المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة ماكدونالدز عمان



مجهول123
24-08-2022, 05:47 PM
انا توظفت قبل فترة في ماكدونالدز وعشت تجربة وحشية لا توصف بسبب تعامل الموظفين الفلبينيين ضدي. ما فعلت شيء يستفزهم ولكن كرهوني بشكل اعمى بغرض طردني. فأريد أن أكشف عن الذي صار لاني تعرضت للظلم وهذا يدخل في حق العمل وحق الشخص للعمل.

انا توظفت من خلال المكتب الرئيسي للشركة وكنت متفائل جدا بالفرصة لأني كنت بحاجة للعمل. فسعدت ودخلت المكان بالسلام والود متمنيا التعرف على الشغل والزملاء الجدد. ولكن خلافا لتوقعاتي سرعان ما اكتشفت حقيقة اخرى واكتشفت ان الموظفين الذين هم فلبينيين سيكرهوني بشكل أعمى ويعاملوني أسوأ معاملة.

على فكرة ما كنت احمل أي شعور سلبي تجاه هذه الجالية قبل أن اتوظف وبالعكس كنت أشيد بحسن تعاملهم مع الزبائن حسب ما لاحظت منهم فالحقيقة في العمل خالفت كل توقعاتي. طبعا لا اتكلم عن كل موظف ولكن اتكلم عن الغالبية العظمى من الإناث بالتحديد والمدراء الذين بدون استثناء عاملوني بهذا الشكل. الذي رأيته منهم ما رأيته من اي مجموعة من الناس من قبل.

إن لم تمثل الجالية الفلبينية العدد الأكبر من الموظفين في المطعم، إلا انهم يمثلون العنصر المتحكم فيه كون انهم يمليئون المناصب العليا مثل المدير ونواب المدير إلى الآخر. ومن خلال هذه القوة وبالتعاون مع مجموعة من الموظفين الآخرين بإمكانهم التنمر عليك ويدمرون تجربتك.

بشكل عام كانوا غير ودودين من اول يوم. كانوا يجاهلوني ولا يعلموني رغم اني كنت متحمس للتعلم واني كنت ودود معهم. تخيل على سبيل المثال انك تسلم على شخص من اول يوم ولا يرد عليك. واذا تفاعلوا معي كانوا ينازعوني بالتكرار ويسخرون مني. اتذكر مثلا في أول يوم نازعوني لاني ما عرفت الأحجام المختلفة للاكواب. منازعة شخص لانه ما عرف شيء معين في يومه الأول تعني أنك تكره هذا الشخص بشكل أعمى.

اتذكر المدير نفسه يقول لي في اول الايام: 'ر زميلتك كيف تشتغل وانت فقط واقف'. ولكن لا احد كان يعطيني أوامر أو يعلمني شيء على أساس ان أقوم بشغل ما فالمدير كان فقط يستهز بي. هذه امثال على كيف كانوا ينظرون الي وكيف كانوا يتصرفون معي. في العمل الطبيعي الناس سيرحبون بالشخص الجديد ويعلمونه. ولكن هذا العكس تماماً عن ما فعلوه. كان من الواضح انهم لا يريدوني أن اشتغل معهم.

ما كانوا يخلوني حتى انظف الطاولات الوسخة بسبب محاولاتهم الهيمنة علي ومنعي من الشغل. ليس لدي حتى الكلمات لأعبر عن طبيعتهم كالبشر إن كانوا بشر اصلا. بمعنى آخر لا اعتبرهم بشر لأنهم لا يبينون أبسط دلائل على البشرية.

لكي اتكلم بالتفصيل، الاستراتيجية الرئيسية التي تبنوها ضدي كانت منعي من المساهمة. في بداية العمل الموظف الجديد لا يعرف كيف يفعل أي شيء واذا ما علمه أحد سيظل عاجز ودون القدرة على المساهمة والعمل. فهذا الذي حطوه في بالهم. كانوا لا يعلموني لكي أشعر باحباط واضطر أن أستقيل.

