المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ مُــمــيز ] الحَياةُ المُترفة ، حَزينةٌ بقدرِ جَمالهَا !



مَيثْ
18-07-2021, 12:43 PM
الحَياةُ المُترفة ، حَزينةٌ بقدرِ جَمالهَا !


...

تَضعُ نَظارةَ القراءة ،

و تُسابقُ نسيمًا عليلاً ، بِكُرسيّها الهزاز ..


كِتابٌ هزيلٌ تَقرأه .. وَمائدةٌ أمامهَا تُسميها “ الفَطور “

...


الأبناء ؟


من يَكترثُ ؟!


لَعلّهُم نِيام .. لَعلّ السّهرَ طِوالَ الليلِ أتعبهُم ..

...


الخَدمُ يقومونَ بكل شيء ..

هي لا تطبُخ ، لا تُنظِّف هِي فقط ترفعُ اِصبعًا والخدمُ يُنفذون !



تَتوقفُ عن القراءةِ قليلاً ، فَقد أعياهَا العَطش ..

تلتقطُ هَاتفًا ثَمينًا و تتصل ، في الخَادِمَة !


( جيبي لي مَاي يا فلانة )


حَتّى كَأسُ المَاءِ يَأتي إليهَا مُتعجبًا ..

كَيفَ لهَا أن تستثقلَ إحضارَهُ رغمَ خِفَّته !



هِي لا تُلام فَمنزلهَا أشبهُ بالقصر ..

صِحتهَا لم تعد تعينهَا على القِيامِ بواجبهَا المَنزلي الضّخمِ الثّقيل !




أمّا الخَادِمة ، فَلأنّ هذهِ وظيفتهَا عليهَا أن لا تَغفل ،

لا تُخطئ ، لا تَنسَى .. لا تَكُن بَشر ..

عليهَا فقط أن تعمل كَيفَ ما تشاء المَدام ..

...



الأبّ ؟


بعدَ إذ بدأ الشَّبابُ يُودِّعهُ ، أصبحَ مُحافِظًا على الصّلاةِ في المسجد ..

“ مُلتزمًا “ بإخلاص في تأديةِ واجبِ التعزية و مُشاركةِ الناس أفراحهم و أحزانهُم ..

...

مَاذا عَن أولئكَ المَساكين الذينَ حبستهُم الأجهزة و “ البليستيشن “ ؟


من يكترث ، لا زالوا شبابًا يتعلمونَ مِنَ الحَياة ..

الحَياةُ الناجحة بالنسبةِ لهم تتمحور حول إتقانِ الانجليزية ..

أَن يُصبحوا مُهندسينَ أو أطبَاءَ بارعين ، يتحدَّثونَ الإنجليزية بطلاقة فهي أهم من لغتهم الأُم !

لذا عليهم أن يستمتعوا بوقتهم و يترفهوا .. لتتهيأ نفسياتُهم لكل هذا الجُهد الذي ينتظرهم !!

الأجمل أن مَنزلهم الشّبيهُ بالقصر و حاشيةُ الخَدم والرّاحةُ التي يعيشونهَا تُهيئ لهم السّبل ...


تَعتقد الأم .. أنها السبلُ إلى أن يكونوا أفضل ، أن تصفى أذهانهُم للدراسة ..

لكن !


في الحقيقةِ هي سُبلٌ إلى اللامَسؤولية ، إلى أن يعتقدَ هذا الشّاب أن الخدم خُلقوا دومًا من أجلِ راحتي ..

من أجلِ أن لا أخدمَ نفسِي ، من أجلِ أن لا أُصبحَ وضيعاً بترتيبِ فراشي أو سكبِ المَاء لنفسي !


سَيكبر على اعتقاداته .. عَلى أنّ هُنالكَ دومًا من سيُنظفُ الفَوضى التي أُخلفها وَ سيكونُ مَسؤولاً عن نظافةِ أحذيتي و ثيابي ..

و كل شيءٍ يخصني ، نَظافتهُ ليست مَسؤوليتي فَأنا أَرفَعُ و أَفضَلُ مِن أن أفعل شيئًا كَهذا !


إنهَا أفعالُ “ الخَدم “


إِنهَا واجباتهُم .. إنهَا مَسؤولياتهُم !

