المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطمع ضر ، ما نفع



كاتمة الإحساس
23-04-2021, 10:48 PM
احتضنت بيدها المجعدة .... العصا التي لا تفارقها منذ ان خانتها قدامها ....تنهدت وهي تفكر بالسنين التي مضت وكأنها البارحة ....بالرغم من أنها لم يعد لها الكثير من هذه الدنيا لتحياه.... الا أنها تشعر بالخطأ الذي اقترفته عندما وافقت على الزواج من هذا العجوز البخيل الطماع الذي يقبع بجانبها ....تنهدت بندم لو يعود الزمن للماضي لما وافقت على الزواج به ،واختارت رجلا كريما ...ولكن بالرغم من صفاته السيئة إلا أنها أحبته سبحان من قال :« وجعل بينكم مودة ورحمة »
قاطع أفكارها زوجها العجوز ،وهو يناظرها بابتسامة دافئة : بما تفكرين يا عزيزتي ؟!.أراك قد أبحرت بخيالك ....فما الذي أشغلك عني ؟!
ابتسمت وهي تناظر ملامح وجهه المجعدة بلحية بيضاء طويلة، وبرأس اقرع يلمع ،وكأن رأسه بطيخة ...لتبتسم له بمجاملة : كنت افكر بأيام الخطوبة كم كانت جميلة !
ابتسم متحمسا لتلك الايام : اتذكرين يا عزيزتي كم كنا نواجه الصعوبات حتى نلتقي بسبب فكر والدك المعقد !
اتذكرين ؟!
هزت راسها ونطقت بحسرة : وكيف لي ان انسى يا عزيزي !
اغمض كلاهما عينيه لتذكر تلك اللحظات
~
~
~
خلف احدى العمارات القديمة ...ينظر حوله ليتأكد خلو المكان من أهلها ، وهو يمسك يدها بتملك ...لينطق بضجر : لا أستطيع أن يمر اليوم علي دون أن أراك ...لابد لنا من خطة حتى تخرجين لي، و أراك دون أن يعلم والدك المعقد بذلك!
أشاحت وجهها بعدم الرضا من كلامه : لا تنعت والدي بهذا اللقب ...هذه عاداتنا لا تستطيع رؤيتي إلا يوم الزفاف !
ليقاطعها بضجر : حسنا أعطني طريقة للقاء !
سكتت لبرهة وهي تفكر بخبث كيف تجمع النقود من خطيبها ..إنه رجل بخيل ولا يعطيها المال ...لتنطق بعد أن حزمت الامر : اسمعني جيدا ...عندما تود رؤيتي ما عليك سوى أن ترمي بقطعة النقود المعدنية على الشرفة، وقتها سأسمع صوت رنينها وأخرج لك بدون أن يعلم أحد، ما رأيك عزيزي !
ابتسم لها موافقا على هذه الطريقة ...بينما هي تريد أن تقفز فرحا ولم تتوقع ان تنطلي عليه الحيلة بهذه السرعة !
في اليوم الثاني جلست بغرفتها تنتظر قدومه بفارغ الصبر حتى تحصل على القطعة النقدية ..سرعان ما قفزت عندما سمعت صوت رنينها وهي ترتطم على أرضية الشرفة ...تكاد تحس أن أنفاسها ستنقطع من شدة الفرح ...جثت على ركبتيها وكأنها في حلم ..امسكت القطعة بيديها ..وغرقت بأحلامها وهي تفكر كم من النقود ستحصل عليها إن جاء خطيبها مرتين باليوم ...بدأت تجمع وهي مغمضة العينان كم النقود ستحصل عليها نهاية الشهر ...ياااااه لا تصدق ستحصل على مبلغ خيالي ...ستشتري به خاتما من ذهب لا لا من الفضة لا لا ستشتري فستانا
لم تكمل آخر كلمة عندما طارت القطعة النقدية بالهواء واختفت عن ناظريها ...لتقف على قدميها كالمجنونة تبحث عنها .....سرعان ما شعرت وكأنها سقطت من السماء وخرت بالارض عندما رأت خطيبها بالأسفل يحرك القطعة المعدنية يمينا يسارا وهي مربوطة بالخيط ...ابتسم لها وهو يحرك حاجباه : هيا بسرعة
رفعت نظرها للأعلى وهي تشعر بالدوار بعد أن تحطمت أحلامها !

مرتاح ويتصنع قلبي الراحة
24-04-2021, 09:54 PM
جميل جدا
تلك الحبكة يا كاتمة
التي لا تخلو من عنصر التشويق
التي تتجلى فيها الحكمة
اطلقي العنان لقلمك كي يحلق في صفحات الجمال

كاتمة الإحساس
26-04-2021, 02:37 PM
جميل جدا
تلك الحبكة يا كاتمة
التي لا تخلو من عنصر التشويق
التي تتجلى فيها الحكمة
اطلقي العنان لقلمك كي يحلق في صفحات الجمال

كل الشكر لك على المرور

دمت في حفظ المولى

ملك الوسامه
27-04-2021, 05:13 PM
قصة جميلة

كاتمة الإحساس
27-04-2021, 09:27 PM
قصة جميلة

تسلم استاذي ع المرور

رايق البال
06-06-2021, 11:28 PM
هلا كاتمه ..
قصه جدا رائعه واحييك عليها
الف شكر لإختيارك وتفاعلك الجميل
طابت مساءاتك ..

كاتمة الإحساس
13-06-2021, 07:44 AM
كل الشكر ع مرورك استاذ

نديم الماضي
11-08-2021, 02:15 PM
قصه جميله