سيارة تاكسي ..وجلس في كرسي بجوار السائق ..نزق حينما شاهد في المرايا ذات الشخص في الكرسي الخلفي ..وكأنه يتبعه ويراقبه في تحركاته...شعر بدرجة الحرارة تتصاعد في جسمه ..فكر في الامر مليا ..لدى وصوله قرب منزله ارتجل من التاكسي ..وسرق نظرة للكرسي الخلفي فضولا ..الا انه تفاجيء عدم وجود أحد .. دخل منزله..كان مظلما.. وقف أمام المرايا يتخيل المشهد .. نظر للمرايا فلمح ذات الشخص واقفا أمامه .. تفاجأ وشعر بشيئا من الرعب والخوف .. كاد يسقط ..أعاد الكرة في النظر للمرايا .. ليجد ان من يشاهده هو ذاته .. يا للهول سأل نفسه ؟ .. كيف لم أتعرف على نفسي؟ .. بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:54 PM
نار النوى



قلب بصدري لا ينام ويعشقْ

والشوق نار تكتويه و تحرقْ

ومن الهوى بين المشاعر ساهراً

يمضي كسيفٍ قاطعاً وممزق

ذبلت ورودي وأستبيح جمالها

بستان عمري حاسراً لا يورقْ

سار الغرام مسافرا لخليله

والشوق يعدو والمشاعر تسبقْ

حتى ظننت البين ينذر مقبلا

وغرابه ندم الصياح وينعقْ

وخشيت صمتي والندامة والنوى

أركان روحي في الصبابة تنزقْ

إحساس نبضي منبأ لجفائه

وأنا لقلبي واثق ومصدقْ

مالي فتنت ونبض روحي خافقا

سكنت عيوني دمعة تترقرقْ

يا شوق مهلا فالظلام يلفني

والصبر في قلب المتيم ضيّقْ
صوت
الحبيب مناديا لصبابتي

فأنا غربت ومن سمائي أُعتقْ

فإذا الحكاية أوشكت بتمامها

فالقلب في ريب الغواية يخفقْ

مالي عشقت ومال قلبي والهوى

دعني فديتك في بحارك أغرقْ

أما عذاب لا تغيب ظلاله

او نور شمس في ظلامي تشرقْ



ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:55 PM
لَستُ أنسى فَضلَ أُختي
صِرتُ حقاً ما وعَدتي
إِنها في قدرِ أُمي
في سُويدا القَلبِ أنتِ

ها أنا اليومُ سَعيدا
صُرتُ إنسانا مجيدا
أتلوا بالقرأنِ ذِكرا
فضُلُها خيرا حميدا

أنتِ للآمالِ مَرفا
أنتِ من عَلمني حرفا
ذاك قرآنٌ كريمٌ
زادَني عِزاً وشرفا

لِستُ أنسى ما حَفظتُ
في فؤادي ما قرأتُ
كل هَديٍ من كِتابي
أجرُ خيرٍ قد حصدتُ

حِفظُ قُرآني وذِكري
مُبتغاهُ طولَ عمري
كم رقيتُ مِن دعاها
فأقبَليه مني شُكري

أختي شمسٌ في حياتي
نورها يسمو في ذاتي
أجرُها جناتَ عدنٍ
ربي أَكرَمني بِأُختي



بقلمي ناصر الضامري*


مهما نطقت الألسن بأفضالها، ومهما خطّت الأيدي بوصفها، ومهما جسدت الروح معانيها، فواجب علينا تقدّير جهودها المضنية، فلها منا كل الثناء والتقدير.
________________________________________


*🎙الأداء والألحان:*
موسى البطاشيm.albttashi23@


*📝 كلمات الشاعر*:
ناصر الضامري
________________________________________
الرابط
https://youtu.be/OLpLQfZJ2l8
__________________________________


https://youtu.be/OLpLQfZJ2l8

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:56 PM
مذاق الألــــــــــــــــــــــــــــــم
جلس منزويا في احدى اركان ذلك المكان المزحوم بالالم .. بعيدا عن تجمعات الرفاق .. محشورا في زاوية احزانه .. تكوم على نفسه كأنه زاهدا في محرابه .. يتأمل ساعة الحائط البغيضة .. دام صمته طويلا .. آلام الدهر تماهت في جبينه المكفهر .. لم يرحم شفاهه العابسة .. طوقه التفكير .. خنق انفاسه بعزلة حصينه .. واسوار عاليه .. لم نتجرأ على اقتحامها .. مثله كثيرون هنا .. لكنه مختلف عنهم .. تجاوز الحدود المعقولة .. طاف المسموح به وغير المسموح .. طوقته قضبان الصمت.. عصرت قلبه .. يرثي ما مضى من عمره وسنين الجفاف .. ضاع الحرث والنسل .. يرثي ما تبقى من احلام شبابه .. اطبقت على انفاسه سنوات الحزن .. تكسرت امام موانئه البعيدة أمواج حبلى بالامنيات والاحلام .. باءت محاولاته بالفشل .. حينما حاول اختراق حصون وأسوار واقعه المرير .. عيون تراقبه .. قلوب تتأمله .. اخرى تزدريه .. وتسخر منه .. ذات يوم تكسرت أشرعته و دفعته الرياح ليجنح الى شاطيء حزين .... دفعني الفضول نحوه .. اقتربت منه كثيرا .. كتم الامس انفاسه .. سألته كما ينبغي ان يسأل الغرباء .. سبرت اغواره .. هيجت اعماقه باسئلة شتت رغبات مكبوتة في صدره .. سمعت منه همسا يطغى عليه الالم .. ربما اقل من المعتاد .. اجوبة قصيرة ومختصرة .. التزمت الصبر كالعادة .. لم تطفأ نار الفضول لدي ..أجوبته تشبه قطرات ماء .. في صيف العطش .. اصبحت مطرا.. اتسعت الدائرة قليلا .. بادرني بسؤال غير متوقع .. خصني بابتسامة متحفظة .. دعوة خجوله .. لم اتردد في قبولها ..شعرت بالبرد .. وذوبان الجليد .. تدافعت تلك القطرات المتساقطة .. اظلمت السماء .. كانها تمطر .. زخات.. هربت الى خلف الابواب .. ازهرت الارض ورودا .. تلعثم الرفيق كثيرا .. بكى كثيرا .. شعرت برغبة جامحة .. بوح لم يروق له .. كشف اللثام .. آذان صاغية تنتظر في انصات .. دموع غياب والم .. لثمتها شفاه متصحرة.. غمغمت بالآه ..و قهر الرجال .. تجلى كشمس الصباح .. كدموع اطفال مريضة .. عيون باكية .. مستوحشة.. ماضيعلن بيانه .. ظلام الوحدة القاتل .. سنوات الغربة والحرمان .. سراب الاحلام .. قاطعته قليلا .. استعاد انفاسه المبعثرة .. فوضى مفرطه في احشائه ..رسم لوحة بالوان صاخبة .. اختزل عذاب الدنيا .. تناقضات مبعثرة .. لوحة في جدران الروح .. تشبه اعماق بحاره .. احزان تتوالد من احزان اخرى .. استاذنته .. لم يسمعني .. لانه غارق في بحر ظلامه .. زلزال ضرب معاقل جراحه .. عدت الى غرفتي .. ودفتر مذكراتي .. اكتب قصة شقية .. حب مؤلم .. في عالم آخر .. في زمن آخر.... تذكرت تلك اللحظة السوداء .. والغرفة المظلمة .. و دموع بالية .. وصبر محترق .. وصخب قرية ..وسط ظلام ليلة في آخر الشهر,, جلس وحيدا ذات مساء .. رمقته يمسك رواية.. كأنها مذاق الصبر .. ذاب بين سطورها .. وصفحاتها .. ماسورا في بريق فكرتها .. تشابكت الخيوط في خياله الواسع .. تقاسمت عيونه انين الصبر .. استفزتني ارادته وعزمه .. احكم قبضته على زمام الامور .. وعلى حطام الماضي .. اقتربت منه رويدا .. لم يشعر بقربي منه .. مطلقا .. كانه تحرر من قبضة الألم .. رحل بعيدا .. سافر باجنحة خيال الى هناك .. مشى خلف ظلال قمرية .. في شاطيء قمري .. تمسك تلك الفاتنة انامله وقلبه .. تمسد راسه .. همست في اذنه .. كلام لم يستوعبه بعد .. احلاما كبيرة بلا حدود .. طريق طويل .. آفاق انسانية ..اطرق سمعه ينصت لها باهتمام واضح ..وطموح شباب .. نهاية صبره .. احلام طفولة .. خارطة طريق العمر .. رسم الحب والسعادة .. وبساتين الورود .. طار الى نجوم المساء .. تذكر شهادة السنة الاخيرة من دراسته في الكلية .. مساء حفل التخرج .. تذكر عالمه الافتراضي ... واروقة ذلك المكان البائس ..وتلك الوجوه المشؤومة .. والاسماء القبيحة .. تذكر اليوم الاخير .. لقاء الظهيرة .. قبل العودة .. قبل ان يلعن تلك الاشباح.. وتلك الغرفة اللعينة .. لا يزال يتامل جروح معصمه .. وقلبه .. يتذكر استغاثات آخر الليل .. وآخر الأحزان .. انه يوم الرحيل .. نقطة اللاعودة.. افلت شمس الحب.. ساد الظلام .. تعالت أصوات .. تأمل تلك الاسوار العالية .. والاشواك الملتوية .. كانها ثعابين الليل .. تعكس بريق النجوم .. ووجوه العابسين .. تاملني بالقرب منه ..رفع راسه ... سألني .. اختصرت له الاجابة .. لم ترقني نظراته.. ووجهه العابس .. شعرت بخيبة امله .. اقسم يمينا غليظة .. انكر كل شي.. انه يعلم اصول اللعبة .. اربكت مشاعره الساكنة بين ضلوعه .. حطمت اركان قلبه .. انه على يقين انها ستعود يوما ما ..ذات يوم تشرق فيه الشمس .. تمطر السماء بردا ... تنثر الارض ورودا .. تنفح الحياة اريج حب .. ثم استاذن الى خلوته .. فهو على موعد بلقاء خاص مع خيالها.. ومائدة عشاء دسمة.. ووجوه غريبة في الاحلام .. مشتاق اليها ..على موعد.. يشبههدايا الميلاد .. واشياء اخرى .. تحمل فصول انتظاربين ضلوعه.. يمسح دموع..مشى يجر خلفه الم الخطيئة الزائفة .. لم يلتفت خلفه .. راقبته حتى ذاب في الظلام .. رمقت اسراب طيور مهاجرة تحلق في الظلام .. تعالت اصواتها .. هممت بالعودة بعد ان عرفت مذاق الألم.. بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:57 PM
مدائن الحزن....(نزارية)


