شموس الحق
28-09-2020, 02:28 PM
المشهد الثالث : في المنزل
في مشهد حزين صامت في منزل صياد متواضع جدا يدخل الاب ويدخل خلفه ابراهيم وهما في حالة عودة من رحلة صيد كما يظهر من ملابسهما الرثة ..ينادي الاب ممسكا بعصاه ابنته حليمة وهي في سن السابعة عشر ..تستجيب لندائه بنبرة حزينة باكية.. بينما يشعرالاب بوجود ابنه مازن وهو في سن التاسعة عشر يظهر عليه اللامبالاة والانشغال باجهزة الهاتف والالعاب الالكترونية .. ولم يشعر الاب بارتياح من هذا المشهد، سواء وضع ابنه مازن او الابنة حليمة بسبب نبرتها الحزينة الواضحة بسبب حزنها الدائم على وفاة الام .
حليمة (تحدث نفسها في سرد المشهد): ..انا فقدت والدتي في سن كنت محتاجتلها لي كثير .. كنت وحيدة أمي .. فجاة فقدت الحضن الدافي ..كاتمة الاسرار .. مرسى احزاني .. تسمع لي كثير .. احكيلها عن كل شي .. وما تمل مني ابدا ..راحت عني وتركتني وحيدة .. اما ابوي ..كان عزاي في البيت .. يمسح دموعي ...بس الام ماتتعوض ابدا..صحيح ..اخوي مازن .. بس للاسف طبعه غير ..شوي متعب ويحب نفسه.. مايحب المدرسة ويكره التعليم .. مايكترث بابوه ..مشغول في مباريات التلفزيون ..والعاب الهاتف ..دائما شارد عنا بعيد .. رغم وجوده في البيت ..ما يسمع الكلام .. يعتقد دائما انه على صواب ... عنده مبررات واهية لكل افعاله..يتعذر عن مساعدة ابوي او مساعدة ابراهيم اخوي الاصغر ..مسكين ابوي يطلب من مازن يروح البحر عشان يساعده ويساعد نفسه بدل النوم وجلوس البيت .. بس للاسف ماهمه شي ..حتى لو يحس ان ابوي زعلان منه ..عنده لامبالاة غريبة.. واستقلالية غريبة ..
باختصار اخوي مازن..من الاشخاص العاقين لوالديهم ..عاق بمعنى الكلمة .. ماكان في قلبه رحمه ورافة بحال ابوي ..كل همه اهوائه الشخصية ..ورغباته.. استغرب انه في ابناء ..يتجاهلوا اباهم بهاذي السرعة .. نسوا انهم كدوا وتعبوا علشانهم..ابوي رجل كبير سن ..مريض ..وحداني.. الله يسامح مازن .. من صغره متعب ابوي..
الفترة اللي توفت فيها امي..الله يرحمها ..بعد العزا .. اتذكر مره كنا جالسين في البيت .. انا ما كنت اتمالك نفسي..ابكي ..حزينة ..كل شي يذكرني بامي ..كنت ابكي بحرقة...دموعي تسيل ..ابوي حس في ..:..
الاب قادما من رحلة صيد ومعه ابراهيم يدخل غرفة الجلوس: حليمة ..حليمة بنتي
حليمة: نعم ابوي (بنبرة حزينة باكية)
الاب:مالش بنتي تبكي
الأب محمد : بنتي حليمة بسش حزن ..صاه كثر البكي مازين يضر .. امش الله اختارها ..هذا نصيبها في الحياة...صحيح مسويه خلوه في البيت .. بس ايش نسوي .. مابيدينا حيلة ..رضينا بالقضاء والقدر ..هاذي ارادة الله.. وسنة الحياة
حليمة (بنبرة حزينة يتخللها بكاء): ونعم بالله أبوي..ونعم بالله ..يارب لطفك ورحمتك الواسعة في امي.. يالله يالله صبرني صبرني .. انا لحد الحين ما مستوعبه وفاة امي ..وصرت وحيدة بعدها .. الام غير بالنسبة للبنت .. حافظة اسرارها .. وكاتمة احزانها .. حضن الام غير ابوي .. حضن الام غير ..(تبكي)
الاب يطأطأ رأسه للاسفل ويمسح بيده دمعة سالت على خده ويسال عن ابراهيم المشغول في كتبه ..ثم يسال عن مازن المشغول بهاتفه..
الاب: ابراهيم
ابراهيم : نعم ابوي
الاب : ولدي..هين اخوك مازن
ابراهيم :مازن موجود قدام التلفزيون
الاب محمد (ينادي):مازن .. مازن
مازن ( باله مشغول في الهاتف) :آه ... آه
الاب ينظر الى مازن بعدم رضا ..يصمت قليلا ..ثم يغادر المكان
حليمة (بنبرة غضب): مازن ..تو احسن زعلت ابوي ..مو سويت ؟ ..انت ما تخاف من غضب الله ..اذا غضب والدك عليك .. مازن ..اياك من دعوات الوالدين عليك
مازن :مو سويت يعني.. صاني قلت له آه آه مرتين وماتكلم
حليمة : المفروض لما ابوك يناديك ..تطش من مكانك وتوقف قدامه و بعدين تقوله نعم ابوي ..تفضل ابوي..وانت ابوي يناديك ..ترد عليه آه ..آه وانت جالس مكانك ..مو ذا الادب!!!..ما شي احترام للاب .. ولا التلفون شاغلنك .. وشارب عقلك ..نحن محد خربنا غير هاذي السوالف .. خاصة لما يستخدمها أشخاص أمثالك جهله ..