كلما حاولت أن اشتغل وأحضر الطلبية كان المدير أو الزملاء ينازعوني ويطلبون مني أن أقف في مكان فارغ من الأشغال. يعني غايتي في المطعم أن اشتغل واحضر طلبيات الزبائن وهل تصدق ان المدير سوف يغضب منك اذا حاولت ان تقوم بهذا الواجب؟ في اي شركة تشتغل؟ بدال ما يوظفك، المدير يمنعك من الشغل. هو عكس المنطق وعكس ما المفروض في المطعم. لكن يريدون أن يشعروك ان ليس لديك دور.

كيف كشخص لك أن تتحمل مديرك يصرخ عليك يوم بعد يوم؟ هذا كان واقعي. البيئة كانت سلبية جدا. اتذكر المدراء يقولون لي اشياء مثل ان 'هذه الوظيفة لا تناسبك' و'لست تساعدنا' و'اذهب إلى البيت'. مثل هذا الكلام موجه من المدير إلى موظفه لا يصدق. بالاصل الموظف يعتاد أن يثق بمديره فالاستغلال لهذه السلطة للاعتداء على موظف خطير جدا. وكل هذا جاء بدون أساس وهاجموني على لا شيء. أكثر الأحيان كنت فقط احاول ان اشتغل واساعد في اكمال الطلبية. مهما فعلت كانوا سيهاجموني لأنهم اتخذوا هذا القرار قبل ما توظفت.

يمكن الواحد يقول: ولكن إذا وجدت نفسك بهذا الوضع غير مرحب بينهم لماذا تظل؟ لماذا تعذب نفسك بدلا من تركهم؟ ولكن احتجت العمل ولا يحق لهم اقالتي على هواهم. يحق لي الشغل ولن استقيل لمجرد ارضاءهم. لا يجوز إرضاء الظالمين أبدا.

رغم كل ما قاموا به ضدي إلا أني واصلت الشغل. حاولت أن اثابر قدر الاستطاع وان اعلم نفسي اشغال المطعم لكي اساهم. حاولت أن أتعلم شغل أكثر الاقسام لتخفيف قدرتهم على عقبتني. تعلم الذات ليس الطريقة المفترضة تبنيها من قبل الموظف ولكن هذا هو الواقع الذي صنعوه. ثقافة بيئة العمل هذه ليست مهنية ابدا.

واجهت تحدي اخر وهو انه من السهل أن تفقد دافعك للعمل إذا كنت في بيئة عمل غير مرحبة بك ولا احد يريدك أن تكون موجود. فبمرور الوقت الجأت إلى تشجيع نفسي على العمل بالدافع اني اشتغل من اجل نفسي ومن اجل الزبون وليس من أجل الشركة أو المدراء. أصبحت خدمة الزبون دافعي للشغل وليست خدمة الشركة. هذه هي الحقيقة السخيفة التي وجدت نفسي فيها بسبب تعاملهم. فبهذه الطريقة واصلت العمل قدر الاستطاع.

مع ذلك مهما أصرت على المواصلة بالاخير المدراء والجالية هم الذين يمتلكون السلطة فوقك فسيحدون منك. سقفك سيكون محدود جدا ولن تصعد. إضافة إلى ذلك عندما تصل مرحلة معينة عليك أن تسأل نفسك، هل يستحق الاستمرار مع من لا يحترمك وهل يستاهلون جهودك؟ الكرامة تصبح الأولية الأهم ووقتها من الأفضل أن تتركهم. فبالاخير ذهبت عن العمل.

بشكل عام كانت تجربة صعبة جدا. للمرة الأولى في حياتي أنجبرت أن أؤمن بنفسي في ظل مجموعة كاملة من الناس ينتقدوني ويحاولون خلال سلبياتهم جعلي أفقد ثقتي بنفسي. كنت ضحية التنمر. فكان تحدي كبير ولكن ثابرت وتمكنت من المواصلة لفترة ما.

