اطياف السراب
03-05-2020, 08:59 PM
أثيـر _مكتب صلالة
إعداد : سهيل العوائد
يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (يا أيُّها الَذين آمنُواْ كُتِب عليكم الصِيام كما كُتِب على الَذِين مِن قَبْلكم لعلَكمْ تتقُون).
كنا قد تطرقنا في مقالٍ سابق عن صحة أجسادنا في رمضان، وكيف نتجنب بعض السلوكيات الخاطئة التي تؤثر على صحة الجسم مع الصيام، واليوم سنسلط الضوء على صحة عقل وروح الصائم، فكيف يغذي المسلم عقله وروحه في شهر الصوم؟
* حرّر عقلك بالقراءة
يقول الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيناتٍ من الهدى والقرآن}.
حيث يُمثل هذا الشهر العظيم فرصة ثمينة للصائمين لقراءة القرآن وتلاوته وختمه، والتدبّر والتأمّل في آياته ومعانيه، فالقرآن خير مربّي وخير معلّم، ولن يَجد المُسلم كتابًا يُغذّي عقله ويُهذّب أخلاقه ويُنقي ألفاظه ويسمو بروحه أكثر من القرآن الكريم، يقول الله تعالى {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
نعم من أراد السلام والسكينة والطمأنينة والتوفيق في حياته، فليقرأ وليتدبر كتابه المبين {إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}.
فكيف لا نغذّي عقولنا وأرواحنا وحياتنا بكلام الله؟ عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).
* زِد رصيدك من الكتب
يقول الشاعر:
أقبل على الروح واستكمل فضائلها
فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
عوّد نفسك على اقتناء أكثر من كتاب في بيتك، اختر لنفسك قائمة من الكتب التي تناسب ثقافتك واهتماماتك ومرحلتك العمرية، جرّب القراءة كل يوم، تدبّر في معاني عمان والوطن والأرض والسماء والكون وتفيأ من ظلال هذه الحياة، حاول أن تشغل وقتك وعقلك بالعلم النافع والمفيد، تأمل في حياة المجتمعات بعد كورونا، هل أنقذ الفراغ حياة البشر أم اتجهت الأنظار إلى العلماء والأطباء والمختبرات والإبتكار والبحث العلمي؟
هل تمنيت فعلاً أن تقدّم شيئاً إيجابياً ونافعاً في ظل هذه الجائحة لأهلك ووطنك وأمتك وإنسانيتك؟
من دون شكٍ نعم، أنت تتمنى
وأنا أتمنى وغيرنا كثيرون يتمنون خدمة أوطانهم، ولكن لا يمكننا أن نحقق أمنياتنا ونخدم أوطاننا دون أن نقرأ ونتعلم، ونبحث ونبتكر، ونبدع ونجتهد، فلنتخّذ من هذا الشهر الفضيل بداية الإنطلاقة، ولنتعمق أكثر في البحث والقراءة، لعلنا نرى أحلامنا تتحقق ذات يوم، وتتحول إلى واقعٍ معاش نفتخر به على أرض الوطن.
* احفظ وطنك وصِل أرحامك وارتق بأخلاقك
في رمضان أرواحنا راقية وأخلاقنا عالية وسلوكياتنا الاجتماعية رائعة، فلا رفث ولا فسوق، ولا خصام ولا جدال، فلْم يُشرع الصوم ليمنعنا فقط عن الطعام والشراب، بل شُرع لتطهير قلوبنا وتهذيب نفوسنا وتنظيمها روحاً وجسداً وعقلاً للسير على الصراط المستقيم.
فما قيمة صيامنا إن لم نحفظ ألسنتنا؟
وما قيمة صيامنا إن لم نستشعر حاجة الفقراء والمساكين ونحسن إليهم ونساعدهم؟
إن الصيام لا يقتصر فقط على الأكل والشراب، بل يتبعه إحسانٌ في العمل والتزامٌ في السلوك وعلينا كمسلمين أن نقوّم أنفسنا وسلوكنا، وأن نلتزم بالبقاء حالياً في منازلنا وأن نطبق قوانين وإجراءات بلدنا، وأن نكتفي بالتواصل هاتفياً مع أرحامنا ومعارفنا وأقاربنا، حتى يرفع الله عنا وعن المسلمين هذا الوباء والبلاء، ولنحرص على الحفاظ على أمن أوطاننا، والقيام بوظائفنا ومسؤولياتنا، وأن نتلاطف ونتقاسم الأدوار مع عوائلنا، وأن نراقب أنفسنا ونتعاون مع رجال أمننا وصحتنا، وأن نؤدّي الأمانات إلى أهلها، وأن نسأل عن أحوال جيراننا، وأن نبتعد عن العصبية والتذمر والشكوى، وأن نُحسن إلى عمّال المنازل والبلدية والفقراء والمحتاجين والمساكين في كل مكان، وأن نتطوّع لعمل الخير، وأن نبتسم في وجوه الناس، وأن نحرص على قضاء حوائجهم، إن الله لا يضيع أجر المحسنين، فرمضان موسم العفو والإحسان والغفران والخيرات والبركات والرحمات.