...


دَعوني أقطع حديثي عَن هذا القَصر ، لأشرحَ من هُم “ الخَدم “


هم بشر … بمشاعِر .. بأحلام ، بأحاسيسَ مُختلفة


يُودّعونَ أطفالًا .. آباء و أمهَات .. و أحباب ،


يَأتونَ إلى هُنا ليس للعمل ، بل للصبرِ على تَلقي الإهَانة ..

و دعُوني أوضّح أنني لا أعني هُنا أن الأعمالَ المنزلية عملٌ مُهين ..

بَل أعني تلكَ الإهانةُ التي تخرجُ من أفواهِنا و أفعالِنا و نظرتنا المُستفزة !




نُحضرهم إلى هُنا لخدمتنا ، لا بَأس ولا ضَرر ..

لكِنَ الضّرر في مُعاملتِنا .. في تلقي أطفالنَا إلى طريقتنا في التعاملِ معهم ..

ليكبروا بفكرةِ أنّ الخَدم ليسوا بشرًا يستحقونَ الاحترام ، هم لم يُخلقوا إلا لخدمتنا !


...


لنعُد إلى قصرنَا الشّاسِع ، حَيثُ الابنةُ مُحاطةٌ بأدواتِ التّجميل و أفخمِ الثّياب والكثير مِما تشتهيهِ نفسهَا ..


تَخرجُ بمنظرٍ كيفَ مَا شاءَ مَزاجُها المُتقلب ، لا أحدَ يَرى ذلكَ عَيبًا فهي شَابةٌ لابُد أن يَبرُزَ جَمالهَا ..




يُعانقُ عِطرها الهَواء أمامَ الملأ دونَ حَياء ، لا بَأس فهي ملاكٌ صَغير !


لا بَأسَ أن تغيبَ عَنهم طويلًا في وِحدتهَا فأناقتهَا تحتاجُ إلى ذلكَ الوَقت ،


هي مَسؤولةٌ عَن لا شَيء ، هي لم تُخلق لتعمل ، هي خُلقت لتتجمل ..

خُلقت لتفتنَ الآخرِينَ بجمالها ، لتخطفَ الأبصارَ و القلوب !


و لَيسَ على الأمّ سِوى أن تُساعدهَا على هذا الهُراء !

...


من يَكترث بالصّلاة من يكترث بِالعِفَّة من يكترث بجمعِ هَؤلاءِ ومُحاورتهم و تلقِينهم دِينهم ..

مَن يكترث بمكارمِ الأخلاقِ و حُسنِ الخُلُق ؟


هَل تَكفي معهُم بِضعُ كَلمات ؟


لِماذا يصلُ بهمُ الحَالُ إِلى اتخاذِ المُطربين والممثلينَ قُدوة !


باتت هُويتهُم العربية محصورةً في جوازِ السّفرِ ،

أمّا نمطُ الحياةِ فلم يَعُد .. لن أقولَ عَربيًا ، سأقولُ مُسلمًا !


"لَم يعُد نمطُ الحياةِ مُسلمًا"


نُقطة ، حزينة .

مَيثْ
2018

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
18-07-2021, 08:26 PM
ميث الاستثنائية
وكان غيمة عطر خفيف ؛؛ رذاذ حرفك.
دمت في أمان الله وحفظه

ملك الوسامه
18-07-2021, 08:46 PM
ميث صاحبة الحرف الرائع والسرد المميز ابدعتي اختي

اصبحنا مستثقلين في خدمة أنفسنا والاهتمام بالعائلة وان لا نضع كل الحمل على الخدم ونسعى للحركة وفي الحركة بركة.

مَيثْ
26-07-2021, 12:37 AM
ميث الاستثنائية
وكان غيمة عطر خفيف ؛؛ رذاذ حرفك.
دمت في أمان الله وحفظه

سعيد ..

شُكرًا مَدَّ البِحارِ و بُعدَ الجِبال ..

طابَ لحرفي هَذا الحُضور ..

تحيَّتي ،

مَيثْ
26-07-2021, 12:41 AM
ميث صاحبة الحرف الرائع والسرد المميز ابدعتي اختي

اصبحنا مستثقلين في خدمة أنفسنا والاهتمام بالعائلة وان لا نضع كل الحمل على الخدم ونسعى للحركة وفي الحركة بركة.