مكتوب عشقك بجبيني
لمدائن حزنك ينفيني
أنوائك ريح وشجون
تنبض اشواقي وحنيني
ما عاد سمائك ممطرة
ستموت ورود بساتيني
وتسافر اسراب طيور
وستهجر اعشاش ظنوني
وساهرب من بوح قصيد
ماعاد الشعر يناديني
ساموت غريبا وشقيا
ما بين المهجر والبين
فالبعد منالك موعده
فاذا ما عدت فانسيني
يا جرحا ينزف ذاكرتي
ينهكني الالم وأنيني
فاتنة تصرع تاريخي
ما عاد جمالك يغريني
ماضيك اضحى اطلالا
يا امرأة كانت تعنيني
أسأل عن طيفك ..غائبة
يقتلني البعد ويحيني
لا اعرف وصلك ساعته
لا شيئا بعدك يكفيني
وساكتب خاتمة حياتي
وساغرس خنجر سكيني
وسأردد آخر أمنية
(زيديني موتا.. زيديني)

بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:57 PM
بمناسبة افراح نوفمبر المجيد أهدي هذه الابيات المتواضعة


رسالةٌ من عمان

ما جانُ يا أرضٌ في قبلةِ الاممِ
قد زانك ألقٌ يرقى إلى النجمِ

تاريخُها سَفَرٌ من غابرِ الزمنِ
في القلبِ مَرْسمُها والروحِ والشيمِ

أفدي منازِلَها والأرضَ والشجرَ
والبحرَ والبيدَ في الحربِ والسلمِ

يا قبلةٌ شَرَفَت أحنوا لها رأسي
قَد عانقت شفتي يا قبلةٌ بفمي

فعمانُ يا نورٌ في تِبرِها كَفَني
عزاً وأمجاداً في الخيرِ والسقمِ

نتلوها آياتً من حُبِّها سورٌ
أمجادُ مَنهَجُها في منبرِ القيمِ

من يَأتِها سَلِمَ.. لعمانَ قَدْ قَصَدَ
ما صَابَهُ سَبٌ او نالَ من ضيمِ

لَنْ تبقى أضغاناً..من كائدِ الحسدِ
فعمانُ أَنْجُمِها تَعلو إلى القممِ


مابَالَ أغرابٌ قد أَضرَمُوا الفِتنَ
مَن أشعلَ النارَ قد خاب في الندمِ

فالسِلمُ إن عَقَدوا قَد آنَ موعَدَهُ
والخيرُ في أملٍ قَد سارَ في عزمِ

صنعاءُ تضطرِمُ..بغدادُ تحتضرُ
والويلُ في حلبٍ والنارُ في الهشمِ

يا أمةَ العُربِ قد نالَها غَضَبٌ
أوضَاعُها تعبتْ من شدةِ الألمِ

وعمانُ قُدوتُها والحبُ منهاجٌ
والسلمُ نبراسٌ كالنارِ في العلمِ

في الخيرِ ملهمةٌ كالشمسِ عاليةٌ
والارضُ مَنبَتُها من سابغِ النِعَمِ

فالعربُ يجمعُنا والدينُ وحًدنَا
من أيَنَ فُرقَتَنا لا خيرَ في الشتمِ

فأباضُ مرشِدُنا او حتى سِنيٍّ
بل ذاك شيعيٌ من عُربِ او عَجمِ

فرسالتي حبٌ بالشعرِ أكتُبُها
نبضٌ من القلبِ .. نزفٌ من القلمِ

وسأُخبرُ العربَ عن ورقةٍ ذَبَلتْ
والغصنُ في ميلٍ والعمرُ في هَرمِ

يا قبلةً جمعتْ قحطانُ قاطبةً
يا نسلُ عدنانٍ من عاد من إرمِ

قد جئتُ في كدرٍ من مسقط الخيرِ
والكفُ اُبسطُها من موطنِ الكرمِ

يا أمةٌ كتبتْ أَمجَادهُا زيفٌ
من سِفر تاريخٍ في موكبِ الأُممِ

فسأل فديتُكَ هلْ في الصحوِ مَنْ أملِ؟!
فعُرُوبتي أفلتْ من هيبة القمم

هل شمسُها غَربتْ؟ في عتمةِ القدرِ
أمْ حانَ مَشْرِقُها من نشوةِ الحلمِ

يا أمة عجزت في نهجها وسن
يا أمةً سَقَطتْ في سَلةِ العدمِ

إن أشرقت أفلت في ليل غربتها
لا خيرَ صَحوتَها بَل اِرقدي ونمِ


بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:58 PM
صديقي عبده ....
تنظر اليه بازدراء عجيب ..يكاد يخلو من العاطفة والرحمة ...تعتقد انه جزء زائد في كف الاسرة..ينبغي التخلص منه وابعاده عن محيطها في اقرب فرصة...كما تعتقد انه منافس قوي لابنها الوحيد في الميراث المنتظر من والده الطريح على فراش الموت بسبب ذلك المرض الخبيث القاتل .. بينما الاب المريض تختلط مشاعره تجاه ابنه المصاب بمتلازمة داون.. يناديه (عبده) اختصارا لـعبدالرحمن.. يقرأ في عينيه الصغيرتين ألم الفقد والغياب..سبق ان فقد حنان امه اثر طلاقها منه.. المرض يدفعه بقوة نحو هاوية الموت السحيقة ....سمع صوت ابنه محمد اثر دخوله المنزل.... استقبله عبده الاخ غير الشقيق .. حضن اخيه كعادته.. جلسا معا يتبادلان أطراف حديث بلغة غير مفهومة.. يبدو ان محمد اصبح يفهم ما يريد عبده.. ثم خرجا معا الى صالة الحديد .. معظم شباب الصالة رحبوا بقدوم عبده ..يحظى بمحبتهم واعجابهم.. يبدو على عبده الهمه والعزم والجدية في ممارسة تلك الرياضة .. في تلك الاثناء تعالت رنة هاتف محمد النقال .. الوالدة العزيزة حسبما هو مكتوب .. رد عليها –كعادته-..أنصت لبرهة.. بينما تساقطت الدموع بشكل ملفت.. تساءل عبده عما يحدث مومأ بكلتا يديه .. (بابا خلاص ,.الله الله) – أخبره محمد..كأن عبده استوعب الامر ولكنه التزم الصمت ..لدى دخول المنزل.. تأكد محمد ان أبيه فارق الحياة .. بينما عبده وقف صامتا متأملا الوضع الحزين ...مرت الايام والشهور ..بدأ عبده ملاصقا لاخيه محمد في الخروج من المنزل .. بينما أم محمد لم يسرها هذا الوضع .. تهاجم عبده وتنهره احيانا وتنعته بألفاظ بذيئة ..لم يعد في عينيها الا شيئا عالقا في جسدها ..غير مرغوب فيه بالمنزل..وقف محمد في إحدى المرات غير راض عما يشاهده تجاه اخيه عبده من أمه في صالة المنزل حينما كانت تقهقه مع صويحباتها ..بل يتداولن صور عبده في الهاتف النقال مع صديقاتهن .. أليس هذا انسان يحترم ويقدر ..لديه مشاعر حاله كحال الاخرين ....له الحق ان يعيش ويستمتع بهذه الحياة .. ندعه وشأنه .. أستغرب ان البعض يجعل منه مادة للضحك والسخرية .. غادر محمد وبصحبته عبده المنزل لحضور مباراة كرة قدم .. تفاعل عبده لدى مشاهدته تلك المباراة .. بل اصبح مشجعا معروفا لدى جماهير ذلك النادي ..عادا في وقت متأخر الى المنزل ..لم تكن أم محمد موجودة بالمنزل.. جلسا في صالة المنزل يشاهدا التلفاز ..طال الوقت ..رن الهاتف النقال المشؤوم ..رقم غريب ..رد عليه محمد..صعق لدى سماع نبأ تعرض والدته لحادث سير ..أتجها سريعا الى المستشفى .. والدته وضعها خطير .. بحاجة لدم ..تبرع لها عبده..لملائمة فصيلة دمه .....توالت العمليات في جسدها .. حمد ربه لتنبه والدته بعد ثلاثة ايام في المستشفى .. تأكد للاسف انها ستكون مشلولة.. حبيسة مقعد متحرك .. مرت اكثر من ثلاثة اشهر..خرجا من المستشفى يدفع محمد والدته في كرسي متحرك ..بينما عبده يسير بقربهما .. تتأمله أم ياسر بعين حزينة ونادمة .. هذا هو القدر ..هذه هي الدنيا .. كيف أمس بل كيف اليوم؟ ..أسئلة تدور في خلدها .. تمنت لو كانت مكان عبده تمشي على رجليها ..ها هي اليوم اصبحت مقيدة في هذا الكرسي ليل نهار.. طلب عبده من اخيه ياسر ان يقوم بدفعها حتى وصول السيارة ..شعرت أن الدنيا انقلبت رأسا على عقب..كيف لهذا المسكين أن تدخل الرحمة الى قلبه ليمد اليها بكف المساعدة.. بالأمس كانت تزدريه ..آه يا دنيا .. تحدث نفسها..بينما عبده تسمر في المقعد الامامي لتلك السيارة الفاخرة ..مشت سريعا لتصل الى البيت .. نظرت الى البيت كأنه سجنا أبديا .. بينما تناثرت اشجار النخيل في فناء المنزل كقضبان سجن مشؤومة ..لم يعد مهما لديها ان عبده اصبح شريك لأبنها في ملكية هذا المنزل الفخم .. ورفاهية الحياة ..
بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:59 PM
كلميني .....

كلميني .. ليه صرتي في سكوت
ليه صمتك؟ لو تسمينه زعل
حتى ابتسامك انتهى بين الخفوت
ولا عيونك بين اشواق و خجل
ياشمس ليلي ظلمت فيني البيوت
وتاه شوقي والقوافي والغزل
أشتاق صوتك .. همستك ..لو دون صوت
وابعثيني ..وازرعي فيني الامل
لجلك اموت في كل ساعة وما اموت
ما دام نبضك في فؤادي يختزل
علميني ..قبل ما عمري يفوت
وينتهى بعدك تصاريف الاجل
سارت حياتي في نسيج العنكبوت
شبه الصحاري وكانها بيت النمل
يا للاسف وحدي انا اشتاق موت
و انت الامل لما يراودني الملل
كاني غريق (ن) صابر(ن) في جوف حوت
وش حيلتي .. والنور من ليلي افل
بستان عمري بين زهره وبين توت
واليوم بعدك .. يا غلا وردي ذبل
بس كلميني.. وكسري صمت السكوت
ولا ادفنيني .. بين رمشك والمقل

كلمات / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
06-01-2020, 11:59 PM
وحلمي لم يزل طفلا....

