المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال : الإرهب الإلكتروني.. الخطر المقبل على الشعوب



السمّي الحسني
02-03-2020, 01:34 PM
"الإرهاب الإلكتروني.. الخطر المقبل على الشعوب"
حمود بن محمد السمّي الحسني

تعد ثورة تقنية المعلومات والاتصالات من الفوائد العظيمة للإنسانية، إلا أنها حققت مصالح شخصية لفئة ضعفاء النفوس باستغلالهم السلبي لها، فظهرت هناك أنشطة إجرامية كانت تمارس بشكلها التقليدي ولكن أصبحت بحلتها الجديدة ممزوجة بالتكنولوجيا الحديثة.إن كلمة الإرهاب من المصطلحات التي تشمئز لها النفوس الإنسانية عند سماعها، فهو مصطلح يشير إلى نشاط جرمي يمارس ضد الإنسانية، وفكر متطرف هدام، ونبات سام أفسد الأرض إن حل بها.حديثنا هنا عن مصطلح "الإرهاب الإلكتروني" كونه نشاطا اجراميا مستحدثا في زمن التكنولوجيا، والذي ساهمت الوسائل الحديثة في توسع دائرة خطره، فقد بات أحد الظواهر العالمية الخطيرة التي تهدد أمن الدولة واستقرارها.هناك الكثير ممن أشار لمفهوم "الإرهاب الالكتروني" مثل (العذار, 2017, 8) الذي عرفه بأنه ذلك النشاط الجرمي الذي يتم من خلال شبكة الإنترنت بهدف بث الأفكار المتطرفة سواء أكانت سياسية أم دينية أم عنصرية، للسيطرة على وجدان الأفراد وإفساد عقائدهم وإذكاء تمردهم واستغلال معاناتهم في تحقيق مآرب خاصة تتعارض مع مصالح المجتمع.ولعل من أهم أسباب توسع هذه الظاهرة هي: الصعوبة في ضبط المجرم وتتبعه، ذلك لأنه يحتال باحتراف في إخفاء جريمته دون أدنى أثر. بالإضافة إلى قلة التكلفة.ولو بحثنا في الغايات التي تكمن وراء الإرهاب الالكتروني لوجدناها فيما أشار به كل من: (الشهري, 2015, 15) (العجلان, 2015, 57) (قادة, 2018, 178) وهي: نشر الخوف والرعب بين الأشخاص والشعوب، الإخلال بالنظام العام والأمن المعلوماتي، الانتقام من الخصوم، جمع الأموال والاستيلاء عليها، الأضرار العامة المتعلقة بالأموال والمنشآت والبنى التحتية للدول، تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وتهديد الاقتصاد والأمن الوطني.يشكل هذا النوع من النشاط الإجرامي خطراً على الشعوب في كونه أداة سهلة في يد مستخدميها وخاصة ضد الدول المتقدمة التي تدار بنيتها التحتية بواسطة الحواسيب الآلية والشبكات المعلوماتية التي تمكن صاحب الجرم وبضغطة زر على لوحة المفاتيح من تدمير هذه البنية واتلافها، كما هو الحال في تعطيل الأجهزة العسكرية وتغير مسارها، واختراق الأنظمة المصرفية وإلحاق الاضرار بها.والإرهاب أيا كان بأشكاله المختلفة التقليدية والالكترونية فأفكاره متطرفة هدّامة، ولا ينبغي النظر له كومضات عابرة، فلربما كان هذا الإرهاب ساقية جرت خلفها محيطا هادرا مليئا بالمخاطر لذلك وجب علينا أن نستشعر مخافة الله، ومحاسبة أنفسنا، وإحياء ضمائرنا، وتوعية المجتمع بخطورة هذا النوع من الإرهاب.