المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى فتى الإسلام



ضياء القرآن
26-03-2021, 09:20 PM
*رسالة إلى فتى الإسلام

بقلم:عبدالله بن سعيد المعمري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(١)
🌿أيها الفتى العزيز:
إنك أمل الغد، وعنوان المستقبل، بل بقاء الإنسان، وشهود الحضارة، فأنت زهرة الحياة، وربيع العمر، ومظهر الفتوة، والقلب النابض، بل الذخيرة الحية، تحرث بكفك الخشنة بذور المجد، وترفع بساعدك القوي مشعل النور، وتحمل على كاهلك الصلب هم الخلافة، يتقد ذهنك ذكاء، ويشع قلبك صفاء، وتفيض نفسك عطاء، لا يعرف الخوف إلى شعورك طريقا، ولا يجد الخمول إلى حماسك سبيلا، لله عزيمتك الصلبة فلا يفتها الصخر، و همتك العالية فلا تسامقها الجوزاء، ونفسك العزيزة فلا تحنيها صروف الدهر، وطاقتك الملتهبة فلا يخمد أوارها رياح الوهن، أو تعجب - بعد - أن كل صاحب فكر يخطب ودك، وكل ذي حاجة يغشى بابك، فمهما لمست يابسا سرت فيه الحياة، ومهما رفعت وضيعا علا السماء، فلا غرو أن يبعث الله منك الأنبياء، ويسعى إلى ضمك الحكماء، ويعتني بتزكيتك الأتقياء، ويسهر على تعليمك العلماء، و ينصب لك الشيطان حبائله، وتزين لك النفس غوائلها، ويجرك قرناء السوء إلى الفساد، " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة".

(٢)
🌿 فتى الإسلام:
استيقظ من سباتك أيها الأسد، وهب من رقادك أيها العملاق؛ فأنت الخليفة في الأرض، والأمين على النفس والمال والعرض، كيف تهون وأنت العزيز بإيمانك، أم كيف تحزن وأنت الموقن بنصر ربك، فارفع رأسك، فأنت المسلم، راسخ كالأرض، شامخ كالجبل، عظيم كالبحر، قد أكمل الله لك الدين، وأتم عليك النعمة، ربك الله، ونبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، و كتابك القرءان، وأمتك خير أمة أخرجت للناس؛ " فتوكل على الله إنك على الحق المبين".
ألا انطلق؛ لتبني مجدك، وتجدد عهدك، وتسجل تأريخك، واستلم الراية لتقود جحافل الحق، فعسى الله أن يحرر بجهادك الأرض، ويقيم بنهضتك العدل، وينصر بوثبتك المظلوم، واصدع بصوت الأذان وآيات القرءان؛ فلعل الله يكشف بإخلاصك قلوبا غلفا، ويسمع بذكرك آذانا صما، ويبصر بعبادتك أعينا عميا، فوا أسفا، قد طال بك الرقاد، واستغاث بك البلاد والعباد، وزكمت الأنوف من نتن الظلم والفساد؛ فهلا أريت الله من تضحياتك ما يطيب، وأقررت ببطولتك عين الحبيب، وأطلقت بحسن فعالك لسان الأديب، فهيا ازحف إلى الأمام، ووطن النفس لبلوغ المرام، "وإن جندنا لهم الغالبون".

ضياء القرآن
26-03-2021, 09:21 PM
(3)
فتى الإسلام:
اعلم أن طريق النصر والتمكين لأمتك يبدأ بإصلاح النفس قلبا وقالبا، حتى تستقيم على أمر الله، فيكون رضا الله غايتها، في المكره والمنشط، والغضب والرضى، ثم الإعراض عن الدنيا إلا بقدر الحاجة إليها في التمكين، مع التنعم بطيباتها دون سرف أو مخيلة، فقد حذر الله من فتنتها؛ فلا يشغفن بحبها قلبك، فتطول لملكها يدك، ويعجب بزينتها بصرك، ويشنف بترنيمها سمعك، و يسيل لحلاوتها لعابك، فإن التعلق بها سبب الوهن، والتكالب على حطامها طريق الذل، " ولو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء".
فكم زلت بتغريرها قدم، وهانت لهواها نفس، أفلا ترى كثرة المسلمين مع قلة أثرهم، وسعة دنياهم مع ضعف بركتهم، كمن يسمع جعجعة ولا يرى طحنا، أو يرى قزعا ولا يرجو غيثاً، بل "هم كغثاء السيل"، قد انقطعوا عن مجالس الذكر والعلم لهاثا وراء سراب، واكتوت قلوبهم حسدا وغما على فقدان التراب، وانتشت فرحا ومرحا على وجدان سبب الخراب، قد غرهم طول الأمل، وملأ قلوبهم الغرور، فلم يستحقوا نصر الله، "ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون".
فأين عنك سيرة الشراة أبي حمزة وأصحابه: زهدا وورعا، عبادة وتقوى، شجاعة وإقداما، قوة وبأسا- رضي الله عنهم وأرضاهم-.