إعداد : سهيل العوائد
يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: (يا أيُّها الَذين آمنُواْ كُتِب عليكم الصِيام كما كُتِب على الَذِين مِن قَبْلكم لعلَكمْ تتقُون).
كنا قد تطرقنا في مقالٍ سابق عن صحة أجسادنا في رمضان، وكيف نتجنب بعض السلوكيات الخاطئة التي تؤثر على صحة الجسم مع الصيام، واليوم سنسلط الضوء على صحة عقل وروح الصائم، فكيف يغذي المسلم عقله وروحه في شهر الصوم؟
* حرّر عقلك بالقراءة
يقول الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيناتٍ من الهدى والقرآن}.
حيث يُمثل هذا الشهر العظيم فرصة ثمينة للصائمين لقراءة القرآن وتلاوته وختمه، والتدبّر والتأمّل في آياته ومعانيه، فالقرآن خير مربّي وخير معلّم، ولن يَجد المُسلم كتابًا يُغذّي عقله ويُهذّب أخلاقه ويُنقي ألفاظه ويسمو بروحه أكثر من القرآن الكريم، يقول الله تعالى {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
نعم من أراد السلام والسكينة والطمأنينة والتوفيق في حياته، فليقرأ وليتدبر كتابه المبين {إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}.
فكيف لا نغذّي عقولنا وأرواحنا وحياتنا بكلام الله؟ عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول {ألم} حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف).
* زِد رصيدك من الكتب
يقول الشاعر:
أقبل على الروح واستكمل فضائلها
فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
عوّد نفسك على اقتناء أكثر من كتاب في بيتك، اختر لنفسك قائمة من الكتب التي تناسب ثقافتك واهتماماتك ومرحلتك العمرية، جرّب القراءة كل يوم، تدبّر في معاني عمان والوطن والأرض والسماء والكون وتفيأ من ظلال هذه الحياة، حاول أن تشغل وقتك وعقلك بالعلم النافع والمفيد، تأمل في حياة المجتمعات بعد كورونا، هل أنقذ الفراغ حياة البشر أم اتجهت الأنظار إلى العلماء والأطباء والمختبرات والإبتكار والبحث العلمي؟
هل تمنيت فعلاً أن تقدّم شيئاً إيجابياً ونافعاً في ظل هذه الجائحة لأهلك ووطنك وأمتك وإنسانيتك؟
من دون شكٍ نعم، أنت تتمنى
وأنا أتمنى وغيرنا كثيرون يتمنون خدمة أوطانهم، ولكن لا يمكننا أن نحقق أمنياتنا ونخدم أوطاننا دون أن نقرأ ونتعلم، ونبحث ونبتكر، ونبدع ونجتهد، فلنتخّذ من هذا الشهر الفضيل بداية الإنطلاقة، ولنتعمق أكثر في البحث والقراءة، لعلنا نرى أحلامنا تتحقق ذات يوم، وتتحول إلى واقعٍ معاش نفتخر به على أرض الوطن.
* احفظ وطنك وصِل أرحامك وارتق بأخلاقك
في رمضان أرواحنا راقية وأخلاقنا عالية وسلوكياتنا الاجتماعية رائعة، فلا رفث ولا فسوق، ولا خصام ولا جدال، فلْم يُشرع الصوم ليمنعنا فقط عن الطعام والشراب، بل شُرع لتطهير قلوبنا وتهذيب نفوسنا وتنظيمها روحاً وجسداً وعقلاً للسير على الصراط المستقيم.
فما قيمة صيامنا إن لم نحفظ ألسنتنا؟
وما قيمة صيامنا إن لم نستشعر حاجة الفقراء والمساكين ونحسن إليهم ونساعدهم؟
إن الصيام لا يقتصر فقط على الأكل والشراب، بل يتبعه إحسانٌ في العمل والتزامٌ في السلوك وعلينا كمسلمين أن نقوّم أنفسنا وسلوكنا، وأن نلتزم بالبقاء حالياً في منازلنا وأن نطبق قوانين وإجراءات بلدنا، وأن نكتفي بالتواصل هاتفياً مع أرحامنا ومعارفنا وأقاربنا، حتى يرفع الله عنا وعن المسلمين هذا الوباء والبلاء، ولنحرص على الحفاظ على أمن أوطاننا، والقيام بوظائفنا ومسؤولياتنا، وأن نتلاطف ونتقاسم الأدوار مع عوائلنا، وأن نراقب أنفسنا ونتعاون مع رجال أمننا وصحتنا، وأن نؤدّي الأمانات إلى أهلها، وأن نسأل عن أحوال جيراننا، وأن نبتعد عن العصبية والتذمر والشكوى، وأن نُحسن إلى عمّال المنازل والبلدية والفقراء والمحتاجين والمساكين في كل مكان، وأن نتطوّع لعمل الخير، وأن نبتسم في وجوه الناس، وأن نحرص على قضاء حوائجهم، إن الله لا يضيع أجر المحسنين، فرمضان موسم العفو والإحسان والغفران والخيرات والبركات والرحمات.