صَاحب الحُضور البَهِيّ ..

أسعدني حُضوركَ الرَّاقي ،

دُمتَ بكل خير ..

ع ــديـل
26-07-2021, 11:33 PM
بقدر ما حياتنا مترفه .. سنبتعد عن الدين والاخلاق (إلا ما ندر) .

اللهم لا تجعلنا ممن تغره الدنيا ونعيمها الفاني!

أحسنتي الطرح ميث

العاموري
28-07-2021, 08:19 AM
ميث
حيث
الشعور العميق والأسلوب الأنيق…

كثيرٌ منا لا يعي المعنى الحقيقي للراحة
وكذلك يعتقد إن الإنسانية والمشاعر مقتصرة
على فئة من الناس..

طرح موفق في جوهرهِ وأسلوبه….

رايق البال
05-08-2021, 07:47 PM
هلا ميث ..
الكثير تغير في حياتنا وللأسف معظمه للأسوء وفي مختلف المجالات ..
قد يكون هذا شعورا سوداويا ولكن مايبث الفرح قليلا بالنفس انه لا يوجد كمال فالكمال لله وحده وطالما نحن نعيش سنصادف الكثير مما يؤلمنا وعلينا عندها ان نتشبت بالامل وبأنه قادم لامحاله ليشرق من جديد في حياتنا ..
عزف ادبي انيق رغم وشوشة الشجن العميق به
الف شكر لما سكبه قلمك واحساسك الراقي والمرهف
طابت مساءاتك ..
( نص يستحق النجوم الخمس+ التميز )
ملاحظه :
الف مبروك على اللقب الذي تستحقينه بلا شك

مَيثْ
05-08-2021, 08:38 PM
بقدر ما حياتنا مترفه .. سنبتعد عن الدين والاخلاق (إلا ما ندر) .

اللهم لا تجعلنا ممن تغره الدنيا ونعيمها الفاني!

أحسنتي الطرح ميث


أشياءٌ كَثيرة هي التي تختبرُ إيمانَ المرءِ ،

منها الحياة المُترفة ..

هذه الحياة تُخبركَ حقيقةَ الإنسان ..

..

عديل ،
شُكرًا إلى ما لا نهاية على رُقيّ حضورك ..

طابَ يومك ..

مَيثْ
05-08-2021, 09:08 PM
ميث
حيث
الشعور العميق والأسلوب الأنيق…

كثيرٌ منا لا يعي المعنى الحقيقي للراحة
وكذلك يعتقد إن الإنسانية والمشاعر مقتصرة
على فئة من الناس..

طرح موفق في جوهرهِ وأسلوبه….

مُصيبة اجتماعيّة هو الاعتقاد أنّ الاتكال على الآخرين في أبسط مهامي يُعَد من الرّاحة ..

لا ضَرر في أن يخدمني أحد ، لكن الضّرر في أن أُعامله كشخص خُلِق لأجل خدمتي ليس إلا ..

و خُلِقت أنا للترفع عن خدمة نفسي ..
..

شُكرًا على هذا الحضورِ البهي ..
طبتَ بكل خير ..

مَيثْ
05-08-2021, 09:43 PM
هلا ميث ..
الكثير تغير في حياتنا وللأسف معظمه للأسوء وفي مختلف المجالات ..
قد يكون هذا شعورا سوداويا ولكن مايبث الفرح قليلا بالنفس انه لا يوجد كمال فالكمال لله وحده وطالما نحن نعيش سنصادف الكثير مما يؤلمنا وعلينا عندها ان نتشبت بالامل وبأنه قادم لامحاله ليشرق من جديد في حياتنا ..
عزف ادبي انيق رغم وشوشة الشجن العميق به
الف شكر لما سكبه قلمك واحساسك الراقي والمرهف
طابت مساءاتك ..
( نص يستحق النجوم الخمس+ التميز )
ملاحظه :
الف مبروك على اللقب الذي تستحقينه بلا شك


نحنُ مَن يصنعُ السّعادةَ لأنفُسنا ،

نحنُ من يختارُ الرّقي لحياتهِ ..