وحلم قد سكن قلبي .. أنا عربي في النسب
وطفل عاش في صدري ..وحلمي لم يزل طفلا
نشيد القدس ردده ... وفي الطابور أنشده
ليوم كان ميعادي.... واحفظه كميلادي.. وكان الوعد في بصري
شعار في مخيلتي.. أصلى في ربى القدس
واقطف شجرة الزيتون,, والتفاح والعنب..
وصوت الرعد يربكني... هدير الموج أسمعه
ركوب البحر ياسرني .. ولا أخشى من البحر
ويمضي مركب الصياد .. واشرعة بلا مجداف
و مسرعة ومجهدة
وتجريها كفوف الريح والاعصار
رمال الصيف تحرقني .. وفي الاعماق تغرقني
وفي البيت ارى جدى ..يناديني وينزقني..بحدثني عن القدس
واقرا سورة الفلق .. ويسمعني اساطيرا
يقاسمني من الحلوى .. ويضحكني ويبكيني
على الاكتاف يحملني .. ولي شرف ولي عز .. انا المشتاق يا جدي
.. وقنديلا سأحمله على كفي..وأقلامي سأنثرها على رفي
ونقرأ واجب الدرس ..واكتبها مراسيلا اشخبطها
بلا عنوان اجمعها و ارسلها .. وتحملها سماء الريح
وامي كنت ارسمها على كتبي .. على قلبي .. على صدري
ارى في خبزها عطري ..وفي احشائها صبري
تغني يوم ميلادي.. وأحزان بأعيادي
عرفت الحب والأمل ..واني فارس عربي ..و لا اخشى من الاحزان والموت
سيبقى الحلم ان امضي الى القدس ..اصلي الفرض والخمس
من الماضي يناديني...وتاريخي وعنواني
ارى جدي يصلي الليل .. وقد هرمت زواياه
وأسأله عن الحلم ..تجاوبني حناياه
أرى جاري يصارعني.. أرى الدنيا تنازعني
وصوت الحرب يرتفع ... لهيب النار يرتفع
وتنخفض وترتفع ..وسوق النفط تنتعش
وأرملة واطفال ...واوطان واحزان
واخبار تزلزلنا وترهقنا وتصعقنا
.. فحلم القدس قد ضاع .. وقد غربت بقاياه
أنا أحلم ..وحلمي لم يزل يكبر ..تضاءل في مخيلتي
وكنت أراه في حلمي .. وحلمي لم يزل طفلا
ومدرستي وفي كتبي .. نشيد القدس محذوف .. ولم يبقى له علم
وفي الاخبار لم اسمع له اثرا .. وتاريخ بلا قدرا
وفي غزة مصابيح .. نداء الريح والرعد
وصار الحلم كابوسا يحطمني ويخرسني .. وحلمي في خبر كان
حقيبتي كم افتشها .. دفاترها مبعثرة ..واحلامي مبعثرة ..
مضى عمري ودربي اليوم معكوسا .. الى قبر سيفنيني .. أو الميلاد يحييني
وصرت اليوم ستينا بلا حلم .. بلا امل يقربني الى القدس
وتبقى سورة الاسراء لم تحذف .. ولن تحذف .. كان الوعد يعرفني ويعرفها
أنا جيل بمدرستي ....طوابير من الاطفال في صدري .. صباحا رددوا الحلم
نشيد في صدى الصبح .. سنابله من القمح
وجدي اليوم مقبورا .. وحلمي كان مسطورا
ولم يبقى سوى نجما..شهيد مات مغدورا
بلا أثر كأن الدرب مهجورا ..بقايا من فتات الخبز والاشلاء
وأغصان من الزيتون أحملها.. كتذكار على صدري
وطفلي عاد مقهورا لمدرستي ... وقد نزعت خرائطه..
بلا امل ينبش صورة الحلم ..ويسكت صرخة الألم
وقد هجعت بعقلي ثورة العلم ..وحب القدس في قلبي.. ولم يبقى سوى الحب

بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
07-01-2020, 12:00 AM
الكنـــــــــــــــــــــز ....
تخيل كثيرا وسرح بفكره المحدود وهو يمشي على الشاطيء الهادي .. الا من اصوات بعض النوارس المتناثرة.. وطار بعيدا لعالم من الأحلام .. متى سيخرج من دائرة الفقر المظلمة ؟ .. أعتاد أن يسال نفسه ويأمل يوما ما أن يصبح غنيا ..ويترفه ابناءه بماله وحلاله .. اصطدمت قدمه بإناء فخاري مزخرف كبير على الشاطيء ..تأمله وحمله بين يديه ..حدث نفسه كثيرا .. لا يوجد لديه أدنى شك أن ذلك الاناء يحتوي على كنز..وربما مال وفير ..قد يعود لسفينة تجارية غرقت في عرض هذا البحر ... أسرع الى منزله حاملا الاناء خشية ان يعترض طريقه اي من اللصوص .. دخل المنزل وسرد لاسرته الفقيرة قصة هذا الاناء .. تسرب الخبر الى اهل القرية .. دخل عليه تاجر القرية..مبتسما على غير عادته .. مؤمنا هو الاخر ان ما بداخل الاناء كنز عظيم ... اتفق التاجر مع الفقير لشراء ما بداخل الاناء بثمن مجز..فوافق الفقير على الفور .. في صباح اليوم التالي جاء تجار آخرون وعرضوا على الفقير بيع الاناء مقابل بناء منزل فاخر له ..الا ان الفقير رفض العرض ..كما رفض عرض آخر من تاجر آخر لشراء الاناء مقابل شراء قارب صيد له .. وتوافد العديد من اهل القرية الى منزل الفقير للرغبة في مشاهدة إناء الكنز .. من باب الفضول .. وفي مساء اليوم التالي اتفق التاجر مع الفقير على كسر الاناء ونبش الكنز .. وبالتالي تسليم الفقير قيمة الكنز دون علم احد حتى اسرته وابناءه ...وفي غرفة منعزلة بمنزل التاجر .. جلس الفقير وبقربه التاجر ويتوسط الغرفة ذلك الاناء المزخرف .. فأغلق التاجر باب الغرفة بشكل محكم حتى لا يدخل عليهما أحد .. فبادر التاجر بكسر الاناء لكشف ما بداخله من كنوز ..فخرج من الاناء المكسور شيئا غريبا ملتويا على نفسه ...انتزق الفقير وكذلك التاجر .. انه ثعبان ضخم ... يبدو انه كان في سبات عميق بداخل هذا الاناء ...هرب التاجر ومعه الفقير باتجاه الباب ..الا ان التاجر احكم الباب بقفل لا يذكر اين مفتاحه ..بينما الثعبان يتمدد في تلك الغرفة الصغيرة ...فهاجم التاجر فعضه عضة سقط على اثرها مغشيا عليه .. وكذلك نال الفقير نصيبه من عضة الثعبان الضخم ..حينها أدركا الاثنين ثمن جشعهما وطمعهما ..وضياع رأس المال.. وتذكر الفقير عروض التجار الاخريين لشراء منزلا او قارب صيد له مقابل بيع الاناء المزخرف .. ضاعت احلامهما وتبددت في لحظة مؤلمة .. لا ينفع ندم فيها ولا عتاب ..بينما زحف الثعبان خارجا عبر فتحة النافذة ....

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
02-07-2020, 12:06 AM
عمال النظافة

عمال النظافة

أنا الكِناسُ يا إخوان...أنا من يخْدِمُ الإنسانْ
وتعرَفني شوارعُنا أُنَظِفُها مِن الأدران
أنا من ينثُرَ الحُبَ ومَكنسَتي بِها عُنوانْ
وتقديري بهِ شرفٌ..فأرجوا كِلمة الإحسانْ
لنرقى في مدينتنا.. نظافَتُنا مِن الإيمان
.......
نحنُ عمالٌ كِرامْ..نحن مصباحُ الظلامْ
نحن عنوانُ النظافة..رمزُ حبٍ وأحترامْ
في دروبِ الخيرِ نمضي نرجو وداً واهتمامْ
كُلنا عزمٌ عظيمٌ..في سواعدنا نظامْ
حالنا صبرٌ جميلٌ..نهجُ خيرٍ وسلامْ
.......
إذا عاندتني صروفُ الزمانْ
وطال انتظاري وملّ الصبرْ
سأرضى بعيشي ونهجِ الحياة
وحكم القضا والسما والقدر
لأني منارٌ يعمُ الجمالْ
كغيثِ السماءِ يرِشُ المطرْ
معاً سوف نمضي بدربِ الحياةْ
ورغم الظلام وكيد البشر
لنحيا كراماً بعمرٍ مديدْ
وعيشٍ سعيدٍ بطول العمرْ
فلن ابقى دوما رهين الظلام
ولن أرضى عيشاً بما لايسُرْ