(4)
فتى الإسلام:
أنت المسلم الحر بإرادتك، المستقل بقرارك، الزكي بأخلاقك، المستقيم في منهجك، الكريم في نبل غايتك، فإياك أن تكون إمعة، كالكلب في التبعية، والحمار في الذلة، تجيب في الموضة كل صيحة، وتسلك في الانحلال كل طريق، قد سلب عقلك حب التشبه بالقوم، واستولى على شعورك الرغبة في تقليدهم؛ فذلك -والله- دليل مرض القلب، بل فتح باب فتنة إلى الردة عن الدين، فكيف ترضى أن تنسلخ من إيمانك، وتتخلى عن قيمك، وتتنكر لتأريخك وحضارتك، طمعا في رضى الشرق أو الغرب، "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم".
فما عسى أن يغني المرء تلوين شعره بأنواع الصبغات، أو وضع سماعة على أذنه باختلاف الأنغام، أو لبس سروال ممزق، أو يليق بفحل أن تجرح وجنته نسيم، أو يزين جيده قلادة، أو تعثر قدمه ببعرة، فبئست الحرية هذه، وتعست هاتيك المدنية، بل كأس وغانية قد يفعلان مالا يفعله ألف مدفع، و الغزو الفكري طريق الاحتلال العسكري والهيمنة الاقتصادية، وكفى بالتاريخ والواقع شهيدا.
ويك استفق من غفلتك، واحسم أمرك وحدد وجهتك، فإنك لم تخلق عبثا، ولم تترك سدى، فأنر بكلام الله قلبك، وزين بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دربك، واقتف آثار أصحابه والتابعين لهم بإحسان -رضي الله عنهم- ؛ فهم النجوم الزاهرة، والمعالم الظاهرة، "أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده".

ضياء القرآن
26-03-2021, 09:23 PM
(ظ¥)
��فتى الإسلام:
بادر إلى العمل الصالح قبل فوات الأوان، فذلك دليل حكمتك؛ لأنه شكر لنعمة الله عليك، وعدم اغترار بالأمل، و بالشكر تدوم النعم، وليس القرب من الله إلا بالتقوى، بل سابق إلى العمل الخيري بشتى صوره ، فـ "لا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه"، وأكرم بحب الله حسن عقبى، في الآخرة والأولى، وقم بما تحسن، وجد بالموجود، فذلك من حق الناس عليك، "والخلق عيال الله"، "وخير الناس أنفعهم للناس".
وليكن ذلك في إطار جماعي؛ فإن العمل المنظم بين أفراده، حين يؤسس على أهداف واضحة، تترجم في خطة واقعية مفصلة، يقوم على إدارتها قادة أكفاء: علما وأمانة، وينفذها أناس أوفياء نشيطون منضبطون، يرجى أن يستمر عطاؤه، ويكثر خيره، ويخف عناؤه، " وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من ءامن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات ءامنون".

(ظ¦)
��فتى الإسلام:
إن طريق الإصلاح طويل، وتغيير النفوس عن إلفها ثقيل، فلا تتعجل قطف الثمرة قبل نضجها، ولا يدفعنك الحماس إلى استيفاء السلعة قبل دفع ثمنها، فعليك بالحلم والأناة، وتلك سنة الحياة، و انتفع -قدر طاقتك- بمن سبقك علما وعملا؛ فقد تجد عنده مالم يدون في كتاب، أو يشترى بمال، فلا تستكثر ما عندك، أو تغتر بمالديك، فالأكبر منك بيوم قد يكون أعرف منك بعام، "فاسأل به خبيرا" ، قد تسلم نفسك من العطب، أو جهدك من التعب.
واحرص على مجالسة أهل العلم، وسؤالهم عماأشكل عليك، فإنه دواء للجهل، وعصمة من الزلل، وإكرام للعلم، وسلامة في المنهج؛ فانظر -حنانيك- إلى فتية في نضرة العمر وزهرة الحياة، كيف غرر بهم، ففقدوا حياتهم هباء، وأهلكوا معهم الحرث والنسل، "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
وانطلق بعقلك في آفاق المعرفة، واستكشف كنوز الكون، وأحكم تدبيرك في تصريف شؤون حياتك قيادة ونظاما، ولا تغتر بدعوات إعمال العقل دون قيد أو شرط، فإنها نفثات مسمومة، وحبائل مكشوفة، وذرائع مسدودة، ينفخها الشيطان في كير الغرور، وتسولها النفس بحيلة فتح باب الاجتهاد والاستقلال في الرأي، وهي -لعمرو الله- التقليد الأعمى، والسير على غير هدى، بل اتباع للهوى، و جرأة على محارم الله، وتقوّل على الله بغير علم، وإلا فالبيت يؤتى من بابه، وباب العلم يفتح بالتقوى والمنهاج الصحيح، ولا يستغني العقل عن هداية الوحي، وخير العقول ما ساق صاحبه إلى سلامة الدنيا وسعادة العقبى، "وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحب السعير" ،" ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ".

