تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تحول مصير شاب من الإعدام للبراءة فى ساحات المحاكم؟



أوراق ناعمة
28-01-2021, 07:51 AM
فى إحدى الأيام الملسئة بالعمل الشاق، أتت سيدة "مسنة" إلى مكتبى الخاص، بإصرار بشكل لا يصدقه عقل على مقابلتى رغم انتهاء موعد العمل بالمكتب، باكية بوجه شاحب من أثر الدموع الغزيرة، وبعد أن هدأت من روعها قالت لى وهى مازالت تنتحب والـدموع تنهـار من عينيها َّكأنها المطر الغزير«أنا أتوسل إليك أن تترافع عن ابن ابنى.. بـس أناممعيش فلوس.. وجيت أستجير بيك.. إنك تقف معاه وتسانده لوجه االله.. لأنه كـل شـىء في حيـاتى.. وإذا حصـله حاجـة حيـاتى حتنتهـى».. وقالـت بتلقائية: "ربنا يحافظ عليك ويسترك دنيا وآخرة» ودى الأتعـاب الـلى ممكـن أقدمهالك وإن رفضت أنا مش حا أروح لحد تانى.. المحامى بتاعى هو ربنـا وهو اللى يتولاه ويتولانى"

روت المسنة قصة حفيدها ومازالت الدموع تنزف كأنها تخرج من جرح لا يداوى: فى طفولته فقد أبويه فى حادث سيارة وكان عمره ثلاث سنوات، ولم يعد له فى الحياة غيرى، أنا جدته لأبيه، فرأيت فيه عوضـا عـن ابنـى الـذى اختطفه الموت وهو فى ريعان شبابه.. وصممت في إصرار أن يكـون كـل حيـاتى وأن أكون له كل شىء في حياته ِ، وأعوضه عن حنان الأم وشفقة الأب اللذين حرمه القدر منهما.

حلم هذا الشاب الذى عاش حياته يتيماً فاقداً للأب والأم، أن يحقق حلم حياته بأن يصبح طبيباً وأن يحقق أمنية جدته التى كرست حياتها له، التحق الشاب بكلية الطب داخل القاهرة، بعيدا عن الريف الذى نشاء وترعرع فيه وزرع بيه قوة وأخلاق الفلاح البسيط، ولكن الإقامة والمال الذى ينفـق منـه عـلى مأكلـه وملبسـه ومسـتلزمات دراسته وقفا حجر عثرة فى سبيل مستقبله.. فـأين يجـد لـه مكانـا فى المدينـة المزدحمة بالملايين؟ ومن أين له بالمال الذى يوفر له الاستقرار والاسـتمرار؟.

وفى هذا المشهد أيضاً كانت الجدة هى الحل، فأرسلت حفيدها لشقيقها الذى يعمل بواب بإحدى العمارات بالجيزة بجوار الجامعة، لكن الحياة دائما لا تسير بشكل واحد، فى إحدى الأيام كان الشاب يقف بجوار شقيق جدته أسفل العمارة، التقى بسيدة جميلة ومثيرة وثرية تسكن شقة فاخرة تطل عـلى النيـل فى العمارة التى يقف على أبوابها.. ووقفت أمامه ورمقته بنظرة طويلة من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه.. وأطالت النظـرة فتـرة بعـد أن فحصـته ً جيـدا، وسألت البواب – يبقى مين الأمور ده؟..ويرد الرجل باستحياء وخجل: خدامك يا ست.. ده ولـد بلـدياتى.. جـه من البلد ودخل الطب.. أصله فقير ويتيم وعاوز يطلع دكتور.

كان تلك النظرات بداية اللعنة، فلم يطل انتظــاره.. لاحقتــه السيدة ذات الجمال الجاذب وســعت إليــه.. دعتــه إلى شــقتها الفــاخرة واستحوذت عليه وامتلكته بسهولة ويسـر... اشـترت لـه الملابـس الغالية وأذقته الأطعمة الشهية الدسـمة التـى عـاش محروم من تذوقها، مضت عـلى الفتـى الريفـى شـهور ولم يذهب إلى الجامعة ولم يفتح كتاب، غارق فى عسلها السيدة لا يرى إلى جمالها، حولته مـن طالـب جـامعى إلى عبـد لإشـباع نزواتهـا،ّ وبـات مسـحور بجمالها وقد ملأ حبه لها عليه حياته. ً

وكما هى الحياة تتغير دائما، فوجىء الشاب بأن السيدة تتحول عنه، لم تعد تلاحقه، زهدتـه.. ّصـدته.. طردته من عالمها، وأخرجتـه مـن جنتهـا أفهمتـه –فى البدايـة− أن أحـد الرجـال ّ تقـدم، لخطبتها وأنها ستتزوج منه وعليه أن يبتعد عنها، فساقه خياله الهزيل وفكره السقيم إلى أن يعرض عليها الزواج، فقابلته بالسخرية.