كلمات ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
02-07-2020, 12:07 AM
مرثية الطفل عبدالعزيز

مرثية الطفل/ عبدالعزيز بن سعيد

يغيب النور عن عيني..عزيز الروح غاليها
ظلام الليل يجرحني ويرويها حكــــاياتي
وانا في غربة البرواز ..أناجي صورتك فيها
دموع الليل توجعني وأحزانــــــي وآهاتـــي
من الذكرى تناديني ..حكاوي صعب احكيها
وانفاسك على الجدران وعطرك في عباياتي
وأنا في رحلة الأحزان ..دروب الصبر أمشيها
يا خطوة في ظلام الوقت..ولو طالت مسافاتي
رضينا قسمة الاقدار ..أخذها الروح باريها
سرقت العيد ..والفرحة بعد عزوز هيهــــــات
تناجي بسمتك قلبي وأنا بس كيف بنسيها
على صدري تودعني .. وانا ترثيك عبراتي
سألت الله يجمعنا ..من الفردوس عاليها
ياطير في الجنان يطير .. تنادي وين ماماتي
بقلبي صورة البرواز وأنا بالحيل أرثيها
توادعني و لو حرفي يشوفك فوق مرثاتـــــي



بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
02-07-2020, 12:07 AM
بوح النفس

بوحُ النفسِ

بوسطِ الليلِ أصبوا أن اراكَ
كأني راهبٌ أرجوا لِقاكَ
تبوحُ النفسُ هائمةً بعشقٍ
وكم ترجوا نصيباً من هُداكَ
عبادُ اللهِ قد هجعوا سباتاً
وعيني لا ترى الا سِواكَ
كأن الروحُ في روضاتِ سُعدٍ
وقد عَرَفَتْ هياماُ في هواكَ
وكم نَشجتْ ضلوعي في سكونٍ
وكم سَكبتْ عيوني في حماكَ
يضيقُ الكونُ حتى ضاق صدري
وارى فيكَ وجوداً في فضاكَ
ورحماتٌ وقد عمّت بقلبي
فربي ... من أرى أهلا لِذاكَ؟
بُليتُ بعلةٍ سَكنتْ فؤادي
عن الدنيا ..فيا قلبي كَفاكَ
رضيتُ الصبرَ يُلهِمُني سُكوناَ
فيا اللهُ أرزقني رِضاكَ
وأكرِم سائلاً يرجو نعيماً
وعبدٌ نادمٌ ..لبى نِداكَ

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
02-07-2020, 12:07 AM
هداء بمناسبة عيد الكويت 25 فبرير" أمير الانسانية"

إهداء
بمناسبة عيد الاستقلال لدولة الكويت في 25 فبراير.


أمير الانسانية

إن الرجالُ .. زعامة ٌ و كمالُ
فخرُ الكويت.. مهابة وعقالُ
فبرايرٌ.. يروي الحِكايةَ سيرةً
تاريخُ مجدٍ ..زاهرٌ و جلالُ
وتلألأت شمسُ الكويتِ أبيةً
فغدا الخليجُ تموجه الأبطالُ
وصواريٌ رقصت تموجُ عِبابَها
يا دانةً تختالها الآمالُ
هذا الصباحُ مباركاً بصفائه
والنورُ أشرقَ .. والديارُ جمالُ
عزمٌ ..هُمامٌ ..والصِعابُ مقامهُ
حزمٌ ..جوادٌ..والثوابُ منالُ
رَكَبَ العروبةَ والسلامَ مطيةً
إن الأصالةَ معدنٌ وخصالُ
هذا الفريدُ وقائدُ له رؤيةً
هذا الزعيمُ إذا السِباقُ سِجالُ
وسليلُ مجدٍ للاصالةِ مِنْبَراً
إن الرجولةَ سيرةٌ وفِعَالُ
ياشيخَ إمْضي للمعالي قِبلةً
إقبلْ فَخلفكَ سائرونَ رِجالُ
فاليومُ نحفلُ والكويتُ بعيدُها
فلتفخرُ الأجيالُ والأجيالُ
فعِمار يا شعبَ الكويتِ بمجدهم
عهدُ الصباحِ أمانةٌ وجلالُ
ماجانُ تكتبُ للكويتِ قصيدَها
فالعذرُ..مهما قلنا او ان قالوا
فاهديها حباً يا عمانَ وسلمي
لأهلِ الكويتِ..فحبُهم همالُ
تلك الرسالةٌ والسلامُ حروفها
من عازيٍ قد طاله اليامالُ
فلكَ التحيةَ يا أميرَ قلوبنا
أنتَ المحبةُ .. والصفا.. والفالُ

بقلمي / ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
02-07-2020, 12:09 AM
تحت ظلال الصبر