مازن : روحي ف شغلك انتي..ماعندك شغل...بس انتيه المتعلمه ..انا جاهل ..مو يخصك انتيه
حليمة : احسنت ..مو يجي من البغيض الا كلام يغيض..روح روح وراء ابوك.. هذاك زعلته..
(يلحق مازن ابيه في فناء المنزل ويدور بينهما حديث)
مازن : باه ..باه ..مو ف خاطرك..كنت تناديني وخلاف رحت
الاب:(يصمت قليلا): ما في خاطري شي مازن..لكن بغيتك باكر الفجر ..ترابعني في القارب ..نروح البحر نترزق ..الثنين احسن من الواحد ..تشوف مابيدنا حيلة غير هذا البحر..وانا شخص كبير سن ..يعني لازم حد يروح معي..وابراهيم صغير ومحتاج واحد مثلك..البحر يحتاج قوة وصبر ..وبعدين ولدي النوم ما يفيد .. لو فيه فايده كان الكلب استفاد منه ...نام من وقت ..بصحيك الفجر
مازن : باه انا خبرتك المرة الماضية ..شغلت البحر متعبة..وانا بصراحة ماطيق الحر والشمس والتعب ودوار البحر..عذرني ابوي ..احسن لي ادور لي شغلة بسيطة.. الله يخليك ابوي ..عذرني
الاب : تدور شغل وانت ما عندك حتى ثانوية عامة..جالس في البيت..ولدي مهنة الصيد فيها فلوس ودخل زين ..ومهنة محترمة ..صح شوية متعبة.. بس انتو الشباب قادرين تطوروا هذه المهنة .. وتستفيدوا منها..وبعدين اختك حليمة لازم نراعيها..عندها دراسة ..ماشاء الله بنت مجتهدة ..وهاذي اخر سنة حالها في الدبلوم...وبتكمل دراستها الجامعية ..املنا فيها كبير بعد الله.
انتهى
كتبه/ناصر الضامري
تابع المشهد الرابع الاثنين القادم
في مشهد حزين صامت في منزل صياد متواضع جدا يدخل الاب ويدخل خلفه ابراهيم وهما في حالة عودة من رحلة صيد كما يظهر من ملابسهما الرثة ..ينادي الاب ممسكا بعصاه ابنته حليمة وهي في سن السابعة عشر ..تستجيب لندائه بنبرة حزينة باكية.. بينما يشعرالاب بوجود ابنه مازن وهو في سن التاسعة عشر يظهر عليه اللامبالاة والانشغال باجهزة الهاتف والالعاب الالكترونية .. ولم يشعر الاب بارتياح من هذا المشهد، سواء وضع ابنه مازن او الابنة حليمة بسبب نبرتها الحزينة الواضحة بسبب حزنها الدائم على وفاة الام .
حليمة (تحدث نفسها في سرد المشهد): ..انا فقدت والدتي في سن كنت محتاجتلها لي كثير .. كنت وحيدة أمي .. فجاة فقدت الحضن الدافي ..كاتمة الاسرار .. مرسى احزاني .. تسمع لي كثير .. احكيلها عن كل شي .. وما تمل مني ابدا ..راحت عني وتركتني وحيدة .. اما ابوي ..كان عزاي في البيت .. يمسح دموعي ...بس الام ماتتعوض ابدا..صحيح ..اخوي مازن .. بس للاسف طبعه غير ..شوي متعب ويحب نفسه.. مايحب المدرسة ويكره التعليم .. مايكترث بابوه ..مشغول في مباريات التلفزيون ..والعاب الهاتف ..دائما شارد عنا بعيد .. رغم وجوده في البيت ..ما يسمع الكلام .. يعتقد دائما انه على صواب ... عنده مبررات واهية لكل افعاله..يتعذر عن مساعدة ابوي او مساعدة ابراهيم اخوي الاصغر ..مسكين ابوي يطلب من مازن يروح البحر عشان يساعده ويساعد نفسه بدل النوم وجلوس البيت .. بس للاسف ماهمه شي ..حتى لو يحس ان ابوي زعلان منه ..عنده لامبالاة غريبة.. واستقلالية غريبة ..
باختصار اخوي مازن..من الاشخاص العاقين لوالديهم ..عاق بمعنى الكلمة .. ماكان في قلبه رحمه ورافة بحال ابوي ..كل همه اهوائه الشخصية ..ورغباته.. استغرب انه في ابناء ..يتجاهلوا اباهم بهاذي السرعة .. نسوا انهم كدوا وتعبوا علشانهم..ابوي رجل كبير سن ..مريض ..وحداني.. الله يسامح مازن .. من صغره متعب ابوي..