ضاع الشاب بين نهارً فى إدمان المخدرات وليلاً يحلم بليلة واحدةً من ليالى عشيقته يحتسى الخمر بلا هوان، فقد أصبح الموت والحياة بالنسبة له شىء واحد، فلا هو يستطيع أن يعود لجدته التى كرست حياتها من أجله خالى الوفاض مدمناً للخمر فقرر أن يتخلص ممن كانت سبب فى تدمير حياته.




ذهب متسللا إلى شقة حبيبته ولم يدربنفسه إلا وهو ينهال على جسدها بعدة طعنات وضربات متلاحقة، واعترف الشاب بجريمته أمام النيابة، وقضت المحكمة بالإعدام شنقاً.

كان للمستشار بهاء أبو شقة رأى أخر فتقدم لمحكمة النقض لإعادة محاكمة الشاب، معتمداً فى مذكرته للمحكمة أن الجريمة حدث فى تمام الساعة العاشرة مساء وفتح المحضر فى الساعة الحادية عشر، وعمر المتهم فى الساعة العاشرة لم يكن تعدى الثمانية عشر من عمره، مما يؤدى أن المتهم يعتبر حدث خلال ارتكابه للجريمة، وأن بلوغه لسن الثمانية عشر كان يستلزم وقع الجريمة بعد الساعة الثانية عشر، وعليه أصدرت محكمة النقض قرارا بإلغاء حكم الإعدام وإعادة محاكمة المتهم من جديد.

انقلبت القضية رأساً على عقب، بعد اكتشاف أن الشاب الذى كان بمرافقة السيدة قبل وفاتها هو من نفذ الجريمة وقتل عشيقته قبل أن يأتى المتهم ويظن أنها على قيد الحياة ويسدد لها طعنات متتالية.

تفاصيل هذا المشهد كانت بأن العشيق الآخر ظن أن السيدة ستتركه كما تركت من قبله، فصمم على قتلها وهو ما حدث باستخدام أداة حديدية فوق رأسها قبل أن يدخل الشاب المتهم وهو ليس فى وعيه، سدد إليها طعنات وهى قد فارقت الحياة على يد عشيقها من قبل الطعنات، وخوفا من افتضاح الأمر قام القاتل الأصلى بضرب الشاب على رأسه ليفقد الوعى ممسكاً بسكينه لتنطبق كافة الاتهامات عليه.


افتضح أمر القاتل الأصلى بعد سرقة مجوهرات عشيقته، ومحاولة بيعها، وهو ما تنبهت إليه قوات الأمن وألقت القيض عليه، الطب الشرعى أثبت أن السيدة قد فارقت الحياة قبل طعنها على يد المتهم، واستطاع المستشار بهاء الدين أبو شقة اكتشاف تفاصيل هذه الواقعة وإثباتها أمام هيئة المحكمة، ليفاجئ الجميع أن الشاب الذى حكم عليه بالإعدام برىء تمامً من تهمة القتل.

وقضت المحكمة فى حكم تاريخى ببراءة المتهم الشاب من تهمة القتل، وسط ذهول وعجب الجميع من تفاصيل هذه القضية.

العمانيه بنت قابوس
28-01-2021, 11:10 AM
تشكري ع الموضوع

ملك الوسامه
29-01-2021, 07:39 AM
سبحان الله الله سخر المحامي لاتقاذ الشاب

wafa.7
31-01-2021, 04:37 PM
بس لازم الشاب الثاني يعاقب

لان اساسا كان رايح يقتلها

جميلة الملامح
02-02-2021, 02:07 PM
،،، فلت منها هالشاب مع انه مبيت النية لقتلها
...

أبـوالولـــيـد
03-02-2021, 07:29 AM
سبحان الله
كل شي بحكمة منه
والشاب انكتب له عمر جديد