تحت ظلال الصبر

لم يسمع نصيحته قبل عشرين عاما ونيف .. لا زالت نصائحه تتردد في أذنه وعقله .. يعلم انه قوي الارادة .. شجاع في اتخاذ القرار .. بدافع فطري .. ولاسباب لم يدرك ما وراءها .. حمل لواء الشجاعة منذ الطفولة .. صامد في وجه الريح ..يلهمه العزم والنشاط.. سلك طريق قصير .. شاق .. نكران الذات كان حاضرا.. ألوان ترفرف على هامة الروح .. وصميم القلب .. نداء رجل ملهم يتردد .. قدوة أبدية.. حروف رسمت خارطة طريقه .. تعرفه رؤوس الجبال ..في أقصى الشمال.. كما تعرفه تخوم الربع الخالي ..في أقصى الجنوب .. عرفوه أولئك كثيرا .. حتى ذلك البدوي .. نصب خيمته قرب غدير وبئر معطلة .. في انتظار قطيع الابل .. نحت اسمه على سفوح جبل .. في لحاء شجرة لبان .. الشواهد عديدة .. عزم وثبات.. سفر تاريخ لن يطمس .. عقارب تدور .. كراسي تتأرجح وسط الظلام .. صيف يحمل نسمات هادئة .. صدى ضحكات حزينة .. جدران ضيقة .. دموع مشتتة .. وصراخ أطفال مفجوعة .. جحيم سهر وليل كئيب .. نعيق غربان مشؤومة .. استعلاء وجوه بغيضة .. نسر جريح تهاوى من قمته .. اجنحة منهكة .. شعور بحب افلاطوني.. هروب من كدر مستنقع.. الى خلف أسوار بغيضة .. سنوات قفار .. غابرة .. وجوه سئمت براءتها ورسائل غاضبة .. تحت ظلال الصبر .. عبرت قوافل تحمل اشياء مجهولة..أفواه مترعة بالكذب .. كؤوس مكسورة.. ناضلت من اجل بقايا العمر .. تسعى جاهدة لاستعادة شيئا .. فاق الخيال .. حدود المعقول .. اقتحام خطوط حمراء .. اختارق حاجز الصوت والصمت .. أسئلة ترهق الكاهل .. تنخر خلايا العقل .. تجاوزت افق الخيال .. اقضت مضاجع لم تعرف النوم .. تخضبت تقاسيم الوجه بالوان الحزن والكآبة .. طارت اسراب الم وسط نعيق مقيت .. لايزال يلهم الروح .. عشق رجل من زمن آخر .. توهج بالحب.... فارس ولاء .. كسر حدود الوقت.. يرقى منازل النجوم .. غمر البحار والمحيطات.. عبثية خارج الاسوار ... خارج اصول اللعبة .. كاني اراها تقف هناك ..تنتظره .. في زاوية بميدان هذا الطرف الحزين .. تمسك نافذة غرفتها بكلتا يديها.. تتامل السماء .. كأنه طار عنها الى عالم آخر .. كطائر من الاساطير .. يسكن احلامها .. تتامله وحيدة .. يشبه افول قمر اخر الشهر .. تتامل مستقبلها الغامض .. تحسب ما تبقى من عمرها الضايع في سكة الاحزان .. لاتعلم كم هي الاحزان تتوالد في عينيها..ماثلة امام وجهه ..لا تشعر بدفء معصمه وكفيه .. سلب لب قلبها .. وزهرة شبابها .. لا تعلم سر هروب السعادة من جسدها ..تمتلكه رعشة الموت.. والجمال المسروق .. سافر الى ما خلف السحاب .. تركها جسدا بغير روح .. لم تنساه.. لانها بدونه.. كسماء معتمة.. عذاب في عذاب .. الم وغياب.. قطعة من جسده .. على موعد مع خريف العمر .. اصوات طيور الليل المهاجرة .. ملأت وحدتها صخبا والما .. نبشت أعشاش عواطفها .. غاصت في اعماق بحارها .... يمتلكها ثمة احساس بالغربة .. ودموع تسيل دون محفز .. تبعثرت أوراق ذاكرتها .. اين يهرب منها ؟.. محاصر باطياف... موشوم بالخطيئة رغم عنه .. وزهور العمر الذابلة .. كلمات فقدت أغلى ما تملك ..حروف تزهر ورودا ..تعالت اصوات طيور .. الهبت قلوبا مشتاقة .. سافر الى هناك .. في سكون المساء .. على موعد معه .. لم تسمعه من قبل ..... اقتربت من دف شواطيء .. هدير الموج .. على موعد ليس كالعادة .. اطلال قمر المساء .. ضفاف خليج دافيء .. ليلة استثنائية .. غارقة في ظلام وسكون .. اسوار .. عتمة ابدية .. صباح بعيد .. لا يزال واقفا.. بقايا الدموع .. تلعب بها ريح النسيان .. لم يأت للموعد .. كالعادة ..كان موعدا اخيرا ..انكسر الكأس.. لملمت اوراقا مبعثرة .. من دفتر ذاكرتها ..ارتسمت ابتسامة كاذبة على شفتيها.. اطلقت صرخة مدوية .. استيقظ النائمون .. كرهت كلمات الحب .. سبق ان كتبها دون ان يكمل.. لم تكن مجرد لحظة وداع ..بريق رومانسية .. ووجوه شاحبة .. تذكرت وداع قلوب مقهورة .. ودموع حزينة .. تركتها هناك تحت السرير .... كم هي قاسية تلك الجدران .. تنتظر عصافير غائبة .. صباح لم يصح من غفوته بعد .. اختصر المسافات والاحلام.. ليلة تساقطت فيها النجوم.. والقلوب .. تعانقت الارواح .. والاحلام .. لن يفارق عيون حزينة .. يتربع على عرش القلب .. اختصر حدود هذا الزمن .. نتذكر اشياء معه .. أوراقه وأقلامه .. وانتظاره الاخير .. رحل الى حدائق الياسمين .... وفي يده تذكارا من الحب والحرية .. .

اسطورة لن تتكرر
02-07-2020, 12:10 AM
رحيل آخر الربابنة

رحيل آخر الربابنة

