المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفرحون بهدايا عيد الأم وتعتقدون نفس الأمر من الأمهات؟



AbuHossam
08-03-2022, 04:23 PM
https://cdn.pixabay.com/photo/2021/06/02/15/25/daisy-6304767_960_720.jpg

أيها الأكارم في السبلة العمانية. سأدخل مباشرة في صلب الموضوع، وهو رسالة لكل من يجعل من هدايا عيد الأم ساترًا له من البر الكامل لوالديه؛ وخاصَّة أمه.

فهل فعلا أصبح البر بالأم مقتصرًا على الهدية التي نهديها لها؟

أنا لا أتكلَّم عن كون هذه الهدايا تحديدا -هدايا عيد الأم- حلالًا أو حرامًا. فلهذه الفتاوى أهلها.

لكني أستنكر -بكل تأكيد- أن تكون هديتك هي الأمر الوحيد الذي تفعله يا صديقي. أين أمك في كل أمورها الأخرى؟ أين برها في كل أيام العام؟ أين الرعاية والحب والحنان والعناية لهن في هذه الأيام التي وصلت إليها مع هذا العمر؟

والله إن لي صديق، أجد منه برًا بأُمه يحمل على الفخر. أجده يشتري لها الشوكولاته، ويذهب بها إلى الأطباء لمجرد شعورها بأي تعب. بل إني لا أجده مهتمًا بزوجته وأولاده بقدر اهتمامه بأمه. فالله يجزيه خيرًا.

هذا الصديق الوفي لأمه لا يعبأ إن كان هذا اليوم يوافق عيد الأم أم لا؛ هو معها طوال حياتها.

أخي المسلم؛ إن مواقف أحوال التابعين والصالحين مع والديهم مدرسة في البر وحسن التعامل؛ فعن موسى بن عقبة رحمه الله قال: سمعت الزهري يقول: كان أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها.

عن موسى بن عقبة رحمه الله، قال: سمعت الزهري، يقول: عن عمر بن ذر: أنه لما مات ابنه، قيل له: كيف كان بره؟ قال: ما مشى معي نهارا قط إلا كان خلفي، ولا ليلا إلا كان أمامي، ولا رقي على سطح أنا تحته (البر والصلة لابن الجوزي رحمه الله).

وهذا حيوة بن شريح رحمه الله، وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين، يقعد في حلقته يعلم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا منه، فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم يا حيوة فاعلف الدجاج، فيقوم ويترك التعليم.

وجاء عن أبي حنيفة النعمان -رحمه الله- في بره بأمه حيث كانت تأمره أن يذهب بها إلى حلقة عمر بن ذر –رحمه الله- حتى تسأله عما أشكل عليها مع أن ابنها فقيه زمانه، ومع ذلك قال أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة: رأيت أبا حنيفة يحمل أمه على حمار إلى مجلس عمر بن ذر كراهية أن يرد على أمه أمرها.

أيها الأحبة الكرام؛ إن الشريعة الإسلامية قد حذرت من العقوق… فالعقوق، نتائجه وخيمة في الحاضر والمستقبل، ففي الحديث قال النبي ï·؛: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا ، فقال - ألا وقول الزور. قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت».

إن عقوبة العقوق تقع في الدنيا قبل الآخرة؛ فعن أبي بكر -رضي الله عنه- عن النبي ï·؛ قال: «كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات».

ومن صور العقوق: أنك لا تزورهم، ولا تعينهم على متطلبات الحياة، وأن تكذب عليهم، وأن تحول بينهم وبين أبنائك وأهل بيتك، وإذا دخلوا المستشفى لم تزرهم ولم تتواصل معهم؛ فإن هذا يؤلمهم ويحزنهم ويسيء إليهم.

ومما لا ينبغي: انصرافك عنهم أثناء جلوسهم معك وإقبالهم إليك باستخدام الهواتف النقالة دون حاجة أو استئذان.

فرجاءً، لا تجعل من هدايا عيد الأم (https://www.almazeyd.com/%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%8a%d8%a7-%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%aa%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%af%d9%8a%d8%a9.html) ذكرى مؤلمة لأمك، وتذكرها أنك متجاهلها طيلة العام، وتتذكرها بهذه الهدية.

وصدقني يا صديقي، هي تريد حبًا وحنانًا وصِلة؛ وهديتك آخر ما تفكر به.

ضياء القرآن
17-03-2022, 08:33 PM
فعلها الغرب فأصبح العرب يقتدي بهم
العرب تابع للغرب
الأم لها كل أيام السنة