..

شُكرًا ،


من القلبِ شُكرًا ..

أولاً على هذا المرورِ الذي يستحِقّ مني وقفةَ احترامٍ ،

ثانيًا على إهداءِ نصي المُتواضع هذه الخمس نجوم التي أسعدتني حدَّ السماء ، و التمييز ..

ثالثًا ، عَلى هذا اللقلبِ الكثيرِ على كاتبةٍ صغيرةٍ مثلي ..

شُكرًا عددَ النُّجومِ و مَدَّ البِحار ..

مُهاجر
08-08-2021, 10:22 AM
الحَياةُ المُترفة ، حَزينةٌ بقدرِ جَمالهَا !


...

تَضعُ نَظارةَ القراءة ،

و تُسابقُ نسيمًا عليلاً ، بِكُرسيّها الهزاز ..


كِتابٌ هزيلٌ تَقرأه .. وَمائدةٌ أمامهَا تُسميها “ الفَطور “

...


الأبناء ؟


من يَكترثُ ؟!


لَعلّهُم نِيام .. لَعلّ السّهرَ طِوالَ الليلِ أتعبهُم ..

...


الخَدمُ يقومونَ بكل شيء ..

هي لا تطبُخ ، لا تُنظِّف هِي فقط ترفعُ اِصبعًا والخدمُ يُنفذون !



تَتوقفُ عن القراءةِ قليلاً ، فَقد أعياهَا العَطش ..

تلتقطُ هَاتفًا ثَمينًا و تتصل ، في الخَادِمَة !


( جيبي لي مَاي يا فلانة )


حَتّى كَأسُ المَاءِ يَأتي إليهَا مُتعجبًا ..

كَيفَ لهَا أن تستثقلَ إحضارَهُ رغمَ خِفَّته !



هِي لا تُلام فَمنزلهَا أشبهُ بالقصر ..

صِحتهَا لم تعد تعينهَا على القِيامِ بواجبهَا المَنزلي الضّخمِ الثّقيل !




أمّا الخَادِمة ، فَلأنّ هذهِ وظيفتهَا عليهَا أن لا تَغفل ،

لا تُخطئ ، لا تَنسَى .. لا تَكُن بَشر ..

عليهَا فقط أن تعمل كَيفَ ما تشاء المَدام ..

...



الأبّ ؟


بعدَ إذ بدأ الشَّبابُ يُودِّعهُ ، أصبحَ مُحافِظًا على الصّلاةِ في المسجد ..

“ مُلتزمًا “ بإخلاص في تأديةِ واجبِ التعزية و مُشاركةِ الناس أفراحهم و أحزانهُم ..

...

مَاذا عَن أولئكَ المَساكين الذينَ حبستهُم الأجهزة و “ البليستيشن “ ؟


من يكترث ، لا زالوا شبابًا يتعلمونَ مِنَ الحَياة ..

الحَياةُ الناجحة بالنسبةِ لهم تتمحور حول إتقانِ الانجليزية ..

أَن يُصبحوا مُهندسينَ أو أطبَاءَ بارعين ، يتحدَّثونَ الإنجليزية بطلاقة فهي أهم من لغتهم الأُم !

لذا عليهم أن يستمتعوا بوقتهم و يترفهوا .. لتتهيأ نفسياتُهم لكل هذا الجُهد الذي ينتظرهم !!

الأجمل أن مَنزلهم الشّبيهُ بالقصر و حاشيةُ الخَدم والرّاحةُ التي يعيشونهَا تُهيئ لهم السّبل ...


تَعتقد الأم .. أنها السبلُ إلى أن يكونوا أفضل ، أن تصفى أذهانهُم للدراسة ..

لكن !


في الحقيقةِ هي سُبلٌ إلى اللامَسؤولية ، إلى أن يعتقدَ هذا الشّاب أن الخدم خُلقوا دومًا من أجلِ راحتي ..

من أجلِ أن لا أخدمَ نفسِي ، من أجلِ أن لا أُصبحَ وضيعاً بترتيبِ فراشي أو سكبِ المَاء لنفسي !