ذات صباح معتم ..في يوم جمعة ..شروق غير سعيد .. أمواج تنضح حزينة على شاطيء حزين .. هدوء غير معتاد ..خبر زلزل مسامع اهل الشريجة وكل البلاد..واهل الجزيرة ..ترجل الفارس من صهوة جواده .. وطوى اشرعته من صواريها.. وانطفى سراج الظلام .. تظلك رحمة الله جدي العزيز في نعيم جناته..مع المخلصين الابرار .. سافر سريعا …شبيه الريح والسحاب.. أحتواه ظلام الفقد مساء هذا اليوم الاسود .. الألم تغلغل في أركان الجسد وتفاصيله الدقيقة.. كعادته..كما تغلغل صبر السنين .. أتعب العيون من دموع الفراق .. أرهق ذاكرتنا بمغامراته....أين بقايا حكايات زمن الطيبين ..لم يتبق منهم أحدا ..بغيابه.. رحل آخر رجال هذا البحر وربابنته ..رحل آخر شجعان هذا البحر.. سافروا جميعا .. لحق بركبهم..رغم ريح الشتاء ..تحرك السفين ..تبدو اليابسة ضئيلة في عينيه .. لم يلتفت خلفه كثيرا .... يوم لم يعرف غروب..بحريسكنه موج صامت..وضجيج نوارس سكنت دفء شاطيء حزين ..تناثرت شبه نائمه.. أين أنت من هذا البحر..أتعبت هذا البحر .. كما أتعبك من قبل كثيرا ..لم يكسرعزمه وهمته.. عرفته أمواج الزمن البعيد .. أكتفى في أيامه الاخيرة تأمل شواطئه من نافذة المنزل الضيقة.. ترمق طواف اشرعة ملهوفة.. يحثها حنين خليج حزين.. وتحدها امواج غريبة.. جاءت عابرة من وراء البحار والمحيطات... تصدح باناشيد البحارة الغائبين ..لم يتبق منهم الا هياكل.. طمرت في قاع المحيط .. غارقون في لجة هذا البحر الغاضب..منذ زمن بعيد.. يتلاعب التيار ببقايا عظامهم المتناثرة .. نتذكر يوم الاعصار ..تلاشت شجاعته.. تكسرت شيئا فشيئا..نتذكر ايام الصبر.. والأساطير المدفونة في تلك الاعماق .. والطوفان.. رغم قلق المرض.... تماهت قصص بطولاته بين صفحات البحار .. ربان يعبر محيطات زمن غابر .. اجهد كثيرا بسبب مغامراته في صقيع هذا المحيط .. ومجاديف صبر حطمتها اعاصير امام صخور عزمه .. لا تعرف الكلل .. مثل اعلى بين اقرانه .. تقف كالصواري امام عين الريح والاعصار ..كشراع تتلاعب به عواصف البحار .. تتقن فنون الصبر والملاحة .. واساليب التحدي .. عرفوه احفاده وذريته كان قدوة حسنة .. سطر اسمه على جبين هذا الزمن.. تذكار لا يتكرر..حملوا لواءه خفاقا بسماء تاريخه .. حملوا عصاته البالية .. جوانبها متآكلة بفعل انامله البيضاء السخية .. اكتحلوا بنور جبينه المسافر الى السماء .. لم يفارق ابراجا وصروحا في قلوبنا .. لم يبرح عنا طرفة عين .. نحفظ ابجديات اسمه.. ودموعه الغالية ..لفقد توأم روحه ..فلذة كبده .. ورفيق سفره في ظلمات الليل.. كرحيل آخر ربابنة هذا الزمن الممل .. آخر رجال هذا البحر الاسطوري.. تتساقط أمام صفحة وجهه الشامخ .. زاخر بالجود والعطاء.. احتسى فنجان قهوته قبل الغروب ..نسمع صدى حكاياته مع هذا البحر ..لا تزال تتذكر انها يوما ما جلست بالقرب منه.. وحيدة بصبرها .. مكابرة على الم الفراق .. شقية زمان بربري.. ضحية أنواء لم ترحم ..كما نتذكر نحن أنه هي كانت قريبا منه..كساعده الأيمن .. كنور بصره ومقلتا عينيه ..سبقه قرة عينيه.. رحل مع القدر سريعا .. لم يبق الا حلما يراوده في بعض الاحيان .. يرمق بعينيه تختزل سؤالا .. لايزال صغيرا .. سيلقاه حتما يوما ما ... لا يزال يدور في حلقة ذاكرة ابدية .. كاسمه الازلي .. رغم مرضه السريع .. وسفره السريع ..تكوم في شرنقة صبره.. لم ترحم الوحدة سنوات عمره..يتاملنا بعيون مكلومة .. منهكة بجحيم الانتظار والتأمل في عيون الغرباء ..يبحث عن شيء ..عن ملاك سماه "عبيد".. صمت يحمل كلمات وحروفا ليس لها حدود .. تركنا احفادا تائهون ..نبحث.. نسأل.. يتردد صداه في المسامع كل صباح .. مرسومة ابتسامته على صفحة الشمس كلما أشرقت على مياه خليج دافيء.. نعشق الجلوس بين يديه .. علق في ذاكرتنا ..أحتوته لجة هذا البحر الهائج .. ها نحن اليوم بعيدون عنه.. لم نهنأ بعد .. لم ترو ضمأنا بعد .. سرقنا الزمان والمكان .. اخذتنا الاسوار العالية والقمم البعيدة .. تتلاطم امواج الليل على جدران الوحدة .. ورياح الغياب .. تعرفنا نجوم السماء .. لانك علمتنا صبر الرجال .. وعزم الاحرار .. لن نرضى بغير ذلك .. لن نقنع..لن نساوم أبدا.. هذا قدر مكتوب.. سنبقى أبناءك و أحفادك الاوفياء لوصيتك الخالدة .. لقدرك وشموخك..نعدك نبقى يد واحدة ..لن تخذلنا السنين .. خالد أسمك في أعماق الروح .. كهذه القمم الشامخة .. منذ الازل .. لن تبهرنا بريق النجوم.. لن تغوينا نرجسية مقيتة .. أندحر الظلام .. أنبلج نور في الافق البعيد.. لا تأبه كثيرا..رغم الصمت .. منذ عرفناك .. اينعت بذورك في أرواحنا سنابل حب وحرية.. رغم طول الانتظار.. وسنوات الأمل.. ومواسم الاحزان .. نقبل رأسك الطاهر..بنفس موجوعه.... ليس بقريب .. كما أنه ليس ببعيد ....لك البشرى والمجد .. لك الحب والسلام .. جدي العزيز.. لم تغب عن قلوبنا بعد .. رغم النزق من صرخة تلك الوحيدة ..(غاب أبي.. سعيد بن عبيد)..رحمك الله واسكنك فسيح جناته.. مع الخالدين والابرار...لا زال صداها في الاذن ..يتردد ..كترنيمة سلام..كهدير هذا البحر المتلاطم ..نام بسلام .. سيبقى أسمك خفاقا كسارية علم .. كنجم المجهاة في سماء هذا البحر ...
بدموع قلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
02-07-2020, 12:10 AM
معارضة لقصيدة ايها الساقي لابن زهر