الفترة اللي توفت فيها امي..الله يرحمها ..بعد العزا .. اتذكر مره كنا جالسين في البيت .. انا ما كنت اتمالك نفسي..ابكي ..حزينة ..كل شي يذكرني بامي ..كنت ابكي بحرقة...دموعي تسيل ..ابوي حس في ..:..
الاب قادما من رحلة صيد ومعه ابراهيم يدخل غرفة الجلوس: حليمة ..حليمة بنتي
حليمة: نعم ابوي (بنبرة حزينة باكية)
الاب:مالش بنتي تبكي
الأب محمد : بنتي حليمة بسش حزن ..صاه كثر البكي مازين يضر .. امش الله اختارها ..هذا نصيبها في الحياة...صحيح مسويه خلوه في البيت .. بس ايش نسوي .. مابيدينا حيلة ..رضينا بالقضاء والقدر ..هاذي ارادة الله.. وسنة الحياة
حليمة (بنبرة حزينة يتخللها بكاء): ونعم بالله أبوي..ونعم بالله ..يارب لطفك ورحمتك الواسعة في امي.. يالله يالله صبرني صبرني .. انا لحد الحين ما مستوعبه وفاة امي ..وصرت وحيدة بعدها .. الام غير بالنسبة للبنت .. حافظة اسرارها .. وكاتمة احزانها .. حضن الام غير ابوي .. حضن الام غير ..(تبكي)
الاب يطأطأ رأسه للاسفل ويمسح بيده دمعة سالت على خده ويسال عن ابراهيم المشغول في كتبه ..ثم يسال عن مازن المشغول بهاتفه..
الاب: ابراهيم
ابراهيم : نعم ابوي
الاب : ولدي..هين اخوك مازن
ابراهيم :مازن موجود قدام التلفزيون
الاب محمد (ينادي):مازن .. مازن
مازن ( باله مشغول في الهاتف) :آه ... آه
الاب ينظر الى مازن بعدم رضا ..يصمت قليلا ..ثم يغادر المكان
حليمة (بنبرة غضب): مازن ..تو احسن زعلت ابوي ..مو سويت ؟ ..انت ما تخاف من غضب الله ..اذا غضب والدك عليك .. مازن ..اياك من دعوات الوالدين عليك
مازن :مو سويت يعني.. صاني قلت له آه آه مرتين وماتكلم
حليمة : المفروض لما ابوك يناديك ..تطش من مكانك وتوقف قدامه و بعدين تقوله نعم ابوي ..تفضل ابوي..وانت ابوي يناديك ..ترد عليه آه ..آه وانت جالس مكانك ..مو ذا الادب!!!..ما شي احترام للاب .. ولا التلفون شاغلنك .. وشارب عقلك ..نحن محد خربنا غير هاذي السوالف .. خاصة لما يستخدمها أشخاص أمثالك جهله ..
مازن : روحي ف شغلك انتي..ماعندك شغل...بس انتيه المتعلمه ..انا جاهل ..مو يخصك انتيه
حليمة : احسنت ..مو يجي من البغيض الا كلام يغيض..روح روح وراء ابوك.. هذاك زعلته..
(يلحق مازن ابيه في فناء المنزل ويدور بينهما حديث)
مازن : باه ..باه ..مو ف خاطرك..كنت تناديني وخلاف رحت
الاب:(يصمت قليلا): ما في خاطري شي مازن..لكن بغيتك باكر الفجر ..ترابعني في القارب ..نروح البحر نترزق ..الثنين احسن من الواحد ..تشوف مابيدنا حيلة غير هذا البحر..وانا شخص كبير سن ..يعني لازم حد يروح معي..وابراهيم صغير ومحتاج واحد مثلك..البحر يحتاج قوة وصبر ..وبعدين ولدي النوم ما يفيد .. لو فيه فايده كان الكلب استفاد منه ...نام من وقت ..بصحيك الفجر
مازن : باه انا خبرتك المرة الماضية ..شغلت البحر متعبة..وانا بصراحة ماطيق الحر والشمس والتعب ودوار البحر..عذرني ابوي ..احسن لي ادور لي شغلة بسيطة.. الله يخليك ابوي ..عذرني
الاب : تدور شغل وانت ما عندك حتى ثانوية عامة..جالس في البيت..ولدي مهنة الصيد فيها فلوس ودخل زين ..ومهنة محترمة ..صح شوية متعبة.. بس انتو الشباب قادرين تطوروا هذه المهنة .. وتستفيدوا منها..وبعدين اختك حليمة لازم نراعيها..عندها دراسة ..ماشاء الله بنت مجتهدة ..وهاذي اخر سنة حالها في الدبلوم...وبتكمل دراستها الجامعية ..املنا فيها كبير بعد الله.
انتهى
كتبه/ناصر الضامري
تابع المشهد الرابع الاثنين القادم