سَيكبر على اعتقاداته .. عَلى أنّ هُنالكَ دومًا من سيُنظفُ الفَوضى التي أُخلفها وَ سيكونُ مَسؤولاً عن نظافةِ أحذيتي و ثيابي ..

و كل شيءٍ يخصني ، نَظافتهُ ليست مَسؤوليتي فَأنا أَرفَعُ و أَفضَلُ مِن أن أفعل شيئًا كَهذا !


إنهَا أفعالُ “ الخَدم “


إِنهَا واجباتهُم .. إنهَا مَسؤولياتهُم !

...


دَعوني أقطع حديثي عَن هذا القَصر ، لأشرحَ من هُم “ الخَدم “


هم بشر … بمشاعِر .. بأحلام ، بأحاسيسَ مُختلفة


يُودّعونَ أطفالًا .. آباء و أمهَات .. و أحباب ،


يَأتونَ إلى هُنا ليس للعمل ، بل للصبرِ على تَلقي الإهَانة ..

و دعُوني أوضّح أنني لا أعني هُنا أن الأعمالَ المنزلية عملٌ مُهين ..

بَل أعني تلكَ الإهانةُ التي تخرجُ من أفواهِنا و أفعالِنا و نظرتنا المُستفزة !




نُحضرهم إلى هُنا لخدمتنا ، لا بَأس ولا ضَرر ..

لكِنَ الضّرر في مُعاملتِنا .. في تلقي أطفالنَا إلى طريقتنا في التعاملِ معهم ..

ليكبروا بفكرةِ أنّ الخَدم ليسوا بشرًا يستحقونَ الاحترام ، هم لم يُخلقوا إلا لخدمتنا !


...


لنعُد إلى قصرنَا الشّاسِع ، حَيثُ الابنةُ مُحاطةٌ بأدواتِ التّجميل و أفخمِ الثّياب والكثير مِما تشتهيهِ نفسهَا ..


تَخرجُ بمنظرٍ كيفَ مَا شاءَ مَزاجُها المُتقلب ، لا أحدَ يَرى ذلكَ عَيبًا فهي شَابةٌ لابُد أن يَبرُزَ جَمالهَا ..




يُعانقُ عِطرها الهَواء أمامَ الملأ دونَ حَياء ، لا بَأس فهي ملاكٌ صَغير !


لا بَأسَ أن تغيبَ عَنهم طويلًا في وِحدتهَا فأناقتهَا تحتاجُ إلى ذلكَ الوَقت ،


هي مَسؤولةٌ عَن لا شَيء ، هي لم تُخلق لتعمل ، هي خُلقت لتتجمل ..

خُلقت لتفتنَ الآخرِينَ بجمالها ، لتخطفَ الأبصارَ و القلوب !


و لَيسَ على الأمّ سِوى أن تُساعدهَا على هذا الهُراء !

...


من يَكترث بالصّلاة من يكترث بِالعِفَّة من يكترث بجمعِ هَؤلاءِ ومُحاورتهم و تلقِينهم دِينهم ..

مَن يكترث بمكارمِ الأخلاقِ و حُسنِ الخُلُق ؟


هَل تَكفي معهُم بِضعُ كَلمات ؟


لِماذا يصلُ بهمُ الحَالُ إِلى اتخاذِ المُطربين والممثلينَ قُدوة !


باتت هُويتهُم العربية محصورةً في جوازِ السّفرِ ،

أمّا نمطُ الحياةِ فلم يَعُد .. لن أقولَ عَربيًا ، سأقولُ مُسلمًا !


"لَم يعُد نمطُ الحياةِ مُسلمًا"


نُقطة ، حزينة .

مَيثْ
2018


أختي الكريمة /
عن تلكم الرحلة التي اخذتمونا فيها ، لذلك القصر المنيف ،
الذي يئن خلف جدرانه ذاك الشاكي من قهر من عادت لهم الحاجة ،
لكسب لقمة العيش ...

هي رحلة :
نتعلم منها صنوف البشر ، من معاملاتهم ، أخلاقياتهم ،
نوازعهم ، معتقداتهم ، وعباداتهم ...

لنقف عند الأم قليلا :
لنجدها تلك البليدة التي لا تُحرك ساكنا ، ولا يكون امرها بلفظٍ
_ كي لا تُرهق به احبالها الصوتية _ !
بل ينوب عنه حراك اصبعها الملتوية !