هذه الابيات معارضة لموشحة شهيرة لابن زهر الأندلسي ابي بكر ابن زهر حفيد ابي مروان عبد الملك ابن زهر، وكانت وفاته سنة 1119م ، تعد من أحلى الموشحات ، وابن زهر هو ذلك الطبيب الإشبيلي الشهير، والشاعر البارع.وهي من الموشحات الذائعة الصيت والبالغة الدقة والتصوير، وهي تعتبر نموذجا من الموشحات التامة، يقول ابن الزهر في مطلع قصيدته:(أيها الساقي إليك المشتكى ... قد دعوناك وإن لم تسمعِونديمٍ همتُ في غرَّتهوبشرب الراح من راحتهكلما استيقظ من سكرتهجذب الزِقَّ إليه واتَّكا وسقاني أربعاً في أربع)

معارضة قصيدة ابن زهر

أيها الباكي اليك الملتقى ......صان عيناك وان لم تدمع
وخليل غاب في غربته
كبعيد سار في خطوته
بات حلم في رجا عودته
قد سما فيمن هواك ورقا.........لوصال في الدنا لا تقطع
اي صاح في مناك قد هوى
صار هيمان هواك فغوى
اين ذياك حكايات الجوى
فتجلى في هواه فشقا......وانتهى في موجع ومصرع
مال قلبي نادما بالصبر
اخباره سائرة في العمر
أقداره نازلة من قدر
مبتغاه في لقاء ولقاء.........في رباه مربعي ومرتعي
ما للمضناك طواه الكمد
أيظن قد نساه السعد
زادني صبرا وزاد الجلد
من زمان في هواه يعشقا.. ....كيفما عودي إليهوارجعي
هائم.. صب.. بلاه النزف
حافظ السر وان قد عرفوا
اين `ذاك الحاذق الشغف
من لهيب صابه ان يحرقا...خنجر في الفؤاد فازرع

بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
02-07-2020, 12:10 AM
رحيل الفارس ابو سلطان

رحيل الفارس أبوسلطان

هناك رجال لاتموت في قلوبنا .. تبقى رسومها ماثلة امام اعيننا .. الذاكرة تزخر بمواقف لن تمحى للابد.. قدوة ..مثال ..نبراس في حياتنا .. هاهو ابو سلطان كالفارس حينما يترجل من صهوة جواده..بكل شموخ وعزة ..ليسافر عنا سريعا ..ويذهب بعيدا .. كرحيل وغياب النور عن سمائنا .. ويترك الحمل ثقيلا لسلطان واخوته وأهله .. يمسكون بمجداف المركب بمحملة وخزائنه .. رحل والتركة والارث عظيما..هم أهل لذاك الارث .. فهم رجال اليوم.. يحملون الراية خفاقة في سماء هذا العمر ..كتبوا عليها نحن ابناء احمد وأخوته..سنرفع اسمك عاليا يا ابتي ..ستبقى تاجا على هامات رؤوسنا..لاشك لن نخذلك .. كنت كتابا ..معلما ..عرفوك اقرانك مقداما للخير ..مفتاحا للفرج ..قدوة في الصبر ..عونا للحق..محسنا للايتام والمساكين .. اين نحن منك .. من ابتسامتك ..من اعمالك و حكاياتك الخالدة..من بصمات حبك وحنانك .. ولهفتك نحو عمل الخير ..نحو زرع الفرحة والسعادة لمن حولك ..نحو احساسك ومشاعرك المرهفة نحو الاخرين .. لم تعرف الانانية وحب الذات قط طيلة حياتك .. ممن يؤثرون على انفسهم..ممن ينفقون مما يحبون .. تحب لأخيك ما تحبه لنفسك ..بالفعل كنت قدوة يوما ما .. تقود الاخرين بالتاثير عليهم ..بشعورهم باحساسك تجاههم ..الجميع تمنى قربك .. والجلوس على كرسي مدرستك .. لايقوون على فراقك والبعد عنك .. لان صحبتك غير ..وحديثك غير ..وابتسامتك غير .. من أي مقام أنت ..في آخر سنوات عمرك .. نعلم ان المرض أنهكك كثيرا ..وسئم الصبر من صبرك الطويل .. تكتم آهاتك حتى لا نتألم معك ..تشفق علينا .. لكي تلقي الله مخلصا ..مطمئنا .. كالصالحين والمؤمنين الاخيار .. نسأله تعالى أن نلقاك في عليا جنانه ..مع الشهداء والأبرار..تنهل من نهر الكوثر ..من ماء معين ..رحمك الله أبا سلطان.