لن اعرف ابدا السبب الحقيقي وراء تصرفهم ولكن كنت دائما ارى أنه يرجع إلى أني كنت من جنسية أخرى وكانوا يسعون إلى الحفاظ على الشغل لانفسهم فقط ولا يريدون الآخرين أن يشتغلوا معهم. لن اعرف اذا كان هذا السبب الحقيقي ولكن هذا ما كنت أتوقعه من البداية. واذا كان هذا السبب هو شيء وقح جدا لان انت ستكره شخص برىء لمجرد أنه دخل مكان عملك ويسعى إلى توفير لنفسه لقمة عيش. وانت ستكره شخص وتجعل حياته فظيعة حتى يستقيل من أجل غاياتك الخاصة فقط. لا استطيع التعاطف مع مثل هؤلاء الناس.

ما عادوا يمتلكون أي إنسانية بهذه الحالة. هذا شخص يدور على لقمة عيش وانت تحاول تدمير حياته. لذا ما عدت أؤمن بالإنسانية كثيرا بعد تجربتي معهم. ما كنت اعرف ان الانسان يمكن أن يكون سيء لهذه الدرجة، انك تكره شخص برئ من أجل غاياتك الخاصة. ماذا كسبت من تصرفاتك؟ هل تفتخر انك جعلت شخص برىء يستقيل؟ هل فعلا كسبت وانت تصرفت بدون اي إنسانية؟ من المؤسف أن هناك ناس يفكرون مثلهم.

لن اسامح كراهية عمياء ابدا. اذا فعلت شيء يستحق فهذا شيء لكن الكراهية العمياء شيء اخر. فوق هذا يمكن أن تؤثر على نفسية الشخص وثقته بنفسه بسبب هذه الكراهية من قبل مجموعة من الناس يحيطون به. هذا الشخص يبقى الشخص الوحيد الذي يؤمن بنفسه في ظل مجموعة كاملة من الناس بما فيهم مديره يوجهون الكراهية والسلبية والصرخات المتكررة تجاهه كل يوم. والخطورة أن يمكن لهذا الشخص أن يتأثر نفسياً ويفقد ثقته بنفسه. لذا التنمر والكراهية العمياء لا يغتفران.

رغم كل الذي صار انا راضي بخوضي للتجربة لما تعلمته عن الحياة والبشر. انا فخور بما تمكنت من تعلمه في المطعم وكيف اني اسمتمررت رغم كل العقبات. وتعلمت كيف يمكن أن يكون الناس سيئيين فصرت اكثر واعيا عن واقع الحياة، وهذا يمكن أن يساعدني في المستقبل. انا اتبنى رؤية أكثر واقعية للحياة الان مقارنة بالسابق.

ولكن هذا لا يعذرهم وتعاملهم الغير مقبول. كل شخص يتم توظيفه يحق له العمل وأن يعمل بدون تمييز على أساس هويته. كل انسان له قيمة ويستحق التعامل باحترام كإنسان. كان من المفروض أن احظى بتجربة عمل افضل بكثير مما كانت عليه. لذا من المهم جدا أن الشركة تتغير.

ادعو إدارة الشركة للتحقق من واقع بيئة العمل في المطعم ولرفع الظلم القائم فيه ومنع كل مظاهر التمييز ضد الغير فلبينيين. على سبيل المثال لابد من وضع آلية لمراقبة المدراء والاستفسار مع الموظفين عن معنوياتهم بشكل دوري للتحقق عن أي قصور في بيئة العمل. وهناك إجراءات اخرى ممكن اتخاذها لتحسين الوضع. لا اكره الشركة نفسها بالضرورة لأنها اعطتني فرصة العمل لكني أعارض بشدة المعاملة التي تعرضت لها من قبل الموظفين في الفروع نفسها وهي التي اريد أن انوه الشركة بها وهي التي بالحاجة القصوى للاصلاح. وهذا من اجل من يتبعني في الشغل في المطعم. هو مطعم عالمي ويستحق سمعة افضل مما هي عليه. فوق هذا لا أعتقد أن الزبائن سيرضون إذا عرفوا الحقيقة داخل المطعم. فالاصلاح للشركة ضروري جدا.