ضياء القرآن
26-03-2021, 09:23 PM
(٥)
🌿فتى الإسلام:
بادر إلى العمل الصالح قبل فوات الأوان، فذلك دليل حكمتك؛ لأنه شكر لنعمة الله عليك، وعدم اغترار بالأمل، و بالشكر تدوم النعم، وليس القرب من الله إلا بالتقوى، بل سابق إلى العمل الخيري بشتى صوره ، فـ "لا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه"، وأكرم بحب الله حسن عقبى، في الآخرة والأولى، وقم بما تحسن، وجد بالموجود، فذلك من حق الناس عليك، "والخلق عيال الله"، "وخير الناس أنفعهم للناس".
وليكن ذلك في إطار جماعي؛ فإن العمل المنظم بين أفراده، حين يؤسس على أهداف واضحة، تترجم في خطة واقعية مفصلة، يقوم على إدارتها قادة أكفاء: علما وأمانة، وينفذها أناس أوفياء نشيطون منضبطون، يرجى أن يستمر عطاؤه، ويكثر خيره، ويخف عناؤه، " وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من ءامن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات ءامنون".

(٦)
🌿فتى الإسلام:
إن طريق الإصلاح طويل، وتغيير النفوس عن إلفها ثقيل، فلا تتعجل قطف الثمرة قبل نضجها، ولا يدفعنك الحماس إلى استيفاء السلعة قبل دفع ثمنها، فعليك بالحلم والأناة، وتلك سنة الحياة، و انتفع -قدر طاقتك- بمن سبقك علما وعملا؛ فقد تجد عنده مالم يدون في كتاب، أو يشترى بمال، فلا تستكثر ما عندك، أو تغتر بمالديك، فالأكبر منك بيوم قد يكون أعرف منك بعام، "فاسأل به خبيرا" ، قد تسلم نفسك من العطب، أو جهدك من التعب.
واحرص على مجالسة أهل العلم، وسؤالهم عماأشكل عليك، فإنه دواء للجهل، وعصمة من الزلل، وإكرام للعلم، وسلامة في المنهج؛ فانظر -حنانيك- إلى فتية في نضرة العمر وزهرة الحياة، كيف غرر بهم، ففقدوا حياتهم هباء، وأهلكوا معهم الحرث والنسل، "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
وانطلق بعقلك في آفاق المعرفة، واستكشف كنوز الكون، وأحكم تدبيرك في تصريف شؤون حياتك قيادة ونظاما، ولا تغتر بدعوات إعمال العقل دون قيد أو شرط، فإنها نفثات مسمومة، وحبائل مكشوفة، وذرائع مسدودة، ينفخها الشيطان في كير الغرور، وتسولها النفس بحيلة فتح باب الاجتهاد والاستقلال في الرأي، وهي -لعمرو الله- التقليد الأعمى، والسير على غير هدى، بل اتباع للهوى، و جرأة على محارم الله، وتقوّل على الله بغير علم، وإلا فالبيت يؤتى من بابه، وباب العلم يفتح بالتقوى والمنهاج الصحيح، ولا يستغني العقل عن هداية الوحي، وخير العقول ما ساق صاحبه إلى سلامة الدنيا وسعادة العقبى، "وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحب السعير" ،" ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ".

تباشيرالأمل
29-03-2021, 12:31 PM
السلام عليكم
كلمات نسجت من نور
نسأل الله لشباب الإسلام
الهداية والرشاد
جزاك الله خيرا عزيزتي

ابوقيس99
31-03-2021, 05:51 PM
نصائح مفيده وجميلة
بارك الله فيك وجزاك الله خير

أبـوالولـــيـد
05-07-2021, 08:32 AM
تتميزين دوما باطروحاتك اختي ضياء
جزيتي خيرا راق لي مات نثرته ها هنا

قاتل ضفدع
05-07-2021, 11:07 PM
الشكر الجزيل والتقدير الوفير لك

جعل الله ذلك في ميزان حسناتك