المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حيتان السوق كتاكيت الوطنية



سهل الباطن
12-11-2020, 01:26 PM
حيتان السوق كتاكيت الوطنية!

عبدالله الشيدي
11/11/2020م

إن إعصار كورونا الذي ضرب العالم على مساوئه التي لا تعد ولا تُحصى، خرج لنا بفائدة هي الأسمى، فلقد غربل لنا مفاهيم الوطنية الحقة، وأن الوطنية ليست كلاماً على منبرٍ وسلامٌ على من أتبع الهوى، بل هي واقعٌ يقول بأن ليسَ كُلُ من ثرثر لما قال أرتقى.

حيتان السوق (إلا من رحم الله) الذين نراهم حازمين الكروش بالخناجر في كُلِّ عارضةٍ، وجائحةٍ، وعابرةٍ، ودائمةٍ، والمستثمرون الذين جاؤوا من الخارج وأكلوا من خير عمانٍ الأوفى، وكانت أرزاقُنا لهم مأوى، يتغنّونَ بوطنيتهم وانتمائهم لعُمان، ولا ندري حقيقةً هل هُناك عُمانٌ غير التي نعرفُها هاهُنا؟ أم أنّها مُجرد استعارة مكنية لحظية في تجلياتِ خاطرةٍ شعريةٍ لا يبتعدُ عن ضفّتي كتابها الصدى؟

أضحت حيتانُ السوقِ والمنفعة كتاكيتاً في مصطلح الوطنية الأعلى، وكان الطبيبُ، والشرطيُ، والجنديُ هاماتٍ ناوشت السماوات العُلى، كفّتا ميزانٍ للهِ درُّ الوطنية كيف تستويان مثلا؟ خاطر الطبيبُ بنفسه، ورمى الشرطيُ ولده، والجنديُ قاوم الصبر وما غفى!

أمّا الحيتانُ ففي ظِلالِ ودُثُر، وزادوا على الهمّ هموماً كُثر، فجاء التسريحُ وأعسر على المواطن بعد يُسر، وأجبرَ الحكومة على كسر عظامها في عملية سدِّ وجبر، وانهالوا علينا يرتشفون جيوبنا شبه الفارغة فرفعوا لكلِّ بضاعةٍ مُزجاةٍ سِعر!

لم أشأ أن أرتقي هذا المنبر بالذات للحساسية التي من المؤكد أنها قائمةٌ فيه أصلاً، بالإضافة إلى ما قد ينضمُّ إليها من المجتمع ليكوّن منها كُرةً جليديةً تكبُرُ بتدحرُجها الطويل، وتوقفها أيضاً سينتجُ عنه حتماً صدامٌ عنيفٌ بين الآراء.

لكن ما حفّزني لاعتلاء سلالمه المفخخة هو ذلك الإحساس بالظلم والقهر الذي يُعانيه المواطن، والذي رُبما لن ينتهي قريباً، وكيف أن على هذا المواطن الفقير تحمل جريرة جريمة لم يقترفها؟ وكيف أن الحيتان لا تزالُ تنتفع بالمصائبِ والنوائب قبل الصوافي والعوافي؟ وأصبحت حتى الضرائب التي تُفرض على الشركات تنزلُ على ظهر المواطن سياطاً يتلقاها جسدهُ المُنهك بثُقل الحياة! حيثُ لم يشأ أصحاب الكروش اقتسام لقمتهم معه، بل حسدوه على لُقيماته اللواتي بالكاد يُقمنَ صلبه، وزاحموا قوت عياله، وليس من دليلٍ أسوقه خير من منابع المعرفة والمنصة التعليمية التي أستغلها الحيتان ليرفعوا قيمة الحاسبات الآلية، والأجهزة اللوحية لمستوياتٍ قاربت الخيال، ويحسبونه هيناً وهو عند المواطن عظيم!

إلى متى نبقى في عُهدة تجارٍ لا ينتمون إلى وطن؟ ولا يعرفون للوطنية زمن؟ وينتفعون بكلِّ متحركٍ وبكلِّ ما سكن؟ وأنا المواطنُ إلى متى أظلُّ "دافعُ ثمن"؟ ومتى ستُعتَقُ رقبتي من "صك رهن"؟

نـــــــقــــــــاء
16-11-2020, 08:06 AM
نسأل الله العون
شكرا لك

حكاية حلم/
16-11-2020, 10:11 AM
تشكر ع الطرح ..