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
02-07-2020, 12:11 AM
تسألي؟


تسألي ؟..

.تسألي.وبشتاق كلما تسألين
وتسألي وش صار ..وش ذكرك فيني
صورتك شمسي ومنها تشرقين
ما ذكرتك الا انك تعرفيني
كل هذا الشوق.. وانت تهجرين
من يقدرني ؟ ويشعر في أنيني
اسالي مره.. ترى بعدك حزين
أش كثر هجرك وانا مرت سنيني
يشتكي الولهان من شوق الحنين
وشمس عمري نورها منك بعيني
هذا شعري لو ذكرتي تعرفين
طارق حروفي من الصخري وهجيني
اسمك المكتوب من فوق الجبين
جابني شوقي وما جابك حنيني

بقلمي/ ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
10-07-2020, 11:26 PM
عبور الى الظلام
يدركون اكثر مما نتصور .. حمل رسالة مقدسة ..قلب تراكم عليه الالم.. لا يكفي الاخلاص .. حب تجاوز الخطوط والحدود ... عاتقه محمل بما لا يحمل .. تراب غالي.. لا مساومة على الاطلاق .. لا مواربة مهما كان .. مضى دون ان يشعر به الاخرين .. حمل اللواء .. طاف الارجاء والحدود .. كافح المشاق والوعثاء .. رسالة مجبولة على الحب.. التعاطف .. عدها خدمة انسانية .. له فخر.. اي فخر .. معروف باخلاصه اللامحدود .. انتماءات ضاربة في العمق .. اصيل ..عرفوه منذ العقد الاول .. مشى في الطريق .. منذ الفجر .. لم يتردد قيد انملة ..نكر رغبات نفسه .. تجاهل.. نئا بعيدا عن كل ما يشينه ..لم يركن للخنوع والكسل.. مقت الراحة والهوى الشخصي .. فارسا في رؤوس الجبال .. في تخوم الربع الخالي .. في سهوب الصحراء .. ليس كالاخرين.. لم يهنا بنعيم الدنيا.... لم نشعر بوجوده.. كانه غريب .. نراه سريعا .. يغيب سريعا .. لا نملك الا الدعاء .. هاهي الاقدار.. حكمة سماوية .. منحته نصيب من قدر محتوم .. حدث في غمضة عين .. نفق مظلم .. سواد مقيت .. يجلجل بالخطيئة .. بقعة مشؤومة .. مكان احمق .. أوسمة سوداء .. صدئه.. تماهت في صدره.. كالضرغام جريح قلبه .. شاهد ما لم يشاهد.. سمع ما لم يسمع.. آخر ما توقع .... لبس معطفا.. ذاكرتها في صدره .. استفزت دموعه.. تناثرت زهورذابلة.. اغتيلت خطوط ... تكسرت كلمات .. تضاءلت .... لم يمت هو بعد .. سيبقى حبه .. لن يموت هذا القلب .. هكذا هم الرجال .. لن تموت .. تتالم .. تصرخ.. آيات رحمة .. غربة.. غصة فقد وغياب .. ظلام ليس سرمديا ... يوما ما .. سيكتب التاريخ صفحاته..يعيد نفسه .. تدور الساعة .. تتساقط كراسي .. تغرب نجوم ساطعة .. يخفت بريقها .. تدور نواميس الكون .. على يقين .. انها محنة .. اصبحت منحة.. خلوة نفس طاهرة .... صفحات نور وجه مشرق .. في موجة حب عارم .. تلاحم آخرين.. رسالة.. شهادة.. لن يغفلها التاريخ ..سيحملها الربيع .. الى كل بستان امل .. يفوح باريج الحب .. وعبق الحرية..وفي غمرة فوضى الاحزان ..ذهب ..الى حيث المجهول .. الكأس نصفها مملؤ .. أيمان يملأ الأحشاء .. اطلالة روح تكبح جماح الوقت .. تحيط به واحة نخيل ذابلة.. غابة من الاسوار والاحراش .. سحب من الظلام .. حبلى بامطار الدموع .. ونزف جروح غائرة .. تركت بصمات سوداء .. رسمت خارطة على معصمه .. وفوق قدمه .. تضع امامه مفترق طرق .. قد تكون حكمة.. اصلاح الذات .. عقاب نفس .. دونما ثمة ملذات .. طريق مستقيم .. خيوط مترفة .. متعة.. قهر .. طريق اخر .. قدر في الميزان .. اكاذيب.. وعود سوداء .. وجوه بغيضة .. حقيقة زائفة .. غوص في مستنقع ذكريات نتنه .. .. ظلال غواية .. دهاليز ظلام ..نوبات ألم.. مدفوعة نحو ضياع .. ثمنها دموع عطشى.. لاتستوعب .. تاويلات تأكل الاحشاء.. يبحث في هبوب الريح ...ضياع في كومة احزان .. متاهة في جحيم.. اي قلب .. اي جروح .. عذاب لا متناهي .. عيون تجوب بحار من الصبر .. ومحيطات الاسى والانتظار .. ظلمات في ظلمات .. احلام متراكمة .. إستهتار .. نزوات طاغية تغمر الوجوه .. امل يتقهقهر الى الوراء .. هاوية سحيقة .. ميناء مؤلم .. شراع مكسور .. حياة بائسة .. للاقدار حكمة .. وللسماء بيان .. سبات الشتاء البارد .. خروج من مستنقع.. جسد مدفون تحت الطحالب .. ظلمة بشعة .. وحدة موحشة .. مخالب قاتلة .. براثن مرعبة .. سفر الى نقطة اللاعودة .. انفرط عقد الاحتمال .. سحب بساط الارادة .. فوضى افكار مبعثرة.. السنة تلهج بالدعاء.. عروش تتهاوى .. نجوم تتساقط .. واسوار تتهاوى .. عيون عمياء .. قلوب صماء .. ليل ابدي .. .ألم سرمدي .. سعادة مبتورة .. انسانية تتلوا صلواتها الاخيرة .. تغرب خلف الافق .. السماء تمطر .. الارض لا زالت قاحلة .. الورود ذابلة .. تلعبها الريح .. ألسنة عطشاء تلهث وراء قطرة ماء.. هيهات .. ستشرق الشمس ..

بقلمي/ناصر الضامري

اسطورة لن تتكرر
04-02-2021, 11:27 PM
هاذي مشاكاة لشخص عزيز غائب ، اتمنى منه قراءة هذا النص والرد عليه اذا امكن..اسال الله عز وجل ان يكون في صحة وعافية.


مشاكاة لعزيز غائب..


وبسألك بس أنت وينك ؟

دنيا مابيني وبينك

حتى بالهاتف رسالة

من زمان وفاقدينك


غبت عن سبلة كتابي

ذاب شوقي في عتابي

ضاع ما بين المسافة

ما حسبته في حسابي


تنتظر منك قصيده

سبلة الشعر الفريدة

متنها احساس شاعر

يا سنا الحب وعميده


شوق فاضح من شجوني

طار صوبك من عيوني

ماهجيت البعد عنك

تكفى لا ملت ظنوني


لك تحياتي وفالي

ياللي اوصافك في بالي

بسالك بس انت وينك ؟

لأنك انسان (ن) وغالي




بقلمي /ناصرالضامري