المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البقرات السمان



سهل الباطن
12-11-2020, 01:31 PM
البقرات السمان!

عبدالله الشيدي
02/11/2020م

هالني اليوم وأنا أقرأ مستقبل الفكر التقشفي القادم الذي غدونا نصحى على وقعهِ وننام، والذي بدأ "بلا مساس" وأعتقد بأنه ذاهبٌ إلى "يأكلهُنّ سبعٌ عجاف"! نعم لم يكن الدربُ مفروشاً بالسنبلات الخضر لأن الخضر اليابسات أتين على كل ما هو أخضر، ولأن من لا يُعير الدهر معياره، لا بدّ من أن يصيبه عياره، أذهلتنا التقدمات الفارغات، وتراقصنا على الطبول القارعات، وأهازيجاً شدونا بها ظناً منّا بأنها المُنجيات، لكنّ صروف الدهر أردفت وراءنا هيهات هيهات.

نأتي اليوم لنربط الأحزمة وقد تركناها عقوداً سائبات، ونسألُ الله بالكرسي والمُعوّذات، ءآلأن وقد تماديتُم بالعثرات؟ يا بَنيَّ إنها إن تكُن في الصخرةِ حبةٌ فإن الله بها آتٍ.

حقيقةً لم نعُد نملك سوى أن نتقشف، وأن نربط على بطوننا الصخر الجلمود وننحف، لأن المرحلة القادمة من عمر الزمن كفيلةٌ بأن لا تُبقي ولا تذر، وسيطالُ شررُها الخُفَّ والجُفّ، وسيأخُذُ منا حدُّها المسنون كل ما يطالهُ ولن يتوانى حتى عن حصد الرقاب الشامخات حتى ما شَرُفَ منها وما عفَّ، ذلك أنَّ لكلِّ حربٍ أوزاراً ويجبُ أن تضعها.

غير أن مِن أكثر ما يُؤرّقُ المضجع هو ذلك المسكينُ الذي يقبعُ تحت مُسمى "مواطنٌ"! الذي أفنى عُمراً يلهثُ وراء لقمةِ عيشٍ كريمٍ، ذاقه من ذاق، وحُرِمَه من حُرِم، ذلك الذي مِن أسمى معانيه التواضع والكرم، ذلك الذي أفرغت السنون حواياهُ والجُعَب، ذلك الذي حولَقت حولهُ الكُرَب، ذلك الذي لا ينفكُ يقبعُ في النَصَب، هذا الذي تلخّصت حياته في زوجٍ، وبيتٍ، وعيالٍ، فمرضٍ وقبر!

إن السنوات العِجاف ليست بغريبةٍ علينا معاشرَ "المواطنون"، فكلٌ منّا صارعها وكابد أهوالها بطريقته وعلى قدره، ودوماً لعبنا دور البقرات السمان، ولسنا بناقمين لأننا مؤمنون بأنها من الله أقدار، وربما اصطفانا الله بها وأختار، لكننا ما نزالُ نبحثُ عن تلك اليد الحنون، التي تحنو على فلذات كبدها وما أروعكِ في ذلك يا عُمان.

نـــــــقــــــــاء
13-11-2020, 09:03 PM
نسأل الله الستر والسلامة
شكرا للطرح أستاذ سهل