فهناك :
الكثير ممن يظنون _ من الطبقة المخملية _بأن من الواجب على من دونهم يكونون طوع أمرهم ،
ورهن اشارتهم ! بل لا يقتصر الأمر بتلبية أوامرهم ، بل يتجاوز ذلك لجواز تحطيم كرامتهم ،
ودوس مشاعرهم !

أما فيما يخص الأب :
فأقصى ما نقول عنه :
أنه كالضيف في قصره ! لا يعرف عن احتياجاته ، ولا يعرف عن خبايا ما يدور فيه ،
لأنه مشغول بجمع المال ، لتوفير المزيد من الاضطهاد ، وتركيع العديد من الناس !

ولا يعرف من الحياة غير الترف والسهر ، وجمع الذنوب ،
وجمع المال أكان من حلال أم كان من حرام
_ لا تفرق لديه _ !.


أما عن العاملين في القصر :
فقد أودعتهم الحاجة في سجن النكال _ على رحابة القصر وضخامته _ لينالوا من العذاب
ألوان ، فقد اجبرتهم الحاجة أن يتحملوا الاهانة ، وأن يٌضمدوا جراحهم " بِمَرهَمِ " الصبر ،
ليدوسون على كرامتهم كلما حاولت التمرد ، ورد الضيم على ما انتَهَكَ حرمتها ،

كي :
لا يخسر مصدر الدخل ، ويرجع لبلده ولم ينل من تلك الرحلة
غير ألبوم صور العذاب وجحيم الاضطهاد !

أما عن الابنة :
هي تسير في بحر الحياة من غير قبطان ، تتقاذفها الأمواج ، وليس لها
مُعين ليصل بها لبر الأمان ،

تعيش :
في الحياة من غير هدف ، ظنا منها أنها خُلقت من أجل النزوات ، وبأن زادها فيها
لا بد أن يكون مُتخماً بالعبثية ، ومسابقة عقارب الساعة من أجل قتل الوقت بزُعاف الحياة
الهمجية !


وما يهُد بنيان عقولنا :
حين نَرَ من هم دون مستوى تلكم الطبقة " المخملية " ، وقد عاثوا فسادا ،
وقتلوا كرامة من يُشاركونهم في حق العيش الكريم ، ممن يخدمونهم !

ختاما :
أعتذر منكم حين استرسل في تعقيبي عليكم ، وعذري ...
تلكم المفردات منكم ، والتي تُشاغب وتًغري حرفي .


دمتم بخير .

مَيثْ
15-08-2021, 11:27 PM
أختي الكريمة /
عن تلكم الرحلة التي اخذتمونا فيها ، لذلك القصر المنيف ،
الذي يئن خلف جدرانه ذاك الشاكي من قهر من عادت لهم الحاجة ،
لكسب لقمة العيش ...

..


أخي الكريم ، مهاجر ..

ألفُ تحِيّة ، و ألفُ قُبعةٍ تُرفعُ أمامَ استرسالكَ هذا ..

تجعلني أشعرُ أنني لم أكتُب شيئًا يُذكَر و أنكَ أتيتَ لتسدّ الكثيرَ من الفراغاتِ في النّص ..

شُكرًا لرونقِ حضورك ،

..

للأسف تقذفُ اعتقاداتُ امجتمعنا الكثيرين منا إلى هاوية التكبر التي لا يرضاها الله ،

حين نرى غيرنا نظرة دونيّة فقط لمستواهم المعيشي الضئيل جدًا أو لحقيقةِ أنهم خُلِقوا لخدمتنا ..

شكرًا مجددًا على تعقيبك ..

:8:

Raba
17-09-2021, 10:48 PM
هذا النص مميز بواقعيته باطراف السرد السلسه ...
استمتعت بالمكوث هنا.. حفظك الله

مَيثْ
10-10-2021, 01:58 PM
هذا النص مميز بواقعيته باطراف السرد السلسه ...
استمتعت بالمكوث هنا.. حفظك الله

أسعدني هذا الحُضور ..

النّرجس ، لجمالِ مُروركِ البهيّ